الكثير من الملاحدة اليوم يستنكرون فعل الله ويحتجون على ذلك فيقولون كيف يفعل الله ما يشاء؟ قال الله عز وجل: {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة284، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26، {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} آل عمران40، {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران129، {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} المائدة40، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} إبراهيم4، {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} النحل93 ، {يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} العنكبوت21، ويرون في ذلك ظلم من الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ربنا لا تواخدنا بنا قالوا، لكن لو عدنا إلى كتب التفسير لوجدنا غير ما يدّعون. بِغض النظر عن مخالفتهم للتفاسير، أقول لهؤلاء وأمثالهم ما رأيكم في سيارة، تلك المركبة التي صنعها الإنسان ليتنقل بها إلى حيث يشاء ومتى يشاء، فإذا بهذه السيارة تحتج وترفض أوامر مالكها مدعية أن في ذلك ظلم لها، إذ كيف يسوقها متى يشاء وإلى أين يشاء من دون مشورتها، فما تقولون أيها الملحدون في هذا؟ هل هذا معقول؟ إذا قلتم معقول فهذا يعني أنكم مجنونون أما إذا قلتم غير معقول، فأقول لكم كيف لا ترضونه لأنفسكم في حين ترضونه لله تعالى؟! أين هي عقولكم؟