النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: فراشة بستون بتيولاريا كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)

  1. افتراضي فراشة بستون بتيولاريا كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)

    نبشركم , بأن كتاب أيقونات التطور , علي وشك الإنتهاء من الترجمة إن شاء الله ,
    والكتاب القادم إن شاء الله هو كتاب( صندوق داروين الأسود ,مايكل بيهي ) ,ونظرة لشهرة كتاب صندوق داروين ,ورغبة منا في تدقيق الترجمة وفي نفس الوقت التعجيل بها , ندعو من لديه وقت من الأعضاء للإنضمام إلينا إن شاء الله .علي الفيس (https://www.facebook.com/willbeclosed1)

    ترجمة كتاب Icons of Evolution
    مؤلفه :Jonathan Wells
    هذا الفصل بعنوان ,
    (العث الإنكليزي المنقط أو فراشات بتسون بتيولاريا)


    _________________________________
    تعليق المترجم :لفظ فراشات عند ذكره في الباب , لا يعني أي فراشات إنما الفراشات من النوع المحدد
    peppered moths والمسماه بتسون بتيولاريا
    _______
    إقتنع داروين بأنه لإحداث التطور , لابد من وجود إنتخاب طبيعي , فهو ذو أهمية عظمي .لنعتبره

    الوسيلة الأساسية في تحقيق التكيف في الكائنات

    لكن داروين لم يمتلك بعد دليلا مباشرا علي الإنتخاب الطبيعي . صحيح أنه كانت هناك وفرة من الأدلة

    علي أن الطيور والحيوانات تتعدد , وتختلف , وتتصارع من أجل البقاء . فكان مبررا له أن يستنتج ,

    أنه وبالنظر إلي تهجين بعض الطيور ,
    فإن الكائنات التي تمتلك صفات محبوبة -مفضلة - سوف تحيا , وتحيا أبناؤها .

    لكن لم يسجل أحد بعد , مثل هذه الظاهره في البرية . وأقصي ما قام به داروين , في كتابه أصل

    الأنواع , هو أنه
    "أعطي تفسيرا أو تفسيرين تخيليين لهذه العملية"

    ولم يجد جديد , حتي عام 1898 , فقد إقترب ما يمكن أن نتعبره دليلا شبه مباشر علي الإنتخاب

    الطبيعي ,
    قدم هذا الدليل عالم البيولوجي في جامعة براون -هيرمون بومباس - .

    فبعد عاصفة ثلجية شديدة في مدينة بروفيدينس , في جزيرة رودي , لاحظ بومباس , أن عددا كبيرا من

    العصافير الإنجليزية معرضة للموت .

    أخذ ما يزيد عن مائة عصفور , إلي معمله , حيث مات نصفهم . وعندما قاس وقارن الحي من الميت ,

    وجد أن غالبية من بقوا علي قيد الحياة هم ذكور -عرفهم بأنهم أقصر وأفتح في اللون - ,

    بدا له بشكل واضح , أن العاصفة الثلجية قامت بالإنتخاب الطبيعي ضد الإناث , ,وفضلت الذكور .
    لكن لم يكن معروفا سبب ذلك , لذا فإن السبب الفعلي لذلك الإنتخاب بقي غامضا .

    لعقود عديدة , وعلي الرغم من أن عمل بومباس , كان جيدا , لكن علماء البيولوجي إتجهوا للبحث عن

    وملاحظة دليل مباشر أوضح .

    فبينما كان بومباس يعد عصافيره , كان العلماء البريطانيين يلاحظون ظاهرة أخري , ربما صار

    منتهاها أن تصير المثال الكلاسيكي الأكثر شهره علي الإنتخاب الطبيعي في المراجع .

    في مقتبل القرن التاسع عشر ,كان معظم فراشات Peppered moths فاتحة اللون , لكن وأثناء فترة

    الثورة الصناعية في بريطانيا , وجد أن تعداد الفراشات بالقرب من المدن العالية التلوث , تصير أكثر

    إسودادا أو غمقه .

    سميت الظاهرة بإسم الإسوداد الصناعي industrial melanism ,
    ولكن بقيت أسبابها -أي ظاهرة كثرة الفراشات السوداء - مسألة تنظيرات ليس أكثر , حتي أوائل عقد

    1950 . عندما قام الطبيب البريطاني , والبيولوجي بيرنار كيتليويل , بإجراء بعض التجارب , التي

    أعطته تلك الشهرة الواسعة .

    إقترحت تجارب كيتليويل , أن الطيور المفترسة أكلت الفراشات الفاتحة اللون , عندما صارت أكثر

    بروزا - وضوحا وهي واقفه علي الأشجار التي صارت سوداء غامقة بفعل التلوث , ما أعطي فرصة

    لنجاة الفصيلة السوداء من الفراشات علي التخفي من أعدائها , فبقيت وتكاثرت , بينما ماتت الفراشات

    البيضاء .

    بدا للجميع , أن هذا الإسوداد الصناعي في الفراشات , هو إحدي حالات الإنتخاب الطبيعي .

    تعتمد اليوم , الكثير من مراجع البيولوجي الجامعية , علي هذه القصة الكلاسيكية , كمثال تشرح من

    خلاله الإنتخاب الطبيعي , ملحقة بذلك صور فوتوغرافية للفصيلتين الفاتحة اللون والغامقة اللون ,

    واقفين علي جذع شجرة سوداء غامقة بسبب التلوث , كما في شكل 7-1

    لكن ما تغفله تلك المراجع , هو أن البيولوجيين وجدا منذ عام 1980 , أن تلك القصة الكلاسيكية بها

    بعض الأخطاء الخطيرة .
    إحداها أن تلك الفراشات في البرية , لا تقف أصلا علي جزوع الأشجار

    مما يوحي إلينا بأن تلك الصور في المراجع البيولوجية الجامعية هي مجرد مسرحية .
    ____________________________________________
    الإسوداد الصناعي


    يتراوح لون فراشة بتسون بيتيولاريا , بين درجات مختلفة من اللون الرمادي ,

    منذ مائة وخمسين عاما , كانت معظم تلك الفراشات في صورتها النموذجية , والتي تمتلك نقاط صغيرة

    رمادية , متداخله مع عدد قليل من أخري صغير سوداء , ومن ثم جاء الإسم
    (peppered)

    ولكن علي الرغم من ذلك , فإنه مبكرا في عام 1811 ,, كان من ضمن أنواع الفراشات , نوع لونه

    أسود شبيه بالفحم (melanic)

    أثناء الثورة الصناعية , إزدادت أعداد تلك الأنواع السوداء , ,
    ومن ثم تجاوزت نسبتها 90% من نسبة الفراشات , الموجودة بالقرب من مدينة مانشستر ستي , في

    مانشستر في بريطانيا .

    وجد أن زيادة مشابهة حدثت في أنواع أخري من الفراشات , كنوع يسمي Ladybird beetles , وكذلا

    بعض أنواع الطيور السوداء حدثت لها زيادة .


    وجدت تلك الظاهره أيضا , بالقرب من المدن الصناعية الأخري , كمدينة برمنجهام , وليفربول .

    وبشكل ملحوظ , لم تكن تلك ظاهرة منعزلة أو شاذة , فقد كانت منتشرة ,
    وأطلق إسم "الإسوداد أو الإصطباغ الصناعي " علي كل تلك المشاهدات

    في عام 1896 , إقترح عالم البيولوجي البريطاني ,ج.و.توت أن الإسوداد الصناعي في الفراشات ,

    ربما يكون سببه تغير وسيلة تخفيها -خداعها - للطيور المفترسة لها .

    نصت نظريته علي أنه في الغابات الغير ملوثة , تتمكن الفراشات النموذجية أي الفاتحة اللون , من

    التخفي بين نباتات الليشين lichins , التي تنمو علي جذوع الأشجار , والمعروفه بلونها الفاتح .

    لكن في تلك الغابات , التي تعرضت للتلوث الصناعي , ماتت نباتات الليشين , وإسودت بسبب التلوث

    , جذوع الأشجار ,
    وبالتالي تمكنت الفراشات السوداء من التخفي بشكل أفضل , بينما صارت الفاتحة اللون معرضة

    للخطر .

    فالمتوقع , أن الطيور المفترسة , سوف تختار وتأكل الفراشات الظاهرة -البارزة لها ,
    فإزدادت أعداد الفراشات السوداء التي تمكن من التخفي بين الأشجار السوداء , وأكلت الفاتحة اللون ,

    فإزدادت أعداد السوداء , كنتيجة للإنتخاب الطبيعي .


    في عقد 1920 , رفض أحد العلماء البيولوجيين وهو هيسلوب هاريسون , نظرية توت , وإقترح أن

    الإسوداد , راجع بصورة مباشرة , للملوثات الصناعية الموجودة في الهواء . فبالرغم من أنه -أي

    العالم هيسلوب - لم يدرس فراشات بستون بتيولاريا , إلا أن أخبر بأن ذلك الإسوداد في الفراشات ,

    ربما يرجع سببه , إلي أن يرقات تلك الفراشات , تغذت علي أوراق ملوثه بأملاح ملوثة , فتسبب ذلك

    في إسوداد لونها .

    لم تستطع الإنتقادات , إعادة إنتساخ تجارب هاريسون , وعلي الرغم من ذلك أشارت إلي أن بعض

    الأنواع التي إعتمد عليها هاريسون , لم تكن معرضه للإسوداد الصناعي في البرية .*

    (تعليق , المترجم , إعادة إنتساخ التجربة أو التناتجية , تشير إلي القدرة علي إعادة التجربة أو

    الإختبار من قبل شخص أو هيئة أخرى مستقلة عن الجهة التي قامت بالتجربة الأصلية مع الحصول

    على نتائج متوافقة لنتائج الاختبار أو التجربة الأصلية.وهي أحد المباديء الرئيسية للمنهج العلمي .)

    بالفعل ,كانت هناك مشكلة نظرية , وقع فيها هاريسون , أيضا .
    معني أن الإسوداد يمكن زيادتها ما يؤكل , أن الإسوداد هو ظاهره مكتسبة بالأكل , وليست جينيه .

    ولكن كان هناك دليلا واضحا , علي أن تلك الظاهره موروثة , لذلك كانت رؤية هاريسون , بخصوص

    تلك الصفة , وبناءا علي الداروينية الحديثة , مستحيل .
    إذ أن كل تغير موروث , لايمكن أن يتم إلي عن طريق تغير جيني , كالطفرات .
    وليس عن طريق تناول الطعام مثلا !
    __________________________________________________ ___
    تجارب كتليويل

    مثل العالم توت , إعتقد كتليويل , أن الفراشات السوداء إزدادت أعدادها بسبب قدرتها علي التخفي من

    أعدائها , ومن ثم أجري كتليويل , تجارب عديدة ليختبر نظريته ,

    أولا: ليتحقق من أن الطيور بالفعل تعتمد علي تلك الفراشات كغذاء -أو فريسة -

    قام بإطلاق سراح بعض الفراشات في قفص طيور به زوج من الطيور -صاحبة الأعشاش nesting

    birds , ومعهما صغراهما .
    ثم راقبها من الخارج بعينيه , فوجد الفراشات وقفت علي بعض الأماكن للإستراحة , ثم أكلت من قبل

    الطيور .

    بعد أن ترسخ لديه , أن الطيور بالفعل تفترس الفراشات , أطلق ثانيا , مجموعة من الفراشات , علي

    جذوع الأشجار في غابة ملوثه بالقرب من برمنجهام , في بريطانيا .

    ووجد بعينيه , الفراشات وقفت علي الجذوع القريبه , ثم لاحظ , أن الأعداد السوداء كانت ملحوظة

    بشكل أكثر من الأخري النموذجيه فاتحة اللون , كما شهد برؤيته العينية .

    لاحظ أيضا , أن الطيور تأكل الفراشات البارزه -الظاهرة - بشكل أسرع وأتقن من الأخري المختفية .

    سجل كتليويل نتجائج تجربته ,
    بأنه , وبعد أن ميز فراشاته بوضع نقاط معينة دقيقه جدا من اللون -الدهان - علي أجنحتها , ليسهل

    عليه معرفتها
    ثم أطلق المئات منها -أي الفراشات السوداء والفاتحة اللون ,-
    في تلك الغابة الملوثة .في برمنجهام .

    في الليالي التالية , وضع مصايد , إصطياد أكبر عدد ممكن من فراشاته ,
    وكانت النتيجة , أنه من بين , 477 فراشة سوداء مميزة -أي بالعلامة التي وضعها , إصطاد 123
    بينما من بين 137 , فراشه فاتحة اللون مميزه - أي بالعلامة التي وضعها , إصطاد فقط 18 .

    بطريقة أخري , تمكن من إصطياد نسبة 27.5 % من الفراشات السوداء
    وفقط 13.0 % من الفراشات الفاتحة اللون .

    ثم لخص نتائجه , بأن العدد الأكثر من الفراشات السوداء , بقي علي قيد الحياة , ونجا من الإفتراس ,

    وأن
    "الطيور , تعمل كعوامل تنقيه selective agents , كما نصت علي ذلك نظرية التطور"

    وبعد عامين , أعاد كتليويل , نفس الإجراءات السابقه , في غابة غير ملوثه هذه المره , في مدينة

    دورسيت ببريطانيا .
    وللمرة الثانية , أطلق فراشاته , علي جزوع الأشجار القريبة .
    وكما هو متوقع , كانت الفراشات السوداء أكثر بروزا وظهورا من الأخري فاتحة اللون -لأن الفاتحة

    تخفت بين نبات الليشين علي جزوع الأشجار في تلك الغابة غير الملوثة -
    ومن ثم كانت السوداء أكثر , والأسهل إفتراسا من قبل الطيور .

    وقد إصطحب كتليويل , عالم السلوك الحيواني الشهير نيكو تنبيرجين , وسجلا معا أفلاما وثائقية حول

    الطيور التي تلتق الفراشات من فوق جذوع الأشجار .

    ثم أعاد كتيلويل , تجاربه مجددا , بوضع علامة مميزة دقيقه جدا علي الفراشات , ثم إطلاقهم في غابة

    غير ملوثه , ثم إعادة إصطيادهم في الليالي التاليه .

    ووجد أنه من بين 496 , فراشة فاتحة اللون بقي 62 منهم أي 12.5 % ,بينما
    من بين 473 , فراشة سوداء بقي 30 , أي 6.3 % , لذا فإن تلك النسبة 2:1 التي حصل عليه في

    برمنجهام الملوثه
    لصالح السوداء ,
    أعاد الحصول عليها معكوسه هنا في دورست الغير ملوثة لصالح الفاتحة اللون .

    ثم لخص , بأن الفراشات الفاتحة اللون , وجدت ميزة إنتخابية -إصطفائية - في دورست الغير ملوثه ,

    لوجود نبات الليشين , الذي يغطي جذوع الأشجار , فساعدها علي التخفي , من الطيور المفترسة

    الجائعه .

    __________________________________________________
    دليل داروين المفقود ؟

    أسمي كتليويل تلك الظاهرة بأنها
    (التغير التطوري الأكثر إثارة الذي يمكن أن يشهد لنظرية التطور من بين كل الكائنات )

    ومن ثم بدت نظريته , بأنها تقدم التأكيد التجريبي علي نظرية الإنتخاب الطبيعي ,
    وأسمي كتليويل نتائجه بأنه
    (دليل داروين المفقود) في مقال كتبه في مجلة scientific american .

    بعد تمرير حزمة القوانين المضادة للتلوث , في عقد 1950 ,
    بدأ الإسوداد الصناعي في الإختفاء .

    ونقصت نسبة الفراشات السوداء في ليفربول ,بشكل خفيف بين عامي 1959 , وعام 1962 .
    وبعد عقد من الزمن , بدأت الظاهرة تنعكس مجددا بزوال الإسوداد الصناعي .

    فالدراسات في ذلك المجال العلمي , في عقدين 1960 , و 1970 , أظهرت أن أعداد الفراشات الفاتحة

    اللون , عادت في الزيادة مجددا , مصحوبة بنقص التلوث ,
    وبناءا علي نظرية الإسوداد الصناعي ,فإن ذلك راجع لقدرة الفرشات الفاتحة اللون علي التخفي بين

    نبات الليشين من الطيور المفترسه , كما ذكرنا مسبقا .

    في عام 1975 , أسمي عالم الجينات البريطاني بي .إم . شيبارد تلك الظاهرة بأنها
    (التغير التطوري الأكثر إدهاشا ,وروعة , الذي يشهده الإنسان ويسجله , علي الإطلاق بإستثناء بعض

    الأمثلة القليلة جدا مثل مقاومة المبيدات الحشرية )

    وأسماها عالم البيولوجيا التطورية الشهير سيوال ورايت بأنها
    (الحالة الأنقي , بين كل عمليات التطور الملحوظة , التي تمكننا بالفعل من رصدها)

    ربما يعترض الناقد للنظرية الداروينية , بأن هذه العبارة (الدليل الأكثر إدهاشا للتغير التطوري , الذي

    يشهده الناس , إطلاقا ) تمثل مبارغا مفرطه ,فتلك العملية لم تقدم دليلا كافيا علي التطور , فالشيء

    الوحيد الذي حدث , هو تغير في أعداد الفراشات , الموجودة بالفعل , ليس إلا ! .

    وعلي الرغم من ذلك التغير , كان دراماتيكيا مثيرا ,
    إلا أنه لم يضفي أي تأثير جديد ملحوظا , يضاف علي التغيرات التي يلحظها الناس دوما في الحيوانات

    الأليفه المهجنة

    ولكن في عقد 1950 , بات دليل كتليويل حول (عملية التطور بالوضوح اللوني) الدليل الأكثر إتاحة

    علي الإنتخاب الطبيعي .
    فالإسوداد الصناعي في الفراشات ,وتفسير كتليويل , أصبحا المثال الكلاسيكي الأكثر شهره علي

    الإنتخاب الطبيعي في المراجع البيولوجية بالفعل .
    لكن وبينما , نجد قصة تلك الفراشات , في طريقها لتصير أيقونة من أيقونات التطور ,بدأت التناقضات

    والإضطرابات في الظهور , والتي لاقت مؤخرا , شكوكا جدية حول صحة تجربة كتليويل .


    _________________________________________
    مشاكل ذلك الدليل علي الإنتخاب الطبيعي
    Problems with the evidence

    عندما نظر العلماء مجددا إلي مدينتي برمنجهام ودورست , حيث توصل كتليويل لتجاربه ,
    وجدوا أن هناك بعض التناقضات والإضطرابات بين تفسير كتليويل , وبين التوزيع الجغرافي الحقيقي

    للفراشات السوداء .

    علي سبيل المثال , لو إنتفعت الفراشات السوداء بالغابات الملوثة , لتساعدها علي الإختفاء من أعدائها

    كعامل إنتخاب , فإن كان أولي أن تحل تلك الفراشات السوداء محل الفاتحة اللون بشكل كامل , علي

    الأقل في المناطق الشديدة التلوث , مثل مدينة مانشستر .

    لكن هذا لم يحدث أبدا , مما يفضي بالعلماء لإقتراح وجود عوامل أخري تدخلت وسببت ذلك التغير في

    أعداد الفراشات , غير القدرة علي التخفي , والإفتراس من قبل الطيور

    وكذلك توجد بعض الخصائص -الصفات - التي توزيعها -إنتشارها يتناقض مع تفسير كتليويل

    ففي الأرياف , في مقاطعة ويلز , في بريطاني , كان معدل الفراشات السوداء أعلي مما كان متوقعا ,

    مما دفع بالعلماء البيولوجيين في ليفربول , أن يستنتجوا عام 1972 , أنها
    (ترجع لعوامل غير معروفة)

    وكذلك في المناطق الريفية شرق مقاطعة أنغليا , شكل 7-2-ب , والتي تتميز بأنها قليلة التلوث ,
    مما يعني أن الفراشات الفاتحة اللون هي التي ستتخفي , ويزيد عددها ,
    لكن ,حدث العكس , وجدوا أن نسبة الفراشات السوداء تجاوزت 80% .

    مما دفع بعالمين أخرين عام 1975 , ليصلا إلي أنه
    (إما أن تجرب الإفتراس والتخفي , وإختبارات ظهور الفراشات وتخفيها , كانت خاطئة مخادعة ,
    وإما أن هناك عامل ما أو بعض العوامل ,بالإضافة للتخفي والإفتراس , كان مسئولا عن هذه الزيادة

    الكبيرة جدا في أعداد الفراشات السوداء)

    ومن جهة أخري , تبدو الفراشات السوداء في جنوب ويلز , أكثر قدرة علي التخفي من الأخري فاتحة

    اللون , ورغم ذلك لا تتجاوز نسبتهم 20 % من جملة الفراشات .

    بجمع البيانات من 165 , موقع مختلف في بريطاني , وجد العالم ر.س.ستيوارد , أن هناك علاقة بين

    الإسوداد الصناعي , وبين تركيز مادة ال sulfur dioxide ,
    (ثاني أكسيد الكبريت , : أحد ملوثات الهواء)
    شمال ويلز -وليس جنوبها -عند خط العرض 52 درجة شمالا .
    (شكل 7-2 , س)

    إستنتج ستيوراد , أنه
    (في جنوب بريطانيا , ربما توجد عوامل أخري غير الإسوداد الصناعي , كان لها ذلك التأثير الأعظم

    في زيادة ونقص أعداد الفراشات ) , أكثر من مجرد التخفي والإفتراس .

    بعد تمرير القوانين المضادة للتلوث ,تناقصت أعداد الفراشات السوداء في شمال لندن , كما هو متوقع ,
    لكن ولسبب غير مفهوم , زادت أعدادها في الجنوب .

    لذا فإن النماذج النظرية الحديثة , صارت تأخذ في إعتبارها تلك التناقضات , ولكن فقط بإدخال عامل

    هجرة تلك الفراشات , وبإعتبار وجود سبب غير معروف -غير مرئي , ساهم في التفضيل والإنتخاب .
    بشكل أكثر وضوحا من مجرد التخفي والإفتراس من الطيور .

    بطريقة أخري ,كان تفسير كتليويل , بسيطا جدا , في حين أن الموقف , وبدون إندهاش , إتجه للتعقيد .
    ولم تكن تلك التناقضات الجغرافية وحدها معقده , إنما أيضا أدرك العلماء البيولوجيين بين عقدين

    1970 و1980 , أن الإسوداد الصناعي , ليست له علاقة بالتغيرات في نبات الليشين .

    __________________________________________________ _
    الدور المبالغ فيه لنبات الليشين

    لو كان السبب في زيادة أعداد الفراشات السوداء هو إسوداد جزوع الأشجار , المتبوع بموت وضمور

    نبات الليشين , الذي ينمو علي جذورها , بسبب تغطيته بالملوثات ,
    فمن ثم , فإن النقص في التلوث , لابد وأن يعقبه زيادة في نبات الليشين علي الأشجار , ومن ثم يقودونا

    إلي إنعكاس العملية , بزيادة أعداد الفراشات الفاتحة بتخفيها بين نبات الليشين .


    لاحظ كتليويل نفسه , في عقد 1970 , أن الإسوداد بدأ في الزوال , في شبه جزيرة ويرال , قبل عودة

    ظهور نبات الليشين .
    شكل 7-2-دي

    عندما بحث العالم ديفيد لي , وزملائه , الإسوداد في الفراشات في 104 موقع مختلف , داخل بريطانيا ,
    وجدوا ضعفا في العلاقة بين ظهور نبات الليشين وبين الظاهرة
    وإعتبروا ذلك (مدهشا -ومؤثرا علي نتائج تجارب كتليويل عن الإنتخاب الطبيعي )

    في أوائل عقد 1980 , وجد العالم سيريل كلارك , وزملائه
    أن هناك علاقه سبيبة في المملكة المتحدة -بريطانيا - بين زوال الإسوداد , وبين النقص في التلوث

    بثاني أكسيد الكبريت ,
    وكانوا مندهشين جدا لملاحظتهم أنه :
    (عبر الزمن , لم يكن هناك تغير ملوظ في أشجار شبه جزيرة ويرال )

    عالم البيولوجي الأمريكي , بروس جرانت , والبيولوجي في جامعة كامبردج , روري هوليت ,
    لاحظا في عام 1988 , أنه لو كانت الزيادة في الفراشات السوداء راجعه إلي نقص وجود الليشين علي

    الأشجار , فإن التنبؤ الصحيح المنطقي حينئذ , هو أن يظهر نبات الليشين علي الأشجار بعد زوال

    التلوث , ثم يتبعه زيادة أعداد الفراشات الفاتحة اللون من جديد .

    مستحيل , أن يكون العكس , بأن يوجد المتخفي أولا , ثم بعده بسنين يظهر المكان الذي يتخفي فيه .

    لكن العمل الذي قاموا به , أظهر أنه
    (يوجد بوضوح علي الأقل في منطقتين , زيادة في أعداد الفراشات الفاتحة ,رغم عدم ظهور نبات

    الليشين بعد ! وتلك المنطقتين هما ويرال و شرق أنغليا )

    بينما كانت الفراشات السوداء تزداد أعدادها وتنقص بين الحين والأخر-تبعا للتلوث- في بريطانيا
    كذلك في أمريكا كان يحدث المثل تماما ,

    أول فراشة سوداء أمريكية , سجلت بالقرب من ولاية فلادليفيا , عام 1906 ,

    ثم بدأت أعداد الفراشات السوداء في الإزدياد بسرعه .

    وبحلول عام 1960 , كانت تعداد الفراشات السوداء في جنوب شرق متشجن ,أكثر من 90 % ,

    وبالمثل عندما وضعت معايير وقوانين للتحكم في التلوث , بدأت الظاهرة تنحسر نوعا ما , ليحد العكس

    , كما شاهدنا في بريطانيا ,
    وبحلول عام 1995 , كان معدل الفراشات السوداء في جنوب شرق متشجن , هبط إلي 20 %


    لكن ذلك النقص في أعداد الفراشات السوداء , لم يكن راجعا للتغيرات في نبات الليشين ,الذي يغطي

    جذوع الأشجار .إذ أنه في متشجن مثلا حدثت الظاهره , بدون تغير ملحوظ في نبات الليشين .أو في

    ظروف تغطيته للأشجار .مما دفع بالعالم جرانت , وزملائه ليصلوا إلي أن
    (دور الليشين تم وضعه بطريقه غير صحيحة في النظرية -أي نظرية التطور والإنتخاب الطبيعي

    للفراشات السوداء)

    لذا فإنه في الولايات المتحدة , وكذلك في بريطانيا , كان نقص الفراشات السوداء سابقا لعودة الليشين

    للأشجار .فظهور أو إختفاء نبات الليشين لم يكن بتلك الأهمية التي كان يظنها كتليويل .

    التناقض كان واضحا , وأشار إلي مشكلة أعمق ,
    إذ ظهر لنا أن تجارب كتليويل , وغيره من العلماء التي تمت بين عقدين 1960 و1970 ,
    تمت في المكان الخاطيء ,


    _______________________________________________
    الفراشات peppered moths ,لا تقف أصلا علي جذوع الأشجار

    في معظم تجارب كتليويل , كانت الفراشات تطلق , وتلاحظ في النهار .
    وفقط في تجربة واحده
    (18 يونيو 1955) أطلق كتليويل فراشاته ليلا , ولكن قبل شروق الشمس بقليل

    بديهيا , هجر العالم كتليويل هذه الفكرة , لوجود صعوبات عملية تحيط بها , مثل حاجته لتدفئة

    الفراشات قبل إطلاقهم علي بطارية السيارة .

    لكن تلك الفراشات Peppered moths , هي طيور ليلية , وتجد موقعها الحقيقي للإستراحه من الطيران

    ليلا قبل الفجر .

    أما تلك الفراشات التي أطلقها كتليويل , في وقت النهار , بقيت معرضه ,للهجوم من الطيور الفترسه ,
    وصارت هدفا سهلا لها .

    وبالنظر في طريقته في إطلاق الفراشات , كتب كتليويل :
    (أعترف أن هذه الفراشات لو ترك لها حرية الإختيار , لربما إختارت مكانا أعلي علي الأشجار)

    ولكنه إفترض مع ذلك , أنه يجب أن يتلاشي ذلك , بسبب أن هذا قد يعد تكلفا وتحمل مالا تطيقه أدواته

    التكنولوجيه .

    قبل عقد 1980 , معظم العلماء شاركوا كتليويل فرضيته , , والكثير منهم كان مقتنعا بأن التجربة يمكن

    أن تتم بشكل سليم , إذا إستخدمنا عينات ميته من الفراشات مغراه -ملصقه , أو معلقه علي جذوع

    الأشجار .

    كتليويل نفسه , إعتبر تلك الفكرة سيئة , وكذلك بعض العلماء -الذين هم أنفسهم إستخدموا فراشات ميته

    للتجربه , إعتبروا أن ذلك غير مرضي -غير كافي للتصريح بنجاح التجربة .

    علي سبيل المثال , أجري العالمين جيم بيشوب , ولورانس كوك , تلك التجربة معتمدين علي فراشات

    ميته , تم لصقها بطريقه معينها علي الأشجار .
    لكنهم لاحظوا , أنه هناك بعض الإضطرابات -التناقضات , في نتائجهم , والتي :
    (ربما تشير إلي أنهم لم يختبروا الموقع الصحيح الذي تقف عليه الفراشات الحية )

    وعلي الرغم من ذلك , فإنه منذ عام 1980 , وقد تراكمت الأدلة ,مظهرة أن تلك الفراشات , لا تقف

    طبيعيا علي جذوع الأشجار .

    أوضح عالم الحيوان الفنلندي كوري ميكولا , أنه أجري تجربة عام 1984 ,مستخدما فراشات حبيسة ,

    ليختبر المكان الحقيقي الذي تقف عليه الفراشات .

    لاحظ ميكولا أن :

    (المكان الطبيعي الذي تقف عليه الفرشات , هو أسفل الفروع الصغيرة الأفقيه أو المائله قليلا عن الأفق

    , (وليست الأغصان الضيقه ))

    ربما أعلي في الظلل canopy
    -ويعني بالظلل , الأجزاء العليا من الأشجار التي لا تمس الأرض -تعليق المترجم

    وأن تلك الأنواع وقوفها علي جزوع الأشجار هو قليل الإحتمال ويتم بشكل إستثنائي .

    لاحظ أيضا ,
    (أن الفراشات من النوع النشط ليلا , مثل الفراشات في حالتنا هذه , عندما يطلق سراحها في الضوء ,

    فإنها تحاول اللجوء إلي أقرب مكان تقف عليه علي قدر الإمكان , فتقف علي الجزوع , لكن هذا ليس

    نموذجيا , ولا يحاكي الطبيعة)

    وبالرغم من أن ميكولا , إستخدم فراشات محبوسة , فإن الأدلة من الفرشات في البرية ,تدعم ما وصل

    إليه .

    في خمسة وعشرين عاما ,من العمل الذي يتم هذا المجال ,
    وجد العالم سيريل كلارك , وزملائه , واحدة فقط من الفراشات , وقفت بشكل طبيعي في البرية علي

    جزع شجرة .
    مما دفعهم ليصرحوا , بأنهم عرفوا مبدئيا أن هذا المكان لا تقف عليه الفراشات .


    عندما درس روري هوليت , ومايكل ماجيرس ,المواقع التي تقف عليها الفراشات في أماكن مختلفة في

    بريطانيا ,
    وجدوا أن ملاحظات ميكولا , علي فراشاته المحبوسة , صالحة للتطبيق علي البرية أيضا .

    لخصوا ذلك بأن :

    (يبدو مؤكدا أن فراشات بستون بتيولاريا , تقف في المكان الذي يجعلها مختفية من الاعداء ,)
    (وأن تلك الأماكن المعرضه للهجمات , - أي جزوع الأشجار - ليست مكانا ذا أهمية ليقف عليه أي نوع

    من فراشات بستون )

    في دراسة منفصلة عام 1987 , أكد عالما البيولوجيا البريطانيين توني لايبرت ,وباول براكيفيلد
    ملاحظات ميكولا , بأن
    (الأنواع كلها تقف دوما علي الفروع , والكثير من الفراشات أسفل الفروح أو جنبها , أو في الفروع

    الضيقه في الظله -أي أعلي الشجرة)

    في كتاب صدر عام 1998 , حول الإسوداد الصناعي ,
    دافع مايكل ماجيرس ,عن تلك القصه الكلاسيكية , حول الفراشات , وأنها دليل علي الإنتخاب الطبيعي

    , لكنها إنتقد ,المحاكاة الصناعية التي تمت في أجزاء كبيرة من التجربة ,
    ملاحظا أنه في معظم التجارب , كانت الفراشات :
    (واقفه) علي جذوع الأشجار الرأسية , علي الرغم من حقيقة أنها نادرا ما تختار مثل هذا المكان في

    البرية لتقف عليه .

    ولكن إذا كانت الفراشات , لا تقف علي جذوع الأشجار , فمن أين أتت تلك الصور , الموجودة في

    المراجع البيولوجية , والتي تظهر فراشات واقفه علي جذوع الأشجار .
    ؟

    __________________________________________________ ___
    الصور الفوتوغرافية المركبة

    لابد أن تلك الصور , التي أظهرت الفراشات علي جذوع الأشجار مزيفه ,
    بعضها صمم , بوسطه عينات ميتة , تم لصفها أو تدبيسها في الجزع ,
    والبعض الأخر , إستخدم عينات حية , وضعت يدويا , في المكان المطلوب
    ولأن الفراشات في فترة النهار , تكون خاملة , هادئة , فلذا بقيت في المكان الذي وضعهوها فيه , ثم

    إلتقطت الصورة

    إستخدمت تلك الفراشات , الموضوعة يدويا , في صناعة الأفلام الوثائقية التلفزيونية التي تدور في

    مجال الطبيعة ,
    أخبر عالم البيولوجي في جامعه ماساشوسيتس ,ثيودور سارجينت , مراسل مجلة واشنطن تايمز , في

    عام 1999 , أنه ألصق بعض العينات الميته من الفراشات علي جزع شجرة ,
    من أجل صناعة فلم وثائقي تلفزيوني , حول تلك الفراشات .

    ربما كانت تلك الصور المركبة , مبرره عند البيولوجيين , عندما إعتقدوا أن جذوع الأشجار تمثل

    مكانا مناسبا لوقوف الفراشات ,

    لكننا إكتشفنا العكس بعد ذلك ِ,وأن مكانها الطبيعي , الذي تقف عليه ليس الجذوع

    بحلول أواخل عقد 1980 , وعلي الرغم من أن تلك الممارسة-أي لصق تلك الفراشات أو وضعها يدويا

    - كان يجب أن تتوقف , لكنه وبالنسبه للعالم سارجينت , إن الكثير من الصور المزيفة صنعت بعد ذلك

    التاريخ .

    المدافعين عن القصة الكلاسيكية ,-أي تجربة كتليويل ,وهجوم الطيور ,وتخفي الفراشات - , جادلوا

    أيضا ,
    بأنه علي الرغم من أن تلك الصور مزيفة , إلا أنها تفسر السبب الحقيقي لظاهرة الإسوداد الصناعي .

    المشكلة هنا , هو أن ذلك السبب بالتحديد هو محل النزاع والخلاف , وليس مجرد تلك الصور .

    __________________________________________________
    الشكوك , حول القصة الكلاسيكية "تخفي الفراشات والهجوم من الطيور لإصطياد الغير متخفي"

    عندما إفترس الطيور , الفراشات في تجربة كتليويل , لم تكن الفراشات في مكانها الصحيح التي تقف

    عليه في الطبيعة -إذ أنها كما ذكرنا لا تقف علي جذوع الأشجار-

    تلك الحقيقة ,تدفع بشكوك خطيرة حول مدي سلامة ومشروعية تلك التجارب .

    في منتصف عقد 1980 , إنتقد العالمان البيولوجيان الإيطاليان جويسبي سيرمونتي وبولا كاتاستيني ,

    إطلاق الفراشات في وقت النهار ,في تجربة كتليويل , ولخصا لذلك , بأن تجربة كتليويل
    (وبناءا علي المعايير العلمية الحالية , لاتثبت بأي شكل كان , تلك العملية -أي الإنتخاب الطبيعي - التي

    أراد أن يختبرها)

    ولخصا ذلك بأن
    (الدليل الذي إفتقده داروين علي الإنتخاب الطبيعي , مازال يفتقده كتليويل)

    بعد عزل ,تجربة كتليويل عن مكانتها المنسوبة لها , بدأ بعض البيولوجيين اليوم ,يجادلون ,بأن فرضية

    هيسلوب هاريسون , الخاصة بالتأثير المباشر للتلوث , ربما تستحق نظرة أخري مجددا .

    بناءا علي عالم البيولوجي الياباني أتيوهيرو سيباتاني ,
    ( قصة الإسوداد الصناعي , يجب أن توضع علي الرف , علي الأقل في الوقت الراهن ,كنموذج

    فكري Paradigm خاص بالداروينية الحديثة)
    وأن فرضية هاريسون , يجب أن يعاد فحصها .

    أصر ستيباتاني , علي أن التفاني المطلق في العمل في النظرية الداروينية الحديثة , دفع بها إلي فصل

    -تلاشي مطلق للنظر في فرضية هاريسون الخاص بالتأثير المباشر للتلوث ,

    وأنه -أي الدراوينيين المحدثين - قبلوا بكل تفاؤل هذا الدليل المهزوز -أي تجربة كتليويل الخاصه

    بالإسوداد الصناعي- علي نظرية الإنتخاب الطبيعي

    وعلي الرغم من ذلك , فإن معظم البيولوجيين , بما فيهم الذين إنتقدوا تجربة كتليويل , يعتقدون أن

    السبب الرئيسي لظاهرة الإسوداد الصناعي , كان الإنتخاب الطبيعي , وليس التأثير المباشر للتلوث .

    فالجدال بالنسبة لهم إنحصر في البحث عن العوامل الأخري التي ربما تدخلت في توجيه تجربة كتليويل

    ,بخلاف افتراس الطيور


    في عام 1998 , كتب البيولوجي تيودور سارجينت , وزملائه النيوزيلانديين كرايج ميلر , وديفيد

    لامبيرت ,
    (نشعر بأن الظاهره -أي الإسوداد - ناتجه بالفعل عن الإنتخاب الطبيعي ,)
    رغم أن , الدعوي البديهية لتجربة كتليويل ,
    (ربما أعمتنا عن وجود دور لعوامل أخري ربما لعبت دورا معينا في قصة الإسوداد الصناعي)

    عدد سارجينت , ورفاقه , قائمة من عوامل عديدة , ربما تكون أثرت علي التجربة , من بينها الإختلاف

    المحتمل في تكيف يرقات الفراشات للتلوث , أو حساسية (ضعف) الفراشات ,عن مقاومة أعدائها

    الطفيليين , ولخصا بأن :
    (مركب معقد من هذه العوامل , ربما كان له أثر علي زيادة أو نقص أعداد الفراشات السوداء والفاتحة

    اللون ,التي تمكننا بالكاد من تسجيلها)


    من الممتع , أن نلاحظ وجود عوامل إنتقائية ساعدت علي حدوث تلك الظاهرة -الإسوداد الصناعي -في

    الخنافس , فالطيور تجد الخنافس كريهة جدا ومن ثم لن تأكلها -هذا هو العامل الأخر -
    وهذا العامل , يقلل من الدور الذي تلعبه فكرة الإفتراس والتخفي بسبب اللون الأسود

    تعليق المترجم -يعطي المؤلف مثالا علي وجود عوامل أخر , فإذا حدث إسوداد صناعي وصارت

    جذوع الأشجار سوداء , وكانت الخنافس سوداء , فإن عدد الخنافس سيزداد ,
    لسببين , أولا لن تراها الطيور -عامل التخفي
    ثانيا -الطيور بالفعل تكره أكل الخنافس
    وهذا هو العامل الثاني ,وهو الحقيقي فعلا .

    وكذلك يعتقد , بأن الخنافس تكون أقوي في المناطق الدخنة -التي بها دخان , لأنها تتميز بقدرتها علي

    إمتصار الإشعاع الحراري .-الشمسي - , وتسمي هذه الظاهرة بإسم (الإسوداد الشمسي Thermal

    melanism).

    وعلي الرغم من أنه لاأحد يصرح بأن الإسوداد الشمسي , لديه تأثير علي الفراشات , فإن هذا المثال

    يظهر أن ظاهرة الإسوداد الصناعي في تجربة كتليويل , ربما سببته أسباب أخري .


    الحاجة لإعتبار وجود أسباب أخري , لا تعني بالضرورة أن التخفي لا يقوم بأي دور في الحماية من

    إفتراس الطيور ,

    في الحقيقة , ما يزال عامل التخفي والإفتراس , هو العامل الأكثر أهمية في زيادة ونقص أعداد

    الفراشات السوداء في ظاهرة الإسوداد الصناعي .

    ذكر عالما البيولوجيا البريطانيين ,مايكل ماجيراس , ولورانس كوك , ملاحظات أخري متنوعة دفاعا

    عن تجربة كتليويل , وإسمتر في دفاعه , بالرغم من إعترافه بأننا نحتاج عمل أكثر في الموضوع ,

    وتجارب إضافيه بحثا عن عوامل أخري قد تكون أثرت علي التجربة .


    علي أية حال , يبدو واضحا , أن الدليل الدامغ علي الإنتخاب الطبيعي , الذي ظنه البيولوجيين يوما

    موجودا في الفراشات , لم يعد بعد موجودا .

    وكما كتب سارجينت , وزملائه ,عام 1998 ,

    (التفسير الكلاسيكي -لزيادة أعداد الفراشات السوداء -ربما يكون صحيحا ,كليا أو جزئيا ,ومع ذلك ,

    فإننا ندعي وجود أدلة غير مقنعة بدرجة كبيره علي ذلك , علي شكل ملاحظات صارمه , أو تجارب

    يسهل تطبيقها , لتدعم هذا التفسير في الوقت الحاضر)

    يبدو أن دليل داروين المفقود لإثبات الإنتخاب الطبيعي , ما يزال -علي الأقل بالنسبة للفراشات-
    غير موجود .

    __________________________________________________ __
    علم أم كيمياء ؟

    في عام 1998 , كتب عالم البيولوجيا التطورية في جامعة شيكاغو , جيري كوين , مراجعة لكتاب

    melanism :Evolution in Action لمؤلفه مايكل ماجيراس في مجلة الطبيعة Nature ,

    وكما رأينا فإن ماجيراس , دافع عن تجربة كتليويل , لكنه أيضا إعترف بالمشاكل التي تحيط بها .

    وتلك المشاكل كانت كافيه لتقنع , كوين , بأن التجربة بالفعل في أزمة خطيرة .

    كتب كوين :
    (من وقت لأخر , يعيد علماء التطور , إختبار التجارب الكلاسيكية , ويجدوا -لأمانتهم - أنها مزيفة ,

    أو بها أخطاء , أوحتي مجانبة للصواب)

    وبالنسبة لكوين , فإن حقيقة أن الفراشات لا تقف علي جذوع الأشجار ,
    (وحدها كافية لتشير إلي عدم سلامة وصحة تجارب كتليويل , التي أطلق فيه الطيور مباشرة علي

    جذوع الأشجار)

    وبعد رجوعه إلي أوراق كتليويل الأصلية , "وإكتشافه وجود أخطاء إضافيه" , لخص كوين هذا بأن
    (الحصان الثمين الجائزة , الذي نقدمه كمثال ثابت) علي نظرية التطور ,
    يبدوا أنه (سيء المظهر ,وغير جاهز بعد للعمل في المصنع ,ويحتاج رعاية شديدة)

    وتلك الرعاية -الإنتباه -الشديد , يتمثل كما وضح كوين , في إيجاد عوامل أخري إنتقائية ساعدت علي

    حدوث الظاهرة -كثرة الفراشات السوداء.

    وليس مجرد أن ندعي أن الظاهرة بسبب الإنتخاب الطبيعي كافيا ,, ولكنه من الضروري ,جدا , أن

    نكتشف القوي الأخري التي ساعدت علي حدوث تلك الحادثه ,
    يجب أن نتوقف عن أن ندعي أننا نفهم مسار الإنتخاب الطبيعي ,
    لمجرد أننا نعرف أن صفة أفضل من أخري .

    ولكن البيولوجي في جامعة وليام أند ماري , بروس جرانت ,إندفع بقوة ,مدافعا عن تجربة كتليويل .,
    علي حين أنه إعترف بأن هناك أشياء في الموضوع أكثر تعقيدا مما يبدو للقارئ في المراجع .

    فقد أصر جرانت علي قوله بأن
    (الدليل الداعم لتلك التجربة مبالغ فيه )

    وعلي الرغم من الدليل الذي ساقه جرانت , فإنه وياللدهشه , دليل نحيل .

    فقد أقر أننا
    (لانزال لا نعرف المكان الحقيقي الطبيعي الذي تختبيء وتقف فيه الفراشات)
    وقبل بأن ,
    (الجزء الأكثر ضعفا في تجربة كتليويل هو إطلاقه للفراشات في وقت النهار -أي الوقت الذي تكون فيه

    الفراشات خاملة)
    وكرر أرائه الخاصه , بأن هناك إعتبارات كثيرة تلفت الإنتباه ,بشكل كبير جدا
    حول (أهمية نبات الليشين في العملية !)


    ولكن جرانت , وبالرغم من هذا , صرح بأن تجارب كتليويل , صالحة علي أية حال ,
    إذ أنه توجد أدلة لا تقبل الجدال علي الإنتخاب الطبيعي ,
    وجادل بأنه حتي لو كانت كل التجارب المتعلقه بالإسوداد الصناعي خاطئة وألقيناها في البحر , لايزال

    لدينا مجموعة ضخمة من البيانات مسجلة , كأمثلة علي التغيرات التطورية الظاهرة .
    ولخص جرانت بأنه
    (لا توجد قوة تطورية أخري , تفسر إتجاه وسرعة ,وحجم التغيرات سوي الإنتخاب الطبيعي )


    ولكن مع هذا , فإن الدليل علي ظاهرة الإسوداد الصناعي ,ليس بالضرورة دليل علي الإنتخاب الطبيعي

    ,وبالتأكيد ليس دليلا علي دور الطيور المفترسة الإنتخابي
    وكما رأينا أعلاه , فإن الفراشات السوداء قد تكون لها القدره علي الحياة بشكل أفضل في البيئة الملوثة
    لأي سبب كان , وحتي البيولوجيين الذين يدافعون عن الخطوط الأساسية في تجربة كتليويل , يعترفون

    بأن (أسباب إنتقائية أخري غير مرئية ) لابد وأنها تدخلت في مسار التجربة .

    لاأحد يشكك بأن التغير في تعداد النوعين من الفراشات ,حدث ,ولكن ماذا كان سببه ؟

    في عام 1986 ,كتب عالم البيولوجيا التطورية جون إيندلير ,كتابا إسمه Natural selection in the

    wild الإنتخاب الطبيعي في البرية ,يعتبر هذا الكتاب النموذجي في مجاله .

    في الوقت الذي لم يكن فيه إيندلر ,مدركا للمشكلات المكتشفه في تجربة الفراشات , لذا وضعها في

    قائمته , كواحده من الأمثلة القليل , التي يكون فيها سبب إحداث الإنتخاب الطبيعي معروفا .

    لكنه صرح أيضا بأنه
    (إنتهي وقت الدراسات الرديئة والمتعجلة حول الإنتخاب الطبيعي) وبالرغم من أن معظم الباحثين ,

    راضون بمجرد إظهار أن الإنتخاب الطبيعي حدث , بدون البحث عن الأسباب , فإنه إيدلر كتب
    (بأن ذلك مشابهة للحديث عن أثر مادة كيميائية ,بدون معرفه السبب ,أو حتي الأليه التي يتم بها تأثير

    هذه المادة ,فتظاهرنا بقوة ,بأن الإنتخاب الطبيعي حدث ,في ظل نقص ,وضعف في معرفة الأسباب

    والأليات ,فهذه كيمياء أكثر منها أحياء )

    أظهر الإسوداد الصناعي في الفراشات , أن النسبة بين عدد كلا النوعين من الفراشات تتغير بشكل

    دراماتيكي مثير .

    هذا التغير ربما حدث نتيجة الإنتخاب الطبيعي , كما هو مألوف لمعظم البيولوجيين الذين يؤمنون

    بتجربة كتليويل ,
    لكن دليل كتليويل حول الإنتخاب الطبيعي أثبت خطأه , والأسباب الفعلية وراء تغير عدد الفراشات , ما

    تزال فرضيات غير متيقنه .

    وإذا نظرنا لظاهرة الإسوداد الصناعي , علي أنها تجربة إيضاحية علي الإنتخاب الطبيعي , وأنها "

    دليل داروين المفقود" فإنها بهذا لاتتجاوز نظرتنا للكيمياء .

    إفتح تقريبا أي مرجع بيولوجي يتعامل مع التطور ,
    ستجدهم يتحدثون عن تجربة الفراشات , علي أنها المثال الكلاسيكي , علي نظرية الإنتخاب الطبيعي ,

    وتكتمل الكذبه , ببعض الصور المزيفه للفراشات واقفة علي جذوع الأشجار .
    وهذا ليس علم , إنما صناعة أسطورة ! .


    __________________________________________
    الفراشات The Peppered moths

    تقريبا كل المراجع التي لها علاقة بالتطور , لا تكتفي فقط بإيراد تلك القصة الكلاسيكية حول الفراشات

    بدون ذلك المغالطات والإضطرابات والشكوك التي تحيط بها , بل وتتجاوز ذلك أيضا , بشرحها

    الموضوع مستخدمة صورا مزيفة مركبة للفراشات علي جذوع الأشجار .

    علي سبيل المثال , طبعة 2000 , من كتاب Kenneth miller and joseph levine's Biology
    تتضمن صورا مزيفة للفراشات علي جذوع الأشجار , وتطلق علي تجربة كتليويل بأنها
    (التجربة الإيضاحية الكلاسيكية -أي المعتمده - للإنتخاب الطبيعي),
    وبشكل مشابه , في طبعة 1999 , من كتاب Burton Guttman's Biology
    تتضمن نفس الصور , مصحوبة بتلخيص لتجارب كتليويل , ثم تطلق عليها أنها
    "الحالة المعاصرة الكلاسيكية -المعتمدة -كدليل علي الإنتخاب الطبيعي"

    تكرر الكثير من المراجع , خرافة أن وجود وإختفاء نبات الليشين هو المفتاح المحرك للظاهرة -

    الإسوداد الصناعي .

    في طبعة 1998 , من كتاب Biology :Visualizing life ,
    كتب جورج جونسون ,
    (مؤخرا , إعتمدت بريطانيا معايير صارمة للحد من التلوث الهوائي , وعادت الغابات القريبة من

    المراكز الصناعية مثل بيرمنجهام , تعود من جديد لتغطي بنبات الليشين , هل يستطيع الطلاب ,التنبؤ ,

    بماذا سيجد كتليويل ؟لو أعاد تجاربه اليوم )

    وطبعة 1998 , من كتاب Cecie starr and Ralph Taggart's Biology : the unity and diversity of

    Life , تضمنت الأتي :-
    (في عام 1952 , بدأ تفعيل القوانين الصارمة للتحكم في التلوث , وبدأ الليشين يعود من جديد ,

    وأصبحت أجزاء كبيرة من جذوع الأشجار ,خالية من السخام -أي البقايا الفحمية ,والملوثات - ,وكما

    ربما تتوقع , الإنتخاب الموجه directional selection بدأ في العمل من جديد في الإتجاة المعاكس)

    وكاتب المراجع العلمية الكندي , الذي عرف أن صور الفراشات مزيفة , وإستخدمها رغم ذلك .
    حيث أشير إلي بوب ريتر , أن قال :
    (يجب أن تنظر إلي الجمهور , كيف يمكن أن توصل المعلومات المعقده له , كمتعلم لأول مرة ؟)
    في أبريل -5- 1999 مجلة ألبيرتا ريبورت Alberta report Newsmagazine

    وأكمل ريتر بأن
    (طلاب الجامعات مايزالون متمسكين بالطريقة التي تعلموا بها .)
    وفسد سبب ذلك بأن :
    (ميزة هذا المثال علي الإنتخاب الطبيعي أنه مرئي إلي حد كبير جدا ,لذا يجب أن نخوض في الفكرة

    نفسها حول التكييف بواسطة الإنتخاب الطبيعي , ثم نعود بعد ذلك , لننظر لها نظرة نقدية)
    وأعلق بأنه ربما يكون مرئي فعلا , لكنه غير صحيح
    وبوضوح فقوله (ثم نعود بعد ذلك) ربما يطول وننتظر العمر كله بدون أن نري هذه الإنتقادات


    عندما علم البروفيسور جيري كوين , في جامعة شيكاغو ,بأخطاء هذه التجربة -تجربة كتليويل -عام

    1998 , كان متقنا لمجاله كعالم بيولوجيا تطوريا .

    خبرته هذه , تفسر لنا , كم هي مخادعة أيقونات التطور , لدرجة تضليل بعض المتخصصين الكبار جدا

    .

    كان كوين خجولا بشكل ملحوظ -مفهوم ,, عندما أكد أخيرا أن قصة الفراشات , التي ما تزال تدرس

    في الجامعات لسنين , هي خرافة . ,

    وردة فعل كوين هذه , تجاة تعلم الحقيقة , يظهر كم هي خيبة الأمل ,التي ربما تزداد ,بشكل عام بين

    البيولوجيين عندما يكتشفوا أن الأيقونات التي إدعوها للتطور , لا تمثل الحقيقة .

    وكما كتب كوين ,
    (وردة فعلي هذه, تشبه الفزع الذي لازمني ,عندما إكتشفت -في سن السادسة من عمري ,أن أبي وليس

    بابا نويل هو من أحضر لي الهدايا في ليلة الكريسماس )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خير الجزاء
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elserdap مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خير الجزاء
    في الحقيقة أخي , أتردد كثيرا عندما لا أجد تعليقات ,وأشعر أن عملي وعمل الإخوة لن يقبل عليه أحد بعد كل هذا المجهود الذي بذلناه -والذي ننتوي أن نبذله إن شاء الله-, لكن مثل هذه الدعوة الجميلة تعيد لقلبي الروح من جديد , فجزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب العهد مشاهدة المشاركة
    في الحقيقة أخي , أتردد كثيرا عندما لا أجد تعليقات ,وأشعر أن عملي وعمل الإخوة لن يقبل عليه أحد بعد كل هذا المجهود الذي بذلناه -والذي ننتوي أن نبذله إن شاء الله-, لكن مثل هذه الدعوة الجميلة تعيد لقلبي الروح من جديد , فجزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم .
    بالعكس أخي الحبيب
    عندما تدخل الفيس وتجد مقتطفات من ترجمتك في مناظرات وحوارات ساعتها ستشعر بالفائدة التي أدخلتها على المسلمين ..... وهذا هو الواقع بالمناسبة فانا عن نفسي أُدون الترجمات وأستخدمها في الحوارات ......... وعدم التعليق لا علاقة له بالاعجاب من عدمه .. فهذه طبيعة المنتديات في الغالب على العكس من الفيس بوك والتجاوب السريع ....... أضيف ما أجوحنا جميعا إلى ترجمات في هذه العلوم خاصة وأن موجة الملحدين الجدد من صغار الشباب المهووسين بالموضة الغربية .. فأنت على ثغر أخي الحبيب وفقك الباري وبارك في عملك ...
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,312
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    انا متابع لعملك و هنشر موضوعك علي صفحة مكافححة الالحاد بس بفضل ينزل في ملف كامل عشان ينزل باسمك كمترجم للموضوع و نضعه في ملف ورد

  6. #6

    افتراضي

    لا شك أن أعمالنا كلها تكون لوجه الله تعالى أولا وأخيرا ...

    ولكن بالفعل التعليقات تعطي للإنسان - على الأقل - انطباعا بأن ما يفعله هو مهم أو لا ؟
    وأما الواثق من نفسه وعظمة ما يقوم به :
    فلا ينظر لذلك ولا لذاك ...

    بالتوفيق أخي الكريم ..
    وأود أن أسألك عن بدايتك - أو بدايتكم - كيف كانت وكيف نشأت بخصوص موضوع الترجمة هذا ؟
    فلعل فيما ستقصه علينا فائدة لعدد كبير من شبابنا ( الخامل ) رغم ما يملكه من إمكانيات يمكنها قلب أي منضدة على أعداء الدين ..
    في انتظار ردك ...

  7. افتراضي ا

    لم يكن هدفي ترجمة كتاب لدعوة الملحدين مثلا , إنما أردت الإطلاع علي النظرية ,ولصعوبة الإطلاع عليها من المراجع العلمية
    وجدت مثل هذه الكتب هي معدة للقاريء العادي ,وفي نفس الوقت يوجد كم معلومات جيد جدا ,ليؤهل القاريء للتواصل مع المراجع البيولوجية ,وفي نفس الوقت تحمل ردود ,قد تحمي عقيدة المؤمن ,وفي نفس الوقت يطلع علي كم لابأس به من علم البيولوجي .
    يعني مثلا أنا متأكد ,أنه بقراءة مثل هذا الكتاب ,لن نكسب فقط ردود علي النظرية , وإنما سنكسب مهارة معرفة أسماء العلماء الداعمين للتطور ,الطريقه التي تتناول بها المراجع التطور ,ومعرفة أسماء الكثير من الكتب,وهكذا .
    بدأت ترجمة 3 فصول من هذا الكتاب , ثم فترت همتي قليلا , ثم جاءتني رسالة من أخي أبو شريف , الذي تعاون معي لإتمام الترجمة
    وبالفعل ترجمة فصلين إضافيين ,وهو ترجم أربعة فصول ,
    وباقي ثلاثة فصول تجري ترجمتها الأن , فصل أقوم به ,وفصل يقوم به أبو شريف ,وفصل يقوم به أخينا مؤمن -الذي إنضم إلينا ,

    كذلك إنضم إلينا أخ رابع ,سيشارك معنا في الكتاب القادم إن شاء الله , ويارب يكتب لنا النجاح

    بعد إتمام الثلاثة فصول , سنعيد مراجعة الكتاب ,ونوحد المصطلحات اللغوية بيننا ,(علي جروب خاص بنا علي الفيس)
    ثم نعرض الكتاب علي أحد الإخوة المختصين ,ليراجعه مراجعة علمية . ثم يكون الكتاب جاهز إن شاء الله .,

    , في الكتاب القادم إن شاء الله ,سيأخذ كل واحد مجموعة فصول ,
    وبالتالي يمكن للإخوة المتفرغين , الإنضمام إلينا ليشاركونا العمل ,وعسي أن يتحول هذا العمل من مجرد ممارسه شخصيه إلي مشروع عظيم
    وبالنسبه لكم أخي الكريم وللإخوة المناظرين للملحدين,وأعلم أنكم مشغولون جدا بالرد علي أفكار كثيرة , يمكنكم المشاركة مثلا بإختيار فصل واحد في الكتاب ,وترجمته
    -فصل واحد ممكن ياخد يوم أو يومين ,يعني شيء لا يحتاج مجهود ضخم
    لكنه بالنسبة لنا عمل عظيم , لإن لما أنت تاخد فصل ,وغيرك فصل ,هكذا ,,هيجمع معانا في الأخر .

    وملحوظة ,أيضا إذا قرأ أحد الإخوة ,وهو يجيد بالفعل الإنجليزية لكنه يخاف من إتقانه ,
    لا تقلق , لإننا سنراجع الفصل مع ترجمتك ,وسنصحح الأخطاء ,وربما إذا زاد العدد أكثر يراجع أكثر من مرة ,وبالتالي الأخطاء ستقل ,

    الهدف ,هو أن هذا المجال "الردود ضد الإلحاد والتطور" الصادرة بلغات أجنبية من مؤلفين أجانب, تخلو منه المكتبة العربية
    لذا سيعد هذا الكتاب إن شاء الله الأول في مجاله , -اللهم إلا كتب هارون يحيي , .
    وأنا متأكد أن هناك كتب كثيرة أخري , تصب في هذه الخانة ,وتخدم علي الأقل -الحوار الإسلامي ضد الإلحاد ,سنقوم بترجمتها تباعا إذا نجح المشروع إن شاء الله .

    وإذا كان لنا شعار فليكن
    "
    عزيزي القاريء العربي الذي تعاني المشقة وضياع الوقت والجهد في قراءة كتاب كامل بالإنجليزية ,
    ساعدنا بترجمة فصل واحد من الكتاب , وسنقدم لك الكتاب كاملا مترجما إلي العربية ومراجع لغويا وعلميا من قبل مختصيين ,.
    "

    وجزاكم الله خيرا ,ووفقكم الله وكتب لنا الإخلاص إن شاء الله

  8. #8

    افتراضي

    بارك الله فيكم وفي جهودكم ما شاء الله ...
    وحفظكم الله من كل سوء ...

    الهدف ,هو أن هذا المجال "الردود ضد الإلحاد والتطور" الصادرة بلغات أجنبية من مؤلفين أجانب, تخلو منه المكتبة العربية
    لذا سيعد هذا الكتاب إن شاء الله الأول في مجاله , -اللهم إلا كتب هارون يحيي , .
    وأنا متأكد أن هناك كتب كثيرة أخري , تصب في هذه الخانة ,وتخدم علي الأقل -الحوار الإسلامي ضد الإلحاد ,سنقوم بترجمتها تباعا إذا نجح المشروع إن شاء الله .
    سأحاول جاهدا بإذن الله تعالى محاولة عمل حلقة وصل بينكم وبين أحد المشاريع الدعوية التي قد تتبنى نشر أعمالكم رسميا بإذن الله ..
    هو أمل أرجو من الله تعالى أن يتحقق على يدي او أكون جزءا يسيرا منه أو من إتمامه ...

    وأما المشاركة في الترجمة أخي الكريم : فللأسف الشديد لا أستطيعها لا وقتا ولا تفرغ بال الآن على الأقل ...
    ولكن الخير في باقي الإخوة والشباب ما شاء الله ...
    بالتوفيق ...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقدمة كتاب "أيقونات التطور" المترجم الذي أوشكنا علي الإنتهاء من ترجمت
    بواسطة صاحب العهد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-29-2013, 05:59 PM
  2. التناظر بين أطراف الفقاريات كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)
    بواسطة صاحب العهد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-26-2013, 12:45 PM
  3. الأركيوبتركس كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)
    بواسطة صاحب العهد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-22-2013, 04:02 PM
  4. عصافير دارون كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)
    بواسطة صاحب العهد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-18-2013, 03:19 PM
  5. تجربة ميلر -يوري كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)
    بواسطة صاحب العهد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-17-2013, 06:18 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء