لماذا الفلاسفة من أرسطو إلى هيجل وكوجيف يؤيدون العبودية ؟
التأسيس الفلسفي لمفهوم السيد والعبد


يرى الفيلسوف الشهير توماس هوبز أن مرحلة السادة والعبيد هي مرحلة أساسية في الجنس البشري وأنها من مقتضيات عصور بشرية أصيلة .

في حين يرى هيجل أن وعي السيد أرقى وأعظم إنسانية من وعي العبد - فالعبد خاف من الموت من أجل قضاياه فصار عبدا أما السيد فهو الذي لم يأبه بالموت ووقف أمامه ليحصل على حريته فصار سيدا- والاذعان أمام الموت لم يهييء للعبد فرصة تجاوز طبيعته المادية فهو بالتالي أقل حرية من سيده .. فالوعي العبودي لا أهمية عنده إلا الحفاظ على الذات ولذا هو يظل عبدا .

ويرى هيجل أن العبد يحقق متعته في خدمة سيده وهو في ذلك يسعى إلى الرغبة في الاعتراف والعبد لا يتمرد على سيده أبدا لأنه أصلا لا يعرف أنه ينقصه شيء فهو رغباته المادية يحققها من أموال سيده ورغباته فوق المادية مثل الرغبة في الاعتراف يحققها ببراعته في عمله بل وكلما كان أكثر اخلاصا لسيده كان اكثر تحقيقا لهذه الرغبة لذا فالعبد لا يشعر أنه عبد بل يتحرك في إطار عقلاني يستوعبه ويستوعب سيده لذا لم يتمرد العبيد وإنما الذين تمردوا هم الباحثون عن الحرية للعبيد فالعبد في البداية والنهاية مسوق إلى الدور المطلوب منه - كالسيد تماما - ..وعندما قال جون لوك أن الملوك في أمريكا القديمة والذين كانوا يملكون أراضي شاسعة هم أفقر ماديا من عامل انجليزي في ورش مانشستر فهذا صحيح على المستوى المادي ومستوى المتع التي يحصل عليها العامل لكن الملك لديه من يعترف به فتزداد سعادته فالسعادة قيمة نسبية لا علاقة لها بالوسائل المادية المتاحة .

وقد أكد كارل ماركس على أهمية الرقيق وأنهم عصب الحياة الإقتصادية ولو تخيلنا إلغاء فوري للرقيق فإن هذا يعني إلغاء فوري لأمريكا الشمالية " فالرقيق يُشكل فئة اقتصادية ذات أهمية قصوى. فبدون رقيق، فان أمريكا الشمالية، الأمة الأكثر تقدماًستنهار ..إنهاء الرق معناه إزالة أمريكا الشمالية."
المصدر : http://www.marxists.org/archive/marx...s/46_12_28.htm

والعبيد موجودون منذ البدء وجمهورية أفلاطون الفاضلة بها عبيد وكان أرسطو يرى أن العبودية أمر بديهي وكان من أشد المؤيدين لها والحريصين عليها فالذي يخضع للقانون هو أيضا عند مستوى ما من العبودية .
المصدر : http://oregonstate.edu/instruct/phl3...e-slavery.html

ولم يعرف التاريخ ناقدا للعبودية على طول الخط وانتهاء العبودية لم يكن عن وعي العبيد ولم يكن عن شفقة الأسياد وإنما جاء كنتيجة بديهية لعدم الحاجة إليهم فقد حلت المكائن محل العبيد .

وفي لحظة ما عندما نحتاج للعبيد سيعود العبيد خاصة وأنه بعد اختراع الأسلحة النووية ظهرت في الأدب العالمي فكرة احتمالية أنه في أي لحظة يمكن أن يخسر العالم كل التكنولوجيا الحديثة ونعود للخيل والجمال مرة أخرى وفي فيلم محارب الطريق the road warrior للمنتج الاسترالي جورج ميلر نرى حضارة مستقبلية قائمة على الخيل والعربات التي تجرها الحيوانات .
المصدر : نهـاية التاريخ وخاتم البشر ... فرانسيس فوكوياما .... ترجمة : حسين أحمد أمين الطبعة الأولى 1993 مركز الأهرام للترجمة والنشر .ص86