القاعدة السابعة
ليست المعجزة هي الشرط الأوحد للنبوة فمُدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين ولا يُلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين وقد أسلم السابقون الأولون أمثال أبي بكر الصديق وخديجة والمُبشَّرون قبل انشقاق القمر والإخبار بالغيب والتحدي بالقرآن .
المصدر : ثبوت النبوات عقلا ونقلا .... شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق د.محمد يسري سلامه .. دار ابن الجوزي ص 573
الشرح : قد يُعلم صدق الخبر الواحد بأنواع من الدلائل تدل على صدقه ويُعلم صدق خبر الواحد بقرائن تقترن بخبره يعلم بها صدقه .. وكذلك أمور الكاذب وأحواله لا تدل إلا على كذبه وإذا كان المرء كاذبا لابد أن يظهر على فلتات لسانه وصفحات وجهه ما يناسب ذلك
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : كثير من الناس يعلم صدق المُخبر بلا آية البتة ..وموسى ابن عمران لما جاء إلى مصر وقال لهم إن الله أرسلني علموا صدقه قبل أن يُظهر لهم الآيات .. وكذلك النبي لما ذكر حاله لخديجة وذهبت به إلى ورقة ابن نوفل .. قال هذا هو الناموس الذي يأتي موسى .. وكذلك النجاشي .. وأبو بكر علموا صدقه علما ضروريا لما أخبرهم بما جاء به وما يعرفون من صدقه وأمانته مع غير ذلك من القرائن يوجب علما ضروريا بأنه صادق.. وخبر الواحد المجهول من آحاد الناس قد تقترن به قرائن يُعرف بها صدقه بالضرورة فكيف بمن عُرف بصدقه وأمانته وأخبر بمثل هذا الأمر الذي لا يقوله إلا مَن هو أصدق الناس أو أكذبهم وهم يعلمون أنه من الصنف الأول دون الثاني .
المصدر السابق .
Bookmarks