صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 30 من 30

الموضوع: أنا ... من وحش النسوان إلى انسنة الانسان

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جميلة جدا القصة اخى ..وكالعادة بتوقف عند الموقف المهم ..فالواحد بيتحمس بزيادة
    اسلوبك مشوق فعلا ... وبسيط بدون تكلفة ...ما شاء الله ..تبارك الرحمن ...
    جزاكم الله خيرا



    اذكر انه مرة ..طلعت معى بالسيارة بنت منقبة ..وكانت مغظية حتى وجهها ..
    استغربت ..قلت معقول بيأثر عليها انه تغطى عينيها ...
    انه بتكون الرؤية مثلا غير واضحة او ما شابه ..
    سألتها ..بتقولى عادى بشوف اللى قدامى ...
    وكانت دارسة طب وبتشتغل كطبيبة ..ودرست حتى برا ..مش هان ..
    يعنى لو بدى افترض انه اهلها اجبروها على النقاب ..كان على الاقل مستحيل يخلوها تدرس برا ..
    وكان على الاقل شالت النقاب ..لانها كانت لوحدها معى بالسيارة ..بقصد بدون مرافق ...صديقة او اهل ...
    ونزلت قبلى من السيارة وقتها على مركز عملها ..

    فهؤلاء طول الوقت بيستهينوا بالمرأة المسلمة ..وطول الوقت بيحطوها بخانة انها بس للزواج ..وبيتجاهلوا عقلها وابداعها..
    لمجرد انها اختارت انها تلبس حجاب او نقاب ..
    وما بعرف بجد وين احترام المرأة بنظرهم ..اذا ما احترموا بعض النساء ؟!
    حفظ الله المؤمنات العفيفات الطائعات
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  2. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    التتمة ان شاء الله في قصة حب محترمة... بطريقة غريبة... فانتظرونا...
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  3. افتراضي

    ما شاء الله أخي أحمد, أحسنت أحسن الله اليك
    و من أحسن ما كتبت
    إلام يسعى الناس؟ ماذا يبتغون من وراء النساء؟ المال؟ المناصب؟
    - يبحثون عن السعادة… عن السرور... عن الامن والامان… عن الطمأنينة...
    - احسنت... اتعلم... كيف إذا رضي عنك رب السعادة!... مالك السعادة!... خالق السعادة!… المتصرف بالسعادة؟

    نغص الله علي حياتي ليشعرني بأنه لا سعادة الا معه

    حقيقة لا يدركها الا من تألمت نفسه من شهوات الحياة التي لا تنتهي و التي تأخذ من العمر و الصحة و لا تعطينا مقابل ما أخذت
    السعادة هي مبتغي كل انسان
    اذا وجدها مع الله فقد حقق الغاية من كونه انسان
    و اذا بحث عنها بعيدا عن الله متوهما أنه قد يلاقيها فقد فقد انسانيته و صار كالأنعام ترضي بشهوة عابرة تظنها منتهي السعادة في الأرض

    نعم أخي أحمد لابد لكل انسان اذا أراد السعادة أن يترك حياة الأنعام ليعود الي الله بعد أن يعود الي انسانيته

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما شاء الله أخي أحمد, أحسنت أحسن الله اليك
    و من أحسن ما كتبت
    إلام يسعى الناس؟ ماذا يبتغون من وراء النساء؟ المال؟ المناصب؟
    - يبحثون عن السعادة… عن السرور... عن الامن والامان… عن الطمأنينة...
    - احسنت... اتعلم... كيف إذا رضي عنك رب السعادة!... مالك السعادة!... خالق السعادة!… المتصرف بالسعادة؟

    نغص الله علي حياتي ليشعرني بأنه لا سعادة الا معه

    حقيقة لا يدركها الا من تألمت نفسه من شهوات الحياة التي لا تنتهي و التي تأخذ من العمر و الصحة و لا تعطينا مقابل ما أخذت
    السعادة هي مبتغي كل انسان
    اذا وجدها مع الله فقد حقق الغاية من كونه انسان
    و اذا بحث عنها بعيدا عن الله متوهما أنه قد يلاقيها فقد فقد انسانيته و صار كالأنعام ترضي بشهوة عابرة تظنها منتهي السعادة في الأرض

    نعم أخي أحمد لابد لكل انسان اذا أراد السعادة أن يترك حياة الأنعام ليعود الي الله بعد أن يعود الي انسانيته
    سعدت بمرورك دكتور... واشكرك على اثراء الموضوع
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  5. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    "رحيل " شخصية جديدة تحجز لها مكانا في خضم هذه القصة... فإذا بها تسرق الكلام لها لتقص علينا تجربتها...اعلم عزيزي القارئ ان ما سنكمله ليس عبثا ولكنه يصور عين الواقع… اقصد كيف ينظر المجتمع بنسائه إلى الشاب الملتزم... يظنه انه بسيط سطحي يعيش الحرمان… عسى ان تقوى شوكة بعض الاخوة من خلال ما سنعرضه... لن استفيض في التقديم اكثر واترككم مع هذا الجزء من قصتنا…

    انها الساعة السابعة صباحا... يبدو انه يوم ربيعي جميل... كعادتي اتوجه نحو قبلتي اليومية... اقصد المرآة... كم امضي من الاوقات أغازلها... لترد علي باظهار عيوب ساذجة تعكر علي صفو يومي... فامضي في تقويمها ولا اقوم عنها إلا بعد معركة شرسة... واحيانا اترك المعركة دون منتصر مذعنة لصوت والدي:
    - يا رحيل... ألا تسمعين!... لقد تأخرنا
    - يوه... أنا قادمة!

    كان والدي يأخذني في طريقه إلى مستشفى "نجعان " الذي اتخصص فيه... في حين كنت اذهب بسيارتي في أيام أخرى... لم اكن اخرج من السيارة دون ان اطبع قبلة على خد والدي... وهو الذي كان يميزني بين اخوتي... لم اسمعه يوما يلومني على لباسي... انه أمر عادي بالنسبة لنا... بل كان كثيرا ما يستهزئ بجيراننا بسبب الجو المتشدد الذي يعذبون به انفسهم... وابنتهم المحجبة يراها بائسة تستفز الشفقة لديه... كنت اشاطره ذات الرؤية... كيف لا وانا صنعة تربيته... إلى ان كان ما كان... وتقلبت الايام والأزمان...

    دخلت المستشفى بالثقة المعتادة... ليس لأني محط انظار الاطباء لجهة ابداعي… بل لاني محط انظار الرجال... فهذا يركض ليلقي تحية الصباح علي وذاك يتحين الفرصة ليشرح لي ما اشكل علي... وهكذا... كان كل ذلك لونا من الفوقية لا اكثر... كان يروق لي ان اكون مركزا تدور في فلكه كواكب شاحبة... تسعى لاقتباس النور من شمسها... انتظرت قدوم المصعد... فعملي على الطابق السابع... كانت ثلة من الناس تنتظره بدورها… يبدو انهم مجموعة واحدة تزور مريضا لها ما خلا أحد الاطباء… اخذ أحد افراد المجموعة يحدق بـي... على الرغم من انه يمسك بيد خطيبته... تظاهرت بعدم الاهتمام واخذت اعبث بهاتفي المحمول... هذه هي تسليتي المفضلة... لا اقصد المحمول طبعا... ولكن ان افتن الرجال ثم اتجاهل احساسهم... وصل المصعد اخيرا... دخلنا جميعا... وكان أول من دخله الطبيب وقد ضغط على زر الطابق 6 ... في حين ضغطت على اخيه الذي يكبره بـسنة...

    وصل المصعد إلى الطابق الاول فخرجت المجموعة الأخرى... فوجدت في موقف تتحرج منه النساء... صحيح اني كنت اتعمد اصطياد نظرات الرجال... ولكن ذلك حينما أحس بالامن… واكفل لنفسي عدم الأذية... صعد بنا المصعد... عادة ما أتمنى ان يصل بسرعة البرق... ولكن هذه المرة يا ليته ما وصل... كنت انتظر ان ينظر الي نظرة غريبة بطبعها غير غريبة لمن يعتاد عليها كحالي... نظرة اتأرجح فيها بين خوف على نفسي... وإن كنت اطمع بها طمعا مجنونا متناهي الصغر من اجل ارضاء كرامتي وري ثقتي... فإذا بالطبيب لم يرفع عينيه البتة الي... أهو مجنون؟... أعمى؟... هل هو طبيعي؟... حاولت ان اصطنع السعال... يا هذا... أنا موجودة هنا... الو... دون جدوى... بقي يتمتم بشفتيه كلمات غير مسموعة... منذ ان كان خارج المصعد إلى هذه اللحظة... بدأت أحس احساسا غريبا... لكأن الدنيا تلونت علي... ما هي بالدنيا التي أعرف... اردت ان أمسكه من قميصه الابيض... اردت ان اصرخ في وجهه... الوقت لا يسعفني كثيرا... لقد شارفنا على الوصول... لم اجد شيئا اتوكأ عليه غير هذه الكلمات:

    - صباح الخير… كم الساعة ؟!
    - صباح النور... انها الثامنة ونصف...

    قالهـا ثم عاد إلى تمتمه التي ذكرتني بجدي الذي يتمتم التسابيح ليل نهار وهو الذي اصبح في خريف العمر... قالها ولم ينظر الي حتى … وصلنا إلى الطابق السادس … فخرج وتركني خائرة القوة... كأن الجلاد قام بمهمته وترك سجينه يلملم اثار الضرب... وصلت إلى طابقي ولم اعد اكترث لا بوقت ولا بشيء... قصدت السلم ونزلت إلى السادس حتى ان زميلة لي بادرتني بالسلام وهي في طريق معاكس فما تنبهت للامر لولا ان لامتني فيما بعد... رأيت الطبيب يتجه لقسم الاطفال فانتظرت هنيهة ثم دخلت غرفة الممرضات متظاهرة اني ابحث عن ملف أحد المرضى... فاذا بـي اسأل احداهن:

    - من هذا الطبيب الذي مر من هنا قبل دقيقة؟
    - انه الدكتور وجيه...
    - آه... شكرا
    - العفو... ولكن لماذا تسألين؟!
    - مم... اووه… لا... لا… لا شيء… فقط أسأل...

    ابدت علامة تعجب ثم انصرفت تكمل عملها... طيب يا وجيه… سألقنك درسا لن تنساه ما دمت حيا… عدت إلى عملي أنا كذلك… كنت أعمل والغيظ قد احكم سيطرته علي... كنت أخشى ان يتسلل قسم منه في التعامل مع المرضى...إلى ان جاءت ساعة الطعام في منتصف الظهيرة على خير... قصدت مطعم المستشفى وجلست وحدي... فإذا بزميلتي في ذات القسم تستأذني بالجلوس... اذنت لها على مضض... وبعد عدة دقائق قالت:

    - يا رحيل... ما بك... يبدو أنك لست على ما يرام!
    - لا ابدا... عادي
    - هيا اخبريني … قد استطيع المساعدة...
    - اتعرفين وجيه؟! هذا السخيف طبيب الاطفال...
    - هههه... يبدو انه عندنا "بنوتة" مغرومة!...
    - رجاء… لست بحال يسمح لي بالمزاح...
    - ممم... ما القصة إذا؟

    اخبرتها بما حصل فأسعفتني بخطة محمكة حفظتها عن ظهر قلب...
    اردت ان تبرد المسألة قليلا … حتى اطبق الخطة جيدا ولا أفسدها ... القصة تبرد وقلبي يزيد اشتعالا … انتظرت عدة أيام... إلى ان جاء صباح الشباك... كانت معركتي مع المرآة هذه المرة قصيرة... فالتأخر قد يفوت علي الفرصة... وهي على قصرها خرجت منها منتصرة فلا خيار امامي سوى ذلك... ذهبت بسيارتي إلى المستشفى وانتظرت قليلا خارج بوابتها… إلى ان قدم وجيه... إنتظرته حتى يدخل ثم تبعته وركنت سيارتي بجانب سيارته بعد ان ضمنت بأنه اصبح في حرم المستشفى… كان علي ان انتظر لساعات... لكأن عقارب الساعة اصبحت عقارب حقيقية تلدغني دقيقة بعد أخرى... انتهى دوامي... وكنت اعلم ان دوامه يزيد عني ساعتين أو اكثر... كان محبا لعمله ولا يبالي إن تأخر عن غيره حتى يكفل صحة المرضى… رأيته يتجه صوب سيارته وانا كنت أحوم حول سيارتي... لم أنس ان اغرس مسمارا في الاطار الأمامي... ولم أنس ان اترك الإطار الاحتياطي في مرآب المنزل... رآني على حالي... وعلم أن سيارتي معطلة... فاذا به يبادرني السؤال:

    - هل استطيع المساعدة؟

    قالها وقد أحسست نزعة من الانتصار تسير في دمي... كنت اعلم ان الامر لم ينته... ولكن اوشكت الخطة ألف على النجاح... وبعدها لكل حادث حديث...

    - يا لها من ليلة سيئة... فالاطار الأمامي قد اصبح على الارض...

    قلتها بنبرة المسكينة...

    - لا عليك... يمكننا استبداله بالاحتياط ثم تأخذينه غدا ان شاء الله لتصلحي العطل...
    - مع الاسف... حظي سيء!... الاحتياط ايضا في التصليح...
    - مممم... دعينا نفكر بالحل...

    ظننته سيدعوني إلى ان يقلني بسيارته إلى المنزل وفق الخطة... احسنت... لقد فعلتها يا رحيل...فاذا به يفسد علي سكرتي...

    - طيب... سأذهب إلى أول محطة وقود واطلب المساعدة...
    - كلا… رجاء... الوقت متأخر... لا أريد ان أزعجك...

    قلتها وقد غدت امارات النصر شاحبة ولكني لم اشأ الاستسلام بهذه السرعة...

    - وكيف اتركك هنا إذا؟! لا يعقل ذلك
    - هل هناك مشكلة إذا أبقيت السيارة هنا واخذتني بسيارتك…

    لا أخبرك عن دقات قلبي هنا... فاما انها ستزيد طرقا أو انها ستنطفئ مرة واحدة...

    - لا عليك... سأذهب إلى أول محطة وقود ثم اعود بسرعة...
    - طيب... لا بأس... ذلك افضل... متشكرة

    لم املك إلا ان اقول هذه الكلمات البغيضة... وإلا سيفتضح امري... وددت لو افضحه بنفسي... ذهب ثم عاد مع رجل آخر... قام الاخير باستبدال الاطار... ثم عاد مع وجيه من حيث اتى... كم كرهت هذا الرجل لأنه اصلح العطل مع اني استفضت في شكره حياء...

    عدت إلى المنزل… مرضت مرضا الزمني الفراش... بقيت على حالي لايام... مرضت بعد ان فشلت فشلا متراكما ليجمع علي ركام الامراض... المشكلة ان امي في سفر... فما وجدت إلى جنبي إلا جارتنا التي كنت أستهزئ بها وبـابنتها... لم أحس معها ان أمي مسافرة... لن أنسى لها ذلك ابدا... وهي الآن تحت التراب… ولكني قدستها في تلك اللحظات... ومنذ حينها ندمت على ما اكننت لها … وابي الذي يضعف امامي ورأى صنيعها أكبرها... ولم يجد حرجا في بوح ذلك لي... وإن اخفى طرفا من ندمه بين كلامه لم افشل في اصطياده... كان من اللائي يرتدن علي باستمرار ايضا زميلتي التي أفرغ عندها اسراري... تلك التي جالستها على الطعام... بغض النظر عن زملاء قد زاروني زيارة لا تنم عن براءة الصداقة... جاءتني ذات يوم تعودني بعد عملها... وانا على حالي... فوجدتني اقول لها:

    - أريد ان اذهب إلى المستشفى...
    - تعلمين ان خير علاج لك هو البقاء في السرير... ولا داعي للمستشفى...
    - لم اقصد ان اذهب لتلقي العلاج... أنا أعرف علاج حالتي جيدا... أريد ان القن المعتوه درسا…

    قمت من السرير... فأمسكت يدي... وحاولت منعي... ولكن لم أكترث... فاستسلمت لجنوني واقلتني إلى المستشفى... كان الوقت في آخر النهار... قصدت قسم العيادات الخارجية... حيث وجيه هناك في هذا الوقت... هي حاولت ان تتبعني… تريدني ان أخرج ما في جوفي ولكن على الاقل تضبط ذلك بأقل خسائر... وصلت العيادة… سألت السكريتيرة:

    - هل الدكتور وجيه في الداخل؟
    - نعم ولكن عنده مرضى...

    جلست مكان الانتظار... وزميلتي بجانبي... اسناني تأكل شفتي دون رحمة... فاذا بالمريض يخرج من عنده بجانب امه... رأيتني نهضت نهضة واحدة... لم استأذن أحدا... وزميلتي يملكها الخوف والترقب… أما السكريتيرة فقد اخذها العجب فافقدها سرعة التصرف... دخلت… رأيته يكتب شيئا... فاذا بـي اصرخ:

    - أأنت مجنون؟ ألست من البشر؟ ألست من الرجال؟ يا عديم القلب... يا حجر القلب... يا معقد... يا من لا يستحق اعجاب النساء... يا فاشل في حياته… يا من لا يعرف من حياته إلا العمل… الحياة تنتظرك... وانت لا تستحقها…

    كان ذكيا في هذا الموقف... تركني أفرغ ما في قلبي... حتى افرغت الفراغ ايضا... ثم طلب مني الجلوس وامر السكريتيرة بكوبي شاي لي ولزميلتي... أحسست حينها اني بحاجة للاستماع... فلم يعد عندي شيء اقوله... بدأ كلامه بثقة تامة:

    - ليست القضية اني حجر القلب... ولكني اخاف الله... لا احب ان يراني في مكان لا يحبه... اتعلمين... إني اغض بصري لأن الله امرني بذلك... متعة تفوق متعة النظر باضعاف... فانا اترك شيئا حبيبا على القلب من اجل ارضاء الله... وهذا هو الدليل على حبي الحقيقي له… ليست المسألة مسألة ادعاء فقط... الخطيب قد يقدم الغالي لمخطوبته... وهو ان فعل ذلك فيسعد سعادة مضاعفة... على الرغم من انه ضحى بالغالي... ولله المثل الأعلى...
    اتعلمين… ان غضضت بصري… فذلك لاحميك من عيوني... واحمي عيوني منك... احميك لأعاملك كانسانة سوية..انظر اليك بعين العقل والاحترام لا بعين الشهوة الانانية... واحمي عيوني من الغوص فيما لا يرضي الله ولا الفطرة ولا الاخلاق... سأروي لك قصتي… فقد عشت واحدة مماثلة...

    قص قصته ولم أصدق اني وقفت أمام رجل قد ترك حياة اللهو والعبث وانا الذي ظننته منغلقا لا يعلم شيئا… اخبرني بقصته مع صديقه محمد وحدثني بحديثه... صحيح اني لم افقد حب هذا الرجل الذي كبر في عيني... وان الله وفقني إلى الزواج منه فيما بعد... ولكن ذلك كان بعد ان جلست مع نفسي جلسة طويلة قبل ان اتسرع... لاسلك الصراط المستقيم بحق لا من اجل وجيه... وفعلت... غير اني عانيت من مجتمعي ومن والدي عناء تنوء له الجبال... وذلك بسبب التزامي... فارجو ان تسمعوا ماحصل معي في المرة القادمة ان شاء الله
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  6. #21
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا تقولن احدى الاخوات اني اثقلت في وصف حالة رحيل... فحسب القارئ ان يعود لقصة وجيه ليرى اطنابا في وصف حاله ايضا... قد حاولت معالجة المسألة من الطرفين دون ان اعلم ما إذا أفلحت بذلك... ولا يفوتك صلابة رحيل في محاربة مجتمعها في تتمة القصة لتعلم معدن النساء الصافي والقاسي عندما يخالط ايمانهن بشاشة القلوب
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  7. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مضى أسبوع على تيك الحادثة … أسبوع كانت فيه الامواج تتخابط في بحر الافكار... فيها مد وجزر بين عزيمة واصرار مع خوف وحذر... ثم جاءنا اكرم الضيوف في وقت مناسب… انه رمضان... اردت ان اصطاد فرصة فاصطاد بها كيد المجتمع… بدأت أحس بحرابه تدغدغ عنقي حتى قبل ان تبدأ المعركة القادمة… معركة قادمة قد بدأت بقرع طبولها … على الاقل أحس بقرعاتها في قرعات قلبي…

    كان رمضان بالنسبة لنا عادة اجتماعية بل قل عبادة اجتماعية ان صح التعبير... نصوم لنتلف حول مائدة المغرب عند بيت جدي … سهرة تبدأ منذ ان تقبل الشمس صفحة الأفق إلى ان تقبله ثانية جهة المشرق... ثم ننصرف للنوم حتى نستيقظ على طنين الطناجر والمعالق في المطبخ لكأنها ديكة الصباح... انها جدتي مع بناتها وازواج اخوالي يحضرن طعام الفطور بعيد وقت العصر...لم اكن ابالي بمرور وقت الظهر … لم اكن أصلي البتة... ما خلا بعض المرات خجلا من الحاح جدتي... كان جدي يذهب لصلاة التراويح مع ابنه الاكبر ونفر من احفاده الصغار الذين كانوا يلتقون بأصحابهم في باحة المسجد... وكانت احدى خالاتي كثيرا ما تنشق عن اخواتها لتلحق بركب رواد المسجد... ثم يعود أولئك ليجدوا ان النساء قد فرغن من تنظيف الأواني فيلتقي الجميع حول "الشيشة" لتبدأ تلك المعزوفة الروتينية… قهقهة في زاوية نسائية تتبادل الموسيقى مع وقع فناجين القهوة في الصحون لتخرقها بين فينة وأخرى انغام صاخبة مردها اشكال حول لعبة ال " كوتشينا" بين الرجال ...

    غير ان رمضان هذا العام على انه بدأ ينحاز لنهار قصير قد زاد فيه ظمأي لحد بعيد... ليس بـظمأ المسه في جدار حلقي بل اراه يخرقه ليتوغل في اعماق روحي... ما جرى مع الدكتور وجيه قد أماط اللثام عن عيوني لأرى العيون التي تروي هذا الظمأ... قد بقي لي ان اغرف منها فكان لي ان صمت رمضان وافطرت على مائها...
    قد آن وقت المغرب في الاول من رمضان… مغرب قد غربت فيه شمس السماء لتغرب معها صفحة كبيرة من حياتي… فأشرقت أخرى حتى قبل ان تشرق صاحبتها التي في السماء... وإذا بوقت العشاء قد تأخر… ان شئت قد تأخر بالنسبة لي... اردت الذهاب إلى المسجد… مع جدي واخوالي… ففعلت آمنة القيل والقال … إما ان يقال اني اذعنت لالحاح الجدة أو اني اردت مرافقة خالتي بشيء من الروحانيات في اول الشهر والتي كثيرا ما تجدها عند كثير من الناس في مثل هذا الوقت... كل ذلك بدا عاديا لم يخالطه أمر يخرج عن المألوف... لولا ان سمعت همسة تعيير من احدى بنات خالتي رقدت على صنوان أذني فما أذنت لها الاذن بالدخول لتعكر علي صفو يومي … دخلت المسجد وقد وضعت على راسي الحجاب كما جميع الاخوات... صليت العشاء ثلاثة مرات … اذ ان التراويح كانت من الخشوع ما جعلني أحس اني في صلاة واحدة... قد انتهت بسرعة بالرغم من ان إمامها كان يسهب في التطويل... لا أخبرك كيف ان "رحيل" قد فقدت السيطرة على بوابة عيونها فانهمرت دموعي ونسيت ان أغلقها... حتى ان خالتي قد أحست ببريقها بعد ان فرغنا من الصلاة فعمدت إلى اخفائها على قدر الاستطاعة... خرجنا من المسجد بعدها والحجاب لا زال يحيطي برأسي احاطة الام برضيعها... شكلا ومضمونا... اما شكلا فلست بحاجة إلى مزيد… أما مضمونا فلعلك علمت حاجة الرضيع إلى أمه… كنت الرضيع ليكون الحجاب تلك الام... شعور لا أبالغ ان ذهبت به إلى حصن منيع يسعى العدو إلى اقتحامه فيتهاوى تلقائيا منكسر الهامة... كنت في حصني اذب عني أسهم العيون التي قد تأتيك على بينة منك أو على حين غفلة...

    وصلنا إلى منزل الجد لادخل على ما كنت عليه في المسجد … أما خالتي فقد وضعت عنها تاجها منذ ان خرجت منه...ظن الجمع في السيارة اني لا زلت اضعه اتقاء قرصة البرد... دخلت المنزل وقد وجدت تلك السمفونية المعتادة وإن كانت مبكرة هذه المرة … قهقهة ففنجان فصراخ … قد أضيف عليها دقات قلبي بصوت كاد ان ينفرد بكل المعزوفة... فاذا بصوت كالسهم يخرق كل هذا الجو ما هو بصوت رابح وخاسر هناك … صوت يناديني:

    - يا رحيل … هيا انزعي عنك الحجاب وتعالي نبدأ السهرة...

    أحسست بالدم يتجمد في عروقي... أحسست به جميعا يتدفق نحو لساني لينطق الاخير بكلمات أحمله مسؤوليتها غير عاتبة عليه البتة...

    - أنا من الآن لا أريد ان انزعه… أصبحت محجبة…

    هنا... توقف كل شيء وتجمد... لكأنه حسد دم العروق... حتى لساني لم يسلم من ذلك هذه المرة...توقفت المعزوفة بجميع عازفيها... توقف تفكيري... حتى عقارب الساعة توقفت… عجزت عن الكلام كما عجز الجمع... هذه عادة غريبة لم تجد لها مسلكا في عائلتنا… كيف تجرأت على خرقها؟ من اين لها كل هذه القوة؟ من اين لها ان تبدل ما ألفناه؟ من سمح لها بذلك؟ من تظن نفسها؟ وماذا تظن نفسها فاعلة؟ اسئلة قد قرأتها في كل عين مع ان صاحبها قد لزم الصمت... نظرت الساعة فوجدت ان كل هذا الحوار الصامت قد استمر لثوان بين قليلة وكثيرة... إلى ان وجدت خالتي الصغرى تقول:

    - كفي عن هذا الهبل...
    - يا جماعة... نحل المسألة بهدوء... هل انت جادة يا رحيل؟... قد رد خالي
    - لن انزعه شاء من شاء وابى من ابى… سألبـسه في المسجد وفي المستشفى وفي الشارع وفي كل مكان…

    فإذا بكف أبي يهوي على خدي الأيمن ليفتح الطريق أمام الدموع التي كنت بالكاد احبسها… ركضت نحو الغرفة وما سمعت إلا قول جدتي من كل ما حدث بعدها :

    - يا وائل… لا تحل الامور هكذا... لعلها ثورة عاطفية كحال كثير من الشباب وتنتهي…

    وضعت راسي على السرير… وانا اجهش بالبكاء... اردت استرجاع قوتي فعجزت… دخلت الي بنت خالي "هاجر" تحاول استرضائي على غير رضا منها... حاولت بشتى الطرق... حاولت اضحاكي... فما فلحت مع انها هي بالذات تضحك لها الصخور... كنت ابحث عن أمر آخر... عن شيء يرد الي قوتي… وجدت كتابا في ترسانة كتب جدي… قد لونه الزمن بالاصفر … وكانت صفحاته شديدة التعانق لتنم عن عمر مديد على هذه الحال... كان بعنوان "الابتلاء"... فككت هذه الاخوات الصفراء... فوجدتني وقعت على قصة عمار بن ياسر رضي الله عنه… وما حل به من بلاء… وكيف صبرهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم... إلى ان وصلت إلى استشهاد الكاتب بقول الله: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ()إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)

    الله وعدنا انه الفوز الكبير...مع ان الايات تتحدث عن المؤمنين الذين القوا في نار الأخدود (1)... رغم البلاء… رغم الضراء... الدين غال... لا بد من تضحية... من جهاد... من صبر... فسلعة الله غالية... سلعته الجنة... والسلعة الغالية لا بد من ثمن مناسب لها... ماذا يضرني الناس ان كان معي الله... وهو رب الناس... وهو الههم وملكهم… ازداد عزمي بعد ذلك... اردت ان أواجه… فلست مسؤولة عن نفسي فقط... أولئك في الخارج... اللهم اهدهم فانهم لا يعلمون...وقفت وقفة النمر... وقفة قد وقفتها فيما بعد في المستشفى الذي اتخصص فيه... وفي كل موضع اراد بي فيه الكائدون شرا… تناولت المصحف ... وفتحته لأقرأ الايات التي تلاها الامام في المسجد... فبدأت بهذه الآية:

    (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ثم وصلت إلى الآية (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) الله هو حبيبي لن أتخذ من دونه ندا... فاذا بي اخرج... والمصحف في يدي... لاكمل الايات علانية... (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ()وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ()يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ () إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ()وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ )

    - إني أتبرأ من عملكم قبل ان تتبرؤوا مني في الآخرة... واني اتبع ما أنزل الله لا ما وجدت عليه المجتمع … وهذه حريتي في مظهري… وفي حياتي لا ينازعني احدكم اياها …

    فاذا بصوت احدهم يحاول صد حججي العقلية بعيدا عن الجو العاطفي المشحون الذي كان مسيطرا في الجولة الاولى... حاول ان يفعل ذلك مستشهدا بفهمه الخاطئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال أحد ابناء الخالة:

    - الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)... أرأيت ليس عليك شيء في المظهر... فالله لا ينظر اليه… فلماذا تصممين على الحجاب؟...

    أجبته بجواب لا ادري كيف استحضرته في تلك اللحظة… صحيح ان الحديث الذي ذكرته يعلمه الجميع وسمعناه كثيرا في التلفاز… ولكن استحضاره في تلك اللحظة بـالذات ليس بسهل... فقلت :

    - ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيضا (...ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ . ألا وهِيَ القَلبُ) فاذا صلح القلب كما نصحتني الآن سيصلح سائر جسدي بما في ذلك مظهري... فأخشى عليك فساد القلب بعد ان رأينا فساد اللسان…

    حجة قد تزلزل لها الجو... وقد لمس الجميع عنادي… عادوا إلى سهرتهم وإن ذهب بعض روعتها بالنسبة لهم إن لم يكن كلها... ليس بيدهم حيلة… عناد قد لمسوه في منذ صغري... وليسوا بحاجة لأن يختبروني في هذه اللحظة… أما أنا فعدت إلى الغرفة لاقبل صفحات ذلك الكتاب باصبعي... قبلة بعد كل قلبة... مصافحة أخفف بها عن صفحاته عناء الوحدة ومعانقة الذات…

    هذه عينة عن معاناة قد ذقتها في المستشفى ايضا… ولكن ثبت هناك كحالي هنا ... ولم يزل الوالدان يلحان علي بشتى الوسائل دون جدوى... ولا زال وابل السخرية ينهمر من الزملاء فارجمه براجمة من قوة الحجة و اعضده بـالترغيب طورا وبـالترهيب في آخر... إلى ان عزمت بعد اشهر على ضرب الخمار على وجهي لاضرب به اعناق المتربصين… وقد ضجت بي المستشفى… وعلم بـي الدكتور وجيه في هذه المعمعة ... فعرض علي الزواج... وها نحن نحيا مع ابنينا "محمد" و "عمر"...

    ختام هذا الشريط ولله الحمد والمنة

    ---------------------------------------
    (1) "وهذا خبر عن قوم من الكفار عمدوا إلى من عندهم من المؤمنين بالله عز وجل، فقهروهم وأرادوهم أن يرجعوا عن دينهم، فأبوا عليهم، فحفروا لهم في الأرض أخدوداً، وأججوا فيه ناراً، وأعدوا لها وقوداً يسعرونها به، ثم أرادوهم فلم يقبلوا منهم، فقذفوهم فيها" من تفسير ابن كثير
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  8. افتراضي

    جزاكم الله خيراً...
    عشت أحداثها بين الكلمات.... هذه هي القصص التي تستحق القراءة..........بوركت.

  9. افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله
    شكرا لكم جزيل الشكر ، قرأت و سأنشرها بين أصدقائي في الفيسبوك و في كل مكان .
    أحسست بعول الامور كثيرا عندما قرات الآيات باللون الأزرق ، و الله قبل اقراها خفق قلبي و هطلت الدموع من عيني على وجنتي .
    أجمل العبارات قراتها منك أخي
    تحياتي
    و السلام عليكم

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً...
    عشت أحداثها بين الكلمات.... هذه هي القصص التي تستحق القراءة..........بوركت.
    بارك الله في عمرك اخي... ذكرتني بكتاب ابن القيم

    السلام عليكم و رحمة الله
    شكرا لكم جزيل الشكر ، قرأت و سأنشرها بين أصدقائي في الفيسبوك و في كل مكان .
    أحسست بعول الامور كثيرا عندما قرات الآيات باللون الأزرق ، و الله قبل اقراها خفق قلبي و هطلت الدموع من عيني على وجنتي .
    أجمل العبارات قراتها منك أخي
    تحياتي
    و السلام عليكم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... جعل الله ما تنقله في ميزان الحسنات ونفع الله بك الأمة
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  11. #26

    افتراضي

    قصة رائعة جزاكم الله خيرا
    وتفاصيل لا يستطيع الكثير حياكها
    وان كنت عرفت منها اشياء جديدة عن مجتمع النساء ان لم يكن فيها مبالغة
    - يعني في نساء بيفكروا هكذا ؟!!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تركتُكم على الواضحةِ ، ليلُها كنهارِها ، لا يَزيغُ عنها إلَّا جاحدٌ "

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله بكم...
    لا ادري كم نجحت في تصوير الواقع... ولكن الذي حرصت على التركيز عليه والذي اجزم انه موجود في ساحتنا على الاقل في مجتمعي هو نظرة الشفقة تجاه الملتزمين...
    فقد يشعر الناس إلا من رحم ربي ان المسلم محروم من لذة الدنيا وانه في سجن اوقع فيه نفسه... كمن يعطف على شاب أو شابة نصرانية دخلا في سجن الكاهن الذي يحجز نفسه عن كل ما في الدنيا مع غلو ظاهر... وكما يقول ابن القيم ان لم أخطئ... ذلك مبلغهم من العلم... صعب ان يفهم طعم السعادة في القرب من الله إن لم يجربه الناس... وقد مر معي ان أحد السلف دون ان اجزم بالصحة ولكن المعنى صحيح ان الملوك لو علموا حالنا لتركوا الدنيا وحاربونا من اجل ان يأخذوا ما عندنا...
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله أخي الحبيب أحمد .......
    قصة تستحق النقل والله والنشر و ..............
    الترجمة .......
    أي والله ....
    وهذا ما دار بخلدى حتى قرأت مداخلتك يا أستاذنا الحبيب...
    وإنى أستأذن الأخ الكريم "أحمد" أن أقوم بترجمة قصته هذه إلى الإنجليزية والملايو لكى أنشرها هنا بإذن الله.
    التعديل الأخير تم 03-11-2014 الساعة 01:14 PM
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يشرفني ذلك اخ مارو... واسأل الله ان يجعل ما تخط ثقيلا في ميزان الحسنات ... وقد شوقتني لاقرأ القصة بنسختها الانجليزية اما الملايو فلا قبل لي بها البتة بل اول مرة اسمع بها ان لم اخطئ ... ( ابتسامة)...
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أخانا الحبيب...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عبدالله. مشاهدة المشاركة
    اما الملايو فلا قبل لي بها البتة بل اول مرة اسمع بها ان لم اخطئ ... ( ابتسامة)...
    لا عجب، والخطأ ليس خطؤك...
    بل خطأ أصحاب هذه البلدة الظالم أهلها...
    بعد أن ميّعوا الدين وشوهوا العقيدة...
    راحوا يتمسّحون بدول الغرب بمنتهى الخضوع والاستسلام لخريطة الطريق (نسخة المملكة المتحدة)
    فأضاعوا ثقافتهم ونسوا هويّتهم وقتلوا لغتهم...

    نسأل الله السلامة.
    سأطلعك على النسخة الإنجليزية حين أنتهى منها بإذن الله لتخبرنى برأيك قبل نشرها، والله المستعان.
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اصل الانسان المعاصر ..مصير الانسان المعاصر
    بواسطة طالب الحقيقه في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 71
    آخر مشاركة: 09-22-2013, 12:09 AM
  2. كلام نادر لصاحب الأضواء عن حضارة الغرب وموقف المسلمين
    بواسطة مشرف 10 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-25-2012, 12:59 AM
  3. الرد على قول منكري السنة :لو كانت السنة محفوظة ..لما وجد صحيح وضعيف!
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-24-2011, 03:33 AM
  4. من الأضواء والأنوار
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-26-2010, 08:13 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-23-2008, 03:42 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء