صدقيني الشبهة لا تتعلق ببرهان التصميم، و يمكنني ان اقول ان ابو عدنان اساء نقلها، لذلك وقع كل هذا اللبس، فاثبات وجود صانع للدار، فيه اثبات لمسبب و فيه اثباب لذكاء، و اصحاب الشبهة صاغوها لنقد العلاقة السببية التي نشاهدها بين اجزاء الكون، لقد شاهدت مناظرات عدة تستعمل فيها هذه الحجة التي جاء بها ابو عدنان "لنقد السببية"، ليس مرة او اثنين بل مرات عديدة، منها مناظرة القبطان مع الدكتور حاتم، و ايضا في احدى المناظرات الغربية، و تجد اصلها في الفلسفة التجربية الكلاسيكية، اذ تستند الفكرة ان السببية و ترابط العلل بمعلولاتها استنتجت فقط من التجربة المتكررة حتى ترسخت في عقولنا وصرنا نظنها من مبادئ العقل، اي ان السببية هي مفهوم حسي كما يقول ابو عدنان و ليس هناك اي دليل على ان "الكل"، الذي يؤمن به و الذي لم يراه محتاج الى سبب
و هذا كان رده :
فمع علمنا بتهافت هذا الادعاء، اقر ابو عدنان بجواز قبليتها كما قال بعض الوضعيين لكي يغطوا على خطأ اسلافهم التجريبيين بل استنجد بمنفعة البراغماتيين ليعلل سبب ايماننا الاعمى بها، فما كان مني الا ان اعدت شرح برهان الحدوث، بمقدماته التي لا تحتمل الجدل وكيف استدل به المسلمون على حدوث العالم اي ما دون الله عز وجل او " الكل" بلغة ابو عدنان، و لعل نقدي كان سببا في كشف نظرة ابو عدنان الاستثنائية بخصوص الكون و الميتافيزيقاوحتى لو كان فكرة قبلية فلا يجعل منه هذا حلا للمشكلة التي نحن بصددها فقد تكون صحيحة فحسب لتسهل على الانسان التكيف مع الطبيعة ويكون قد ورثها مع ما ورثه من افكار اسلافه المفيدة ولا تفيده هاته الفكرة الا بالنسبة للظواهر الطبيعية والتي هي بيئته الوحيدة ولا معنى لها خارج الطبيعة
بارك الله فيك و وفقني الله و اياك لما يحبه و يرضى...
Bookmarks