صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 19

الموضوع: حَيَـاة المُشْتَاقَـة فِيْ الجَنَّة ( متجدد بإذن الله )

  1. افتراضي حَيَـاة المُشْتَاقَـة فِيْ الجَنَّة ( متجدد بإذن الله )

    بسم الله الرحمن الرحيم



    * المقدمة / .. .................................................. ..........


    الحمدلله الذي أعد دار الخلد لِ عباده وإمائه الأبرار .. وجعلها جنات عدن تجري
    من تحتها الأنهار .. والصلاة والسلام على المصطفى المختار نبينا محمد وعلى آله
    الطيبين الأطهار ومن تبع نهجهم واقتفى أثرهم ماتعاقب الليل والنهار .. أما بعد :
    الحديث عن الجنّة ومافيها من نعيم تشتاق إليه نفوس المؤمنات وتفرج أسارير كل
    عبوسة كيف لا .. والله عزّ وجل يقول : " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم
    بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو
    الفوز العظيم " . ( الحديد 12 )


    واعلمي رحمك الله أن أي وصف أو نعيم ذكر في القرآن الكريم أو السنة المطهرة فهو
    للمؤمنين والمؤمنات على حد سواء إلا ماورد الدليل بتخصيصه .. إلا أني سأوجه الخطاب
    لكِ أيتها المشتاقة في هذه الرحلة الماتعة لتكون أدعى لمعرفة ماينتظرك من النعيم الخالد .
    ودخول الجنة والتنعمّ بنعيمها وملذاتها ثواب أكيد للمشتاقات المؤمنات العاملات للجنة
    كما أخبرنا بذلك سبحانه وتعالى في قوله : " ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى
    وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة " . ( النساء 124 )


    من هذا الوعد الكريم سنرحل أيتها المشتاقات في رحلة ماتعة خاصة بنا إلى الجنّة وقبل
    أن ننطلق إلى رحلة الخلود في الجنة لنتعرف على أوصافها وطرقها , علينا أن ننتبه أنها فوق
    مانسمع ونقرأ , فَ كل ماجاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من أوصاف الجنة
    وأنهارها وقصورها وطعامها وشرابها .. لا يشبه شيئاً من جنسه في الدنيا إلا في الإسم !!


    نعم أخيتي .. ففي الصفحات التالية ستحلقين مبحرة في عالم عجيب بديع , وسنعيش سويعات
    ترفرف قلوبنا شوقاً ولهفة في نعيم الجنّة , فأي نعيم وبأي وصف أصف لكِ الجنّة ..؟!
    ألا فلتعجبي إن كنتِ متعجبة , إن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا تعرفه أي واحدة بحال
    فهل عرفتِ نعيم الجنة ..؟!


    إنه النعيم الذي لا يدركه إلا مالك النعم تبارك وتعالى .. وإن أخبرتك ِ أيتها المشتاقة عن نعيمها
    فَ إنما أخبركِ عن القليل !! استمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي : (( أعددت لعبادي
    الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , واقرؤوا إن شئتم : " فلا تعلم
    نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين " . )) رواه البخاري .
    فَ للنساء نعيم مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. تلك الدار التي أعدها
    الله لأوليائه وأهل طاعته ..


    فكم لها - أختي المشتاقة - من وصف يأخذ بالعقول .. ومن محاسن تأسر أولي الألباب !
    تمعّني هذا الحديث العجب العجاب : (( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا ومافيها )) .
    نعم لكِ يا أماه ويا أختاه ولكِ أيتها الإبنة والصديقة الغالية ولكِ أيتها الزميلة ذات المقام العالي
    ولكِ أيتها الزميلة ذات الحياة الصعبة في هذه الرحلة المميزة , دائماً نقرأ عن الجنة ولكن
    هل فكرنا يوماً أن نتخيل أنفسنا ولو لساعات ونحن في تلك القصور ونحن نتجول بين تلك
    الحدائق والأشجار هل تخيلنا تلك الأجواء الساحرة ..
    يَ رعاك الله من أنتِ وكيف أنتِ .. ومامظهرك ومخبرك في الجنّة ..؟!
    ماذا تلبسين وبِ ماذا تتزينين ؟! أين تسكنين ؟! ومن زوجك وحبيبك وفارس أحلامك ؟!
    وماهي صفاته ؟!


    في الجنة لو اجتمعت كل ملكات الدنيا فَ سيكن دون أقل وصف لِ المشتاقات في الجنان ,
    لِ نعيش وإياكن عند أنهارها .. في قصورها .. دآخل خيامها .. ونعيش وإياكن نتحدث عن
    صفاتها .. وفي رحابها ..!
    فَ لعل قلوبنا تشتاق , وعزائمنا تصدق , وجوارحنا تشمّر لها تشمير الطالبات الجادات .
    أختي الغالية .. لا أحد يمكنه أن يصف الجنّة وصفاً دقيقاً ولكنها إضاءات يسيرة نحن نحلّق
    وإياكن فيها مستعرضين كلام الحق سبحانه وتعالى وأحاديث رسوله الكريم عنها وماذكره
    السلف الصالح عن ذلك ..
    لعلها تكون معيناً لنا على تحمّل الدنيا ومافيها من أحزان وهموم وذنوب وظلم وابتلاء
    وفراق وعناء ..



    .................................................. ..................... كواكب الغانمي ’

  2. افتراضي

    ترقبوا ,,
    الفصل الأول :

    لحظات لهيب الشوق
    - رحلة النعيم الخالد .
    - أمام أبواب الجنة .
    - من أي أبواب الجنة ستدخلين ؟! .
    - أين المفتاح ؟!! .
    - أول من يأخذ بِ حلق الباب ! .
    - ما أوسع هذه الأبواب !! .

  3. افتراضي

    * رحلة النعيم الخالد : .................................................. .................
    قبل أن نبدأ حديثنا عن رحاب الجنة في وصف ملكها الكبير , لابد أن ننسى الأشغال والأعمال
    والأهل والأموال , لِ نعيش هذه اللحظات كأنما ننظر إلى الجنة رأي العين , حتى إن الصحابة كما
    يقول حنظلة رضي الله عنه : ( نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة
    كأنا رأي العين .. ) رواه الترمذي .
    هلا كنا كما كانوا , نرى الجنة الآن رأي العين ..
    إنها رحلة نادرة رائعة جميلة خلابة , إنها رحلة الإيمان إلى أرض الجنة ما علمنا عنها
    من علم سيظل قصيراً مفتقراً إلى الكثير , ستظل نعيماً أبدياً !!
    ولكنها محاولة متواضعة نتعرف من خلالها على ماينتظرنا من نعيم نحن إماء الله الذليلات
    بين يديه فنقارن بذلك مانعيشه في دار الفناء كيف نقف لنختار أي الدارين أحقّ بِ العمل !!


    فَ تعالي معي أخيتي بِ كل الشوق ننطلق إلى رحلة الحنين والشوق إلى الجنة نتنزهـ فيها
    ونستمتع بِالنظر إلى أنهاره المطردة , وقصورها المنيفة ..
    نمتّع قلوبنا وعقولنا بِ لمسة باردة هادئة من التفكر في آلاء الله ونعمه في جنات تم
    سرورها , وعظم وصفها ومنتهى الأماني فيها .


    هاهي الجنة بِ ريحها وريحانها تأخذنا إليها :
    هي جنة طابت وطاب نعيمها .. فنعيمها باق وليس بفانٍ
    دار السلام وجنة المأوى ومنـ .. ـزل عسكر الإيمان والقرآن




    * أمام أبواب الجنة : .................................................. ..............
    في هذه الدنيا بعد مراحل من العناء والإرهاق الجسدي والنفسي في يوم شديد الحر كبير
    العطش لو كنت أمام باب قصر ملك أو أمام باب قاعة احتفالات كبيرة بماذا ستشعرين ؟
    إنها نسائم التكييف البارد والبخور وأنواع العود والطيب .. تسبقك من مسافة عن باب
    قصر الملك ..
    وماعند الله خير وأبقى ..
    فَ ماذا عنها ؟! وماذا سيصلك قبل دخولها ..؟!!
    تصوري أنك تنتظري دخولها وهي تتلألأ من بعيد , وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ,
    حتى لو ابتعدت عنها مائة عام لَ شممتي رائحتها .
    ففي الحديث الذي وراه أبو بكر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يقول : ( إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام .. ) صححه الألباني .
    ما أطيب ريحها وما أروعه ..؟!
    فتستنشقي نسيم طيب الكافور والمسك وتسمعي حسن تغريد الأطيار وخرير تلك الأنهار
    ومالا تصفه ألسنة الواصفين ولا يخطر بِ بال المفكرين ..!
    هنا حالة من الطيران والشوق غير العادي تخيليه هل نركض أم نهرول أم هناك وسائل
    تسحبنا دون جهد إلى الباب حسب العمل !!
    لا شك أنه السباق السباق والمزاحمة على أبواب الجنة .



    * من أي أبواب الجنة ستدخلين : ..........................................
    هناك أبواب وليس باب واحد .. فكم يَ ترى عددها ؟!
    لِ الجنة أبواب يدخل منها المؤمنون والمؤمنات : " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " .
    وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إن في الجنة باباً يقال له الريّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم
    يقال لهم أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) .


    وهناك باب للمكثرين والمكثرات من الصلاة , وباب للمتصدقين والمتصدقات , وباب
    للمجاهدين , وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
    الله عليه وسلم قال : ( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : ياعبدالله هذا
    خير , فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من
    باب الجهاد , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان , ومن كان من أهل الصدقة
    دعي من باب الصدقة , فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يارسول الله , ما
    على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال
    نعم , وأرجو أن تكون منهم ) .
    فَ هذه أربعة أبواب سميت , ولا نعلم عن أسماء البقية والله أعلم , لِ نزداد شوقاً في طلبها ..
    أبوابها حق ثمانية أتت .. في النص وهي لصاحب الإحسان
    باب الجهاد وذاك أعلاها وبا .. ب الصوم يعى باب الريان
    ولكل سعي صالح باب ورب .. السعي منه داخل بأمان !


    أين المفتاح :
    أين المفتاح لِ نفتح الباب ؟!
    تلك الدار لا تفتح إلا بِ مفتاح قد تعاهدته صاحبته واهتمت به ..
    وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟
    قال : بلى , ولكن ليس له مفتاح إلا له أسنان , فَ إن جئت بِ مفتاح له أسنان فتح لك ,
    وإلا لم يفتح لك ..
    فَ إياكِ أن تثلم منها شيئاً ..
    قال ابن القيّم :
    هذا وفتح الباب ليس بممكن .. إلا بِ مفتاح على أسنان
    مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو .. حيد تلك شهادة الإيمان
    أسنانه الأعمال وهي شرائع الإ .. سلام والمفتاح بالأسنان



    * أول من يأخذ بِحلق الباب : .............................................
    والآن انظري من يتقدم ويقرع باب الجنة ..؟!
    يتقدمنا أفضل الخلق سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه محمد المبعوث رحمة
    لِ العالمين لِ يقرع باب الجنة .. والمشتاقات خلفه .. يتطلعن إليه وإليها ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أكثر الناس تبعاً يوم القيامة وأنا أول من يقرع
    باب الجنة ) رواه مسلم .
    يخرج سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام , فَ إذا به يأخذ حلقة من
    حلقات أبواب الجنة ,فَ يقول الخازن : بك أمرت , لا أفتح لِ أحد قبلك .
    فَ تصوري أن الباب قد فتح , وتخيلي أنك تنظرين إلى ذلك الباب , وأنك تنتظرين الإذن
    لِ تدخلي إلى تلك الجنان ..



    * ما أوسع هذه الأبواب : ...............................................
    والآن تأملي رعاك الله قوله تعالى : " حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها " الزمر .
    لِ نتأمل أخيتي مدى سعة تلك الأبواب التي تفتح ..
    سبحان الله .. هذه الأبواب في غاية الوسع والكبر ..
    واسمعي إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يصف وسع باب من أبواب الجنة كما
    في مسند الإمام أحمد فَ يقول : ( مابين مصراعين في الجنة كَمسيرة أربعين سنة ) .
    الله أكبر !! هذا عرض الباب فما بآلك بِ طوله ..!!
    إنها ساعة من ساعات الإزدحام عند أبواب الجنة ..
    فِ لم الإزدحام ..؟ إنه الضمأ والشوق ..
    ما أوسع فضل الله ورحمته !!
    وفي الحديث الصحيح : ( فأرفع رأسي فأقول : أمتي يارب , أمتي يارب , فيقال : يامحمد
    ادخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة , وهم شركاء الناس
    فيما سوى ذلك من الأبواب , ثم قال : والذي نفسي بيده إن مابين المصراعين من مصاريع
    الجنة كما بين مكة وحمير , أو كما بين مكة وبصرى ) متفق عليه .
    فَلنحمد الله جميعاً أختي الغالية أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
    واعلمي رحمك الله قوله سبحانه : " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " . فَ إن فيها معنىً
    بديعاً وهو أنك إذا دخلتي الجنة لم تغلق أبوابها عليكِ بل تبقى مفتوحة كما هي , وكلمة
    مفتحة عائدة على الأبواب الثمانية وليس أبواب قصرها المقصورة عليها والله أعلم ..


    إن في تفتيح الأبواب لكِ إشارة إلى تصرفك وذهابك وإيابك وتبوئك في الجنة حيث شئت
    ودخول الملائكة أو الولدان عليكِ كل وقت متى شئت بِ التحف والهدايا من ربّك , وأيضاً
    إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاج فيها إلى غلق الأبواب كما كنتِ تحتاجين إلى ذلك في الدنيا !
    ولما كانت الجنان درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنة العالية فوق
    باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت , فَ عاليها أوسع مما دونه وسعة الباب
    بِ حسب وسع الجنة فَ إن أبوابها بعضها أعلى من بعض ..


    تخيلي أختي الغالية الإبداع الهندسي الذي لا تعرف له البشرية له مثيل .. فَ سبحان
    الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير .


    اللهم أكرم مآلنا وأصلح حالنا ..
    ياجواد ياكريم .. يارحمان يارحيم
    بلغنا الجنة بمنّك ورحمتك ,
    ووفقنا لِ عمل صالح يكون
    وسيلة لِ قبولنا لديك ..

    قريباً .. ...............................
    الفصل الثاني : ( الدخول العظيم !! )

  4. افتراضي

    الفصل الثاني :
    الدخول العظيم
    - عند أول قدم بالجنة .
    - الإستقبال .. والمستقبلون .
    - أروع مداخل الإستقبال .
    - نعيم نسيان كل شقاء .
    - تراب ليس كَ التراب وبناء ليس كَ البناء !!
    - نور .. ولكن من أين ؟!
    - درجات بعضها فوق بعض .



    * عند أول قدم بِ الجنة : .................................................. ..........
    ما أعظم هذه اللحظة أنت تدخلين الجنة .. ها أنت تضعين قدمك ..
    لحظة صمت تذوبين فيها بعالم ليس له وصف لا تشعرين بمن حولك تنسين كل مامضى في
    رحلة القدوم لِ الجنة , وصدق الإمام أحمد بن حنبل حينما سئل رحمه الله : متى يجد المؤمن طعم الراحة ؟
    قال : عند أول قدم يضعها العبد في الجنة .
    لا راحة قبل الجنة ..
    المؤمنة في الدنيا في إزعاجات وقلاقل وفتن وحوادث ونكبات وأذى وهم وبلاء وهي صابرة على العبادة ..
    طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدار
    فَ عند أول قدم تضعينها في الجنة تشعرين بِ راحة ليس لها مثيل تنسين كل الأذى والفتن والبلاء .



    * الإستقبال والمستقبلون : .................................................. ..........
    والآن أختي المشتاقة بعد الإحساس بِ الراحة والأمن وقمة النشوة والسعادة انظري إلى هؤلاء
    المستقبلين لك ..؟!
    نعم .. إنهم يحيونك بِ تحية أهل الجنة : سلام عليكم !
    وقد حكى لنا القرآن ذلك المشهد في قوله جل وعلا : " وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها
    خالدين " الزمر . فَ هنيئاً لكِ هذا الإستقبال !!
    تستقبلك الملائكة عند خولك إلى دار السلام , إلى جنات النعيم , وأول المستقبلين هو خازن الجنة ..!!
    ثم الملائكة الموكلون بِ نعيم أهل الجنة وأهلها , قال الله تعالى : " وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم
    توعدون " . الأنبياء .. وقال تعالى : " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم
    عقبى الدار " الرعد .
    تخيلي وأنتِ تسمعين الملائكة تسلم عليكِ وأنت تدخلين مع أبيك وأمك وزوجك , مع أحبابك , مع ذريتك ,
    فكل عائلة إذا كانت صالحة تدخل مع أبنائهم وأزواجهم وذرياتهم كما قال الحق تعالى : " ومن صلح من
    أبائهم وأزواجهم وذرياتهم " . الرعد , وتستقبلهم الملائكة عند الأبواب تقول لهم : " سلام عليكم بما
    صبرتم فنعم عقبى الدار " الرعد .
    على أي شيئ صبرتي أيتها المشتاقة ؟!
    على صلاة الفجر , وعلى قيام الليل , صبرتي على صيام التطوع , صبرتي على ذكر الله , وقراءة القران ..
    صبرتي على ابتلاء الله وعلى ترك المنكرات .
    فَ هنيئاً لك هذا الإستقبال ..



    * أروع مداخل الإستقبال : .................................................. ..........
    انطلقي بنا رعاك الله مع أروع دخول ..
    ماذا عند باب الجنة ؟! ماهي أفضل أنواع مداخل الإستقبال ؟!!
    انطلقي ..
    عطشانة أكيد ..!!
    وتحتاجين لاغتسال ..
    ذكر ابن القيّم من الحديث الموقوف على علي رضي الله عنه : وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من
    أصلها عينان , فإذا شربوا من إحداهما جرت في وجوههم نضرة النعيم , وإذا توضئوا من الأخرى
    لم تشعث أشعارهم أبدا .



    * نعيم نسيان كل شقاء : .................................................. ..........
    يكفي أختي الغالية أن تعلمي أنك بِ مجرد دخولك الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مرّ بك ..
    وكل نصب وتعب وجهد مرير يتحول إلى سعادة دائمة ..
    واسمعي المولى عز وجل يقول : " وقالوا الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي
    أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب " فاطر .
    لقد انغمست كل جوارحك وأحاسيسك بِ الجنة فصبغت بها ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... ويؤتى بِأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ
    صبغة في الجنة فيقال يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤساً
    قط , ولا رأيت شدة قط ) رواه مسلم .
    لكم حياة مابها موت وعا ... فية بلا سقم ولا أحزان
    ولكم نعيم مابه بؤس وما ... لشبابكم هرم مدى الأزمان


    هذه هي النفس ورغم تزاحم مناظر البؤس التي عاشتها ورأتها بِ أشد أنواعها وأحجامها ..!!
    وبِالرغم من معاناتها الطويلة للشدة التي مرت بها من المحن والإبتلاءات إلا أنها تقسم بالله في تلك
    اللحظات وهي التي ليس من طبعها الكذب عندما كانت في الدنيا .. فهل تُراها تكذب في ذلك اليوم الرهيب ؟!
    إنه ليس الكذب ولكنه ذلك الشعور الذي تملّكها عندما صبغت صبغة في الجنة فيا ترى ماذا رأت ؟ ورأت ؟
    ماذا سمعت ؟ وبِ ماذا شعرت ؟ مما يجعلها تنسى ذلك البؤس الذي رأته في الدنيا فأقسمت بالله إنها لم ترى
    بؤساً قط , ولم يمّر بها شدة قط !!



    * تراب ليس كَ التراب وبناء ليس كَ البناء : .................................................. ..........
    والآن تقدمي وتأملي التراب الذي تمشين عليه في دار النعيم !!
    فَ الجنة ليست من الدنيا في شيئ فَ بناؤها من الذهب والفضة وطينها مسك يفوح رائحة عطره وإذا لامست
    قدمك شيئ وأنتِ تسيرين في الجنة - جعلنا الله من أهلها - فلا تظني أبداً أنها حصاة صغيرة وإنما هي لؤلؤة
    ثمينة , وأما التربة فَ هي زعفران يبهج المقلتين ويسعد الناظرين ..
    ها هم هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها ويقولون : حدثنا يارسول الله عن الجنة
    مابناؤها ؟ كما في مسند الإمام أحمد , فَ يقول صلى الله عليه وسلم : ( قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها
    المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترآبها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت
    لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ) .
    وبناؤها اللبنات من ذهب ... وأخرى فضة نوعها مختلفان
    وقصورها من لؤلؤ وزبرجد ... أو فضة أو خالص العقيان
    وكذاك من در وياقوت به ... نظم البناء بغاية الإتقان


    لا تندهشي .. فأنت أيتها المشتاقة تسيرين على تراب من زعفران .. وتحت قدميك اللؤلؤ والياقوت !!
    نعم اللؤلؤ والياقوت الذي يتقاتل الناس عليه في الدنيا ملقى هكذا على أرض الجنة ولكنه ليس كَ ياقوت
    الدنيا ولا لؤلؤها وليس بينهما إلا الأسماء ..
    حصباؤها در وياقوت كذا ... ك لآلئ نثرت كنثر جمان
    وترابها من زعفران أو من ... المسك الذي مااستل من غزلان


    سبحان الخالق المبدع .. نحن في الدنيا معشر النساء نهتم بالذهب واللؤلؤ والألماس وكل ماغلا ثمنه من
    ما يسمى الأحجار الكريمة فنعلقه في رقابنا وفوق صدورنا أو نلبسه في أيدينا أو نحتفظ به في صناديق خاصة ..
    كم تستطيع أثرى ثرية بِ الأرض أن تفرش أرض بيتها تراب من عنبر وزعفران حتى يرتفع كَ الحشيش وتجعل
    حصاها اللؤلؤ , وفي موقع آخر فرش بِ الدرّ الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر وملاطها - المعجون الذي
    يربطها ببعض - المسك ولكن شتّان بين هذا وذاك الذي كان في الدنيا فلا يشترك معه إلا في الإسم فقط ..
    فأرضية البيوت والقصور والفنادق الراقية في الدنيا من الرخام أو السيراميك الذي سرعان مايتسخ أو يتخدش
    وتعاني المرأة أو خدمها في تنظيفه أشد المعاناة ..
    وتجتهد الثريات على توفير أندر الرخام وأنعم الأخشاب ولكن أي حجار الأرض توازي زبرجدة واحدة في الجنة !!
    فيا أيتها المؤمنة الصابرة المحرومة من تزيين أرضية بيتك في الدنيا أبشري فَ إن لكِ في الجنة خير من ذلك :
    " وما عند الله خير للأبرار " . فَ سبحان الملك جل جلاله ..



    * نور .. ولكن من أين : .................................................. ..........
    تصوري ماالذي ترينه ؟! لا شمس في الجنة , سبحان ربّي !
    من أين يأتي الضوء ؟! وفيها ظلال , سبحان الله !
    ومن أين يأتي الظلال إذا لم يكن فيها شمس ؟!
    قال تعالى : " لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً " الإنسان .
    أي : لا شمس ولا برد .. من أين تأتي الأنوار إذن ؟!
    يقول شيخ الإسلام : نور يأتي من قبل عرش الرحمن فَ يضيئ لأهل الجنان .
    الله أكبر !!
    وسئل ابن عباس رضي الله عنه عن نور الجنة فقال : ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك
    نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير ..
    فَ هذه الجنة قد تزينت لمن تطلبها .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..



    * درجات بعضها فوق بعض : .................................................. ..........
    أخيتي اعلمي أن الجنة درجات وليست درجة واحدة , وهذه الدرجات بعضها فوق بعض , قال تعالى :
    " درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيما " . النساء , وقال عزّ من قائل : " لهم درجات عند ربهم
    ومغفرة ورزق كريم " . الأنفال
    ومن الذين وضحوا هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , قال : ( والجنة درجات متفاضلة تفاضلاً
    عظيماً , وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بِ حسب إيمانهم وتقواهم ) .
    غاليتي اعلمي أن الجنة مقبّبة , أعلاها وأوسعها ووسطها هو الفردوس وسقفه العرش كما قال صلى الله عليه وسلم
    في الحديث الصحيح : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه
    تفجر أنهار الجنة ) .
    لكن عاليها هو الفردوس مسـ ... ـقوف بعرش الخالق الرحمن
    وسط الجنان وعلوها فلذاك كا ... نت قبة من أحسن البنيان
    منه تفجر سائر الأنهار فالـ ... ينبوع منه نازل بِ جنان


    وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام الشفيع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن
    سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
    ثم غرف أهل عليين وهي قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجري من تحتها الأنهار يتراءون لِ أهل الجنة
    كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا , وهي منزلة الأنبياء والشهداء والشهيدات والصابرين
    والصابرات من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله والمتحابات .
    ثم باقي أهل الدرجات ..
    وفي الجنة مائة درجة , وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا , ففي صحيح الترمذي
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجنة مائة درجة مابين كل درجتين كما بين السماء والأض ) , وهذا
    يدل على أنها في غاية العلو والإرتفاع , والدرجة الواحدة من الجنة لا يمكن وصف سعتها فَ هي أوسع
    مما يتخيله العقل البشري ..!! إنها جنة عرضها كَ عرض السماء والأرض ..
    نعم أخيتي .. ليس كما على الأرض التي تعاني بعض المناطق فيه من الإكتظاظ والأزمة السكانية ..
    فَ سبحان الخالق المبدع ..!!





    دعاء ..
    اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة وماقرب إليها من قول وعمل
    ونعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول وعمل ..
    [/center]


    قريباً ..
    الفصل الثالث : ( ملكة جمال الجنة ؟! )

  5. افتراضي

    الفصل الثالث
    ملكة جمال الجنة
    - ملكات جمال الجنة !!
    - وجه المشتاقة بالجنة .
    - أحلى الحلي والمجوهرات :
    * التيجان والأكاليل .
    * ذات الخمار .
    * أساور آخر طراز .
    * الخلال والخواتم .
    - أفضل أنواع الخلل .




    * ملكات جمال الجنة : ........................................ ..........
    أنت - أيتها المشتاقة للجنة - أميرة القلوب وصورة محبوبة لِ كل شاب .
    أخيّتي .. في الدنيا ترتقب الفتاة مهما كان جمالها زوجاً , وتزداد دقائق القلق تهزها
    كلما قلّت أسباب الجذب والجمال فيها وتخنقها مع عيوب تحرمها من حب ليس كَ أي حب !
    وتكاد تهّد وتغلق آمال وقوعه مع قرب سن اليأس منها , ولكن ما أروع الحياة في الجنة في
    مقرنا الخالد بما سينشأنا الله بِ أروع صور الجمال سيجعل كل شباب الدنيا يتمنى فقط ولو
    في الأحلام أن يتخلينا فَ نحن ملكات ولكن ليس كَ أي ملكات ..
    هل قرأت أو رأيت أو عرفت عن ملكات الجنة ..؟!
    هذا وصف لِ إحداهن وعسى أن تكوني أنتِ ..
    تتنعمين في قصرك الجميل وتملكين أروع وأجمل الثياب ..
    وحولك الخدم والوصيفات ..
    الجميع رهن إشارتك لِ تنفيذ أوامرك ..
    لكِ ماتشائين أيتها الملكة ..
    لا تحتاري .. تأتيك جواهرك التي لا حصر لها فَ ترتديها اليوم لِ حبيبك ..
    أيتها الملكة لعلك تظنين أنها لِ الحور العين ..
    لا أيتها الغالية ..
    إنها المسلمة المؤمنة التي أطاعت ربها المشتاقة لِ الجنة ..
    مهما وصفت الحور فَ أنت يَ مشتاقة الجنة أحسن وأجمل وذات ملك ونعيم !
    ومن وصف جمال المشتاقة للجنة : سعة صدرها وكاهلها , وطول قوامها وعنقها
    وشعرها وبنانها , وتمتاز بِ الرقّة في خصرها , ولين كفهّا .
    وإن سألت : عن القدود , فهل رأيت أحسن الأغصان .
    وإن سألت : عن النهود , فهنّ الكواعب , نهودهن كَ ألطف الرمّان .
    وإن سألت : عن اللون , فَ كأنه الياقوت والمرجان , أي في صفاء الياقوت وفي
    بياض المرجان ويدل عليه ماقاله عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : ( إن المرأة من أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى
    يرى مخها , وذلك بأن الله عزّ وجل يقول : " كأنهن الياقوت والمرجان " فأما الياقوت
    فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً , ثم استصفيته لأريته من ورائه ) اسناده صحيح أو حسن .
    فلو رأت عيناك إقبالها ... وقد بدت رمانتا صدرها
    وهي تمشي بين أترابها ... وعقدها يشرق في نحرها
    لهان في نفسك هذا الذي ... تراه في دنياك من زهرها


    قال تعالى : " ولهم فيها أزواج مطهرة " البقرة . والمطهرة من طهرت من الحيض
    والبول والنفاس والغائط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا فَ طهر مع
    ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاءة
    وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ .
    وبما أن المرأة تحب أن تكون شابة , فَ إن المرأة في الجنة سَ تكون عذراء في سنّ
    ثلاثة وثلاثين سنة : " إنا أنشأناهن إنشاء * فجعناهن أبكارا * عرباً أترابا " الواقعة . أي
    أنه إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها , ففي الحديث : ( أن أمرأة
    عجوز جاءته تقول له : يارسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال لها : يا أم فلان
    إن الجنة لا يدخلها عجوز وانزعجت المرأة وبكت ظناً منها أنها لن تدخل الجنة فلما
    رأى ذلك منها بين لها غرضه أن العجوز لن تدخل الجنة عجوزاً بل ينشئها الله خلقاً
    آخر فتدخلها شابة بكراً وتلا عليها قول الله تعالى : " إن أنشأناهن إنشاء * فجعناهن


    أبكاراً * عرباً أترابا "

    ) السلسلة الصحيحة .

    وفي معجم الطبراني : ( أن أم سلمة رضي الله عنها سألته صلى الله عليه وسلم فقالت :

    يارسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل : " وحور عين " .
    قال : حور : بيض , عين : ضخام العيون , شعر الحوراء بمنزلة جناح النسر . فقلت :
    أخبرني عن قول الله عز وجل : " كأمثال اللؤلؤ المكنون " فقال : صفاؤهن صفاء الدّر
    الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي . فقلت : أخبرني عن قوله تعالى : " فيهن خيرات
    حسان " قال : خيرات الأخلاق , حسان الوجوه . فقلت : فأخبرني عن قول الله عز وجل :
    " كأنهن بيض مكنون " قال : رقتهن كَ رقّة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي
    القشرة , قلت : فأخبرني يارسول الله عن قوله تعالى : " عرباً أترابا " قال : هن اللواتي
    قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطا , خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن الله عذارى ,
    عرباً متعشقات متحببات , أتراباً على ميلاد واحد . قلت : يارسول الله نساء الدنيا
    أفضل أم الحور العين ؟ قال : بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على
    البطانة . قلت : يارسول الله , وبما ذاك ؟ قال : بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعالى ,
    ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير , بيض الألوان , خضر الثياب , صفر الحلي
    مجامرهن الدرّ , وأمشاطهن الذهب , يقلن : نحن الخالدات فلا نموت , ونحن الناعمات
    فلا نبأس أبدا , ونحن المقيمات فلا نضعن أبدا , ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا , طوبى
    لمن كنا له وكان لنا . قلت : يارسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم
    تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها ؟ قال : يا أم سلمة إنها تخيّر فتختار
    أحسنهم خلقاً , فتقول : يارب إن هذا كان أحسنهم مني خلقاً في دار الدنيا فزوجنيه , يا أم
    سلمة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ) .




    قال صلى الله عليه وسلم في وصفهن : أن المؤمن لينظر في إلى مخّ ساقها كما ينظر

    أحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت - كأنهن في شفافية الجواهر على رؤوسهن التيجان
    وثيابهن الحرير ..
    أقدامها من فضة قد ركبت ... من فوقها ساقان ملتفان
    والساق مثل العاج ملموم يرى ... مخ العظام وراءه بعيان
    والريح مسك والجسوم نواعم ... واللون كالياقوت والمرجان




    فإن سألت : عن حسن الخلق , فهن الخيرات الحسان , اللتي جمع لهن بين الحسن

    والإحسان , فأعطين جمال الباطن والظاهر , فهن أفراح النفوس وقرة النواظر .
    وسوء الخلق لا يجتمع مع جمال الظاهر كما ترينه بين بعض نساء الدنيا هداهن الله ..
    فيا أيتها المسلمة .. ألا ترضين بِ أن تكوني ملكة بالجنة متوجة تنتقلين بين أصناف النعيم
    كما تشائين ..؟
    إن المرأة في الدنيا من الممكن أن تنفق كل أموالها من أجل أن تكون جميلة ..
    فَ هي تبحث عن الجمال بِ فطرتها ..
    ولهذا فَ إن الله سبحانه يكافئ المرأة الصالحة الطائعة بِ أن تكون أكثر جمالاً من الحور
    العين , فَ الحور العين مخلوقة لِ تنعيم الرجال ولم تعش في الدنيا لِتعاني هوى النفس ووساوس
    الشيطان ورفقاء السوء وأجهزة الإعلام الهدامة .. إلخ
    أما المرأة المؤمنة التي تحملت حرّ الصيف من أجل أن تلتزم بِ الحجاب الشرعي الذي يستر
    كل عوراتها , ووقفت صامدة أمام الفتن التي تهاجمها من كل النواحي , وأطاعت ربّها في كل ما
    أمرها به , فَ إنها تستحق أن تكافأ بِ أن تكون أجمل من الحور العين ..
    وهؤلاء هنّ ملكات الجنة وهن أشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين ( لعبادتهن الله
    في الدنيا ) ويكفيك إيماناً أنك الأجمل أن يتكفل الله بِ إنشائك من جديد على أحسن حال , فالمشتاقات
    هن نساء أصحاب اليمين : " إنا أنشأناهن إنشاء * فجعناهن أبكارا * عرباً أتراباً " الواقعة .





    * وجه المشتاقة في الجنة : ........................................ ..........

    تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت , ويضيئ البرق من بين ثياناها إذا تبسمت , يرى
    زوجها وجهه في صحن خدها ..
    والشمس تجري في محاسن وجهها ... والليل تحت ذوائب الأغصان
    فَ الحدق ( سواد العيون ) فأحسن سواد , في أصفى بياض , في أحسن حور ( أي : شدة بياض
    العين مع قوة سوادها ) .
    واتساع عينها وسعة وجهها , وبياض لونها وثغرها , وسواد حاجبها وهدبها وشعرها ..
    غادة ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها ما أقترح ..
    زانها الله بوجه جمعت فيه أوصاف غريبات الملح ..
    وبعين كحلها من غنجها وبخد مسكه فيه رشح ..
    ناعم يجري فيه نظرة الملك ولألاء الفرح ..
    فلا تحتاج إلى معطرات ومطيبات ومنعمات ومبيضات ومخفيات عيوب وجهها من حب
    الشباب وبثور وسوا تحت العينين وداخل المسامات لأيام ومحاربة أسباب التجاعيد في سن اليأس !





    * أحلى الحلي والمجوهرات : ........................................ ..........

    نحن الإناث بالطبع أخيتي نحب الحلي والإكسسوارات والمجوهرات فَ نحن
    مفطورات على ذلك لِ قوله : " أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين " الزخرف .
    لكن لو أن قالباً من حلي أهل الجنة أخرج لَ ذهب بضوءه شعاع الشمس فلا تسألي
    بعد هذا عن حلي أهل الجنة .
    تريدين معرفة أنواع الحلي التي ستلبسينها أو التي أعدت لك ِ ..؟!




    - التيجان والأكاليل :

    لِ نبدأ من أعلى جسمك , كم مرة لبستي تاج وماهو نوعه ؟!
    في الجنة تاج بل تيجان إن شاءالله بل هي أفضل أنواع الأطواق الذهبية وأجمل
    الهامات التي تلبس على الرأس وأروع الأكاليل المرصعة بِ الجواهر .
    فَ ابشري أيتها الجوهرة فإنك ستحلين بأكاليل من در وياقوت متواصلة وستنعمين
    بِ تاج أحلى من تاج الملكات .
    تاج الجنة العام يتكون من لؤلؤ , وأن أدنى لؤلؤ منها لِ تضيئ مابين المشرق
    والمغرب كما أخبر بِ ذلك البشير عليه الصلاة والسلام في قوله : ( وإن عليها من
    التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيئ مابين المشرق والمغرب ) اسناده حسن .
    الله أكبر .. م أعظم النعيم ..!!
    حجم اللؤلؤة الواحدة في تاجها خير من الدنيا وماعليها .. أي أن قيمتها
    أغلى بِ كثير من كل الدنيا ومافيها .. وأي تيجان الدنيا تضاهي لؤلؤة واحدة من
    اللآلئ التي تكون في تاج من تيجان الجنة ..
    وأيضاً هناك أنواع لا حصر لها من التيجان ستلبسينها أيتها المشتاقة في جنات النعيم .




    - ذات الخمار :

    قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل
    الأرض لأضاءت مابينهما ولملأته ريحاَ ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا ومافيها ) .
    إنها ذات وجه مضيئ يضيئ كما تضيئ الشمس مابينها وبين الأرض , وذات ريح
    أي شذا وعبق إنها ليست ريح عابرة بل تملؤها ريحاً طيبة , وذات نصيف - هو
    خمار تتوشح وتتزين به - على رأسها إنها قطعة قماش من الجنة هو خير من الدنيا
    ومافيها بل وفي رواية خير من الدنيا ومثلها معها , قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : ( ولنصيف أمرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها , قلت : با أبا هريرة
    ما النصيف ؟ قال : الخمار ) اسناده جيد .
    فَ أي وشاح بالدنيا من أرق حرير وأجمل وأزهى الألوان تتباهى به المرأة بالدنيا
    يوازي هذا النعيم الذي ستناله المستاقة لِ الجنة ..
    وهل المشتاقة التي خمرت رأسها أمام الأجانب كَ الجريئة الكاشفة عن شعرها
    بِ الدنيا أمام الأغراب ؟!! فَ من كشفت عن شعر رأسها معصية لله أمام الأجانب
    ليست كمن خمرت رأسها طاعة لله فَ أيهن شوقاً لِ الجنة ..؟!
    فيا أيتها المشتاقة تصبّري على حر الحجاب بتذكر وطلب نيل هذا الثواب .




    - أساور آخر طراز :

    قال تعالى : " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها
    الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا " الحج .
    فأبشري أيتها المشتاقة فَ هناك أساور ذهبية لا يمكن وصفها , أعدها الله لكِ في جنات
    النعيم , وأخرى من لؤلؤ تبهر الناظرات من بريقها , وهناك نوع آخر من الأسوار الذهبية
    المرصعة بِ اللؤلؤ في منتهى الإتقان والجمال , وأيضاً ستلبسين أيتها الجوهرة أساور فضية
    في غاية الروعة لِ أن الحق جل جلاله يقول : " وحلوا أساور من فضة " الإنسان .
    ويخبرنا الإمام أحمد في مسنده بِ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولو أن رجلاً
    من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) .
    فَ سبحان الله .. أي ذهب وأي لؤلؤ وأي فضة بِ هذا اللمعان الذي يطمس ضوء الشمس !
    نعم .. إنه ليس كَ ذهب الدنيا ولا فضتها التي تتعرض غالباً لِ فقدان رونقها ولمعانها .




    - الخلال والخواتم :

    ستزيني قدميك أيتها الجوهرة في الجنة بِ خلاخل كما تحبين فَ أنت في دار النعيم
    والجزاء تتنعمين بِ هذا النوع من الحلي الذي كان محرماً عليك في دار العمل أن تضربي
    بِ رجليك فَ يسمع الرجال الأجانب صوت ماتلبسين في رجليك ..
    كما ستتزيني بِ خواتم وبما تشتهين من الحلي في غاية الروعة والجمال
    لِ أن الحق ربنّا تبارك وتعالى يقول : " لهم مايشاؤون فيها ولدينا مزيد " ص .





    * أفضل أنواع الحلل : ........................................ ..........

    والآن أخيتي دعينا نتعرف على أحدث الموديلات والفساتين والثياب التي أعدت لكِ ؟!
    هل تريدين - يَ رعاك الله - أن تعرفي شيئاً عن حلل أهل الجنة ؟
    حلل الجنة ( شبر ) منها خير من الدنيا ومافيها !!
    السندس والإستبرق هما نوعان من الحرير من لباس أهل الجنة , فالسندس ( الحرير
    الرقيق ) والإستبرق ( الحرير السميك ) , فَ أحسن الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير
    فَ جمع لهم بين حسن منظر اللباس وتلذذ العين به وبين نعومته وتلذذ الجسم به .
    فأترككِ مع القرآن الكريم يصف لكِ طرفاً من ذلك قاسمعي إليه في سورة الكهف يقول
    سبحانه وتعالى : " ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك " .
    وفي سورة الإنسان يقول : " عاليهم ثايب سندس خضر وإستبرق " , وفي الحج يقول عنهم :
    " ولباسهم فيها حرير " .
    ثم تأملي م دلت عليه لفظة عاليهم من كون ذلك اللباس ظاهراً بارزاً يجمل ظواهرهن
    ليس بِ منزلة الشعار الباطن بل الذي يلبس فوق الثياب للزينة والجمال , وأيضاً في الجنة
    مناديل هي ليست كَ مناديل الدنيا بل هي أنعم وأجمل من أي حرير , فقد روى البخاري
    في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : ( أتي الرسول صلى الله عليه وسلم
    بثوب حرير , فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا ! ) .
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن حلل الجنة : ( فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان
    فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألواناً بعد ألوان ,
    ثم تنطبق ترجع كما كانت ) اسناده حسن : الترغيب والترهيب .
    الله أكبر ..
    سبعون ثوباً ألوانا مختلفة ليس لون أبيض فقط كما يتصوره بعض الناس , ثياب من
    أفخم وأجود أنواع الحرير لم ير مثلها أهل الدنيا تنال منها المؤمنة المشتاقة ما تشاء ..
    فَ أنتِ في الجنة لا تبلى ثيابك , وتكون فساتينك من رقائق فوقها فوق بعضها
    ( سبعون رقيقة ) من ألوان مختلفة , ومن وراء هذه الرقائق يرى مخ ساقك , فَ هي
    فساتين لا توصف ..
    ولباسهم من سندس ومن ... إستبرق نوعان معروفان
    ما ذاك من دود بنى من فوقه ... تلك البيوت وعاد ذو طيران
    كلا ولا نسجت على المنوال نسـ ... ـج ثيابنا بالقطن والكتان
    لكنها حلل تشق ثمارها ... عنها رأيت شقائق النعمان
    لا تقرب الدنس المقرب للبلى ... ما للبلى فيهمن من سلطان




    وتأملي من أي الخامات تصنع تلك الأقمشة ..؟!!

    منها ما هو من ورق شجر الجنة , ومنها ما هو من النور بحيث لو فرد هذا الفستان
    يضيئ ما بين المشرق والمغرب , ولو أن امرأة من أهل الجنة رأت امرأة أخرى ترتدي ثياباً
    وحلياً وأعجبها ذلك فَ إنها تمتلك مثله على الفور ..
    فهي ثياب صنعها الرحمن لِ تنعم به المرأة الصالحة , وليست مثل ثياب أهل الدنيا
    التي صنعها البشر ..




    نعم ملابس .. من جميع الموديلات وترضي جميع الأذواق .. وأفضل أنواع

    الملابس ليست كَ المراكات الدنيوية العالمية وإنما صناعة ربانية خلقها رب البشر
    لِ تنعمي بها أيتها المشتاقة .








    دعاء ..

    اللهم وفّق نساء المسلمين لِ الفوز بجنات النعيم والشوق إليها
    واجعلهن هاديات مهديات .. واصرف عنهم شياطين الإنس من
    دعاة وداعيات تدمير المرأة وإفسادها ..

    قريباً ..


    الفصل الرابع : ( فارس أحلامك في الجنة ؟! )

  6. افتراضي

    الفصل الرابع :
    فارس أحلامك في الجنة
    - من هو زوج المشتاقة بالجنة ؟!
    - أوصاف فارس أحلامك في الجنة .
    - جمالك الخاص أمام حبيبك .
    - العلاقة الحميمية مع الزوج في الجنة .





    * من هو زوج المشتاقة بالجنة ؟......................
    الزواج في الجنة من النعيم الذي تتنعمين به أيتها الملكة ..
    والمرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي :
    • إما أن تموت قبل أن تتزوج
    • إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر
    • إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة والعياذ بالله
    • إما أن تموت بعد زواجها
    • إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت
    • إما أن يموت زوجها فتتزوج بغيره من بعده .



    هذه حالات المرأة في الدنيا ، ولكل حالة ما يقابلها في الجنة :
    فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله عز وجل في الجنة
    من رجل من أهل الدنيا لقوله : ( ما في الجنة أعزب ) رواه مسلم .
    ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة ، ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة .
    فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال أي فيتزوجها أحدهم
    وأما المرأة التي ماتت في حياة زوجها فهي – في الجنة – لنفس زوجها
    الذي ماتت عنده حتى لو هو أحبها في الدنيا وهي منزعجة منه ولم يطلقها
    وصبر عليها إلى أن ماتت أو العكس فستكون زوجته في الجنة وسينزع الله
    عز وجل كل غل أو كره من قلوبهم .
    وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة
    له في الجنة ، وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر
    أزواجها مهما تعددوا ، قال حذيفة لامرأته : ( إن شئت أن تكوني زوجتي في
    الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ) رواه البيهقي .
    فلذلك حرّم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الآخرة.




    * فارس أحلامك في الجنة : ....................................
    كم حلمت بفارس وزوج بأوصاف خاصة وكم تمنيت أيتها المتزوجة أن يبقى
    زوجك برشاقته وجماله ..
    في الجنة سيكون بصورة من الوسامة والجمال لم تريها ولم تتخيليها من قبل ،
    وجه مضيء كأنه وجه القمر ليلة البدر على تقاسيم جمال صورة يوسف .
    ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال النبي : ( أول زمرة يدخلون الجنة
    على صورة القمر ليلة البدر )
    تعالي معي أختي الغالية لتتعجبي من حسن يوسف .
    نسوة من علية القوم لا يمنعهن حياء ولا حشمة من رؤية الرجال والخلطة بهم رأين
    الكثير فلما رأين يوسف عليه السلام وجماله " أكبرنه وقطّعن أيديهنّ، وقلن حاشَ لله ما
    هذا بشراً إنْ هذا إلا مَلكٌ كريم " يوسف
    والله لم يقل قطعن أنما قال قطّـّعن ، وأي جمال أشغلهن عن تلك الآلآم وتلك
    الأعصاب التي قطّعت !!
    فعندما خلق الله الجمال شطره نصفين ، نصف إلى جميع الناس من آدم إلى أن تقوم
    الساعة ، ونصف ذهب إلى يوسف ..
    فلك أن تتخيلي .. ما تلك العيون .. وكيف رجولته .. وكيف هو جماله وجاذبيته !!
    هكذا هو جمال زوجك في الجنة
    واعلمي أيتها المشتاقة إن رجال الجنة ( جرد مرد ) فهم جرد ليس في أجسادهم شعر ،
    ومرد ليس في وجوههم شعر ، ومكحلون ..
    ألوانهم بيض وليس لهم لحى ... جعد الشعور مكحّلوا الأجفان
    هذا كمال الحسن في أبشارهم ... وشعورهم وكذلك العينان
    أما طوله فهو التناسق ، إنهم على طول آدم ستين ذراعاً


    وكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين
    وعلى لسان محمد العربي الفصيح
    يروى أن رجل من أهل عليين يخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيام الجنة
    إلا ودخلها ضوء وجهه ويستبشرون بريحه ويقولون : واهاً واهاً لهذا الريح ، فيقال :
    هذا رجل من أهل عليين يسير في ملكه .
    فينتظر الفارس زوجته المشتاقة هناك على سرير من زبرجد أحمر عليه قبة من نور .
    وفي الجنة لا مشاكل طبية وضعف جنسي عند الرجل فينغص حياة الزوجة إذ يعطى
    فارس المشتاقة زوجها في الجنة قوة مائة رجل ، قال النبي : ( يعطى المؤمن في
    الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ، قيل : يا رسول الله أو يطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة
    مائة رجل ) رواه الترمذي



    * جمالك الخاص أمام حبيبك : ..............................
    ما ظنك بامرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت
    من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها ، وإذا حاضرت وحاورت
    وكلمت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة :
    وحديثها السحر الحلال لو أنه ... لم يجز قتل المسلم المتحرز
    إن طال لم يملي وإن هي أوجزت ... ود المحدث أنها لم توجز



    * العلاقة الحميمة مع الزوج في الجنة : ........................................
    أما عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العروب المتحببات إلى الأزواج ، بلطافة التبعل ،
    التي تمتزج بالزوج أي امتزاج .
    إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع ، وإن آنست وأنفعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع ،
    وإن قبّلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل.


    يقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى : " إنَّا أنشأناهُنَّ إنشاءً فجعلناهن أبكاراً ،
    عُرُباً أتراباً " هن عجائز أهل الدنيا لكل منهن زوج كما تحب وترضى ، كلما دخل بها
    زوجها تعود عذراء مرة أخرى ، كما تصبح أيضاً في حيوية العذراء وشبابها وصفاء
    نفسها ، ولا يَفنَى شبابها أبداً ولا جمالها .
    لا يمل طيب وصالها ، قد قصرت طرفها على زوجها ، فلا تطمح لأحد سواه ، وقصر طرفه
    عليها فهي غاية أمنيته وهواه ، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما حدثته ملأت أذنه
    لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نوراً .
    وكلاهما مرآة صاحبه إذا ... ما شاء يبصر وجهه يريان
    فيرى محاسن وجهه في وجهها ... وترى محاسنها به بعيان
    حمر الخدود ثغورهن لآلئ ... سود العيون فواتر الأجفان
    والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ... فيضيء سقف القصر بالجدران
    وإذا قابلت حبيبها فقولي ما شئت في تقابل النيران ، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة
    الحبيبين ، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين .
    فجمع سبحانه بين حسن صورتها وحسن عشرتها وهذا غاية ما تطلبه النساء وبه
    تكمل لذة المرأة بزوجها .
    وتدور كاسات الرحيق عليهما ... بأكف أقمار من الولدان
    يتنازعان الكأس هذا مرة ... والخود أخرى ثم يتكئان
    فيضمها وتضمه أرأيت ... معشوقين بعد البعد يلتقيان
    غاب الرقيب وغاب كل منكد ... وهما بثوب الوصل مشتملان


    وفي قوله تعالى : " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " الرحمن ، إعلام بكمال اللذة بهن
    فان لذة الرجل بالمرأة التي لم يطاها سواه لها فضل على لذته بغيرها وكذلك هي أيضا ،
    وقد يكون المعنى أنها في الجنة ليست كالدنيا أصابها زوج فطلقها أو أكثر أو مات
    عنها زوجها أو ابتليت باغتصاب ذئب ، ففي الجنة زوج واحد ، والحرة لا تعرف سوى
    زوجها لا غير .
    وتأملي أيتها المشتاقة قول الحق تبارك وتعالى : " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
    أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا
    من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون " البقرة .
    وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار
    ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين ..
    ولا يلحقهم بذلك جنابة فيحتاجون إلى التطهير ولا ضعف ولا انحلال قوة بل وطئهم
    وطء التذاذ ونعيم لا آفة فيه بوجه من الوجوه .
    فهنيئاً لكِ أيتها الملكة .. فإن النعيم سيزداد لك باستمرار ..
    فزوجها يحبها أكثر من أي امرأة أخرى ، ووصيفاتها يحببنها ، ثم والأجمل والأهم
    من كل ذلك هو شعورها بحب الله تعالى لها حين تراه في الجنة .
    إذاَ أختاه .. سينشغل زوجك بجمالك عن الجنة وما فيها !!
    يطير الزوج بالجنة بسريره إليها ، فيأتي وإذا هي تضْعُفُ بمائة ألف جزء من
    النور عن الحور فيتعجب ..
    ويقول : لمَ ؟!
    قالت : لأنني صليت وصمت وعبدت الله ، أنا من نساء أهل الدنيا ، لم أتزوج في الدنيا ,
    قال : أو أنت لي؟!
    قالت : نعم جزاء من الله لك ، وجزاء من الله لي
    فيعتنقها أربعين عامًا لا تملّه ، ولا يملّها ، تقف بين يديْه ، وفي رجليْها خلاخل من
    ياقوت ، إذا مشت سمع من خلاخلها صفير صوت كل طير في الجنة ..
    فلا إله إلا الله ، أي نعيم هذا النعيم ؟!!
    وهو يعتنقها ينظر ليدها اليمنى فإذا هو مكتوب بالنور عليها الحمدلله الذي صدقنا
    وعده وعلى اليسرى : الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن , أما كفُّها فألْيَن من المخ ،
    يُشم من رائحة كفها رائحة كل طيب في الجنة ، وهي تمشي بين يديه ، ثم يتمنى
    مشتاقا أن تمشي مشيات ومشيات ؛ لأن كل مشية لها لذة ونعيم من نوع خاص ،
    لو قضى الله الموت عليه طربًا من مشيتها لمات ، ولكن خلود في الجنة ولا موت ..
    لو تَفَلَتْ في بحار الدنيا لعذبت .
    كيف يكون الأمر يوم يشتهي الغناء يا أيتها المشتاقة ؟
    يرسل الله ريحه فَ تهز ذوائب أغصان أشجار الجنة فتحدث صوتًا يشبه صفير كل
    صوت طير في الجنة , فلا تسألِ عن ذاك النعيم
    ريحًا تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بِ الآذان
    يا خيبة الآذان لا تتبدلي بلذاذة الأوتار والعيدان ..
    هذا مشهد من مشاهد أهل الجنة ، جعلنا الله وإياكن من أهل الجنة ، لهذا كله
    بادرت المبادرات ، وتنافست المتنافسات يوم سمعن بما سمعن من هذا الوصف .





    دعاء ..
    اللهم استعملنا في طاعتك وجنبنا معصيتك ،
    وارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد
    الموت سكنى الجنة والحبور وسائر النعيم
    والبهجة والسرور






    قريباً ..
    الفصل الخامس : ( القصـور والدور ؟ )

  7. افتراضي

    الفصل الخامس
    القصور والدور
    - الطريق إلى قصرك .
    - أحدث تصميم لقصرك .
    - المساكن الطيبة والغرفات .
    - عالم الخيام .
    - تفاضل القوم .
    - جولة داخل القصر .
    * عند أبواب القصر .
    * السرر والآرائك العجيبة .
    * أجود أنواع البسط والوسائد .




    * الطريق إلى قصرك : .................................................. ............
    هل تعرفين مكان قصرك ؟!
    بِ الرغم أنك أختي المشتاقة لم تري الجنة إلا أنك لا تحتاجين إلى دليل أو مرشد سياحي يدلك على قصرك أيتها الملكة ..
    لأن الحق تعالى يقول : " ويدخلهم الجنة عرّفها لهم " سورة محمد .
    قال مجاهد : يهدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلوا عليها أحداً .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده أن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا )
    أخرجه البخاري .
    فسبحان الله عرّف ودل التائهين وذلك فضل من رب العالمين .



    * أحدث تصميم لقصرك : .................................................. ...................
    تنفسي الآن بِ عمق .. واملئي صدرك بهذه الرائحة الطيبة .. أنها رائحة المسك تهب من ناحية
    تلك القصور الشاهقة التي تنتشر في كل مكان ..
    قصور ليست كقصور الدنيا .. بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة .
    قال الأعمش : إن في الجنة قصوراً من ذهب وقصوراً من فضة وقصوراً من لؤلؤ , وقصوراً من زبرجد .
    من الذي يقوى على وصف تلك القصور والدور , أو يحسن التعبير عن النعيم والسرور , والله يقول :
    " وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً " سورة الإنسان .
    قصورها ذهبٌ والمسك تربتها ** والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
    إن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا أختي الغالية وحده يمكنه أن يحدثنا بعض الحديث عن تلك القصور ,
    وما حوت من النعيم المقيم , فلنستمع إليه بأبي هو وأمي يحدث عن قصر آخر من يدخل الجنة ومنه تدركين
    ما سيكون عليه قصور من سبقه وعلا بالجنة .
    أطلقي العنان للخيال والبصر في الفضاء فلن تتخيلي هذا الوصف العجيب : ( هذا آخر رجل يدخل الجنة حتى إذا دنا
    من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً , فيقال له : ارفع رأسك مالك ؟ فيقول رأيت ربي ! فيقال له : إنما هو
    منزل من منازلك , ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له . فيقال له : مه !! فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة . فيقول له :
    إنما أنا خازن من خزانك , وعبد من عبيدك , فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر , وهو من درة مجوفة سقافها
    وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها .. فيقال له أشرف فيشرف , فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك ) .
    تأملي أيتها الملكة .. قصر من درة !! وهندسة فنية عجيبة كل تفاصيل القصر من نفس الدرة .
    يا له من فضل عظيم .
    من بعيد تستطيعين أن ترين نوعاً آخر من القصور ..




    * المساكن الطيبة والغرفات : .................................................. ........
    إنها المساكن الطيبة كما قال تعالى : " ومساكن طيبة في جنات عدن " سورة الصف .
    وقد سمى الله في مواضيع من كتابه هذه المساكن بالغرفات , قال تعالى : " وهم في الغرفات آمنون " سورة سبأ ,
    وقال أيضاً : " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً " سورة الفرقان , وقال تعالى واصفا هذه الغرفات :
    " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد " سورة الزمر .
    قال ابن الكثير : أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفا في الجنة وهي قصور الشاهقة " من فوقها غرف مبنية "
    طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات .
    يا له من تصميم وإبداع هندسي رائع فسبحان المبدع !!
    وقد وصف لنا المبعوث رحمة للعالمين هذه الغرف , ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان
    الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) رواه الترمذي .
    فكم لك وفقك الله من المساكن الطيبة والغرفات على أحدث طراز وأجمل تصميم ليس له مثيل يا من اتصفت بهذه الصفات .



    * عالم الخيام : .................................................. ......................
    هذه الخيام غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار ..
    نعم إنها أفضل من كل الاستراحات وأروع من كل الشاليهات التي يمكن لك أن تتخيليها !!
    وكيف يمكن للعقل أن يتخيل مثل هذا النعيم ولكن اسمعي إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يصف خيمة من تلك الخيام :
    ( في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها سون ميلا ... الحديث ) رواه مسلم .
    الخيمة عبارة عن لؤلؤة واحدة مجوفة .. نعم لؤلؤة واحدة عرضها 60 ميلا .. أي ما يقارب 97 كيلو متراً فسبحان الله الخالق !!
    فأي لؤلؤة في الدنيا بهذا الحجم !! إنها ليست كلآلئ الدنيا .
    نعم لا تتعجبي ..
    إنها الجنة نعيم المشتاقات , وخيامها اللؤلؤية على شواطئ أنهارها بهجة الناظرات , فلا تسمعي فيها صراخ
    الأطفال أو ضجيج السيارات .. وإنما تسمعين صوت المياه المترقرقة في أنهار الجنة الأربعة .. قال تعالى :
    " لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاماً " سورة الواقعة .
    وهذا وصف لخيمة من صنف آخر ..
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما : ( خيمة درة من لؤلؤة مجوفة طولها فرسخ وعرضها فرسخ ولها باب من
    ذهب حولها سرادق دوره خمسون فرسخا يدخل عليه من كل باب منها ملك بهدية من عند الله عز وجل وذلك قوله تعالى :
    " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " ) .
    وكما تنتقلين في الدنيا ما بين قصر إلى ناطحة سحاب وما بين استراحة إلى مزرعة وما بين شاليه وأعلى الجبل
    وتقفين أمام النهر وهكذا , فإنك في الجنة تنتقلين من القصور والدور إلى الخيام والغرف والمساكن الطيبة في جنات عدن .
    واعلمي أيتها الدرة المكنونة أن ما عند الله خير ولأبقى .



    * تفاضل القوم : .................................................. ........................
    إن صاحبات النعيم المقيم في جنات النعيم ليتفاةتن في منازلهن ودرجاتهن كما بين الأرض وأبعد
    كوكب دريٍّ عنهما , ولذلك فَ المؤمنات المنعمات في الجنة لا يتساوين في حبورهن وسرورهن ,
    ومكانتهن وكرامتهن , مع أن مُلك أقل واحدة فيهن مسيرة مائة عام ينفذه بصرها .
    وانظري إلى إعجاز القرآن في بيان ذلك التفاوت فقد قال تعالى : " أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات
    عند ربّهم ومغفرة ورزق كريم " سورة الأنفال .
    فقوله عز وجل : " أولئك هم المؤمنون " الإشارة بالبعيد عن القريب لعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الشرف , وقوله :
    " لهم درجات عند ربهم " استعار الدرجات للمراتب الرفيعة والمنازل العالية في الجنة .
    والآن أخيتي الغالية تأملي الحديث التالي ..
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من
    فوقهم كما يتراءون الكواكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم , قالوا يا رسول الله
    تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم , قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) رواه البخاري .
    ويرى الذين بذيلها من فوقهم ** مثل الكواكب رؤية بعيان
    سبحان الله ما أعظم تفاوت درجات القوم ..
    وما أبعد ما بين قصورهم ومنازلهم تبعاً لكمال إيمانهم في الدنيا وكثرة أعمالهم الصالحة فيها .



    * جولة داخل القصر : .................................................. ....................
    - عند أبواب القصر
    سبحان الله الخالق المبدع تأملي غاليتي إلى حلق الباب ليست كحلق أبواب الدنيا يعتريها الصدأ بفعل
    العوامل الطبيعية إنما هي حلق من ياقوت أحمر على صفائح الذهب .. فلا يغركِ من جعلوا حلق أبوابهم
    من ذهب في الدنيا .. فما هي بشيء مع أبواب مساكنك بالجنة .
    عن قتادة قال : ( أبواب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها تتكلم وتكلم وتفهم ما يقال لها انفتحي انغلقي ) .
    ليست تحتاج إلى ريموت أو جهاز تحكم حتى تفتحيها فسبحان الخالق مبدعها .
    والآن انطلقي بنا أخيتي .. نتجول في أرجاء قصر من قصورك ..
    لنلقي نظرة أخيتي على ..!!


    - السرر والآرائك العجيبة
    أتركك ـ يا رعاك الله ـ لكلمات القرآن الكريم يحدثنا عن أسرة المشتاقات وأرائكهن , قال تعالى :
    " فيها سرر مرفوعة " سورة الغاشية , وقوله عز من قائل : " وفرش مرفوعة " سورة الواقعة .
    فتأملي كيف وصف الله سبحانه وتعالى السرر والفرش بأنها مرفوعة , فرفع السرر والفرش دال على سمكها ولينها .
    وقال الطبراني في قوله تعالى : " وفرش مرفوعة " : لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا .
    الله أكبر .. ما هذا العلو والارتفاع أي مسيرة أربعين سنة تقريباً !!
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " وفرش مرفوعة " قال : ( ما بين الفراشين كما
    بين السماء والأرض ) رواه أحمد .
    وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة
    ما بينهما خمسمائة عام ) رواه الترمذي .
    وقال ابن عباس رضي الله عنه : ( وذلك أن ولي الله في الجنة على سرير والسرير ارتفاع خمسمائة عام
    وهو قول الله عز وجل : " وفرش مرفوعة " ) .
    وقال الكلبي : ( طول السرير في السماء مائة ذراع فإن أراد الرجل أن يجلس عليه تواضع له
    حتى يجلس عليه فإن جلس عليه ارتفع إلى مكانه ) .
    وللجمع بين الحديثين هو أن ارتفاع السرير خمسمائة عام وارتفاع الفرش التي على السرير أربعين سنة والله أعلم .
    ثم ما هو حشو وبطائن تلم الفرش التي بهذا الارتفاع !! وأي حشو يكفي لفرش بهذا العلو !!
    قال تعالى : " متكئين على فرش بطائنها من استبرق " سورة الرحمن , وهذا يدل على أمرين :
    أحدهما : أن ظاهرها أعلى وأحسن وأجمل من بطائنها لأن ظاهرها للجمال والزينة والمباشرة ,
    قال سفيان الثوري في قوله عز وجل : " بطائنها من استبرق " قال : هذه البطائن قد أخبرتم بها فكيف بالظهائر .
    الثاني : يدل على أنها فرش عالية لها سمك وحشو بين البطانة والظهارة .
    واسمعي إلى ترجمان القرآن ابن عباس ما يقول , قال رضي الله عنه : ( والسرير سبعون فراشا حشوها النور
    وظواهرها السندس وبطائنها من إستبرق ولو دلى أعلاها فراشا ما وصل إلى آخرها مقدار أربعين عاما ) .
    يعني أخيتي لو تأملنا بطائن فرشنا في الدنيا فقد تكون حشوة من ليف وقد تكون حشوة من ريش النعام وقد
    تكون من أجود أنواع الإسفنج .. وقد تكون من أفخم أنواع الحرير ..
    لكن تأملي في بطائن الفرش التي تتكئين عليها في جنات النعيم , إنها من إستبرق أي أرقى أنواع الديباج ليس
    كديباج الدنيا .. وأي ديباج يكفي لفرش بسمك أربعين خريفا .
    ثم ـ رحمك الله ـ تأملي في سورة الواقعة قول الحق جل وعلا : " على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين " سورة الواقعة .
    والموضونة هي المنسوجة المشبكة بما يسر الناظر , وأضاف الاتكاء والتقابل على السرر للسابقين والسابقات فكان تنعمهم أكثر .
    قال ابن عباس : ( سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت ) .
    وأي ذهب وزبرجد وياقوت يكفي لنسج سرر في هذا الارتفاع وفي مثل هذا السُمك ولو أن خزائن الدنيا
    ومناجمها من اذهب لم تكفي لسرير واحد فسبحان الخالق وحده .
    وعلى السرير أريكة وهي من لؤلؤة عليها سبعون سترا من نور ويوق تعالى : " متكئين فيها على الأرائك
    لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا " سورة الإنسان , يقول ابن كثير : ( ليس عندهم حر مزعج ولا برد
    مؤلم بل هي مزاج واحد دائم سرمدي لا يبغون عنها حولا ) .
    أي أنه تكييف طبيعي لا يمكن لكِ أن تتخيليه ..!!
    فسبحان المبدع


    - أجود أنواع البسط والوسائد
    قال تعالى : " متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان " سورة الرحمن . فالعبقري هي أجود أنواع البسط ,
    وسئل الحسن البصري عن قوله تعالى : " وعبقري حسان " فقال : هي بسط أهل الجنة لا أبا لكم فاطلبوها .
    وقال تعالى : " ونمارق مصفوفة * وزرابيّ مبثوثة " سورة الغاشية , والمنارق هي المخاد
    والوسائد والمساند , والزرابي هي البسط .
    وتأملي كيف وصف الله سبحانه وتعالى البسط بأنها مبثوثة والوسائد والمساند بأنها
    مصفوفة فبث البسط دال على كثرتها وأنها في كل موضع لا يختص بها صدر المجلس دون مؤخره
    وجوانبه وصف المساند يدل على أنها مهيأة للاستناد إليها دائماً مخبأة تصف في وقت دون وقت .





    دعاء ..
    اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك
    وأسكنا قصورها برحمتك
    وارزقنا الفردوس الأعلى كرماً ورحمة منك
    يا ذا الجلال والإكرام


    قريباً ..
    الفصل السادس : ( ما لذّ وطاب ) !!

  8. افتراضي

    الفصل السادس
    ما لذ وطاب
    - أرقى أنواع الأواني .
    - أفخم المطاعم .
    - أين تذهب ما يؤكل ويُشرب في الجنة .
    - كم من الخدم لديك ؟!!



    * أرقى أنواع الأواني : ..................................................

    قال تعالى : " يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب " سورة الزخرف , والصحاف هي القصاع
    أي الإناء الذي يوضع فيه الطعام وهذه الأواني الذهبية في منتهى الجمال لا يمكن للعقل أن يتخيلها .


    وأيضاً أختي الغالية تأملي قوله تعالى : " ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت
    قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديراً " سورة الإنسان , فالقوارير هي الزجاج فأخبر سبحانه وتعالى
    عن مادة تلك الآنية أنها من فضة وأنها بصفاء الزجاج وشفافيته وهذا من أحسن الأشياء وأعجبها وقطع سبحانه
    توهم كون تلك القوارير من زجاج فقال قوارير من فضة , فأباريق الجنة تكون من الفضة أي أنها أباريق فضة
    صافية في غاية الروعة في صفاء الزجاج يرى من ظاهرها ما في باطنها وهذا مما لا نظير له في الدنيا .


    وقال تعالى : " يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين " سورة الواقعة ,
    والأباريق هي الأكواب التي لها خراطيم فإن لم يكن لها خراطيم ولا عرى فهي أكواب والإبريق من
    البرق وهو الصفاء فهو الذي يبرق لونه من صفائه .


    والأكواب في الدني قد تكون من زجاج فتتعرض لِ الكسر والخدش فأعلمنا الله أن هناك أكوابا في الجنة لها بياض
    الفضة وصفاء القوارير , قال ابن عباس : ليس في الجنة شيء إلا أعطيتم في الدنيا شبهه إلا قوارير من فضة .


    نعم أواني الجنة من ذهب وفضة ليست كما في الدنيا محرم علينا الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة ففي
    الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تشرب في آنية الذهب والفضة
    ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) إنها لك أيتها الغالية في الجنة لِ تلذذي بهذا النعيم .




    * أفخم المطاعم : ..................................................


    والآن أيتها الغالية بنا إلى مطاعم الجنة ..
    فَ في الجنة ـ أيتها الحبيبة ـ مطاعم ومشارب مما لذ وطاب ..
    نعم إنه بوفيه مفتوح حار وبارد ومالح وحلو وحلويات وشراب , من جميع الأصناف مما لذ منها وطاب ,
    من كل ما تشتهيه نفسك ولسيِ ممنوعة عن بعض المأكولات التي تسبب السمنة أو نصحك الطبيب بالحمية
    لأن معك مرض السكر أو الضغط أو غيره ولا ممنوع لحساسية من بعض أنواع المأكولات ونحو ذلك ,
    فَ أنت في دار النعيم ودار المقامة التي يمسك فيها نصب ولا سقم ولا لغوب , ولا ينبئكِ مثل القرآن
    واسمعي إليه يحدثكِ ويصف لكِ من ذلك الكثير قال تعالى : " إن المتقين في ظلال وعيون * وفواكه
    مما يشتهون * كلوا وأشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون " سورة المرسلات .


    وقال تعلى : " لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون " سورة الزخرف , وقال تعالى : " أكلها دائم وظلها " سورة الرعد ,
    وقال تعالى : " وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة " سورة الواقعة , أي لا تكون في وقت دون وقت كما في
    ثمار الدنيا التي تكون بالصيف دون الشتاء أو العكس ولو حفظت في ثلاجات خاصة فإنها تفقد قيمتها الغذائية ولذة قطفها .


    واسمعي لقوله تعالى : " قطوفها دانية " سورة الحاقة , وقال تعالى : " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا "
    سورة الإنسان , وقال ابن عباس : ( إذا همّ أن يتناول من ثمارها تدلت له حتى يتناول ما يريده ) .


    فهي قريبة منك أيتها الملكة مذللة لك كيف شئت فتتناولينها وأنت قائمة وقاعدة ومضطجعة , ولا تمتنع
    من تناولها بل تنحط إليك أيتها المشتاقة من أغصانها , فمن ذلك قوله تعالى : " وجنى الجنتين دان " سورة الرحمن ,
    فإن ما لذ وطاب من الثمار قريب منك متى شئت وتتناولينه على أي صفة شئت ..


    فسبحان الله .. رأيتِ أيتها الغالية كيفية عرض الثمار لكِ لا تستطيع أفخم المزارع أو البساتين في الدنيا أن تكون
    ولو شجرة واحده بهذه الكيفية في العرض . وقال تعالى : " وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون * يتنازعون فيها
    كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم " سورة الطور , وقال تعالى : " يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك
    فليتنافس المتنافسون " سورة المطففين , وقال تعالى : " فيهما فاكهة ونخل ورمّان " سورة الرحمن .


    وفي سورة الواقعة يقول تعالى : " يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين *
    لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون " سورة الواقعة .


    طبعاً أيتها الملكة مرتاحة من متابعة برامج الطبخ كما في الدنيا ولوقوف ساعات لإعداد أو الإشراف على الطعام أو ذوق الطعام ..


    فطعامك في الجنة من كل ما تختارين وما تشتهي نفسكِ : " لهم ما يشاءون فيها ولدنا مزيد " سورة ق .
    وتأملي قوله تعالى : " ولحم طير مما يشتهون " ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنك لتنظرُ إلى
    الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً ) رواه البيهقي .


    وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ** ولحوم طير ناعم وسمان


    وروي : إنه لينظر إلى الطير في الجنة فيخر بين يديه مشوياً فيقول الطير منها يا ولي الله أما أنا فقد رعيت
    في وادي كذا وكذا وأكلت من ثمار كذا وكذا وشربت من ماء عين كذا وكذا وسني كذا وريحي كذا فكل مني فإذا
    اشتهى حسن الطير واشتهى صفته فوقع في نفسه وقع الطائر على ما يريد قبل أن يتكلم نصفه قديدا ونصفه
    شواء كلما شبع ألقى الله عليه ألف باب من الشهوة في الأكل ثم يؤتى بالشراب على برد الكافور وليس بهذا
    الكافور وطعم الزنجبيل وليس بهذا الزنجبيل وعلى ريح المسك وليس بهذا المسك فإذا شرب هضم ما أكل
    من الطعام ويأكل مقدار أربعين عاماً .


    واسمعي ـ أيتها المشتاقة ـ إلى الحق عز وجل يقول في الصافات : " بكأس من معين " , وقال في الواقعة :
    " بأكواب وأباريق وكأس من معين " , فزاد ذكر الأكواب والأباريق , وتنوع الأواني يدل على تنوع الأشربة .


    غاليتي .. في الدنيا لو أكلتِ يومين متتالية نفس الطعام حتى ولو كان طعاماً محبباً إليك لَ عافته نفسكِ ولَ كرهته
    فَ الإنسان بِ طبعه يحب التجديد حتى في الأكل .. لكنك في الجنة تجدد لك اللذة والتذوق للطعام فَ تأكلين أربعين عاماً لا تمل
    نفسك من هذا الطعام والشراب .. وقال عطاء في تفسير قوله تعالى : " ذواتا أفنان " : إن كل غصن يجمع لون من الفاكهة .


    وتأملي أيتها الغالية قوله تعالى : " فيهما من كل فاكهة زوجان " سورة الرحمن , أي من جميع أنواع الثمار
    مما تعلمين وخير مما تعلمين ومما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .


    وفواكه شتى بحسب مناهم ** يا شبعة كملت لذي الإيمان


    قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنضلة وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء ..


    يعني أن بين ذلك بوناً عظيماً وفرقاً بيناً في التفاصيل .
    فطعامك في الجنة أيتها الجوهرة لا ينفذ فهو دائم لكِ لتتنعمي بهذا النعيم الذي لا ينفذ ولا ينقطع .
    وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى : " يطاف عليهم بصحافٍ من ذهب وأكواب " سورة الزخرف ,
    قال : ( يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صفحةٍ منها فيها لون ليس في الأخرى ) رواه البيهقي .
    ففي الجنة أصناف الأكل من الخبز واللحم والفاكهة والحلوى وغيرها , وأنواع الأشربة من الماء واللبن
    والخمر وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر .


    وعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : " وكأس من معين " يقول : الخمر لا فيها غول , وفي
    قوله تعالى : " لا يصدعون عنها ولا ينزفون " يقول : ليس فيها صداع ولا تذهب عقولهم , وقوله تعالى :
    " وكأساً دهاقاً " يقول ممتلئة , وقوله : " رحيق مختوم " يقول الخمر ختم بِ المسك .


    نعم أختي العالية فخمر الجنة لا تفسد الجسم ولا تهلكه أو لا تغتال عقل الشاربات , وليس كَ خمر الدنيا
    التي تحتوي على الكحول والتي تذهب بالعقول وتسبب الصداع ..
    يشوى اللحم وليس في الجنة نار بأسباب قدرها العزيز الحكيم لِ إنضاجه وإصلاحه كما قدر هناك أسباباً لِ إنضاج الثمر والطعام .


    ولو كان في الدنيا شوّايات تشوي جميع أنواع اللحوم بلا نار إلا أنها لا تشوي إلا بِ جهد وتحضير
    ولا مجال لِ مقارنة ما في الجنة بِ هذا النعيم الزائل .





    * أين تذهب ما يؤكل ويُشرب في الجنة ؟! : ..................................................
    لا حد لِ الأكل ولا ألم بِ البطن ..
    يتحدث الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم , واصفاً لهم فيقول :
    ( يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون , وطعامهم ذلك جشاء كريح المسك ,
    ويلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس ) رواه مسلم .


    وفي حديث كما في المسند وسنن النسائي بإسناد صحيح : ( جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي فقال
    يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة
    رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى
    قال تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه ) .


    فَ سبحان الله .. تأملي أيتها الملكة كيف الله يضمر البطن ويتحول الخارج إلى عطر كَ ريح المسك
    فيكون إضافة إلى النعيم فَ يتنعمون بالأكل ويتنعمون بريح المسك التي تفيض من جلودهم .





    * كم من الخدم لديك ؟!! : ..................................................


    أيتها الملكة سيكون لك في الجنة من الخدم ملا يحصيه العدد ..
    هيا نتأمل قوله تعالى : " يطوف عليهم ولدان مخلدون " سورة الواقعة , وقال تعالى : " ويطوف عليهم
    ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً " سورة الإنسان , قال ابن عباس : غلمان لا يموتون .


    واعلمي ـ رعاك الله ـ أن الولدان غلمان أنشأهم الله تعالى في الجنة خدماً لأهلها , وشبههم سبحانه
    باللؤلؤ المنشور لما فيه من البياض وحسن الخلقة وفي كونه منثورا فائدتان :
    أحداهما : الدلالة على أنهم غير معطلين بل مبثوثون ومنتشرون ومستعدون لخدمتك أيتها المؤمنة .
    والثاني : أن اللؤلؤ إذا كان منثورا ولا سيما على بساط من ذهب أو حرير كان
    أحسن لمنظره وأبهى من كونه مجموعا في مكان واحد .


    فَ تتنعمين أيتها المشتاقة بخدمتهم لكِ وتستمتعين بحسن منظرهم , وسيكون بين يديك أيتها الملكة
    مائة ألف وصيفة معهن مجامر من در فيها بخور من غير نار ويذهب ريحه في الجنة مسيرة مائة عام .
    ويقول المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم عن أقل أهل الجنة نعيما من هو في أسفل
    وأدنى موقع , وليس في الجنة سافل ولا دنيء , في الحديث الذي يروى عن أنس بن مالك مرفوعاً :
    ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم ... ) الحديث .


    الله أكبر ما هذا النعيم !!
    أي أن أقل أهل الجنة منزلة يخدمها عشرة آلاف خادم ..
    والخدم في الجنة لا يؤثر عليهم الزمن بل يبقون على حالتهم لِ خدمة أهل الجنة وهذا من تمام نعيم الجنة .
    أما في الدنيا فلا وجه للمقارنة فليس الجميع عنده خدم , ومن عنده فقد يجد المنغصات التي
    يسببها هؤلاء الخدم , فَ مشاكل الخدم حدثي ولا حرج !! فقد لا يقومون بأعمالهم المناطة لهم
    بإخلاص وقد تخرج الخادمة من المنزل ولا تعود , أو قد تكون الخادمة مسنة أي أكبر منكِ
    فتستحي منها في تكليفها بالخدمة وغير ذلك من المنغصات ..


    وهناك الأخت الفقيرة والتي اجتهدت بخدمة الأبوين والأخوة والزوج فإنها ستنال من الخدم من ينسيها كل لحظة عناء وتعب ..
    وأيضاً أنت أيتها الخادمة المسلمة في الدنيا المشتاقة للجنة فابشري فسيكون لكِ آلاف الخدم وقد
    تسبقي مستخدمتك بالدنيا ويكون لك خدماً أكثر منها بحسن عبادتك لله وحفظ حقوق وطلبات المستخدمة ,
    وإن سنوات خدمتك بالدنيا لا شيء أمام لحظة خدمة الخدم لك بِ الجنة .





    دعاء ..
    يا حي يا قيوم
    لا تحرمنا خير ما عندك
    بشر ما عندنا يا ذا الجلال والإكرام
    اللهم أنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك
    فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك
    قريباً ..
    الفصل السابع : ( مناظر لا يمكن تخيلها ! )

  9. افتراضي

    الفصل السابع
    مناظر لا يمكن تخيلها
    - حدائق أغرب من خيال .
    - أضخم شجرة .
    - شجرة الملابس .
    - سدرة المنتهى .
    - أشجار أخرى .
    - أنهار وعيون .



    * حدائق أغرب من خيال :


    والآن ما رأيك أيتها المشتاقة في جولة حرة ..؟

    هينا بنا لِ نرى الشجر والنخل يحيط بنا من كل مكان ..
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ) رواه الترمذي .
    نعم ما من شجرة إلا وساقاها من ذهب .. وما من نخلة إلا وجذوعها من الزمرد الأخضر .
    وأشجار الجنة دائمة العطاء , فَ هي ليست كَ أشجار الدنيا تعطي في وقت وفصل دون
    فصل بل هي دائمة الإثمار والظلال .
    عن يمينك شجرة ليست كَ باقي الأشجار .. حقا هي تبدو كالأخريات في جذوعها الذهبية وفروعها المصنوعة من اللؤلؤ ,
    إلا أن الفرق بينها وبين باقي الأشجار أن هذه الشجرة كلما هبت عليها الريح وتحرك اللؤلؤ تصدر صوتا ما سمع السامعون
    صوتا ألذ منه .. ولا لحن أحلى منه .. ولا عزفا أجمل منه .. قيل لأبي هريرة رضي الله عنه ما ذاك الغناء فقال :
    ( إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الرب عز وجل ) .
    فَ هي أخيتي الغالية نفسك لسماع أنعام الآخرة فهي الصوت والنغمة العذبة الحقيقية , ليست كأنغام هذه الدنيا الفانية .

    * أضخم شجرة :
    والآن انظري أيتها المتعجبة إلى تلك الشجرة العظيمة الضخمة ..!!
    هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها ..
    وقد قرّب رسول الهدى صلى الله عليه وسلم عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لِ فرس من الخيل التي تعد للسباق
    يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه , ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
    ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها ) , وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال . ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة , واقرؤوا إن شئتم : " وظلّ ممدود " ) .


    * شجرة الملابس :
    انتظري .. لم تنته المفاجئات بعد .. فَ هذه شجرة أعجب من الأولى ..!!
    تسمى ( طوبى ) تخرج من فروعها ملابس .. أما الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول :
    ( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء , إن شاء أبيض وإن شاء أحمر ,
    وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر , وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وحسن , قال رجل : يا رسول الله ما طوبى ؟ قال :
    شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ) رواه أحمد .
    وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر , وبطحاؤها ياقوت وترابها مسك أبيض ووحلها
    عنبر أشهب وكثبانها كافور أصفر وبسرها زمرد أخضر وأفناؤها سندس وإستبرق وزهرها رياض أصفر وورقها برود خضر
    وثمرها حلل صفر وسقيها زنجبيل وعسل وعبقها زعفران مبهج يتفجر من أصلها أنهار السلسبيل والرحيق وظلها مجالس
    أهل الجنة يألفونه ومتحدث يجمعهم تحتها .





    * سدرة المنتهى :
    وهي شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار , فَ في صحيح البخاري أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة , نبقها مثل قلال هجر ,
    وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران , ونهران باطنان .. ) الحديث .

    فَ هي ليست كشجرة السدر في الدنيا تكون أوراقها صغيرة ونبقها صغير وتكون ذات أشواك ..
    ثم تأملي ـ رعاك الله ـ قول الحق تبارك وتعالى يصف لكِ شجر السدر في الجنة :
    " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود " سورة الواقعة , والسدر هو شجر النبق الشائك
    لكنه في الجنة مخضود شوكه أي منزوع ..


    * أشجار أخرى :
    تأملي ـ أيتها المشتاقة ـ في قوله تعالى عندما نعت الجنتين فقال عز من قائل : " ذواتا أفنان "
    أي أغصان نضرة حسنة تحمل من كل فاكهة فائقة النضج ..
    وفي موضع آخر من سورة الرحمن يقول الحق تبارك وتعال : " مدهامتان " .
    أي اسودتا من شدة الخضرة ومن شدة الري من الماء .
    وفي الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء أما الجوهر فهو
    ما لا يعلمه إلا الله قال تعالى : " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار
    كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون " سورة البقرة .

    وقد ذكر من ثمار الجنة التين .. العنب .. الرمان .. الطلح ( الموز ) والبلح ( النخل ) والسدر ( النبق ) وفيها جميع
    ما خلق الله تبارك وتعالى لِ أهل الدنيا من ثمار ولكن ليس منها إلا الأسماء أما الكيفية لا يعلمها إلا المنعم المتفضل سبحانه .

    * أنهار وعيون :
    قال تعالى : " جنات تجري من تحتها الأنهار " سورة البروج , وقال سبحانه :
    " تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم " سورة البروج .

    فإنها أنهار الجنة وإن جرت في غير إخدود فهي تحت القصور والمنازل والغرف تحت الأشجار .
    نعم أختي الغالية إنها تجري تحت غرفك وقصورك وبساتينك .

    أنهارها في غير أخدود جرت ** سبحان ممسكها عن الفيضان
    من تحتهم تجري كما شاءوا مفجـ ** ـرة وما للنهر من نقصان

    قد تجدي في الدنيا من قصرها تجري من تحته الأنهار كما قال تعالى على لسان الطاغية فرعون :
    " ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون " سورة الزخرف .
    ولكن أي أنهار كَ روعة أنهار الجنة وصوت خريرها .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة , نبقها مثل قلال هجر ,
    وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران , ونهران باطنان , فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال :
    أما النهران الباطنان ففي الجنة , وأما الظاهران فالنيل والفرات ) رواه البخاري .

    وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجية من الفردوس الأعلى , وقد ورد ذكر
    أسماء بعضها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :

    * نهر الكوثر : وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ففي صحيح مسلم عن
    أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل ) .
    وقد سميت إحدى سور القرآن بأسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ
    المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياض من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة
    اسمعي إلى الشفيع صلى الله عليه وسلم يصفه لكِ فيقول : ( بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهرٍ حافتاه قباب
    اللؤلؤ المجوف فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك , قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر ) رواه البخاري .
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب وجراه على الدر والياقوت تربته أطيب
    من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج ) رواه الترمذي .
    * نهر البيدخ : وهو نهر من يُغمس فيه يخرج منه كالقمر ليه البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا .
    * نهر بارق : وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء والشهيدات فيأيتهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ,
    ففي مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ,
    في قبة خضراء , يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ) .
    * نهر الماء والخمر واللبن والعسل : قال تعالى : " مثل الجنة التي وعد المتقون * فيها أنهار من ماء
    غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى * ولهم فيها
    من كل الثمرات ومغفرة من ربهم " سورة محمد .

    فَ أنهار الجنة أربعة نهر من العسل المصفى لا شمع فيه , ونهر من الماء الجاري الذي هو ألذ بكثير من ماء الدنيا ,
    فهل لماء الجنة طعم خاص ؟! نعم فهو ليس كماء الدنيا دون طعم ! , ونهر من لبن لا يفسده صيف
    ولا شتاء بل تشعرين وأنت تغترفين من النهر وكأنك تحلبيه من ضرع لا ينضب ولا يتغير طعم ما فيه
    مهما طال الزمن عليه .. وأما النهر الأخير فهو نهر الخمر الذي ألذ من خمر الدنيا ولا يفتك بالجسد
    كفتك الخمر الدنيوي , ولا يسكر ولا يذهب بالعقل .. قال تعالى : " لا يصّدعون عنها ولا ينزفون " سورة الواقعة ,
    وقال تعالى : " لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون " سورة الصافات .

    واسمعي إلى المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
    ( إن قي الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللين وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعدُ ) رواه الترمذي .

    * عين تسنيم : قال تعالى : " ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون " سورة المطففين . وهي
    أشرف شارب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون والمقربات صرفا ويمزج لأهل اليمن مزجاً .
    * عين سلسبيل : قال تعالى : " عيناً فيها تسمّى سلسبيلا " سورة الإنسان , وهي شراب أهل اليمن
    ويمزج لهم بالزنجبيل , قال مجاهد : سميت بذلك لسلاسة سيلها وحدة جريها .
    * عين مزاجها الكافور : قال تعالى : " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عيناً يشب بها
    عباد الله يفجرونها تفجيرا " سورة الإنسان , وهي شراب الأبرار وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب
    العقل بل تملأ شاربيها سروراً ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهن بها ولدان مخلدون
    كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضة .

    وبعض عيون الجنة لم ترد أسمائها ولكن ذكرت في القرآن كما في قوله تعالى : " فيهما عينان تجريان " سورة الرحمن .
    أي تسرحان في الجنة أحدهما من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين , وفي موضع آخر من سورة
    الرحمن يصف المولى جل جلاله عينان أخرى من عيون الجنة بأنها : " نضاختان " , أي تفور وتنضخ
    بِ المسك والعنبر على دور أهل الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا .

    تخيلي أيتها الغالية يمر نهر العسل عن يمينك .. وعن شمالك يجري نهر الخمر واللبن .
    فَ هنيئاً لك أيتها المشتاقة هذه المناظر الخلابة التي تأسر القلوب وتأخذ بالألباب والعقول ..
    فَ تلك العينان التي تسرحان في الجنة لسقى تلك الأشجار والأغصان فتثمر من جميع الألوان
    والأخرى التي تفيض بالروائح الزكية .. فسبحان المبدع الذي أحسن كل شيء خلقه .

    دعاء ..
    اللهم استعملنا في طاعتك
    وارزقنا قبل الموت توبة
    وعند الموت شهادة
    وبعد الموت جنة

  10. افتراضي

    الفصل الثامن
    الاجتماع والتزاور
    - الاجتماع بالأهل والذرية .
    - لقيا الصديقات والأخوات .
    - خاصية المحبة في الله .
    - سوق أهل الجنة .


    * الاجتماع بالأهل والذرية :
    مما يضاعف اللذة في الجنة اجتماع شمل الذرية المؤمنة كلها , كما قال تعالى : " ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهُمْ ومن
    صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم " سورة غافر . وعد من الله تعالى للذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا سراً
    وعلانية بأن لهم عقبى الدار التي هي جنات عدن التي يدخلونها ومن صلح من أبنائهم وأزواجهم وذرياتهم .
    يقول تعالى : " وَالَّذِين صَبروا ابتغاء وَجْه ربّهم وأقامُوا الصلاة وأنفقوا ممَّا رزَقناهم سِرًّا وَعلانيَة ويدرءون بالْحسنة السيِّئةَ أُولئك
    لهم عُقبى الدار * جنات عدن يدخلُونها ومن صلح من آبائهم وأَزواجهم وذرّياتهم والْملائكَة يدخلون عليهم من كل باب " سورة الرعد .
    والمعنى أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم , وأن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعاً لهم , وتعظيماً لشأنهم . وهو دليل على أن
    الدرجة تعلو بالشفاعة , أو أن الموصوفين بتلك الصفات يُقرن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة في دخول الجنة زيادة في أنسهم .
    سيجتمع الأهل كلهم والذرية ..
    قال ابن عباس : ( إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ : " والّذين آمنوا واتّبعتهم
    ذريّتهم بإِيمان ألحقنا بهم ذريّتهم " ) .
    إذن أفراد الأسرة المؤمنة المشتاقة يكرمها الله بأن ترتفع ذريتها المؤمنة إلى مصاف كبيرهم أيتها المشتاقة مع من فرّق
    الموت بينك وبينهم كأبيك وأمك أو أبنك وبنتك وعشيرتك المؤمنة تجتمعون وتتذكرون أحوالكم في الدنيا .
    فما أجمل وأحسن اجتماع الشمل مرة أخرى في دار لا فرقة ولا سفر ولا موت يمرحون ويتمتعون ويتلذذون آمنين
    في جو بديع عجيب متكئين فيه على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً .


    * لقيا الصديقات والأخوات :
    تخيلي نفسكِ مجتمعة مع الأحباب والصديقات في الجنة في ظلها الظليل , وتتنازعن فيها كؤوس
    الرحيق لمختوم والتسنيم والسلسبيل , تتوالى عليكن المسرات والخيرات .
    تجتمع المشتاقات للجنة يتحدثن فإذا بهن يتذاكرن الدنيا وأحزانها وآلامها ..
    يوم صبرن على طاعة الله ..
    ويوم صبرن عن المعصية مع شهوتها ..
    تذكِّر بعضهن بعضاً : " قالوا إنا كنا في أهلنا مشفقين " سورة الطور .
    فهناك زيارات في الجنة تسر بها المشتاقات ويتنعمن على تفاوتهن في الدرجات , وارتفاع المنازل , وعلو المقامات ..
    نعم أيتها الغالية ولمَ لا يكون لهن ذلك وكيف لا وقد علمت أن لهن فيها ما تشتهي أنفسهن وما يطلبن ولنسمع الحديث
    الذي رواه ابن أبي الدنيا : ( إذا دخل أهل الجنة اشتاقوا إلى الإخوان , فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير
    هذا فيتحدثان , فيتكئ هذا ويتكئ هذا فيتحدثان بما كان في الدنيا , فيقول أحدهما لصاحبه : يا فلان تدري
    أي يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا ) .
    اللهم فأغفر لنا في هذه الساعة وكل ساعة فنحن نؤمن بأن الجنة ونعيمها حق .



    * خاصية المحبة في الله :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليبعث الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم
    الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء ) فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله حلَّهم لنا نعرفهم , فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : ( هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه ) رواه الطبراني .
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش وكلتا يدي الله يمين على منابر من نور وجوههم
    من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صدِّيقين , قيل يا رسول الله : من هم ؟ قال : هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى ) رواه أحمد .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله قوماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء "
    قيل من هم لعنا نحبهم قال : " هم قومٌ تحابوا بنور الله من غير أرحامٍ ولا أسبابٍ وجوههم نور على منابر من
    نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ) رواه النسائي .
    وعن أبي أمامه رضي الله عنه قال سئل رسول الله أيتزاور أهل الجنة قال : ( يزور الأعلى الأسفل ولا يزور
    الأسفل الأعلى إلا الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث شاؤوا على النوق محتقبين الحشايا )
    إذا كان لأهل الجنة ما تشتهي أنفسهم فيها ولهم فيها ما يدّعون فأي شيء أشهى على النفس من زيارة أخوات
    كان يربط بينهن في الدنيا حب الله والسير في الطريق إليه .
    عندها سنجتمع على الأسرّة متقابلين .. على ربوة من روابيها .. عندما نسلم على بعضنا في ذلك
    السوق والأصوات الندية تملأ الآذان .



    * سوق أهل الجنة :
    سبحان الله .. وهل في الجنة سوق !!
    وكيف لا ! والله تعالى يقول : " ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدّعون " سورة فصلت .
    والسوق مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق .
    فليس من المستغرب إذا أن تتوق نفس المشتاقة في الجنة إلى دخول سوق من الأسواق وخاصة سيدات الأعمال
    المؤمنات اللاتي كن يستثمرن في أسواق الدنيا بالحلال ويتفقدن مواضيع الإنفاق في سبيل الله , فتطلب ذلك ,
    فيخلق الله تعالى لهن أسواقاً يغشينها إتماماً للإنعام في النعيم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً
    فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً , فتقول لهم أهلوهم , والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً , فيقولون ,
    وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ) رواه مسلم .

    لله سوق قد أقامته الملا ** ئكة الكرم بكل ما إحسان
    فيها الذي والله لا عين رأت ** كلا ولا سمعت به أذانان
    كلا ولم يخطر على قلب امرئ ** فيكون عنه معبرا بلسانك


    دعاء ..
    اللهم ارحمنا وارحم أبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا
    وتجاوز عن سيئاتنا وأدخلنا فسيح جناتك وألحقنا بهم
    يا رب العالمين

  11. افتراضي

    تنبيه :: الموضوع للأخـــوات فقط

  12. افتراضي

    الفصل التاسع
    إلى ربها ناظرة
    ـ أعظم زيارة .
    ـ طمأنينة نعم الخلود فلا خروج .



    * أعظم زيارة :
    ينادي المنادي .. يَ أهل الجنة .. يَ أهل الجنة .. يَ أهل الجنة ..
    فَ تلبي المشتاقة النداء حتى تطمئن كل واحدة في مكانها حيث تنصب منابر من نور , ومنابر من لؤلؤ , ومنابر من زبرجد ,
    ومنابر من ذهب , ومنابر من فضة , وتجلس أدناهن ـ وحاشاهن أن يكون بينهن دنيئة ـ على كثبان المسك .
    أتعرفين لماذا ؟
    لِ كي نراه .. من أحببناه حبا لا يبلغه حب .

    ينال الوصل من سهر الليالي ** على الأقدام من لزم القياما
    وما مقصودهم جنات عدن ولا ** الحور الحسان ولا الخياما
    سوى نظر الجليل فذا مناهم ** فيا بشرى لهم قوما كرما

    من عبدناه .. من صليناه
    من ابتلينا لِ أجله .. من اجتمعنا لِ أجله
    من ناجيناه .. من بكينا خوفا منه وأملا فيه
    نعم سَ نراه ! فَ أي هناء بعد هذا الهناء ؟!
    أنه يوم المزيد , وزيارة العزيز الحميد , ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه ,
    كما نرى الشمس في الظهيرة
    والقمر ليلة البدر , فَ استمعي إليه جل وعلا حين ينادي :
    يَ أهل الجنة سلام عليكم
    فلا ترد هذه التحية بِ أحسن من قولهم : اللهم أنت السلام , ومنك السلام , تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
    فَ يكون أول من يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بِ الغيب ولم يروني , فَ هذا يوم المزيد .
    فَ يجتمعون على كلمة واحدة : أن قد رضينا , فَ ارض عنا .
    فَ يقول يَ أهل الجنة , أني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي , هذا المزيد , فَ سلوني .
    فَ يجتمعون على كلمة واحدة : أرنا وجهك ننظر إليه .
    ففي صحيح مسلم : ( إذا دخل أهل الجنة , فيقول تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟
    فيقولون : ألم تبيض وجهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة , وتنجنا من النار ؟
    قال : فيكشف الحجاب , فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى ,
    زاد في رواية ثم تلا هذه الآية : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " ) .

    والله لولا الرحمن في الـ ** ـجنات ما طابت لذي العرفان
    أعلى نعيم رؤية وجهه ** وخطابه في جنة الحيوان

    ويتجلى لهم فَ غشاهم من نوره ما لو لا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا ,
    ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعلى محاضرة , حتى إنه يقول : يا فلان , أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ,
    يذكره ببعض غدراته في الدنيا , فيقول يا رب ألم تغفر لي ,
    فَ يقول : بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه .
    فَ يا لذة الأسماع بِ تلك المحاضرة .
    ويَ قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة ..
    " وجود يومئذ ناضرة * إلى ربّها ناظرة " سورة القيامة .



    * طمأنينة نعم الخلود فلا خروج :
    حياة سعى من أجل تحصيلها أحياء القلوب ! إنها الحياة الأبدية في دار القرار .. ومنازل الأبرار :
    " وما هَذِه الحياة الدنيا إِلا لهو ولعِب وإِن الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " سورة العنكبوت .
    وقال تعالى : " وفِيها ما تشتهِيه الْأَنفُس وتلَذُّ الْأعين وأَنتم فيها خالدون " سورة الزخرف .
    إنها الجنة ! دار النعيم .. ودار المقام الأمين .. ودار السرور ..
    قال صلى الله عليه وسلم : ( من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا ينفى شبابه ) رواه مسلم .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا
    أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا ) رواه مسلم .
    فَ ذلك قوله عز وجل : " ونُودُوا أَن تِلكُم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون " سورة الأعراف .

    هذا وخاتمة النعيم خلودهم ** أبداً بدار الخلد والرضوان
    أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ ** ـبرعن مناديهم بحسن بيان

    تصوري نفسكِ أيتها المؤمنة الصادقة وقد دخلت الجنان , تتنعمي فيها ولا تبأسي , لا تظمأي فيها ولا تضحي .


    دعاء ..
    اللهم أكرمنا بمطالعة أنوارك
    وتفضل علينا بكشف حجبك ومكامن أسرارك
    وزودنا من ذلك ولا تحرمنا , وصلنا بذلك ولا تقطعنا
    اللهم أفتح علينا فتوح أهل الكمال من الإيمان واليقين

  13. افتراضي

    من هنا تحميل الكتاب ,, لمن تريد الإطلاع على الجزء 10 و 11

    http://www.saaid.net/book/open.php?cat=81&book=7217

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تشكرين يا طيبة جزاكِ الله خيرا ..أضيفي و زيدي جرعات أخرى ..ذكّري ..علنا نولد زهدا و نزيده من دنيا فانية و إشتياقا و عشقا للنعيم الحقيقي الأبدي ..
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  15. افتراضي

    وإياكِ يا أختي
    حفظكِ الله ووفقكِ وسدد خطاكِ .. وأبشري يا ابنة الدين ..
    ووالله يا حبيبة أختك محتاجة أيضاً لتذكير
    فـ لله در المجاهدين طلقوا الدنيا طلاقاً بائنا
    الله أكبر لله درهم وعلى الله أجرهم
    سبحان الله نركض خلف الدنيا الزايلة
    وهم يركضون خلف الموت
    بل يتسابقون إلى الإرتقاء إلى السماااء إلى الله
    يا الله لاتحرمنا الجهاد والشهادة بذنوبنا

    وراح يُحلق تحت الإله .. يطير بفردوسه حيث شاء
    ويلقى الأحبة في جنة .. يُناغي بها ثلة الشهداء
    يقلِّب طرفاً له في الجنان .. أحقاً رحلنا وزال العناء
    أحقاً لفحتُ رياح النعيم .. وخلَّفت خلفي رياح الجفاء



    أخيتي العفيفة صانكِ الله
    هنا طريقة لحظر الرسائل الخاصة رعاكِ الله

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...لمنتديات/page4

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العفيفــــة (متجدد بإذن المولــى)
    بواسطة رند الجهني في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 07-06-2013, 11:17 PM
  2. خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان متجدد بإذن الله
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-24-2013, 03:52 AM
  3. موسوعة مرئيات الشيخ محمد حسان ( متجدد بإذن الله )
    بواسطة التائب77 في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-02-2012, 04:56 AM
  4. كاميرا الجوال .. تحقيقات - رسائل - فتاوى - قصص ( متجدد بإذن الله )
    بواسطة الراجى حسن الخاتمة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-27-2011, 09:42 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء