النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الاخبار عن الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الاخبار عن الله

    بارك الله فيك أختنا أمة الرحمن، فقط لدي ملاحظة هامة و هي عن هذه المقولة :

    قال ابن القيم رحمه الله: (لو كشف الله الغطاء لعبده.. وأظهر له كيف يدبر الله له أموره.. وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من العبد نفسه.. وأنه أرحم به من أمه.. لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله).
    الغريب أن الامام ابن القيم رحمه الله يصف الله تعالى بصفة الحرص و هو رحمه الله من علمنا عنه أنه لا يصف الله تعالى إلا بما و صف به نفسه أو وصفه به رسوله و هذه قاعدة عندنا نحن أهل الكتاب و السنة، فصفات الله كلها توقيفية !
    و الغريب كذلك أني عندما بحثت عن هذه المقولة لم أجد الاستشهاد بها إلا من خلال المنتديات فلم أجد من يعزوها إلى مصدر من مصادر ابن القيم مظنة أن يكون هناك نص بلغه من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يثبت صفة الحرص لله العظيم سبحانه و تعالى و نتوقف عليه. فلنتنبه لذلك و لمثله رجاء أيها الإخوة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الاخبار عن الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياض مشاهدة المشاركة
    أحب ما وقع لي من هذا هو وقوفي على رابط منتدى التوحيد في موضوع في منتدى رصين قبل ثمان اعوام تقريبا في مشاركة للجندي المجهول الذي لا ادري اين اختفى , فكرهت الدخول اليه لظني انه من المنتديات التي يكثر فيها الجدال و الشتائم و تقل فيها الفائدة , و ها أنذا كل يوم أستفيد و على ذكر الفائدة وصف الله بالحرص في الكلام المنسوب لابن القيم لا يبدو ان عليه شيء . فيبدو انه من باب الاخبار الأوسع من باب الأسماء و الصفات بلفظ مرادف لها , و هو من التوسعات التي لها أمثلة في كلام الناس و كلام العلماء قديما و حديثا بلا نكير ...و الله أعلم

    أخي عياض -وفقك الله- :

    إن لدينا لائحة طويلة من أقوال أئمة الإسلام و الهدى سلفا و خلفا في ذلك-و حري بنا أن نتبع سبيلهم لأنهم أهدى عند الله سبيلا-، و لقد ظننت بأن كلامي عن تعظيم جناب الله كان كافيا، فإليك بعض تلك الأقوال للفائدة :
    قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث " .
    من"مجموع الفتاوى" (5/26)
    وقال الخازن في تفسيره (3/136) :
    " وقوله سبحانه وتعالى : ( فادعوه بها ) يعني ادعوا الله بأسمائه التي سمى بها نفسه ، أو سماه بها رسوله . ففيه دليل على أن أسماء الله تعالى توقيفية لا اصطلاحية ، ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده : أنه يجوز أن يقال : يا جوَاد ، ولا يجوز أن يقال : يا سخي . ويجوز أن يقال : يا عالم ، ولا يجوز أن يقال : يا عاقل " انتهى .
    و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " لا يجوز تسمية الله تعالى ، أو وصفه بما لم يأت في الكتاب والسنة ؛ لأن ذلك قول على الله تعالى بلا علم ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 33 . وقال : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36
    انتهى من"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (4 /230) .


    و انظر إلى كلام الإمام ابن القيم نفسه في هذا :

    يقول ابن القيم مبيناً خطورة القول على الله بلا علم بعد أن ذكر الشرك وأنواعه ومفاسده: "ويَلِي ذَلك فى كِبَر المفسدة: القول على الله بلا علم فى أسمائه وصفاته وأفعاله.." إ.هـ. [الجواب الكافي، ص253، 254]

    وقد شرح هذه القاعدة الشيخ ابن عثيمين شرحاً متقناً مبدعاً، إذ قال : "أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات: لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع؛ فعقولنا لا تحكم على الله أبداً؛ فالمدار إذاً على السمع؛ خلافاً للأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل التعطيل، الذين جعلوا المدار في إثبات الصفات أو نفيها على العقل، فقالوا: ما اقتضى العقل إثباته، أثبتناه، سواء أثبت الله لنفسه أو لا! وما اقتضى نفيه؛ نفيناه، وإن أثبته الله! ما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه؛ فأكثرهم نفاة، وقال: إن دلالة العقل إيجابية؛ فإن أوجب الصفة؛ أثبتناها، وإن لم يوجبها؛ نفيناها! ومنهم من توقف فيه، فلا يثبتها لأن العقل لا يثبتها لكن لا ينكرها؛ لأن العقل لا ينفيها، ويقول: نتوقف! لأن دلالة العقل عند هذا سلبية، إذ لم يوجب؛ يتوقف ولم ينف!''شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

    فالزم التقوى يا أخي تنج يوم القيامة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ليس فيما ذكرته يا بن سلام -وفقك الله- متعلق في باب الاخبار عن الله سبحانه جل شأنه , فالصواب هو على ما ذكره الاخ عياض -وفقه الله - . وقد قرر هذا الكلام المحررين
    اليك نتفاً من ذلك :.

    يقول شيخ الاسلام في الجواب الصحيح (5-7-8) :وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ فَهُوَ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ؛ فَإِذَا احْتِيجَ فِي تَفْهِيمِ الْغَيْرِ الْمُرَادَ إِلَى أَنْ يُتَرْجَمَ أَسْمَاؤُهُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ، أَوْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِاسْمٍ لَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُحَرَّمًا "

    ويقول أيضاً " وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ: فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ. مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ؛ إذَا أُرِيدَ بِهِ الثَّابِتُ وَأَمَّا إذَا أُرِيدَ بِهِ " الْمَوْجُودُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ " فَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَكَذَلِكَ الْمُرِيدُ وَالْمُتَكَلِّمُ
    فَإِنَّ الْإِرَادَةَ وَالْكَلَامَ تَنْقَسِمُ إلَى مَحْمُودٍ وَمَذْمُومٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى بِخِلَافِ الْحَكِيمِ وَالرَّحِيمِ وَالصَّادِقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا مَحْمُودًا" (6/142)

    ونقل بعض الافاضل قول البخاري في صحيحه : ((بَابُ {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} [الأنعام: 19] ، «فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا، وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ شَيْئًا، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ» ، وَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] ))
    يقول الراجحي: ((فيه إثبات أنه يطلق على الله -تعالى- أنه شيء وذلك من باب الخبر، وقول البخاري (فسمي الله نفسه شيئًا) كما قال الله -تعالى-: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ فسمى الله نفسه شيئًا أي: أخبر عن نفسه بأنه شيء، فكل موجود شيء، والذي لا شيء معدوم، فلا يقال: من صفاته أنه شيء، لكن يخبر عنه أنه شيء، فباب الخبر أوسع من باب الصفات، فيخبر عن الله بأنه شيء، ولا يقال: من صفاته أنه شيء)). بتصرف .
    وقال الغنيمان: (( يريد بهذا أن يطلق على الله -تعالى- أنه شيء، وكذلك صفاته، وليس معنى ذلك أن "الشيء" من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه -تعالى- بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته بأنها شيء؛ لأن كل موجود يصح أن يقال: إنه شيء))
    انظر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1559468
    وثمة كلام لابن عثيمين رحمه الله وبن باز , والالباني , وغيرهم في تقرير هذه المسألة .

    ومما حرره بن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا
    الثاني أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا
    الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها " ... وقال ايضاً " أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع.... أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل ، فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ، نحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو: ( قد سمع الله ) ( فقدرنا فنعم القادرون ) هذا إن كان الفعل متعديا ، فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو : الحي ، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل ." ينظر البدائع 1-170

    فتأمل رحمك دقيقة هذه المسألة , وانظرها في مبحث الاخبار عن الله .
    بالتوفيق
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    طيب أخي الكريم ماكولا، مازال في الأمر إشكال ما دام متعلق الحوار هو صفة الحرص و التي لم ترد هنا إسما و إنما وردت صفة و في اعتبارها صفة إخبارية تليق بالله جل و علا نظر من وجهين :

    أحدهما : لأنها و لا بد تحتمل جانبا من النقص أو الضعف الذي لا ينبغي أن نجيزه على الله تعالى، و إليك هذه القصة لتفهم و يفهم الإخوة مرادي جيدا :

    فقد اشتهرت في ذلك مناظرة بين أبي الحسن الأشعري وشيخه أبي على الجبائي عندما دخل عليهما رجل يسأل : هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا ؟ فقال أبو علي الجبائي : لا يجوز ، لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع ، والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق ، فقال له أبو الحسن الأشعري : فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما ، لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه : فنحكم بالقوافي من هجانا : ونضربُ حين تختلط الدماء وقول الآخر : أبني حنيفة حكموا سفهاءكم : إني أخاف عليكمُ أن أغضبا والمعنى : نمنع بالقوافي من هجانا ، وامنعوا سفهاءكم ، فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال ؛ لزمك أن تمنع إطلاق حكيم على الله تعالى ، فلم يجب الجبائي إلا أنه قال للأشعري : فلم منعت أنت أن يسمى الله عاقلا وأجزت أن يسمى حكيما ؟ قال الأشعري : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي ، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته .( طبقات الشافعية الكبرى ، لأبي نصر عبد الوهاب السبكي ، 3/ 358 ، تحقيق دكتور عبد الفتاح محمد الحلو ، دكتور محمود محمد الطناحي ، نشر دار هجر ، القاهرة ، سنة 1992م .

    و لنستوضح هذا المقصد نقرأ هذا الكلام :

    قال أبو سليمان الخطابي: "ومن علم هذا الباب؛ أعني الأسماء، والصفات، ومما يدخل في أحكامه، ويتعلق به من شرائط أنه لا يتجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر، وضع اللغة، ومتعارف الكلام، فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه السخي، وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام، وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد، ثم إن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين، يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة، وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين، والسهولة. وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، وفرس جواد إذا بذل ما في وسعه من الجري. وقد جاء في الأسماء القوى، ولا يقاس عليه الجلد، وإن كان يتقاربان في نعوت الأدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف، والإجتهاد. ولا يقاس على القادر المطيق، ولا المستطيع لأن الطاقة، والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة. وفي أسمائه العليم، ومن صفته العلم فلا يجوز قياساً عليه أن يسمى عارفاً لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل. وهذا الباب يجب أن يراعى، ولا يغفل فإن عائدته عظيمة، والجهل به ضار، وبالله التوفيق.اهـ .(شأن الدعاء (ص111-112).

    الوجه الثاني : أن صفة الحرص تشذ عن ضابط المطابقة أو حتى المشابهة أو لنقل المرادفة للأسماء و الصفات الإلهية التي نعرفها و جاءت في كتاب الله و سنة رسول الله عليه السلام و عن الصحابة إما إسما أو صفة أو معنى كصفة القديم :

    يقول العلامة ابن باز رحمه الله في التعليق على العقيدة الطحاوية :
    قوله (قديم بلا ابتداء) هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام، لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم كما في قوله سبحانه )وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّـس:39) وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قديم بلا ابتداء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى، لعدم ثبوته من جهة النقل ويغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز وجل: )هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ )(الحديد: من الآية3)الآية والله ولي التوفيق.

    فالأصل أيها الإخوة هو الأدب مع الله و تعظيم جنابه سبحانه، و حين يغيب هذا الضابط فحدث و لا حرج، كل واحد سيأتينا ببدع من القول و يدعي أنه مجرد مخبر و أنه لم يأت بإسم و لا صفة !!


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سبحان الله.. من تأمل النقاش علم عمق علم الامام علي و خبرته باصول الاسلام التي تضمن حسن التدافع بين أهله مع حس ضمان حريتهم فيه في ثنائية النص و التأويل حائلا من اتخاذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله و ضرورة الوحي لتحقيق السلمية في التدافع الفكري بين البشر و هو في قوله رضي الله عنه و أرضاه في الصحيح حين سئل: هل عندكم كتاب قال لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال قلت فما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر...فقد تكون النصوص هي نفسها بين الناس و لكن من يصنع الفارق بينهم هو ما يعطيه الله من الفهم لهم وحيا او الهاما و نورا من عنده, و النصوص التي أوردها اخونا ابن سلامة حفظه الله لا تخرج عن المقاصد التي نبه اليها شيخنا المفضال ابن ماكولا - و من عرفه في هذا المنتدى يعلم خبرته بهذه المباحث -من أن كلام الخطابي و الأشعري و ابن باز جارية على ما ذكره شيخ الاسلام و ابن القيم و غيرهما مما اورده الشيخ اذ مجال الكلام في الأسماء و الصفات وهو فن له قواعده و ضوابطه و مقاصده ألفت فيها كتب مشهورة سائرة قديما وحديثا اقربها منالا اليوم كتاب العالمة الجليلة الكواري حفظها الله... و من ضوايطها جواز الاطلاق في التعبير عنها دون تقييد بخلاف الاخبار الذي لا يجوز فيه الاطلاق فلا يسمى الله الحريص قياسا و اهم مقاصد التوقيف فيها هو الدعاء بها كما بين شيخ الاسلام و لا ادل من عنوان كتاب الخطابي عليها , و مثله لا يتيسر في الاخبار الذي كما ذكر قد يكون من مقاصده مرادفة معاني كثيرة و مخاطبة المخالف و تقريب الخطاب له و مثله لفظ الحرص الذي وردت معانيه في آيات اخبار كثيرة من آية الاجابة في الدعاء الى حديث الولي المشهور ...و يبين نفس هذا ان لفظ القديم المنكر انما انكره شيخ الاسلام و من تبعه في باب التسمية و الاطلاق دون باب الاخبار المقيد الذي يجوز فيه التوسع لافهام المخاطب على اصطلاحه ما لم يقتض نقصا او يعتقد النقص فيه , و لهذا من لم يفهم هذا ظن بشيخ الاسلام التناقض اذ عاب شيئا و اتاه في نفس الوقت...
    التعديل الأخير تم 09-26-2013 الساعة 06:33 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    غفر الله لنا ولك يا استاذنا عياض , وبارك الله فيك وفي الاخ بن سلامة , انما انا دونكم , رضي الله عنا وعنكم .
    فمما يحسن ان يذكر وتتميماً للفائدة في باب الاخبار عن الله , أن يُقال بأن الخبر يكون عبارة عن دلالة الاسم او الصفة , وما يقوم مقامها , في التعبير عنها , ولايصال المعنى للمخاطب باعتبار البيان والكشف , ولا يجوز الدعاء بها ولا التوسل ولا الثناء على الله بها , وتناثرت امثال هذه العبارات من كلام السلف وهم أعلم واخبر في هذا الباب .

    فقد جاء في كتاب "الصفات الالهية "أن أنواع الإخبار عن الله فيما جاء عن السلف :
    النوع الأول: مرادفات لأسماء الله وصفاته وأفعاله , وما يفهم من سياق آي القرآن كما سبق في تعريف الإخبار شرعا وهو الذي لم يَثْبُتْ عنهم الخلاف في جوازه.
    النوع الثاني: ما جاء صريحا في إجماع السلف لتقرير معنى صحيحا في العقيدة أو للرد على معنى باطل مثل " البائن من خلقه - ذات الله " وهو ملحق بالنوع الأول في جوازه.
    النوع الثالث: الألفاظ التي تكلم بها بعض السلف للرد على خصومهم مثل " القديم - الحد " , وحكمها: أنه يُسْأَلُ عن المعنى المراد وما دام هناك لفظ أحسن في التعبير عن المعنى فاستخدامه هو الموافق لمذهب السلف , مع الاشتراط ألا تتضمن نقصا في حق الله.
    النوع الرابع: الألفاظ المجملة التي تكلم بها المبتدعة مثل " الجسم - المماسة - التحييز " ولا شك في المنع من استخدامها والتكلم بها بين المسلمين في الإخبار عن الله , وإن كان في مقام مجادلة أهل البدع فالتفصيل في المعنى هو مذهب السلف فإن كان المعنى حقا قُبِلَ ويُرَدُّ اللفظ , وإن كان المعنى باطلا فَيُرَدُّ اللفظ والمعنى."

    وسبيل الاخبار عن الله سبحانه فيما بينه الله في كتابه مخبراً عن نفسه , وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم , مما قد سبق بيانه بعضه , وما جاء في ضرب الامثال في اتخاذ الانداد من دون الله , وبيان المثل الاعلى في ذلك . و على ان السلف قد امتثلوا هذا النهج في كتبهم , فقد اخبروا عن الله بألفاظ مقاربة , لم يجعلوها صفات ولا اسماء .
    ومن ذلك ما نقله صاحب رسالة "شرعية الإخبار عن الله بما لم يأت به قرآن ولا سنة" , فمن نقولاته :
    " الإخبار عن الله بـ " جَذَّ " ما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالإخبار عن الله بـ " جَذَّ " الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية 1/ 384 برقم 1261: قال ابن مسعود: يقولون ما فينا كافر ولا منافق , جَذَّ الله أقدامهم.

    الإخبار عن الله بـ " وَبَّخَ "
    ما جاء عن الإمام ابن جرير الطبري بالإخبار عن الله بـ " وَبَّخَ "
    تفسير الطبري 1 / 378: هذه الآية مما وَبَّخَ الله بها المخاطبين من بني إسرائيل.

    ما جاء عن الإمام البغوي بالإخبار عن الله بـ " وَبَّخَ "
    تفسير البغوي 1 / 260: وَبَّخَ الله الكافرين بالتمتع بالطيبات في الدنيا.

    الإخبار عن الله بـ " شَبَّهَ "
    ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما بالإخبار عن الله بـ " شَبَّهَ " الدر المنثور 1 / 306: أخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل " كمثل الذي ينعق بما لا يسمع " قال شَبَّهَ الله أصوات المنافقين والكفار بأصوات البهم أي بأنهم لا يعقلون.

    الإخبار عن الله بـ " كَرَّرَ "
    ما جاء عن ابن عباس بالإخبار عن الله بـ " كَرَّرَ " الطبري 11/ 182: حدثنا أبو كريب قال ثنا عثمان بن سعيد قال ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس: قال فلما كَرَّرَ الله عليهم الحجج قالوا وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة.

    ما جاء عن الإمام القرطبي بالإخبار عن الله بـ " كَرَّرَ "
    الجامع لأحكام القرآن 1 / 338: قيل: كَرَّرَ الأمر لما عّلَّقَ بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر فعلق بالأول العداوة وبالثاني إتيان الهدى.

    ما جاء عن الشيخ عبد الرحمن السعدي بالإخبار عن الله بـ " كَرَّرَ "
    تفسير السعدي صـ 50: كَرَّرَ الإهباط ليرتب عليه ما ذكر.

    الإخبار عن الله بـ " عَابَ "
    ما جاء عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بالإخبار عن الله بـ " عَابَ " الدر المنثور 2 / 355:

    حدثنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق بن مسلم أخي الزهري قال: كنت جالسا عند سالم بن عبد الله في نفر من أهل المدينة فقال رجل: ضرب الأمير آنفا رجلا أسواقا فمات فقال سالم: عَابَ الله على موسى عليه السلام في نفس كافرة قتلها.

    ما جاء عن قتادة بالإخبار عن الله بـ " عَابَ "
    الدر المنثور 1/ 610: أخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن الرجل كان يكون له الحائطان فينظر إلى أردئهما تمرا فيتصدق به ويخلط به الحشف فنزلت الآية فعَابَ الله ذلك عليهم ونهاهم عنه.

    الإخبار عن الله بـ " عَيَّرَ "
    ما جاء عن قتادة بالإخبار عن الله بـ " عَيَّرَ " تفسير ابن كثير : 1/ 381 قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} قال: كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر ويخالفون فعَيَّرَهم الله عز وجل وكذلك قال السدي. قال المحقق: تفسير عبد الرزاق (1 / 44) , وابن جرير برقم (843) , وابن أبي حاتم برقم (478) وسنده صحيح.

    ما جاء عن الإمام أبو عمر ابن عبد البر المالكي بالإخبار عن الله بـ " عَيَّرَ "
    التمهيد 9 / 141: فيه دليل على أن الرشوة عند اليهود أيضا حرام ولولا حرمته عندهم ما عَيَّرَهم الله بقوله: (أكالون للسحت) وهو حرام عند جميع أهل الكتاب.

    الإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    ما جاء عن محمد بن كعب القرظي بالإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    الدر المنثور 1 / 633: أخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي في قوله للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال: هم أصحاب الصفة وكانوا لا منازل لهم بالمدينة ولا عشائر فحَثَّ الله عليهم الناس بالصدقة.

    ما جاء عن الإمام ابن جرير الطبري بالإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    تفسير الطبري 2 / 600: وإنما حَثَّ الله تعالى ذكره عباده بهذه الاية على المواظبة على الجهاد في سبيله والصبر على قتال أعداء دينه.

    ما جاء عن الإمام القرطبي بالإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    الجامع لأحكام القرآن 16 / 152: فختم السورة بالحَثَّ على اتباع القرآن وإن لم يكن مذكورا كما قال في مفتتح السورة: إنا أنزلناه في ليلة مباركة.

    ما جاء عن ابن كثير بالإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    تفسير ابن كثير 13 / 429: وإذا كان الأمر كذلك فلهذا حَثَّه الله تعالى على المبادرة إلى الخيرات من فعل الطاعات وترك المحرمات.

    ما جاء عن الإمام الشوكاني بالإخبار عن الله بـ " حَثَّ "
    فتح القدير 3 / 204: ثم حَثَّ سبحانه على العفو فقال: {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} .

    الإخبار عن الله بـ " رَغَّبَ "
    ما جاء عن الإمام الحسن البصري بالإخبار عن الله بـ " رَغَّبَ " ابن كثير 11 / 320: قال الحسن البصري: العالم من خشي الرحمن بالغيب ورغب فيما رَغَّبَ الله فيه وزهد فيما سخط الله فيه ثم تلا الحسن (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) .

    الإخبار عن الله بـ " حَكَى "
    ما جاء عن الإمام الشافعي بالإخبار عن الله بـ " حَكَى "أحكام القرآن للشافعي : 1 / 281: قال ولم أعلم خلافا في أن القصاص في هذه الأمة كما حَكَى الله عز وجل أنه حكم به بين أهل التوراة.

    ما جاء عن الإمام ابن كثير بالإخبار عن الله بـ " حَكَى "
    تفسير ابن كثير 2 / 77: وهذا كما حَكَى الله تعالى عن حال المؤمنين الخلص في قوله (والذين يؤتون ماآتوا) .

    ما جاء عن الإمام أبو عمر ابن عبد البر المالكي بالإخبار عن الله بـ " حَكَى "
    كتاب الاستذكار 7 / 167: وقد حَكَى الله - عز وجل - في كتابه العزيز مثل ذلك في قصة داود.

    الإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    ما جاء عن الإمام الشافعي بالإخبار عن الله بـ " خَاطَب ": كتاب الأم 3 / 218: وإنما خَاطَب الله عز وجل بفرائضه البالغين من الرجال والنساء.

    ما جاء عن الإمام ابن جرير الطبري بالإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    تفسير الطبري 1 / 460: خَاطَبهم الله والعرب بالذي يعرفون.

    ما جاء عن الإمام القرطبي بالإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    تفسير القرطبي 5 / 277: أن الله خَاطَبهم بقوله: {وإن منكم} .

    ما جاء عن الإمام البغوي بالإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    تفسير البغوي 2 / 138: أن الله تعالى خَاطَبهم بقوله: {قل أحل لكم الطيبات} .

    ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية بالإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    مجموع الفتاوى 7 / 106: فبتلك اللغة والعادة والعرف خَاطَبهم الله ورسوله.

    ما جاء عن الإمام ابن القيم في الإخبار عن الله بـ " خَاطَب "
    إغاثة اللهفان 2 / 306: فأعلم ربنا تبارك وتعالى الذين خَاطَبهم بهذه الآيات من يهود بني إسرائيل الذين كانوا على عهد رسول.

    الإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    ما جاء عن الإمام ابن جرير الطبري بالإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    تفسير الطبري 1 / 429: فإن الله جل ثناؤه قد قَرَنَ بقوله: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} قوله {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} .

    ما جاء عن الإمام القرطبي بالإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    الجامع لأحكام القرآن 2 / 18: ولهذا قَرَنَ تعالى الشكر لهما بشكره فقال: {أن اشكر لي ولوالديك} .

    ما جاء عن الإمام ابن كثير بالإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    تفسير ابن كثير 3 / 34: ثم قَرَنَ شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم} .

    ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية في الإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    مجموع الفتاوى 1 / 53: وقَرَنَ بين اسمه - الله - واسمه - النبي - في المحبة فقال (أحب إليكم من الله ورسوله) .

    ما جاء عن الإمام ابن القيم في الإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    زاد المعاد 4 / 364:وقد قَرَنَ الله بينهما في كتابه في غير موضع.

    ما جاء عن الإمام الشوكاني بالإخبار عن الله بـ " قَرَنَ "
    فتح القدير 4 / 185:كل ما نهي عنه من أول السورة قَرَنَ به وعيد إلا من قوله {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم} فإنه لا وعيد بعده إلا قوله {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما} .

    الإخبار عن الله بـ " أضَافَ "
    ما جاء عن الإمام ابن جرير الطبري بالإخبار عن الله بـ " أضَافَ "تفسير الطبري 1 / 277:ولذلك أضَافَ الله تعالى ذكره إلى إبليس خروج آدم وزوجته من الجنة.

    ما جاء عن الإمام البغوي بالإخبار عن الله بـ " أضَافَ "
    تفسير البغوي 4 / 9:وإنما أضَافَ الله الإرسال إليه لأن عيسى عليه السلام إنما بعثهم بأمره تعالى.

    ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية بالإخبار عن الله بـ " أضَافَ "
    مجموع الفتاوى 12/ 377:وإنما أضَافَه الله إلى الرسول لأنه بلغه وأداه وجاء به من عند الله.

    ما جاء عن الإمام ابن القيم في الإخبار عن الله بـ " أضَافَ "
    مدارج السالكين 2 / 285:كما أضَافَ الله إليه الفعل في كتابه كله والله هو الذي جعله فاعلا.

    ما جاء عن الإمام الشوكاني بالإخبار عن الله بـ " أضَافَ "
    فتح القدير 4 / 364: أضَافَ الله سبحانه الإرسال إلى نفسه في قوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} . ... الخ"

    والنقولات كثيرة قد اختصرتها , وهي مبينة لجواز ذلك من هؤلاء الائمة , وفق قواعد معلومة , لا تقتضي الامتثال , والدعاء , والتوسل ؛الا بالمصطلحات الشرعية التوقيفة .فمن هنا قرر اهل العلم جواز الاخبار عن الله فيما كان من المترادف , وعند المناظرة والحاجة والبيان , واصل المسألة وأسها قوله سبحانه " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " فبين الرب سبحانه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُرسل الى قومه , وأنزل معه القرآن بلسان عربي مبين , وهو لسان قومه , ولما اختلفت الفهوم , وتمايز الناس , وكانت الدعوة المحمدية شاملة , وانها للناس كافة , كان لزاماً ان يكون البيان موافقاً للفهوم عربهم وعجمهم ليصح بذلك موجب التكليف , فجاءت القاعدة انه " ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب "
    يقول الشنقيطي في أضوائه " بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لم يرسل رسولا إلا بلغة قومه؛ لأنه لم يرسل رسولا إلا إلى قومه دون غيرهم، ولكنه بين في مواضع أخر أن نبينا صلى الله عليه وسلم أرسل إلى جميع الخلائق دون اختصاص بقومه ولا بغيرهم، كقوله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} ، وقوله: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} وقوله: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} الآية ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عموم رسالته لأهل كل لسان فهو صلى الله عليه وسلم يجب عليه إبلاغ أهل كل لسان "

    ولهذا فقد استشكل بعض ما جاء في هذه الاية على الدعوة المحمدية وانها باللغة العربية , وقد أبان الشوكاني عن هذا الاشكال واجاب عنه في فيضه حيث قال "وقد قيل في هذه الآية إشكال لأن النبي صلى الله عليه و سلم أرسل إلى الناس جميعا بل إلى الجن والإنس ولغاتهم متباينة وألسنتهم مختلفة وأجيب بأنه وإن كان صلى الله عليه و سلم مرسلا إلى الثقلين كما مر لكن لما كان قومه العرب وكانوا أخص به وأقرب إليه كان إرساله بلسانهم أولى من إرساله بلسان غيرهم وهم يبينونه لمن كان على غير لسانهم ويوضحونه حتى يصير فاهما له كفهمهم إياه ولو نزل القرآن بجميع لغات من أرسل إليهم وبينه رسول الله لكل قوم بلسانهم لكان ذلك مظنة للاختلاف وفتحا لباب التنازع لأن كل أمة قد تدعي من المعاني في لسانها ما لا يعرفه غيرها وربما كان ذلك أيضا مفضيا إلى التحريف والتصحيف بسبب الدعاوي الباطلة التي يقع فيها المتعصبون "

    وأجاب القاسمي بمحاسنه بجواب مقارب حيث قال " لا يخلو إما أن ينزل بجميع الألسنة أو بواحد منها ، فلا حاجة إلى نزوله بجميع الألسنة ؛ لأن الترجمة تنوب عن ذلك وتكفي التطويل ؛ فبقي أن ينزل بلسان واحد فكان أولى الألسنة لسان قوم الرسول ؛ لأنهم أقرب إليه . فإذا فهموا عنه وتبينوه وتنوقل عنهم وانتشر ؛ قامت التراجم ببيانه وتفهيمه ، كما ترى الحال وتشاهدها من نيابة التراجم في كل أمة من أمم العجم ، مع ما في ذلك من اتفاق أهل البلاد المتباعدة والأقطار المتنازحة والأمم المختلفة والأجيال المتفاوتة على كتاب واحد ، واجتهادهم في تعلم لفظه وتعلم معانيه ، وما يتشعب من ذلك من جلائل الفوائد ، وما يتكاثر في إتعاب النفوس وكد القرائح فيه ، من القرب والطاعات المفضية إلى جزيل الثواب ، ولأنه أبعد من التحريف والتبديل وأسلم من التنازع والاختلاف ، ولأنه لو نزل بألسنة الثقلين كلها مع اختلافها وكثرتها ، وكان مستقلا بصفة الإعجاز في كل واحد منها ، وكلم الرسول العربي كل أمة بلسانها ، كما كلم أمته التي هو منها يتلوه عليهم معجزا ؛ لكان ذلك أمرا قريبا من الإلجاء ."

    ولو استشكلت يا اخي مادة الحرص , فلا اشكال فيها ان شاء الله , واصولها في نصوص كثيرة , لو لم تكن الا في قوله صلى الله عليه وسلم " احفظ الله يحفظك " , وقول الله في الحديث القدسي " ولان استعاذني لاعيذنه ولان سألني لاعطينه .." " يكره الموت واكره مسائته ولابد له منه " , وحب الله لعبده ورعايته ومعيته له , لكفى بذلك اتسناداً لمادة الحرص والتدليل على ما يقوم مقام هذه النصوص .فتبين ان المسألة الاخبار عن الله لا اشكال فيها , والحمد لله .
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  7. افتراضي

    يُفهم الحرص بمعنى الإرادة الجازمة المتضمنة اللطف والرحمة بالمخلوق ....
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  8. افتراضي

    الله يعطيكم العافيه على التوضيح

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عفوا أيها الإخوة الأكارم، أعتقد أنه لا يزال تم فسحة من القول أعاننا الله على حسنه و إتيان صوابه و البعد عن زل له و معابه.
    فما أوردناه من كلام عن صفات لا تجوز بحق الله تعالى لقرائن الضعف و مقتضيات النقص كالعقل و العرفان و السخاء و السماحة و الجلد و الطاقة – لذات هذه الصفات و ليس فقط في شأن الدعاء كما أشار أخونا الفاضل عياض- فإن في هذا المعنى و من هذا الوجه بدا لنا أن من غير اللائق وصف الله تعالى بالحرص فضلا عن كونه صفة لا مرادف لها في نصوص القرآن و السنة على حد علمنا و لو أن أخانا عياض استشهد لها بآية الإجابة و حديث الولي لأن ما تضمنته الآية و الحديث معا هو في معنى القرب و التقرب و هو غير معنى الحرص كما سنبين هنا إن شاء الله.
    و مسألة أخرى أحب أن أنبه إليها أساتذتنا الأفاضل –شكر الله تواضعهم و احتمالهم لنا – و أوجه حديثي هنا بالخصوص إلى حبيبنا الفاضل ماكولا فيما ذكره من الصفات الإلهية الإخبارية فنقول و بالله التوفيق :

    هناك حيثية يجب التنبه إليها و هي أن كل الصفات التي فيها إخبار عن الله تعالى و التي ذكرتموها و غيرها هي بالضرورة صفات فعلية و ليست صفات ذاتية –و لا يخفاكم هذا التقسيم سلفا أيها الإخوة الأكارم-
    فإذا نحن دققنا النظر نجد أن الحرص صفة ذاتية علينا التوقف في معناها اللغوي و ننظر في مقتضياته و مستلزماته، و العجيب أن مجرد إحساسنا و استقتاء قلوبنا كاف في استبعاد الإخبار عن الله بهذه الصفة بل باستهجانها و التشنيع على من يصف الله تعالى بها.
    إن صفات الله الفعلية متعلقة بالمفعول به في الخارج الذي نحيط به علما على الأقل في تصورنا أما عن ذات الله فهنا يجب التوقف فيما نصف الله به.
    لقد وصف الله تعالى نفسه أو ذاته العلية بكل وصف يليق بجلاله سبحانه في كتابه أو في حديث رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم، فعلمنا منها على سبيل المثال أن الله تعالى يحب و يكره و يضحك و يستوي و ينزل و يعلم و يريد و يرضى و و لكن ليس يحق لنا البتة أن نصف ذات الله تعالى بأكثر من ذلك فنقول مثلا إن الله يرغب أو يعشق أو يتعلق و قد سبق من ذلك أمثلة لا تجوز على الله تعالى و لا تنبغي له، و لازلت أيها الإخوة أعتقد أن من تلك الصفات صفة الحرص، و هذا بيان ما حملني على ذلك :

    جاء في المصباح المنير : الحرص من حَرَصَ إذا تعب في حصول الشيء و رغب فيه.
    و في المفردات للراغب : «الحرص: فرط الشره وفرط الإرادة: قال تعالى: {إن تحرص على هداهم} , أي: إن تفرط إرادتك في هدايتهم»
    و قال ابن منظور في اللسان: «الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى المطلوب»، فيما عرَّفه صاحب القاموس المحيط بقوله: «الحِرْصُ، بالكسر: الجَشَعُ»، وكذا جاء في تعريف الجواهري في الصحاح.
    الحرص غير مضمون النتائج و يرد فيما لا يُنال إلا بعد التعب و المشقة و العناء أو ما ليس باليد و الإمكان رأسا إلا بإذن الله تعالى، كقول الله تعالى : إن تحرص على هداهم، قال ابن كثير :.
    ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ) أي:على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم.
    والحرص يُذكر فيما يستبعد نيل و حصوله فيقتضي لذلك الطلب و التمني و الرجاء
    قال الله تعالى : و لتجدنهم أحرص الناس على حياة، و منه الحرص على الدنيا و الإمارة و النصر، قال أبو ذؤيب الشاعر :

    ولَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمْ ... فإِذَا المَنِيَّةُ أَقَبَلَتْ لا تُدْفَعُ
    فهل يقال إن الله يحرص على نصر عباده المؤمنين ؟
    و من مقتضيات الحرص أيضا التطلب و الرغبة الشديدة و الجشع و الشح و التخوف من ضياع الشيء الذي يحرص عليه صاحبه.
    قال القرطبي : وقيل: حريص عليكم أن تؤمنوا. وقال: الفراء: شحيح بأن تدخلوا النار. والحرص على الشيء: الشح عليه أن يضيع ويتلف.
    و عندما فسر الإمام الطبري لفظة الشح في كتاب الله قال : الشحُّ الإفراط في الحرص على الشيء..
    فالحرص كصفة مستقلة عن السياق و القرينة يتخلله كما قلنا ما يتخلله من الضعف و النقص الذي لا يجوز و لا ينبغي لله تعالى، فكيف نصف الله تعالى بالحرص و هو الذي بيده ملكوت كل شيء و لا شيء يعجزه و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، أليس الحرص أولى بذات العبد الذي ما يفتأ يعيش على الرغبة و الأمل و التمني و المشقة في السعي و العمل فتعالى الله عن الحرص في نفع أو ضر.
    و لو أن الحرص على الخير كان صفة كمال في نفس العبد فهو من جهة السعي و الكد و الإجتهاد في طلب الخير و القيام عليه و عليه يكون مطلوبا بحق العبد في كل حال و حميدا من هذا الوجه، و لأن الله تعالى له الكمال المطلق لا يتصف إلا بصفات الكمال فلا يُتصور بحق الله القدير المقتدر الفعال لما يريد سبحانه و تعالى أن تكون تلك صفته في ما بعض ما يريده أو يحبه و هو القادر عليه و على مكاسب العباد فضلا عن كل ما يريده أو ما يحبه.

    هذا و الله تعالى أعلى و أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم , وزادنا واياكم حرصاً .. أخي في الله بن سلامة , ثمة فرقٌ بين الصفة والاسم والخبر , وعلى هذا فتعرف الصفة : هي الدالة على بعض أحوال الذات ...وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يُعرف بها) التعريفات/ 133 ، "وهي ما وقع الوصف مشتقاً منها ، وهو دالٌ عليها ، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه" الكليات/ 546 ,
    والاسم : (هو ما دل على معنى في نفسه) ,التعريفات للجرجاني /24. ،..وقيل : (الاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ) الكليات لأبي البقاء الكفوي / 83.

    ويفرّق بين الاسم والصفة على " أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به ؛ مثل : القادر ، العليم ، الحكيم ، السميع ، البصير ؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله ، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر ، أما الصفات ؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات ؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر ؛ فالاسم دل على أمرين ، والصفة دلت على أمر واحد ، ويقال : الاسم متضمن للصفة ، والصفة مستلزمة للاسم...) " ينظر صفات الله , لعلوي السقاف .
    أما الخبر : اسم لكلام دال على أمر كائن وسيكون , او ما يعبر به عن حقيقة او بعض اجزائها , فيتجوّز فيها بالعبارة ما لا يتجاوز في غيرها ! .

    قال ابو عبد الله المصري في شرعية الاخبار ,في ضبطه للاخبار عن الله بتعريف شرعي لها بـ" التكلم بألفاظ هي مرادفات لأسماء الله وصفاته وأفعاله ": ومثال ذلك أنه عندما يشرح العلماء اسم الله القدوس ويقولون: هو الطاهر عن العيوب , أو السبوح: هو المنزه عن النقائص. " أو ما يفهم من سياق آي القرآن " مثل " أَكَّدَ الله , كَرَّر الله ".
    مع ضبط ذلك بشيئين هما:
    * ألا تتضمن نقصا في حق الله : لأن الله أثبت لنفسه صفات الكمال ونزه نفسه عن صفات النقص بإجماع المسلمين.
    * عدم التعبد بها كما يُتَعَبَّدُ بالأسماء والصفات : لأن الأسماء والصفات يترتب عليها عبوديات لله ."

    فمن هنا قال بن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته " , وقال شيخ الاسلام " وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ فَهُوَ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ؛ فَإِذَا احْتِيجَ فِي تَفْهِيمِ الْغَيْرِ الْمُرَادَ إِلَى أَنْ يُتَرْجَمَ أَسْمَاؤُهُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ، أَوْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِاسْمٍ لَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُحَرَّمًا " .

    وأما ما استشكلته أخي الكريم فليس باشكال إذا ما اعتبرنا ما قاله بن أم عبد فيما صح عنه كما عند بن ماجة فعن عبد الله بن مسعود قال : - إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فظنوا برسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه .

    ولو أعملت قواعدك اللغوية على صفات الله سبحانه , لما سلمت لنا كثير من الصفات الذاتية والاختيارية ! , الا اننا لا نقيس صفات الباري بصفات المخلوق كما لا يخفاك ! , والا لجردنا صفة الضحك , والغضب , والرحمة ,والحب , والعَجب .. وغيرها من الصفات لشيء من استشكالاتك المعروضة , الا ان القاعدة هي : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فلله سبحانه سمع وبصر , وللمخلوق سمع وبصر , الا ان التماثل منفيٌ ! , فسبحان من وسع سمعه الاصوات , وانكشف لبصره أحوال العصاة , فاللهم سترك وحلمك ! .

    ومن الاخبار التي اخبر الله بها واستشف منها نصوص , حسبت ان فيما سبق ذكره غُنيّة , الا اني أضيف شيئاً , عل الرؤية تتضح ان شاء الله , فمن ذلك قوله تعالى " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " , والصحيح ان في معنى الاية تقدير محذوف , قال الشوكاني في فيض القدير " قال ثعلب : المعنى { وما رميت } الفزع والرعب في قلوبهم { إذ رميت } بالحصباء فانهزموا { ولكن الله رمى } أي أعانك وأظفرك والعرب تقول : رمى الله لك : أي أعانك وأظفرك وصنع لك وقد حكى مثل هذا أبو عبيدة في كتاب المجاز وقال محمد بن يزيد المبرد : المعنى { وما رميت } بقوتك { إذ رميت } ولكنك بقوة الله رميت وقيل المعنى : إن تلك الرمية بالقبضة من التراب التي رميتها لم ترمها أنت على الحقيقة لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه رمي البشر ولكنها كانت رمية الله حيث أثرت ذلك الأثر العظيم فأثبت الرمية لرسول الله صلى الله عليه و سلم " , فلو قال احدهم رمى الله له , لما بعد عن المقصود من الاعانة والنصرة والمعية.

    وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم.." , ومعلوم ان البداء الذي يسبقه جهل بمقصود الفاعل واضطراب لترميم ما فات , ممتنع في حق الخالق ! , فكانت هذه اللفظة بمثابة الخبر ليعيها الفرد , ولذلك قال الشراح في هذه اللفظة " أي سبق في علم الله فأراد إظهاره ، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى ، وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " ينظر الفتح .
    فكأن العبارة قامت مقام وصف بعض اجزاء الارادة , الا انها لما كانت في حق الخالق أخذت منحى الكمال الذي لا يشوبه نقص بوجه ! .

    وكذلك روى البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا شخص أغير من الله " الشخوص قام مقام الاحد و الواحد , والغيرة في حق الله مغايرة لما في حق المخلوق .
    وما رواه الامام مسلم عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثل حديث أبي أسامة وزاد قالت فلما توفي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ثم عزم الله لي فقلتها قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه و سلم " , وقد أجاد في بيان هذا المعنى بن الصلاح في صيانة صحيح مسلم 1-119 حيث قال " ولذلك وجهان، نقدمُ عليهما : أنَّ الأمر في إِضافِةِ الأفعال إليه سبحانه واسعٌ حتَّى لا يتوقف فيها على التَّوقيفِ !، كما يُتوقّف عليهِ في أسمائِه وصفاتهِ، ولِذلِك توسَّع الناس قديماً وحديثاً في ذلك في خُطبهم وغيرِها.
    ثُمَّ الوجهين أنَّ المراد بذلِك: أراد الله في ذلك، على جهةِ الاستعارةِ؛ لأنَّ الإرادة والقصْد والعزْم والنِّيَّة متقاربة فيقامُ بعضها مقام بعضٍ تجوّزاً، وقد ورد عن العربِ أنَّها قالت: نواك الله بحفظِه
    فقال فيه بعض الأئمَّة: أي قصدك بحفظه.
    الوجْهُ الثاني : أنَّ لقولِ القائِل: (عَزَمَ الله لي) وجْهاً صحيحاً غير الإرادة، وهو أنْ يكون مِن قبيل قولِ أُمِّ عطية: (نُهينا عنْ اتِّباعِ الجنائِزِ، ولم يُعْزم علينا) أي لم نُلْزم بذلك. وكذلك قوله: (ترْغيباً في قيامِ رمضان مِنْ غيرِ عزِيمةٍ) ، أي مِن غيرِ إلْزامٍ "ا.ه
    -بواسطة معجم المناهي اللفظية-

    فالحاصل ان مقتضيات صفة المخلوق لا تُسحب على مقتضيات صفات الخالق ! , اذ ان المخلوق ناقص , والله كامل , فالقياس يكون باطلاً وهو قياس مع الفارق ! . فتأمل .
    فالحرص هو بمعنى قول الرب في الحديث القدسي " يكره الموت وأكره مسائته " , وبما رواه بن ماجه والبيهقي في الشعب واحمد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان الله عز و جل يحمي عبده الدنيا وهو يحبه كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب تخوفا له عليه " فالتخوف عليه , وكراهية مسائته هو بمعنى الحرص , وهي في حق الله ما ليست في حق المخلوق . والله اعلم .
    التعديل الأخير تم 09-28-2013 الساعة 01:29 PM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، جزى الله حبيبنا و شيخنا الفاضل ماكولا،

    لنبدأ من الإخبار ب ''بدا'' في حديث النبي صلى الله عليه و سلم –مع أن هذه واردة أصلا في نص من نصوص الوحي المنزِّهة لجناب الله بديهة عن النقص و العيب- :
    وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم.." , ومعلوم ان البداء الذي يسبقه جهل بمقصود الفاعل واضطراب لترميم ما فات , ممتنع في حق الخالق ! , فكانت هذه اللفظة بمثابة الخبر ليعيها الفرد , ولذلك قال الشراح في هذه اللفظة " أي سبق في علم الله فأراد إظهاره ، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى ، وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " ينظر الفتح .
    فكأن العبارة قامت مقام وصف بعض اجزاء الارادة , الا انها لما كانت في حق الخالق أخذت منحى الكمال الذي لا يشوبه نقص بوجه ! .

    أجاب على ذلك -بارك الله فيكم- الشيخ الغنيمان في شرح صوتي له على كتاب (( فتح المجيد )) موجود على موقع المكتبة الشاملة ، ونص كلامه - حفظه الله - : (((جاء في صحيح البخاري ثلاث روايات: أحدها: (أراد الله أن يبتليهم)، والأخرى: (بدا لله أن يبتليهم)، وقد اغتر بهذه الكلمة بعض الذين كتبوا من المعاصرين كلاماً سيئاً في هذا وقال: إن هذا خطأ، وإن صحيح البخاري فيه أخطاء في العقيدة، فينبغي للإنسان أن يكون متنبهاً، وهذا من قلة معرفة اللغة؛ لأن (بدا) تأتي بمعنى: أراد، ومعلوم أن الرواة قد يعبر بعضهم بالمعنى ولو لم يكن هذا تعبيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه عرف مراد الرسول صلى الله عليه وسلم فعبر به، وهذا كثير جداً، فإذا جاء حديث بلفظين مثلاً أو ثلاثة ألفاظ فأحدها يفسر الآخر، إذا كان فيها شيء غريب يرجع إلى الشيء الواضح، فيكون هذا هو المعنى.
    ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح الناس، وهو صلوات الله وسلامه عليه أقدرهم على البيان والبلاغ، وهو كذلك أنصح الخلق للخلق، وهو كذلك أغير الخلق على الله جل وعلا، فلا يجوز أن يأتي من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء باطل؛ لأن هذا الذي قال هذا القول بأن (بدا) من الابتداء، وأنه يقتضي قبل ذلك أنه لم يكن عالماً، فمعلوم أن هذا ينافي صفات الله جل وعلا، ولكن ليس هذا المراد في قوله: (بدا)، وإنما المراد به مثل ما في الروايات الأخرى: (أراد الله أن يبتليهم)، والإرادة سبق الكلام عليها، والابتلاء هنا هو الاختبار، أي: أن يختبرهم بحالهم))).

    المصدر : http://majles.alukah.net/t104888/#ixzz2gBbNvKyj

    الشاهد من هذا الحديث على اعتبار أنه لم يقع تصحيف أو وهم في راويته أن المراد بلفظة ''بدا'' أن الله تعالى أراد و ليس ظهر له ما لم يكن ظاهرا تعالى الله عن ذلك.

    و لو أني أخذت بتأصيلكم في المسألة –بارك الله فيكم- لما تحاشيت القول بأن معنى بدا في هذا الحديث تحديدا هو خَطَرَ، لما جاء في بعض المعاجم كمعجم لغة الفقهاء :

    بدا يبدو بدوا وبدوا وبداء وبداءة : - الشيء : ظهر - بدا له الأمر : خطر له فيه رأي

    فهل نقول خطر لله كذا و نقصد به معنى الإرادة ؟

    قس على ذلكم ما ذكرناه سلفا من صفات تحتمل النقص كما تحتمل الكمال كالعقل و الرغبة و السخاء ووو

    هل يمكن أن نطلق العنان فيما نخبر به عن الله فقط لأننا سنحمله على مراد التنزيه دون النظر في أنه قد يحتمل معنى لغويا خاصا و دقيقا قد لا يليق بجناب الله ؟

    و هل إذا حملنا نحن هذه الصفات على الوجه الحسن و المراد الواجب في حق الله تعالى سيحملها غيرنا على ذلك أم أن إغلاق هذا الباب حتى لا يدخل فيه ما ليس منه في عصر الجهل هذا هو أولى، خاصة مع خوفنا على الناس من أن يشبهوا ربهم بخلقه فيقعوا في المحذور العظيم الذي آن خروجه و هو اتباع الدجال الأكبر في دعواه الألوهية؟

    هذا و لقد قلتم بارك الله فيكم إن الصفات الإخبارية يجب أن تنضبط بضابطين :

    * ألا تتضمن نقصا في حق الله : لأن الله أثبت لنفسه صفات الكمال ونزه نفسه عن صفات النقص بإجماع المسلمين.
    * عدم التعبد بها كما يُتَعَبَّدُ بالأسماء والصفات : لأن الأسماء والصفات يترتب عليها عبوديات لله ."

    كما استشهدتم بأثر ابن مسعود للدلالة على رفع الحرج تماما أو غالبا في الإخبار عن الله و هو: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فظنوا برسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه .

    فبأي اعتبار نأخذ بهذا الكلام و بأي وجه نعمل به هل من جهة النية و القصد فقط أم من جهة الموافقة و تحري الصواب بأن ننزه الله تعالى عن كل لفظة تناسب المخلوق ولا تناسب الخالق جل و علا و لا تليق بجلاله و عظمته ؟

    و إني لأعجب أخي الكريم أنكم لم تروا أن صفة الحرص من هذا الباب، و معناها لغة فرط الإرادة في أحسن الأحوال، فهل هي بحق منضبطة بما ذكرتموه و أنها لن تحتمل من معاني النقص ما تحتمله في أذهاننا أو في أذهان غيرنا؟

    هل يجوز أن نصف الله تعالى بفرط الإرادة ؟ ما الفرق بين الحرص و التعلق و الخوف و الميل و الرغبة ؟ هل سنقول إن نسبتها إلى الله تضفي عليها الجلالة و تنفي عنها ما التصق بها من النقص و العيب ؟

    إن كل ما استدللت به أخي الفاضل حتى الآن كأمثلة على تجويز الإخبار عن الله بصفات مرادفة –غير (بدا) التي أوضحنا أن لا علاقة لها- أمثلة لا يتطرق إليها العيب و النقص بخلاف مثال الحرص الذي حرصت على إقناعي بجواز الإخبار به عن الله.

    ثم ذكرتم أخي صفات هي واردة أصلا في كتاب الله و حديث رسوله عليه السلام كصفة الضحك , والغضب , والرحمة ,والحب , والعَجب، وهي واردة أصلا في غيرما آية أو حديث أي لدينا فيها نص، ثم لا يمكن أن يُفهم منها إلا أنها متعلقة بذات الله المتصف سبحانه بالكمال المطلق، و أما صفة الحرص فلم ترد مطلقا في أي آية أو حديث أو حتى أثر بحق الله تعالى مع أنها وردت في غير ذلك كما أنها إنما وردت مصاحبة لمعنى النقص المنتقض للكمال المطلق الواجب لله تعالى، فعلى مستوى جذر الكلمة قد وردت خمس مرات في كتاب الله :

    {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [البقرة : 96]

    {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء : 129]

    {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة : 128]

    {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف : 103]

    {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [النحل : 37]

    فلم ترد مطلقا صفة لله تعالى كما أنها إنما وردت مصحوبة بمعنى النقص الواجب للعبد بل أيضا بمعنى سوء، و هكذا في السنة و كذا الآثار، فقد ورد ذكر الحرص في مواطن مختلفة تفيد ذلك و إليكم الأمثلة :

    ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه.

    و عن كعب بن مالكٍ الأنصاريِّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسدَ لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» صححه الألباني صحيح الترمذي رقم 1935.

    عن أبي وائل قال جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده فقال يا خال ما يبكيك أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا قال كل لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا لم آخذ به قال إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله وأجدني اليوم قد جمعت . ( حسنه الألباني في سنن ابن ماجة 4103 )

    وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت : هذا القاتل فما بال المقتول قال : " لأنه كان حريصا على قتل صاحبه " . متفق عليه .


    ما الذي سيجعل الحرص في نظركم أرقى و أكمل في حق الله تعالى من الميل و الرغبة، خاصة مع الأخذ بقاعدة إحسان الظن بالله تعالى الواردة في أثر بن مسعود الذي استشهدت به : إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فظنوا برسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه. ؟؟؟

    ثم ما حدود التوقيف الواجب في أسماء الله و صفاته و في الإخبار عنه سبحانه إن نحن لم نأت بضابط من علم أو هدى أو كتاب منير نضبط به كل لفظة و كل كلمة ننطق بها في حق الله تعالى ؟؟؟

    أما عن آية الرمي من سورة الأنفال فلا أدري ما وجه استدلالكم بها هنا مع أنها إخبار من الله نفسه و ليس من غيره، و تحتمل ما تحتمل من التأويلات التي ذكرتموها.

    أما حديث الثلاثة من بني إسرائيل فسبق التعليق عليه في مطلع المشاركة و ذكرنا أيضا أن لا وجه للعلاقة في الاستدلال، و ذلك لأن بدا بمعنى أراد لكن حرص هي بمعنى حرص و لا شيء يرادفها إلا ما كان في معناها من فرط الإرادة و الإهتمام و الشره و الخوف و محاول الكسب مع مضنة الضياع و التضييع، كقول أحدهم : إن الله يحرص على نصر عباده المؤمنين مع أنه ناصرهم دون حاجة منه إلى حرص سبحانه، و هكذا.

    أما عن الشيء و الشخص فهذه في كل الأحوال إنما تفيد التعيين و التحديد و لا تتخلل انتقاصا.

    أما الغيرة التي أثبتها رسول الله صلى الله عليه و سلم صفة لربه فقد أثبتها صفة لربه فلم تعد إخبارا عن الله بما لم يرد، و ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله فهو بالضرورة لائق بجلاله و عظمته سبحانه، و لا بأس أن نذكر بما أسلفناه في صفات الذاتية كالحب و الكره و الرضى و الغضب و الضحك و العجب، فقلنا إنه لا يمكن أن يُفهم منها إلا أنها متعلقة بذات الله المتصف سبحانه بالكمال المطلق، و يُحمل ذلك على قاعدة ما يقال في الذات يقال في الصفات التي ثبتت نصا في كتاب الله تعالى و حديث نبيه عليه السلام، و المعنى أن هذه الصفات هي حديث خالص عن الذات و ليس فيها نكير من هذا الوجه و من ثم لا نكير من وجه آخر لغة أو اصطلاحا.

    أما عن العزم الذي ورد صفة لله أو ربما إخبارا في حديث أم سلمة فلو وردت محله لفظة الحرص لانتهى هذا النقاش حيث بدأ لأن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يعقل أن يصفوا الله تعالى بما يحتمل النقص في حال أتوا بذلك خبرا عن الله، ثم إن الله تعالى ندب إلى اتباع سبيلهم في المعتقد و ما دونه و لا حرج على من اقتدى بهم و اهتدى في كل صغيرة و كبيرة.

    و على هذا كنت سأحمل كلام ابن القيم رحمه الله لو ثبت عنه القول الذي نُسب إليه و الذي هو مبتدأ حوارنا، و قد أشرت إلى ذلك بالقول : فلم أجد من يعزوها إلى مصدر من مصادر ابن القيم مظنة أن يكون هناك نص بلغه من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يثبت صفة الحرص لله العظيم سبحانه و تعالى و نتوقف عليه.

    أيضا فإن العزم بحسب التأويل التي قدمتموه يقاس على حديث ''بدا لله'' و المؤول بالإرادة و هو كذلك مثال آخر مشابه للأمثلة التي عرضتم لذكرها و لا تحتمل معنى ناقصا كالذي تحتمله لفظة الحرص.
    فالعزم كما ذكرتم له أصل في كلام الله و معنى لائق في اللغة و هو الإرادة و النية و القصد من وجه و الإلزام من وجه آخر.

    فالحرص هو بمعنى قول الرب في الحديث القدسي " يكره الموت وأكره مسائته " , وبما رواه بن ماجه والبيهقي في الشعب واحمد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان الله عز و جل يحمي عبده الدنيا وهو يحبه كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب تخوفا له عليه " فالتخوف عليه , وكراهية مسائته هو بمعنى الحرص , وهي في حق الله ما ليست في حق المخلوق . والله اعلم .

    " يكره الموت وأكره مسائته " : هذا معنى لا يقتضي المرادفة تماما كمعنى القرب و التقرب الذي استشهد به أخونا عياض سلفا، لأن ذلك يدخل في معنى القضاء الذي يقضيه الله للمؤمن دون حرص أو إرادة زائدة.

    ''كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب تخوفا له عليه'' أي تخوفا منكم له عليه، تفسر ذلك رواية أخرى للإمام أحمد في المسند و لفظه : ان الله عز و جل ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب تخافونه عليه.
    تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح , وهذا إسناد جيد.

    أما أن يوصف الله تعالى بالخوف أو التخوف –فما كان هذا ظني بك أخي- فإن كانت كذلك فهذه و الله قاصمة الظهر، و لم أسمع مثل ذلك إلا من رافضي و لو شئتم لأنزلت لكم مقاله على الفيديو.

    إنه و الله منزلق خطير فالزموا التقوى يا إخوتي و أحبتي و استمسكوا بحبل التنزيه لله تعالى فقد انزلق في ذلك خلق كثير من المتكلمين و النصارى و كل محدث في دين الله عن غير بينة، ثم إن هذا باب الألوهية و مقام الربوبية و إن الدجال على الأبواب فكونوا أكثر حذرا بارك الله فيكم.

    من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الصدد :

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " يُفَرّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ ، فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ : فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ ، أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ ، مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ " .
    انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 142) .

    أن ما أخبر به الرسول عن ربه عزوجل فانه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف لأنه الصادق المصدوق فما جاء فى الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه ،كذلك ماثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا فى الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة، وما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له ان يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى.أ.هـ ) مجموع الفتاوى جـ3 صـ41

    وقال رحمه الله عزوجل :
    وأما السلف والأئمة فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفى او اثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة وراوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من اسمائه وصفاته حقا يجب الأيمان به وان لم تعرف حقيقة معناه وكل لفظ احدثه الناس فاثبته قوم ونفاه اخرون فليس علينا ان نطلق اثباته ولا نفيه حتى نفهم مراد المتكلم فان كان
    مراده حقا موافقا لما جاءت به الرسل والكتاب والسنة من نفى او اثبات قلنا به وان كان باطلا مخالفا لما جاء به الكتاب والسنة من نفى او اثبات منعنا القول به وراوا ان الطريقة التى جاء بها القرآن هى الطريقة الموافقة لصريح المعقول وصحيح المنقول وهى طريقة الأنبياء والمرسلين .ا.هـ
    مجموع الفتاوى جـ6 صـ 36


    فائدة من (( بدائع الفوائد)) لابن القيم (ص159) :

    الصفات أنواع : صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي واحداً منهما، وصفات تقتضيهما باعتبارين، والرب تعالى منزه عن هذه الثلاثة، موصوف بالأول، وهكذا أسماؤه أسماء كمال؛ فلا يقوم غيرها مقامها.



  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم . ولعلك يا اخي غرّك بعض ما قيل في أخيك , فشيّخته ! , أصلحنا الله واياك , وانما نحن من النخالة ,فجزيت خيراً أمط عنا ماليس منا ! , واقولها صداقاً ! .
    أعتقد بأن المحاور التي يدور رحى النقاش عليها تتجلى في :
    * أن باب الخبر أوسع من باب الاسم والصفة . (في ضوء ما ذكر)
    * أن لوازم بعض الصفات التي ظاهرها النقص منفيّة في حق الخالق , لقياسها الخالق مع المخلوق وهو قياس فاسد , فهي وان كانت ظاهرة المعنى الا ان كيفيات ما يتبادر لنا منها مجهولة الكيف في حق الخالق .
    * أن القاعدة تنص على أن ظواهر النصوص وما يتبادر منها الى الذهن من المعاني فهي تختلف بحسب السياق , وما تضاف اليه .
    * أن الشرع لا يستقل بالحسن والقبح دون العقل ,بل كلاهما مردهما الى التحسين والتقبيح , فالنقص والخبث والسوء يُعلم حاله بالعقل , والشرع مؤكّد له , والعكس صحيح . فلتنظر اطراف هذه المسألة في المدارج , ومفتاح دار السعادة , وطرفا منها من طريق الهجرتين .

    لنبدأ من الإخبار ب ''بدا'' في حديث النبي صلى الله عليه و سلم –مع أن هذه واردة أصلا في نص من نصوص الوحي المنزِّهة لجناب الله بديهة عن النقص و العيب- :
    ذكرت هذه الرواية مع الخلاف في ثبوتها , تبيناً لحال الشراح في تصريفها , فمنهم النافي لها , ومنهم من حملها على الوجه الذي ذكرته لك , مشيراً الى باب الاخبار , وانها موافقة لبعض المعاني التي تفيد معنى صحيحاً في ذهن المتلقي , مع تنزيه الله عن النقائص , إذ قامت لفظة " بدا " على " الارداة " , منزهين الله عن ما لا يليق .

    وقد اوردت بعض الصفات التي تفيد ظواهرها اللغوية معانٍ لا تليق في حق الباري , فليس كونها شرعية تعمد العقل قبولها ! , بل المعترض أوتي من قياسه الفاسد في مقايسته المخلوق على الخالق , فمن هنا اوردت القواعد السابقة , ولو تأملت العجب , وحديث " عجب ربك من قوم .. " , "يعجب ربك .." فالعجب من لوازمه الجهل بما يؤول اليه الامر , وهذا بالنسبة للمخلوق
    اما الخالق فإنها في حقه مغايرة لما عليه المعنى المضاف للمخلوق ! في بمعنى "تعجب استحسان " لا تعجب اندهاش ".
    يقول بن عثيمين رحمه الله :والعجب هنا : عجبُ استحسان ، استحسن عز وجل صنيعهما من تلك الليلة ، لما يشتمل عليه من الفوائد العظيمة .

    وجاء في قراءة " بل عجبتَ وَيسخرون " قراءة " بل عجبتُ " يقول الطبري : قوله : ( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ) اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة : ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ ) بضم التاء من ( عَجِبْتَ ) ، بمعنى : بل عظُم عندي ، وكبر اتخاذهم لي شريكاً ، وتكذيبهم تَنْزيلي ، وهم يسخرون ، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة ، والبصرة ..."

    يقول شيخ الاسلام " وأما قوله : " التعجب استعظام للمتعجب منه " . فيقال : نعم ؛ وقد يكون مقرونا بجهل بسبب التعجب ، وقد يكون لما خرج عن نظائره , والله تعالى بكل شيء عليم ، فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه ; بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيما له . والله تعالى يعظم ما هو عظيم ; إما لعظمة سببه ، أو لعظمته . فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم . ووصف بعض الشر بأنه عظيم .."

    فقولك
    و لو أني أخذت بتأصيلكم في المسألة –بارك الله فيكم- لما تحاشيت القول بأن معنى بدا في هذا الحديث تحديدا هو خَطَرَ، لما جاء في بعض المعاجم كمعجم لغة الفقهاء :بدا يبدو بدوا وبدوا وبداء وبداءة : - الشيء : ظهر - بدا له الأمر : خطر له فيه رأي
    فهل نقول خطر لله كذا و نقصد به معنى الإرادة ؟
    وفق القواعد السابقة , يقال : بأنه بدا , وظهر , وخطر , واراد أمراً ليوافق ما كان في علمه السابق " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " , وقوله " ليعلم الله " , وقوله " سنفرغ لكم ايها الثقلان " , اذكرك اخي بالقواعد السابقة , واعمالها في مثل هذه النصوص ., ومراجعة ما كتب فيها , كالمجلى شرح القواعد .

    قس على ذلكم ما ذكرناه سلفا من صفات تحتمل النقص كما تحتمل الكمال كالعقل و الرغبة و السخاء ووو
    وهذا النص ايضاً اخي الفاضل شارد مما قُعّد ! , فلو أعملت نصك هذا في صفة الغضب , او الحب او الرحمة , لتجلت بعض النقائص الظاهرية ! , الا انها سرعان ما تتلاشى فيما اذا ما كانت في حق من جهلنا كيفيتها فيه , لجهلنا بكمال ذاته ! فغضب المخلوق مغاير لغضب الخالق , اذ ان المخلوق معلوم الكيف والصفة , والخالق وان علمنا معاني الصفات في حقه , فاننا لا ندركها.
    وعليه فقس .
    هل يمكن أن نطلق العنان فيما نخبر به عن الله فقط لأننا سنحمله على مراد التنزيه دون النظر في أنه قد يحتمل معنى لغويا خاصا و دقيقا قد لا يليق بجناب الله ؟
    * أن لوازم بعض الصفات التي ظاهرها النقص منفيّة في حق الخالق , لقياسها الخالق مع المخلوق وهو قياس فاسد , فهي وان كانت ظاهرة المعنى الا ان كيفيات ما يتبادر لنا منها مجهولة الكيف في حق الخالق .
    * أن القاعدة تنص على أن ظواهر النصوص وما يتبادر منها الى الذهن من المعاني فهي تختلف بحسب السياق , وما تضاف اليه .

    و هل إذا حملنا نحن هذه الصفات على الوجه الحسن و المراد الواجب في حق الله تعالى سيحملها غيرنا على ذلك أم أن إغلاق هذا الباب حتى لا يدخل فيه ما ليس منه في عصر الجهل هذا هو أولى، خاصة مع خوفنا على الناس من أن يشبهوا ربهم بخلقه فيقعوا في المحذور العظيم الذي آن خروجه و هو اتباع الدجال الأكبر في دعواه الألوهية؟
    قد سلك السلف طريقاً في باب الاخبار عن الله , فلم يعترض عليهم , فلنا فيهم اسوة ! , ولن يهلك على الله الا هالك كما صح في الخبر . وشفاء العي السؤال .

    ثم ما حدود التوقيف الواجب في أسماء الله و صفاته و في الإخبار عنه سبحانه إن نحن لم نأت بضابط من علم أو هدى أو كتاب منير نضبط به كل لفظة و كل كلمة ننطق بها في حق الله تعالى ؟؟؟
    الحد يكون فيما يقوم مقام اللفظ الشرعي , مما يخدم المعنى ويسارع في ايصاله للمتلقي , لتعم الفائدة المرجوة من اللفظة الصحيحة , فيتعبد بالاصل على علمه من الفرع الذي اداه معناه .

    أما الغيرة التي أثبتها رسول الله صلى الله عليه و سلم صفة لربه فقد أثبتها صفة لربه فلم تعد إخبارا عن الله بما لم يرد، و ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله فهو بالضرورة لائق بجلاله و عظمته سبحانه
    هذه يقال فيها * أن الشرع لا يستقل بالحسن والقبح دون العقل , فالنقص والخبث والسوء يُعلم حاله بالعقل , والشرع مؤكّد له , والعكس صحيح . فمن الذين نفوا الغيرة استعاروا كلاماً من جنس ما استشهدت به , فقيل لهم باختلاف الصفة وكيفيتها وتبيانها بين الخالق والمخلوق , ثم ان مجرد ايراد الشرع لامر فلا بد للعقل فيه من حسن
    فكل ما استحسنه الشرع استحسنه العقل والعكس , فمن صفات الرب ما يدرك بالعقل , وكما قال شيخ الاسلام فكل مريد فهو متحرك بالارادة , والغيرة من لوازم الحب , فتوابعها في المخلوقات لا تماثل بينها وبين الخالق , لعدم معرفتنا بكفيتها في حق من لم نره ! فلا استدراك في اضفاء توابع الغيرة مما يشعر بالتنقص وفق القواعد السابقة .


    أما عن العزم الذي ورد صفة لله أو ربما إخبارا في حديث أم سلمة فلو وردت محله لفظة الحرص لانتهى هذا النقاش حيث بدأ لأن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يعقل أن يصفوا الله تعالى بما يحتمل النقص في حال أتوا بذلك خبرا عن الله، ثم إن الله تعالى ندب إلى اتباع سبيلهم في المعتقد و ما دونه و لا حرج على من اقتدى بهم و اهتدى في كل صغيرة و كبيرة.
    الصحيح ان العزم ورد من قبيل الخبر , والعزم أخي في اللغة : ما عَقدَ عليه القلبُ أَنَّكَ فاعلهُ أو من أمرٍ تيقَّنْتَهُ , كما ذكر الفراهيدي في العين , والصحابة ادرى الناس بمعاني اللغة ومراميها , الا انهم يدركون أن المعاني في حق الباري سبحانه , حقيقتها تغاير ما عليه المخلوق , فجاءت هذه اللفظة من قبيل الخبر الذي يقضي بحلول بوادر الامر المقضي للمرء وأزفه .

    فهذه أمور احببت أن اعلق عليها , وتركت بعضاً مما ذكرت خشية التكرار والاطالة , واظن ان الامر قد وضعت رحاله , فلك الامر بعد ان بينت ما عندي وبينت ما عندك الا ان ترى امراً تود أن تعلق عليه او تضيفه مما فات ذكره . هذا ونسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه . والعلم عند الله , بالتوفيق
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    استفدت منك أخانا الحبيب في هذا الباب أن العبرة في الإخبار عن الله أن السلف رضي الله عنهم حملوه على أحسن الوجوه لفظا و معنى و هذا الذي أراه عزيزا على أهل زماننا ممن لم يؤتوا باعا في لغة و لا أدب مما قد لا يدرء تم كل ما يُخشى و لا يُتحصل منه أعظم ما يُرجى و الله المستعان.

    والصحابة ادرى الناس بمعاني اللغة ومراميها , الا انهم يدركون أن المعاني في حق الباري سبحانه , حقيقتها تغاير ما عليه المخلوق.
    بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا على حسن احتمالكم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و أنا أيضا مما استفدت مما أتى به شيخنا الفاضل, أن مما يدل على الحمل على المعنى الأوفى قوله سبحانه لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ففيه من الجمع بين الوصف و الاخبار و فيها أدل دليل على صحة مذهب السلف في الأسماء و الصفات من استخدام قياس المثال الأعلى الذي لا يستوي فيه الطرفين ففي الآية تسمية بنفس أسماء الله الحسنى و حقيقة الاسم لله أجل و أعلى و كذلك في الاخبار المقيد عن ذات النبي صلى الله عليه و سلم أنه حريص على المؤمنين فهو حرص مقيد يفيد كمالا للنبي صلى الله عليه وسلم و ما كان كمالا للمخلوق فالخالق أولى به بحسب هذا القياس ...و ان كان الحق ان ما اشار اليه اخونا ابن سلامة في التوقف في كل تلك الأمور في كل الأحوال هو مذهب قديم لبعض اهل الحديث و بعض الخلف كابن حزم و ان كان كعادته لم يلتزم بعدم التناقض في التطبيق كما التزم به في التنظير , و غيرهم يرى التوقف فيها كلها على الفاظ الكتاب و السنة بل و حتى عدم التحديث ببعض ألفاظ السنة في حالة الخوف من فشو البدع و حال الاستدراج الى الخوض و المناظرة في المتشابهات و يرى جواز ذلك في غير ذلك حين لا تخاف الفتنة و لا سوء الفهم ..و يشبه ان يكون هذا مذهب السلف الأول ترك الخوض بمرة في هذه الأمور حين الاشتباه و الفتنة و الاختلاف و التسامح فيها في الاخبار دون الأسماء و الصفات في اوقات الائتلاف و السكينة و الاجماع و ترك الرد على اهل البدع في المتشابهات و الغيبيات و الاكتفاء بالرد عليهم بالمحكمات و الاشتغال بها و بما ينتج عنه العمل و عليه تدل نقول الأئمة الأوائل كابن المبارك و مالك و الشافعي و أحمد و نوعا ما البخاري و المزني و الخطابي في أخريات مؤلفاته و ابن عبد البر و الاسماعيلي و ابن قدامة في اواخر مؤلفاته حتى عد مفوضا و الذهبي ..., و غيرهم يرى جواز الخوض في ذلك في الاخبار دون الاوصاف و الأسماء في كل الأحوال حال المناظرة و الفتن و الاختلاف كما في حال الائتلاف و الاجتماع و على هذا ائمة المتكلمين من المنتسبين للسلف بعد الامام احمد كداوود و المحاسبي و الدارمي و ابن كلاب و ابن قتيبة و الطبري و الأشعري و الباقلاني و ابن تيمية و غيرهم و القضية تحتاج تحريرا كثيرا و تفرغا واسعا وفق الله اليه احد المتخصصين به و الله أعلم
    التعديل الأخير تم 10-01-2013 الساعة 04:40 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. *( قصص فى الايثار .... )*
    بواسطة انصر النبى محمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-10-2014, 07:07 PM
  2. خطبة ( الايثار ) لاخيكم سمير السكندرى
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-14-2010, 06:27 PM
  3. اخر الاخبار من المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
    بواسطة وليد المسلم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-20-2010, 11:26 PM
  4. نظرية التطور ( داروين ) اخر الاخبار.
    بواسطة cemetery في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2009, 04:02 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء