كلا، أنا فقط أنفي الهام الله لمعارف دينية جديدة على الشرع.هل لا تؤمنين بالهام الله اوليائه؟ - لا اقصد قضية المعاني الباطنية للقرآن و بقية التخاريف -
و إلا فإن "الإلهام" الملائكي و الشيطاني ثابت بنصوص الوحي.
يقول الإمام بن العربي في تفسيره لآية ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) :
سمى الله تعالى ما يقع في القلوب من إلهام وحياً، وهذا مما يطلقه شيوخ التصوف ، وينكره جهال المتوسمين بالعلم ، ولم يعلموا أن الوحي على ثلاثة أقسام ، وأن إطلاقه في جميعها جائز في دين الله ، أو لستم ترون أن الله سبحانه قد سمى إلهام الشياطين وحيا ; وكل ما يقوم بالقلب من الخواطر فهو خلق الله ; فكل ما كان من الشر أضافه الله إلى الشيطان ، وما كان من الخير أضافه الله إلى الملك . وفي الحديث : { إن القلب بين لمتين : لمة من الملك ولمة من الشيطان ; فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق }.
و الإيحاء - بمعنى الإلهام - جاء أيضاً في قوله تعالى: (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ)، وقوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ).
قال الشيخ بن عثيمين في ذلك:
أصل الإلهام في اللغة : الإعلام بسرعة وخفاء، فإذا ألهم الله الطير أو النحل ليس معناه أرسل جبريل ليوحي إليه، وإنما جعل له فهماً و ألهمه مصالحه. (( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ)) يعني ألقى في فهمها و في عقلها أن تفعل ذلك، وكذلك في قلبها ألهمها هذا اليقين أنه يرده إليها و يجعله من المرسلين.
Bookmarks