صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 28

الموضوع: الاسلام و التطور , توافق تام أم تعارض تام؟

  1. افتراضي الاسلام و التطور , توافق تام أم تعارض تام؟


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي أراد فقدر, وملك فقهر, وخلق فأمر وعبد فأثاب, وشكر, وعصي فعذب وغفر, جعل مصير الذين كفروا إلى سقر, والذين اتقوا ربهم إلي جنات ونهر, ليجز الذين كفروا بما عملو, والذين امنوا بالحسنى...
    واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير
    يارب
    رضاك خير إلي من الدنيا وما فيها يا مالك النفس قاصيها ودانيها
    فنظرة منك يا سـؤلي ويـا أملى خير إلى من الدنيـا وما فيها
    فليـس للنـفس أمـآل تحققـها سوى رضاك فذا أقصى أمانيها

    وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
    بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكشف الظلمة وأحاط به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
    وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

    أما بعد...
    أتشرف فعلا بمشاركتي الأولى في هذا المنتدى المميز , و الذي استفدت منه ومن مداخلات أعضائه الكرام الغيورين على الدين الحق , و المتطلعين لنصرته رغم تهديد الأسلحة الموجهة ضده , و كذا التلفيقات و الأكاذيب المبتدعة لايقاف زحفه..
    موضوعي اليوم – بعد اذن الاشراف- سوف يتطرق الى قضية تفيض كثيرا من الحبر سواء من جانب المؤمنين أو من جانب الملاحدة المجانين, قضية تقف حجر عثرة أمام الانتقال الى اشكالات أخرى أولى بالتدبر , انها قضية التطور. و كلماتي التالية موجهة للمؤمنين و الملاحدة على حد سواء, و المرجو عدم التسرع في الرد على هذا الموضوع الا بعد الانتهاء من قراءته بالكامل.
    --------------------------

    في البداية أريد أن أبدي تحفظي على نقطة تشكل أساس هذا الموضوع ألا وهي النظرة الى الخلق المباشر لآدم من تراب, و هي قضية تم اثباتها في الكتاب المقدس للمسيحيين و اليهود , و لكن لم يثبت الخلق المباشر في القرآن في حين أن الآيات التي تحتوي التراب و الطين ... لن تجدوا اشارة الى أي عملية مباشرة , بل على العكس من ذلك:
    قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ
    قال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ
    قال تعالى : خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ
    يتضح من هاته الآيات أن خلق الانسان تم عبر عدة مراحل , مع علمنا بأن الله سبحانه و تعالى لو شاء لخلق الانسان من العدم , أو من التراب مباشرة , و أعتقد – و الله أعلم – أن هذه دعوة للتدبر في خلق الانسان.
    --------------------------
    قال سبحانه و تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...
    ماذا نلاحظ من خلال هذه الآية ؟ استعمال – ثـم – و هي أداة للتعبير عن التراخي في الزمن , أي أن الله تعالى يخبرنا أن الانسان خلق و من بعد مدة من الزمن لا نعلم قيمتها , تم تصويره على هيئته الانسانية, أي أن الهيئة الانسانية أنشئت حول بذرة خلقية سبقتها في الزمن, و لو أن الخلق و التصوير كانا متلازمين لوجدنا – و – مكان – ثم –
    قال سبحانه و تعالى : و الله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها و يخرجكم اخراجا
    أعتقد أن هاته الآية توضح الى حد بعيد أن أصل البشر كان على الأرض , و أن أصله نبات , لأني لا أعتقد أن النبات في هذه الآية مقصود به التراب , فسبحانه لو كان يقصد الانبات بمعناه المجازي لوجدنا والله أنبتكم من الأرض انباتا و ليس نباتا – و الله أعلم – , ومن ثم تم اعادتنا الى الأرض و سنخرج منها باذن الله.
    قال سبحانه و تعالى : الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ
    أعتقد و لكن لا أجزم , بأن آية سورة السجدة هاته , لا تتعلق بخلق الجنين كما يعتقد البعض , بل بخلق آدم عليه السلام , لأن عبارات هذه الآية متوالية في الزمن – ثم – و أن الطين بداية للخلق , و كلنا نعلم بأن الجنين لا يخلق من طين مباشرة , و بالتالي كلمة انسان في هذه الآية توجه الى الأصل , أي آدم عليه السلام , و لا يمكن الانتقال بأي حال من الأحوال من العام الى الخاص باستعمال الضمير العائد... و ما يعزز هاته الفكرة أن عملية نفخ الروح اختص بها آدم , و ذلك بالرجوع الى اشارات قرآنية أخرى . كالآية 29 من سورة الحجر و كذا الآية 72 من سورة ص.
    نأتي الآن الى آية أخرى:

    قال سبحانه و تعالى : إنّ مثل عيسى عند اللهِ كمثلِ آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون
    هنا يشير سبحانه أن خلق عيسى عليه السلام مماثل لخلق آدم عليه السلام, أي أن عملية خلقهما عملية متماثلة , و لكن بالمفهوم الاسلامي الطاغي فان عملية خلقهما هي عملية مختلفة , فعملية الخلق المباشر من تراب مخالفة لعملية الانجاب من أم فقط , و هنا لكي يحصل توافق وجب التضحية بأحد المفهومين , و لكن خلق عيسى واضح كفاية ليتم وزن خلق آدم عليه , و بالتالي فان الاعتقاد الأصح – و الله أعلم – يكمن في أن آدم لم يخلق مباشرة من تراب , و يرجح أنه خلق من أم غير بشر , و هذه مجرد فكرة و تفسير لمعنى الآية.

    قال سبحانه و تعالى : وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ
    واجه المفسرين القدامى مخارج مغلقة في سعيهم تفسير هاته الآية الكريمة, فوصف قوم آخرين هنا لا يصح ربطه بأجدادنا و آبائنا لأنهم بالفعل ليسوا قوما آخرين , و ما يدعم أنهم ليسوا آباءنا كلمة يستخلف في الآية , أي أن البشر استخلفوا في الأرض مكان قوم آخرين , لأن امام المفسرين الطبري قال ان –من- في هذا التعبير بمثابة – مكان -.
    يقر الطبري رحمه الله أنّ الله تعالى قد أنشأنا من قوم آخرين غير الإنس، ولكنه يفهم مِن بمعنى بعد أو بمعنى مكان، أي أنّ الأمر كان من قبيل الاستبدال.

    ولنرجع إلى تفسير الطبري فننظر قوله
    " يُذهبكم": يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم ويستخلف من بعدكم ما يشاء،.. ويأت بخلق غيركم وأمم سواكم، يخلفونكم في الأرض "من بعدكم"، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم، " كما أنشأكم من ذريَّة قوم آخرين "، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلَكم.
    ومعنى"مِنْ" في هذا الموضع التعقيب، كما يقال في الكلام:"أعطيتك من دينارك ثوبًا"، بمعنى: مكانَ الدينار ثوبًا، لا أنّ الثوب من الدينار بعضٌ، كذلك الذين خوطبوا بقوله: " كما أنشأكم"، لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنّهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنَّهم أنشئوا مكان خَلْقٍ خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم .

    و تجدر الاشارة الى ان التطور الذي أتحدث عنه ليس هو التطور أبو صدفة هههه المبني على الكثير من المغالطات و المفاهيم الطفولية التي لا يقبلها عقل و لا منطق , بل هو تطور بمشيئة ربانية وفق برمجة الهية لحكمة الله وحده من يدركها, و بالتالي فان التطور لن يكون بعد الآن حجة للاحاد , و لايسعنا الا محاربة هذه الفتنة , و توعية المسلمين بضرورة تحري الحقيقة و عدم الانجرار وراء معتقدات النصارى و اليهود و التي قد تؤدي الى عدة مغالطات يدفع بعض المسلمين ضعاف المعرفة و ضعاف النفس ثمنها غاليا و الله المستعان.
    من كل هاته الأفكار يمكننا أن نعيد ترتيب معتقداتنا , لأن فهم القرآن أولى من المجادلة في مسألة تحتمل أن تعارض القرآن ظاهريا و ليس من ناحية الجوهر , فالملاحدة المجانين لا يستحقون اهدار وقتنا الثمين في جدالهم الفلسفي الفارغ.
    والله أعــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــم
    سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر
    سبحان الله و بحمده , سبحان الله العظيم
    دمتم في رعاية الله , و السلام عليكم و رحمة الله
    أخوكم في الاسلام كمال مسافر , 21 سنة

  2. #2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال مسافر مشاهدة المشاركة
    [CENTER]
    و تجدر الاشارة الى ان التطور الذي أتحدث عنه ليس هو التطور أبو صدفة هههه المبني على الكثير من المغالطات و المفاهيم الطفولية التي لا يقبلها عقل و لا منطق , بل هو تطور بمشيئة ربانية وفق برمجة الهية لحكمة الله وحده من يدركها
    ليتك تشرح لنا ما هو الفرق بين التطور الطفولي أبو صدفة و التطور الإلهي مدعوما بالأمثلة لو سمحت

  3. #3

    افتراضي

    أهلا بك أخي الكريم كمال في المنتدى ....
    وتقييما لمشاركتك أخي الفاضل أقول :

    1- عندما تتولى حكما علميا ثم تنسبه إلى الدين (أي تدخل الدين ونصوصه فيه) :
    يجب عليك أن تلم أولا بنصوص القرآن والسنة المتعلقة بنفس المسألة ...
    وهذا ما لم تفعله أخي : فهناك أحاديث تبطل ما ذهبت إليه تماما كما سأبين لك بعد قليل ..

    2- موضوعك مليء باستنتاجات فردية .. وفيه أخطاء في التفسير من حمل خاص على عام وضمائر إلخ : في حين أن ما رفضته من تفسير منه : له شواهد أخرى في آيات القرآن نفسه !!.. والمعنى : أنك كذلك لست ملما بأصول اللغة والبيان والبلاغة ومواضعها المتشابهة في القرآن .. وهذا لا يعطيك سندا لإطلاق حكم هام كالذي أتيت به لمخالفته ما عليه الأمة 14 قرن من الزمان وبغير دليل !!!!..

    3- كذلك يمتليء موضوعك بكلمات الظن وعدم التثبت .. وهذه أبرز سمة في كل ما نبت عن غير أصل من العلوم ..

    أكتفي بذلك لأنقل لك بعض أبرز ما يدحض ما ذهبت به أخي ...
    فأنت تقول كمثال :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال مسافر مشاهدة المشاركة

    قال سبحانه و تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...
    ماذا نلاحظ من خلال هذه الآية ؟ استعمال – ثـم – و هي أداة للتعبير عن التراخي في الزمن , أي أن الله تعالى يخبرنا أن الانسان خلق و من بعد مدة من الزمن لا نعلم قيمتها , تم تصويره على هيئته الانسانية, أي أن الهيئة الانسانية أنشئت حول بذرة خلقية سبقتها في الزمن, و لو أن الخلق و التصوير كانا متلازمين لوجدنا – و – مكان – ثم –
    قال سبحانه و تعالى : و الله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها و يخرجكم اخراجا
    أعتقد أن هاته الآية توضح الى حد بعيد أن أصل البشر كان على الأرض , و أن أصله نبات , لأني لا أعتقد أن النبات في هذه الآية مقصود به التراب , فسبحانه لو كان يقصد الانبات بمعناه المجازي لوجدنا والله أنبتكم من الأرض انباتا و ليس نباتا – و الله أعلم – , ومن ثم تم اعادتنا الى الأرض و سنخرج منها باذن الله.
    قال سبحانه و تعالى : الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ
    أعتقد و لكن لا أجزم , بأن آية سورة السجدة هاته , لا تتعلق بخلق الجنين كما يعتقد البعض , بل بخلق آدم عليه السلام , لأن عبارات هذه الآية متوالية في الزمن – ثم – و أن الطين بداية للخلق , و كلنا نعلم بأن الجنين لا يخلق من طين مباشرة , و بالتالي كلمة انسان في هذه الآية توجه الى الأصل , أي آدم عليه السلام , و لا يمكن الانتقال بأي حال من الأحوال من العام الى الخاص باستعمال الضمير العائد... و ما يعزز هاته الفكرة أن عملية نفخ الروح اختص بها آدم , و ذلك بالرجوع الى اشارات قرآنية أخرى . كالآية 29 من سورة الحجر و كذا الآية 72 من سورة ص.
    وأقول :
    1...
    معلوم من الأحاديث الصحيحة أن الله تعالى قد خلق آدم بالفعل من قبضة قبضها من تراب الأرض .. فلم تأتنا بجديد ..
    ففي الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك " .. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم وصححه الألباني ..

    2...
    معلوم أن الله تعالى قد خبق آدم وشكله كالصلصال - وهي آخر مراحل خلق آدم قبل نفخ الروح فيه - : وأن هذا المعنى على ظاهره وليس فيه تأويل .. والدليل هو الحديث الصحيح التالي :
    " لما صور الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام تركه (أي تركه حينا ًمن الزمن) .. فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه .. فلما رآه أجوف (حيث يستطيع أن يتخلله من داخله) قال : ظفرت به !!.. خلقٌ لا يتمالك " !!!.. رواه الإمام مسلم في صحيحه .. وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (5/2158) ..

    3...
    معلوم أن نفخ الروح يتم كذلك في كل جنين : وليس في آدم فقط !!..
    ففي الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه :
    " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " ..

    بل وهذا النفخ يأتي معه تصوير للجنين : تماما كما صور الله آدم فشق سمعه وبصره :
    ففي صحيح مسلم عن حذيفة ابن أسيد رضي الله عنه :
    " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللّه إليها ملكًا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها‏.‏ ثم يقول‏:‏ يا رب، أذكر أم أنثى ‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول‏:‏ يارب، رزقه‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك؛ ثم يقول‏:‏ يا رب، أجله‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص " !!..

    وأخيرا أخي الكريم :
    ورغم أنك حاولت الاستعانة بمقتطفات من التفاسير : إلا أنك لن تجد مفسرا واحدا - ولا النبي ولا الصحابة ولا التابعين ولا عالم من العلماء الراسخين - : قال - ولا حتى فهم - أن آدم عليه السلام لم يخلق خلقا مباشرا بيدي الله تعالى أو فهموا - كما ذهبت أنت للأسف - أنه كان من (( أم حيوانية )) أعزنا الله !!!!.. ولاسيما وقد صرح الله تعالى بتكريمه لآدم وبنيه في غير ما موضع من القرآن ....

    < ملحوظة : لم أتطرق لتهاوي وسقوط أكاذيب تطور الإنسان التي ألفها والصقها الملاحدة والتطوريون بالعلم إلا إذا أردت أنت ذلك >

    وفقك الله ...
    التعديل الأخير تم 12-18-2013 الساعة 06:57 PM

  4. #4

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يخص العضو صاحب السؤال
    يا سيدي الفاضل يؤسفنا أن نبلغكم أن التطور مجرد نكتة ستنتهي بعد سنوات مثلما أسقط العلم خرافة الكون الازلي وخرافة المادة التي لا تفنى ولا تستحدث لا يوجد عليها دليل واحد بشهادة العلماء والعقل
    تأويلاتك باطلة لا لاتصح أبدا وخارجة عن الحقل الدلالي والموضوعي للآيات الكريمة
    كما تبين من خلال موضوعك أنك لم تفهم ما معنى نظرية التطور
    انها قانون علمي يقفز به الكائن الحي من شعبة لأخرى
    مرت على هاته الخرافة قرنين ولم يخرج لنا التطوريين حفرية لمرحلة انتقالية
    وحاولوا عدة محاولات للتزوير تم الكشف عن بعضها
    ودمت سالما

  5. افتراضي

    صديقي أبو حب الله , أنا طرحت الموضوع للنقاش وليس لاثبات نظرية..
    أما بعد
    1- أنا لم أقل بتاتا أن بني آدم لم يخلق من تراب , فالمراد من حديثي أن هناك عدة مراحل مرت بين خلق الانسان من تراب و تصويره على الهيئة الانسانية , و المقصد هو أن الانسان لم يخلق مباشرة من تراب , و لكن أصله تراب , كما المكتب أصله بذرة.
    2- ما الذي يجعلك تعتقد أن مرحلة الصلصال هي آخر مرحلة قبل التصوير ؟ ألأن الحديث وصفه بالأجوف؟ أنتظر اجابتك.
    3- في هذا الحديث الملك هو من ينفخ الروح في الجنين , أما في حالتي آدم و عيسى فان الله سبحانه و تعالى قال "من روحنا" , و هناك اختلاف على ما أعتقد .

    من قال ان بني آدم غير مكرمين , يكفي أن الله تعالى نفخ في آدم من روحه , و هذا وحده شرف لهذا المخلوق.
    وددت بالفعل أن ترد على تفسيراتي كل على حدى , و خصوصا "كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"
    و فقك الله

  6. #6

    افتراضي

    الأخ كمال مسافر . بعد التحية
    فإني أرى فيك الجدية في عرض الموضوع . والحقيقة أن هذه المسألة التي ذكرتها هناك كثير من العلماء وحتى المؤمنين قد ذكروها قبلك . حتى انني قرات في موسوعة لعلم الاحياء للاسف لا اذكر لمن كان يذكر ان نظرية التطور لا تتعارض مع الخلق. كان هؤلاء العلماء يسلمون بالتطور نتيجة خداعهم مع البقاء على الايمان بالله ومنذ زمن ليس ببعيد لم يكن الانترنت او اليوتيوب موجودا . ولم تكن وسائل الاعلام بهذه القوة . لقد كنت من المهتمين بالنظرية . وفي سنة 2000 مثلا لم اكن اعلم ان ارنست هيجل كان يكذب في موضوع اطوار الجنين حيث ان بعض الاطباء التطوريين يستدلون بها.
    اما اليوم وقد تكشفت الحقائق فلا داعي لتأويل آية من القرآن لغير معناها بغرض توافقها مع التطور . فالواقع يقول ان التطور الى زوال . ولو اخذت المعنى الصريح للآيات الكريمة لوجدتها في صلب الموضوع اكثر
    وعلى كل . فربنا سبحانه وتعالى قادر على خلق الانسان عبر التطور او عبر الخلق المباشر وهو وحده القادر على ذلك
    والى الاخوة ابو حب الله والاخ قواسمية . اعتقد ان الاخ كمال يقصد الطين بالحساء الذي نشات منه الخلايا البدائية . ثم سلالة الماء المهين في تكوين وحيدات الخلايا . ثم بعد ذلك الكائن الحي الكامل يأتي بعد نفخ الروح فيه فالمعروف ان النباتات ووحيدات الخلية تتكون من خلايا حية الا انها ليست من ذوات الارواح. فما يقصد بنفخ الروح هو هذه المرحلة . الا انني اعتقد يا اخي كمال ان الماء المهين مايقصد به السائل المنوي ونفخ الروح هي في الجنين بشكل عام وهذا المعنى اقوى والله تعالى أعلم . واذكرك بشيء ما . وهو ان الشيخ محمد عبده رحمه الله من شدة تاثره بالفكر الحديث والمادية حكم على الحجارة من سجيل التي رميت على اصحاب الفيل انها مرض الطاعون . وهذه كانت مغالطة منه والله تعالى اعلم ونسأل الله تعالى ان يهدينا سواء السبيل

  7. #7

    افتراضي

    إذا لوينا أعناق الآيات القرآنية لتوافق مذهبنا في التطور ، فكيف نفعل في الأحاديث الصريحة الثابتة عن خلق آدم وحواء ؟
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  8. افتراضي

    اخواني الكرام , أنا لم أحاول اسقاط نظرية التطور على القرآن الكريم , كل ما أردته هو دعوة لمناقشة الآيات الآنف ذكرها , لكي نخلص للحقيقة , و الأخ manhalr فطن لبعض ما كنت اريد أن أوصله , فما شرحته أعلاه لا يتعارض بتاتا مع بدأ الخلق من طين , و انما هاته سوى مرحلة أولى لخلق البشر في اعتقادي و أنه بين هاته المرحلة و مرحلة التصوير الانساني تعاقب لعدة مراحل. و الله أعلم
    و أكرر دعوتي لكم من أجل تفسير الآيات التي سبق الاشارة اليها , و لكم الشكر

  9. #9

    افتراضي

    صديقي أبو حب الله , أنا طرحت الموضوع للنقاش وليس لاثبات نظرية..
    وردودنا كانت ردا في النقاش بعيدا عن نظرية التطور .. وقد أشرت لذلك في الملحوظة في آخر مشاركتي ..

    أما بعد
    1- أنا لم أقل بتاتا أن بني آدم لم يخلق من تراب ,
    ونحن كذلك ....

    فالمراد من حديثي أن هناك عدة مراحل مرت بين خلق الانسان من تراب و تصويره على الهيئة الانسانية ,
    صواب .. وقد ذكر الله تعالى هذه المراحل في القرآن من التراب والماء انتهاء بالصلصال كالفخار : وليس فيها أي تطور !
    وسيأتي تفاصيل تلك المراحل بعد قليل ...

    و المقصد هو أن الانسان لم يخلق مباشرة من تراب , و لكن أصله تراب , كما المكتب أصله بذرة.
    وهذا بالفعل ما نقول به عندما نقول أن الإنسان خلق من تراب .. وكذا في القرآن والسنة بكل وضوح ..

    2- ما الذي يجعلك تعتقد أن مرحلة الصلصال هي آخر مرحلة قبل التصوير ؟ ألأن الحديث وصفه بالأجوف؟ أنتظر اجابتك.
    بل لأنها آخر مرحلة ذكرها القرآن : ثم وافقها الحديث المذكور ...
    وإليك ترتيب مراحل الخلق من القرآن :

    1... مراحل التشكيل :
    1) التراب - " ومن آياته أن خلقكم من تراب " الروم 20 ..
    2) الطين (التراب + الماء) - " هو الذي خلقكم من طين " الأنعام 2 ..
    3) الطين اللازب (وهو الذي يلتصق باليد) - " إنا خلقناهم من طين ٍلازب " الصافات 11 ..
    4) الحمأ المسنون (وهو الطين المتروك المتغير الرائحة) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
    5) الصلصال (وهو الطين بعد تيبسه) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
    6) صلصال ٍكالفخار (أي كالطين الصلب المطبوخ بالنار) - " خـَلقَ الإنسان من صلصال ٍكالفخار " الرحمن 14 ..

    2... مرحلة نفخ الروح :
    7) الروح - " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي : فقعوا له ساجدين " الحِجر 29 ..

    ولا يعلم حقيقة الروح إلا مالكها .. يقول عز وجل :
    " ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربي : وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" الإسراء 85 ..

    والسؤال :
    هل يُعقل أنه بمجرد تشكيل الإنسان من طين : إلى مرحلة الصلصال : وبنفخ الروح فيه :
    أن تدب فيه الحياة ؟؟ ويكتسب كل أعضائه الخارجية والداخلية ولحمه ودمه وأعصابه وشعره إلخ إلخ إلخ ؟!!..
    أقول :
    نعم !!!.. بل الله تعالى قادر على الخلق من العدم المحض بكن فيكون لو شاء وبغير تفصيل !!..

    فهذه عصا موسى عليه السلام (وهي جماد) : تتحول بأمر الله تعالى إلى حية أو ثعبان حقيقي حي :
    بل وكاملة الخِلقة وتسعى وتأكل ..!
    " فألقاها : فإذا هي حيةٌ تسعى " طه 20 ..!
    " فألقى موسى عصاه : فإذا هي تلقف ما يأفكون " الشعراء 45 ..!

    وهذه ناقة الله لسيدنا صالح عليه السلام : تخرج من الجبل الجماد : حيةً وتأكل وتشرب !!!..
    بل :
    ولماذا نذهب بعيدا ًعن تحول الطين من بعد تشكيله إلى حياة : وعندنا مثال عيسى عليه السلام !
    حيث يقول الله تعالى مُعدِدا ًمعجزاته التي أيده بها :
    " وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني : فتنفخ فيها : فتكون طيرا ًبإذني " المائدة 110 ..!

    وهو نفس ما اعترف به عيسى عليه السلام بنفسه وبلسانه قائلا ً:
    " أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير : فأنفخ فيه : فيكون طيرا ًبإذن الله " آل عمران 49 ..!

    فنحن هنا على موعدٍ مع مشهد خلق من طين إلى حياة كاملة : في لحظات !!!!..
    حيث لا تطور ! ولا مليارات ولا ملايين السنين ! ولا بقايا تطور لا وظيفة لها ! ولا طفرات ولا انتخاب !

    بل وانظر لكلمة ( كهيئة الطير ) في الآيتين !!!..
    أي أنه حتى : لم يكن تشكيلا ًدقيقا ًمطابقا ًتماما ًلشكل الطير !!!..
    فهذا عند الله يكفي !!!.. وإلا :
    وما فائدة كونه دقيق الهيئة من عدمه : والله يقدر على الخلق أصلا ًمن العدم ؟؟!!!!...

    3- في هذا الحديث الملك هو من ينفخ الروح في الجنين , أما في حالتي آدم و عيسى فان الله سبحانه و تعالى قال "من روحنا" , و هناك اختلاف على ما أعتقد .
    أخطأت من جديد للأسف .....

    فالله تعالى في كل خلق بني آدم يأمر الملائكة بنفخ الروح فيهم ...
    فالروح أصلها من أمر الله وحده .. ثم هو يصرفها فيمَن يشاء لينفخها فيهب الحياة للمنفوخ فيه بإذن الله ...

    إليك الآيتين السابقتين في عيسى عليه السلام ونفخه الروح في الطير :
    " وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني : فتنفخ فيها : فتكون طيرا ًبإذني " المائدة 110 ..!
    " أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير : فأنفخ فيه : فيكون طيرا ًبإذن الله " آل عمران 49 ..!

    وإليك نفخ جبريل الروح في مريم عليها السلام - وهنا يتضح اللبس الذي عندك - فالروح أصلها من الله في كل المخلوقات الحية .. ولكن ينفخها الملائكة أو عباد الله ممَن يشاء كما حدث مع عيسى ومر بنا .. يقول عز وجل :
    " والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين " الأنبياء 91 ..!
    " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " التحريم 12 ..!

    واقرأ كلام المفسرين لتدرك أن النافخ هو جبريل عليه السلام في جيب درعها إلى فرجها ...
    وبذلك يسقط - من جديد - استدلالك بهذه النقطة ...!

    من قال ان بني آدم غير مكرمين , يكفي أن الله تعالى نفخ في آدم من روحه , و هذا وحده شرف لهذا المخلوق.
    وددت بالفعل أن ترد على تفسيراتي كل على حدى , و خصوصا "كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"
    و فقك الله
    قد أجبتك ...
    وأما سؤالك عن " من ذرية قوم آخرين " .. فأريدك أن تأتيني بدليل واحد على أن كلمة قوم تم استخدامها في القرآن أو السنة لغير البشر !

    وإلى أن تأتنا بهذا الدليل : فإليك تفسير ابن كثير :

    { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي: إذا خالفتم أمره { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَآءُ } أي: قوماً آخرين، أي: يعملون بطاعته { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } أي: هو قادر على ذلك، سهل عليه، يسير لديه، كما أذهب القرون الأولى، وأتى بالذي بعدها، كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين، كما قال تعالى:
    { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِئَـاخَرِينَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً }
    [النساء: 133] وقال تعالى:
    { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ }
    [فاطر:15-17].

    وقال تعالى:
    { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }
    [محمد: 38] وقال محمد بن إسحاق: عن يعقوب بن عتبه قال: سمعت أبان بن عثمان يقول في هذه الآية: { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } الذرية: الأصل، والذرية: النسل
    تفسير القرطبي :

    قوله تعالى: { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ } أي عن خلقه وعن أعمالهم. { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي بأوليائه وأهل طاعته. { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالإماتة والاستئصال بالعذاب. { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ } أي خلقاً آخر أَمْثَلَ منكم وأطوع. { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } والكاف في موضع نصب، أي يستخلف من بعدكم ما يشاء استخلافاً مثل ما أنشأكم، ونظيره
    { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ }
    [النساء: 133].
    { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ }
    [محمد: 38]. فالمعنى يبدّل غيركم مكانكم، كما تقول: أعطيتك من دينارك ثوباً.
    تفسير الطبري :

    وأما قوله: { إنْ يَشأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ } فإنه يقول: إن يشأ ربك يا محمد الذي خلق خلقه لغير حاجة منه إليهم وإلى طاعتهم إياه { يُذْهِبْكُمْ } يقول: يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم { وَيْسَتخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشَاءُ } يقول: ويأت بخلق غيركم، وأمم سواكم يخلفونكم في الأرض من بعدكم، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم. { كمَا أنْشَأكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلقٍ آخرين كانوا قبلكم. ومعنى «مِنْ» في هذا الموضع: التعقيب، كما يقال في الكلام أعطيتك من دينارك ثوباً، بمعنى: مكان الدينار ثوباً، لا أن الثوب من الدينار بعض، كذلك الذين خوطبوا بقوله: { كمَا أنْشأَكُمْ } لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنهم أنشئوا مكان خَلْقٍ خَلْفَ قوم آخرين قد هلكوا قبلهم. والذرية الفُعيلة من قول القائل: ذرأ الله الخلق، بمعنى خلقهم فهو يذرؤهم، ثم ترك الهمزة فقيل: ذرا الله، ثم أخرج الفُعيلة بغير همز على مثال العُلِّية. وقد رُوي عن بعض المتقدمين أنه كان يقرأ: «مِنْ ذَرِيئَةِ قَوْمِ آخَرِينَ» على مثال فَعِيلَة. وعن آخر أنه كان يقرأ: «وَمِنْ ذُرْيَةِ» على مثال عُلْيَة. والقراءة التي عليها القرّاء في الأمصار: { ذُرّيَّة } بضمّ الذال وتشديد الياء على مثال عُلِّية. وقد بيَّنا اشتقاق ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته ههنا. وأصل الإنشاء: الإحداث، يقال: قد أنشأ فلان يحدّث القوم، بمعنى: ابتدأ وأخذ فيه.
    بالتوفيق ...

  10. افتراضي

    السلام عليك أخي الكريم , حبذا لو تعطيني تفسيرك الشخصي , لأني سبق لي و أنت التفتت لكلام المفسرين, ف - من - هنا تحتمل معنيين كما أشار الطبري , و لكنه رجح معنى - مكان - .
    و هذا التفسير يجيبك عن تساؤلك حول استعمال كلمة قوم في غير البشر "يأت بخلق غيركم، وأمم سواكم يخلفونكم في الأرض من بعدكم، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم" خلق غيركم

  11. افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله
    لماذا لا تكون واضح في عرضك أخي كمال المسافر
    أنت فتحت موضوع تريد فيه مناقشة خلق آدم و ذريته و خلق باقي الكائنات في ضوء النظريات الحديثة, اما لتوافقها أو لتخالفها
    و ما أظنك فتحت موضوعك هذا لتخالفها بالكلية, فأنت و ان نفيت التطور الصدفي و لكن أراك تتبني التطور الموجه
    و لذا أدعوك الي كامل الصراحة في عرض موضوعك و البعد عن فكرة أنك فتحت الموضوع لأجل النقاش و الحوار, فكل من ناقشتهم حول فكرة التطور الموجه لهم أفكار شبه موحدة
    1. الخلق الأول من تراب ليس آدم و لكن كائن بدائي
    2. الله طور خلق البدائي الي ما هو أعقد
    3. طور الله من الأعقد خلايا جنسية نبتت في الطين ليخرج الانسان (أنشأكم من ذرية قوم آخرين), و (أنبتكم من الأرض نباتا)

    برجاء ان كنت ممن يحملون هذا الفكر أن تصرح به و لا تجعل الاخوة يدورون حولك في حلقة مفرغة
    فصاحب هذا الفكر غالبا ينكر أحاديث النبي صلي الله عليه و سلم عن خلق آدم من الطين ليتثني له تفسير الآيات بما يحلو له, كما أنه متشبع بالأفكار الدارونية لأقصي درجة و ان كان يرفض الصدفة لايمانه بالخالق

    صدقني لا أتهمك بشيء و لكن أحب الحوار الصريح
    فان كانت هذه افكارك أناقشك فيها, و ان كنت بالفعل لا تتبناها ففي ردود اخونا ابوحب الله الكفاية, حيث أثبت لك أن فكرتك تخلو من العلم و ما هي الا محض ظنون ليس أكثر

  12. #12

    افتراضي

    الأمر بسيط أخي - والمفترض في القرآن ألا يُتكلف فيه من المعاني أعوجها حسب الهوى - ..
    فكلا من (قوم) و (أمة) : يصفان الجماعة من البشر ...
    ولكن :

    >> أمة :
    تأتي لغير البشر أيضا بنص القرآن مثل قوله تعالى :
    " وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم " الأنعام 38 ..
    كما تأتي للبشر كما هو معلوم :
    " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " فاطر 24 ..
    " كنتم خير أمة أخرجت للناس " آل عمران 110 ..

    >> وأما قوم :
    فلا تأتي إلا للبشر : وارصد تكرارها في القرآن " يا قوم "" قومك " " قومه " " القوم " إلخ ..

    وعلى هذا كان سؤالي لك في الآية التي تحتج علينا بها :
    هل لديك دليل واحد على أن قوم أطلقت على غير البشر في القرآن أو السنة ؟

    فإذا عرفت بطلان قولك وحجتك : ستعرف كيف تفهم ذكر الطبري لوصف أمم في قوله :

    "يأت بخلق غيركم، وأمم سواكم يخلفونكم في الأرض من بعدكم، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم" خلق غيركم
    التعديل الأخير تم 12-19-2013 الساعة 01:41 AM

  13. افتراضي

    صديقي محمود عبد الله , أنا لا أحاول اثبات شيء و لا أتبنى أي نظرية معينة , فتحت الموضوع لمناشقة الآيات الآنف ذكرها , و تصحيح تفسيرها من طرف أعضاء المنتدى الكرام ان كان قد التبس علي ذلك, فكل ما أردته اذن هو الوصول الى نتيجة مرضية , و ان تفضلت أخي الكريم - ان كان وقتك يسمح بذلك - أن تعطي تفسيراتك للآيات السابقة و رؤيتك للأمر و جزاك الله خيرا.

    أخي أبو حب الله , معذرة و لكني فهمت من كلامك أن الله أنشأنا من ذرية قوم آخرين أي بشر؟ ان لم يكن هذا مقصدك فحبذا لو تصحح لي الأمر,

  14. افتراضي

    حسنا طالما أردت نقاش الآيات فكفاك و كفاني اقوال المفسرين و سلفنا الصالح فلن تجد خيرا منها, فليست المسألة متروكة للعقل يفسر الآيات بما شاء, و لذا فلا تفسيرات للآيات أعلاه الا ما كان من كتب التفسير و من صحيح السنة, و لا أزيد علي ما قدمه لك اخونا أبو حب الله الا اذا رفضت تفسير الآيات بأحاديث النبي التي بينها لك أخونا أبوحب الله

    و علي فكرة قبل أن تحاول جر الأخ ابو حب الله لمسألة أن قوم آخرين هي بشر, و أراك تلمح أنهم ليسوا انسان (أي ما قبل الأنسنة), فأخبرك أن البشر عندي و عند الأخ أبوحب الله هو الانسان فيستوي عندي قول الله (اني خالق بشرا من طين) مع قوله تعالي (و لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) الا في شيء واحد و هو زيادة العلم بالآية الأخيرة عن الطين الذي خلق منه آدم فقال الله أنه سلالة من الطين, اي ليس كل الطين و انما بعضه

    فالبشر هو الانسان بلا شك, الا اذا أردت أن تثبت غير ذلك فهات ما لديك من أدلة

  15. افتراضي

    أخي محمود , تلك المراحل التي ذكرها أبو حب الله أنا لم أنكرها , و لكن ظننت بأن ما بين المرحلة الأخيرة "الصلصال" و ما بين التصوير بالهيئة الانسانية تراخي زمني "خلقناكم ثم صورناكم" , فلذلك أنا لم أخالف الأحاديث النبوية الشريفة , فالخلق هو ما سبق للأخ ذكره , أما التصوير فهو مرحلة مستقلة عن الخلق و الله أعلم.. لذلك طلبت منكم اعطائي بعض الآيات أو الأحاديث التي تبين أن الانسان صور على هيأته مباشرة بعد تكون بذرته الخلقية ان كنت غفلت عنها , و لكم الشكر.
    و أنت تتهمني بأني أود جر الأخ أبو حب الله الى ما سبق أن ذكرته , و الله وحده أعلم بنيتي, فأنا لم أقل بتاتا أن البشر ليس هو الانسان , بل كان مقصدي هو تفسير هذه الآية تفسيرا واضحا , فالشق الأول لهاته الآية "وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ" , يتكلم سبحانه فيه عن البشر, فان الله أذهب البشر فسيستخلفنا بخلق جديد كما جاء في تفسير الطبري الذي أشار اليه أخي أبو حب الله , و هذا يعني استبدال البشر بخلق آخر , أما الشق الثاني فاستعمال -كما- يشير الى نفس العملية , و لكن ان كانت قوم تعني بشر , فان المعنى يصبح انشاؤنا من بشر غيرنا , مما لا يماثل الشق الأول المشبه به و هذا كان محور تساؤلي .
    و أعيد و أكرر , ان نيتي ليست كما تظن , و لكني أحببت فقط أن أصل الى نتيجة مرضية

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. # هل حقا نظرية التطور تعارض الرؤية الإسلامية للخلق؟؟ ج2#
    بواسطة سيدة القصر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-11-2012, 11:02 PM
  2. هل حقا نظرية التطور تعارض الرؤية الإسلامية للخلق؟؟#
    بواسطة سيدة القصر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-10-2012, 03:39 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء