تحياتي:
الادعاءات غير العادية تحتاج لاثباتات غير عادية
يقول محمد:"" يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا نعم قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "
شخصيا كنت لاصدقه في ادعائه الاول بامكانية الغزو... لكن لا يمكنني ان اصدقه في ادعائه الهائل بانه مبعوث شخصي من خالق الكون الا اذا قدم اثباتات من جنس ادعائه
لنفحص الاثباتات المباشرة التي قدمها محمد لنرى هل بالفعل كانت ادلة استثنائية تناسب دعواه العريضة ام كانت ادلة بسيطة لا ترتقي ابدا لان تكون من نوع ذلك الادعاء:
اولا: صدق المدعي بين الناس
محمدا اشتهر بالصدق بين قومه فلا يمكن ان يترك الكذب بين قومه ويكذب على الاله
ليس دليلا كافيا ولا ضروريا ولا حتى قويا فضلا على ان يكون في مستوى قوة الادعاء
ويمكن صياغة هذا الاستدلال في شكل قياس :
كل من ثبت صدقه مع الناس فهو صادقا في كل ما يخبربه عن الاله
محمد ثبت صدقه مع الناس
اذن محمد صادق فيما يخبر به عن الاله وبالتالي فهو رسوله
حتى يستقيم هذا القياس ويكون صادقا يجب ان تكون المقدمة الكبرى ضرورية الصدق، لكنها ليست كذلك بل هي احتمالية، والمقدمة الاحتمالية في المنطق كما هو معلوم لا تقدم لنا الا نتائج احتمالية،لانه يمكن ان يصدق مع الناس ويكذب في خبره عن الله ولا مانع من ذلك ويحدثنا التاريخ والواقع ان الكثير من اصحاب الدعاوي والانبياء المزيفين قد اصطنعوا الصدق لتمرير ادعاءتهم فحسب او ليتبؤوا مناصب في قلوب العامة....
اولانه يمكن ان يشعر بانه صادقا في دعواه ولا يكون شعوره في هذا الا شعورا وهميا فحسب،فالطب النفسي يحدثنا عن كثير من الناس كانوا يتوهمون اشياء ويعتقدون تماما بصحتها ويشعرون هم بصدق انها كذلك ومع ذلك فما هي الا اوهام و خيالات ..............
ثانيا: المعجزات
الدليل اذا جاء فعليه ان يلزم الجميع والمعجزة نسبية الحدوث ،اي ان المعجزات ان حدثت فلا تلزم الا من شاهدها عيانا اما من لم يشاهدها فهي لا تلزمه ،ولا يكفي ابدا الادعاء بانها موضوعية لانها جاءت الينا متواترة، فقد تواتر لنا من الاقدمين سخافات هائلة لا يصدقها عاقل الآن
ثالثا: عجز البشرية على الاتيان بمثل القران دليلا على نسبه الالهي:
فما هي هاته الاثباتات الهائلة التي يمكن ان نجدها في القران لتدعيم نسبه الالهي؟ بعد تفحصي للاستدلالات القرانية لم اجد ما يدلل مباشرة على هذا النسب الا دليلين:
1) " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" دليل مثير للاهتمام خصوصا واننا علمنا ان اي مصنف بشري كتب في الماض او الحاظر يتكلم في موضوعات متنوعة الا وهو وقد اخطأ قليلا او كثيرا،ولكن ان انسحب حكمنا هذا على مؤلفات الماضي فلا يمكن ان ينسحب بنفس الضرورة على مؤلفات المستقبل،فمن الممكن ان يؤلف بشر ما كتابا في مواضيع متنوعة وبرغم ذلك لا يخطأ على مر الزمان بمعنى ان تاليف كتاب لا وجود فيه لاي اختلاف ليس مستحيلا منطقيا على البشر،وبالتالي فهذا دليل ليس كاف ولا ضروري فضلا على ان يكون في مستوى عظمة الادعاء ولكن لونحينا هذا الاعتراض جانبا وتساهلنا كثيرا جدا مع صاحب الادعاء في منطقه الاستدلالي سنجد في القران من الاختلافات الشيء الكثير والذي يثبت نسبه البشري فهو يخالف في الكثير من اياته بديهيات المنطق، الحقائق العلمية، الحوادث التاريخية المعروفة،اساسيات الاخلاق...
2) " وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"
ا) يعني ان عجز البشر الدائم عن الاتيان بمثل هذا القران شكلا ومضمونا . دليل على نسبه السماوي الاكيد
لكن هذا الدليل لا يمكن التأكد منه ابدا لا في الماضي الذي كتبه مناصروا هذا الادعاء ولا في المستقبل الذي نجهل فيه تماما امكانيات البشر والتي يبدوا انها متزايدة باستمرار وعليه سيتراجع هذا الاثبات الى مرتبة الادعاء العريض الذي يحتاج بدوره الى دليل
ولو اعتبرناه دليلا مسايرة فحسب للنسق الديني يمكن صياغته بهذا الشكل:
كل كتاب يعجز عن تاليفه البشر في كل مكان وزمان فهو من عند خالق الكون
القرآن كتاب يعجز عن تاليفه البشر في كل زمان ومكان
اذن القران هو من عند الخالق
لكن المقدمة الكبرى صدقها ليس ضروريا بل هي احتمالية فحسب فمن بين الاختمالات التي يمكن ان تشير اليها ان الكتاب الذي يعجز البشر عن تاليف مثله يمكن ان تؤلفه قوة ما اكبر من الانسان فحسب وليس خالق الكون مطلق القوة.....
ب) من ناحية اخرى لو دقق المسلمون في كتابهم ونظروا اليه اليه نظرة موضوعية - وقد فعل الكثير ذلك – سيتبين لهم مصدره البشري من خلال الضعف البادي عليه سواء على مستوى الشكل او المضمون
* على مسستوى الشكل اقصد البلاغة والجمال في تعبيراته فلا شك ان فيه الكثير من الايات ذات رونق وجمال وايجاز لا يخل بالمعنى وعلو يلفت النظر،ولكن فيه ايضا من الهبوط والغموض ما يفقأ العين الامر الذي يجعله غير مبين بذاته بل لا بد له من جهد بشري هائل لا سناده
* على مستوى المظمون: افكار الحق وقيم الخيرفيه نسبية تنتسب الى عصر معين وثقافة علمية بدائية سائدة ومقولات اخلاقية بعضها عال وبعضها الاخر يخدش الضمير الاخلاقي الانساني،لم يتخلص منها الانسان في عصرنا الحاظرالا بصعوبة كبيرة
نتيجة: لا تناسب ابدا بين اثباتات محمد العادية وادعائه غير العادي بكل المقاييس ، ولعل قريش كانت كانت تقصدهذا الامر اي تطلب دليلا اسثنائيا يناسب ادعاء محمد الاستثنائي فقد طلبت منه مرة ان يروا الله جهرة فلم يحدث هذا ،طلبو منه ان ينزل معه ملكا من السماء يصدقه فلم يحدث هذا ،طلبو منه ان يرقى الى السماء امامهم وان ياتيهم بكتاب يلمسوه بايديهم فلم يحدث ذلك طلبو منه اقل من ذلك ان يفجر لهم ينابيع فلم يحدث ذلك .......... فلما بلغ منهم اليأس منه مبلغه اعلنوا طلبا غريبا وهو ان يسقط عليهم السماء وهذا الطلب ناتج عن اراداة هائلة من قبل قريش لتصديقه حتى لو ادى بهم ذلك لهلاكهم لكنه لم يفعل وكل هذا دلالة على خلو جعبة محمد من الادلة لا استثنائية ولا غيرها بل مجرد ادعاءات هائلة
احتراماتي
Bookmarks