السلام عليكم ورحمة الله
بعد أن اضمحلت معرفة الناس باللغة العربية الفصيحة وضاعت اللغة داخل أكداس التأثيرات الاستعمارية الفرنسية والانجليزية ولم يعد للمتخصصين ميزان يمحصون به ما هو تركيب عربي أصيل مما داخلها من تغييرات مورفولوجية وتركيبية وصرفية سوى القرآن الكريم...
نبت في هذا الزمان شرذمة من الملاحدة الكافرين الذين لا يعرفون الفرق بين حروف الجر "الى " و"على" و" في" ليقوموا بما عجز عنه الأوائل حين كان الرجل تتلى عليه قصيدة فيها ألف بيت فيحفظها للمرة الاولى او الثانية من سماعها...والذين كان الشعر ينساب من أفواههم كالنثر ...
بماذا سيقوم هؤلاء الفاجرين...سيقومون بتحدي القرآن بسور ألفوها...
ماذا يكتب هؤلاءوالعباقرة المتفوقين
يقوم هؤلاء الصبية باستغلال النت للتخفي من الفضيحة ان تعرف هويتهم فيسخر الناس منهم للأبد ويكتبون شعرا مر مذاقته كطعم العلقم .
علميا يعد فشل العرب في أزهى عصور الشعر والصناعة اللغوية عن معارضة القرآن دليلا قاطعا على عجز غيرهم من بعدهم.
لان ذلك يشبه أن يعجز رجل من أبطال الاولمبياد متين يزن مئة كيلوغرام عن رفع ثقل ثم يتقدم من وزنه عشرون كيلوغرام فيقول أنا أكفيكم حمله.
فلا يمكن أن يفلح " ملحد من النوع العربي" بتحدي القرآن في هذا العصر وقد فشل في ذلك من هم اولى منه من فطاحلة العرب وفحولها.
لقد سكت فحول الشعر قديما عن مجارة القرآن لسببين بسيطين جدا
الاول ان فشلهم في ذلك يعد اثباتا قطعيا لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
والثاني ان من فعل ذلك وهزم صار مسخرة العرب الى قيام الساعة بعد ان كان في قومه شاعرا قديرا.
لذلك حفظا لكرامتهم خرسوا وقالوا ان شئنا أتينا بمثله لكن لن نفعل.
اما " الملحد من النوع العربي" فهل هو شاعر فحل يخشى ان يضحك الناس عليه ام له كرامة يخاف عليها وهو و الصفاقة شيء واحد
ما معنى مضاهاة القرآن
يعتقد الملحد العربي ان مضاهاة القرآن معناها أن يأتي بكلام تشابه فواصله فواصل القرآن
لكن حقيقة مضاهاة القرآن تتمثل في معارضته والتغلب عليه
فاذا أخذنا مثلا الآية
" وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين "
ان مضاهاة هاته الآية معناه أن ياتي شاعر او كاتب ما بنفس المعنى الذي في الآية ويعلوا عليه بلاغة بشهادة الناس.
معنى الآية ان الماء الذي انزله الله تعالى من السماء قد بلعته الأرض وانتهت السفينة بالمؤمنين الى المكان الذي رسمه الله عز وجل وبذلك تحقق وعده ورست السفينة على جبل الجودي و أبعد الله الكفار عن رحمته"
هل يستطيع أي شاعر فحل أن يعبر عن هذه المعاني بعبارة تعلو عن هاته الآية فتحطمها وترسوا فوقها....
خذ مثلا قوله تعالى" مهطعين مقنعي رِؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"
هل يستطيع شاعر ما أن يصف حال الكفار حين رأوا أن وعد الله حق بعبارة تعلو على هاته الآية...
أما الهراء الذي يكتبه الكفار الفاشيلين في الدراسة فلا يعدوا تقليدا لفواصل القرآن وليس تحد لبلاغته بمضاهاة آياته
استحالة تقليد القرآن من طرف البشر
يعرف المختصون في الشعرية وتحليل الخطاب جيدا وبطرق علمية استحالة الاتيان بالقرآن الكريم لان فيه خصائص أسلوبية تتنافى مع قدرة العقل البشري.
في الشعرية التي درستها باللغة الفرنسية نعرف الشعر بانه " خطاب كاذب جميل"
حين نقول مثلا عيني المرأة واسعتين وحاجبيها كثيين هذا خطاب تقريري لأنه يخضع للتقييم بالصحيح أو الخطأ.وهذا ليس بشعر.
أما حين نقول " عيناك غابتا نخيل أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر"
هذا الخطاب كاذب لأن عيني المرأة لن يكونا أبد غابتا نخيل ولن يكونا أبدا شرفتان يبتعد عنهما القمر".
فجمالية الشعر تكمن في مدى ابتعاده عن الحقيقة ورسم الصور البيانية الجميلة ببساطة لان الشعر توظيف للخيال
ماذا عن القرآن
القرآن خطاب جميل يسحر اللب ويثير الاعجاب لكن في نفس الوقت هو خطاب تقريري يخضع للتقييم ولا مجال فيه للكذب والخيال.
كيف يمكن أن يصنع الانسان كلاما جميلا وفي نفس الوقت يقررالحقائق بمنأى عن الصور والخيال.
أنظر قوله تعالى " ثم استولى الى السماء وهي دخان" بامكان أي انسان ان يسأل عالما هل كان الكون في بداية خلقه دخان
وقوله تعالى" ناصية كاذبة خاطئة" بامكان أي شخص أن يسأل مختص في الأعصاب هل وصف مقدة الدماغ بكاذبو خاطئء دقيق من الناحية العلمية
وقوله تعالى" وأنزلنا الحديد" بامكان أي انسان أن يسأل عالم كيكمياء هل الحديد نزل الى الأرض حقا أم توهم
وحين يقول تعالى " اذا السماء انشقت" فان السماء ستنشق حتما بين يدي الساعة
يعرف المختصون جيدا ان الخطاب التقريري الذي ينطبق عليه معيار الصدق والكذب ليس شعرا بل الشعر هو ما جاوز التقريرية الى رسم صور خيالية جميلة وكاذبة عند مطابقتها للحقيقة.
بيد ان القرآن يقرر الحقائق العلمية والتاريخية والفلكية والتشريعية والأحكام بلغة فائقة الجمال فكيف بمقدور بشر ضمان شعرية خطاب تقريري....
فلو أخذنا مثلا الشعر التعليمي الذي يعلم الناس النحو أو العلوم بلغة شعرية تجد انه موزون شعريا لكن ليس فيه جمالية الشعر المبنية على توظيف الخيال والرمز.
يتبع...ان شاء الله تعالى
Bookmarks