النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ملف عاشوراء " كل عام وأنتم إلى الله أقرب "

  1. #1

    افتراضي ملف عاشوراء " كل عام وأنتم إلى الله أقرب "

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    تهانينا لكل الأمة الإسلامية ولمسلمينا بالخصوص ولأهل المنتدى بالأخص بهذا العام الهجري الجديد

    يوم عاشوراء يطل علينا من نافذة السنة الهجرية منبها لنا بأهميته منتظرا عزمنا للمسارعة به في الخير وبذل الفضل ، والإستزادة منه .......... حتى يخرج علينا من باب السنة، ويجهز للرحيل ، هذه بعض الفوائد للتذكرة
    كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى الطاعة أدوم

    نسأل الله لنا ولكم القبول




    نسأل الله لنا ولكم القبول


    فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
    فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها :
    إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ .. الآية (36) سورة التوبة
    وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ." رواه البخاري 2958
    والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه
    وقوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) " أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها .
    وعن ابن عباس في قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم ، وقال قتادة في قوله " فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم " إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه : اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله . فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل . " انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : تفسير سورة التوبة آية 36
    فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1982
    قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم .
    ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله .
    وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان , ولعلّ لم يوحَ إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه .. شرح النووي رحمه الله على صحيح مسلم .

    الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان
    قَالَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رحمه الله : وَتَفْضِيلُ الْأَمَاكِنِ وَالْأَزْمَانِ ضَرْبَانِ : أَحَدُهُمَا : دُنْيَوِيٌّ .. وَالضَّرْبُ الثَّانِي : تَفْضِيلٌ دِينِيٌّ رَاجِعٌ إلَى أَنَّ اللَّهَ يَجُودُ عَلَى عِبَادِهِ فِيهَا بِتَفْضِيلِ أَجْرِ الْعَامِلِينَ , كَتَفْضِيلِ صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى صَوْمِ سَائِرِ الشُّهُورِ , وَكَذَلِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ .. فَفَضْلُهَا رَاجِعٌ إلَى جُودِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ إلَى عِبَادِهِ فِيهَا .. قواعد الأحكام 1/38
    عاشوراء في التاريخ
    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . " رواه البخاري 1865
    قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " . قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكرا لله تعالى فنحن نصومه " وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له " ورواه الإمام أحمد بزيادة : " وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا " .
    قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " .
    وصيام عاشوراء كان معروفا حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " .. قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام . وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث
    وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا [ وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا " وفي رواية له أيضا : " كان أهل خيبر ( اليهود ) .. يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم " ] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُومُوهُ أَنْتُمْ ." رواه البخاري . وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام . انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري .
    وكان صيام عاشوراء من التدرّج الحكيم في تشريع الصيام وفرضه فقد أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ الصَّوْمَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ } , ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصِّيَامَ بِقَوْلِهِ : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ } أحكام القرآن للجصاص ج1 ، فانتقل الفرض من صيام عاشوراء إلى صيام رمضان وهذا من الأدلة في أصول الفقه على جواز النسخ من الأخفّ إلى الأثقل .
    وقبل نسخ وجوب صوم عاشوراء كان صيامه " واجبا لثبوت الأمر بصومه ثم تأكّد الأمر بذلك ثمّ زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يُرضعن فيه الأطفال وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم : " لما فُرض رمضان تُرك عاشوراء " فتح 4/ 247 أي تُرك وجوبه أما استحبابه فباقٍ .


    فضل صيام عاشوراء
    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . " رواه البخاري 1867
    ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . " رواه مسلم 1976 ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .

    أي يوم هو عاشوراء
    قال النووي رحمه الله : عَاشُورَاءُ وَتَاسُوعَاءُ اسْمَانِ مَمْدُودَانِ , هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ قَالَ أَصْحَابُنَا : عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ , وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ هَذَا مَذْهَبُنَا , وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ، .. وَهُوَ ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ وَمُقْتَضَى إطْلَاقِ اللَّفْظِ , وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ . المجموع
    وهو اسم إسلامي لا يُعرف في الجاهلية : كشاف القناع ج2 صوم المحرم
    وقال ابن قدامة رحمه الله :
    عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ . وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ ; لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ : { أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ } . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ : التَّاسِعُ وَرُوِيَ { أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ التَّاسِعَ } . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ . وَرَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ , أَنَّهُ قَالَ : { صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ } إذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ لِذَلِكَ . نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وَهُوَ قَوْلُ إسْحَاقَ .

    استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
    روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم 1916
    قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع .
    وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب .

    الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء
    قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : ( أَحَدُهَا ) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .. ( الثَّانِي ) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ , ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ . ( الثَّالِثَ ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ . انتهى
    وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ : { لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } . الفتاوى الكبرى ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم
    وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) : ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم . فتح 4/245

    حكم إفراد عاشوراء بالصيام
    قال شيخ الإسلام : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ .. الفتاوى الكبرى ج5 ، وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي : وعاشوراء لا بأس بإفراده ج3 باب صوم التطوع يصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة
    قال الطحاوي رحمه الله : وَقَدْ { أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحَضَّ عَلَيْهِ } , وَلَمْ يَقُلْ إنْ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ فَلا تَصُومُوهُ . فَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى دُخُولِ كُلِّ الْأَيَّامِ فِيهِ .
    وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدَنَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ , إنْ كَانَ ثَابِتًا ( أي النهي عن صيام السبت ) , أَنْ يَكُونَ إنَّمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ , لِئَلّا يَعْظُمَ بِذَلِكَ , فَيُمْسَكَ عَنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ فِيهِ , كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ . فَأَمَّا مَنْ صَامَهُ لا لإِرَادَةِ تَعْظِيمِهِ , وََلا لِمَا تُرِيدُ الْيَهُودُ بِتَرْكِهَا السَّعْيَ فِيهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَكْرُوهٍ .. مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت
    ((( وقد ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ، وتزول الكراهية إذا صامهما بضمّّ يوم أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذرا أو قضاء أو صوما طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع، كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع )
    وقال صاحب المنهاج ( وَيُكْرَهُ إفْرَادُ الْجُمُعَةِ ) .. وَإِنَّمَا زَالَتْ الْكَرَاهَةُ بِضَمِّ غَيْرِهِ إلَيْهِ كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ وَبِصَوْمِهِ إذَا وَافَقَ عَادَةً أَوْ نَذْرًا أَوْ قَضَاءً كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ
    قال الشارح في تحفة المحتاج : ( قَوْلُهُ إذَا وَافَقَ عَادَةً ) أَيْ : كَأَنْ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ صَوْمِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ( قَوْلُهُ أَوْ نَذْرًا إلَخْ ) وَكَذَا إذَا وَافَقَ يَوْمًا طَلَبَ ( أي الشارع ) صَوْمَهُ فِي نَفْسِهِ كَعَاشُورَاءَ أَوْ عَرَفَةَ . تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع
    قال البهوتي رحمه الله : ( وَ ) يُكْرَهُ تَعَمُّدُ ( إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ ) بِصَوْمٍ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أُخْتِهِ { : لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلّا فِيمَا اُفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ } رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ; وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ .. ( إلا أَنْ يُوَافِقَ ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ ( عَادَةً ) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلا كَرَاهَةَ ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ . كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع

    ما العمل إذا اشتبه أول الشهر ؟

    قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَوَّلُ الشَّهْرِ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ . وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ . المغني لابن قدامة ج3 - الصيام - صيام عاشوراء
    فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين - كما هي القاعدة - ثم صام التاسع والعاشر ، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضا صام الثامن والتاسع والعاشر ( فلو كان ذو الحجة ناقصا يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقينا ) . وحيث أنّ صيام عاشوراء مستحبّ ليس بواجب فلا يُؤمر النّاس بتحرّي هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحرّي هلال رمضان وشوال .

    صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟
    قال الإمام النووي رحمه الله :
    يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
    ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . .. كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلَاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . الفتاوى الكبرى ج5

    عدم الاغترار بثواب الصيام
    يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ : صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الْأَجْرِ . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لَا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا , فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ . وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ , لِأَنَّهُ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلَا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ , وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ , فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلَاتِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ , إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ , وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ . الموسوعة الفقهية ج31 : غرور

    صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
    اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ . فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ , لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ , لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ , قَالَ الدُّسُوقِيُّ : يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ , كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ . سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ , أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا , كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ . وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ , وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ , وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ . الموسوعة الفقهية ج28 : صوم التطوع
    فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة ، وفضل الله عظيم .

    بدع عاشوراء
    سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالِاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لَا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ . هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لَا ؟
    الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَلَا غَيْرِهِمْ . وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا الصَّحَابَةِ , وَلَا التَّابِعِينَ , لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا , لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلَا فِي السُّنَنِ , وَلَا الْمَسَانِيدِ , وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ . وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا ر***ْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَر***ْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : { أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ } . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ .
    ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
    فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ : إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ , وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ , تُظْهِرُ مُوَالَاتَهُ , وَمُوَالَاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ , وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ , وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا , وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ , وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ , وَالتَّعَصُّبُ , وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ , وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلَاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , لَا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلَامِ . فَعَارَضَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الْآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الْأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلَاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الْأَعْيَادِ وَالْأَفْرَاحِ . وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَحْزَانَ وَالْأَتْرَاحَ وَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ , وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ , لَا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلَا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ ..
    وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ . كَصَلَاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الْأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الِاكْتِحَالُ وَالِاخْتِضَابُ , أَوْ الِاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا الثَّوْرِيُّ , وَلَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلَا الْأَوْزَاعِيُّ , وَلَا الشَّافِعِيُّ , وَلَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلَا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلَا أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ .. الفتاوى الكبرى لابن تيمية
    وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء : المدخل ج1 يوم عاشوراء
    نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    المصدر موقع الشيخ محمد المنجد


  2. #2

    افتراضي شهر محرم ويوم عاشوراء








    شهر محرم ويوم عاشوراء
    د. نايف بن أحمد الحمد


    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:




    فإن شهر محرم من الأشهر الحُرم التي ذكرها الله –تعالى-

    ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي
    كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا
    أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ
    أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ
    كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
    (التوبة:36)

    وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ( السنة اثنا عشر
    شهراً منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم
    ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )
    رواه البخاري (4662)، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة – رضي الله عنه-.



    وسمي هذا الشهر محرما لتحريم القتال فيه . المطلع على أبواب المقنع 1/150 الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 2/393 وقيل لتحريم الجنة فيه على إبليس . إعانة الطالبين 2/214 مغني المحتاج 4/66 والأول أصح .

    قال تعالى ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
    (الفجر:2)
    قال ابن العربي رحمه الله تعالى : " في تعيينها أربعة أقوال : الأول :
    أنها عشر ذي الحجة ; روي عن ابن عباس , وقاله جابر , ورواه عن النبي صلى
    الله عليه وسلم ولم يصح . الثاني : عشر المحرم ; قاله الطبري . الثالث :
    أنها العشر الأواخر من رمضان . الرابع : أنها العشر التي أتمها الله لموسى
    عليه السلام في ميقاته معه "
    ا.هـ أحكام القرآن 4/333



    ويشرع صيام شهر محرم ؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) رواه مسلم (1163).



    وفي هذا الشهر يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه
    لحديث عَبْد اللّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ
    صَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ
    بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ: إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ
    الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :
    «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا
    الْيَوْمَ التَّاسِعَ ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ،
    حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ .
    رواه مسلم ( 2619) وهذا هو الصواب قال الزين بن المنير: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية . فتح الباري 4/770 تنوير الحوالك 1/269 نيل الأوطار 2/313 تحفة الأحوذي 3/397



    ويتأكد صيام يوم عاشوراء ؛
    لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: ( ما رأيت رسول الله –صلى الله
    عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء،
    وهذا الشهر يعني شهر رمضان )
    رواه البخاري(2006)، ومسلم(1132).



    ولصيام هذا اليوم المبارك فضل عظيم
    كما في حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- (
    صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله )
    رواه أحمد (5/296)، ومسلم (1163).



    وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجباً
    ؛ لحديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله
    عليه وسلم-: ( إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه )
    رواه مسلم (1136).
    وعن عائشةَ رضيَ اللّهُ عنها قالت: «كان عاشوراءُ يوماً تَصومهُ قريش في
    الجاهلية، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومه. فلما قدِمَ المدينةَ
    صَامَهُ وأمرَ بصيامه، فلما نزلَ رمضانُ كان مَن شاءَ صامه، ومن شاء لا
    يَصومُه»
    رواه البخاري ( 3744).



    ويستحب حث الصبيان على صيامه
    ؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قالت : أرسل رسول الله
    – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ( مَن أصبح مفطراً
    فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم ) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه
    صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه
    ذاك حتى يكون عند الإفطار .
    رواه البخاري (1690) ومسلم (1136).



    كما يسن صيام يوم قبله أو بعده ؛
    لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه
    وسلم-: ( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده
    يوماً )
    رواه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095)
    من طريق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام وصح قال ابن رجب رحمه الله تعالى : "
    وصح عن ابن عباس من قوله " ا.هـ لطائف المعارف /108 وهذا في صيام يوم بعده
    أما صيام يوم قبله فقد صح ذلك كما ذكرته أعلاه قال الحافظ ابن حجر رحمه
    الله تعالى " وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم
    يؤمر فيه بشيء ولا سيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان ، فلما فتحت
    مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح ،
    فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: ( نحن أحق بموسى منكم ) ، ثم أحب
    مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم "
    ا.هـ فتح الباري 4/770 تحفة الأحوذي 3/397

    وصيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم –
    رحمه الله تعالى-: ( مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم،
    ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد
    العاشر وحده بالصوم )
    ا.هـ زاد المعاد (2/75).



    وعلى المسلم أن لا يتكل على صيام هذا اليوم مع مقارفته
    للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم
    عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا
    المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم
    عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى
    الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي
    مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد
    وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم
    عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد
    التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فإذا لم
    يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما
    كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير
    الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
    سيئاتكم فعلم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر
    على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد
    أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل "
    ا.هـ الجواب الكافي /13



    وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما
    جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قدم النبي – صلى الله عليه
    وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ( ما هذا ) ؟ قالوا:
    هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال:
    ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه )
    رواه البخاري (1900)
    وقد سبق أن ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صامه في مكة قال الباجي
    رحمه الله تعالى : " يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ قُرَيْشٌ تَصُومُهُ فِي
    الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ فَلَمَّا بُعِثَ تَرَكَ ذَلِكَ فَلَمَّا
    هَاجَرَ وَعَلِمَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ
    صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ نَسَخَ وُجُوبَهُ
    " ا.هـ المنتقى وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " إما الإشكال الأول وهو
    أنه لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء فليس فيه أن يوم قدومه
    وجدهم يصومونه فإنه إنما قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة ولكن
    أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام الثاني الذي كان بعد قدومه المدينة
    ولم يكن وهو بمكة هذا إن كان حساب أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية
    وإن كان بالشمسية زال الإشكال بالكلية ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى
    هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك
    مقدم النبي المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير
    الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له
    الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى
    منكم فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطأوا
    تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما أخطأ النصاري في تعيين صومهم بأن
    جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر "
    ا.هـ زاد المعاد 2./70



    وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم مما ذكر أكثره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه .

    فقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب قيام ليلة عاشوراء ولا أعلم لهم دليلا
    على ذلك بل هي ليلة كسائر الليالي فمن كانت عادته قيام الليل قامها وإلا
    فلا يخصها بصلاة .
    انظر :مطالب أولي النهى 1/581 ومن البدع كذلك الاجتماع للصلاة هذه الليلة فتجتمع بدعتان . انظر : منح الجليل 1/345 مواهب الجليل 1/73 ومنها
    ما يُروى أنه من صلى ركعتين في يوم عاشوراء يقرأ فيهما بكذا وكذا كتب له
    ثواب سبعين نبيا قال ابن تيمية رحمه الله تعالى " هو عند أهل الحديث من
    الأحاديث الموضوعة "
    ا.هـ درء التعارض 1/150



    ومن ذلك ما ذكره ابن تيمية – رحمه الله تعالى- بقوله : (
    وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يُحدث للناس بدعتين: بدعة
    الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاد
    المراثي، وما يُفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع
    ذوي الذنوب... وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن
    هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة
    للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم-)
    ا.هـ منهاج السنة (4/544)
    وقال رحمه الله تعالى : " النوع الثالث ما هو معظم في الشريعة كيوم
    عاشوراء ويوم عرفة ويومي العيدين والعشر الأواخر من شهر رمضان والعشر
    الأول من ذي الحجة وليلة الجمعة ويومها والعشر الأول من المحرم ونحو ذلك
    من الأوقات الفاضلة فهذا الضرب قد يحدث فيه ما يعتقد أن له فضيلة وتوابع
    ذلك ما يصير منكرا ينهى عنه مثل ما أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء
    من التعطش والتحزن والتجمع وغير ذلك من الأمور المحدثة التي لم يشرعها
    الله ولا رسوله ولا أحد من السلف لا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم ولا من غيرهم لكن لما أكرم الله فيه سبط نبيه أحد سيدي شباب أهل
    الجنة وطائفة من أهل بيته بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله وكانت هذه مصيبة
    عند المسلمين يجب أن تتلقى به أمثالها من المصائب من الاسترجاع المشروع
    فأحدث بعض أهل البدع في مثل هذا اليوم خلاف ما أمر الله به عند المصائب
    وضموا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البرآء من فتنة الحسين وغيرها
    أمورا أخرى مما يكرهها الله ورسوله وقد روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها
    الحسين رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من
    أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث لها استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له
    من الأجر مثلها يوم أصيب ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه فتدبر كيف روى مثل
    هذا الحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما وعن بنته التي شهدت مصابه وأما
    اتخاذ أمثال أيام المصائب مأتما فليس هذا من دين المسلمين بل هو إلى دين
    الجاهلية أقرب ثم هم قد فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل.




    وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها مثل فضل
    الاغتسال فيه أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور
    المبتدعة كلها مكروهة. وإنما المستحب صومه .




    وقد روى في التوسع فيه على العيال آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم
    بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال بلغنا أنه " من وسع على أهله يوم عاشوراء
    وسع الله عليه سائر سنته " رواه ابن عيينة وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله
    والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت للعصبية بين الناصبة والرافضة فإن هؤلاء
    أعدوا يوم عاشوراء مأتما فوضع أولئك فيه آثارا تقتضي التوسع فيه واتخاذه
    عيدا وكلاهما باطل وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
    قال " سيكون في ثقيف كذاب ومبير " فكان الكذاب المختار بن أبي عبيد وكان
    يتشيع وينتصر للحسين ثم أظهر الكذب والافتراء على الله وكان فيها الحجاج
    بن يوسف وكان فيه انحراف على علي وشيعته وكان مبيرا وهؤلاء فيهم بدع وضلال
    وأولئك فيهم بدع وضلال وإن كانت الشيعة أكثر كذبا وأسوأ حالا لكن لا يجوز
    لأحد أن يغير شيئا من الشريعة لأجل أحد وإظهار الفرح والسرور , يوم
    عاشوراء وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة المقابلة للرافضة وقد
    وضعت في ذلك أحاديث مكذوبة في فضائل ما يصنع فيه من الاغتسال والاكتحال
    وغير ذلك وصححها بعض الناس كابن ناصر وغيره ليس فيها ما يصح لكن رويت
    لأناس اعتقدوا صحتها فعملوا بها ولم يعلموا أنها كذب فهذا مثل هذا وقد
    يكون سبب الغلو في تعظيمه من بعض المنتسبة لمقابلة الروافض فإن الشيطان
    قصده أن يحرف الخلق عن الصراط المستقيم ولا يبالي إلى أي الشقين صاروا
    فينبغي أن يجتنب هذه المحدثات "
    ا.هـ اقتضاء الصراط المستقيم 1/299-301 وانظر : الفتاوى 13/354 وذكر
    رحمه الله أنه قد قابل قوم فعل الرافضة بفعل مضاد له، وهو جعل هذا اليوم
    يوم فرح وسرور وطبخ للأطعمة والتوسيع على العيال ، فقابلوا الفاسد بالفاسد
    ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار مقابل
    ما وضعها الرافضة.
    انظر: فتاوى ابن تيمية – رحمه الله تعالى- (25/310) ومما
    قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى :" وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم
    أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعارا في هذا اليوم يعارضون به شعار
    ذلك القوم فقابلوا باطلا بباطل وردوا بدعة ببدعة وان كانت أحداهما أعظم في
    الفساد وأعون لأهل الإلحاد مثل الحديث الطويل الذي روى فيه من اغتسل يوم
    عاشوراء لم يمرض ذلك العام ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام
    وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء والمصافحة فيه ونحو ذلك فان هذا الحديث
    ونحوه كذب مخلق باتفاق من يعرف علم الحديث وان كان قد ذكره بعض أهل الحديث
    وقال انه صحيح وإسناده على شرط الصحيح فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه كما
    هو مبين في غير هذا الموضع ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الاغتسال يوم
    عاشوراء ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك ولا ذكره أحد من علماء المسلمين
    الذين يقتدى بهم "
    ا.هـ الفتاوى 4/512

    وفي البخاري (1294)،
    عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله عليه
    وسلم-: "ليس منَّا من لطم الخدود، وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".




    قال ابن رجب – رحمه الله تعالى-: (أما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة
    لأجل قتل الحسين – رضي الله عنه-، فهو من عمل من ضلَّ سعيه في الحياة
    الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً ولم يأمر الله ولا رسوله – صلى الله عليه
    وسلم- باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم ) ا.هـ
    (لطائف المعارف /13)،


    وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن
    والطائفتان مبتدعتان خارجتان على السنة وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به
    النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع "
    ا.هـ نقد المنقول /101 ( وقد ذكرت هذه الأقوال مع ما فيها من التكرار لما
    فيها من الفائدة )




    أما حديث "مَن وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"
    فقد رواه البيهقي في الشعب (3/365) والطبراني في المعجم الأوسط (9302)، والكبير (10007) قال حرب: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث ؟ فقال: لا أصل له وليس له إسناد يثبت. منهاج السنة (4/555)، وقال شيخ الإسلام: (حديث موضوع مكذوب) ا.هـ الفتاوى (25/300).
    وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء
    والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائله لا يصح منها شيء ولا
    حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه
    وما عداها فباطل وأمثل ما فيها حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع
    الله عليه سائر سنته قال الإمام أحمد لا يصح هذا الحديث وأما أحاديث
    الاكتحال والادهان والتطيب فمن وضع الكذابين "
    ا.هـ نقد المنقول /101

    والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.



    كتبه د. نايف بن أحمد الحمد


    منقوووووووووول






  3. #3

    افتراضي

    أحداث وقعت في شهر الله المحرم


    1- نجاة موسى ومن معه من المؤمنين من فرعون، وتراجع في هذا الفتوى رقم:

    2- سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى طليحة الأسدي سنة 4 هـ
    3- سرية محمد بن مسلمة قبل نجد، وهي التي أسر فيها ثمامة بن أثال سنة 6 هـ
    4- زواجه صلى الله عليه وسلم من صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها سنة 6هـ.
    5- خروجه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر سنة 7 هـ.
    6- وفاة أبي قحافة التيمي والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 14هـ.
    7- وفاة مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 16هـ.
    8- قتل الحسين رضي الله عنه يوم الجمعة سنة 61هـ

  4. #4

    افتراضي


    بسم الله الرحمان الرحيم

    الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    22 فضيلة لمن صام عاشوراء


    د.أحمد مصطفى متولى

    أخى فى

    الله: هل تريد مغفرة الذنوب وتكفير الخطيئات؟.. وهل تطمع حقاً فى دخول

    الجنات؟.. وهل ترجو صدقاً رحمة بارى البريات؟.. وهل تبتغى فعلاً إجابة

    الدعوات؟..إن أردت ذلك حقاً, فصمت يوم عاشوراء صدقاً, لحظيت بأجر كريم,

    وخير عميم, واللهُ يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ.

    والآن .. هل تعلم كم فضيلة

    لصوم يوم عاشوراء؟ .. وكم صحَّ فى فضل الصوم من أحاديث خاتم الأنبياء؟..

    فلو علمتها لطرقت بابها لتكون من الأتقياء... وإليك اثنتين وعشرين فضيلة

    لصوم يوم عاشوراء.. إن رُغِّبت بها وعملت لها كنت من الفضلاء بإذن رب

    الأرض والسماء:

    (1) صومٌ يوم عاشوراء طاعة لسيد الأنبياء : صلى الله عليه وسلم

    عن ابن عباس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه" (متفق عليه)

    (2) صومُ يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية , فلن تر لها من باقية:

    عن أبى قتادة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم عاشوراء, فقال : يكفر السنة الماضية"(مسلم)

    (3) صومُ يوم عاشوراء يُبارك فى سحوره, وليست هذه كل أجوره:

    عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تسحروا فإن فى السحور بركة"(متفق عليه)

    (4) سحورُ المسلم ليلة عاشوراء مخالفةٌ لأهل الكتاب الأشقياء:

    عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السحر"(مسلم)
    (5) سحورُ المسلم ليلة عاشوراء سببٌ فى رحمة الله والثناء:
    عن ابن عمر رضي الله عنه أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلُوا

    الفطر"(الصحيحة: 2409,1654), وقال البخارىُ فى صحيحه عن أبى العالية:

    الصلاةُ من الله عز وجل ثناؤه على عبده فى الملأ الأعلى, وقيل : الرحمة,

    وقيل: رحمةٌ مقرونةٌ بتعظيم)

    (6) تعجيلُ الفطر يوم عاشوراء من علامات الخيرية, فهل يزهد فى هذا الأجر أحدٌ من البرية؟!

    عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطر"(متفق عليه)

    (7) تعجيلُ الفطر يوم عاشوراء لا يزال صاحبُه على سُنَّة سيد الأنبياء:

    عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال أمتى على سُنَّتى ما لم

    تنتظر بفطرها النجوم"(صحيح الترغيب:1066)

    (9,8) تعجيلُ الفطر يوم عاشوراء من علامات إظهار الدين ومخالفةِ المغضوب عليهم والضالين:

    عن أبى هريرة رضي الله عنه أن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدينُ ظاهراً ما عجَّل

    الناسُ الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون"( صحيح الترغيب:1067)

    (10) دعاءُ الصائم يوم عاشوراء لا يُردُّ بإذن رب الأرض والسماء:

    عن أنس رضي الله عنه قال: قال

    رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثُ دعوات لا تُردُّ: دعوة الوالد.

    ودعوة الصائم, ودعوة المسافر"(الصحيحة: 1797)

    (12,11)

    صيامُ يوم عاشوراء (وغيره من النوافل) من سمات أهل الصيام الأتقياء, الذين

    وُعدوا بدخول جنات النعيم, وبالمغفرة والأجر العظيم:

    قال تعالى: " إن المسلمين

    والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات

    والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين

    والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات

    أعدَّ اللهُ لهم مغفرةً وأجراً عظيماً"(الأحزاب:35)

    وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "...ومن كان من أهل الصيام دُعى من باب الريان"(متفق عليه)

    (13) صيام يوم عاشوراء جُنَّة , فهل تعى ذلك الأمة؟

    عن أبى هريرة رضي الله عنه أن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:قال الله عز وجل :" كلُ عمل ابن آدم له

    إلا الصيام, فإنه لى, وأنا أجزىبه, والصيام جُنَّة,....الحديث"(متفق عليه)

    (14)

    خلوفُ فم الصائم (يوم عاشوراء) أطيب من ريح المسك عند الله , وتذكَّر قول

    رسول الله صلى الله عليه وسلم , في ما يرويه عن ربه ومولاه:"....والذى

    نفسُ محمدٍ بيده لَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح

    المسك,..."(متفق عليه)

    (16,15)

    للصائم (يوم عاشوراء) فرحتان, كما قال نبينا العدنان صلى الله عليه وسلم :

    "....للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقى ربه فرح بصومه"

    (متفق عليه)

    (17)

    صومُ يوم عاشوراء يشفع لصاحبه يوم الدين, كما قال نبيُّنا الأمين صلى الله

    عليه وسلم :"الصيامُ والقرآنُ يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيامُ: أى

    رب منعتُه الطعام والشهوة فشفعنى فيه, ويقول القرآنُ: منعتُه النوم بالليل

    فشفعنى فيه, قال: فيشفعان"(صحيح الترغيب)
    (18) صائمُ
    يوم عاشوراء –إن كان يوماً حاراً- سقاه يوم العطش ربُّه العلى, وحسّن
    الحديثَ الشيخُ الألبانىُ, وفيه:"إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه
    من أعطش نفسه له فى يوم صائف سقاه اللهُ يوم العطش"(صحيح الترغيب)

    (19)

    صائمُ يوم عاشوراء يُباعِدُ اللهُ وجهه سبعين خريفاُ عن النار, كما صح عن

    نبينا المختار صلى الله عليه وسلم :"ما مَنْ عبدٍ يصومُ يوماً فى سبيل

    الله إلا باعد اللهُ بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً"(متفق عليه)

    (20)

    صائمُ يوم عاشوراء تُباعد منه جهنم مسيرة مائة عام, كما قال عليه الصلاة

    والسلام:" مَنْ صام يوماً فى سبيل الله باعد اللهُ منه جهنم مسيرة مائة

    عام"(الصحيحة:2565)

    (21)
    صائمُ يوم عاشوراء يجعلُ اللهُ بينه وبين النار خندقاً كما بين الأرض

    والسماء, كما قال سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم :"مَنْ صام يوماً فى

    سبيل الله جعل اللهُ بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء

    والأرض"(الصحيحة:563)

    (22)
    مَنْ خُتم له بصوم يوم عاشوراء دخل الجنة, كما قال سيدُ الأمة: "...ومَنْ

    صام يوماً ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة...الحديث"(صحيح

    الترغيب:976)


    * وأخيراً:
    إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات, فتذكَّر قول سيد

    البريات:"مَْن فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر

    الصائم شىءٌ"(صحيح الترمذى:647)

    لذا..فإنى

    أدعو الله جلّ فى علاه أن يغفر لكل مَنْ دعى بهذه الفضائل واتَّقاه, سواءً

    بكلمةٍ أو موعظةٍ أو خُطبةٍ ابتغى بها وجه الله, كذا مَنْ علَّقَ هذه

    الرسالة على بيتٍ من بيوت الله, ومَنْ طبعها رجاء ثوابها, ووزّعها على

    عباد الله, ومن بثَّها عبر القنوات الفضائية, والشبكة العنكبوتية

    (الانترنت), لتنتفع بها الأمة الإسلامية, ويكفيه وعدُ سيد البرية:"مَنْ

    دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله"

    منقول...






  5. #5

    افتراضي


    بسم الله الرحمان الرحيم

    الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سائلة تسأل:

    ما الأفضل في صيام عاشوراء بصوم يوم قبله أو يوم قبله ويوم بعده ؟

    الجواب:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

    فصيام يوم العاشر من المحرم يوم عظيم وكان النبي يصومه قبل فرض شهر رمضان وأمر بصيامه

    ففي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ الْمَدِينَةَ

    فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا هَذَا الْيَوْمُ

    تَصُومُونَهُ ». فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ

    مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى

    مِنْكُمْ ». فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
    مسلم.

    ثم صار صيام يوم العاشر من شهر محرم ـ يوم عاشوراء ـ مستحباً وليس بواجب لحديث عَبْد اللَّهِ

    بْنُ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى

    الله عليه وسلم- صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -

    صلى الله عليه وسلم- ( إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ).
    أحمد، ومسلم.

    وصيامه يكفر السنة الماضية للحديث، عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله

    عليه وسلم-: (صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً ).
    أحمد.

    وأما صيام يوم التاسع مع اليوم العاشر من المحرم فهو لمخالفة اليهود والنصارى ودعا النبي

    صلى الله عليه وسلم لصيامة في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -

    صلى الله عليه وسلم- : ( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ ).
    أحمد، ومسلم.

    وهذا الحديث ومثله الآتي قال أهل العلم: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد ن ينقل صيام العاشر

    إلى التاسع مخالفة لليهود عندما علم أنهم يصومنه كما في حديث عَبْد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله

    عنهما - يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا

    رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( فَإِذَا كَانَ

    الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ). قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ

    -صلى الله عليه وسلم-.

    ويحتمل؛ أنه أراد أن يضيف التاسع إلى العاشر ليكون بذلك مخالفاً لليهود والنصارى في تفردهم

    صيام عاشوراء.

    وهذه هي السنة التي استقر عليها السلف الصالح ومن بعدهم من أهل العلم ـ

    صيام التاسع والعاشر ـ .

    أما صيام يوم قبله او يوم بعده فلم يثبت فيه سنة فالعمدة في هذا حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ

    اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْماً أَوْ بَعْدَهُ

    يَوْماً ).
    أحمد، وابن خزيمة، والبيهقي.

    قال الشوكاني في ;نيل الأوطار;رِوَايَةُ أَحْمَدَ هَذِهِ ضَعِيفَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنْ طَرِيقِ دَاوُد بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ

    عَنْ جَدِّهِ ، رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى;.

    وقال الألباني في تخقيقة ابن خزيمة: ;إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى;.

    ومثله لفظ: ( صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا ).
    أحمد، والبيهقي.

    فبهذا نقول خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صيام يوميْ التاسع والعاشر من شهر

    المحرم، ومن فاته صيام التاسع؛ فيستحب له صيام الحادي عشر مع العاشر ليتم له مخالفة اليهود

    والنصارى.

    أما صيام ثلاثة أيام؛ التاسع والعاشر والحادي عشر، فلم تأت السنة بذلك، ولا دليل على سنية صيام

    الحادي عشر مع العاشر لمن صام اليوم التاسع .

    بل قال ابن عباس الذي هو أعرف بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من غيره ممن جاء بعده:

    "صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود".
    عبدالرزاق.

    وأما قول القائل صيام الحادي عشر مع التاسع والعاشر؛ إحتياطاً، فلم يرد هذا الاحتياط ممن هو

    حريص على أمته صلى الله عليه وسلم، ولو كان ذلك من الكمال لما تأخر عليه الصلاة والسلام

    من ذكر ذلك لأمته، فلما لم يحصل منه ذلك الاحتياط، قلنا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه

    وسلم،

    والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،،،،،،

    كتبه
    أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
    22/12/1430هـ.














معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كل عام وأنتم إلى الله أقرب
    بواسطة سمير وهبه في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 11-06-2011, 06:49 AM
  2. كل عام وأنتم إلى الله أقرب ..
    بواسطة ATmaCA في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 11-17-2010, 01:21 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء