أخي الكريم ، لا تقنط من رحمة الله ، ثق بالله فهو لا يخلف الميعاد ، ربما تدعو وتدعو ربّك وتطيل في الدعاء والطلب والمسألة لكنك لا ترى أثرا لذلك ، فتظن أنه لم يستجاب لك ، فتضعف نفسك وتمتلكك الوساوس الشيطانية تستدرجك إلى إساءة الظن بربّك ، لأن الشيطان في هذه الحالة يجدّ ويجدّ معك ويحـاول التأثير عليك بكل الأساليب ليوقعك فــــــي فخه.
فحذار وحذار ثم حذار من مكائده ، وضع في دهنك وعقلك وقلبك بأن ربّك الذي وعدك بالإجابة لا ولن يخلفك الوعد، وهو يعلم ما يصلح لك وما لا يصلح لك خير منك ، لا تيأس ولا تمل وواصل الدعاء واستمر وتأكد بان كل شيء من عند الله فيه حكمة ، وأن عدم استجابة دعاءك أو تأخر الاستجابة يحمل في طياته حكما باهـــرة ، وأسرار بديعــة ، وأن الله عز وجل إن أعطاك فمن فضلــه ، وإن منع عنك فبعدلـــه
فهو الحق حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما.
فينبغي لك أن تؤمن بأن كل ما أصابك ويصيبك فيه خير لك، وضع في عقلك وفكرك دائما قول المصطفى صلى الله عليه وسلم . « لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم ، ولو أنفقت مثل أحد ذهب في سبيل الله ، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو متّ على غير هذا لدخلت النار».
فينبغي عليك أن تؤمن وتعلم انك عبد لله جل وعلا ، يفعل فيك ما يشاؤه ويختاره سبحانه وتعالى ، وأن الحكمة من عدم أو تأخر استجابة دعاءك أن تحقق المطلوب في دعائك قد يكون فيه بلاء لك ، وأن قضاء الله مهما كان فهــو عطاء حتى وإن كان في صورة المنــع ، وهو نعمة حتى وإن كان فـــي صورة محنــة
وأن بلاؤه عافية حتى وإن كان في صورة بليّة، وهذه الحكم العظيمة لا ترى ولا تلاحظ بالعين بل بالقلب المؤمن الخاضع لربّه.
Bookmarks