موضوع غريب عجيب لم أرى اعجب منه إلا هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1966730د. هيثم طلعت
السلام عليكم ورحمة الله مرحبا بالأحباب والشكر موصول للمتابعين أسأل الله أن يوفقني ويصلح شأني
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
حديثنا الليلة – إن شاء الله - حول الرق من منظور إسلامي والتعليق من الجانب الإلحادي ..!!
وبداهة أنا لا اُفضل حوارات من هذا القبيل لأنه المفترض أن يكون الحوار في الأصول قبل الفروع .. أو العقيدة قبل الشريعة ...!!
وما دفعني لقبول الأمر هو أن مسألة الرق تعتبر أشهر شبهة يتحدث عنها الإلحاد على الإطلاق .. بل والعلمانية أيضا ..وأذكر أني استمعت مرة للعلماني الأهبل سيد القمني وهو يطالب بإزالة أبواب الرق من الفقه الإسلامي .. لذا وجدتها فرصة أن أطرح ما عندي في هذه المسألة والله المستعان ..!!
بداية سأطرح ما عندي في نقاط وأرجو التركيز جيدا
أولا : العبودية هي مرحلة أساسية في تاريخ الجنس البشري ومن مقتضيات عصور بشرية أصيلة .
ثانيا : لا يوجد في تاريخ البشرية ديانة ولا فلسفة ولا مذهبا ولا فِرقة إلا وأجازت الرق واعتبرته بديهة وجودية .
ثالثا : اختفاء الرق في القرن الماضي كان فقط لظهور المكائن – الآلات التي حلت محل البشر – وإلا فالرق كان وسيظل موجودا ما وُجد الإنسان .
رابعا : لا يوجد مانع ديني ولا أخلاقي ولا مادي ولا علمي ولا فلسفي ولا إلحادي يمنع من ممارسة الرِق.. والذي يزعم أنه يوجد مانع يتفضل بطرحه بالأدلة .
خامسا : لم يتوقف الرق فجأة لضجر العبيد أو لرهافة إحساس الأسياد .. ولكن فقط نتيجة استغناء مباشر عن العبيد بالمكائن التي ظهرت في القرن الماضي .
سادسا : لم يعرف التاريخ ناقدا للعبودية على طول الخط وانتهاء العبودية لم يكن عن وعي العبيد ولم يكن عن شفقة الأسياد وإنما جاء كنتيجة بديهية لعدم الحاجة إليهم كما قلنا فقد حلت المكائن محل العبيد ... ولذا يقول نيتشه " لو أمطرت السماء حرية لأمسك العبيد مظلات ."
فلاسفة الدنيا كلها أطبقوا على أن مفهوم الرق مفهوم صحيح أخلاقيا وسنذكر بعض الأمثلة :
1- كان أرسطو يرى أن العبودية أمر بديهي وكان من أشد المؤيدين لها والحريصين عليها
2- قال أرسطو : الذي يخضع للقانون هو أيضا عند مستوى ما من العبودية .
3- جمهورية أفلاطون الفاضلة لا تخلو من العبيد .
4- يؤيد هيجل العبودية بشدة ويرى أن العبد يحقق متعته في خدمة سيده .
5- يقول كارل ماركس بدون عبيد لا وجود لأمريكا الشمالية .
http://www.marxists.org/archive/marx...s/46_12_28.htm
سابعا : يرى هيجل أن الغريزة الأساسية في الإنسان هي الرغبة في نيل الإعتراف وفي هذا الإطار فالعبد يحقق غايته تماما فالعبد يحقق متعته في خدمة سيده وهو في ذلك يسعى إلى الرغبة في الاعتراف والعبد لا يتمرد على سيده أبدا لأنه أصلا لا يعرف أنه ينقصه شيء فهو رغباته المادية يحققها من أموال سيده ورغباته فوق المادية مثل الرغبة في الاعتراف يحققها ببراعته في عمله بل وكلما كان أكثر اخلاصا لسيده كان اكثر تحقيقا لهذه الرغبة لذا فالعبد لا يشعر أنه عبد بل يتحرك في إطار عقلاني يستوعبه ويستوعب سيده لذا لم يتمرد العبيد فالعبد في البداية والنهاية مسوق إلى الدور المطلوب منه - كالسيد تماما - .
ثامنا : يقول جون لوك " الملوك في أمريكا القديمة والذين كانوا يملكون أراضي شاسعة هم أفقر ماديا من عامل انجليزي في ورش مانشستر " فهذا صحيح على المستوى المادي ومستوى المتع التي يحصل عليها العامل لكن الملك لديه من يعترف به فتزداد سعادته فالسعادة قيمة نسبية لا علاقة لها بالوسائل المادية المتاحة .
تاسعا : في لحظة ما عندما نحتاج للعبيد سيعود العبيد خاصة وأنه بعد اختراع الأسلحة النووية ظهرت في الأدب العالمي فكرة احتمالية أنه في أي لحظة يمكن أن يخسر العالم كل التكنولوجيا الحديثة ونعود للخيل والجمال مرة أخرى وفي فيلم محارب الطريق the road warrior للمنتج الاسترالي جورج ميلر نرى حضارة مستقبلية قائمة على الخيل والعربات التي تجرها الحيوانات .
المصدر : نهـاية التاريخ وخاتم البشر ... فرانسيس فوكوياما .... ترجمة : حسين أحمد أمين الطبعة الأولى 1993 مركز الأهرام للترجمة والنشر .ص 86
عاشرا : الذي ينتقد العبودية الآن هو حتما سينتقد عمليات السمسرة التي تجري للاعبين في كل أندية العالم وهو يستسيغ عملية سمسرة اللاعبين ولا يستسيغ مسألة الرق فقط بسبب المعاصرة – فهو معاصر لسمسرة اللاعبين ولم يعاصر مسألة الرق - ولذا لم تتبين له كل جوانب المسألة وظن أن الرق كما يحاول أن يصور الأدب الغربي خاصة مع الصورة القاتمة لمعاملة العبيد التي كانت تجري في الدولة الرومانية فظن أن هذا هو الرق وهذه هي حقيقته .
إذن الرق أمر بديهي عبر التاريخ وعبر الجغرافيا .. والحفاظ على حقوق الرقيق هو الوصية العاشرة من الوصايا العشر في التوراة " سفر التثنية 5-21 "
والحفاظ على حقوق الأسياد ووجوب طاعتهم مِن قبل العبيد هو وصية الإنجيل " الرسالة إلى أفسس 6:5 "
ولم يكن الإسلام بِدعا من الأديان ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بِدعا من الرسل فقد جائت الوصية مباشرة بحفظ حقوق الرقيق في الإسلام .
حفظ حقوق الرقيق في الإسلام :
1- {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} ﴿٣٦﴾ سورة النساء
2- { فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف } ﴿٢٥﴾ سورة النساء
فأمر سبحانه مَن أراد أن يتزوج من أمته أن ينكحهـا بإذن أهلهـا وأن يعطيهـا مهرهـا كاملا !!
3- لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي ..... صحيح مسلم
4- إنّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم .... متفق عليه
ولذا صار الرقيق في الدولة الإسلامية ملوكا وحُكـاما وأصبحت فترات تاريخية كاملة في حُكم بعض الدول حِكرا على الرقيق – دولة المماليك في مصر - .
ولا يعرف تاريخ الإنسانية دينـا أشد حرصا على الرقيق من الإسلام ....... يكفي أن تعلم أن هناك ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين يوم القيامة:-
1- رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ثم أدركني فآمن بي
2- ورجل كانت له أمة فأعتقها وتزوجها
3- وعبد أدى حق الله وحق مواليه .
إذن الرجل لو أعتق جاريته وتزوجها له أجره مرتين
والعبد الذي يطيع سيده له أجره مرتين
ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه " والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك ."
إذن لا تختلط عليك الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن الرقيق – العربدة الرومانية -والصورة التي حددت لنـا أُطرهـا الآيـات والأحـاديث.. !!
هل يعقل ونحن في هذا العصر أن يوجد من يدافع عن الرق و العبودية وفوق ذلك يجد من يشكره ويثني على ما "جاد" به ؟
Bookmarks