المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عبدالله نجا
السلام عليكم و رحمة الله
و أرجو السماح بالنقل من مشاركاتكم القيمة عن هيلين في بحث أكتبه عن نشأة اللغة و كيفية تعلمها, فهيلين بالفعل حالة ينبغي التوقف عندها بمزيد من الدراسة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عبدالله نجا
و لي رجاء ان تكرمتم أن تختزلوا أقوال تشومسكي عن تعلم اللغة و تعرضوها لنري هل تعارضت مع بعضها أم لا , و هل نظرته لكيفية تعلم اللغة سليمة ام لا, و جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
لك أيها الأخ الأستاذ المسلم الكريم أن تفعل ما تشاء ولا يحق لي منع ذلك، وإنما من باب الأمانة العلمية ..
لا أعتقد ربما أنه بالإمكان أن يؤسس البحث العلمي على حصيلة معرفية "ملقنة" سمعها طالب من محاضر وهو في مقعده ،فكيف إن كان كسولاً عابثاً بالرسم أثناء تلقيها ،
وكذلك الأمر في مداخلات المنتديات حيث سألت إحدى الأستاذات عنها فقالت "مساحات لتبادل الرأي" ،
فبالتالي إن كنت باحثاً في موضوع دسم كهذا ربما قد يتطلب الأمر رجوعك إلى المكتبة والبحث ثم القراءة في كل ما يسقط في يدك من كتب تتحدث ولو نصف إيحاء عن ذرة فكرة عن" أصل اللغة" ، وتحديداً في مجال " علم اللغة النفسي psycholinguistics"،
ومن ثم تفعل المثل كذلك في البحث عن أصل اللغات ، وتحديداً في مجال " علم اللغة التاريخي historical linguistics " مع التنبه أن هناك فرقاً شاسعاً بين علم اللغة التاريخي وتاريخ اللغة language history فهذه قد يدخل منها جزء في الأولى و قد لا يدخل .
بدء من الاطلاع على النظريات ،ثم مرحلة الاقصاءحتى الوصول إلى النظرية ذات الفرضيات الأقل ،ثم اختبار صحة تلك الفرضيات .
ولا أحسب يمكن الاكتفاء بالقراءة والبحث فقط بل لا بد من الدراسة العملية
ففي الأولى " اللغة الفطرية innate language " وإن كانت كيلر مثالاً عظيماً ومفيداً لفهم اللغة إلا أنه لا يمكن تقنين دراسة اللغة في حالتها ، فهناك حالات أخرى تختلف عنها تُدرس في الكليات من ناحية
*هل الحالة لديها إعاقة حسية؟ وما نوعها؟ " سمعية، بصرية ،صعوبات النطق " إن كانت الحالة تعاني من واحدة منها أو اثنتين أو جميعها .
* في الحالات الغير سوية " السن " الذي أصيبت فيه الحالة بتلك الاعاقة ، أو إن كانت إعاقة منذ الولادة ،، ففي حالة هيلين مثلاً وخلال كتاباتها ذكرت خلفية فقيرة جداً عن تصورات شكلية قبل مرضها في عامها الأول بعد النصف ، وهنا حدث اختلاف كبير لدى الدارسين .
* في الحالات السوية وغير السوية عن البيئة النفسية والاجتماعية التي عايشتها ، وإن كان ذلك مثيراً للسخرية أو الطرافة وإنما أثبتت دراسة بعض الحالات أن " العاطفة" لها دور عظيم في اكتساب اللغة ، وبافتراض استنساخ هيلين ثم وضعها في بيئة تتعرض لعنف جسدي ،و أبويها لا يحفونها بالعطف والحنان ،ومعلميها "ليست فقط سوليفان بل هناك آخرين" كانوا قساة ، وبيئة قريتها الريفية كانت فظة غليظة فلم يكن يحفو بها أحد ..لربما حينئذ أصبحت جد عاجزة عن اكتسابها .
ومن ذلك أمثلة كثيرة في الأصحاء عن ..
أطفال تعرضوا للعنف الجسدي في الطفولة ، أو العزل التام في غرف أو صناديق مغلقة في سن مبكرة ، أو وجود مرضى نفسيين فصامين أم عقليين أو غير ذلك من الآباء ، أو التعذيب بسبب الأعراف الاجتماعية كالأطفال الغير شرعيين ، أو العيش في بيئة مشتركة مع حيوان حيث أذكر حالتين لطفلين قد حبسا مع كلب العائلة منذ الطفولة ، وأيضاً في الأخيرة الأطفال التائهين في الغابات منذ سن صغيرة - تشبه قصة المسلسل الكرتوني ماوكلي إن ذكره أحدكم -بعد العثور عليهم وأذكر أحدهم يدعى " فيكتور" .
وأخيراً إن كان الباحث شغوفاً نحو أنجع المعلومات والنتائج له أن يزور مراكز التأهيل في أقسام الإعاقات الحسية ، ويحاول دراسة بعض النماذج الحية ، وإن كان شغوفاً أكثر أن يتعلم لغة الإشارة الخاصة بكل حالة - تختلف - ،ومن ثم السؤال والتواصل المباشر مع الحالة .
" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ".
Bookmarks