بعد صبر طويل وأمل استمر لعشرات السنين بأن يصل إلى الحكم من يطبق شرع الله وينصر دينه وينشر العدل ويقيم الحق بين الناس هيأ الله لمصر ثورة دبر لها بنفسه فكانت ثورة ربانية عظيمة تدل على أن الله ناصرٌ دينه ومظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ثورة شعارها (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون) وكان كلما تعثرت هذه الثورة يقول رجال الإسلام لا تخافوا على الثورة فالذي صنعها سيحميها وكافأ الله رجال الإسلام هؤلاء بأن شرح صدور الناس لهم فأقبلوا على التصويت لهم بصورة غير مسبوقة ولكن....
خطط أعداء الإسلام والحاقدين على الشريعة الإسلامية من علمانيين ونصارى ومن الذين تربوا على الفساد منذ نعومة أظفارهم فحلوا مجلس الشعب فرد الله كيدهم في نحورهم وكافأ أصحاب المشروع الإسلامي بأن جعل إدارة الدولة تحت أيديهم....نعم للثورة رب يحميها.
وكان كلما أوقد أعداء الإسلام نارا للحرب أطفأها الله ومع استمرارهم في مكرهم السيء وبغيهم كان الله دائما يدافع عن أنصار دينه (إن الله يدافع عن الذين آمنوا).
وفي يوم 30/6/2013 في الوقت الحاسم وقعت المعركة الأخيرة والفاصلة بين الحق والباطل تضرع أهل الحق إلى الله بكلمات تذيب قلب الحجر إن كان له قلب: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض اللهم نصرك الذي وعدت اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا اللهم لا تخيب فيك رجاءنا اللهم حقق آمالنا رب إنا مغلوبون فانتصر (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) ورأيت الوجوه الخاشعة المتضرعة المتذللة لله وهي تبكي بدموع الفقر والانكسار لله أن ينصرهم ويمكن لأهل دينه أقسم لكم أنني حينما كنت أشاهدهم كنت أقول لنفسي هل يمكن لمثل هؤلاء أن يخذلهم الله أو أن يردهم خائبين....ولكن ماذا كانت النتيجة؟
لم يسمع الله دعاءهم ولم يعبأ باستغاثاتهم وآمالهم وإنما نصر أعداء الدين من المفسدين والنصارى وعبد الطاغوت.
لقد ضيع الله أملا وشوقا كان يعتلج في صدورهم دهرا طويلا إلى إقامة دينه في الأرض وانفض الناس من حولهم بعد أن كانوا يتوقون شوقا لهم ولمنهجهم الرباني بل والأنكى من ذلك أنه خيب رجاءهم قبيل رمضان وبعد أن فتح لهم طاقة من الضوء سريعا ما أطفأها مرة أحرى لكي يموتوا بحسرتهم إن لم يموتوا قتلا أو يلقوا في غياهب السجون!!!
لماذا يا رب تنصر أعداء دينك على أنصاره! ألم تكن تسمع دعاءهم وترى حالهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت!!
لا يهمني الآن تبريراتكم الكثيرة والمعهودة مثل: هؤلاء لم يكونوا يمثلون الإسلام ولا قولكم: المسلمون لا يستحقون الآن من يحكمهم بالإسلام ولا: إذا كانت دولة الباطل ساعة فإن دولة الحق إلى قيام الساعة ولا: لعله خير فقد سمعتها كثيرا وسئمتها.......
أعلم أن البعض منكم لا زال يعيش في حالة إنكار متوهما أن معجزة سوف تحدث وتقلب الأمر ويعود الإسلاميون إلى الحكم مرة أخرى كما نصر الله نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا بالمعجزات.
ولهؤلاء أقول: أتمنى أن يحدث هذا، ولكن يبدو أن الله لا ينصر إلا الأقوياء والماكرين الخبثاء أما المؤمنون المنافحون عن دينه فإن كانوا ضعفاء فليبكوا وليمرغوا وجوههم في التراب إن شاءوا فلن ينظر الله لهم ولن يبالي بهم ولن يستعمل معهم (ولينصرن الله من ينصره).. فالله لا يحمي المغفلين.. ولكن لا ضير أن يعيش هؤلاء الضعفاء المساكين في مصر وسوريا والشيشان وكشمير وغيرها على الأمل بنصر الله ما أرادوا.
وفي النهاية أقول لكم بكل صدق: لست شامتا فيكم ولا فيهم بل مشفق عليكم وعليهم وقد يكون عندي من الإحباط والحسرة أضعاف ما عندكم ولكن ماذا أفعل؟ هذه إرادة الله!
Bookmarks