اتجاهات البشر تجاه الدين !
المشهد الأولاثنين من الطلاب يتناقشون في الرياضة والحساب : هذا يقول هذه حلها كذه والآخر يقول له أنت مخطأ لا بل حلها كذه ! فجاء ثالث وقال : أنتم الاثنين تتكلمون بالرياضة وكل منكم يقول هذه حلها كذه ! وتستخدمون نفس قواعد علم الرياضة فكيف أصل للحل وسطكم ؟! انا لن أتعلم هذا العلم كله !
المشهد الثانيأثنين من الطلاب يتناقشون في علم الكيمياء : وهذا يقول هذه المعادلة حلها كذه ! والآخر يقول هذه المعادلة حلها كذه وانت مخطأ ، فجاء ثالث وقال : أنتم الأثنين تتكلمون بالكيمياء وتستخدمون نفس المعادلة ومع ذلك الحل مختلف فكيف أصل للحل وسطكم ؟!أنا ارى ان تتحد ارائكم وكليكما مصيب وكلكم يوصل الى معادلة واحدة !
المشهد الثالثاثنين يتناقشون في كيفية تصليح جهاز الكتروني ، فقال أحدهم هذا الجهاز طريقة صيانته كذه ، ورد الآخر لا ليس كذلك بل الخريطة تقول كذه ! فجاء ثالث لايفهم في أصول هذه العلوم شيئاً فقال : كيف يتم تصليح الجهاز وكليكما مختلفون في طريقة تصليحه ؟! انا سأتعلم هذا العلم لأعرف من المصيب منكم ومن المخطأ وسأبدأ تعلمه من اصوله ! لافهم عن ماذا تتحدثون !
قد تستغربون عرضي المثال بأكثر من طريقة ! ولكني قصدت أن أبرز الشخصية الثالثة في أكثر من موقف مختلف ! هذه الشخصية أمامها ثلاث طرق أيضاً ! كما وضحت : إما ان تعتزل العلم المبحوث فيه فاختارت ان لاتجتهد وتبحث وتحقق وهي يمكنها ذلك متاح لها ذلك ! أو تجعل من كل الاراء صحيحة ! وتجعل من يقول ان المعادلة ستنتج املاح كمن يقول انها ستنتج مركب كيميائي للتنظيف ! أما الطريق الثالث فهو الطريق الذي يختاره كل باحث عن حق وكل مجتهد !
ضربت هذه الامثلة لأرد على ثلاث اتجاهات في الفكر البشري تجاه الدين ! ، فمعلوم ان الكل الآن يتحدث ! هذا يقول انا محق فيما ذهبت اليه ويرد عليه آخر فيقول لا انا الذي على الحق حتى من ابناء الدين الواحد ! وهناك ثلاث اتجاهات في الفكر البشري اثنين منهما خطأ محض ! وواحد منهما فقط هو المصيب خصوصاً كلما اتضحت القضية وسهلت بعكس ما لو كانت غامضة صعبة يصعب فهمها ! وبالذات الدين الاسلامي فإن ادلته واضحة كالشمس يلائم الفطرة بعكس من يضطر الى تعلم فلسفات معقدة او يذهب الى معابد ليفعل امور يضحك منها الصبيان !
والقصد ان الاتجاه التجميعي " وحدة الأديان " هو أتجاه ضال مضل يجعل الحق مع الباطل : القاتل مع المقتول السارق مع المسروق ! الزاني مع العفيف ، الشريف مع الدنىء ! = يصهرهم كلهم في بوتقة واحدة فلا يدرى حق من باطل : فإن لم يكن يقبل انم يضع هذه الامثلة مع بعضها البعض ويطالب بعقوبتهم لانهم غير متكافئين كالسارق مثلاً والشريف فمن باب اولى ان لايصهر الكفر والايمان ويساوي كل منهما بالاخر ! فيجعل من يسجد لله كمن يتبارك بالصليب او بالبقرة او بالصنم !
والاتجاه الاعتزالي ! هو اتجاه كسول هارب بالرغم من سهولة كثير من المسائل المبحوثة ! وقوة الحجة مقابل ضعفها ! فيكفيه ان يرى مناظر مسلم مع مناظر نصراني او ملحد ليرى بنفسه كيف يهزم الايمان الكفر! هذا اجمالاً والا لو قرأ وقبل ذلك توكل على الله ثم تجرد للحق لرأى الحق ناصع البياض ! ولايكون : كقاض ترك قضيته وحكم باعدام المتهم والبرىء او البراءة لكلا الطرفين ! واراح نفسه في نظره واستراح والحقيقة انه أفسد ! فجعل المتهم كالبرىء والجاني كالمجني عليه !
والاتجاه الحقيقي هو اتجاه البحث والاجتهاد بتجرد لطلب الحق ! : فعلى من يريد ان يقرأ عن الاسلام من اصوله ان يطلب علمه من اصوله ! فيبدأ بتعلم العلم الشرعي صغاره قبل كباره الأصول قبل الفروع العقيدة والتفسير والفقه والحديث ثم النحو والبلاغة الخ ويبدأ بأصغر الكتب ثم المتوسط منها ثم الكبير منها بعد ذلك والمراجع الهامة ! وكلما قرأ كلما اتسعت مداركه وعرف لكل فريق ما يقوله وعرف ادلة كلا الطرفين ومع ملكته العلمية بعد توفيق الله سيستطيع ان يميز بين التدليس والحقيقة ! او بين الجهل والعلم وبين الخطأ لمن اخطأ بغير قصد ومن اخطأ عمداً وتدليساً والفرق بين الحقيقة والباطل !
فأي أتجاه تختاره إن كنت طالباً للحق ؟!
رد مع اقتباس
Bookmarks