بداخلها بكاء لا تسمعه أحد..

تضحك بهذيان.. ترسم ملامح السعادة على وجهها تحاول جاهدة أن تخفي ملامح بؤسها وشقاء روحها..

تتحسس ذكرياتها مع الالتزام.. وقد فقدته في ظلام العصيان..

ترسل دمعة عسى يسمع صداها إيمانها فيعود تبثه أشواقها.. حسراتها.. ندمها..

تبكي لكنها لا تتحرك لإعادته!!

كأنها مقيدة.. حبيسة الشهوات رفيقة الغفلات..

تعلم باللص ولا تقاومه!!

مستسلمة بأركانها بجوارحها..

ورغم ذلك يتحرك بداخلها ما تبقى من إيمان!!

يدفعها بسؤاله..إلى متى؟؟

إلى متى وأنتِ بعيده عن رب البريات؟

عن حياة الأنس والسعادة في طاعة الله؟

ماذا وجدتِ في الدنيا غير الشقاء؟؟

غير الخذلان؟

ماذا؟؟

فطأطأت برأسها له باكية..

لا تدري إن كان بكاء ندم.. أم بكاء عجز!!

ندمت أنها سمعت لزينة نفس مرة.. فاستجابت..

ذنب واحد أجبرها أن تكون رفيقته.. حتى حضر رفقاءه

فمضت تنتقل من ذنب إلى ذنب..

ورغم ذلك تحافظ على صلواتها.. على قراءة وردها..

تبكي ولا جدوى لبكاءها..

تضرب صدرها عسى قلبها يستيقظ من غفلته..

صرخت تنادي

رباه.. ربااااااااااااااه

لا تختم على قلبي بما كسب..

تخشى عواقب غفلته وهي تردد قول ربها:"فويل للقاسية قلوبهم عن ذكر الله".

سارعت لإنعاشه..

ذهبت لبستان الواعظين.. تقطف ثمرة التائبين..

سمعت ذنوب الخلوات وهو يحكي عن حالها الذي تخفيه..

لم ينهض قلبها..

سمعت للشيخ أحمد جلال عن الانتكاس خافت..

هبت تتصل على شيخ عسى أن يسعف قلبها..

لا جدوى..

ليست لي توبة.. قالتها وقد أعلنت الفشل أمام نفسها..

تمضي في حياتها..

تعلم أن سخط الله عليها نازل.

تترقب في مطبخها وتسأل..

هل سأموت بالنار؟؟

تترقب هادم اللذات.. كأنه سيظهر لها فجأة وهي على حالها.

لم تنم نومة الهانئين.. وإذا سمعت موعظة.. بكت بكاء الخائنين..الكاذبين..

تتقلب في منامها.. مقيدة بذنبها.. أسيرة شهواتها.

إذا دعتها استجابت..وتزعم أنها تريد أن تتوب!!

رغم سحب المعاصي أحست بلطف الله معها.. وهي تقول:

يا رب اعصيك وتمهلني..مات غيري ولم أموت..

يا رب.. لو مالي توبة خذني فقد سئمت حياتي كرهت عيش النفاق الذي أنا فيه

يا رب..

نامت ببكاء صادق هذه المرة..

ببكاء النادم على فعله..

وفجأة..

نهضت فزعة.. تجذب أنفاسها التي تخرج

تشهق عسى من حولها يستيقظ..

أنصتت لنفسها وهي تقول أنه الموت قد جاء..

هكذا ظنت..

لكنه كان قصيرا وذهبت عوارضه..

فنامت..

لكنها أيضاً علمت أنها لم تتوب توبة صادقة..

جاءها إنذار آخر لكنه أقوى عما فات!!

في وضح النهار.. لاذت تستغيث بمن حولها

عسى يعيد لها أنفاسها..

ضاق صدرها..

تصرخ..

تنادي..

وهم حولها يبكون.. عاجزون.. مستسلمون..

هب قلبي من رقاده يصرخ...

فجأة سكت كل شيء


لم أجد إلا حضن يبكيني وآخر يمسح عرق وجهي..


أما قلبي..

الذي رجوته دائماً أن ينهض فقد قام آخيراً..

رافع راية التوبة في وجه الذنوب.. عسى أن تندحر بعيداً لا تعود..

وعادت الأنا إليّ أنا..

حامدة..

شاكرة للطف الله بي لم يأخذني على معصية..

أدبني ربي فأحسن تأديبي.فلك الحمد والشكر يا رب.