اود ان ابدا بالسلام على اعضاء المنتدى فهذه اول مشاركة لي و اتمنى ان اكون عونا و خيرا للمسلمين و اخوتي في المنتدى
الشبهة :
قال تعالى في سورة الكهف : وجدها تغرب في عين حمئة
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر بن ميسرة المعنى قالا حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت
رواه احمد و الحاكم
الرد :
اولا و للانصاف فان الملاحدة هم اصحاب نسخ و لصق فانهم ينسخون و يلصقون دون معرفة محتوى الموضوع و هذا معروف عنهم
ثانيا قوله تعالى وجدها تغرب في عين حمئة :
اي بدت له (ذي القرنين) ان الشمس تغرب في العين لان الشمس عند الغروب (في المناظق الساحلية) تبدو و كانها تغمر في البحر فهذا تهيؤ فالله سبحانه و تعالى يصف هذه الحالة عند ذي القرنين :
قال الإمام إبن كثير:
{وَقَوْله : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس " أَيْ فَسَلَكَ طَرِيقًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَقْصَى مَا يُسْلَك فِيهِ مِنْ الْأَرْض مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب وَهُوَ مَغْرِب الْأَرْض وَأَمَّا الْوُصُول إِلَى مَغْرِب الشَّمْس مِنْ السَّمَاء فَمُتَعَذِّر وَمَا يَذْكُرهُ أَصْحَاب الْقَصَص وَالْأَخْبَار مِنْ أَنَّهُ سَارَ فِي الْأَرْض مُدَّة وَالشَّمْس تَغْرُب مِنْ وَرَائِهِ فَشَيْء لَا حَقِيقَة لَهُ وَأَكْثَر ذَلِكَ مِنْ خُرَافَات أَهْل الْكِتَاب وَاخْتِلَاف زَنَادِقَتهمْ وَكَذِبهمْ وَقَوْله : " وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة " أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ وَهِيَ لَا تُفَارِق الْفَلَك الرَّابِع الَّذِي هِيَ مُثْبَتَة فِيهِ لَا تُفَارِقهُ
و قال الْقَفَّال قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى الشَّمْس مَغْرِبًا وَمَشْرِقًا وَصَلَ إِلَى جُرْمهَا وَمَسّهَا ; لِأَنَّهَا تَدُور مَعَ السَّمَاء حَوْل الْأَرْض مِنْ غَيْر أَنْ تَلْتَصِق بِالْأَرْضِ , وَهِيَ أَعْظَم مِنْ أَنْ تَدْخُل فِي عَيْن مِنْ عُيُون الْأَرْض , بَلْ هِيَ أَكْبَر مِنْ الْأَرْض أَضْعَافًا مُضَاعَفَة , بَلْ الْمُرَاد أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى آخِر الْعِمَارَة مِنْ جِهَة الْمَغْرِب وَمِنْ جِهَة الْمَشْرِق , فَوَجَدَهَا فِي رَأْي الْعَيْن تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة , كَمَا أَنَّا نُشَاهِدهَا فِي الْأَرْض الْمَلْسَاء كَأَنَّهَا تَدْخُل فِي الْأَرْض
راجعو تفسير القرطبي
و ايضا: "حَتَّى إذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس" مَوْضِع غُرُوبهَا "وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة" ذَات حَمْأَة وَهِيَ الطِّين الْأَسْوَد وَغُرُوبهَا فِي الْعَيْن فِي رَأْي الْعَيْن وَإِلَّا فَهِيَ أَعْظَم مِنْ الدُّنْيَا "وَوَجَدَ عِنْدهَا" أَيْ الْعَيْن "قَوْمًا" كَافِرِينَ "قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ" بِإِلْهَامٍ "إمَّا أَنْ تُعَذِّب" الْقَوْم بِالْقَتْلِ "وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذ فِيهِمْ حُسْنًا" بِالْأَسْرِ
راجع تفسير الجلالين
و قال الامام البيهقي في سننه :
: فأما قول الله عز وجل : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة (2) ) فإنه ليس بمخالف لما جاء في هذا الخبر من أن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش ، لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب ، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها فيما دل عليه لفظ الخبر ، فليس بينهما تعارض وليس . معنى قوله ( تغرب في عين حمئة ) أنها تسقط في تلك العين فتغمرها ، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكا فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين ، أو على سمت هذه العين ، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل ، يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، وإن كانت في الحقيقة تغيب وراء البحر ، وفي ههنا بمعنى فوق ، أو بمعنى على ، وحروف الصفات تبدل بعضها مكان بعض
هذا بالنسبة للاية
ثالثا بالنسبة للحديث فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لعلتين :
الاولى وجود سفيان بن حسين و هو مع وثاقته الا انه مضرطب الحديث فلا يؤخذ بمتن حديثه ان خالف حديث اصح منه :
قال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف
وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري
وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلا
وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيرا
وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ
راجع ترجمة سفيان بن حسين في تهذيب التهذيب و سير اعلام النبلاء
العلة الثانية : ان هذا اللفظ مخالف للفظ الحديث الاساس في البخاري و مسلم و ما تواتر عن غير طريق سفيان بن الحسين :
حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: (يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
صحيح البخاري
و راجع تفسير بن كثير و الطبري و القرطبي في تفسير قوله تعالى : و الشمس تجري لمستقر لها
حدثنا يحيى بن أيوب، وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن ابن علية. قال ابن أيوب:
حدثنا ابن علية. حدثنا يونس عن إبراهيم بن يزيد التيمي (سمعه فيما أعلم) عن أبيه، عن أبي ذر؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "إن هذه الشمس تجري حتى تنتهي تحت العرش. فتخر ساجدة. فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئت. فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك، تحت العرش. فتخر ساجدة. ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئت فترجع. فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك، تحت العرش. فيقال لها: ارتفعي. أصبحي طالعة من مغربك. فتصبح طالعة من مغربها"
صحيح مسلم
فطريق يونس عن ابراهيم التيمي ليست فيه هذه الزيادة
و طريق الاعمش عن ابراهيم التيمي ليست فيه هذه الزيادة
و عن موسى بن المسيب بدون الزيادة
و عن هارون بن سعد بدون الزيادة
و للاضافة :
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْحَيَوَانِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ مِنَ الشَّامِ ، وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَةٌ مِنْ رَمَضَانَ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : هَلْ تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ ؟ قَالَ : قَدْ تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ نَفَقَةً ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ، عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ وَتَرَكْتَ لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " كَفَى إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ الرَّجُلُ مَنْ يَقُوتُ " ، قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا ، قَالَ : " إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ ، وَسَجَدَتْ ، وَاسْتَأْذَنَتْ ، قَالَ : فَيُؤْذَنُ لَهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ ، فَسَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ ، فَلا يُؤْذَنُ لَهَا ، فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، إِنَّ الْمَسِيرَ بَعِيدٌ ، وَإِنِّي لا يُؤْذَنُ لِي ، لا أَبْلُغُ ، قَالَ : فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا : اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ ، قَالَ : فَمِنْ يَوْمَئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ سورة الأنعام آية 158 .
الجامع لمعمر بن راشد » بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ
رابعا :و حتى اذا ما نظرنا الى الحديث الذي يتفاخرون به و يضجون به فان فيه تناقضا واضحا :
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر بن ميسرة المعنى قالا حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش .....
فكيف بالله عليكم تغرب في عين حامية مع انطلاقها تحت العرش !!!! مع ان العرش فوق الكون كله (و الكون كله تحته ) فلفظ الرواية تخالف بعضها
مما يعني ضعف هذه الزيادة فهي شاذة منكرة
و تعريف المنكر و الشاذ عند من تقدم من علمائنا :
هو مخالفة الراوي الغير محتملة عنه أو تفرده بالرواية الغير محتملة عنه
(ليتعلم الملاحدة بعضا من اصول الجرح و التعديل)
و على ذلك فان من يحتج لتصحيح الامام الالباني له لا حجة له اذ ان تصحيحه اما ان يكون مبني على اصل الرواية في البخاري و مسلم او انه خطا غير معتمد منه رحمه الله فهو ليس بمعصوم عندنا
ملاحظة : سيتم الكلام عن شبهة السجود تحت العرش بتفصيل ان شاء الله مع انها ليست بذلك الشيء
خامسا : ما يدعيه الملاحدة يناقضه ايات كتاب الله الحكيم :
قال تعالى :
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ))
و قال عز وجل :
: وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
و قال تعالى:
: أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون
سادسا :
ضعف ما ورد غيره من الروايات من ذهاب الشمس الى النار عند المغيب :
1 - نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت ، فقال : في نار الله الحامية ، في نار الله الحامية ، لولا ما يزعها من أمر الله ، لأحرقت ما على الأرض
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 5/188
خلاصة حكم المحدث: في صحة رفع هذا الحديث نظر ، ولعله من كلام عبد الله بن عمرو
2 - نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/98
خلاصة حكم المحدث: فيه غرابة وفيه رجل مبهم لم يسم ورفعه فيه نظر وقد يكون موقوفا
3 - رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس حين غربت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/134
خلاصة حكم المحدث: فيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
4 - رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس حين غربت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/141
خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
و لا يستطيع الملحدون ان يحتجو علينا بهذا الحديث لانه يخالف احتجاجهم علينا بغروب الشمس داخل العين الحمئة و كلا الاحتجاجين باطل للاسباب المذكورة في الاعلى
ملحوظة : بن حبان ذكر الحكم بن عتيبة (الذي روى عنه سفيان بن الحكم ) انه من المدلسين :
وصفه النسائي بالتدليس في " ذكر المدلسين " (رقم/11)
وقال ابن حبان : " وكان يدلس . كتاب الثقات (4/144)
و قد عنعن الحكم و لم يصرح بالتحديث
و السلام
Bookmarks