هل آليات التطور كفيلة حقا بإنتاج كل ما نراه على الأرض ؟

[ابن سلامة القادري]

هل آليات التطور كفيلة حقا بإنتاج كل ما نراه على الأرض ؟

يعتقد الدارويني و عامة الملاحدة – كسلفهم داروين – أن الأمور بهذه البساطة السينمائية :

الطفرات والاصطفاء الطبيعي وآليات التطور الآخرى كفيلة بانتاج كل ما تراه على الأرض من حياة متنوعة.

لنعرف آليات التطور المزعوم : الطفرة و الإنتخاب الطبيعي، و متعلقاتهما و ما يلزمهما للعمل البديع الخلاق المتمثل في الكائنات الحية :

- الطفرة (Mutation) في علم الأحياء هي أي تغير يحدث في المعلومات الجينية - المعلومات الوراثية الحيوية المشفرة في تسلسلات الدنا، الكروموسومات التي تحوي الدنا، أو في تسلسلات الرنا في حال بعض الفيروسات.

الطفرة في الإصطلاح العلمي هي تغير و ليس هي المغير

- الانتخاب الطبيعي (Natural selection ) هو البقاء على الجينات المفيدة للكائن الحي والتي يحصل عليها من خلال الطفرات العشوائيّة الناتجة من التغيرات البيئيّة ، و نقلها إلي الأجيال القادمة.

الإنتخاب الطبيعي في الإصطلاح العلمي هو بقاء على المفيد و ليس إبقاء


و لكي تحدث هاتان الآليتان – على فرض التسليم بهما - يلزمها ما يلي :

- خلية حية : هي الوحدة الأساسية للحياة. وهي أصغر بنية في الجسم قادرة على القيام بجميع العمليات التي تحدد الحياة، بما فيها التنفس والحركة والهضم والتكاثر، رغم أنه ليس باستطاعة كل خلية القيام بجميع هذه الوظائف.
إن معظم خلايا الجسم لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فحتى البويضة الأنثوية أكبر هذه الخلايا لا يتجاوز حجمها حجم نقطة الوقف في نهاية الجملة. هذا ويتغيَّر حجم وشكل الخلايا بتغيِّر وظائفها.
والخلايا البشرية في معظمها تتضمن بنىً أصغر تعرف بالعضيات هي أعضاء دقيقة. كل منها يؤدي مهمة بالغة التخصصية، وتحيط بمعظمها أغشية واقية. تطفو هذه العضيَّات في الهيولي (السيتوبلازم) وهي مادة هلامية القوام، 90% منها ماء، كما تحوي أيضاً إنزيمات وحوامض أمينية وجزئيات أخرى ضرورية للوظائف الخلوية. وتتألف الخلية من: النواة، المريكزان المتقدِّرة، شبكة هيولية باطنة، ريباسات، جهاز غلجي، صِبغين (كروماتين)، نويَّة، هيكل خلوي، جُسيم فوق أكسيدي، حويصلة، فجوة كيسيَّة (فجيَّة)، غشاء الخلية، جُسيم حال (يحلول)، زغابات صُغريَّة.

- نواة الخلية : مركزه التحكم في الخلية، وهي تحوي الصِّبغين أو الكروماتين، المادة الحُبيبية المؤلَّفة من د، ن، أ، المادة الوراثية في الخلية. أما النُّويَّة بداخلها فتتألف من ر، ن ، أ - أو بروتينات. ويحيط بالنواة غلاف غشائي مسامي ثنائي الطبقات.
-المريكزان : يقع المريكزان على مقربة من وسط الخليَّة، ويتألف واحدهما من تسعة أزواج من النُّبيبات المجوَّفة. ولكليهما دورٌ مهم في عملية انقسام الخلية

- المتقدِّرة : هو عُضيٌّ يُعتبر مركز توليد القدرة في الخلية، فهو موقع التنفس ويحلل الدهنيات والسُّكريات لإنتاج الطاقة. وتحوي طيات المتقدِّرة الداخلية إنزيمات تنتج مركباً كيماوياً مزوداً للطاقة يدعى ثالث فسفات الأدنيوسين (أي تي بي) وهو يوفِّر الطاقة اللازمة للعديد من وظائف الخلية

- شبكة هيولية باطنة شبكة هيولية باطنة : إن شبكة النُّبيبات والكيساتِ المغلطة المقوَّسة هذه تساعد في نقل المواد عبر الخليَّة. والجزء الخشن من الشبكة هو موقع اعتلاف الرِّيباسات التي تؤدِّي دوراً في تصنيع البروتينات. أما الجزء الناعم من الشبكة فهو موقع تخزين الكالسيوم وإنتاج الدهنيات.

- الريباسات : تعمل هذه الأجسام الحبيبية الصغيرة على تصنيع البروتينات من الأحماض الأمينية

- جهاز غلجي جهاز غلجي : أكداس من كيسات مفلطحة تتلقَّى وتعالج حويصلات صغيرة (رِزماً مقفلة) من البروتينات المرسلة من جزء الشبكة الهيوليَّة الباطنة الخشنِ. فَتُعدِّل هذه البروتينات «ويعاد توضيبها» في حويصلات أكبر ثم تطلق عند غشاء الخليّ

- صبغين (كروموسوم) : قبل انقسام الخلية مباشرة، تتضاعف مادتها الوراثية (الصِّبغين أو الكروماتين)، وتلتف أجساماً عَصَويَّة الشكل، تترابط لتكوَّن كروموسومات على شكل x

- هيكل خلوي هيكل خلوي : يتألف الهيكل الداخلي للخليَّة من نوعين أساسيين من التراكيب - البارز منهما في جميع الخلايا هو لييفات موتَّرة يعتقد أنها توفر الدعم للخليَّة وأحياناً تكون مرتبطة بغشائها. أمَّا النيبات الصغريَّة فيعتقد أنها تساعد في انتقال المواد عبر الهيولي (السيتوبلازم) المانيَّة للخليَّة

- جُسيم فوق أكسيدي : الإنزيمات المصنَّعة داخل هذه الجُسيمات تؤكسد بعض مواد الخليَّة

- الحويصلة : إن هذه الحويصلات تحوي مواد متنوعة تنتجها الخلية، كالإنزيمات، وتفرزها عبر غشاء الخليَّة

- فجوة كيسيَّة (فُجيَّة): إن هذه الفجية الكيسية تنقل المواد المغذِّية والفضلات والماء أو تختزنها

- غشاء الخليَّة : هذا الغشاء يحيط بمحتويات الخليَّة فينظم سريان المواد من الخلية وإليها

- جسيم حال (يحلول): إن الإنزيمات القوية الفاعليَّة لهذا العضي تحلل المواد الخطرة التي تدخل الخلية كالجراثيم، كما تساعد في التخلص من المواد غير المرغوب منها وأي عضيات تالفة أو مهترئة. وهذه المنتجات المنحلَّة يمكن طردها عبر غشاء الخليَّة

- زغابات صُغريَّة زغابات صُغريَّة : إن بعض الخلايا، كالتي تُبطِّن المِعَي الدقيق، تحوي نتوءات زغابية تزيد مساحة سطحها لتعزيز الإمتصاص.
وتتمثل آليات النقل في تنظيم غشاء الخلية سريان المواد من الخلية وإليها. فأغشية الخلايا إنتقائية الإنفاذية، إذ تسمح لمواد معينة فقط بالمرور عبرها.
وهذه المواد يحدِّدها جزئياً دور الخلية في الجسم. وقد تحوي أغشية الخلايا أنواعاً عديدة من البروتينات المستقبلة كل منها يستجيب لجزيء محدَّد. كما تتضامن بعض البروتينات الغشائية معاً لتُشكِّل وصلات بين الخلايا.
ويتم انتقال الجزئيات بالحركة العشوائية من منطقة عالية التراكيز إلى منطقة منخفضة التركيز. وتتم معظم حركة السوائل والغازات في الخلية بالانتشار. ويرتبط بروتين حامل، خارج غشاء الخليَّة، مؤقتاً بجزيئات كبيرة كالغلوكوز ثم يغيِّر شكله منفتحاً نحو داخل الخليَّة ناقلاً الجزيئات إليها. وتنقل كل مادة ببروتين معيَّن.
وفي حال انتقال المواد عبر غشاء الخليَّة ضد مدروج تركيز أعلى، يوفِّر ثالث فسفات الأدنيوسين الطاقة اللازمة. فترتبط الجزيئات بموقع استقبال على غشاء الخلية، حاثَّة البروتين المعيَّن ليتحول إلى قناةٍ تُضغط الجزيئات عبرها وتُقذف.

- السوط flagellum : بنية سطحية لخلايا حقيقيات النوى أو بدائيات النوى تساعدها على الحركة في الوسط السائل أو على سطح وسط جامد. توجد فروق هامة بين السياط عند حقيقيات النوى وبدائيات النوى من حيث تركيبها البروتيني وآلية الدفع والبنية، حيث ثخن السوط عند البكتيريا من 10 إلى 20 نم، و لذلك لا يمكن رؤيته بواسطة المجهر الضوئي، وطوله 3-15 ميكرون، بينما قد يصل ثخن السوط عند حقيقيات النوى إلى 200 نم وطوله إلى 200 ميكرون. وتتشابه بنية السياط والأهداب عند حقيقيات النوى، وقد تختلف بالوظيفة أو الطول.

- على الخلية قراءة ما بداخل مورثاتها لكي تصنع البروتين المناسب

- البروتين : غذاء معقّد التركيب عضوي ذو وزن جزيئي عالي يتكون من أحماض أمينية مرتبطة مع بعضها بواسطة رابطة ببتيدية. البروتين ضروري في تركيب ووظيفة كلّ الخلايا الحية وحتى الفيروسات.

- تركيب البروتينات في الخلية الحية بالمركبات الآتية : حمض(DNA)-حمض (RNA)المرسال-حمض(RNA)الناقل-الريباسات

- دنا DNA : هو حمض نووي يحتوي على التعليمات الجينية التي تصف التطور البيولوجي للكائنات الحية ومعظم الفيروسات. وظيفه الدنا هي خزن المعلومات الضرورية لبناء جزيئات البروتين الضرورية لانقسام ونمو الخليه.

- رنا RNA : جزيء معقد يؤدي دورًا رئيسيًا في جميع الخلايا الحية. وتساعد جزيئات ر ن أ في إنتاج مواد تسمى البروتينات. والبروتينات سلاسل من الجزيئات العضوية الأصغر حجمًا، تعرف باسم الأحماض الأمينية. يستخدم الجسد البروتينات في تكوين الخلايا وتنفيذ أعمالها. يتشابه ر ن أ من حيث التركيب مع د ن أ (الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين)، وهو جزيء آخر مهم يوجد في الخلايا. تحتوي جميع جزيئات ر ن أ، مثلها في ذلك مثل د ن أ، على مئات من الوحدات الكيميائية الأصغر حجمًا، تسمى النويدات. ويجري ربط هذه النويدات كيميائيًا بعضها مع بعض، لتكوين جزيئات رفيعة على شكل سلسلة تسمى عديدة النويدات. وبخلاف ما هو عليه الحال في د ن أ، يتألف كل جزيء من جزيئات ر ن أ من سلسلة واحدة من عديدة النويدات، بينما يتألف جزيء د ن أ من سلسلتين. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حمض ر ن أ في جميع أنحاء الخلية، بينما يوجد حمض د ن أ، بصورة رئيسية، في نواة الخلية.

- نسخ المادة الوراثية : لا تتحول المعلومات الوراثية في المورثات إلى بروتينات مباشرة حيث تقوم المورثة بنسخ ال(RNA)المرسال الخاص بها حاملا إلى الهيولى رسالة المورثة التي يعبر عنها بلغة النوكليوتيدات بالاتجاه(5َ إلى 3َ)على ال(RNA) المرسال لذلك تدعى سلسة(DNA) المورثة السلسلة الناسخة أو المشفرة.

- معلومات مهمة مشفرة للوظائف العضوية المورثة مع قابلية التوريث طبعا

- تحديد المورثة بعدد النوكليوتيدات الداخلة في تركيبها و نوعها وترتيبها


مثال بسيط للعمل المعقد داخل الخلية :

يوضح الشكل العلاقة بين مورثة وأحد الكروموزومات. ويبدو في الشكل الكروموزون في شكل X حيث أنه في حالة الانقسام، وتعمل الأجزاء المسماة إكسون على أنتاج البروتين. ويصف الشكل جزءا للمورثة يتكون من 50 من النوكليوتيدات، في حين أن معظم الجينات قد تكون أكبر 100 مرة.


طيب هذا النظام بالغ التعقيد الذي نشأ حتما من عدم من لا شيء من خواء من فراغ على أرض قفراء خالية و لا بد أن له بداية .. هذا النظام الذي تشهده ملايير الخلايا منذ نشأة الحياة على الأرض و لم يكن داروين على علم بتعقيده إلى هذا الحد ... من وراءه ؟ من وراء هذا النظام المذهل المتكامل و الذي لا بد أنه أعقد من أعقد الحواسيب التي اخترعها الإنسان الكائن الأكثر تطورا كما يُزعم ؟؟؟ من وراء الحياة التي تدب فيه و من وراء استمراريته في العمل بهذه الدقة اللامتناهية ؟؟؟

هل سيعود (نيوتن) الدارويني و الملحد الذي يصدق الداروينية للقول و بكل سخافة و استهتار : طفرات و انتخاب طبيعي ؟؟

ألا ترى أنها آليات للخلق و الصنع و الإبداع و ليس للفوضى و العشوائية و خبط عشواء ؟

و إن كنت تصر على أنه انتخاب طبيعي واع فمن وراءه .. هل وراء الإبداع و التركيب و التعقيد في نفسك و في الطبيعة و إلى هذا الحد .. و إلى غير حد مجرد فعل دون فاعل على الحقيقة ؟

أليس لديك ذرة عقل لتشهد بأنه الرب العظيم الذي يربي الكائنات و أنه لا علم لها و لا لأحد بما تربت عليه حتى جاء العلم فجلى هذه الحقائق لنا لنعرفه بها و ليس لننكره ؟

سبحان الله

لو كانت نخلة واحدة في الوجود أمامي لعرفت أن لها خالقا مدبرا حكيما قادرا عليما و منعما فكيف و كيف و كيف ...

القصص

من الاية 68 الى الاية 70

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)



و هذه هدية للزميل الملحد :

[hamzaD]

بارك الله فيك و كل عام و انتم بخير اخي ابو سلامة...

اقول بغض النظر عن المستوى الهائل من التعقيد الذي نشاهده من حولنا، و ايضا التعقيدات المتفردة ( كالدنا ) و التعقيدات غير قابلة للختزال كألية تجلط الدم مثلا،و بغض النظر عن قدرة الاليات التطورية المزعومة على خلق التعقيد و تفسيره، فالحصول على هذا الثراء في المعلومات الوراثية الذي نشاهده من حولنا، يلزمه وقت و طاقة و مادة كبيرة جدا لا تقارن مع التي يوفرها لنا كوننا هذا من محدودية للجسيمات و محدودية للزمن.

[ابن سلامة القادري]

بارك الله فيك و كل عام و انتم بخير اخي ابو سلامة...

اقول بغض النظر عن المستوى الهائل من التعقيد الذي نشاهده من حولنا، و ايضا التعقيدات المتفردة ( كالدنا ) و التعقيدات غير قابلة للختزال كألية تجلط الدم مثلا،و بغض النظر عن قدرة الاليات التطورية المزعومة على خلق التعقيد و تفسيره، فالحصول على هذا الثراء في المعلومات الوراثية الذي نشاهده من حولنا، يلزمه وقت و طاقة و مادة كبيرة جدا لا تقارن مع التي يوفرها لنا كوننا هذا من محدودية للجسيمات و محدودية للزمن.

بارك الله في أخينا الكريم حمزة و تقبل الله منا و منك ...

الفكرة التي أحب إيصالها للزملاء الملاحدة و أود أن يطوروا عقولهم ليصلوا إليها واضحة وضوح الشمس للمبصرين :

الكون سواء كان حادثا أو أزليا مخلوقا أو موجودا في بدايته أو نهايته فهو كائن تبدو عليه ملامح التدبير في كل صغيرة و كبيرة مرئية أو غير مرئية و كينونته دالة في ذاتها على عجزه لأنه مسير وفق قوانين و سنن ما فتئ الإنسان يجهد في إدراكها و فهمها و مع ذلك لا يزال في أول الطريق، هذا إن على مستوى علوم الفيزياء أو علوم الأحياء بما فيها الإنسان أو أي علم تشاء .. و خلاصة الفكرة هي أن نظام الكون و انتظامه ليس من تلقاء نفسه .. و ليس من تلقاء أي كائن مسير و لا بأمر أصحاب النظريات الملخبطة التي تجعل من الحقائق الواضحة ألغازا و طلاسم و منتهاها جميعا التسليم بالمسَلَّم به.

و ما المعلومات الوراثية و تنفيذها على مادة ميتة بالأساس على الوجه المعلوم و المعجز الذي لا أساس له من عجز أو جهل و غير قابل للتبسيط و لا للتقليد حتى من قبل جبابرة العلم إلا برهان واضح على حقيقة إسلام الكون لرب العلمين الأحد الذي ليس كمثله شيء، و قد عجزت العقول على إدراك كنهه.