صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 31

الموضوع: الحكمة والتعليل من الخلق - تساؤلات

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما عندي قلته اخي مستفيد، وقضية الخلق المستمر معروفة عند المتقدمين و الردود عليها موجودة
    و سامحني ان اسأت الادب، و بارك الله فيك...

    اخي نور الدين، استغرب انك ما زلت تسألني عن ذلك، فقد شرحت لماذا الله يجب ان يخلق، و يكفيك ان لا احد من الاخوة اعترض لتعلم ان ذلك حاصل ما قال شيخ الاسلام، راجع ما كتبته جيدا، و لعلي اضيف ان في العقيدة السلفية او التيمية لكي ادقق، اقول الذي يخلق بالفعل اكمل من الذي لا يخلق بالفعل. فالخلق كمال لله تعالى، و بما ان الله تعالى تجب في حقه كل الكمالات و المحامد، لذلك فالله يجب ان يخلق دائما و ازلا خلق من بعد خلق لان الزمن قديم النوع في العقيدة التيمية. و لعل الاشكال في هذا القول هو انه لا دليل على ان الخلق الفعلي هو كمال و انه يعتبر نقصا ان نظرت اليه من زاوية وجوب ارتباط الله بمخلوقات و ايضا الاشكال يكون في ان التسلسل في الماضي مستحيل حتى في سلسلة المفاعيل، لان خلق كوننا الحادث يستلزم انقضاء ما لا بداية له من الحوادث المتعاقبة....لو كان هناك دليل من القرأن و السنة لامنت بهذه العقيدة اخي لكن للاسف لا يوجد على حد علمي، و لعل الاخ مستفيد او اي شخص اخر يستطيع ان يفيدك و تذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : «كان الله ولم يكن شيء غيره» و هذا الحديث بكافة الفاظه ينفي ان تكون هناك سلسلة قديمة من الحوادث قائمة خارجة ذات و التي لم يزل الله الا و تقاسم معه الوجود احد احادها.
    لا اريد افساد الشريط اكثر مما هو حاصل الان لذلك اخي اعتذر عن اكمال النقاش، فكل ما عندي قلته تقريبا واخشى ان اسقط في التكرار..
    بالتوفيق اخي...

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    اخي نور الدين، استغرب انك ما زلت تسألني عن ذلك، فقد شرحت لماذا الله يجب ان يخلق
    ذكرت اخي حمزة ان معتقدك:
    .و نحن الاشاعرة نتفق معكم في كون الله يجب ان يخلق و هذا ما ذكرته، لكن ما دفعنا للقول بذلك يختلف عما وصفته اعلاه، فالامر عندنا كله متوقف بالارادة و لا يلزم من كونه حيا ان يكون فاعلا و خالقا على الدوام كما تقولون، بل نعتبر ان فعل الخلق الممكن في ذاته اكتسب الوجوب في حقه تعالى لتعلقه بارادته الازلية.
    لكنك تتفق على وجوب الخلق "لتعلقه بارادته الأزلية" - فما هو الدليل على وجوب الخلق؟
    بعبارة اخرى هل الجواب البسيط عن علة الخلق هو: لأن الله أراده؟

    فالخلق كمال لله تعالى، و بما ان الله تعالى تجب في حقه كل الكمالات و المحامد، لذلك فالله يجب ان يخلق دائما و ازلا خلق من بعد خلق لان الزمن قديم النوع في العقيدة التيمية. و لعل الاشكال في هذا القول هو انه لا دليل على ان الخلق الفعلي هو كمال و انه يعتبر نقصا ان نظرت اليه من زاوية وجوب ارتباط الله بمخلوقات و ايضا الاشكال يكون في ان التسلسل في الماضي مستحيل حتى في سلسلة المفاعيل، لان خلق كوننا الحادث يستلزم انقضاء ما لا بداية له من الحوادث المتعاقبة....لو كان هناك دليل من القرأن و السنة لامنت بهذه العقيدة اخي لكن للاسف لا يوجد على حد علمي،
    حسنا وهذا ما ابحث عن الدليل عليه - فأنت بنظرك لا ترى عليه دليلا - صحيح؟
    فهل عند باقي الاخوة من دليل على ان علة الخلق هي اظهار لكمال الله - او لصفة الخلق؟
    بارك الله فيكم
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لكنك تتفق على وجوب الخلق "لتعلقه بارادته الأزلية" - فما هو الدليل على وجوب الخلق؟
    بعبارة اخرى هل الجواب البسيط عن علة الخلق هو: لأن الله أراده؟
    احسنت اخي، اعجبتني طريقة تتبعك لكلامي و تحليله، و اقول نعم كل شيء يتعلق بالارادة الازلية، و اثبات ان الخلق متعلق بالارادة اولا هو السبيل الوحيد الذي يجعلك تبحث عن الحكمة في الخلق، فالله لا يريد شيئا عبثا دون حكمة، وهذا كان سبب تدخلي في النقاش لانك ان اتبعت طريقة شيخ الاسلام لن ينفعك البحث عن الحكمة من الخلق لانه ثبت عنده ان الله يجب ان يخلق فقط لانه حي و انه لن لم يخلق يكون ذلك بمثابة نقص في ذاته و تعطيل لصفاته.
    لذلك فهم ينفون بطريقة غير مباشرة الارادة عن الله تعالى و يجعلونه متعلقا دائما و ابدا بمخلوقاته
    فمن برأيك اصاب في هذا الاصل المهم في عقيدة المسلمين ؟
    و اذكرك برأيي في الحكمة الالهية :
    العلة الحقيقية التي تتجاوز الارادة الشرعية في نظري ببساطة هي ارادته سبحانه ان تتجلى صفاته تعالى في الخارج بعد ان كان ازلا و لم يكن شيء غيره
    اما قولك
    حسنا وهذا ما ابحث عن الدليل عليه - فأنت بنظرك لا ترى عليه دليلا - صحيح؟
    فهل عند باقي الاخوة من دليل على ان علة الخلق هي اظهار لكمال الله - او لصفة الخلق؟
    المطلوب اثبات ان صفة الحياة تستلزم كون الله فاعلا على الدوام منذ الازل،
    و منه اثبات صحة القدم النوعي للزمن لانه الركيزة التي بني عليها الاصل الاول و ايضا الاصل الذي يقول ببقيام الحوادث في ذات الله
    و اثبات ان الذي يخلق بالفعل اكمل من الذي لا يخلق بالفعل...
    فان غاب النص من القرأن و السنة، فعلى الاقل يجب اثبات الجواز العقلي لمثل هذه المقالات..
    و المشكل اخي انهم ان اثبتوا هذا، فذلك يجرهم الى القول انه ليس هناك اي حكم الهية، و ان الحكمة ان وجدت ستكون فقط شيئا اضافيا شأنها شأن الارادة الحادثة لا معنى لهما امام فعل الخلق الواجب...
    فتأمل...

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    احسنت اخي، اعجبتني طريقة تتبعك لكلامي و تحليله، و اقول نعم كل شيء يتعلق بالارادة الازلية، و اثبات ان الخلق متعلق بالارادة اولا هو السبيل الوحيد الذي يجعلك تبحث عن الحكمة في الخلق
    بارك الله فيكم - مقصودك واضح الآن اخي - لكنه لا يزال لدي تساؤل متعلق:
    اعلم ان الله سبحانه أراد ان يخلق - وأعلم انه أراد أن يخلق لحكمة (بل قل لحكم عديدة) - و يسعني ان لا أعرف ما هي الحكمة وان كنت اثبتها - أما وقد اخبرنا الله سبحانه في كتابه وفي سنة نبيه عن بعض تلك الحكم - فاني اريد ان اعرف ان كنت قد احصيتها بطريقة صحيحة كما قدمت في اول الشريط.
    كذلك فاني ما زلت استغرب من قولك:
    و نحن الاشاعرة نتفق معكم في كون الله يجب ان يخلق
    ان تقول ان الله فعال لما يريد - أمر مفهوم صريح في القرآن - لكن ان تقول انه "يجب" ان يخلق لأنه أراد ذلك - فهذا كقولنا ان فلان وجب عليه ان يذاكر لأنه اراد ذلك - ولله المثل الأعلى.
    لذلك فهم ينفون بطريقة غير مباشرة الارادة عن الله تعالى و يجعلونه متعلقا دائما و ابدا بمخلوقاته
    و المشكل اخي انهم ان اثبتوا هذا، فذلك يجرهم الى القول انه ليس هناك اي حكم الهية، و ان الحكمة ان وجدت ستكون فقط شيئا اضافيا شأنها شأن الارادة الحادثة
    لا أظن ان هذه العبارة دقيقة في فهم العقيدة السلفية اخي - ولي تعليق لاحق عليها ان شاء الله.
    المطلوب اثبات ان صفة الحياة تستلزم كون الله فاعلا على الدوام منذ الازل،
    ليس بالضرورة اخي - المطلوب دليل على ان علة الخلق (او من حكم الخلق) اظهار لصفات كمال الله سبحانه.
    وفي الحقيقة كنت أتأمل في آية ان كنت فهمتها بطريقة صحيحة فقد يكون فيها الدليل الذي ابحث عنه - وهي قوله سبحانه وتعالى:
    "( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ( 12 ) )"
    يقول صاحب التحرير والتنوير:
    واللام في قوله ( لتعلموا ) لام كي وهي متعلقة ب ( خلق ) .
    والمعنى : أن مما أراده الله من خلقه السماوات والأرض ، أن يعلم الناس قدرة الله على كل شيء وإحاطة علمه بكل شيء . لأن خلق تلك المخلوقات العظيمة [ ص: 342 ] وتسخيرها وتدبير نظامها في طول الدهر يدل أفكار المتأملين على أن مبدعها يقدر على أمثالها فيستدلوا بذلك على أنه قدير على كل شيء لأن دلالتها على إبداع ما هو دونها ظاهرة ، ودلالتها على ما هو أعظم منها وإن كانت غير مشاهدة ، فقياس الغائب على الشاهد يدل على أن خالق أمثالها قادر على ما هو أعظم . وأيضا فإن تدبير تلك المخلوقات بمثل ذلك الإتقان المشاهد في نظامها ، دليل على سعة علم مبدعها وإحاطته بدقائق ما هو دونها ، وأن من كان علمه بتلك المثابة لا يظن بعلمه إلا الإحاطة بجميع الأشياء .
    على فرض ان "لتعلموا" متعلقة بالخلق كما ذكر اقول:
    لعل هذه الآية تقوم دليلا على أن من حكم خلق السماوات والأرض اظهار صفات الله التي تكون بتعليم البشر صفات خالق البشر.
    والظاهر من الآية كما فهمت ان هذا من حكم خلق السماوات والأرض - ولا أدري ان كان يتعدى على حكمة خلق الانسان ذاته.
    وأرجوا من الاخوة ان يصوبوني حيال هذا الفهم والتأمل - فهو من عند نفسي وقد أكون مخطئا او بعيدا عن الفهم الصحيح لمعاني تفسير هذه الآية.
    والله تعالى اعلم
    وارجوا المساهمة من الاخوة في باقي الأسئلة بارك الله فيكم!
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يبدو اني الوحيد الذي سيرد على هذا الموضوع
    لا اراني مضطرا لشيء الا لشرح هذه النقطة و من بعد افسح المجل للاخوة :
    ان تقول ان الله فعال لما يريد - أمر مفهوم صريح في القرآن - لكن ان تقول انه "يجب" ان يخلق لأنه أراد ذلك - فهذا كقولنا ان فلان وجب عليه ان يذاكر لأنه اراد ذلك - ولله المثل الأعلى.
    احكام العقل ثلاثة : وجوب ممكن مستحيل.
    و الواجب ينقسم بدوره الى قسمين :
    واجب الوجود بالذات : و هو الله تعالى عموما
    واجب الوجود بالغير و تعريفه
    هو أي مفهوم لا يقتضي في ماهيته الوجود لذاته
    وإنّما يستفيد الوجود من غيره حال فرض وجود السبب
    كالممكنات عندما تنوجد عللها وأسبابها .
    ومثاله :الإنسان واجب الوجود بالغير.
    بمعنى: أنَّ من منحه الوجود بالأصالة هو الله تعالى وهو غير الإنسان.
    و نحن نثبت صفات المعاني القائمة في ذات الله، و هي الحياة، العلم، القدرة، الارادة و الكلام و السمع و البصر، و هي كلها واجبة قديمة في حقه تعالى و لا يمكن ان تنتفي في حقه...ففعل الخلق الممكن في ذاته من الواجبات في حقه تعالى لانه تعلق بالارادة و القدرة القديمتين،[quote] اي بمعنى اخر، ان الله لما اراد ازلا خلق الكون و الناس، اصبح في حكم المستحيل ان لا يخلق الله و اصبح فعل الخلق شيئا واجبا لا يمكن تخيل انتفاءه.
    هذا ما قصدته بأن الله "يجب ان يخلق"، ارجو ان اكون صوبت المعنى ان كنت فهمت منه غير ما كتبته اعلاه...
    ليس بالضرورة اخي - المطلوب دليل على ان علة الخلق (او من حكم الخلق) اظهار لصفات كمال الله سبحانه.
    لا يا اخي لا تخلط الحق بالباطل، انت كما قال احد الاخوة كالذي يحرث في الماء، لقد اتضح لك انه لا حكمة -حسب عقيدتك- في خلق الكون، و انه -حسب عقيدتك- الله لم يرد اظهار صفاته، بل كان واجبا عليه اظهارها دون ارادة منه لانه حياته توجب عليه ذلك، فكيف تسأل عن الحكمة في فعل مفروض على صاحبه يكون امتناعه عنه في نظركم بمثابة نقص في ذاته و تعطيلا لصفاته ؟؟؟؟؟
    الحكمة او الارادة شيئين اضافيين يفقدان كل المعاني في ظل ما سبق...
    لا اطلب غير الانصفاف اخي، فقد وقعت فيما خفت منه و هو " التكرار" و اختم ان الفرق كبير بين من اوجب على الله الخلق لانه صفة الحياة تستلزم ذلك و بين من يقول ان الخلق واجب لتعلقه بالارادة !!!

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamzaD مشاهدة المشاركة
    لا اطلب غير الانصفاف اخي، فقد وقعت فيما خفت منه و هو " التكرار" و اختم ان الفرق كبير بين من اوجب على الله الخلق لانه صفة الحياة تستلزم ذلك و بين من يقول ان الخلق واجب لتعلقه بالارادة !!!
    الانصاف أخي حمزة كان ألا تشارك في قسم العقيدة وتجيب على الأسئلة بصفتك أشعري وأنت تعلم توجه المنتدى جيدا وكما منصوص في قسم العقيدة !
    ولولا علم الإدارة والإشراف بدماثة خلقك ما كنا تركناك إلى هذا الحد في النقاش . فالذي بدا لنا - وخصوصا بعد الاطلاع على صفحتك في الفيسبوك والتي نرجو حذفها - هو أنك عندما تقرأ تفنيدا لأحد عقائد الأشعرية تسارع بنفي هذا المعتقد عنهم ليرتفع الذم ! وكأن الذي تحدث عنهم فيه كان جاهلا أو مبتدءا أو شابا صغيرا لا علم له ولا باع ولا خبرة ولا اطلاع !
    وفي المقابل عند تتبعك لرأي أحد علماء أهل السنة والجماعة في مسألة ما فنراك تسارع بوصفه بما ليس فيه ! وهذا عائد إما لعدم فهمك للكلام - وفي هذا تحتاج لشرح - وإما لاطلاعك على جزء من كلامه عن المسألة ولم تطلع على كلامه كله الذي يوضح بعضه بعضا !
    هذا للعلم فقط , وقد طلبت من الإخوة الأفاضل المشاركة في هذا الشريط للرد على تساؤلات الأخ نور الدين - وتوضيح بعض أخطاءك إن شاء الله عسى أن نتصف جميعا بالإنصاف في اتباع الحق أينما تبين

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشرف 7 مشاهدة المشاركة
    الانصاف أخي حمزة كان ألا تشارك في قسم العقيدة وتجيب على الأسئلة بصفتك أشعري وأنت تعلم توجه المنتدى جيدا وكما منصوص في قسم العقيدة !
    ولولا علم الإدارة والإشراف بدماثة خلقك ما كنا تركناك إلى هذا الحد في النقاش . فالذي بدا لنا - وخصوصا بعد الاطلاع على صفحتك في الفيسبوك والتي نرجو حذفها - هو أنك عندما تقرأ تفنيدا لأحد عقائد الأشعرية تسارع بنفي هذا المعتقد عنهم ليرتفع الذم ! وكأن الذي تحدث عنهم فيه كان جاهلا أو مبتدءا أو شابا صغيرا لا علم له ولا باع ولا خبرة ولا اطلاع !
    وفي المقابل عند تتبعك لرأي أحد علماء أهل السنة والجماعة في مسألة ما فنراك تسارع بوصفه بما ليس فيه ! وهذا عائد إما لعدم فهمك للكلام - وفي هذا تحتاج لشرح - وإما لاطلاعك على جزء من كلامه عن المسألة ولم تطلع على كلامه كله الذي يوضح بعضه بعضا !
    هذا للعلم فقط , وقد طلبت من الإخوة الأفاضل المشاركة في هذا الشريط للرد على تساؤلات الأخ نور الدين - وتوضيح بعض أخطاءك إن شاء الله عسى أن نتصف جميعا بالإنصاف في اتباع الحق أينما تبين
    بارك الله فيك...ما كتبت في هذا الموضوع الا لحرصي لعدم تبني الاخ نور الدين فكرة خاطئة عكس ما تقول به عقيدته ( على الاقل من وجهة نظري )، و قد كانت ردودي مصحوبة بالادلة و لم افتر شيئا على احد. و انت تعلم اخي ان منتدى التوحيد اغلى عندي من اي شيء اخر، و قد شرعت كما طالعت في حذف كل المنشورات المتعلقة بمناقشة مسائل الفرق، لما رأيت ان هذا العمل لا يورث الا الحقد بين المسلمين، و بعد مراجعتي للصفحة وجدت منشورا واحدا يتعلق بنقاش احد مقولات شيخ الاسلام هو الذي لا يزال متبقيا، و ساحذفه ان شاء الله بعد قليل...بل ساحدف رابط صفحتي تفاديا لكل سوء فهم رغم ان الصفحة موجهة للملاحدة، فانا لا ادعو الى معتقداتي في مكان لم ينشأ لذلك...حاش لله ان استغل هذا المكان لمسعى خبيث كهذا...
    و ان شئت اخي تستطيع ان تحذف مقالاتي في هذا الموضوع، و ان شئت اتركها لحين الرد عليها من طرفكم فليس عندي اي مشكل...
    بل ازيدك...اني لا اطلب حق الرد و لا اي شيء...بل فقط ان تعود المياه الا مجاريها، وقد كنت على طول هذا الموضوع احاول ان انسحب منه لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن...و انت تعلم ان موضوعاتي في المسائل الخلافية و العقدية فتحتها كلها تقريبا في القسم الخاص تفاديا لهذه المشاكل...
    الانصاف أخي حمزة كان ألا تشارك في قسم العقيدة وتجيب على الأسئلة بصفتك أشعري وأنت تعلم توجه المنتدى جيدا وكما منصوص في قسم العقيدة !
    معك حق ، لن اشارك في هذا القسم مجددا...
    هذا وعد و تقبل و انت و الاخ نور الدين اعتذاري مرة اخرى...

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    بارك الله فيك , وهذا عهدنا بك إن شاء الله أنك منصف رجاع إلى الحق إذا تبين وفقك الله

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشرف 7 مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك , وهذا عهدنا بك إن شاء الله أنك منصف رجاع إلى الحق إذا تبين وفقك الله
    يبدو أن جميع من بالمنتدى قد عهدوا نفس الشىء عن الأخ الحبيب "حمزة"...
    ليت كل من خالف السلفية مثل أخانا "حمزة" فى أدبه وحسن استماعه واتباعه.
    جزاه الله كل خير
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    اخي حمزة - فهمت مرادك في الجزء الأول من المشاركة وشكرا للتوضيح - و لا احب ان اضيف تعليقات وقد خرجت من الموضوع- مع انني اظنك تسرعت في الحكم واطلقت بعض العبارات الغير دقيقة مرة اخرى في الجزء الثاني منها.
    لا اطلب غير الانصفاف اخي
    كأن لسان حالك انعكس على مقالك - فهل تريد مني "الانصفاف" الى جانبك ام "الانصاف"؟ (امازحك فقط!)
    ارجوا ان لا يبخل علينا باقي الاخوة من المشاركة بارك الله فيكم
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  11. #26

    افتراضي

    لي تعقيب على ما قيل..ثم سأترك المجال للإخوة سواء أكانت إضافة أم استدراك..
    نبد أ أولا بقولك أخي حمزة:
    العقيدة السلفية او التيمية لكي ادقق
    لا ادري لماذا حصرت القول في بن تيمية والحال أن الفكرة قالها كثيرون غيره من قبل ومن بعد..أكتفي بنقلين حتى لا أطيل الأول عن بن عباس:
    روى البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( أنه سأله سائل عن قوله : و كان الله غفوراً رحيماً عزيزاً حكيماً سميعاً بصيراً فكأنه كان ثم مضى ، فقال ابن عباس : "وكان الله غفوراً رحيماً" سمى نفسه ذلك ، وذلك قوله ، أي : لم يزل كذلك )
    والثاني قول الشيخ محمد عبده في حاشيته على " شرح الدواني للعقائد العضدية " (ص179) ما نصه : " وقد استشهد الحكماء على قدم الممكنات بدليل نقلي ، وهو ما ذم الله به اليهود "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان وبيانه : أنه لو قيل بحدوث العالم فقد قيل بأنه الحق في أزليته لم يزل معطلاً عن الفيض والجود أزمنة غير متناهية لا ابتداء لها ثم أخذ يعطي الوجود ، ومعلوم أنه على فرض أنه لم يزل خلاقاً إلى الأبد فكل ما خلقه فهو متناه ، ونسبة المتناهي إلى غير المتناهي كلا نسبة ، وذلك جلي التصور ، فنسبة إعطاء الحق للوجود إلى منعه عن كل موجود ليست بشيء ، وإن هذا إلا غل اليد ، حيث أن الإعطاء ليس بشيء يذكر في جانب المنع ، وهذا من الشناعة بمكان والجواب أن ذلك – التخلص من الشناعة – لا يتوقف على القول بقدم شيء من أجزاء العالم ، بل يكفي ان يقال : إن الله لم يزل خلاقاً وإن كان كل جزء من أجزاء العالم حادثاً ، فلا أول لعطائه ، ولا مانع يقهره سبحانه ، وهو الجواد الحق ، ينفق كيف يشاء ، ولا شيء من العالم قديم ، بل كل حادث فهو مسبوق بالعدم ، فلا دلالة في الآية على القدم " انتهى
    لذلك فالله يجب ان يخلق دائما و ازلا خلق من بعد خلق لان الزمن قديم النوع في العقيدة التيمية. و لعل الاشكال في هذا القول هو انه لا دليل على ان الخلق الفعلي هو كمال و انه يعتبر نقصا ان نظرت اليه من زاوية وجوب ارتباط الله بمخلوقات و ايضا الاشكال يكون في ان التسلسل في الماضي مستحيل حتى في سلسلة المفاعيل
    كلامك غير واضح اخي حمزة وأخشى ان في الأمر خلطا..على العموم سنفصل المسألة..التسلسل ثلاث انواع الأول في المؤثرين وهو ممتنع وهذا خارج البحث والثاني تسلسل في أفعال الله والثالث تسلسل في المفعولات والآثار المتعاقبة..وهذين الأخيرين هو ما سنتحدث عنه:
    إذا كنت تقصد بالتسلسل دوام أفعال الرب : فذلك معنى صحيح ، واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع..وسنبدأ بلماذا نفيه ممتنع والذي هو قولكم..أنتم تقولون: أن الله لم يكن فاعلاً لشيء من مقدوراته في الأزل مع كونه قادراً أي يمتنع وجود مقدوره في الأزل مع كونه قادراً عليه..وبالتالي أنتم تجوزون وجود قادر مع امتناع مقدوره في حال كونه قادراً وهذا محال لأن إثبات القدرة مع كون المقدور ممتنعاً غير ممكن وهو جمع بين النقيضين..ففي الأزل عندكم لم يكن يمكنه أن يفعل ، ومن لم يمكنه الفعل في الأزل امتنع أن يكون قادراً في الأزل ؛ فإن الجمع بين كونه قادراً وبين كون المقدور ممتنعاً جمع بين الضدين ، فإنه في حال امتناع الفعل لم يكن قادراً..
    الوجه الثاني: الكون حادث وما كان حادثا فهو ممكن..والإمكان ليس له وقت محدود..بمعنى أن الله قادرا على إيجاد هذا الكون قبل الوقت الذي أوجده فيه بمقدار ألف سنة وقادر أن يوجده قبل ألف ألف سنة ولا اظنك تخالفني في هذا ..فهذا هو الإمكان الذي ليس له وقت محدود فإذا ثبت هذا وهو ثابت فلا وقت يفرض كونه أولاً لوقت حصول الإمكان إلا وكان الإمكان حاصلاً قبله بمقدار آخر متناه ، وإذا كان لا وقت يشار إليه إلا وقد كان الإمكان حاصلاً قبله لزم القطع بأنه ليس هذا الإمكان مبدأ البتة ، فوجب القطع بأنه لا أول لهذا الإمكان وهو المطلوب..كما يجب القطع أنه لم يزل الفعل ممكناً جائزاً صحيحاً ، فيلزم أنه لم يزل الرب قادراً عليه ، فيلزم جواز حوادث لا نهاية لأولها .
    اما لماذا هو واجب..فهو كما ذكر بن القيم في شفاء العليل "والتسلسل الواجب ما دل عليه العقل والشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد وأنه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيماً آخر لا نفاد له ، وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل"
    يقول تعالى (( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون)..فدل هذا أن عدم الخلق صفة نقص وان الذي يخلق أكمل من الذي لا يخلق.وأن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف ولو خلا الرب تعالى منه لكان خالياً من كمال يجب له وهذا ممتنع..
    قوله تعالى (فعال لما يريد ) والفعال هو من يفعل على الدوام ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعالاً فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً
    ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم ؟ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ )
    وعليه قال شيخ الإسلام في الصفدية 2/50 (الفاعل الذي يمكنه أن يفعل شيئاً بعد شيء ويحدث الحوادث أكمل ممن لا يمكنه الإحداث ، بل لا يكون مفعوله إلا مقارناً له ، بل يقال هذا في الحقيقة ليس مفعولاً له ، إذ ما كان لازماً للشيء لا يتجدد فهو من باب صفاته اللازمة له ، لا من باب أفعاله ، فإن ما لزم الشيء ولم يحدث ويتجدد لم يكن حاصلاً بقدرته واختياره ، بل كان من لوازم ذاته ، وما كان من لوازم ذاته لا يتجدد ولا يحدث كان داخلاً في مسمى ذاته كصفاته اللازمة له ، فلم يكن ذلك من أفعاله ولا من مفعولاته. )
    وقال بن القيم في شفاء العليل: (: أي لازم من هذه اللوازم التزمه المرء كان خيراً من أن ينفي صفة الخالقية عن الرب سبحانه ، فإن حقيقة هذا القول أنه غير خالق ، فإن إثبات خالق بلا خلق ؛ إثبات اسم لا معنى له ، وهو كإثبات سميع لا سمع له ، وبصير لا بصر له ، ومتكلم وقادر لا كلام له ولا قدرة ، فتعطيل الرب سبحانه عن فعله القائم به كتعطيله عن صفاته القائمة به)
    أما النوع الثالث فهو التسلسل في المفعولات ولم يقل بن تيمية بوجوبه بل قال بجوازه لأن المخلوقات ممكن وجودها في اي زمن يقدر لان وجودها متعلق بمشيئة الله فيمكن ان يوجد ذلك المخلوق المعين او لا يوجد في ذلك الزمن المقدر فوجوده ممكن لا واجب ولا ممتنع..فهذا فرق بين الفعل واثر الفعل.
    و اثبات ان الخلق متعلق بالارادة اولا هو السبيل الوحيد الذي يجعلك تبحث عن الحكمة في الخلق، فالله لا يريد شيئا عبثا دون حكمة، وهذا كان سبب تدخلي في النقاش لانك ان اتبعت طريقة شيخ الاسلام لن ينفعك البحث عن الحكمة من الخلق لانه ثبت عنده ان الله يجب ان يخلق فقط
    .
    من أين أتيت بهذا الكلام أخي حمزة..شيخ الإسلام ينفي الحكمة عن أفعال الله !؟
    فشيخ الإسلام يقرر في أكثر من الموضع أن الفعل عزم وقصد:
    ((و هو سبحانه يقدر الأشياء و يكتبها ثم بعد ذلك يخلقها فهو إذا قدرها علم ما سيفعله و أراد فعله في الوقت المستقبل لكن لم يرد فعله فى تلك الحال فإذا جاء و قته أراد فعله فالأول عزم و الثاني ويقول رحمه الله (((ثم لا بد أن يتعلق بها علتان : إحداهما السبب وهي العلة الفاعلة والثاني الحكمة : وهي العلة الغائية . فذلك هو العلم والإرادة للأمور الأولية)..بل يذهب رحمه لأكثر من ذلك إذ يعتبر أن العلة الغائية -بمعنى التصور والإرادة وليس الذات- هي علة فاعلية للعلة الفاعلية..إذ يقول: (( فإن السبب والفاعل أدل في الوجود العيني . والحكمة والغاية أدل في الوجود العلمي الإرادي ؛ ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية . وكانت هي في الحقيقة علة العلل لتقدمها علما وقصدا))
    لذلك فهم ينفون بطريقة غير مباشرة الارادة عن الله تعالى
    أبدا غير صحيح..يقول بن تيمية في تفسير أول سورة أقرأ كما في مجموع الفتاوى:
    (( و القول الرابع أنه لم يزل مريدا بإرادات متعاقبة فنوع الإرادة قديم و أما إرادة الشيء المعين فإنما يريده فى و قته .
    و هو سبحانه يقدر الأشياء و يكتبها ثم بعد ذلك يخلقها فهو إذا قدرها علم ما سيفعله و أراد فعله في الوقت المستقبل لكن لم يرد فعله فى تلك الحال فإذا جاء و قته أراد فعله فالأول عزم و الثاني قصد )

    بل على العكس أخي حمزة الأشاعرة هم نفاة الحكمة..فالأشاعرة تنفي أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة تقضي إيجاد الفعل أو عدمه ، وهو رد فعل لقول المعتزلة بالوجوب على الله حتى أنكر الأشاعرة كل لام تعليل في القرآن وقالوا إن كونه يفعل شيئاً لعلة ينافي كونه مختاراً مريداً.. ويعتبرونه من لوازم التنزيه..وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض المشيئة ولا تعليق لصفة أخرى كالحكمة ..ولهذا لم يثبت الأشاعرة الحكمة مع الصفات السبع واكتفوا بإثبات الإرادة..بل ولا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب..ولاأدري أخي حمزة كيف تناقش الملاحدة بهذه الخلفية..فهم أرجعوا كل الأفعال إلى محض المشيئة وهو ما يعرف عندعم بالقول بالكسب..وهو جبر لا محالة..وهذا متواتر عنهم في أقوالهم ومتونهم كما في جوهرة التوحيد (والفعل في التأثير ليس إلا..للواحد القهار جل وعلا)..فالنار عندهم إذا أحرقت ما احترق بسببها وإنما احترق عندها لا بها والإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع بالأكل وإنما شبع عند الأكل..فعندهم: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فاعل، والعبد: نافذ..وأن لا فاعل حقيقي إلا الله وأن العبد مشارك فقط..إذ كيف سيحاسب الله العبد على فعل ليس هو فاعله الحقيقي..هذا فضلا على نسب ما لا يليق لله...يقول الدكتور سفر الحوالي ((كل هذا مخالف للإيمان بالله، وللإيمان بقدره عَلَى حقيقته، فمثلاً لو قيل لهم: ماذا تقولون في رجل زنى أتنسبون هذا الفعل إِلَى الله، وهذا لازم كلامكم أنه لا فاعل إلا الله ))
    هذا ما استوقفني حتى الآن..والمجال مفتوح للأساتذة..
    التعديل الأخير تم 09-18-2013 الساعة 04:01 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  12. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وفقنا الله واياك أخي الفاضل , وبارك فيك , وارجو ان اجيبك بما اراه صواباً , على فترات بحسب الوسع حتى آتي على ما لديك ان سددت لذلك .
    والاسئلة مترادفة ومتصلة بعضها ببعض , علي أوفق في التنسيق بينها .
    س1: هل يفرق بين "الحكمة" و "العلة" في مبحث الخلق؟ كما يفرقه الأصولويون
    بينهما عموم وخصوص ,و قد تطلق الحكمة على العلة , والعكس , الا انهما عند التفصيل فلكل منهما تعريفه الخاص به , والحكمة في الخلق تعود على الخالق والمخلوق , واما العلة: فتعود على المخلوق وتستقل به من حيث تحقق مدار الفائدة على تكليف العباد ومعاشهم .
    فالحكمة : ما تتضمنه من الغايات المحمودة المطلوبة له سبحانه في خلقه وأمره , وتتجلى آثار هذه الحكمة في العلل وآثارها في الخلق .
    والعلة : هي ما لأجله وجد الشيء , أو ما لأجله يفعل الفاعل , فمنها ما هو فاعلي ؛ وهو الباعث على المحرك للشيء , ومنها ماهو غائي ؛ وهو ما لأجله يسمو الشيء ويتفاعل , وتكيف القيمة والسمو , تسمى الحكمة من الفعل .

    فالفرق بين العلة والحكمة : "هي أن الحكمة أخص من العلة من ناحية الدلالة على جهة التعليل , فإنها تتضمن الدلالة على التعليل الغائي فقط , أما العلة من ناحة الدلالة على جهة التعليل , فإنها تتضمن التعليل بالفاعلية والتعليل بالغائية .

    فالعلة تطلق على السبب وتطلق على الغاية , فيقال مثلاً : النار علة الاحراق , أي سببه , ويقال : النار لغلة الإحراق , اي لغاية الاحراق , فهو العلة الغائية للنار , فمصطلح العلة اذاّ أعم من مصطلح الحكمة من هذه الجهة "

    ولتطبيق ذلك في بيان الحكمة من خلق الخالق للمخلوق تتجلى في : *بيان نفي العبث عن الخالق , وكمال قدرته وقوته في ايجاد المعدومات , وتقدير الخلق .* ترسيخ ذلك في بعض مخلوقاته , كما تجلت في قوله الملائكة " قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمته لنا إنك أنت العزيز الحكيم " . * تحقيق محاب الله , وايراداته في الخلق ,فالله سبحانه يحب الثناء والحمد , والتمجيد والتعظيم .
    قال صلى الله عليه وسلم " ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش " متفق عليه .
    وفي رواية لمسلم في قصة سعد وغيرته قال صلى الله عليه وسلم « أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير منه والله أغير منى من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله ولا شخص أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة ».

    وتتجلى الحكمة في المخلوق في : * أن الحياة أفضل من الوفاة , وأن الوجود , أفضل من العدم , ذلك أن العدم لا مدحة فيه ألبتة ! , فكيف إذا ما سُخّرت الكائنات للانسان وذُلّلت له ؟
    وقد إمتنّ الله على عباده بايجادهم في غير ما آية , مشيراً لتفضل الحيّ القيوم على حياة المخلوقات وقيّوميّتها على أنفسها واجناسها . والانسان كفور جحود , فلو أحيّاه الله لتمنى الموت , ولو قدّر للميت امنية مع سابق ارادة , لتمنى الحياة ! . * في استنشاق السعادة في العبادة , وانشراح الصدر والبال , وان ذلك كائن بطاعة الله البارئ فالله يقول " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .." , وفي قوله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " , فتنشرح الصدور بمعرفة علّام الغيوب , فتخبت له قلوبهم , فيستكينوا لربهم , فتحصل الحكمة من الخلق للخالق , فتُثمرُ في المخلوق ؛ فتظهر آثارها فيه , قال تعالى " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " , ولو لم يكن الا انشراح الصدر والبال , والسعادة لكفى بها نعمة .

    والعلة في الخلق من الخلق هي العبادة : فكل معنى لا يصب في هذا المعنى , هو فانٍ وآنٍ , ممحوق البركة , وضرره أكثر من نفعه , متعدٍ ضرره على صاحبه وعلى المجتمع .
    وكل معنىً يصب في معنى العبادة ؛ فهو غالٍ وسامٍ , مبارك فيه , ونفعه أكثر , متعد المنافع على النفس والمجتمع . اذ الدار دار امتحان , وهو دون الدار الاخرة , فلا يبقى فيها شيء الا ما كان لله , يقول النبي صلى الله عليه وسلم " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم " الترمذي وبن ماجه , وحسنه الالباني , وقال صلى الله عليه وسلم " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء " واخرجه الترمذي , وروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي فقال ما هذا يا عبد الله فقلت يا رسول الله وهى فنحن نصلحه فقال الأمر أسرع من ذلك . فهذه الادلة وغيرها تدل بمجملها على ان العلة هي عبادة الله , وتعظيمه , وتوقيره , ونصرة شرعه , والدعوة اليه , وان الله لم يخلق الناس هملاً , ولم يتركهم سداً , فالانشغال بالدنيا وملاذتها , والانكباب عليها , والاعراض عن دينه الله , والدعوة اليه , مناف لعلة الخلق والايجاد .


    "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون":
    س2: هل العلة من خلق الانس والجن العبادة؟ الجواب نعم كما أظن- لكن وجدت وانا اقرأ من ذكر التفريق في اللام الواردة في كلمة "ليعبدون" بين لام العلة و لام الغاية والعاقبة. ووقفت على قول بعضهم في الآية:
    قد بان لي معنىً ؛ أن الجمع بين اللامات متحقق ! , فالغاية من الخلق هي العبادة , قد يخلق الله لدينه من يقيمه , ويستخلصه دون سائر خلقه , فيكون من بلاغة الآية أن تجتمع فيها الاقوال المتعددة مالم تتعارض . ووجه الجمع في الاية انه الله سبحانه قد يصطفى من الجن والانس من يصطفيه لعبادته ونشر رسالاته , ويتجلى ذلك في قول الله " الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس " , وقال " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " والروح هو الايمان أو ما يكون بواسطته . فيخلق الله لعبادته أناساً , ويلهمهم إلهام التوفيق والسداد والهداية , يقول الله في ذلك " فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " ,ويقول "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " , وفي قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " , ويقول الحكيم الخبير " إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز" . ففي معنى الاية , معنى خاص لهداية بعض من الانس مُخِلِصين فصاروا مُخلَصين , فتجتمع في الاية المعنى الشرعي , والمعنى الكوني , فيكون معناها باعتبارها العلّي والغائي , فيجتمع بها الاعتبارين جميعاً . والله اعلم .

    س3: هل يصح القول ان الله لا يبعثه شيء على شيء؟ (وما معناه تماما؟)
    إن كان المقصود من هذا الباعث الحتمي , واللازم ؛ بمعنى الاضطرار والاكراه , فهذا منفيٌّ عن الله سبحانه , يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لى إن شئت اللهم ارحمنى إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له " متفق عليه . واما ان يكون بمعنى الارادة والمشيئة , والمحبة , والرضى .. الخ مما يثبته أهل السنة والجماعة , فهاذا حق , وهو ما ما يتمثل في قوله سبحانه " يريد الله ليبين لكم .. " , وقوله " عسى الله أن يتوب عليهم .." .. وفي معنى هذه الاية من اثار الرحمة والارادة والمشيئة .فالمعنى ثابت . والله اعلم .

    يتبع ان شاء الله
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله في الإخوة الكرام مستفيد وماكولا , وفي انتظار مزيد الفائدة بارك الله فيكم ومنكم نتعلم

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    واصل وصلك الله اخي الكريم وبارك فيك.
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الدولة
    بلاد الشام
    المشاركات
    37
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يارك الله فيك أخي ماكولا

    تابعت الحوار، وراقني أسلوبك السهل اللين

    استمر، بارك الله فيك

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الحكمة والتعليل في أفعال العليم الحكيم
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01-25-2014, 01:06 PM
  2. الحكمة في القرآن (الحكمة ضالة المؤمن)
    بواسطة عساف في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 05:17 AM
  3. تساؤلات واجابات حول الحكمة الالهية
    بواسطة الجندى في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-07-2009, 09:28 AM
  4. الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى pdf
    بواسطة السالم في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-26-2008, 05:02 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء