صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 38

الموضوع: من هو الله ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي من هو الله ؟

    الله سبحانه وتعالى إله واحد وحيد متفردا في ذاته لا يماثله شيء في ملكوته ليس كمثله شيء لا يخضع للموت ولا حتى للنوم الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم - هو الحق الواجب المطلق العليم الخبير بكل أمر في السموات وفي الأرض
    ( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) ولا تسقط ورقة من أوراق الشجر إلا بعلمه ( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِين ) يعلم الغيب والمجهول يرى المرئي والمخفي هو خبير بالماضي والحاضر والمستقبل هو الخالق الذي خلق كل ذرة من ذرات الكون وأعطاها خواصها وصفاتها وخلق الأنفس ويودعها في أجسادها وينفخ الأرواح
    هو الذي يعطي الحياة وهو الذي يتوفى الأنفس لا يحتويه أي مكان ولا يحده أي زمان إنه لا يسكن في السماء فحسب ولا يتواجد على الأرض فقط ولكنه موجود في كل مكان وزمان وهو أقرب إلينا من حبل الوريد مملكته تشمل الكون بأكمله ومشيئته موجودة على الأرض كما هي في السماء فضله لا يختص بجنس من الأجناس وهو قدوس خال من كل عيب ومطهر من كل نقص ومنزه من كل سوء لا يحتويه زمان وكل زمان ينبثق عنه ولا يعتمد على أحد في ملكوته ولا يحتاج إلى ابن ولا إلى زوجه لمساعدته صفاته أذليه لا تتوقف ولا تتعطل ولا تعتمد على وجود غيره كي تظهر وتتجلى ويذكر القرآن حوالي 99 صفة من الصفات الإلهية ولكن هذا لا يعني أن صفاته محدودة بهذا العدد فحيث أنه هو نفسه غير محدود فكذلك صفاته غير محدودة كما وكيفا
    وهذه الصفات المذكورة هي التي نستطيع فقط نحن البشر بقدراتنا المحدودة أن نعيها ونفهمها والإسلام هو الدين الحق الوحيد الذي عرف البشرية بالله وبصفاته المنبثقة من الرحمة إذ يقول ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) - ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) - ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) وحيث أن رحمة الله وسعت كل شيء فلا بد أن تكون وسعت صفاته أيضا وبذلك تكون جميع الصفات الإلهية قد انبثقت عن الرحمة هذا التعريف الإلهي لا نجد له نظيرا في دين من الأديان الأخرى - وهذه الآية التي أوضحت لنا أن رحمة الله وسعت كل شيء لم تذكر في أي كتاب سماوي آخر وهذا لا يعني أن صفة الرحمة كانت محدودة ولم تسع كل شيء ولكن الله أراد أن يعطي القرآن خصوصية لأنه الكتاب الكامل والختامي الذي أنزله على خاتم النبيين هذا وبالله التوفيق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    لا يحتويه أي مكان ولا يحده أي زمان إنه لا يسكن في السماء فحسب ولا يتواجد على الأرض فقط ولكنه موجود في كل مكان وزمان وهو أقرب إلينا من حبل الوريد
    هذه العبارة تحتاج الى تدقيق : فالله جل وعلا في السماء : أي في العلو وقد أستوى على عرشه بائن من خلقه لانقول في كل مكان ولا على الارض فهذا قول - أحسبك لاتقصده - من أقوال الحلولية الذين يعتقدون ان الله يحل في العباد وفي الارض سبحانه وتعالى : ومن أقوى ما يلزمهم ان تخر الجبال دكاً ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين )

    فالعقيدة أخي تنضبط بالفاظ الشرع وهو ان تخبر عن الله ورسوله بما أخبر الله ورسوله وتؤمن بما جاء كما جاء : قال تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه ) وقال تعالى : (( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )) وقال تعالى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) واليه جل وعلا ترتفع الآيادي في الدعاء طلباً منه ورغبة في فضله وجوده ويسبح المصلي في سجوده : سبحان ربي الأعلى ، وقال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت زينب رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات. وعن معاوية بن الحكم في حديث طويل قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية, فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنهما, وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون, لكن صككتها صكة, فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعظم ذلك علي قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها قال: "ائتني بها" فأتيته بها فقال لها: "أين الله" قالت في السماء قال: "من أنا" قالت: أنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" أخرجه مسلم

    فالزم ما جاء في الكتاب والسنة أخي في تعبيرك عن عقيدتك : والزم الايمان بالصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل : فالاستواء معلوم غير مجهول والكيف مجهول والايمان به واجب .

    اما صفة الرحمة فربما تحتاج منك الى تفصيل فالالفاظ والكلام الاخير في موضوعك يحتاج الى توضيح : فقد قلت انت :
    وحيث أن رحمة الله وسعت كل شيء فلا بد أن تكون وسعت صفاته أيضا وبذلك تكون جميع الصفات الإلهية قد انبثقت عن الرحمة هذا التعريف الإلهي
    فما معنى أنبثقت ؟!!!!

    ...وفقك الله لكل خير
    التعديل الأخير تم 11-25-2013 الساعة 07:55 PM
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي الكريم : بحب ديني جزاكم الله خيرا على ردكم :
    بالنسبة لعبارة : لا يحتويه أي مكان ولا يحده أي زمان إنه لا يسكن في السماء فحسب ولا يتواجد على الأرض فقط
    ماذا جاء بعدها ؟ - إنه حرف استدراك ( ولكنه ) لينفي ما قبله ويثبت ما بعده أليس كذلك ؟ ينفي النسبي ويثبت المطلق
    فجاء ليثبت أن الله ( موجود في كل مكان وزمان ) أقصد بصفاته لا بذاته لأنه ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وهو أقرب إلينا من حبل الوريد
    فأنا يا أخي الكريم والحمد لله مؤمن بأن الله سبحانه وتعالى العلي العظيم منزه عن أن يحل بذاته في الكون الذي هو مجرد مظهر من مظاهر إلوهيته , وأنا مؤمن بالصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل !!!
    ولا تنسى أن الله سبحانه وتعالى قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ........... ) و ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )
    أما معنى كلمة ( انبثقت ) أي اشُتقت
    بمعنى أن جميع الصفات الربانية ( كالعفو والمغفرة والسلم والأمن والرزق والعلم والقبض والبسط والخفض والرفع والذل والعزة والسمع والبصر و............... الخ )
    جميعها من الرحمة التي خلقنا لها يعني الهدف منها الرحمة , فالرحمة عامة تشمل جميع الصفات والأفعال الربانية

  4. #4

    افتراضي

    السلام عليكم أخانا الفاضل رمضان..ومرحبا بك بين إخوانك ولعل الغموض في بعض الألفاظ هو ما دفع بالأخ الحبيب بحب ديني إلى التعقيب وليس هو من سوء الظن في شيء كما نحسب..
    لدي تعقيب بخصوص صفة الرحمة وأن باقي الصفات منبثقة عنها كما تفضلتم:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان مطاوع مشاهدة المشاركة
    وبصفاته المنبثقة من الرحمة إذ يقول ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) - ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) - ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) وحيث أن رحمة الله وسعت كل شيء فلا بد أن تكون وسعت صفاته أيضا وبذلك تكون جميع الصفات الإلهية قد انبثقت عن الرحمة
    أما معنى كلمة ( انبثقت ) أي اشُتقت
    بمعنى أن جميع الصفات الربانية ( كالعفو والمغفرة والسلم والأمن والرزق والعلم والقبض والبسط والخفض والرفع والذل والعزة والسمع والبصر و............... الخ )
    جميعها من الرحمة التي خلقنا لها يعني الهدف منها الرحمة , فالرحمة عامة تشمل جميع الصفات والأفعال الربانية
    أرى أن هذا التأويل في غير محله لعدة اعتبارات..أولا استشهادك بقوله تعالى ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )..تعني كتب على نفسه أن يرحم وليس المراد بها الصفة المفروضة على باقي الصفات وبالتالي على الذات لنسقط في القول وجوبا بأن الله يرحم نفسه!..الرحمة صفة ذاتية لله واجبة له سبحانه كباقي الصفات الواجبة..أما الوجوب المذكور في الآية فتعني شمول الرحمة للعبيد وليس شمولها لبقية الصفات الإلهية..والدليل قوله تعالى في موضع آخر (( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ))
    ثانيا استشهدتَ بقوله تعالى (( ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ))..واعتبرتَ أن ((كل شيء)) تعني كل ما في الوجود بما في ذلك الخالق وصفاته..وهذا التأويل فاسد..فكل شيء تعني أن رحمته سبحانه قد أحاطت بجميع المخلوقات كما في قوله تعالى عن صفة العلم ((وسع ربنا كل شيء علما)) ولا يدخل في ذلك الصفات أو الذات الإلهية حاش لله..والدليل على أن كل شيء ليست بالضرورة أن تعني كل شيء في الوجود قوله تعالى عن ريح قوم عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها )) فلو أخذنا بالمعنى الذي ذهبتَ إليه لقلنا أن الريح دمرت كل ما في السموات وما الأرض وحاش لله أن أُكمل..في حين أنها لم تُدمر غير قوم عاد فنفهم من هنا أن (( كل شيء )) تُفهم حسب السياق ولا تُأخذ بعموم اللفظ..
    أما قوله تعالى (( ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ))..فيعني أن تعدد الأسماء لا يقتضي تعدد المسمى وفي هذا رد على المشركين..وأيضا ذكر اسم الرحمن في الآية مرتبط بسبب نزول الآية كما جاء في في الكشاف : عن ابن عباس سمع أبو جهل النبي صلى الله عليه و سلم يقول : يا الله يا رحمان . فقال أبو جهل : إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر . وهذا أنسب بالآية لاقتصارها على اسم الله وصفة الرحمن..كما قال بن عاشور..
    التعديل الأخير تم 11-26-2013 الساعة 01:51 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وعليكم السلام أخي الكريم ( مستفيد ) ..
    أشكرك أخي على هذا التعقيب وإنه لشرف لي وفضل من ربي أن أكون بين أخواني المسلمين العاملين على نصرة دين الله الحق وإن اختلفنا ففي الاختلاف ( رحمة )
    أولا :
    المقصود بقوله تعالى ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ).. الرحمة أخي الكريم لخلقه كما ذكرت أنت وليس لذاته حاش لله
    ولأنه خلق الناس لها أي ليرحمهم كما قال ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) سورة هود
    أي أن جميع الصفات الإلهية موجودة بلا شك في ذات الله , ولكن تجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    حيث يستخدمها الله في جميع أفعاله كيفما يشاء ولما يريد لحكمة بالغة لا نعلمها هو في النهاية من الرحمة
    ثانيا :
    ومعنى أن رحمته وسعت كل شيء يعني كل شيء في الوجود وليس خالق الوجود ( ذات الله )
    فكل شيء أي ما هو دون الله في عالم الغيب وعالم الشهادة لا يعزب عن رحمة الله التي أحاطت كل شيء في الوجود
    ( الله ) اسم الذات الإلهية
    و ( الرحمة ) هي الصفة الأم التي هي المصدر والغاية من تجلي كل صفات الواجد في الوجود والتي ينطلق منها ويندرج تحتها جميع الأفعال الإلهية
    فمثلا : القداسة السلم الأمن الهيمنة العزة المغفرة القوة الحمد الهبة الرزق الفتح العلم القبض البسط الخفض الرفع الذل السمع البصر العدل القدرة التقديم التأخير البر التوبة اللطف الخبرة الحلم العظمة الشكر العلو الحفظ الحكمة العفو الانتقام الرأفة القسط الجمع الغنى المنع العطاء النفع .................................. إلى ما لا نهاية
    • جميعها صفات مصدرها والغاية منها ( الرحمة )
    • وتجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    • وتندرج جميعها في قائمة الرحمة
    • وأيضا الأفعال الإلهية الناتجة عن استخدام الله لهذه الصفات من الرحمة
    • أفعال الله سببا في تجلي صفاته في الوجود
    ثالثا :
    أخي الفاضل عندما بلغ الله سبحانه وتعالى وحيه لرسله من البشر فيتكلم ملك الوحي جبريل عليه السلام مع الرسول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهو ينطق بسم الله أما الرحمن والرحيم فهما صيغتا مبالغة لاسم الفاعل , ومن هو الفاعل الله الرحمن الرحيم
    س - فلماذا ذُكِرتْ الرحمة فقط لتعريف ذات الله الذي تكلم باسمه ملك الوحي عند بداية كل سورة من سور القرآن ؟
    إلا أن الرحمة هي الصفة الأم كما قلت والتي تنبثق منها كل الصفات الإلهية التي تتجلى في الوجود
    وأيضا قال تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا ............. ) الله اسم ذات والرحمن اسم من الصفة الأم

    وأخيرا ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لصالح الإسلام وعزة المسلمين

  6. #6

    افتراضي

    مرحبا أخي الكريم..
    في الحقيقة لا إشكال عندي في أن تكون جميع الصفات منبثقة عن صفة الرحمة ولكن بشرط أخي أن تقدم لي الدليل على ما تقول أو من قال بذلك من أهل العلم..وما حججهم في ذلك..فإن فعلت فلك مني جزيل الشكر..ولكن إلى حد الآن لم أرى ذلك فما طرحته من استشهادات تبين أن فيها الكثير من التكلف وأنك حملتَ الآيات ما لا تحتمل..ولذلك لا أقدر أن أقبل منك هذا القول..
    أي أن جميع الصفات الإلهية موجودة بلا شك في ذات الله , ولكن تجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    حيث يستخدمها الله في جميع أفعاله كيفما يشاء ولما يريد لحكمة بالغة لا نعلمها هو في النهاية من الرحمة
    ما أفهمه من كلامك أن جميع الصفات هي فقط متعلقات لصفة الرحمة لأنها منبثقة عنها..وهذا المعنى قريب مما قررته الأشاعرة في متعلقات الصفات السبع ..كقولهم أن الخلق ما هو إلا من متعلقات صفة الإرادة..
    معنى أن رحمته وسعت كل شيء يعني كل شيء في الوجود وليس خالق الوجود ( ذات الله )
    فكل شيء أي ما هو دون الله في عالم الغيب وعالم الشهادة لا يعزب عن رحمة الله التي أحاطت كل شيء في الوجود
    ( الله ) اسم الذات الإلهية
    ولكنك اخي الكريم سبق وأن قلتَ (( وحيث أن رحمة الله وسعت كل شيء فلا بد أن تكون وسعت صفاته أيضا ))
    والصفات فرع عن الذات..فإن أدخلتَ الصفات تحت ((كل شيء)) فبالضرورة قد أدخلتَ الذات..
    و ( الرحمة ) هي الصفة الأم التي هي المصدر والغاية من تجلي كل صفات الواجد في الوجود والتي ينطلق منها ويندرج تحتها جميع الأفعال الإلهية
    فمثلا : القداسة السلم الأمن الهيمنة العزة المغفرة القوة الحمد الهبة الرزق الفتح العلم القبض البسط الخفض الرفع الذل السمع البصر العدل القدرة التقديم التأخير البر التوبة اللطف الخبرة الحلم العظمة الشكر العلو الحفظ الحكمة العفو الانتقام الرأفة القسط الجمع الغنى المنع العطاء النفع .................................. إلى ما لا نهاية
    • جميعها صفات مصدرها والغاية منها ( الرحمة )
    • وتجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    • وتندرج جميعها في قائمة الرحمة
    • وأيضا الأفعال الإلهية الناتجة عن استخدام الله لهذه الصفات من الرحمة
    ذكرتَ هنا العزة والحكمة على أن مصدرها والغاية منها هي الرحمة..والقرآن علمنا في أكثر من موضع أن من مواقف العزة والحكمة ما لا يتماشى مع موقف الرحمة..
    مثلا (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ))
    الموقف من السرقة كان موقف عزة وحكمة وأبدا لم يكن موقف رحمة وما كان للرحمة أن تتواجد في هكذا موقف ولذلك جاء العقاب..ثم بعد التوبة تحول الموقف إلى موقف للرحمة..ليتبين الفرق بين الموقفين وبالتالي الصفتين..
    النقطة الثانية..صفة الغضب مثلا هل يمكن إدراجها تحت نفس الإطار..وكيف يمكن فهم ذلك مع وجود الحديث القدسي (سبقت رحمتى غضبي )..!
    أخي الفاضل عندما بلغ الله سبحانه وتعالى وحيه لرسله من البشر فيتكلم ملك الوحي جبريل عليه السلام مع الرسول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهو ينطق بسم الله أما الرحمن والرحيم فهما صيغتا مبالغة لاسم الفاعل , ومن هو الفاعل الله الرحمن الرحيم
    س - فلماذا ذُكِرتْ الرحمة فقط لتعريف ذات الله الذي تكلم باسمه ملك الوحي عند بداية كل سورة من سور القرآن ؟
    إلا أن الرحمة هي الصفة الأم كما قلت والتي تنبثق منها كل الصفات الإلهية التي تتجلى في الوجود
    وأيضا قال تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا ............. ) الله اسم ذات والرحمن اسم من الصفة الأم
    ذكرتَ البسملة..وأضيف إلى ذلك ان اسم الله الرحمن مذكور في أكثر من موضع بل وجعل الله سورة كاملة باسم ((الرحمن))..
    ولكن أين الدليل في كل هذا على أن جميع الصفات هي من متعلقات صفة الرحمة ؟
    ما أعلمه أن بعض أهل العلم كابن العربي ذهب إلى أن (الرحمن الرحيم) هو اسم الله الأعظم..ولا أعرف قولا يعلق جميع صفات الله بصفة الرحمة..
    وبخصوص البسملة واقتران الرحمن ارحيم باسم ((الله)) وجدت عدة أقوال لكن ليس فيها شيء مما تقول..
    مثلا يقول البيضاوي (( إن المسمي إذا قصد الاستعانة بالمعبود الحق الموصوف بأنه مولي النعم كلها جليلها ودقيقها يذكر علم الذات إشارة إلى استحقاقه أن يستعان به بالذات ، ثم يذكر وصف الرحمن إشارة إلى أن الاستعانة على الأعمال الصالحة وهي نعم ))
    يقول الإمام محمد عبده : (( إن النصارى كانوا يبتدئون أدعيتهم ونحوها باسم الأب والابن والروح القدس إشارة إلى الأقانيم الثلاثة عندهم ، فجاءت فاتحة كتاب الإسلام بالرد عليهم موقظة لهم بأن الإله الواحد وإن تعددت أسماؤه فإنما هو تعدد الأوصاف دون تعدد المسميات ، يعني فهو رد عليهم بتغليط وتبليد ))
    ويقول الطاهر بن عاشور (( أن البسملة كان ما يرادفها قد جرى على ألسنة الأنبياء من عهد إبراهيم عليه السلام فهي من كلام الحنيفية ، فقد حكى الله عن إبراهيم أنه قال لأبيه يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ، وقال سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ومعنى الحفي قريب من معنى الرحيم . وحكى عنه قوله وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . وورد ذكر مرادفها في كتاب سليمان إلى ملكة سبأ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين والمظنون أن سليمان اقتدى في افتتاح كتابه بالبسملة بسنة موروثة من عهد إبراهيم جعلها إبراهيم كلمة باقية في وارثي نبوته ، وأن الله أحيا هذه السنة في الإسلام في جملة ما أوحى له من الحنيفية كما قال تعالى ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ))
    وأيضا مما قرأت عن اقتران اسم الله الرحمن بالإسم العلم ((الله))..أن اسم الرحمن يعادل اسم ((الله)) من جهة أن لا شريك لله في هذين الإسمين ومن جهة عدم قابليتهما للصرف..
    ومن اللطائف أن مسيلمة الكذاب لما تسمى بهذا الإسم أي الرحمن..كانت عقوبته في الدنيا أن يُنعت بالكذاب جزاء لتجرأه على اسم الله الرحمن..
    ولكن أخي الكريم لم أجد قولكم بأن جميع الصفات منبثقة عن صفة واحدة هي صفة الرحمة..نعم قد توجد بعض الصفات القريبة من الرحمة وقد تكون الرحمة صفة عامة لبعض الصفات..ولكن قولكم لم أجد ما يؤيده..فإن كان لديك أخي ما يؤيد هذا القول فهاته مشكورا..
    التعديل الأخير تم 11-27-2013 الساعة 05:41 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي الفاضل أشكرك كثيرا على هذه التعقيبات وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه الخير وأن يهدينا إلى سبل الحق حيث قال ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .. وسوف أعرض لكم بإذن الله جميع المقتبسات التي اخترتها أنت من كلامي وعقبت عليها

    بالنسبة للمقتبس الأول :
    أي أن جميع الصفات الإلهية موجودة بلا شك في ذات الله , ولكن تجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    حيث يستخدمها الله في جميع أفعاله كيفما يشاء ولما يريد لحكمة بالغة لا نعلمها هو في النهاية من الرحمة
    وهذا تعقيبك عليه :
    ما أفهمه من كلامك أن جميع الصفات هي فقط متعلقات لصفة الرحمة لأنها منبثقة عنها..وهذا المعنى قريب مما قررته الأشاعرة في متعلقات الصفات السبع ..كقولهم أن الخلق ما هو إلا من متعلقات صفة الإرادة..
    ولذلك أقول لكم :
    الصفات المنبثقة عن الرحمة أقصد بهذا القول ما يلي : يقول تعالى (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) - (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بما أن كتاب الله يعني كلامه رحمة والخليفة الحقيقي هو أداة لتنفيذ هذه الرحمة وبالتالي كل الصفات المتجلية على العبد تنبثق عن الرحمة لأنها تجلت وظهرت عليه بسبب تنفيذه لهذه الرحمة والرسول أرسله رحمة فكان قرآن يمشي , الصفات الإلهية موجودة بلا شك في ذات الله , أما صفات عباده يستخدمها في جميع أفعاله كيفما يشاء ولما يريد لحكمة بالغة لا نعلمها هو في النهاية من رحمة الله ( التي وسعت كل شيء ) بما في ذلك صفاته المتجلية على العباد والمنبثقة من رحمته ( كتابه ) والتي يوظفها لرحمة بعضهم البعض , والعبد الحقيقي رحيم كما أن الله رحيم ويكون غفور كما أن الله غفور ويكون عفو كما أن الله عفو ويكون كريم كما أن الله كريم ويكون قوي كما أن الله قوي .................. وهكذا في حدود بشريته , هذه هي صفات الله التي وسعتها رحمته للعالمين , وإليك بعض الآيات التي تدل على أتصاف العبد بصفات الله :
    قال تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) - ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) - ( .......... رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) - ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) وغيرها



    بالنسبة للمقتبس الثاني :
    معنى أن رحمته وسعت كل شيء يعني كل شيء في الوجود وليس خالق الوجود ( ذات الله )
    فكل شيء أي ما هو دون الله في عالم الغيب وعالم الشهادة لا يعزب عن رحمة الله التي أحاطت كل شيء في الوجود
    وهذا تعقيبك عليه :
    ولكنك اخي الكريم سبق وأن قلتَ (( وحيث أن رحمة الله وسعت كل شيء فلا بد أن تكون وسعت صفاته أيضا ))
    والصفات فرع عن الذات..فإن أدخلتَ الصفات تحت ((كل شيء)) فبالضرورة قد أدخلتَ الذات..
    ولذلك أقول لك : أقصد صفاته التي تتجلى على عبادة فيرحم بها المخلوقات في الأرض
    تدبر أخي في هذه الآيات : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) - خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار هل هي رحمة الله التي آتاها العبد الصالح أم أن الرحمة ليس لها علاقة بما فعل ؟
    (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) - إذا كان إيتاء الملك ونزعه والعزة والذل خير فهل الخير من رحمة الله أم ليس له علاقة بها ؟
    (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) - (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) - إذا كان الغاية من العذاب وظهور الفساد هو الرجوع عن المعصية فهل هذا فيه رحمة أم ليس له علاقة بها ؟
    (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) - الله يسوق لعباده الشدائد ليمتحنهم ويربيهم على الصبر والثبات أليس من الرحمة ؟
    فإن كان الإبتلاء أو الجزاء سواء بالخير أو بالشر يصيب به ما يشاء ومن يريد لحكمة بالغة غايتها الرحمة - كرحمة الأب لأبناءه يأدبهم ويربيهم ليتخلقوا بأخلاقه - ولله الخالق المثل الأعلى في تأديب خلقه وتربيتهم ليتخلقوا بأخلاقه , فإذا ما استخدم الله صفة من الصفات التي في ظاهرها الذل أو الخفض أو القبض أو التأخير أو الانتقام أو غير ذلك نقول لا علاقة لها بالرحمة فكيف وهو سبحانه وتعالى يذل ليعز ويخفض ليرفع ويقبض ليبسط ويؤخر ليقدم وينتقم ويقهر للعبرة وكل هذه الصفات التي تتجلى في الكون من خلال أفعاله التي يقوم بها بواسطة جنود الأرض إلى غير ذلك من وسائل التأديب التربوي التي يؤدب الله بها عباده , والذي هو في النهاية من الرحمة - قال تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) - (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) - فإن القصد من أن رحمة الله وسعت ( شملت ) كل شيء بما في ذلك صفاته أي أن صفاته التي تجلت في الكون بسبب أفعاله على أيدي عباده من الرحمة وليس القصد أن الله برحمته يرحم صفاته التي هي فرع عن الذات وبالضرورة كما تقول تسع الذات وهذا لا يجوز وحاش لله العلي العظيم


    بالنسبة للمقتبس الثالث :
    و ( الرحمة ) هي الصفة الأم التي هي المصدر والغاية من تجلي كل صفات الواجد في الوجود والتي ينطلق منها ويندرج تحتها جميع الأفعال الإلهية
    فمثلا : القداسة السلم الأمن الهيمنة العزة المغفرة القوة الحمد الهبة الرزق الفتح العلم القبض البسط الخفض الرفع الذل السمع البصر العدل القدرة التقديم التأخير البر التوبة اللطف الخبرة الحلم العظمة الشكر العلو الحفظ الحكمة العفو الانتقام الرأفة القسط الجمع الغنى المنع العطاء النفع .................................. إلى ما لا نهاية
    • جميعها صفات مصدرها والغاية منها ( الرحمة )
    • وتجلي هذه الصفات في الوجود من الرحمة
    • وتندرج جميعها في قائمة الرحمة
    • وأيضا الأفعال الإلهية الناتجة عن استخدام الله لهذه الصفات من الرحمة
    وهذا تعقيبك عليه :
    ذكرتَ هنا العزة والحكمة على أن مصدرها والغاية منها هي الرحمة..والقرآن علمنا في أكثر من موضع أن من مواقف العزة والحكمة ما لا يتماشى مع موقف الرحمة..
    مثلا (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ))
    الموقف من السرقة كان موقف عزة وحكمة وأبدا لم يكن موقف رحمة وما كان للرحمة أن تتواجد في هكذا موقف ولذلك جاء العقاب..ثم بعد التوبة تحول الموقف إلى موقف للرحمة..ليتبين الفرق بين الموقفين وبالتالي الصفتين..
    النقطة الثانية..صفة الغضب مثلا هل يمكن إدراجها تحت نفس الإطار..وكيف يمكن فهم ذلك مع وجود الحديث القدسي (سبقت رحمتى غضبي )..!
    ولذلك أقول لك :
    بالنسبة للنقطة الأولى الغاية من عقاب السارق والسارقة بقطع اليد هو الجزاء لهما حيث أن الله يريد لهما العزة , ويكونوا عبرة من الله لغيرهم ألا يسلكوا هذا المسلك وهذه حكمته فهو موقف عزة وحكمة نعم ولمن تاب أيضا من بعد ظلمه وأصلح فله التوبة من الله ثم تليها المغفرة ومن ثم رحمة الله الخاصة للتوابين ( العزة الحكمة التوبة المغفرة -- الرحمة )
    إذن كل الصفات من بداية الآية الكريمة والتي سبقت صفة الرحمة الخاصة بالتوابين في النهاية فهي من مستلزماتها
    وما الداعي للعقاب حيث تتجلى صفتي العزة والحكمة في الموقف الأول إن لم يكن للرحمة وجود بل هي الغاية فعلا
    فمثلا : الأب يربي ابنه السارق ويعاقبه أمام باقي الأبناء ليتوب عن ذلك وتكون هذه العقوبة عبرة للآخرين , فإن لم تكن هذه العقوبة عقوبة تربية وتأديب وهذه رحمة الأب بأبنائه فكيف تكون إذن ؟ ولله المثل الأعلى
    إن فلسفة العقاب في الإسلام هي الإصلاح وعدم الرجوع إلى الخطأ مرة أخرى وليس الهدف إيقاع الألم والتنكيل والعقاب لمجرد العقاب حتى تستقيم حياة المخطأ هذه هي الرحمة
    وبالنسبة للنقطة الثانية الغضب عقاب والعقاب من وسائل التربية والتي تبدأ
    أولا بالهدى البياني وهو إرسال الرسل ومعهم ( الكتاب ) - وثانيا التأديب التربوي الذي يتمثل في الابتلاءات والمصائب - وثالثا الإكرام الإستدراجي (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) - ورابعا البلاء العقابي (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) فجميع هذه الوسائل في نهاية المطاف رحمة وهو يمهل ولا يهمل ولذلك رحمته تسبق غضبه


    بالنسبة للمقتبس الرابع :
    أخي الفاضل عندما بلغ الله سبحانه وتعالى وحيه لرسله من البشر فيتكلم ملك الوحي جبريل عليه السلام مع الرسول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهو ينطق بسم الله أما الرحمن والرحيم فهما صيغتا مبالغة لاسم الفاعل , ومن هو الفاعل الله الرحمن الرحيم
    س - فلماذا ذُكِرتْ الرحمة فقط لتعريف ذات الله الذي تكلم باسمه ملك الوحي عند بداية كل سورة من سور القرآن ؟
    إلا أن الرحمة هي الصفة الأم كما قلت والتي تنبثق منها كل الصفات الإلهية التي تتجلى في الوجود
    وأيضا قال تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا ............. ) الله اسم ذات والرحمن اسم من الصفة الأم
    وهذا جزء من تعقيبك عليه :
    ذكرتَ البسملة..وأضيف إلى ذلك ان اسم الله الرحمن مذكور في أكثر من موضع بل وجعل الله سورة كاملة باسم ((الرحمن))..
    ولكن أين الدليل في كل هذا على أن جميع الصفات هي من متعلقات صفة الرحمة ؟
    ما أعلمه أن بعض أهل العلم كابن العربي ذهب إلى أن (الرحمن الرحيم) هو اسم الله الأعظم..ولا أعرف قولا يعلق جميع صفات الله بصفة الرحمة..
    وبخصوص البسملة واقتران الرحمن ارحيم باسم ((الله)) وجدت عدة أقوال لكن ليس فيها شيء مما تقول..
    وأيضا مما قرأت عن اقتران اسم الله الرحمن بالإسم العلم ((الله))..أن اسم الرحمن يعادل اسم ((الله)) من جهة أن لا شريك لله في هذين الإسمين ومن جهة عدم قابليتهما للصرف.
    ولذلك أقول لك :
    الرحمة نوعان :
    - النوع الأول رحمة عامة ( الرحمن ) والتي اُتصِف بها الذات الإلهية فقط وهي فضل محض تعم كل المخلوقات
    - النوع الثاني رحمة خاصة ( الرحيم ) وتتوقف على عمل من يتلقى الرحمة
    وأنا لم أقل أن جميع الصفات هي من متعلقات صفة الرحمة ولكنها من مستلزمات وضروريات صفة الرحمة أي لازمة وضرورية لا غنى عنها لتحقيق الرحمة للعباد , وفعلا اسم الرحمن يعادل اسم ((الله)) من جهة أن لا شريك لله في هذين الإسمين ومن جهة عدم قابليتهما للصرف..


    ثم ختمت تعقيباتك بهذه الكلمات :
    ولكن أخي الكريم لم أجد قولكم بأن جميع الصفات منبثقة عن صفة واحدة هي صفة الرحمة..نعم قد توجد بعض الصفات القريبة من الرحمة وقد تكون الرحمة صفة عامة لبعض الصفات..ولكن قولكم لم أجد ما يؤيده..فإن كان لديك أخي ما يؤيد هذا القول فهاته مشكورا..
    وأنا أختم لك كلامي بالنسبة لصفة الرحمة بهذا القول :
    إن كان كلامي بعد هذا التوضيح المدعم بالأدلة يخالف الكتاب والسنة فلك وغيرك الحق ألا تقبله , أما إن لم تجد ما يؤيده فاستفتي قلبك

  8. #8

    افتراضي

    تحية طيبة أخي رمضان..
    لا أختلف معك في الكثير مما قلتَ أخي الكريم..إلا في انبثاق جميع الصفات الإلهية من صفة الرحمة..لذا سأركز فقط على الإعتراضات حتى لا نُضِع وقتا فيما هو محل اتفاق
    بالنسبة للنقطة الأولى الغاية من عقاب السارق والسارقة بقطع اليد هو الجزاء لهما حيث أن الله يريد لهما العزة , ويكونوا عبرة من الله لغيرهم ألا يسلكوا هذا المسلك وهذه حكمته فهو موقف عزة وحكمة نعم ولمن تاب أيضا من بعد ظلمه وأصلح فله التوبة من الله ثم تليها المغفرة ومن ثم رحمة الله الخاصة للتوابين ( العزة الحكمة التوبة المغفرة -- الرحمة )
    الله يريد العزة للسارق والسارقة !
    موقف العزيز تعني أن عزته سبحانه لا تقتضي ظلماً وجوراً..وليس بالضرورة أن يعفُ الله عنهم ويرحمهم
    أما الوقف الثاني ألا وهو الرحمة فهي لمن تاب..ومن لم يتب أخي رمضان ؟..هل سينال المغفرة والرحمة..قطعا لا وإنما سيجازى بصفتي العزيز الحكيم ولن ينال شيئا من الغفور الرحيم..
    هذا ما أردتُ إيصاله
    وبالنسبة للنقطة الثانية الغضب عقاب والعقاب من وسائل التربية والتي تبدأ
    الحديث القدسي (سبقت رحمتي غضبي ) جاء في سياق المقابلة بمعنى أن الرحمة نقيض الغضب..وسبق الرحمة للغضب بمعنى أن الله يعفُ ويتجاوز عن الذنوب ولا يعجل بالعقوبة (( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة)..ولو كان الغضب من الرحمة لما جاءت في سياق السبق..والسبق هنا هو بين متعلقي الإرادة لأن الرحمة هي إرادة إيصال الثواب بينما الغضب هو إرادة إيصال العقوبة..ولا يمكن الجمع بين إرادة إيصال الثواب وبين إرادة إيصال العقوبة في إرادة واحدة..ولا أتحدث هنا عن الإبتلاءات من منطلق التمحيص لتحقيق فائدة وإنما اتحدث عن العقاب بقصد العقاب من جنس ما اهلك الله به القرون السابقة كالذين عقروا الناقة وريح عاد والخسف وغيرها..
    نفس المقابلة نجدها أيضا في قوله تعالى (( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ ))
    فالسخط جاء فى مقابلة الرضا والرضوان..وهذا يدل على أن السخط نقيض الرضا والرضوان..وهو ما ذهب إليه ابن منظور فى اللسان كون السخط نقيضًا للرِّضَا..

    ذكرتَ نقطة واود أن أعلق عليها من باب الفائدة:
    تدبر أخي في هذه الآيات : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) - خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار هل هي رحمة الله التي آتاها العبد الصالح أم أن الرحمة ليس لها علاقة بما فعل ؟
    سبق وأن بينت أن قصدي بالعقاب ليس بالإبتلاءات..وقد ضربتُ أمثلة لطريقة هلاك القرون السابقة..فهذا قصدي
    ما أردتُ الإشارة إليه من خلال هذا الإقتباس هو اقتران الرحمة بالعلم..وفي هذا إشارة قرآنية لضرورة هذا الإقتران وإلا فإن العلم بلا رحمة مآله الفساد والإهلاك
    (( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))
    (( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم ))
    (( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ))
    وكما هو ملاحظ فقد تقدم الرحيم على الغفور في هذه الآية على غير العادة ليقترن العلم بالرحمة مباشرة كما أشار إلى ذلك بعض أهل العلم..
    إن كان كلامي بعد هذا التوضيح المدعم بالأدلة يخالف الكتاب والسنة فلك وغيرك الحق ألا تقبله , أما إن لم تجد ما يؤيده فاستفتي قلبك
    العقائد تكون بالنص أخي الكريم..فلا تُبنى العقائد لمجرد عدم مخالفتها الكتاب والسنة ربما في باب الأحكام الشرعية لكن العقائد لا تُبنى باستفتاء العقول والقلوب..كما قلت هي بالنص..
    وعليه أستطيع أن أقرر أن جميع الصفات بما في ذلك الرحمة مشتقة ومنبثقة من صفة الحكمة او من صفة الخلق..كما أستطيع ان اعلق جميع الصفات بصفة استأثر بها الله في علم الغيب عنده..فصفاته كما قلتَ غير محصورة وتقريرك الذي سطرته بخصوص الرحمة ينفي هذا الحصر..لأنه ما ادراك أن جميع الصفات لم تنبثق من صفة أخرى في علم الغيب لا نعلمها -هذا إن سلمنا بالإنبثاق-..إذن نستطيع أن نبني أي عقيدة شئنا وفق هذا المنطق..
    إذن الأصل أخي هو ما ذكره بن عثيميين فيما أرى:
    (( التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان:
    الوجه الأول: أن تدعو الله بها لقوله - تعالى-: (فَادْعُوهُ بِهَا ) (الأعراف: من الآية180) بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك، فعند سؤال المغفرة تقول: يا غفور اغفر لي، وليس من المناسب أن تقول يا شديد العقاب اغفر لي، بل هذا يشبه الاستهزاء بل تقول أجرني من عقابك .

    الوجه الثاني: أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء، فمقتضى الرحيم الرحمة، فاعمل العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله، هذا هو معنى إحصائها، فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة .))
    التعديل الأخير تم 12-02-2013 الساعة 03:50 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد مشاهدة المشاركة
    صفاته كما قلتَ غير محصورة وتقريرك الذي سطرته بخصوص الرحمة ينفي هذا الحصر
    قصدي ينفي عدم الحصر..
    التعديل الأخير تم 12-02-2013 الساعة 05:32 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي فلسفة العذاب في الإسلام

    فلسفة العذاب في الإسلام
    معنى كلمة عذاب أو تعذيب : كلمة تعذيب على وزن تفعيل وهي مشتقة من عذب - العذب : الكف - أعذبه عن الطعام : منعه وكفه عنه - العذب : هو الطيب الذي لا ملوحة فيه - العذب : المنع - عذبه : منعه وفطمه عن الأمر - وسمي الماء الحلو عذبا : لمنعه العطش - العذب : كل مستساغ - العذب : الماء الطيب - وكل من منعته شيئا : فقد أعذبته وعذبته - العذاب : التنكيل والعقاب - فكل من العذاب أو التعذيب بمعنى المنع والكف - وعذاب المعاقب لمنعه العودة لجرمه مرة أخرى
    يقول القرآن (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)
    ومن الصواب أن نقول تعذيب مياه الشرب ولا نقول تحلية مياه الشرب لأن التحلية تعني إضافة شيء حو كالسكر للشاي وماء الشرب لا يوصف بأنه حلو وإنما يوصف بأنه عذب ومن المعروف أن الماء العذب عديم الطعم واللون والرائحة
    ومن هذه المعاني نستطيع أن نستخلص أن منع الملوحة عن الماء يسمى عذاب أو تعذيب الماء - وتطهير الماء المالح يسمى عذاب أو تعذيب - وتعذيب الماء تنقيته من الأملاح العالقة به , والعذاب أو التعذيب لا يمنع المعذب من ارتكاب الجرم فحسب بل ينقي أيضا المعذب من الذنوب التي علقت به ويجعله نقيا من ذنوبه - تماما كما أن تعذيب الماء يعني تنقيته من الأملاح ويجعله عذبا نقيا من الملوحة
    والقرآن الكريم يستعمل كلمة العذاب بالنسبة للإنسان أي تعذيب النفس البشرية التي هي حقيقة الإنسان , لأن الإنسان من المعروف أنه عبارة عن روح ونفس وجسد ( الروح هو الوحي والنفس هي الإنسان والجسد هيكل تسعى به ) والله سبحانه وتعالى خلق النفس عذبة نقية طاهرة (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) وهى المكلفة بالعبادة والمنوطة بالعذاب من عدمه وهي قلب الإنسان الروحي وليس المادي
    والعذاب في الإسلام ليس لمجرد العذاب , الغرض من العذاب هو المنع والكف عن المعصية كل ذلك فإن الصفات الخاصة بالعذاب تنبثق أيضا من الرحمة يقول تعالى (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) ويقول (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ولتوضيح كيف أن الصفات الإلهية التي تختص بالعذاب إنما تختص أيضا بالرحمة أو تنبثق أيضا من الرحمة فنتصور المشهد التالي :
    نفترض أنه يوجد طبيب حادق وجراح ماهر وهذا الطبيب رب أسرة , وبما أنه السبب في وجود هذه الأسرة فمن حبه ورحمته بأفرادها يعطف ويشفق ويخشى عليهم من التعرض للأمراض , ولذلك فهو دائما ينصح أفراد أسرته نصيحة الخبير بحقائق الأمور , ويحذرهم تحذير الحريص المحب بأن لا يتناولوا الخضروات والفواكه بدون أن يغسلوها جيدا لإزالة جميع آثار المواد الكيماوية التي ترش بها هذه النباتات , لأنه يعلم تماما أن تناول هذه المواد تسبب سرطان لمن يتناولها , ولكن واحد من أولاده لا يلقي بالا لنصائح أبيه ولا يعبأ بتحزيراته ويغافل أمه ومن وراءها يتناول بعض الفاكهة التي لم تُغسل جيدا , وهذا الأب الطبيب الجراح يعلم بطريقته الخاصة أن ابنه كان بيخالف أمره وبيعصيه ولا كان بيقدر نصائحه ولا كان بيهتم بتحزيراته وكان بيأكل من الخضروات والفواكه بدون غسل , ورغم ذلك لم يتوانى الأب لحظة واحدة عن النصح والتحذير من مخاطر سموم المواد الكيماوية التي في الخضروات والفواكه وكان يسوق له بعض الأبناء لينصحوه ويحذروه بل ويحرضهم على معاقبته , ولكنه كان لا يأخذ بكل ما سبق , وبعد مرور فترة من الزمان والابن مستمر في معصية أبيه , وبعد أن تتراكم سموم المواد الكيماوية في جسمه تبدأ آثار السرطان في الظهور عليه , ويصاب بدوار وصداع أليم نتيجة لورم خبيث أصاب خلايا مخه والعياذ بالله , ويكاد يفقد بصره ويكاد يفقد القدرة على السمع والكلام بل تأثرت هذه المراكز المخية بالسرطان ويكاد الطفل يفقد حياته , فالأب الطبيب رغم عناد ابنه واستمراره في العصيان إلا أن حبه ورحمته له يدفعه لتخليص ابنه من المصير المؤسف الذي ينتظره فيسير به إلى المستشفى لإجراء العلاج اللازم , وهذا العلاج متمثل في إجراء عملية جراحية شديدة جدا تقتضي نشر عظام جمجمة الابن العاصي بالمنشار لكي يفتح الأب الطبيب الجراح الماهر جمجمة ابنه ثم يستأصل من المخ الأجزاء التي أصابها الورم الخبيث وبعدين يعالج آثار السرطان وتأثيره على جسم الطفل , وهو يعلم بطبيعة الحال أنه سوف يعرض ابنه لكثير من الآلام سواء في مرحلة إعداده لإجراء العملية الجراحية أو أثناء الجراحة نفسه أو بعدها , إلا أنه يعلم أن هذا الألم الذي سوف يتعرض له الطفل رغم شدته وقسوته إلا أنه سوف يأتي له بالشفاء ويخلصه من سموم المرض , وبعد ذلك لم يعصى الابن أبيه أبدا , وسوف يزداد حبه لأبيه تقديرا لصنيعه معه , وإجلالا لقدرته على تخليصه من آلامه ومعاناته 0
    هكذا حال الإنسان هو الذي يعصي الله تعالى وهو الذي يتباعد عنه ويخالف أمره ويعصاه ولا يعمل بنصائحه فيرتكب الآثام ويمتلأ قلبه ( نفسه ) بالأمراض فتكون نتيجة ذلك أنه يحرم نفسه من الاستفادة بالصفات الربانية الخاصة بالأمن والسلام وغيرها فيفقد الإحساس بالأمن والسلام ودائما ينتابه الشعور بالحزن والألم والفزع والهلع وتظهر عليه جميع نتائج أعماله التي اقترفها في الدنيا ولأن صفة المحبة والرحمة من الصفات الإلهية فإنه لا يتخلى أبدا حتى عن هؤلاء الذين عصوه ولا يهمل حتى أولئك الذين لم يطيعوه وإنما يسرع بهم إلى المستشفى ( جهنم ) كي يعالج أمراضهم ويطهر قلوبهم ( نفوسهم ) ويزيل عنهم سموم الإثم والمعصية , صحيح إن في هذا العلاج الكثير من الآلام والمعاناة والتعذيب , ولكن إحداث الألم وفرض المعاناة وإيقاع التعذيب ليس لمجرد التشفي والإيلام وإنما هو للعلاج وتطهير القلب ( النفس ) من كل ما علق بها من آثار آثام البعد عن الله تعالى ومخالفة أمره ومعصيته وعدم العمل بنصائحه
    (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) أي قلب روحي سليم عذب خالي من الأمراض الدنيوية
    ولعل هذا المشهد بين الأب الطبيب وأحد أبناءه قد أعطى للعذاب المعنى الحقيقي له - ولله المثل الأعلى - هذا والله أعلم

  11. #11

    افتراضي

    أولا أرجو من الإشراف تغيير العنوان إلى -فلسفة العذاب في عقيدة بن عربي-
    ثانيا كان الأولى أخي رمضان أن تضع هذا الكلام في الحوار الدائر بيني وبينك في الموضوع السابق..فهو تكملة لما قيل هناك..-بل والحلقة المفقودة-..لا أن تُفرد له موضوعا خاص !
    الآن صار العذاب من العذوبة وجهنم مستشفى !! ..ولم يتبق إلا أن تُحدثنا عن معنى الراحة في الريح التي أهلكت عاد !...لتكتمل جميع سفاهات بن عربي في حديثه عن نعيم جهنم !
    والآن فهمنا سر هذا التمسك العجيب بانبثاق جميع الصفات من الرحمة بما في ذلك (( صفة الغضب )) ضاربا عرض الحائط بقوله تعالى (( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ))..ولا أستبعد أن تُفسر ((هوى)) على انه الحب والهيام !!..فعندما نرى الزنديق بن عربي وهو يفسر كيف يتحول العذاب إلى عذوبة في جهنم بقوله: (( فعند ذلك تعلقت الرحمة بهم ورفع عنهم العذاب، مع أن العذاب بالنسبة إلى العارف الذي دخل فيها، بسبب الأعمال التي تناسبها، عذب من وجه، وإن كان عذابا من وجه آخر ))..يبطل العجب من كلامك أخي رمضان ونكون قد فهمنا سر نظرية الإنبثاق العظيم !!!
    لما سألتك في الموضوع الآخر عمن قال بهذا القول من أهل العلم..لم تقل أنه بن عربي..ولك الحق في هذا فهو ليس من أهل العلم !..لكن كان عليك التحلي بالشجاعة في هذا الموضوع وتصرح في العنوان أنها فلسفة الزنديق بن عربي لا أن تفتري على الإسلام وتنسب له زورا مثل هذه السخافات..لا وبالخط العريض واللون لحمر !!!!
    ولو كان الأمر بيدي..لغيرتُ العنوان إلى: دُعَاة على أبواب جهنَّم..مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها !
    التعديل الأخير تم 12-04-2013 الساعة 01:15 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أولا أرجو من الإشراف تغيير العنوان إلى -فلسفة العذاب في عقيدة بن عربي-
    أخي الكريم ماذا قلت أنا بما يتفق مع كلام ابن عربي في موضوع انبثاق الرحمة وموضوع عذاب جهنم كي تستعجل بحكمك على أي مسلم أيا كان فهمه للعقيدة الإسلامية بأنه من دعاة جهنم ؟ - يا أخي الفاضل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فأرجوا منك أن تقتبس ما أنا قلته نقطة بنقطة وتأتي لنا بما قاله بن عربي ليتبين لنا - أين وجه المماثله بيننا ؟
    وأرجوا من فضيلتكم أن تتفضل علينا جميعا بما عندك من علم عن صفة الرحمة وأيضا عذاب جهنم

    ا
    لآن صار العذاب من العذوبة وجهنم مستشفى !! ..ولم يتبق إلا أن تُحدثنا عن معنى الراحة في الريح التي أهلكت عاد !...لتكتمل جميع سفاهات بن عربي في حديثه عن نعيم جهنم !
    والآن فهمنا سر هذا التمسك العجيب بانبثاق جميع الصفات من الرحمة بما في ذلك (( صفة الغضب )) ضاربا عرض الحائط بقوله تعالى (( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ))..ولا أستبعد أن تُفسر ((هوى)) على انه الحب والهيام !!..فعندما نرى الزنديق بن عربي وهو يفسر كيف يتحول العذاب إلى عذوبة في جهنم بقوله: (( فعند ذلك تعلقت الرحمة بهم ورفع عنهم العذاب، مع أن العذاب بالنسبة إلى العارف الذي دخل فيها، بسبب الأعمال التي تناسبها، عذب من وجه، وإن كان عذابا من وجه آخر ))..يبطل العجب من كلامك أخي رمضان ونكون قد فهمنا سر نظرية الإنبثاق العظيم !!!
    الآن شيخنا الفاضل لن أعقب على كلامك لأنه صار آخر زمن فأصبح كل شيء جائز من وجهة نظرك , ودعك الآن مما أنا قلته وأرجو منك تدبر هذه الآيات من الكتاب العزيز وتجيب على الأسئلة يقول تعالى :
    - وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)
    - قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)

    - وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)
    - فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)
    - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)
    - وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

    السؤال الأول : إذا كانت أبدية العذاب تعني لا نهائيته رغم تعذيب النفس وتخليصها من الأمراض التي أصابتها فماذا يعني الاستثناء بإلا وحتى ؟
    الحديث الشريف :
    الحديث الشريف التالي ورد في صحيح البخاري ( جزء 20 - صفحة 349 - رقم 6168 )
    قال رسول الله : لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ، ويزوى بعضها إلى بعض . صدق رسول الله
    الحديث الشريف ورد في صحيح مسلم ( جزء 13 - صفحة 496 - رقم 5084 )
    قال رسول الله : لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك ، ويزوى بعضها إلى بعض . صدق رسول الله
    الحديث الشريف ورد في مسند أحمد ( جزء 29 - صفحة 16 - رقم 13967 )
    قال رسول الله : إذا ميز أهل الجنة وأهل النار فدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قامت الرسل ، فشفعوا ، فيقول انطلقوا أو اذهبوا فمن عرفتم فأخرجوه فيخرجونهم قد انتحشوا فيلقونهم في نهر أو على نهر يقال له الحياة قال فتسقط محاشهم على حافة النهر ويخرجون بيضا مثل السعارير ثم يشفعون فيقول اذهبوا أو انطلقوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوه قال فيخرجون بشرا ثم يشفعون فيقول اذهبوا أو انطلقوا فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجوه ثم يقول الله عز وجل أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي قال فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه صدق رسول الله

    السؤال الثاني : هل جهنم تنتهي بانتهاء عذاب جميع الأنفس أم لا ؟ - فإن كانت لا تنتهي فماذا تعني هذه الأحاديث ؟

    لما سألتك في الموضوع الآخر عمن قال بهذا القول من أهل العلم..لم تقل أنه بن عربي..ولك الحق في هذا فهو ليس من أهل العلم !..لكن كان عليك التحلي بالشجاعة في هذا الموضوع وتصرح في العنوان أنها فلسفة الزنديق بن عربي لا أن تفتري على الإسلام وتنسب له زورا مثل هذه السخافات..لا وبالخط العريض واللون لحمر !!!!
    ظنك لا يختلف كثيرا عن ظن أخيك الحبيب ( بحب ديني ) الذي نسب موضوعي السابق إلى الأشاعرة وأنت الآن تنسب هذا الموضوع لابن عربي وتتهمون المسلمين بالافتراء على الإسلام , ماذا تقصد بالافتراء هل علي آيات الله أم على أحاديث الرسول أم على اجتهادات العلماء من البشر - فما كتبته لا يمس الكتاب والسنة بشيء أما إذا كان على أقوال العلماء فالعلماء بشر والبشر قد يصيب ويخطأ في اجتهاداته وأنا وأنت منهم - فلعلك أنت توضح لنا الصواب في هذه الأمور وجازاك الله خيرا

  13. #13

    افتراضي

    دعك من مسألة الظن اخي الكريم..فنحن نناقش الأفكار ليس إلا..وما قلتُه مبني على ما قلتَه..يعني لم أقولك شيئا لم تقله..
    فأرجوا منك أن تقتبس ما أنا قلته نقطة بنقطة وتأتي لنا بما قاله بن عربي ليتبين لنا - أين وجه المماثله بيننا ؟
    ذكر هذا في ارد السابق
    وأرجوا من فضيلتكم أن تتفضل علينا جميعا بما عندك من علم عن صفة الرحمة وأيضا عذاب جهنم
    الرحمة هي الرحمة والعذاب هو العذاب..هذا ما تعرفه العرب من كلامها..ومن زعم أن هذه من تلك فعليه بالدليل..وقد قدمتَ لك اعتراضين بسيطين عن ((صفة الغضب)) وآية السارق والسارقة وهو ما أبطل قولك..وإلى الآن: لا شيء..بل لو شئنا لأغرقنا الشريط بالأمثلة من القرآن والسنة ولكن اكتفينا بمثالين بُغية النقاش وهو ما لم يحصل ولن يحصل !
    ---
    السؤال الأول : إذا كانت أبدية العذاب تعني لا نهائيته رغم تعذيب النفس وتخليصها من الأمراض التي أصابتها فماذا يعني الاستثناء بإلا وحتى ؟
    قلتها بنفسك استثناء..والإستثناء لا يلغي الأصل وهو أبدية جهنم..وليس المراد من هذا الاستثناء وأمثاله نفي خلودهم في النار..فإنه قد أخبرنا سبحانه في كتابه بخلود الكافرين خلودا أبديّا ..
    ((وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا))..((فلا يخفف عنهم العذاب))..((والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا))..والآيات الدلة على أبدية العذاب كثيرة
    أما الإستثناء الوارد في بعض الآيات فحجتك فيه مردودة من اكثر من وجه:
    أولا: هو استثناء خاص بعصاة الموحدين كما دلت على ذلك الأحاديث .. يقول بن القيم ((فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض))..
    الوجه الثاني: ليس المراد بالاستثناء في الآيات التي ذكرتَ الإخراج..وإنما هو استثناء معلَّق بالمشيئة..فكأن الله سبحانه وتعالى يقول: "خالدين فيها خلودًا أبديًّا إن شاء ربُّك ذلك"..إذ كل شيء خاضع لمشيئة الله وإرادته..وفي هذا إرشاد إلى أن الله لا يجب عليه شيء..فكل شيء راجع لمشيئته وإرادته سبحانه..بمعنى: أن هذه الأمور الثابتة الدائمة كانت كذلك بمشيئة الله تعالى لا بطبيعتها في نفسها..ولو شاء الله تعالى أن يغيِّرها لفَعَل..
    الوجه الثالث: الاستثناء المعلَّق بالمشيئة قد استعمله الله في القرآن للدلالة على الثبوت والاستمرار..كقوله تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ}..
    وفي قوله تعالى (( لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ))..استدلالك بها على فناء النار مردود من أوجه عدة:
    اولا: قوله "لابثين فيها أحقابا" متعلِّق بما بعده وهو قوله تعالى (( لا يَذُوقُونَ فِيْهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ))..]، أي: لابثين فيها أحقابا لا يَذُوقُونَ فِيْهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا: فإذا انقضت تلك الأحقابُ عذِّبوا بأنواع أخَر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق..ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من العذاب: ((هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ))
    ثانيا: لا ينفي أنه إذا انقضت تلك الاحقاب أن لا لا يزيدهم الله احقابا أخرى والدليل قوله تعالى في آخر آيات هذا المشهد (( فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا ))
    ثالثا: (لابثين فيها أحقابا ))..هي من باب الكناية التي تُفيد التأبيد ونفي الإنقطاع وهو مما تعرفه العرب من كلامها..يقول العلامة الطاهر بن عاشور: (( فجاءت هذه الآية على المعروف الشائع في الكلام كناية به عن الدوام دون انتهاء ))
    السؤال الثاني : هل جهنم تنتهي بانتهاء عذاب جميع الأنفس أم لا ؟ - فإن كانت لا تنتهي فماذا تعني هذه الأحاديث ؟

    أحاديث الشفاعة التي أثرتها لا تُثبت شيئا من فناء النار..فهي تفصيل للإستثناءات الواردة في بعض الآيات وتعني خروج عصاة المسلمين بعذ انقضاء الجزاء..
    والأحاديث الصريحة الواردة في أبدية جهنم ودوام الكفار فيها اكثر من أن تُحصى..كحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُدْخِلُ اللهُ أهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَيُدْخِلُ أهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ وَيَا أهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ" -أخرجه البخاري في كتاب الرقاق--ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها--
    كما قال صلى الله عليه وسلم: "فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلُهُمْ الجَنَّةَ فَمَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ"، وكان قتادة يقول عند هذا "أَي: وَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ" --البخاري في التوحيد ومسلم في الإيمان
    فأنتَ أخي رمضان لم تجمع بين الأدلة وعممت الإستثناء وقمتَ بإلغاء الدليل الأقوى..فإعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما..وقد أطبق العلماء على وجوب الجمع إذا أمكن..فمنهجك في الإستدلال بإلغاء أحد الأدلة بدل الجمع بينهما ليس بمنهج أهل العلم..
    فما كتبته لا يمس الكتاب والسنة بشيء
    ليس فقط مسستَ..أنت خالفتَ ما هو معلوم من الدين بالضرورة..ورددتَ آيات وأحاديث قطعية الدلالة قطعية الثبوت..
    فالعلماء بشر والبشر قد يصيب ويخطأ في اجتهاداته وأنا وأنت منهم - فلعلك أنت توضح لنا الصواب في هذه الأمور وجازاك الله خيرا
    لستُ بعالم ولستُ أهلا للإجتهاد..ولا أحسبك كذلك..
    فللإجتهاد أصوله وحدوده..والقاعدة تقول (( يجوز أن يستنبط من النص معنى يزيد على ما دل عليه وهذا هو القياس المعروف..ويجوز أن يستنبط منه معنى يساويه وهو العلة القاصرة ومعنى يخصصه ،..ولا يجوز أن يستنبط منه معنى يكر على أصله بالبطلان ))..
    وأنت أتيتنا بهذا الذي لا يجوز...
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  14. افتراضي

    أنتم مزوّرون ودمويون وإرهابيون!

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامي ملكاوي مشاهدة المشاركة
    أنتم مزوّرون ودمويون وإرهابيون!
    وأنت أجهل من نعل حذاءك وإليك الدليل يا من لا تعرف ألف باء إسلام وتريد المناظرة !
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E4%C7%D9%D1%C9
    متابعة إشرافية

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. علم الله المسبق وكلمات تدل على العكس ( وليعلم الله ^ ولما يعلم الله )
    بواسطة الحق الظاهر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 10-13-2012, 10:00 AM
  2. شاعر رسول الله صلي الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه
    بواسطة ابوابراهيم في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2011, 08:11 AM
  3. شاعر رسول الله صلي الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه
    بواسطة ابوابراهيم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2011, 08:11 AM
  4. حب الصحابه لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع فضيله الشيخ عبد الله ب
    بواسطة ابو مريم ومعاذ في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2011, 12:17 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء