مرحباً
أتيتُ إلى منتداكم الكريم، ساعياً إلى الحقّ لا إلى الجدال، وأتمنى أن تكون المناظرةُ بهدفِ إقناع الطرف المقابل لا هدف الاستهزاء، شاكراً لكم جهودكم سلفاً!
أنا أؤمنُ بنظريةِ الطبيعة، وذلكَ لأنّني لم أجد ديناً يُقنعُني، لأنّ الأديانَ قائمةٌ على الطبقيّة؛ أي أنّها تدعو الناسَ إلى التبعيّة، ففي الإسلام يدعونكَ إلى إطاعةِ وليّ الأمر، وإطاعةِ الوالدين، وفي المسيحيةِ أيضاً يطلبون الطاعة منك لرجال الدين، وطاعة الوالدين أيضاً، وأنا أرى أنّ التبعية العمياء خاطئةٌ ومخطئةٌ، والمصيبة لا تكمنُ في الطّاعة بل في التطبيق، فهم يقولون في الإسلام "لا طاعةَ لمخلوق في معصيةِ الخالق" ولكن التطبيق بخلاف ذلك فلو حادَ الإمام عن الصواب "وليُّ الأمر" عن الصواب وجبت طاعتهُ ولو كان عاصياً، وفيما يخصّ طاعة الوالدين فالآيةُ القرآنيةُ أيضاً تقول :"وإنْ جاهداكَ على أنْ تُشركَ بي ما ليسَ لكَ بهِ عِلْمٌ فلا تُطِعْهما"، ولكن إنْ أساء أحدُ الوالدينِ إلى ولدهِ "ذكراً أو أنثى" تحرمُ ردُّ الإساءةِ بالمثل، وهذا يتناقضُ مع الإنسانيةِ والعقل، فكيفَ يحرمُ ردّ الإساءةِ لمنْ أساءَ؟!
أضربُ ها هُنا مثالاً؛ لو أنّ والداً قالَ لِولدهِ :"يا ابنَ الزانية"، فيحرمُ على الولد أن يقول لأبيهِ :"بل أنتَ ابنُ زانية"، فمَنْ أباحَ هذا للوالد وحرّمهُ على الولد؟! ومن ثمَّ فأنا لا أقبلُ العذرَ القائلَ :"هذا حرامٌ على الوالدِ، ولكنّ عقابهُ على ذلكَ عندَ ربّهِ، وليسَ أنتَ من يُعاقبُهُ"، كما لا أقبلُ العذر القائلَ :"إنّ إثمَ الولد أعظمُ من إثمِ الوالد"، بل على العكس فلو ردّ الانسانُ الإساءةَ فليسَ هذا بإثمٍ أصلاً، فأنتم "المسلمون" تقولون في القرآن :"...العينَ بالعينِ والسّنَّ بالسنِّ والجروحَ قصاصٌ"، كما تقولونَ :"وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها"، فأينَ الخطأ في أنْ يردَّ الولدُ على والدهِ الكلمة المذكورةَ آنفاً؟!
وهذهِ حالةٌ من حالات التناقضِ بينَ الأديانِ والعقل، وبذلكَ فأنا لا أستطيعُ اتباعَ شريعةٍ لا تُحاكي عقلي، ولا تستطيعُ أنْ تُقنعني.
سؤالي: "هل الطاعةُ العمياءُ مشروعةٌ في الإسلامِ كما هو الحالُ في المسيحيّةِ واليهودية، وإنْ كانت الإجابةُ لا، فبِمَ تردّون على المثالِ السّابق؟!".
*ملاحظة: هناكَ نقطةٌ أخرى دفعتني إلى ترك الإسلام، أو كما تُسمّونها "الرّدة عن الإسلام"، ولكنّي آثرْتُ الابتداءَ بالنقطةِ المذكورةِ أعلاهُ، وذلكَ بسببِ عدمِ ارتباطِ النقطتينِ ببعضِهما، وأردتُّ أنْ يكون النّقاشُ علمياً، ولذلكَ سأطرحُ النقطةَ الأخرى للنقاشِ بعدَ الانتهاءِ منْ هذه النقطة!
وشكراً جزيلاً سَلَفَاً!
Bookmarks