أجد الأخ مارو كفى و وفى و لكن أضيف بعض التعليقات
هل تعلم الأديان تتغير ، وتتوالى ، أو تتعدد . بداخل الوطن .
الأديان تجيء وتذهب – طال عمرها أو قصر - وتبقى الأوطان . ما بقي الزمان .
بل الإسلام أتى و لن يذهب إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . و سرعة انتشاره و قبوله بين الناس بلا سلاح و لا إكراه دليل على ذلك .
أما قولك "تبقى الأوطان ما بقي الزمن" فأضحكني مع الاحترام
هل تعرف بلدين اسمهما "كوريا الشمالية و الجنوبية" ؟ كانتا دولة واحدة و شعباً واحداً ، و لا أعرف التفاصيل صراحة و لكن بطريقة ما صارتا من ألد الأعداء ! فأين صار الوطن يا رجل ؟ و ليست السودان ببعيدة عن هذا المثال . بل إن أهل المدينة نفسها - و لا أقول الدولة - يتفرقون و قد يتكبرون على بعضهم من حارة إلى حارة و زنقة إلى زنقة ؟
هل تعلم لا يوجد شيء اسمه مرض الحنين للدين . المعروف هو " مرض الحنين للوطن " .
ولو حصل الانسان على جنسية أعظم وأرقى الدول ، يبقى الحنين للوطن ، بداخله ، جمرا ، قابلا للاشتعال ..
بلى يوجد و لكن في شكل لا تدركونه ((و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى)) فحتى المسلم المبتعد عن الالتزام بتعاليم دينه يشعر بالضيق و التعاسة مهما حاول أن يتناسى هذا الإحساس بملهيات الدنيا .
هل تعلم الوطن يستوعب أديان عديدة . ويحتملها جميعها .
لكن الدين . قد لا يحتمل الا نفسه . ( مثال : " ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه " – 3 : 85 آل عمران - ) ..
وكثيرا ما لا يحتمل الدين نفسه أيضا ! …
فينقسم الدين الى مذاهب . وكل مذهب . يكره المذاهب الأخرى ، ويعاديها ..!!..
أنتم من آخر من يحدثنا عن الانقسام في المذاهب ! فلديك الملحد السلبي و آخر إيجابي و لا ديني و لا أدري و لا ألوهي و وجودي و علماني و ليبرالي و شيوعي إلى آخر القائمة إن وجد . كل فرقة ترى أنها على الحق و أن الآخرين على باطل يتمسحون بالإلحاد الحق . ثم أي وطن تحدثنا عنه و يستوعب أكثر من دين ؟ هل تعني أمريكا مثلاً ؟ غريبة ، فالرئيس لا بد أن يكون نصرانياً معادياً للفكر الشيوعي و النازي فأين الاستيعاب ؟ أتحدثنا عن بورما و الهند و الصين ؟ لو نظرت بإنصاف يوماً و رأيت التنكيل الذي يحدث للمسلمين هناك لما قلت شيئاً . أم تحدثنا عن فرنسا ؟ و ألين دحين ما أدري إيش حارق رزهم في قضية الحجاب
ثم ما قولك في الدين الذي يستوعب بلاداً شاسعة كما فعل الإسلام من الهند شرقاً إلى الأندلس غرباً ؟
هل تعلم الدين قد ينكر الوطن ! بينما هو يعيش فوق ترابه وتحت سمائه .. ويعتبر نفسه هو الوطن .. ! ، مثلما يعتبر الدين نفسه – وبجرأة - أحق بالانسان من أهله ومن ذويه ّ ..! ( قرصنة .. مقدسة .. ! ) .
لا أجد إلا أن أكرر ما قاله الأخ مارو :
"هل تعلم أن الوطن ينكر (بالفعل وليس قد) الدين الذى يعيش فى ظله وتحت قوانينه وتشريعاته؟
تجد حاكم دولة إسلامية إسمه (محمد مبارك)... ولم يكن مع شعبه محمداً ولا مباركاً...
(قرصنة لعينة، غير مقدسة) !"
هل تعلم من لا يعترفون بالوطن ، ويرون الدين هو الوطن . ليسوا تيارا وطنيا . مهما بلغ عددهم ، بل هم تيار ديني فقط ، و لا شأن لهم بالوطن ولا بالوطنية . واعتبارهم تيارا وطنيا هو محض تدليس
نكرر مرة أخرى :
"هل تعلم أن من لا يعترفون بالدين ويرون الوطن هو الدين: هم ليسوا تياراً دينياً؟؟؟
بل هم تيار وطنى فقط ولا شأن لهم بالدين."
هل تعلم الدين وراثة اجبارية . نتاج تلقين منذ الطفولة . أما الوطن فالانسان نبتة من ضمن نباتات أرضه ، يحبه الانسان مثلما يحب أمه ، وحبه ساكن بداخل الانسان كحبه للأم .
بل الإسلام يدعو للتفكر و استخدام العقل و من نظر له بإنصاف اعتنقه غير مرغم . و أما الوطنية فشعار أجوف لا قيمة له يستعمل لخداع العوام كما يفعل اليهود عبر أمريكا لتبرير اعتداءاتها على الأبرياء . و إن كان مقصدك هو أن الإنسان تربى في الوطن و أكل من خيراته و لهذا فهو يدين له فأقول أن الدين أولى . فمن الجحود و نكران الجميل أن يتنكر المرء لدينه الذي نشأ فيه منذ صغره و أعطي حقوق أهله .
هل تعلم الدين مثل زوج الأم ، أو مثل زوجة الأب – يحب أولاده فقط ، وقد يضطهد غيرهم ..
هل تعلم أن المتعصب لوطنه لا يرى مانعاً من أن تتم إبادة قوم في شرق و غرب الأرض ؟ و مثال هذا من يناصر بشاراً الهر على المسلمين لأنه عربي ! يا زميل ، إن من يتلبس لباس الوطنية يحب أبناء بلده فقط و لا يرى مانعاً من اضطهاد الآخرين . بينما الإسلام يجمع الناس من كل البقاع تحت راية لا إله إلا الله متحابين متآخين و لا يفرق بين عربيهم و أعجميهم .
هل تعلم الوطن لا يحب أن يمزقه أولاده بحرب أهلية تفرقهم عن بعضهم ، ولكن الدين قد يشتهي تمزيق الوطن ، وتقسيمه ولو بحرب أهلية . لأجله هو . لأجل رفعته ! .
غريبة . فنحن لم نر مثل هذا خلال حكم الإسلام الذي لم يجمع وطناً واحداً فحسب بل عدة أوطان . أما المضحك و المبكي فحديثك أن الوطن لا يمزق أولاده . و ماذا نقول إذاً في هذا القمع و التنكيل الذي نجده لكل من أطلق لحيته أو ارتدى ثياباً فوق الكعب ؟ أم أن هذا لم شمل و محبة ؟
هل تعلم الوطن عطاء .. الأصل في الوطن هو العطاء . الوطن يعطيك أولا ، من قبل أن يأخذ منك .. وقد يعطيك فقط دونما أخذ .. والدين يأخذ منك . ثمن الموعظة .. وان لم تتلقاها ، وان لم تحتاجها ، وان لم تطلبها ، فانه يطالبك بدفع : زكاة ، صدقة ، عشور ، وذبائح وشعائر ، أو جزية . و خلافه - .. ! .
مع احترامي فهذه نكتة يا زميل
أي عطاء تتحدث عنه و أموال الناس و أراضيهم تسلب منهم تحت مصطلح المصلحة العامة و من ثم يتم بناء سوق في تلك الأراضي ؟! و أعجب كل العجب ممن يعجب أن يطالب الإسلام المرء بدفع الزكاة و الجزية ! أتنكر على الإسلام أن يجبر الغني على مساعدة الفقير ؟ هل تتبع مثل قوم لوط إذ قالوا ((أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)) ؟ و كأن هذا الوطن الذي فرضه على فكرك إعلام فاسد لا يطالبك بدفع ضريبة و لو كنت فقيراً معدماً !!
هل تعلم كيف يكون الدين وطن – كما يروج فقهاء ودعاة - !؟
الوطن فيه أماكن : مولدنا ، تعليمنا ، وأشغالنا ، وسكننا ، وموتنا ، وقبرنا .. ؟
فكيف يقوم الدين بتلك المهام ، حتى نعتبره : وطن !؟
الدين فيه صلاح المجتمع و الحياة . إن الإسلام يحرص كل الحرص على سلامة أهله و حسن معيشتهم حتى قضاء الحاجة علمهم كيف يكون و كيف يتطهرون منه . الإسلام يردع المجرمين و المفسدين . الإسلام يحث على العلم و التماسه . الإسلام يضمن حقوق الموتى حتى فيتم غسلهم و تكفينهم و الصلاة عليهم و دفنهم . أين نجد هذا في الوطن المزعوم حتى يصير بمكانة الدين ؟
هل تعلم الوطن والمواطنة حقيقة .. يندر أن يقوم حولها خلاف أو جدل . والدين محض عقيدة .. والعقائد كثيرة . قد تصح ، وقد لا تصح وكل صاحب عقيدة يظن عقيدته أصوب العقائد !... ويوجد بالعالم 3000 عقيدة ...! ، والجدل ، والنقاش ، والاختلاف حول صحة وعدم صحة كل عقيدة ، هو أمر لا ينتهي ولا يحسم .. ! وكثيرا ما ينتهي بالغضب وبالكراهية ، وربما بما هو أكثر من ذلك – بحروب - ! !
"هل تعلم أن الدين له أُسُس... وأصول لا يختلف عليها اثنان ؟
أما الوطنية فلا أساس لها سوى بضعة حدود جغرافية تحسبها جامدة وهى تمر مرّ السحاب !
هناك بالعالم 196 دولة كل منها لها قوانينها الوضعية ونموذجها الإقتصادى وسيادتها على ترابها... والصراعات السياسية لم تهدأ يوماً."
هل تعلم الوطن لا يطاردك ولا يلاحقك ليقتلك ان اتخذت لك وطنا آخر ، ولكن من الأديان من يفعل ذلك ....!
Bookmarks