صفحة 6 من 11 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 158

الموضوع: فضفضات وخواطر ..

  1. #76

    افتراضي

    قال تعالى :
    ..الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ..

    هنا نحن أمام خيارين :
    إما هو صلى الله عليه وسلم غير مكتوب عندهم فيسارعوا لتكذيبهِ و الإنكار عليه و هذه فرصة مثاليّة لجميع أطراف المكذِّبِين في وقتها والذين كانوا يتحيّنون ارباع الفرص للطعن في نبوته ( وهذا لم يحدث تاريخياً)..

    او مكتوبٌ عندهم حقاً فهي من أجاويد براهين نبوته المنيرة .. صلى الله عليه وسلم..

  2. #77

    افتراضي

    مجرّد ثبوت وجودِكَ أيها الإنسان المُمكن الوجود لَهوَ أقصرُ الطُرق و أبيَنُها للواجب سبحانه تعالى .. فإما أن ترضخ للدَور و التسلسل الممتنع عقلاً و إلا فأنت معدوم :-) و لا اظنّك تسمح ان ننعتك بذلك :-d

  3. #78

    افتراضي

    لو تَلْحظ..
    الطفل كلّما امسك شيئاً وضعه في فمه غير آبهٍ .. هكذا غريزته" الشبه حيوانية" في هذه المرحلة و بحُكمِ غياب النّضج العقلي لا يلومه أحد، أما أن تَكبُر و تَعْقل و تبقى على الخط نفسهِ و ربما مع استفحالها و توسعها على غيرها من حظوظ الجسدِ فهذا عارٌ على العقل الإنساني المتفرّد بالوعي ... تحوّلٌ من طفل غيرِ مكلّف إلى بهيمةٍ ناضجة.

  4. #79

    افتراضي

    "قدرة الله لا تتعلّق بالمستحيلات.. "

    يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما أهل السنّة ، فعندهم أن الله تعالى على كل شيءقدير ، وكل ممكن فهو مندرج في هذا ، وأما المحال لذاته ، مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما ، فهذا لا حقيقة له ، ولا يتصور وجوده ، "ولا يسمى شيئا" باتفاق العقلاء ، ومن هذا الباب : خلق مثل نفسه ، وأمثال ذلك ".

  5. #80

    افتراضي

    حينما ترى سيّارة مركونة أمام منزلك ، يحقّ لك ان تحدّثني عن اي شيئ عنها و تعترض وتنقد و تُكَذِّب و تجادل ، حول لونها ، شكلها ، تصميمها ،منشأها، اطاراتها ، حجمها ،متانتها ،ضعفها .. سأستمع اليك و الكل سيتفاعل معك و يجيبك و يمضون في الاخذ و الردّ منك ، إلا في حالةٍ واحدة هي نكرانك لوجود صانع لها او تشكيك في ذلك ، حينها سيتهمونك في عقلك و يوجّهونك لمصحّ نفسي... و حُقّ لهم.

  6. #81

    افتراضي

    الفلسفة الاسلامية الحقيقية ليست من جنس الفلسفة التي اقترنت بمن تَسمّوا ب" فلاسفة الإسلام" من أمثال الكندي و الفارابي و ابن سينا و ابن رشد و التي حَملت في الأصل اسم ""الفلسفة الاسلامية"" فهؤلاء على غزارة علمهم و سِعة عطائهم لم يخوضوا إلا بحر '' الفلسفة اليونانية'' التي تقوم على التجريد ، و اكتفوا من القضايا الاسلامية بمناقشة التوفيق بين "بعض" إشكالات هذه الفلسفة و بين الدين الاسلامي قبولا و ردّا ، لذلك فإن اطلاق اسم " الفلسفة الاسلامية " على مجموع نتاجهم ،على فائدته بالنسبة لعموم الثقافة التي احتضنها المجتمع الاسلامي ، لا يستقيم مع الاصول الاسلامية لهذه الثقافة ، النار أن يكون هذا الاطلاق من باب التجويز ، بأعتبار أن ارباب هذا الانتاج من المسلمين حتى و إن أشربت قلوبهم بفلسفة غير اسلامية
    بؤس الدهرانية\ د.طه عبدالرحمن

  7. #82

    افتراضي

    ""و لو تتبعتَ سبب ضلالَ بني آدم وخطأهم في أصول دينهم وفروعه و تأمّلتهُ تجد أكثره من عدم التصديق بالحق، لا من التصديق بالباطل""

    مجموع الفتاوى /ج6/

    حكمٌ يعلل اكثر النّكسات و اغلب دعاوي الشبهات التي يتذرّع بها المُضَلّون ،الضَلال إنما ينقدح من اهتزاز الايمان بالثوابت فإذا هانت و ضعفت مصداقيتها تبعها التبرير " التصديق بالباطل"، و الانسان بحكم إنسانيته لا بد أن يكون صاحب معتقد و رأي ، حتى و إن كان لا يصدّق به قَطعاً لكن لا بد ان يتبنى شيئاً على نحوٍ ما ، فإذا غاب الحق حضر الباطل ليملئ ذلك الفراغ الواجب الامتلاء ..

  8. #83

    افتراضي

    س : لماذا تتهم العلماء بالادلجة في مباحث نظرية التطور دون غيرها ؟ او لنقل لماذا حدث التسيس الذي تزعمه في التطور البايلوجي و حسب !

    ج: ليس في التطور فحسب و إنما فيه بالأخص لأن الذي يترتب على سقوط التطور و انهياره لا يترتب على الكثير من النظريات الاخرى ، فلو شكك احدهم في المقدار الحقيقي للجاذبية الارضية التي هي 9.8 م/ثا^ فلن يكون لذلك بُعداً فلسفياً او سياسياً او دينياً بالاحرى و لن يُحدث ضجة في الاوساط العلمية لأن البديل المقترح او النظرية الجديدة ستحل محلها و البديل هذا من جنس الاول .. لكن إن حدث ذلك التشكيك او الاهتزاز او حتى السقوط لنظرية مثل التطور فإن الخيار الوحيد هو خيار التصميم الذكي او الخالق العليم ، وهذا مما لا يُسمح به في الاوساط الاكادمية في الغرب كونه سيفضي و يوؤل الى تبعات دينية و إلزامات غيبية و هم لا يريدون طرق هذا الباب فاقتصروا على التطور رغم انوفهم كونهم لا يبحثون ولا يؤمنون إلا بما يرون او ما هو قابل للتجربة بزعمهم ويا ليتهم صدقوا بل كانت كذبتهم مزدوجة ،فلا التطور هو قابل للتجريب من جهة ، ولا هو خالٍ من الغيبيات من جهة اخرى و ربما الميتفيزقا التي تُبنى عليها الدارونية قد تضاهي تلك التي عند الهنادكة في "الفيدا" بتاعهم .. بالغت في الاخيرة قليلاً😊..

  9. #84

    افتراضي

    "لو" سلّمنا جدلاً لعيون كريستوفر هتشنز بأن الطفرات الجينية قد تمنح الكائن صفة مفيدة .. و من ثمّ سلّمنا لعيون دانيل دنيت أن هذه الصفات او الميزات قد تتراكم على المستوى الجيني ضمن الشريط الوراثي للكائن و قد تمنحنا عضواً مفيداً مستحيلاً .. فلعيون سام هارس :

    كيف استطاعت الطفرات البلهاء العشواءية الغير موجّهة إيجاد نفس المواقع بالتحديد لتُصيبها على الشريط الوراثي "الدنا" للجنس الآخر المقابل " الذكر او الانثى" للكائن !؟ الشريط الوراثي سلسلسة بالملايين المملينة من القواعد النيتروجينة المرصوصة و من ثم الملفوفة ، و على الطفرة إصابة تلك الاهداف الدقيقة المستحيلة عملياً في كِلا الجنسين في نفس الوقت و في نفس الاماكن على المستوى الجيني و أن لا تصيب اي جزء آخر من الجينوم كي لا يحصل اي تشوّه يقضي على الكائنين او احدهما ، و للتمثيل و التقريب :{ رجُلٌ معصوب العينين عنده سلاح فائق مطلوبُ منه إصابة هدفين" قطعتين من الثلج على هيئة بشريّ" احدهما على سطح القمر و الاخر على المشتري و المشكلة أنه محدد بوقت و هو الوقت اللازم لذوبان قطعتي الثلج بالإضافة الى ضرورة إصابة العين اليسرى لهذا المجسّم الثلجي فضلاً عن امتناع إهدار رصاصات عشوائية قد تصيب و تفسد أي جزء آخر من منظومة افتراضية }

    اذا فليست المسألة فقط بوجود الطفرات الإلهية المزعومة و لكنها سلسلة من اللوازم التي تتطلبها ، المكان و الزمان و الشدّة و النوعيّة والوقت و الاهم هو "التماثل او التناظر " أي إصابة بهذه الدقة لكِلا الجنسين معاً و إلا لما نجح التزاوج و الإخصاب و انتقال الصفة عمودياً لأن الصفات كما هو معلوم تأتي مشتركة من الذكر و الانثى ، فلو أن "ذبابة الفاكهة " اصيبت احد جنسيها بسلسلة الطفرات المفترضة فعليه أن يدعو الطبيعة بأن تمنح الجنس الآخر نفس هذه الطفرات خلال خمسة أيام " متوسط عمر الذبابة" و إلا هلكت و ماتت و اندثرت تلك الطفرات و تصفّر العَداد.. ولربما عليك الانتظار بضعة ملايين من السنوات لتُعاد الكَرّة ، و اسألوا علماء المايكروبايولوجي او المولكيولر بايولوجي عن نسبة حدوث طفرات ذو فائدة ضمن مجموعة الطفرات الضارّة القاتلة ! ثم سَلوا علماء الجيولوجي عن القيمة الجيولوجية لل " الخمسة أيام " التي يجب ان تتوفر فيها تلك الطفرات ..

    المهم.. غُضّ بصرك عن تآليف و هلوسات الدَراونة فإنها عورة و منكرٌ مِن القول .. و قل آمنت بها ثم استقم.

  10. #85

    افتراضي

    " و لا بدّ أن عدد الحلقات الوسطية او الانتقاليّة بين الانواع الحية و المنقرضة -هائلٌ لدرجةٍ لا يمكن تصوّرها- ، و بلا ريب ، إذا كانت النظرية صحيحة فإن كلّ هذه الكائنات قد عاشت على الارض "*
    * تشارلز دارون/ اصل الانواع /ص 173
    _____________________________________

    كلام منطقي لأبعد الحدود و لازمٌ قويّ لثبوت النظرية من أب النظريّة ، فَلِكي يتحول الكائن أ الى كائن ب المتاغير النوع عليه أن يتحول الى عدد هائل ما بين أ و ب من كائنات .. أ1 و أ2 و أ3 و و .. و من ثم أ1 x و أ1y أ1c ... و عليه تراكميا و جزئيا تتمخض عن نوع جديد"ب" بمرور الملايين من السنين .. و بهذا بدهيا على الطبقات الجيلوجية أن تعجّ عجّاً بهذه الكائنات حتى الثمالة ، و لربما كان يفترض أن نجد ألف كائن وسطي مقابل واحد غير وسطي.. لكن الواقع يقول :
    الانثروبولجيون و علماء الحفريات او المستحثات لازلوا يستخرجون مئات الالوف من الحفريات على مدى اكثر من 160 عام و كلّها لكائنات تامة الخلقة و الكيان و لكل منها لها زمنها الذي ظهر به ثم انقرض او لا يزال ، مع بعض المحاولات التزويرية لإقحام كائنات مشوهة او مزيفة و تقديمها ككائنات انتقالية ، و لو سلمنا لهم بها لم تكن بتلك الحجة لإن اعدادها يفترض أن تكون غزيرة لدرجة يكفي جملة دارون اعلاه لوصفها .

  11. #86

    افتراضي

    يوجد في عُنق الزرافة صمام يقطع تدفق الدم عندما تنحني للشرب حتى لا يقتلها الضغط !

    المؤمن .. ربّنا ما خَلقت هذا باطلاً سبحانك..

    التطوّري .. اعطني عشرين مليون سنة مع بعض الزرافات و سأعطيك زرافات بصمامات ..
    لكن يا سيدي : كيف ستشرب هذه الحيوانات الماءَ خلال هذه الفترة ؟!
    التطورّي : 😨 اسكت يا رَجعيّ ... جميع الاوساط العلمية في الغرب يؤمنون بالتطور كحقيقة علمية .

    حسنا.. شكراً على الاجابة .

  12. #87

    افتراضي

    تعرّض القرآن الكريم لقضية اليوم الاخر في أكثر من ألف و ستمئة آية ! و قيل في ألفي آيةٍ إذا ما ضممنا اليها الاشارات و التلميحات لذلك اليوم ..

    و هذه من جودة الأسلوب القرآني #، فالنفس البشرية" بالذات إذا كانت مُجادلةً مستفهمة للقضايا الوجودية و الابستيمية" لا تستقيم على أمر تكرهه و لا ترتدع عن أمر ترغبه و تلهف إليه إلا بوجود مبرر صلدٍ معتبر ،و لا قراءة أروع و لا ابدع من هذا الأصل العظيم الذي يمنح معنىً لكل لحظة من لحظات الحياة و لكل صغيرة و كبيرة ، و مبدء الثواب و العقاب من المنظور الاسلامي هو من اجمل مبادئ الاسلام و لا توجد ديانة او فلسفة طرق هذا الباب بنفس هذه الجودة و التوكيد ، تقريبا لا يذكرُ القرآن الكريم ُ الإيمانَ بالله إلا مقروناً باليوم الآخر و هي من أكثر الجُمل تكرارا في كتاب الله ..
    فالحمدلله على هذه الاية و البينة ..
    التعديل الأخير تم 02-10-2016 الساعة 09:43 PM

  13. #88

    افتراضي

    الدراونة و التطوريون عموماً يحاولون دائما اختزالً او تقزيم نشأة الحياة و ديمومتها في إمكان مجيئ خلية او كائن بالصدفة و ينطلقون في قلاقيلهم في برهنة إمكان ذلك ، و كأن الامر ينتهي عنده و يسقط الواجب ..
    التطوّر هو فقط عبارة عن حلقة واحد من سلسلة الحياة " life chain " , و لتبسيط ذلك ..
    سنفترض مجيئ هذه الخلية او الكائن الحي بالصدفة بل و عشرة مثله :
    1/ هذا الكائن سيحتاج الى غذاء فور مجيئ ، و حتما لا يتغذى على اي شيئ ، بل له غذاءه المخصوص من نوعية معينة يجب ان تتوفر في تلك الدقائق او الساعات و في نفس مكان نشوء الكائن .. و إلا هلك من ساعته .
    2/ هذا الكائن سيحتاج الى هواء بنسب معينة يجب ان تتوفر خلال دقائق ، و في حالة احاديات الخلية كأنواع البكتريا ، فإن قسم منها يقتلها وجود الاوكسجين و اخرون يحتاجون الاوكسجين بالضرورة " aerobics" ، فتعال ووفر هواء بنسب معينة للبعض و امنعه عن البعض.
    3/ درجة الحرارة .. يجب أن تكون منضبطة وفق ما يرتأيه حضرة الكائن و إلا انسحب من اللعبة ..
    4/ اذا كان طريقة تكاثر جنابه من نوع " miosis" اي جنسيةً .. فيجب تهيئة الزوج له مباشرة .. و الزوج يجب أن يكون بمواصفات الاول كما هو معلوم جينيا.
    5/ ان يكون الغلاف الجوي محميا بالاوزون " وهذا متعذر في بداية نشأة الارض" الوقت الذي يقال ان الكائنات الاولية نشأت عندها .
    6/ حماية الكائن هذا من الضروف القاهرة او القاتلة و إلا قضي عليه و انتظرنا ازمانا اخرى لنشوء كائن صدفوي جديد.
    7/استمرار و وفرة جميع الضروف المثالية بصورة مطّردة من غير انتكاس ..

    فلو حصل نقض لأيٍ من هذه الشروط و غيرها لانعدمت الحياة .. فليس الامر مقتصراً على مجرد مجيئ الكائن وحسب .. و لك ان تتصور إن وضعوك على سطح القمر هل كان وجودك كافيا لديمومة حياتك..؟

  14. #89

    افتراضي

    قد تتوهم لوهلة من كثرة مناظرات ابن الجوزي مع نفسهِ و محاسبتها أن به فصاما .. و حاشاه ..
    اكثر كتاب قرأته يوما هو صيد الخاطر و ربما طالعته أكثر من تسع او عشر مرات ..و عندي مَلكَة خاصة فيها لكثرة ما أقلبها 😊
    في هذا الفصل اجابات لطيفة و همسات جميلة من خواطره رضي الله عنه .. وضعت ما جذبني منها بين رمزين.. لو اكملتها للنهاية ..و لا حول ولا قوة إلا بالله ..


    فصل : "" العقل بين التكليف و الإذعان""

    قلتُ يوماً في مجلسي : لو أن الجبال حَملت ما حملتُ لعجزت ، فلما عدتُ إلى منزلي ، قالت لي النّفس : كيف قلت هذا ؟ و ربما أوهم الناسَ أن بك بلاء و أنت في عافية في نفسك و أهلك ‍‍ ‍‍‍‌‌‍‍‍‍‍‍!!. و هل الذي حَملت إلا التكليف الذي يحمله الخلق كلهم ؟ فما وجه هذه الشكوى ؟ فأجبتها : إني لما عجزت عما حملت ، قلت هذه الكلمة لا على سبيل الشكوى ، و لكن للاسترواح، و قد قال كثير من الصحابة و التابعين قبلي : ليتنا لم نُخلق ، و ما ذاك إلا لأثقال عجزوا عنها ، ثم من ظن أن التكاليف سهلة ، فما عرفها ، قد يظن الظان أن التكاليف غسل الأعضاء برطل من الماء ، أو الوقوف في محراب لأداء ركعتين ؟ هيهات ! هذا أسهل التكليف ، و إن التكليف هو الذي عجزت عنه الجبال ، و من جملته :" أنني إذا رأيت القدر يجري بما لا يفهمه العقل ، ألزمت العقل الإذغان للمقدر ، فكان من أصعب التكليف" ، و خصوصاً فيما لا يعلم العقل ، معناه كإيلام الأطفال ، و ذبح الحيوان ، مع الاعتقاد بأن المقدر لذلك و الأمر به ، أرحم الراحمين ، فهذا مما يتحير العقل فيه ، "فيكون تكليفه التسليم" ، و ترك الاعتراض ...!! فكم بين تكليف البدن و تكليف العقل ... ؟ و لو شرحت هذا لطال ، غير أني أعتذر عما قلته ، فأقول عن نفسي و ما يلزمني حال غيري ، إني رجل حبيب إلي العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به ثم لم يحبب إلى فن واحد منه ، بل فنونه كلها ، ثم لا تقتصر همتي في فن على بعضه ، بل تروم استقصاءه ، و الزمان لا يسع ، و العمر أضيق ، و الشوق يقوى ، والعجز يظهر ، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات، ثم أن العلم دلني على معرفة المعبود ، و حثني على خدمته ،" ثم صاحت بي الأدلة عليه إليه" ، فوقفت بين يديه ، فرأيته ، في نعمه ، و عرفته بصفاته ، و عاينت بصيرتي من الطافه ما دعاني إلى الهيمان في محبته ، و حركني إلى التخلي لخدمته ، و "صار يملكني أمر كالوجد كلما ذكرته" ، فعادت خلوتي في خدمتي له أحلى عندي من كل حلاوة ، فكلما ملت إلى الانقطاع عن الشواغل إلى الخلوة ، صاح بي العلم أين تمضي ؟ أتعرض عني و أنا سبب معرفتك به ؟ فأقول له : "كنتَ دليلاً و بعد الوصول يستغنى عن الدليل" ، قال : هيهات ! كلما زدت ، زادت معرفتك بمحبوبك ، و فهمت كيف القرب منه ، و دليل هذا أنك تعلم غداً ، أنك اليوم في نقصان ، أو ما تسمعه يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم و قل رب زدني علماً ، ثم ألست تبغي القرب منه ؟ "فاشتغل ، بدلالة عباده عليه" ، فهي حالات الأنبياء عليهم الصلاة و السلام " أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق ، على خلوات التعبد ، لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم ؟ أما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ، لعلي رضي الله عنه لأن يهدي الله بك رجلاً ، خير لك من حمر النعم ؟ ، فلما فهمت صدق هذه المقالة ،تهوست على تلك الحالة ،" و كلما تشاغلت بجمع الناس "تفرق همي ، و إذا وجدت مرادي من نفعهم ، ضعفت أنا ، فأبقى في حيز التحير متردداً ، لا أدري على أي القدمين أعتمد ، فإذا وقفت متحيراً صاح العلم : قم لكسب العيال ، و ادأب في تحصيل ولد يذكر الله ، فإذا شرعت في ذلك قلص ضرع الدنيا وقت الحلب ، و رأيت باب المعاش مسدوداً في وجهي ، لأن صناعة العلم شغلتني عن تعلم صناعة ، "" فإذا التفت إلى أبناء الدنيا ، رأيتهم لا يبيعون شيئاً من سلعها إلا بدين المشتري"" ، "و ليت من نافقهم أو راءاهم نال من دنياهم ، بل ربما ذهب دينه و لم يحصل مراده" ، فإن قال الضجر : اهرب ، قال الشرع : كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ، و إن قال العزم : انفرد ، قال : فكيف بمن تعول ؟ فغاية الأمر أنني أشرع في التقلل من الدنيا ، و قد ربيت في نعيمها ، و غذيت بلبانها ، و لطف مزاجي فوق لطف وضعه بالعادة ، فإذا غيرت لباسي و خشنت مطعمي ، لأن القوت لا يحتمل الانبساط ، "نفر الطبع لفراق العادة " ، فحل المرض فقطع عن واجبات ، و أوقع في آفات ، و معلوم أن لبن اللقمة بعد التحصيل من الوجوه المستطابة ، و تخشينها لمن لم يألف سعى في تلف النفس ، فأقول : كيف أصنع و ما الذي أفعل ؟ و أخلو بنفسي في خلواتي ، و أتزيد من البكاء على نقص حالاتي ، و أقول : أصف حال العلماء ، و جسمي يضعف عن إعادة العلم ، و حال الزهاد ، و "بدني لا يقوى على الزهد ، و حال المحبين و مخالطة الخلق تشتت همي "، و تنقش صور المحبوبات من الهوى في نفسي ، فتصدأ مرآة قلبي ، "و شجرة المحبة تحتاج إلى تربية في تربة طيبة تسقى ماء الخلوة من دولاب الفكرة "، و إن آثرت التكسب لم أطق ، و إن تعرضت لأنباء الدنيا ـ مع أن طبعي الأنفة من الذل و تديني يمنعني ـ فلا يبقى للميل مع هذين الجاذبين أثر ، ""و مخالطة الخلق تؤذي النفس مع الأنفاس !!! ""و لا تحقيق التوبة أقدر عليه ، و لا نيل مرتبة من علم أو عمل أو محبة يصح لي ، فإذا رأيتني كما قال القائل : [ لقاه في اليم مكتوفاً و قال له .. إياك إياك أن تبتل بالماء]
    تحيرت في أمري ، و بكيت على عمري ، و أنادي في فلوات خلواتي بما سمعته من بعض العوام ، و كأنه وصف حالي :
    [ واحسرتي كم أداري فيك تعثيري مثل الأسير بلا حبل و لا سيري]
    [ما حيلتي في الهوى قد ضاع تدبيري لما شكلت جناحي فلت لي طيري]

  15. #90

    افتراضي

    أ: وجود الشَرّ أمرٌ عجيب مُحيّر ..
    ب : و مجرّد إدراكك لشروريّة الشرّ أمرٌ أعجب يدفع تهمتك المبطّنة ..

صفحة 6 من 11 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حمل : (فوائد ، وخواطر) "الجزء الأول و الثاني".
    بواسطة sameabdlazez في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-17-2011, 04:10 PM
  2. تعليقات: فوائد وخواطر وأوابد عقدية منهجية
    بواسطة إمام الأندلس في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2010, 10:30 AM
  3. الفاروق عمر رضي الله عنه أبيات شعر وخواطر
    بواسطة أبو المسيطر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-30-2008, 06:41 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء