النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ماهية العقل والنقل ومدارك اليقين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي ماهية العقل والنقل ومدارك اليقين


    [المطلب الأول]
    ماهية العقل والنقل ومدارك اليقين
    · ما المقصود بالعقل ؟

    · ما هى الغاية الرئيسية من وجود العقل ؟

    · ماهى حدود المعرفة بالعقل ؟

    · ماهى العتبات المطلقة للحواس الخمس ؟

    · انعدام رؤية الأشياء يكون لسببين اثنين .

    · العقل الصريح ومدارك اليقين .

    · ما المقصود بالنقل ؟

    · جملة النقل تمثلت فى القرآن وصحيح السنة .

    · النقل الصحيح حجة ، ولايثبت إلا بقواعد المحدثين .


    ماهية العقل والنقل ومدارك اليقين
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    من أهم الأمور التى ترسخ العقيدة السليمة فى قلوب المسلمين ، وتزيل الخلاف بينهم ، وتقرب القلوب إلى التمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة : بيان حقيقة العقل والنقل ، فالعلاقة بينهما تعد عاملا حاسما فى تحديد هوية المسلم واعتقاده ، لاسيما فى باب الغيبيات.

    ما المقصود بالعقل؟
    " العقل غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده ، تابعة للروح ،
    موضوعة في الجانب الغيبي من قلب الإنسان ، لا نعرف كيفيتها ،
    نتعرف على وجودها من خلال أفعال الإنسان في ظاهر البدن."

    فالعقل غريزة لا نعرف كيفيتها ، ولكن نتعرف على وجودها من أفعال الإنسان فى ظاهر البدن، فيقال هذا عاقل إذا فعل أفعال العقلاء ، وهذا مجنون إذا لم يتصف بها .
    والعقل موجود فى القلب ، والدليل قوله تعالى :
    " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" ( الحج:46)

    ما هي الغاية الرئيسية من وجود العقل؟
    دور العقل يتمثل فى إدراك المعلومات ، وجمعها عن طريق الحواس، وترتيبها ، وتخزينها فى الذاكرة لاستدعائها . والغاية الرئيسية من وجود العقل هى معرفة الإنسان ما ينفعه وما يضره ، وكيف يحصل الخير الأعلى والأفضل دائما .
    والعاقل هو الذى يحرص على جلب المنافع والخيرات وتحصيلها ، ودفع المضار والمفاسد وإبعادها ، ويتحمل المشقة الأدنى لتحصيل المنفعة الأعلى ، ويحرص على الباقى ويزهد فى الفانى، ولا نجد عاقلا يفضل الخير الأدنى على الخير الأعلى .
    ولذلك كانت دعوة الإسلام راقية عظيمة موافقة للفطرة ، لأنها بنيت على إيثار المصالح العليا، وأعظمها الجنة ، ودفع المضار، وأشدها : النار. قال تعالى :
    " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " (الأعلى : 16 ، 17 )
    وقال تعالى عن أهل النار :
    " وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ " (الملك:10)
    وهؤلاء كانت لهم عقول يميزون بها أمور الدنيا كلها ، الجليل والدقيق ، ولكن كانوا للآخرة لا يعقلون ، ولكلام الله لا يسمعون .
    ما هي حدود المعرفة بالعقل؟
    حدود المعرفة بالعقل :
    1- ما وقع تحت مدارك الإنسان من معلومات يدركها بحواسه الخمس .
    2- وما نشأ فى القلب من علم نتج عن :
    · النظر فى عالم الشهادة من خلال الأسباب .
    · الدلالات العقلية المختلفة ، كفهم دلالة الأسباب على نتائجها ، والعكس .
    والله خلق الإنسان بجهاز إدراكى محدود ؛ تحقيقا لحكمة الله فى تكليف العباد بالشرائع والأحكام ، وتمييز الحلال من الحرام ، ووجوب التصديق الجازم بما جاء فى رسالة الإسلام، من كل خبر ورد عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ، وأركان الإيمان ، وتحريم القول على الله بغير علم ، وتقديم العقل والهوى على نصوص الشرع .
    " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " ( النحل : 78)
    ما هي العتبات المطلقة للحواس الخمس؟

    أى : ما هي الحدود التقريبية التي يمكن أن يستقبلها الجهاز الحسى من المؤثرات الخارجية .
    العتبات المطلقة لحاسة البصر : أن يدرك العقل عن طريق حاسة البصر : صورة شمعة مضاءة تُرى على بعد 30 ميلاً في ليلٍ مظلمٍ صافٍ في الظلام 290 مليميكرون .
    العتبات المطلقة لحاسة السمع : أن يدرك العقل عن طريق السمع : صوت دقة ساعة في ظروف هادئة تماماً على بعد 20 قدماً.
    العتبات المطلقة لحاسة الذوق : أن يدرك العقل عن طريق الذوق : ملعقة صغيرة من السكر مذابة في جالونين من الماء .
    العتبات المطلقة لحاسة الشم : أن يدرك العقل عن طريق الشم : نقطة عطر منتشرة في غرفة مساحتها 6 أمتار مربعة .
    العتبات المطلقة لحاسة اللمس : أن يدرك العقل عن طريق اللمس : جناح ذبابة يسقط على الصدغ من مسافة 1 سم تقريباً.
    فإذا كان الجهاز الإدراكى في الإنسان قاصرا بتلك الصورة في الدنيا ؛ فمن الصعب أن يرى ما وراء ذلك مما يحدث في القبر من عذاب ، أو نعيم ، أو يرى الملائكة ، أو الجن ، أو عالم الغيب، أو يرى ذات الله وصفاته من باب أولى ، وعدم رؤيته لهذه الحقائق لا يعنى عدم وجودها .

    انعدام رؤية الأشياء يكون لسببين اثنين
    إن الشيء لا يرى لسببين هما :
    1- خفاء المرئي . 2-ضعف الجهاز الإدراكى للرائى .

    وهذا شأن موسى عليه السلام لما سأل ربه الرؤية ، فتجلى الله للجبل الذى يتحمل أقصى درجة من ضوء الشمس ، والذى لا يتحمله الإنسان أكثر من تسعة دقائق تقريبا ، قال تعالى:
    " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " (الأعراف:143)
    ومن ثم فإن من الخطأ طلب البحث عن ، كيفية الذات الإلهية ، أو كيفية صفاتها ، أو كيفية الأمور الغيبية ، اللهم إلا إذا حدث خرق للعادة فى بعض معجزات الأنبياء ، كما فى حديث الكسوف أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
    " لقد رأيت فى مقامى هذا كل شئ وعدته ، حتى لقد رأيت أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتمونى جعلت أتقدم ، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا " . ( البخارى )
    أما أمر الإدراك فى الآخرة فمختلف تماما ، فالإنسان يوم القيامة يكون على صورة آدم طوله ستون ذراعا ، فإذا قال النبى صلى الله عليه وسلم r :
    " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته "
    علمنا أن إدراك العين المبصرة فى الدنيا ، يختلف عن إدراك العين المبصرة فى الآخرة ، ولذلك وجب الإيمان بالرؤية فى الآخرة ، وبصفات الله تعالى دون البحث عن كيفيتها

    العقل الصريح ومدارك اليقين
    أقصى حدود العقل الصريح أن يتعرف على وجود الله وعظمته من خلال الأسباب ودلالتها، وهناك عدة أمور يدرك بها العقل حقائق الأشياء على وجه اليقين :
    أولا : البديهيات والأوليات :
    فكل مفعول لابد له من فاعل ، وكل نتيجة لابد لها من سبب ، فنحن ما رأينا سيارة تتحرك دون قائدها ، أو أوراقا كتبت وحدها بغير كاتبها .

    ولذلك حكمت مريم عليها السلام بالبديهيات لما أتاها الملك :
    " قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " (مريم :19،20)
    فمريم عليها السلام تعنى أنه لم يمسسها بشر بزواج ، وأنها لم تكن بغيا بزنا ؛ لأن البديهيات تجعل العقل يحكم حكما يقينيا بأن الولد لا يأتى إلا عن طريق مشروع أو ممنوع .

    ولما سئل الأعرابى عن وجود الخالق قال :
    " إن البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ،
    فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، ألا تدل على اللطيف الخبير ؟"
    فبنى إجابته على دلالة الأوليات على الخالق باليقين ، وأنه من المحال عقلا وجود مخلوق بغير خالق . قال تعالى :
    " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ "
    ( الطور : 35 ،36)
    فالمفعولات دالة على الأفعال ، والأفعال دالة على الصفات ، والمخلوق يدل على الخالق .

    ثانيا : المحسوسات :
    المحسوسات من الأمور التى يدرك بها العقل الحقائق ، وهى من مدارك اليقين .
    وبالمحسوسات يثبت الحكم فى جريمة الزنا على وجه اليقين . قال تعالى :
    " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً " ( النور : 3)

    وقد أمر الله عباده باستخدام المحسوسات فى النظر إلى الإبداع فى المخلوقات . قال تعالى :
    " أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ .وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ . فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ " ( الغاشية : 17-21)

    ثالثا : المتواترات :
    المتواترات من الأمور التى يدرك بها العقل حقائق الأشياء ، وهى : الخبر المتواتر بنقل العدل الضابط الصادق ؛ كعلمنا بوجود مكة والمدينة .
    والمتواتر من الأحاديث هو ما رواه جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب ، عن جمع آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب ، إلى نهاية الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم r والحديث المتواتر يدل على اليقين .
    ويحصل اليقين أيضا بخبر الواحد المعروف بالعدالة والضبط وعدم الكذب ، كالراوى الثقة الذى لم يعرف بارتكاب كبيرة ، ولا إصرار على صغيرة .
    وقد بعث رسول الله إلى الملوك رسولا واحدا يدعوهم إلى الإسلام ، وكان كل رسول يعلم الناس أحكام دينهم عقيدة وشريعة ، وافترض على كل جهة قبول رواية معلمهم ، فصح قبول خبر الواحد الثقة عن مثله مبلغا عن رسول الله .

    رابعا : التجريبيات :
    التجريبيات من الأمور التى يدرك بها العقل حقائق الأشياء ، كحكمك أن النار محرقة ، وأن الماء يطفئها ، فهى سنن وعادات ، وتجارب وممارسات تدل على حدوث اليقين فى النفس .
    لذلك حذرنا الله من العصيان ، وذكرنا بما حدث لأعدائه فى سالف الأزمان .
    قال تعالى :
    " قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " ( آل عمران :137)
    وعند البخارى من حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
    "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين "

    خامسا : الاعتراف :
    من الأمور التى يدرك بها العقل حقائق الأشياء ، اعتراف الإنسان على نفسه بذنبه ، وهو سيد الأدلة ، وعليه أقام النبى صلى الله عليه وسلم r الحد ، ورجم الزانى والزانية .
    روى مسلم عن بريدة بن الحصيب رضى الله عنه أنه قال : " جاء ماعز بن مالك إلى النبى صلى الله عليه وسلم r فقال : يارسول الله طهرنى ، فقال : " ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه"، قال بريدة : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يارسول الله طهرنى ؟ فقال : " ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه"، فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يارسول الله طهرنى ؟
    فقال النبى صلى الله عليه وسلم r مثل ذلك ، حتى إذا كانت الرابعة ، قال له رسول الله r : " ؟فيم أطهرك ؟ " فقال : من الزنا . فسأل رسول الله r : " أبه جنون ؟ " فأخبر أنه ليس بمجنون ، فقال : "أشرب خمرا ؟ " فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر . قال بريدة : فقال رسول الله r : "أزنيت؟" فقال : نعم . فأمر به فرجم ".

    وغاية ما للعقل الصريح النظر فى الأسباب ، والتعرف بدلالتها على وجود الخالق ، فقول العامة : ربنا عرفوه بالعقل ، لا يحمل إلا على معرفة وجوده من خلال النظر فى الأسباب ، والتعرف من خلالها على عظمته ، وعلمه ، ومشيئته ، وحكمته .
    وأما لو أردنا أن نتعرف على عالم الغيب ، أو ما يحدث فى القبر ، أو عالم الملائكة والجن ، أو نتعرف على ذات الله وأسمائه وصفاته ، فلابد من طريق آخر وهو : طريق النقل .

    المقصود بالنقل
    والمقصود بالنقل : الوحى المتمثل فى كتاب الله وسنة رسوله ويسمى أيضا بـ : الشرع ، أو السمع ، أو الخبر .
    والنقل : هو ما جاءنا من الله يعرفنا فيه بنفسه ، فبين لنا أسماءه وصفاته وأفعاله ، وما فى عالم الغيب .

    جملة النقل تمثلت فى القرآن وما ثبت فى السنة
    وقد تلقاها النبى عن طريق الوحى بصوره المختلفة . قال تعالى :
    " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " ( النجم : : 3، 4)
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ "
    ( الشورى : 51)

    وقد تحددت بهذه الآية وسائل خطاب الرسل مع ربهم :
    (1) الوحى من خلال الرؤيا فى المنام
    قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :
    " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى "
    (الصافات : 102)
    وهذه الرؤيا للأنبياء وحى ، ولغيرهم مبشرات ، ولا قيمة لها فى إثبات الأحكام ، او إلزام النفس بأى اعتقاد يراه فى المنام ، أو إلزام الآخرين بمقتضاه .
    (2) الكلام الإلهى المباشر من وراء حجاب بدون واسطة يقظة
    قال تعالى : " وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا " ( النساء : 164)
    (3) الكلام الإلهى غير المباشر بواسطة إرسال أمين الوحى جبريل
    وله فى كيفية التبليغ إحدى حالتين ، كما فى حديث الحارث بن هشام رضى الله عنه أنه سأل رسول الله rصلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحى ؟ فقال رسول الله r :
    " أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس وهو أشده على ، فيفصم عنى وقد وعيت عنه ماقال ، وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فأعى ما يقول " ( البخارى )

    وقد انقطع الوحى ، فلا ينزل على بشر إلى يوم القيامة ، فمن ادعى أن ما يقوله أو يكتبه إنما تلقاه بطريق الوحى، فقد كذب على الله ورسوله ، ومن ذلك قول القائل من غلاة الصوفية :
    " أخذتم علمكم ميتا عن ميت ، وأخذنا علمنا عن الحى الذى لا يموت ، يقول أمثالنا : حدثنى قلبى عن ربى ، وأنتم تقولون : حدثنى فلان ، وأين هو ؟ قالوا مات ، عن فلان ، وأين هو ؟ قالوا : مات ".

    وكذلك ادعاء محيى الدين بن عربى أن كتاب الفصوص أخذه من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوبا من اللوح المحفوظ ، وكذلك ما ادعاه عبد الكريم الجيلى من أصحاب مذهب وحدة الوجود حيث قال : "يتجلى الحق سبحانه وتعالى على العبد بتجلى يسمع فيه صلصلة الجرس "!

    النقل الصحيح حجة يوجب تصديق الخبر وتنفيذ الطلب

    قال ابن حزم : " الوحى ينقسم من الله عز وجل إلى رسول إلى قسمين : أحدهما : وحى متلو مؤلف تأليفا معجز النظام ، وهو القرآن .
    الثانى : وحى مروى منقول ، غير مؤلف ، ولا معجز النظام ، ولا متلو ، ولكنه مقروء ، وهو الخبر الوارد عن رسول الله rصلى الله عليه وسلم ، وهو المبين عن الله مراده منا .
    قال تعالى :
    " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " ( الحشر : 7)
    وأمثال ذلك فى القرآن كثير ، وكله يدل على أن السنة وحى من الله تعالى لرسوله r ، وأنه لابد من الإذعان لها كالقرآن سواء بسواء .
    وقال النبى rصلى الله عليه وسلم :
    " ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول :
    عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلالا فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه

    (صحيح ابن ماجة )
    وفى رواية : " وإن ما حرّم رسول الله كما حرم الله " ( صحيح سنن الترمذى )

    وجمهور العلماء على أن خبر الواحد العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه إلى رسول الله r يوجب العلم والعمل معا ، فلا عبرة ببعض آراء المعتزلة والمتكلمين الداعية إلى عدم الاحتجاج بالسنة فى الآحاد ، أو المتواتر من الروايات بحجة مخالفتا لآرائهم الكلامية .

    النقل الصريح لايثبت إلا بقواعد المحدثين


    الطريق الوحيد فى ثبوت السنة هو الالتزام بقواعد المحدثين فى معرفتها ، وهو ما عرف بعلم الحديث ، أو العلم بالأصول التى يعرف بها أحوال السند والمتن ، من حيث القبول والرد .
    ولا يصح الحكم على ثبوت الحديث بالأصول الكلامية ، أو المناهج الفلسفية ، أو الكشوفات الذوقية ، كقول ابن عربى : " ربما صح عندنا من أحاديث الأحكام ما اتفق المحدثون على ضعفه، وتجريح نقلته ، وقد أخذناه من الكشف عن قائله صحيحا ، ورب حديث قد صححوه، وليس بصحيح عندنا بطريقة الكشف ، فنترك العمل به ".
    وبهذا الهجوم على علم الحديث تنهدم السنة ، وتبقى ألعوبة فى يد هؤلاء ، وليس من ضابط نرجع إليه ، ما دام أن هذا الكشف علم روحى غيبى ، وقد يكون كشف هذا الصوفى غير كشف ذاك .

    محاضرات فى أصول العقيدة, ملخصات كتاب ( أصول العقيدة )د. محمود عبدالرازق الرضوانى
    الكتاب
    http://alridwany.com/?articles=topic&topic=226

    دورة أصول العقيدة - المحاضرة الاولي الجزء الأول -ماهية العقل والنقل ومدارك اليقين
    http://alridwany.com/?video=show&show=62#player




    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي المطلب الثانى

    المطلب الثانى : هل يتعارض العقل مع النقل

    [ المطلب الثانى ]
    هل يتعارض العقل مع النقل

    · العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح .

    · الهداية فى قيادة النقل الصحيح للعقل الصريح .

    · الضلال فى قيادة النقل الباطل للعقل الصريح .

    · الوعيد الشديد لمن لم يلتزم بالنقل الصحيح .

    · أسباب التعارض بين العقل والنقل .

    · السبب الأول : عدم ثبوت النقل وأمثلته .

    · السبب الثانى : عدم فهم العقل للنقل وأمثلته .



    هل يتعارض العقل مع النقل
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    فى هذا المطلب نتناول إن شاء الله الحديث عن قضية التعارض بين العقل والنقل ، لم لها من أهمية كبيرة فى تحديد هوية أهل السنة والجماعة ، وتمييزهم عن غيرهم .
    العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح

    من المحال أن يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح ، بل العقل الصريح يشهد للنقل الصحيح ويؤيده ، والسبب فى ذلك وحدة المصدر ؛ فالذى خلق العقل هو الذى أرسل إليه النقل ، وهو سبحانه أعلم بصناعته لعقل الإنسان ، وأعلم بما يصلحه فى كل زمان ومكان ، فإذا وضع نظاما ببالغ علمه وحكمته لصلاح صنعته ، والتزم الإنسان بمنهجه وشرعته ، كان من المحال أن يضل أو يشقى ، أو يعيش معيشة ضنكا ، إذا اتبع هداية الله .
    الهداية فى قيادة النقل الصحيح للعقل الصريح
    والدليل قوله تعالى :
    " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( الشورى : 52)
    وقال تعالى : "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِم لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ" ( المائدة : 66)
    وقال تعالى : " فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "( الأعراف : 157)
    وقد بين النبى rصلى الله عليه وسلم أن صلاح الإنسانية فى اتباع منهجه فى الحياة ، وأن سنته وحدها هى سبيل النجاة فقال :
    " كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى "
    قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :
    " من أطاعنى دخل الجنة ، ومن عصانى فقد أبى " ( البخارى )
    وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : خط لنا رسول الله r صلى الله عليه وسلم خطا ، ثم قال :
    " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ :
    " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ( الأنعام : 153)
    الضلال الحقيقى فى قيادة النقل الباطل للعقل الصريح

    لا يمكن لعاقل يعلم أن صلاح الصنعة فى اتباع نظام التشغيل الذى وضعه صانعها الموصوف بالعلم والخبرة وجودة الصنعة ، ثم يعمد إلى نظام بديل لا علاقة له بالصنعة فى قليل أو كثير ، قد وضعه إنسان عاجز فقير . وكذلك لم نر عاقلا لديه صنعة قيمة ، وقد عجز عن تشغيلها ، ثم ذهب فى إصلاحها إلى غير وكيلها أو مصنعها .
    فإذا كان المسلم العاقل مقرا بذلك فيما يحدث بين البشر ، فكيف يترك هداية الله ، ويطلب الهداية ويستوردها من تشريعات اليهود والنصارى ، وعباد الهوى فى الشرق والغرب . قال تعالى:
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ "
    ( آل عمران : 100)
    وقال تعالى: " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا "( البقرة : 135)

    وقال رسول الله r صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ،حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه " .
    قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال: " فمن ؟ "
    الوعيد الشديد لمن لم يلتزم بالنقل الصحيح

    من المعلوم أن الصانع يضع شروطا دقيقة لضمان الصنعة ضد عيوب التشغيل ؛ فيلتزم بان صنعته لا يمكن أن تفسد إذا التزم المشترى فى تشغيلها بدليل التشغيل .
    فإذا فسدت الصنعة نتيجة عدم التزام المشترى بدليل التشغيل ، فإنه لا يمكن أن يطالب المصنع بإصلاح الصنعة ، بل لابد أن يدفع التكلفة اللازمة لإصلاحها .
    كذلك لم نر مهندسا يدير مصنعا ، فيقصر فى إدارته ، ويعبث بأجهزته على مايهواه ، ويخرب المصنع لصاحبه ، ثم لا يعاقبه صاحب المصنع بالحبس ،أو الغرامة ، أو فقدان الوظيفة .
    إذا كان ذلك معلوما فى تعامل المخلوق مع المخلوق ، ألا يستحق الإنسان شديد العقاب لو أفسد صنعة الله ، وقد وضع له نظاما فى حياته يسعده فى دنياه وبعد مماته ، ثم يظلم نفسه أو غيره باتباعه نظاما باطلا ، من وضع إنسان عاجز فقير من أمثاله . قال تعالى :
    " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ " ( الروم : 41)
    وقال تعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " ( الكهف : 57)
    وقال تعالى : " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " ( المائدة : 44)
    وروى البخارى من حديث عروة بن الزبير أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير فى شراجٍ من الحَرة ، يسقى بها النخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " اسقِ يا زبير ، فأمره بالمعروف، ثم أرسل إلى جارك "
    فقال الأنصارى : أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله r صلى الله عليه وسلم ثم قال :
    " اسقِ ثم احبس يرجع الماء إلى الجَدر "
    واستوعى له حقه . فقال الزبير : والله إن هذه الآية أنزلت فى ذلك :
    " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " ( النساء : 65)
    أسباب التعارض بين العقل والنقل

    العقل والنقل وسيلتان لغاية واحدة هى : الوصول إلى الله ، والوسائل التى تؤدى إلى غاية واحدة لا يمكن أن تتعارض . وما خالف النصوص الصحيحة فهو إما شبهات فاسدة ، يعلم بالعقل بطلانها ، بل وثبوت نقيضها الموافق للشرع ، أو أحاديث موضوعة ودلالات ضعيفة .
    قال ابن تيمية رحمه الله : " العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح ولكن كثيرا من الناس يغلطون إما فى هذا وإما فى هذا "
    وقال : " المنقول عن الأنبياء لا يخالف بعضه بعضا ، ولكن كثيرا من الناس يظن تناقض ذلك ، وهؤلاء من الذين اختلفوا فى الكتاب ، وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد " .
    وقال : " الرسل لا بخبرون بمحالات العقول ، بل بمحارات العقول ، فلا يخبرون بما يعلم العقل انتفاءه ، بل يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته ".
    السبب الأول للتعارض : عدم ثبوت النقل
    إذا تعارض العقل مع النقل فالسبب الأول أن النقل لم يثبت ، فينسب مدعى التعارض إلى دين الله ما ليس منه ، كالذين ينقلون للناس الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة .
    فماذا يصنع العاقل إذا سمع مرة خطيبا يذكر حديث يرفعه إلى رسول الله r صلى الله عليه وسلم :
    " إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فجرى بما هو كائن إلى الأبد" ( صحيح الجامع )
    ثم يسمعه مرة أخرى يروى حديثا آخر فيه :
    " أول ما خلق الله العقل ، فقال له : اقبل . ثم قال : وعزتى وجلالى ماخلقت أشرف منك ".
    ثم يسمع خطيبا آخر يروى حديث عن النبى r صلى الله عليه وسلم : "أول ما خلق الله نورى "
    فالعاقل يقف حائرا بين تلك الروايات ، ومن الخطأ التوفيق بينها قبل البحث عن ثبوتها ، وبالبحث وجد أن الحديث الأول صحيح ، وأما الثانى فموضوع باتفاق .
    وأما الثالث فجزء من حديث موضوع من اختراعات الصوفية ، التى تخرب العقيدة فى نفوس المسلمين ، وأمثال هذه الأحاديث هى التى تحدث الفوضى ، وتدعو إلى تعارض العقل مع النقل ، وينبغى على أهل العلم أن يتقوا الله فى نقل الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، بزعم أنها ترغب الناس فى الإيمان والطاعة ؛ فإنها تفتح باب البدعة على مصراعيه .
    وقد ذكر العلامة ابن القيم أمثلة كثيرة للأحاديث الموضوعة تبين منافاتها للعقل الصريح ، مثل الحديث الموضوع الذى فيه :
    " عليكم بالعدس ، فإنه يرقق القلب ، ويكثر الدمعة ، قدس فيه سبعون نبيا "
    وقد سئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث ، وقيل له أنه يروى عنك ، قال :
    " وعنى ؟ ما أرفع شيئا فى العدس ، إنه شهوة اليهود ، ولو قدس فيه نبى واحد لكان شفاء من الأدواء ، فكيف بسبعين نبيا ، وقد سماه الله أدنى ، وذم من اختاره على المن والسلوى ، وجعله قرين الثوم والبصل ".
    السبب الثانى : عدم فهم العقل للنقل

    إذا صح النقل ولم يفهمه العقل ، فلابد من تنزيه كلام الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن التضارب والخطأ ، ورد العيب إلى قصور العقل فى إدراك الفهم الصحيح .
    فإن كتاب الله وحى لا يأتيه الباطل من بين يديه فيتعارض ظاهرا ، ولا من خلفه فيتعارض باطنا . قال تعالى:
    " لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " ( فصلت : 42)
    وقال تعالى فى بيان أن تعظيم كلام الله وخشيته وتقواه سبب فى فتح الله على القلوب بالعلم :
    " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ( البقرة : 282)
    ومن أمثلة التعارض بين العقل والنقل ، بسبب عدم فهم العقل لما صح فى النقل :
    (1)
    ادعاء بعض المستشرقين التعارض بين آيات القرآن فى إثبات الهداية للنبى r ، ونفيها عنه فقال تعالى فى إثباتها وقال : " وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( الشورى : 52)
    وقال نافيا لها : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " ( القصص : 56 )
    ومعلوم أن الهداية المثبتة للنبى r صلى الله عليه وسلم هى الهداية الشرعية التكليفية ، وهى هداية البيان والدلالة والإرشاد ، وأما تلك الهداية المنفية عن النبى r صلى الله عليه وسلم فهى الهداية الكونية التى قدرها الله لمن شاء .
    (2)
    ادعاء كثير من المستشرقين ، وأتباعهم من العلمانيين تعارض حديث الذباب مع العقل الصريح ، وهو حديث صحيح رواه البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى r صلى الله عليه وسلم قال:
    " إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم ، فليغمسه كله ، ثم ليطرحه ،فإن فى أحد جناحيه شفاء ، وفى الآخر داء "
    وقد بان على لسان الغربيين أنفسهم أنه إحدى معجزات النبى صلى الله عليه وسلم الطبية التى يجب أن تسجل بأحرف ذهبية ، حيث أثبتت التجارب العلمية أن هناك خاصية فى أحد جناحى الذباب ، هى أنه يحول البكتريا إلى ناحية منه ، وعلى هذا فإذا سقط الذباب فى شراب ، وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه فيه ، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم هو مبيد البكتريا فى الجناح الآخر .

    دورة أصول العقيدة - المحاضرة الاولي الجزء الثاني .
    http://alridwany.com/?video=show&show=63#player

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ



    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مسألة العقل والنقل
    بواسطة عبد التواب في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-10-2013, 09:52 AM
  2. سؤال حول العقل والنقل والترجيح بينهما
    بواسطة نور الدين الدمشقي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-01-2012, 01:52 AM
  3. درء تعارض العقل والنقل - للتحميل
    بواسطة Hayth في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-14-2010, 08:18 PM
  4. تقسيم العقل والنقل الى قطعي وظني.
    بواسطة مجدي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-16-2005, 08:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء