بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص:
الجدل ليس حول وجود الآليات التى فرضتها نظرية التطور فى الطبيعة أم لا وإنما الجدل حول هل وجودها يؤدى إلى الوصول لهذه النتيجة التى هى هذا النظام البيولوجى الذى فرضت النظرية كتفسيرا لوجوده أم لا يؤدى إلى هذه النتيجة؟
أم يؤدى للوصول إلى عكسها؟
*خلية السرطان فى جسم الإنسان هى فرد فى مجموعة بيولوجية تماما مثل الكائن الحى فى النظام البيولجى الذى حوله والذى يؤثر فيه ويتأثر به
* بقاء خلية السرطان وزوال النظام البيولوجى الذى وجدت فيه (جسم الإنسان) هو عملية متوافقة جدا مع آليات التطور فالطفرات أدت لوجود الخلية والإنتخاب الطبيعى أيدها لأنها الأقوى من الخلية الطبيعية فى عدة جوانب
*خلية السرطان هى كائن أقوى مما ينبغى فى سرعة التكاثر والإنتشار وفى مقاومة الموت والتحلل الخلوى
*الإصابة بالسرطان تؤدى إلى وفاة المريض (كنتيجة طبيعية بدون محاولات علاجية) وفناء النظام البيولوجى الذى كان السرطان أحد أفراده
*إذن الطفرات والإنتخاب الطبيعى يدعمان وجود الكائن الأقوى مما ينبغى والنتيجة الحتمية لوجود الكائن الأقوى مما ينبغى هى فناء المجموعة البيولوجية التى كان هو أحد أفرادها
*إذن لا يمكن أن يكون هذا النظام البيولوجى نتيجة سببها الطفرات و الإنتخاب الطبيعى ولا أى آلية بديلة غير آلية تمنع وجود الكائن الأقوى مما ينبغى فى أى نظام بيولوجى نريد تفسير بقائه حتى الآن
*هذه الآلية المانعة منعت وجود الكائن الأقوى مما ينبغى ابتداء فى النظام البيولوجى الذى أرادت له البقاء فهى متصفة بالعلم المسبق لا محالة
*كل نظام بيولوجى يحوى بداخله مجموعات من الكائنات الحية وجوده يعد دليلا مستقلا و نتيجة نستدل بها على أن هذا النظام لم يأتى عليه على مر العصور كائن أقوى مما ينبغى يفسد بوجوده المدعوم من آليات التطور أحد شروط وجود النظام وعدم وجود هذا الكائن الأقوى مما ينبغى هى نتيجة أخرى تحتاج إلى تفسير تعجز نظرية التطور عن القيام به ولا أى نظرية لا تحوى آلية مانعة
فاذا كانت الكائنات الحية كلها عبارة عن أنظمة معقدة على مستوى الكائن وعلى مستوى مجموعة الكائنات فلا معنى لنفسير وجودها بنظرية التطور بل هذا جمع بين متناقضين
مقدمة:
فرضية التطور تقول أن هذا الإحكام الظاهر فى المخلوقات هو نتيجة شيئين
الأول- هو الطفرات التى تأتى بالصفات المختلفة كل حين بشكل عشوائى تماما بدون أى توجيه
الثانى- هو الإنتخاب الطبيعى بأن يبقى الكائن ذو الصفات المناسبة لحياة مثله وينقرض الكائن الذى أتى بصفات أضعف مما ينبغى له ليبقى حتى يستطيع ان يعيش لفترة تسمح له بتمرير جيناته لأبنائه وبذلك يبقى هذا الجنس
إذن الطفرات ستأتى بكل الصفات بشكل عشوائى وسوف تأتى حتما بكائن أضعف مما ينبغى وقد تأتى بكائن مناسب وسوف تأتى حتما بكائن أقوى مما ينبغى (أى أن وجوده يضر وجود غيره ويحدث خللا فى التوازن البيولوجى ) والإنتخاب الطبيعى سوف يسحق الأضعف مما ينبغى ويبقى على المناسب ومن باب أولى يبقى على الأقوى مما ينبغى لانه أقدر على العيش وتمرير جيناته
وهذه قسمة عقلية لا مجال لرفضها فكل شيء يؤثر ويتأثر فيما حوله لا يخرج هذا التأثر والتأثر عن احدى هذه الإحتمالات الثلاثة
فوجود الكائن الأقوى مما ينبغى هو لازم لفرضية التطور لا محالة ولو وجد هذا الكائن كفرد فى أى سلسلة بيولوجية كمجموعة من الكائنات الحية تتأثر ببعضها لفسدت السلسلة تماما كأسود تتكاثر كالذباب أو تماسيح تتكاثر كالديدان أو كخلية سرطان داخل نظام بيئى مترابط هو جسم الإنسان لا يمكن أن تحيا أعضاؤه بشكل مستقل عن بعضها أو ما شابه ذلك فلازم فرضة التطور (التى هى فرضية تفسر وجود السلاسل البيولوجية ) هو عدم وجود أى سلسلة بيولوجية........
فهى فرضية جيدة لتفسير عدم وجود الحياة لا وجودها لأنك يجب ان تفترض ان الكائن الأقوى مما ينبغى لم يأتى فى أى سلسلة بيولوجية تريد ان تفسر وجودها ولو استخدمت آليات التطور(الطفرات والإنتخاب الطبيعى) أتى هذا الكائن لا محالة فهل هناك من يحل لنا تلك المعضلة ؟
ملاحظة :
1- هذه المفارقة تبين استحالة الفرض نفسه فلم يبقى هناك احتمال للتطور فلا معنى للإنتظار حتى يكشف المستقبل عن كيفيات خفية لأن هذا يكون فى الإحتمالات الممكنة فى نفسها وليس فى المستحيلة
2- لا معنى لكل الأبحاث التى تثبت وجود آليات التطور (الطفرات والإنتخاب الطبيعى) لأن الخلاف ليس حول هل هذه الآليات موجودة أو لا وإنما الخلاف حول هل وجودها هو سبب وجود هذا النظام البيولوجى أم لا ؟
وهل وجودها فى أفراد يكون سبب يؤدى إلى نتيجة هى بقاء هذا الفرد وبقاء النظام الذى هو جزء منه والذى يعتمد فى وجوده عليه أم لا ؟
3-وجود مرض السرطان يدلنا على أن الآليات موجودة ونتيجة وجود مرض السرطان (موت المريض) يدلنا على أن تلك الآليات أسباب لموت النظام البيولوجى الحاوى لفرد يطبق الآليات وليست سبب لحياته وبقائه واتزانه
هذا هو الشق النظرى من البحث أم الشق العملى فهو اثبات أن السرطان عبارة عن تجسيد لآليات التطور باعتراف الدراونة وأن نتيجته هى زوال النظام البيئى الذى حوله وليس بقاؤه وبالتالى هو اثبات عملى على أن هذه الآليات يستحيل أن تكون سببا فى وجود هذا النظام البيولوجى وهذه الحياة وأن أى تفسير يفتقد لآلية تمنع وجود الكائن الأقوى مما ينبغى لأنها تعلم مسبقا أنه سيفسد النظام فهى فرضية مستحيلة كتفسرا للحياة
الموضوع:
علماء التطور يفسرون هذا النظام البيولوجى المعقد الذى يحوى بداخله مجموعات من الكائنات الحية فى أنظمة متصلة اتصال مباشر وغير مباشر بآليات ومبادئ معينة evolution principles فيقدمون سيناريو نظرى يؤدى وقوعه إلى هذه النتيجة التى نراها آلا وهى هذا النظام البيئى الحى أهم تلك المبادئ والتى تندرج تحتها باقى الآليات هما
1-الطفرة mutation
2-الإنتخاب الطبيعى natural selection
وهذا الأخير هو حجر الزاوية أو القوة الموجهه المحركة كما يقولون (driving force) فمنذ أن أنشأها داروين وحتى يومنا هذا فى الداروينية الحديثة التى تم فيها تلافى أخطاء داروين فى الوراثة بعد أن أسس هذا العلم جورج مانديل و بعد ان أثبت علم الوراثة أن الصفات المكتسبة لا تورث ... بقى جزء الإنتخاب الطبيعى كما هو
وهناك آليات أخرى مثل
3-genetic drift
Gene flow -4
لكن الإنتخاب الطبيعى يبقى هو الأصل والآلية الرئيسية وهذه الآليات نتائجها تصب بداخله فى النهاية فهل الأصل الفلسفى والذى يدور حوله معظم الجدل
وكما يقول هنا العالم الداروينى ريتشارد دوكنز فى كتاب (the god delusion) صفحة 145
http://books.google.com.eg/books?id=...page&q&f=false
صورة المقطع المطلوب من الكتاب
الترجمة :
(بالتأكيد لا ليست الصدفة وراء هذا التصميم هذا شيء نتفق عليه جميعنا واللااحتمالية الإحصائية لظاهرة كهيكل سلة فينوس تقع فى قلب المعضلة التى يجب على أى نظرية للحياة حلها وكلما كبرت اللااحتماليةاحصائيا كلما قل احتمال أن تكون الصدفة حلا وهذا ما يعنيه كلمة اللااحتمالية ولكن الحلان المرشحان للمعضلة ليسا التصميم والصدفة كما هو مشاع بل التصميم والإنتخاب الطبيعى
الصدفة ليست حلا نظرا لكبر قيمة اللاحتمالية التى نراها فى الكائنات الحية وليس هناك عالم أحياء عاقل يقترحها)انتهى
فالمفترض أن تحقيق تلك الآليات يؤدى إلى وجود الحياة فى النظام البايولوجى ككل الذى تحققت بداخله تلك الآليات
لكن الحقيقة ليست كذلك اطلاقا فعندنا مثال واقعى يقع أمام أعيننا كل يوم تم فيه تطبيق آليات التطور من طفرات متراكمة عبر الأجيال ثم انتخابها طبيعيا لأنها كأفراد تحمل صفات تمكنها من البقاء والتكاثر
فكانت النتيجة على النقيض مما يزعمه الدراونة فى نظرية التطور النتيجة كانت الهلاك التام للنظام وفنائه وليس بقائه وحياته فأنى لهم أن يزعموا بعد ذلك أن هذه الآليات هى اسباب الحياة وانها السيناريوا الذى وجد به النظام البيولوجى
هذا المثال الواقعى الذى تكلمنا عنه هو مرض السرطان فليس هناك اى فرق بين ما تفعله خلية السرطان كفرد فى مجموعة بيولوجية ونظام بيولوجى معقد اسمه جسم الإنسان وبين ما يزعم الدراونة أنه وقع من الخلية الأولى لتكوين هذه
المملكة الكبيرة من الكائنات الحية ويقع حتى يومنا هذا
خلية السرطان هى كائن أقوى مما ينبغى :
يتبع....
Bookmarks