النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حول إثبات نبوة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم

  1. #1

    افتراضي حول إثبات نبوة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    أما بعد ::

    فإن القرآن يحتوي على قصص الأقوام السابقين , كقصة موسى وعيسى ويوسف ويونس عليهم السلام وغيرهم ... وهذا يقودنا للتساؤل الآتي :

    كيف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم بهذه القصص ... ولنضع الاحتمالات الممكنة لإجابة هذا السؤال:

    الإحتمال الأول : أنَ شخصاً ما قام بتعليمه إياها ...

    الإحتمال الثاني : أنه نقلها من الكتب السابقة (النوراة والإنجيل)...

    الإحتمال الثالث : أن الله -سبحانه وتعالى - قد أوحاها إليه وأنه نبي مرسل ...

    ---
    فإذا تبين بطلان الاحتمالين الأول والثاني ... وجب الإقرار بالثالث ... وهذا ما سنناقشه إن شاء الله
    ---
    * هل يعقل أن شخصاً ما علم النبي القرآن ... ؟

    # القرآن أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم خلال 23 سنة ... والعديد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عاشوا معه هذه الفترة يوماً بيوم وحادثةً بحادثة ...لذلك فمن المستحيل أن يكون هنالك شخص قد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم طيلة هذه الفترة وأن لا يعرف ...

    # هل يعقل أن ينتج شخص كتاباً مثل القرآن الذي جاء بنهج حياة متكامل ... واعترف ببلاغته وجمال نظمه وعلوِه القاصي والداني والعدو قبل الصديق ومن ثم يعطيه لشخص آخر ... ؟
    هل يعقل أن شخصاً ما قد أنتج قصص وروايات شكسبير ثم أعطاها إياه - ولا وجه للمقارنة طبعاً - لا أعتقد أنَ أي ذي عقل يصدق هذا ..

    # ولو أن شخص علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن , لبذل مشركوا مكة كل جهدهم لكشفه وتفنيد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ... وقد حاولوا إخبار الناس أن ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أو أنّ غلاماً أعجمي اللسان قد علموا النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ...ولكنهم لم يفلحوا إذ أن ورقة بن نوفل توفي بعد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بزمن يسير ,ولا يعقل أن يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي أكمل من معاني كل كتاب نزل على بني إسرائيل أن يتعلم من رجل أعجمي؟ لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل . ويقول الله - سبحانه وتعالى - مفنداً لإدعائهم :

    ( 103 ) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ . سورة النحل .

    وأيضاً إن ورقة بن نوفل قد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه ... فهل يعقل أن يتبع أستاذ تلميذَه ؟
    * وهنالك رد مفصل على هذه الشبهة لمن أراد الإستزادة ...
    ---
    فهذا يبطل الإحتمال الأول ...
    ---
    * هل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى بالقرآن من الكتب السابقة (التوراة والإنجيل ) ... ؟

    محمد صلى الله عليه وسلم ولد في مكة عام 570 ميلادي وعاش 40 سنة قبل أن يوحى إليه ... عمل النبي صلى الله عليه وسلم راعياً للغنم وتزوج بخديجة رضي الله عنها عندما كان عمره 25 سنة , وكان النبي أمياً ليس لديه خبرة في علوم أو كتب الأمم السابقة ...يقول سبحانه وتعالى :

    ( 158 ) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
    سورة الأعراف .

    مكة كانت بعيدة عن تأثير اليهود والنصارى والنبي صلى الله عليه وسلم لم يسافر لمنطقة نصرانية إلا مرة مع عمه أبو طالب إلى الشام والتقى بالراهب بحيرى , ولكن عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أقل من عشر سنوات حينئذ ٍ , كما أن بحيرى لسانه أعجمي فمن المستحيل أن يؤلف كتابا بهذه البلاغة اللفظية ! كما أن الراهب بحيرى تفحص النبي صلى الله عليه وسلم فوجد خاتم النبوة ووجد أنه هو النبي المنتظر بعد المسيح .


    كما أن أول ترجمة للعهد القديم والعهد الجديد للعربية كانت بعد 200 سنة و 1000 سنة على الترتيب بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم

    New Catholic Encylobedia reported :

    "The Hijaz [Arabian Peninsula] had not been touched by Christian preaching. Hence organization of the Christian church was neither to be expected nor found."

    New Catholic Encyclopedia, Op.Cit, Vol. 1, pp. 721-722

    ومعنى هذا الكلام : الحجاز لم يلمس بالتبشير النصراني لذلك تنظيم الكنيسة لم يكن متوقعاً ولا موجودا ً . الموسوعة الكاثوليكية
    ---
    Sidney Griffith said: "All one can say about the possibility of a pre-Islamic, Christian version of the Gospel in Arabic is that no sure sign of its actual existence has yet emerged."

    "The Gospel In Arabic: An Enquiry into Its Appearance In The First Abbasid Century", Oriens Christianus, Volume 69, p. 166

    ومعنى هذا الكلام : كل ما يمكن قوله حول وجود نسخة من الإنجيل بالعربية قبل الإسلام أنه لم تظهر أي إشارة على وجوده .
    ---
    Ernst Würthwein stated in his book "The Text of the Old Testament":

    "With the victory of Islam the use of Arabic spread widely, and for Jews and Christians in the conquered lands it became the language of daily life. This gave rise to the need of Arabic versions of the Bible, which need was met by a number of versions mainly independent and concerned primarily for
    interpretation."

    The Text Of The Old Testament, 1988, William B Eerdmans Publishing Company, Grand Rapids, Michigan, pp. 104.

    ومعنى هذا الكلام : أنه مع إنتصار الإسلام , إستخدام اللغة العربية أصبح منتشراً , وبالنسبة لليهود والنصارى في الأراضي المحررة , أصبحت اللغة اليومية , مما أدى إلى وجود حاجة إلى نسخة عربية من الإنجيل ... إلخ ...

    والمقصد من هذا أنه كيف يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم النبي الأمي أن يأتي بالقرآن من كتب اليهود والنصارى وهو قد عاش بعيداً عنها ... ؟

    يقول سبحانه وتعالى :

    ( 48 ) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ
    ( 49 ) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ . سورة العنكبوت

    ويقول أيضاً :

    ( 16 ) قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . يونس


    H.A.R. Gibb wrote in his book, Mohammedanism (1953):

    “well then, if the Koran were his own composition other men could rival it. Let them produce ten verses like it. If they could not (and it is obvious that they could not), then let them accept the Koran as an outstanding evidential miracle.”

    ومعنى هذا الكلام : لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لاستطاع أي شخص في ذلك الوقت تأليف كتاب مثله , فقد تحداهم بأن يأتوا بعشر آيات مثله فإن لم يستطيعوا (ومن الواضح أنهم لم يستطيعوا , فدعهم يقبلوا القرآن كمعجزة ودليل ظاهر .
    ---
    وأيضا ً لو كان القرآن مأخوذا من التوراة والإنجيل والكتب السابقة , لما استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتحدى الناس ويقدم على هذا الخطأ الفادح , لأن هذه الأصول المنقول عنها موجودة في متناول أيدي الجميع , فلماذا يتحدى الناس بشيء موجود , ألا يخشى أن يقوم بعض الناس بالرجوع إلى مراجعه والعمل مثل عمله فينكشف !

    وكيف يمكن اعتبار التوراة والإنجيل من أهم مصادر القرآن مع أن القرآن خالفها في كثير من الأشياء , ففي بعض الأحداث التاريخية نجد القرآن يذكرها بدقة متناهية , ويتمسك بها بإصرار , في الوقت الذي كان بإمكانه أن يتجاهل بعضها , على الأقل تفاديا للاصطدام بالتوراة والإنجيل , ففي قصة موسى يشير القرآن إلى أن التي كفلت موسى هي امرأة فرعون ، مع أن سفر الخروج يؤكد أنها كانت ابنته , كما أن القرآن يذكر غرق فرعون بشكل دقيق , لا يتجاهل حتى مسألة نجاة بدن فرعون من الغرق مع موته وهلاكه , في الوقت الذي نجد التوراة تشير إلى غرق فرعون بشكل مبهم , ويتكرر نفس الموقف في قضية العجل , حيث تذكر التوراة أن الذي صنعه هو هارون , وفي قصة ولادة مريم للمسيح - عليهما السلام - وغيرها من القضايا .

    - ومن المعلوم أن في القرآن ما لا وجود له في كتب اليهود والنصارى ، مثل : قصة هود وصالح وشعيب ، فكيف أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

    - وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من النصارى الذين خالطهم ؛ من أمثال سلمان وصهيب وورقة ، فلِمَ لم يفضحوه عندما سب النصارى وكفرهم في كتابه في عدة آيات ، حتى إن سورة المائدة ، وهي من آخر السور نزولا , كانت من أكثر السور تكفيرا للنصارى .

    -ومن تناقض الكفار زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن من سلمان وصهيب النصرانيين وابن سلام اليهودي وغيرهم ممن أسلم من أهل الكتاب ، وحقيقة الأمر أن إسلام هؤلاء حجة عليهم ، إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن والشريعة من أهل الكتاب ، فلماذا يتركون الأصل ويذهبون إلى الفرع ؟
    ---
    وبهذا يتضح بطلان الإحتمال الثاني ...
    ---
    ----> وهذا يستلزم أن نقر بالإحتمال الثالث ... ألا وهو أن الله أوحى إليه هذه القصص ... مما يثبت نبوته وصحة دين الإسلام وأن الله موجود سبحانه وتعالى .

    ( 52 ) وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ . الشورى
    ---
    هذا وما كان خطئاً فمن نفسي ومن الشيطان وما كان صواباً فبتوفيق من الله , وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
    " وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله كل خير .موضوع رائع.
    نعيب زماننا والعيب فينا
    وما لزماننا عيب سوانا
    نهجوا ذا الزمان بغير ذنب
    فلو نطق الزمان اما لهجانا


    (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيك، وجعل ما كتبت ذخرًا لك يوم القيامة.
    الطريق الذي انتهجته في مشاركتك النافعة -أيها ألأخ الكريم- معروف عند الأصوليين بمسلك السبر والتقسيم. وهو مسلك من مسالك الاستدلال.
    قال صاحب المراقي:

    والسَبْر والتقسيم قسم رابع ******* أن يجمع الأوصافَ فيه جامع
    ويُبطِل الذي لها لايصلُح ******** فما بقِي تعيينُه متّضِح
    والمعنى أن تُجمع جميع الأوصاف في المسألة المتنازَع فيها (إما أن يكون ما جاء به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الله تعالى، وإما أن يكون من غيره سبحانه)
    فإذا جُمعت وصارت محصورة واتفق عليها المتناظران شُرع حينئذ في سبرها، أي اختبارها. فيعرضانها واحدة واحدة على الشرع إن كانت المسألة سمعية، أو على العقل إن كانت المسألة عقلية ثم يردّان ما وجب ردّه وما بقي منها فيلزمهما الأخذُ به.
    وهناك احتمال رابع ينبغي أن يُذكر حتى تتم القسمة، أخي الكريم.
    الاحتمال الرابع: إما يكون هو الذي ألفها من تلقاء نفسه، ولم يتلَقَّها من أحد. ثم تشرع في سبره ومن ثَمّ إبطاله كما فعلت مع الاحتمالين الآخرين.
    وبارك الله جهدك وجعلك ردءًا للمسلمين.

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Marvel مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير .موضوع رائع.
    +1

    فعلا أخي الكريم ...
    موضوع مختصر وفي الصميم وأدلته منطقية ونقلية محكمة ما شاء الله ...
    وأستأذنك في النقل ...

    بارك الله فيك ..
    التعديل الأخير تم 06-27-2013 الساعة 09:51 AM

  5. #5

    افتراضي

    بارك الله فيكم ... وجزاكم الله خيراً

    الأخ الكريم أبو سهيل ... كنت أريد أن أضع هذا الإحتمال ... لكن كون القرآن يحتوي على قصص سابقة فيها بعض التشابه مع التوراة والإنجيل فهذا يعني أنه من المستحيل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد أتى بها من تلقاء نفسه فكيف له أن يعرف الأسماء والأحداث ...الخ ... وهذا يعيدنا للإحتمالات الثلاثة الأولى ...
    " وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rengle مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم ... وجزاكم الله خيراً

    الأخ الكريم أبو سهيل ... كنت أريد أن أضع هذا الإحتمال ... لكن كون القرآن يحتوي على قصص سابقة فيها بعض التشابه مع التوراة والإنجيل فهذا يعني أنه من المستحيل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد أتى بها من تلقاء نفسه فكيف له أن يعرف الأسماء والأحداث ...الخ ... وهذا يعيدنا للإحتمالات الثلاثة الأولى ...
    بارك الله فيك يا أخي الفاضل.
    إنما عنيتُ القصص التي لم ترد في "الكتاب المقدّس" على وجه التحديد. على الأقل الموجود بين أيدينا الآن؛ لأن الكلام مع خصوم العصر. كلقمان، وأصحاب الكهف، وكلام عيسى عليه السلام في المهد، وغراب ابني آدم، وهلاك ابن نوح عليه السلام غرقًا، إلخ. فأردت أن أقول إن الطريقة التي اتبعتَها متينة وهي جديرة بأن تُتبع في تقرير الحقائق.
    والخطب سهل إن شاء الله، ونحن هنا منكم نستفيد.

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سهيل مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك يا أخي الفاضل.
    إنما عنيتُ القصص التي لم ترد في "الكتاب المقدّس" على وجه التحديد. على الأقل الموجود بين أيدينا الآن؛ لأن الكلام مع خصوم العصر. كلقمان، وأصحاب الكهف، وكلام عيسى عليه السلام في المهد، وغراب ابني آدم، وهلاك ابن نوح عليه السلام غرقًا، إلخ. فأردت أن أقول إن الطريقة التي اتبعتَها متينة وهي جديرة بأن تُتبع في تقرير الحقائق.
    والخطب سهل إن شاء الله، ونحن هنا منكم نستفيد.
    وفيكم أستاذي العزيز .. نعم أدركت قصدك الآن ... وأعتقد أن ما قاله الدكتور منذر السقار فيه كفاية وأقتبس منه :

    لماذا يؤلف مدعي النبوة هذا السِفر العظيم وتلك اللوحة البيانية المذهلة ثم ينسبه إلى غيره. ؟

    ولماذا يتحدى العالمين أن يأتوا بمثله؟ وكيف له أن يحيط بأخبار الأولين وأن يتوصل إلى علوم الآخرين؟ وكيف تنبأ بالغيوب الكثيرة التي ملأت صفحات كتابه، ومنها ما تحقق في حياته، ومنها ما يشهد وقوعه بصدقه إلى قيام الساعة.

    لو أطلق الواحد منا خياله محاولاً تصور كتاب يكتبه مدع كاذب؛ فإنه سيجد الكثير مما ينبه العقلاء - ولو بعد حين – إلى بشـريته، وأنه من صناعة إنسان، وهذا ليس بالعسير، فالبشـر يكتبون بمعايير البـشر وقدراتهم، ووفق أحاسيسهم ورغباتهم وعلومهم وموضوعاتهم.

    إن نظرة فاحصة لآي القرآن ستنبئ عن إلهية منزل القرآن؛ إذ هو في موضوعاته يتسامى بعيداً عن اهتمامات البشر وما يجول في أذهانهم، فحديثه يدور حول موضوعات لا يطرقها البشر عادة ولا يقدرون على الإنشاء فيها، كالحديث عن صفات الله وأسمائه وأفعاله، وعن اليوم الآخر وأهواله وجنته وناره، والحديث عن التاريخ القديم والمستقبل البعيد.

    وفي مقابل ذلك لا نجد أي مشاعر إنسانية يحملها القرآن في صفحاته، فلا يظهر فيه حزن الاستضعاف المكي، ولا نشوة النصر المدني، لا نجد فيه أي حديث يتعلق بآلام النبي صلى الله عليه وسلم وأفراحه وآماله وتطلعاته، فكما لا يتحدث القرآن عن موت زوجه خديجة وعمه أبي طالب في عام الحزن؛ فإنه لا يذكر شيئاً عن زواجه أو ميلاد أولاده أو وفاتهم أو غير ذلك من الأمور الشخصية المتعلقة بزوجاته أو أصحابه، فالقرآن غير معني بتسجيل السير والحكايات ، لذلك لم يرد فيه ذكر اسم زوجة من زوجاته أو ابن من أبنائه وبناته، بل ولا اسم عدو من أعدائه ، ولا صاحب من أصحابه ، خلا أبا لهب وزيداً .

    بل إن القرآن لم يذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في صفحاته إلا خمس مرات، بينما ذكر عيسى عليه السلام باسمه خمساً وعشرين مرة، وذكر موسى بما يربو على المائة مرة؛ ليبرهن لكل قارئ أنه كتاب الله ، وليس كتاب محمد صلى الله عليه وسلم
    ---
    وإن في آيات عتاب النبي صلى الله عليه وسلم و الآيات المتعلقة بأحداث تشهد بوحي القرآن عليه وما في القرآن من إعجاز وغيوب ما يؤكد قطعا إنتفاء إحتمالية كون الرسول صلى الله عليه وسلم مؤلف القرآن ...
    ---
    ولكن أعتقد أن ثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ببطلان الإحتمالين الأول والثاني وثبوت الثالث .. يستلزم كونه صادقاً بذلك لا يعقل أن يقول أن القرآن من عند الله ومن ثم يؤلف شيئاً منه ... وشكر أستاذي العزيز على المشاركة ...وبارك الله فيكم ..
    " وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأدلة الندية في إثبات نبوة خير البرية عليه الصلاة والسلام
    بواسطة ساري فرح في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-02-2011, 09:03 PM
  2. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-23-2010, 05:27 AM
  3. مناظرة مفتوحة مع اللادينيين حول إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-17-2009, 09:53 AM
  4. أقدم كتب إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة الجاحـظ في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-23-2007, 01:58 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء