.. وعلى ذلك :
فمِن العلماء مَن عُرف بالفعل على احتواء كتابه في الحديث : على الحديث الصحيح والضعيف وغيره :
وذلك كالإمام (
أحمد) رحمه الله في
مسنده ..
ومِنهم مَن عُرف ذلك من تعريفه لمصطلحات كتابه .. ولهذا حذرنا كثيرا أي أحد من التقول على أهل علم الحديث وشيوخه : لو كان بغير علم !.. حيث تخدعه بعض مصطلحاتهم في كتبهم إذا لم يكن يعرف ما يقصدون بها ....
مثال 1 :
ففي (
سنن الترمذي) مثلا : وعندما يحكم على خبر أو حديث بأنه (
حسن غريب) :
فحسن تعني : خلو متن الحديث ومعناه من الغرابة والنكارة والشذوذ ..
ولكن
غريب تعني : أن سند الحديث فيه شيء من الغرابة أو النكارة أو الإشكال : وكلها عرضة للضعف !
ولا يُعد الخبر أو الحديث عنده
صحيحا : إلا إذا نص على صحته بوضوح كقوله مثلا :
صحيح .. أو
حسن صحيح أو
صحيح حسن .. أو
صحيح غريب أو
غريب صحيح .. أو
صحيح حسن غريب ..
مثال 2 :
هناك مَن يُفرق بين وصف الحديث بـ (
الصحيح) .. وبين وصفه (
صحيح الإسناد) أو (
سنده صحيح) ..
حيث
صحيح تعني : استيفائه للخمسة شروط كاملة :
عدالة الرواة .. ضبطهم للحفظ .. اتصال سندهم .. الخلو من العلة .. الخلو من الشذوذ ..
ولكن
صحيح الإسناد أو
سنده صحيح تعني : استيفاء أول ثلاثة شروط فقط والتي تتركز في صحة السند أكثر ..
مثال 3 :
عندما يُقال على سند حديث وما فيه من الرواة : (
رجاله ثقات) أو (
رجاله رجال الصحيح) :
فذلك يعني استيفاء أول شرطين فقط من الخمسة .. وهما العدالة وقوة الحفظ وضبطه .. ولا يستلزم من ذلك اتصالهم ولا خلو الحديث من العلة والشذوذ ..
فإذا فهمنا مثل هذه المصطلحات :
فهمنا كيف يتلاعب بعض أهل الأهواء بأحاديث ضعيفة أو شاذة في عمل شبهات : ويكون رجالها ثقات ليخدعوا العوام ..
Bookmarks