مايكل هارت والمائة الأوائل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
من بين كتب الغربيين التي نالت إعجاب الكثير من المسلمين والذي أعيد طبعه في السنوات الأخيرة كتاب المائة الأوائل لمؤلفه الفلكي الأمريكي مايكل هارت، الكتاب الذي تناول فيه مؤلفه أهم مائة شخصية تركت أثرا في تاريخ البشرية سواء إيجابا أم سلبا كما قال، بمعنى أن صاحبه جمع فيه كبار عظماء الإنسانية وكبار مجرمي الإنسانية كذلك. والشيء الذي جعله ينال هذا الإعجاب هو أن مؤلفه جعل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الأول من بين هؤلاء المائة، والسؤال المطروح هو: هل المسلمين على صواب حينما أُعجبوا بهذا الكتاب؟
أنا وبكل صراحة لا أراه مفخرة للمسلمين، بل هو إهانة لنبينا صلى الله عليه وسلم ويجب الإبتعاد عنه، والسبب واضح هو يجمع بين العظماء والمجرمين في سياق واحد فهل هذا معقول؟! {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} القلم35-36، أم أنكم تظنون أيها المسلمون أن رجال من أمثال فرويد وداروين وماركس وغيرهم من العلماء حقا؟! إن من يُصَدّق هذا مخبول لا محالة، قد تعتبروني أهذي، لكن إخوتي أقول لكم انظروا جيدا فيما يدعون أنه علم، ألا ترون أنه ليس بعلم وأنه جُعِل أساسا لمحاربة القرآن وبالتالي يسهل القضاء على الإسلام والمسلمين. وحتى لا تتهمونني فيما أقول أستشهد -للأسف الشديد- بما قالوه هم أنفسهم، فهذا المستشرق شاتلي يقول: (إذا أردتم أن تغزوا الإسلام وتكسروا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيس لعزة المسلمين وشموخهم، وسيادتهم وغزوهم للعالم... وإذا أردتم غزو هذا الإسلام، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية؛ بإماتة روح الإعتزاز بماضيهم وتاريخهم وكتابهم: القرآن، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك، لأن الشجرة يجب أن يتسبب في قطعها أحد أغصانها)، وهاهم اليهود أنفسهم يقولون في بروتوكولاتهم: (يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا... إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه)، ويقولون كذلك: (لقد رتبنا نجاح داروين وماركس ونيتشه بالترويج لآرائهم، وإن الأثر الهدام للأخلاق الذي تنشئه علومهم في الفكر غير اليهودي واضح لنا بكل تأكيد)، ألا يكفيكم هذا؟
كيف لحبيب الله صلى الله عليه وسلم وأفضل خلق الله أجمعين أن يوضع مع أمثال فرويد و داروين وماركس وبوذا وكونفشيوس وغيرهم أليست هذه إهانة؟ كما أننا نرى أن الرجل الثاني في الأمة الإسلامية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم طبعا، عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي في الرتبة الثانية والخمسين وكأنه لا قيمة له، فهل هذا معقول؟ إني أدعوكم أيها المسلمون لمراجعة حسابكم، كما أنني أنبهكم ألا يلعبوا لكم على العواطف.
اللهم إني أسألك الهداية والتوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
رد مع اقتباس
في راس القائمة حيادي الى ابعد الحدود...
Bookmarks