السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
وقع في الخريف الماضي في منطقتنا حدث بالنسبة لي هو حدث ذو أهمية كبيرة، حتى وإن كان في نظر الناس أمرا عاديا وله تفسيره العلمي أيضا، هذا الحدث يتمثل في الزلزال، ففيم تكمن أهميته إذن؟ كانت ليلة الخميس 15 محرم 1434 هجرية، وفي حدود منتصف الليل والناس نيام، حدثت هزة أرضية بقوة 5 درجات تقريبا على سلم ريختر على بعد حوالي 100 كيلومتر عن منطقتنا، إلى هنا الأمر عادي، لكن الشيء المهم جدا لا تلقي له الناس بالا، إن هذه الهزة الخفيفة والبعيدة عنا جعلتنا نستيقظ من نومنا ونستفسر ما الذي حدث؟ ألا يشبه ذلك ما سيحدث يوم القيامة؟ هذا هو المهم عندي. ففي يوم القيامة يحدث زلزال عظيم وعظيم جدا مقارنة بهذا الزلزال، زلزال لا يوقظ الناس فحسب بل يبعثهم من قبورهم، زلزال يجعل الناس تستيقظ متسائلة {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} يس52، ألا يشبه هذا ما حدث لنا؟ بلى. {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} التغابن7، وفي هذا يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج1-2، {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} الزلزلة1-3، لكن الناس في زماننا لا تعير لهذا أدنى اهتمام، في حين لو أعلنت السلطات العليا للبلاد في بلد ما عن الإستعداد لمواجهة كارثة طبيعية ستحل بالبلد عما قريب لأعلن الشعب النفير العام ولاستعد لها بكل ما يملك من قوة. ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.