متى ستفهم يا حزب النور ...
لا أدرى كيف يفكر القائمون على حزب البور هذا فمن مبادراتهم السابقة كلها لم أرى أنهم وفقوا فى أى أمر , أتابع خطاهم و أنا أحترق من داخلى إذ أنه يفترض أن يكون ذلك الحزب هو الأقرب من فهم السلف الصالح كما زعموا و كما صرخوا من قبل فى خطبهم على المنابر حتى أقنعونا أنهم هم و لا غير من ينتهج النهج الصحيح و الفكر القويم إلا أن الأقنعة زالت فيما بعد و كشفت عن وجوه دفعتنا أن نعتبر مثل أولئك خونة و عملاء أو أنهم بلهاء لا عقول لهم و يستمتعوا باللدغ من نفس الجحر ليس مرة أو مرتين بل ألوف المرات .
قبل يناير الخروج على مبارك نصحونا بعدم الخروج على الحاكم و تفننوا فى إستخراج الأحاديث و إنتزاع أقوال السابقين فى ذلك الأمر تاركيم وراء ظهورهم ما يفترض على الحاكم أن يفعله كى يطاع حتى وصل بهم الحال إلى إعتبار من يخرج فى مظاهرات مخالف للسلف الصالح و من الأفضل لك أن تنضرب على قفاك و تبتسم و تطلب المزيد و المزيد فالثواب الكثير يستلزم مزيدا من نزع الكرامة و من الإهانة .
بعد رحيل مبارك بدأنا نسمع لهم أصواتا و بدأوا يملأون القنوات و بدأنا نسمع صراخهم و مواجهتهم للعامة بصورة غليظة فخرج علينا عبد المنعم الشحات أحد المتحدثين الإعلاميين لحزب البور و أقنعنا أن الديموقراطية ما هى إلا أنظمة كافرة و العياذ بالله و هم لا يرضون بذلك البتة و بالتالى فهمنا ضمنا أن هؤلاء لا يبغون مناصب و لا سياسة و سيظل حزبهم ما هو إلا لمعارضة الحاكم و تقويمه إلا أن الشعب قد فوجئ بدخولهم الإنتخابات و بدأت السقطات تتوالى و بدأت بمسرحية " ألا يخالف شرع الله " و هم من قالوا لنا أن الديموقراطية تخالف شرع الله مسبقا , ثم بدأت حبات العقد تفرط و رأينا فيلم البلكيمى و على ونيس و غيرهم و بدأ رصيدهم فى الإنخفاض لدى الشعب .
ثم جاءت الإنتخابات و بدأوا يدعمون أبو الفتوح على أساس أن الإخوان لن يرقبوا فيهم إلا و لا ذمة - كما قال البرهامى فى أحد نصائحه الليلية - ولما خرج أبو الفتوح من اللعبة ظننا و بلا شك أنهم سوف يؤيدوا مرسى فعلى الأقل قال العلمانيون أنهم سيؤيدوا مرسي فهم أولى بهذا , إلا أنهم رموا أنفسهم فى حضن شفيق و أبتلعنا الموقف و شربنا وراءه جالونا من المياه آخذين بمبدأ حسن الظن .
جاء مرسي إلى الحكم و عينهم قريبا منه إلا أنهم بدءوا بالهجوم عليه فى كل أفعاله و أقواله حتى أن المخلوق نادر بكار أخذ يعلق على طريقة كلام مرسي و ضبطه لملابسه و لم يسكتوا على زلات من الرجل صغرت أو كبرت , و لما أقال مرسي أحد المستشارين من حزبهم صال الرجل و جال و أخذ ينعق بما لا يسمع على كل رطب و يابس بما حدث بل وصل بهم الحال أن وضعوا أيديهم بيد العلمانيين و أداروا إسطوانة أخونة الدولة و أخونة المؤسسات .
و فى خلال حكم مرسي أنضموا لجبهة الخراب المسماة زورا جبهة إنقاذ مصر و أخذوا يتمسحون بالعلمانيين بصورة بغيضة حتى وصل الحال إلى المخلوق نادر بكار لأأن يحضر زفاف عمرو حمزاوى دون دعوة الأخير له و لكن حزب البور أصر على ألا يفوت الأعمال الصالحة و أن يبحث عن الثواب أينما كان , ثم لما أطلق البعض جمعة الشريعة صرح حزب البور بأنه لن يشارك آخذا بمبدأ .... ( لا أدرى أى مبدأ أكتب فأتركه لهم ...) و هكذا
و نهاية أيد حزب البور ما حدث فى يونيو بل و باركه و أوفدوا أحد الخشب المنسدة لكى يشارك فى الحفلة بحجة حقن الدماء و الحفاظ على مصر , و لما حدثت مذبحة الحرث و من بعدها المذابح التى لم تنتهى حتى اليوم لم نسمع لحزب البور ركزا حتى ظننا أنهم هاجروا إلى بلاد الماو الماو .
إلا أننى اليوم رأيتهم ينضمون إلى لجنة الدستور ظانيين أنهم سوف يغيرون شيئا و أن ستكون لهم كلمة و هم يعلمون أنهم صاروا أحقر من الجرذان لدى العسكر و لكن جينات المهانة لديهم تأبى إلا ألا تقلع و تفهم ما يناط بها , ثم بعد إنتهاء الجلسة و بعد أن علموا أنهم لن يغيروا شيئا أخبرونا أنهم لن يحشدوا بلا حال المساس بمادة الشريعة ,,,
ألا يعقل هؤلاء بالله عليكم ألا يفهمون أبدا .... كنت أظنهم أنهم سوف ينأؤوا بأنفسهم عن الحياة السياسية فيما بعد حتى على الأقل يوضحوا للناس أن الأمور تسير على الطريق الخطأ لكنهم أستمروا فى سبيلهم بلا فهم و لا وعى و دخولهم فى لجنة تعديل الدستور لن يغيير شيئا بل إن هذا سوف يضفى عليها جانب من الشرعية فستصب فى جانب العلمانيين نهاية ..
عفوا حزب البور لقد نفذ رصيدكم لدينا و لدى الشعب ...
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمَة الرحمن
Bookmarks