هنا عدة فوائد يجهلها الكثير من الباحثين
الفائدة الأولى : العلماء مجمعون على من ملك إذا رحم هو حر رأساً بدون عتق يعني لو ملك الرجل أمه أو أباه أو جده أو عمه أو خاله أو ابن عمه أو خاله أو بنت عمه أو بنت خاله أو جدته أو ابنته يعتق رأساً
وهذا الإجماع يعتمد على أثر لعمر بن الخطاب وهذا التشريع مما انفردت الشريعة الإسلامية
الثانية : أن الرجل إذا ملك جارية فقبلها ولم يجامعها أو نظر إليها بشهوة مجردة فإنها تحرم على أبنائه ووالده في قول عامة الفقهاء
الثالثة : هنا حادثة عجيبة لعمر بن عبد العزيز مع جارية كانت تعجبه ثم تبين له أنها حرة خطفت خطفاً
قال يعقوب في المعرفة والتاريخ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَتْ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُ عُمَرَ، فَلَمَّا صَارَ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ، زَيَّنَتْهَا وَطَيَّبَتْهَا وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَى عُمَرَ وَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا تُعْجِبُكَ وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، فَتَنَالَ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قال لها عمر: اجلسي يا جارية فو الله مَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكِ أَنْ أَنَالَهُ حَدِّثِينِي بِقِصَّتِكِ وَمَا سَبْيُكِ؟ قَالَتْ: كُنْتُ جَارِيَةً مِنَ الْبَرْبَرِ فَجَنَى أَبِي جِنَايَةً، فَهَرَبَ مِنْ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ عَامِلِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ، فَأَخَذَنِي مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ فَبَعَثَ بِي إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَوَهَبَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ لِفَاطِمَةَ فَبَعَثَتْ بِي فَاطِمَةُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: كِدْنَا نَفْتَضِحُ فَجَهَّزَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا»
ولا تجد مثل هذه القصص إلا عند المسلمين
الرابعة : أن عمر بن الخطاب كان لا يرى سبي العربيات وعامة الفتوحات كانت في عصره فنصارى بني تغلب وبادية العراق كلهم لم يسبَ منهم أحد لقضاء عمر ، وكذلك في زمن عثمان الذي لم يخالف عمر علماً بأن الصديق وعلي كان يخالفانه في هذا غير أن علياً في وقته ما حارب المشركين
ولا أدري ما مأخذ عمر في هذا المنع ، ربما رأى أن العرب إسلامهم قريب فلا كبير حاجة للسبي وهذا وقع فعلاً في نصارى بني تغلب
الخامسة : لا يجوز السبي بين أهل الإسلام باتفاق وقد كانت العرب قبل الإسلام يسبي بعضهم بعضاً ولو كانوا على ملة واحد وكان هذا يحصل بين أبناء الدين الواحد في عدة ملل إلا في الإسلام فلم يقع هذا الأمر أبداً ، إنما ذكر ذلك في بعض الروايات المكذوبة على جهة الثلب لبعض الأمراء الذين انتهكوا الحرمة ، ولك أن تتصور لو لم يتوحد العرب على الإسلام كم كان سيقع بينهم من السبي في حروبهم الطاحنة التي عادوا إلى كثير منها خصوصاً البدو منهم في العصور المتأخرة قبل ظهور الدعوات الإصلاحية في عدد من البلدان
وهذا المنع يؤكد ما قلته سابقاً من أن السبي من غاياته تكثير الأمة الإسلامية وإحصان المسبية وتعليمها الدين والاستفادة منها في المجتمع
Bookmarks