من باب الإنصاف
أقتنعُ بهذه الإجابة ، و أتفقُ معها .
ولا زيادة سوى من إجراء بسيط أنصح به نفسي أولاً :
قبل أن أهم في الحديث سأقف، أغمض جفنيّ، أتنفس، أسترخي، أتأمل، أتفكر ، في
شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأحاول تقمص خُلق لسانه ،
ثم أتحدث .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله
أعمى هو - أو معدوم الخبرة بالحراثة - مَن لا يرى فرق تربة عن تربة ...!
وفي الآية الكريمة : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه .. والذي خبث لا يخرج إلا نكدا " ...
يقول فيها ابن عباس رضي الله عنه :
" هذا مثل ضربه الله لأدم وذريته كلهم إنما خلقوا من نفس واحدة، فمنهم من آمن بالله وكتابه فطاب ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث " ..
فكل مَن بانت له حجة الحق وقامت عليه فردها : فهو خبيث النفس مريض ...!
وفرق بين التربة السهلة التي تتطلع إلى الماء والحرث من قبل أن يأتيها فكأنها تطلبه طلبا - ولا تحتاج جهدا جهيدا في حرثها وتقليبها -
وبين تربة سبخة أو عنيدة تتطلب الضرب والحرث بقوة لتجري فيها مجاري الماء والهواء والشمس - إن جرت - لتنبت البذور - إن نبتت -
واختلاف معادن الناس (أو تربتهم كما مثلها النبي في أكثر من رواية) : هو معلوم لكل عامل في الدعوة ...
ونحن هنا نحرث ونزرع وتماما : كما نصد وندافع ونقلع ونجتث الخبيث - ولو لم يكن خبيثا ولو كان لا يرى في الحوار منفعة فلماذا آتانا في الأصل ؟ -
" ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " ....
فالفرق الذي لا يدركه البعض أننا في جهاد .. والجهاد يحتاج لتمايز بين مَن يستحق (الدعوة) ومَن يستحق (الرد والإلجام) !
ولو كان المطلوب من المؤمن أن يتعامل (على الدوام) مع الكفار والمنافقين والمستهزئين باللين والحكمة والموعظة الحسنة :
ما كان قال الله تعالى عن أقوام معاندين محاربين فاسدين :
" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير " ....!
ولم يكن ليقول بعامة :
" أشداء على الكفار : رحماء بينهم " ...
وصدق القائل :
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مُضِرٌّ كوضع السيف في موضع الندى
وقول الشاعر العربي :
وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان *** وبعض الحلم عند الجهل للذلة إذعان
وها هي تأتينا مجاميع المخالفين وينزلون عندنا ...
فمَن نزل عندنا بأدب وحلم سائئلا مستفسرا أو طالبا لحوار راق : نال بغيته ..
وأما غير ذلك ممَن ينزل متعجرفا مغرورا سابا منتقصا لدين الله : فإنما هي بضاعتها نردها إليه ..
والحمد لله :
ليس هناك أحلم منا ولا أصبر منا ولا أعرف منا بعدد الذين هداهم الله تعالى في المنتدى على العام والخاص بفضله وإحسانه ..
والخاص في ذلك أضعاف أضعاف ما يظهر على العام ولله وحده المنة والشكر ..
ولا حاجة لنا باستيلاد الهداية من مَن يصف نفسه بالعقم ويمجد الإلحاد وينتقص الدين فيقول :
فهذا هو الأشبه حالا بأهل الكهف في نومته عن حقيقة الإلحاد ومصائبه وكمال دين الله عز وجل !!!..
< مع ما بينهما من فارق كالثرى والثريا > !!!!.. وإلى آخر هراءاته التي يسكبها نقلا بغير فهم ولا استيثاق ..
وإلى آخر تناقضاته في إلحاده المضطرب الذي خلط فيه المادي بغير المادي وعالم الشهادة بعالم غيب من صنعه وإخراجه يتحدث فيه عن الضمير والأخلاق !
فمثله يجب صدمته أولا لنزع غروره الفارغ وانتفاشه الموهوم .. ثم ليقضي الله بعد ذلك أمرا كان مفعولا ...
أما أن نطبطب على كتف كل مرتد ساب للدين مطلق للأكاذيب والشبهات الساقطات معاند بغير دليل :
فلا والله :
لا أعلم نصا من قرآن ولا سنة يبيح ذلك - فإن كان هناك أحد يعلم نصا عاما في ذلك فليخبرنا به ! -
" مَن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه .. ومَن ضل فإنما يضل عليها " ...
بالتوفيق ....
Bookmarks