النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: هل يؤدي إثبات معنى اليد إلى التمثيل ؟ أعينوني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    23
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي هل يؤدي إثبات معنى اليد إلى التمثيل ؟ أعينوني

    السلام عليكم
    اطلعت على كتاب " القواعد المثلى " للشيخ العثيمين رحمه الله ، فذكر في الصفات أنه يجب تجنب محظورين : التمثيل و التكييف ، فعرف التمثيل و استدل على منعه بالسمع و العقل ، حيث ذكر في العقل بعض الأدلة منها أنه من المعلوم أن الكثير من المخلوقات تتشابه باسم الصفة و لكنها تختلف في كيفيتها ؛ حيث إن يد الإنسان تختلف عن يد الفيل و لكن كلتيهما اسمها يد .

    سؤالي : صحيح أننا ننفي تشابه كيفية صفة يد الله تعالى مع كيفية صفة اليد للمخلوقات و لكننا ننفي الكيفية فقط و لكننا نثبت المعنى ، فأليس ذلك تمثيلا ؟

    بصيغة أخرى : إننا ننفي تشابه كيفية يد الفيل مع يد الإنسان ، فتلك قوية و هذي ضعيفة و تلك ضخمة و هذي رفيعة و تلك تستخدم كقدم و هذي تختلف ، و لكننا في النهاية نثبت أن كلا من هذه و تلك يد ، أي أننا نشبه يد الإنسان بيد الفيل من حيث المعنى ، فهل الأمر كذلك مع الله عز و جل ؟

    هذا بالحقيقة ليس مع صفة اليد فقط بل مع صفات أخرى ، هذا ما أشكل علي إخوتي الكرام .

  2. #2

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله..
    أبدا أخي إثبات الصفات على الحقيقة لا يلزم منه التشبيه -بمعنى المماثلة-..وإلا لكان إثبات الذات لله على الحقيقة تشبيها فللإنسان كذلك ذات ولكان إثبات العلم على الحقيقة تشبيه وإثبات الحياة على الحقيقة كذلك تشبيه..وما قال بهذا القول قائل حتى ممن خالفوا في بعض الصفات..فهم لم يعتبروا هاته الصفات تشبيها نظرا للإختلاف في الكيفية رغم الإشتراك في الصفة فذات الله ليست كذاتنا وحياته سبحانه ليست كحياتنا وعلمه ليس كعلمنا فالتشبيه يكون في الكيفية..وليس في إثبات الصفة..وهاته قاعدة مقررة اتبعها المخالفون حينا وخالفوها أحيانا ليتبين أن لامنهج ثابت لديهم في خصوص الإثبات والنفي..يقول بن عبد البر (((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))
    وصفة اليد كغيرها من الصفات تختلف بختلاف الذوات ولا يكون تشبيها إلا إذا تماثلت الذوات..وبالنسبة ليد الفيل ومقارنتها بيد الإنسان وقولك ان المعنى واحد وان كلتيهما جارحة فما رأيك أخي بيد الباب فهي من الجماد لا إحساس فيها ولا حركة هل عند قولنا أن للإنسان يد وللباب يد يعني اننا شبهنا الإنسان بالباب..بل نذهب لأكثر من ذلك هل عند قولنا أن للإنسان وجه وللخنزير وجه وللحمار وجه يعني اننا قد شبهنا وجه الإنسان بوجه الخنزير أو الحمار ؟..وانظر أخي مثلا لمن يقع تشبيه وجهه بوجه الحمار كيف تكون ردة فعله ألا يغضب من هكذا تشبيه ويعتبره من سوء الأدب وفحش القول..رغم أن هذا وجه والآخر وجه !..لماذا إذن عند قولنا وجه الإنسان لا نستنكر الأمر بحجة أن للحمار وجه وللخنزير وجه ؟..لأن تباين الذوات أخي يلزم منه تباين الصّفات وهذا ظاهر في التباين بين المخلوقات كما قلنا فكيف بالخالق البارئ سُبحانه..
    التعديل الأخير تم 01-01-2014 الساعة 02:24 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  3. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    من أفضل الأقوال التي قرأتها في هذا الشأن هو قول الإمام مالك رحمه الله في مسألة الإستواء :
    الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه ..
    والذي أراه هو أننا يمكن أن نسقط هذه القاعده على كل الصفات ومنها بالطبع اليد ..
    إننا ننفي تشابه كيفية يد الفيل مع يد الإنسان ، فتلك قوية و هذي ضعيفة و تلك ضخمة و هذي رفيعة و تلك تستخدم كقدم و هذي تختلف ، و لكننا في النهاية نثبت أن كلا من هذه و تلك يد ، أي أننا نشبه يد الإنسان بيد الفيل من حيث المعنى ، فهل الأمر كذلك مع الله عز و جل ؟
    فإذا أخذنا المثال الذي عرضته نجد أن يد الفيل معلومه وليست مجهوله , فنحن نقر بأن لله يد إستناداً على ما أخبر سبحانه ولكننا لا ندرك كيفية هذه اليد ولا يمكن حتى أن نتصور ذلك ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أرى أن إثبات الصفات من حيث المعنى لا يلزم منه التشبيه - ولذلك :

    - لو بالغنا في نفي التشبيه بين صفات الذات الإلهية والذات البشرية وقعنا في نفي كل أو بعض الصفات البشرية عن الله كالجهمية والمعتزلة وغيرهم , وفي هذه المبالغة نفي وتعطيل لصفات الله الثابتة شرعاً مما يؤدي هذا النفي المُبالغ فيه إلى جعل الله عدماً أو مساوياً للبشر والعياذ بالله

    - ولو بالغنا في إثبات التشبيه بين صفات الذات الإلهية والذات البشرية وقعنا في إثبات كل أو بعض الصفات الإلهية ل البشر كالفلاسفة والصوفية وغيرهم , وفي هذه المبالغة إثبات لصفات البشر كصفات الله مما يؤدي هذا الإثبات المُبالغ فيه إلى جعل البشر إله أو مساوياً لله والعياذ بالله ( أي تأليه للبشر )

    فيجب ألا نذهب إلى ما ذهب إليه الجهمية والمعتزلة وغيرهم من غلوّ في النفي , ولا إلى ما ذهب إليه الفلاسفة والصوفية وغيرهم من غلوّ في الإثبات , يعني لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء

    طيب - ما الحل ؟ - أرى أن في ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لا يعني المبالغة في نفي المثلية , وفي ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) لا يعني المبالغة في إثبات المثلية - إنما الصواب أن ننفي ما نفاه الله عن نفسه ونُثبت ما أثبته الله لنفسه , نفياً وإثباتاً يليق بكمال وجهه وعظيم سلطانه من خلال النصوص الشرعية , وفي ضوء فهم قواعد وأصول اللغة العربية وما تحمله الألفاظ من حقيقة أو كناية أو مجاز أو استعارة أو ..

    والله تعالى أعلى وأحكم
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله . ينبغي اولا معرفة معنى كلمة اليد . فكلمة يد في اللغة العربية لها معان كثيرة منها : اليد من اعضاء الجسم وهي من المنكب الى اطراف الاصابع ; اليد من كل شيء مقبضه ; اليد من الثوب ونحوه كمه ; اليد النعمة والاحسان تصطنعهما ; اليد السلطان ; اليد القدرة ; اليد القوة ; اليد الجماعة ; اليد الملك ; اليد الكفالة في الرهن ; اليد الطاعة والاستسلام والانقياد . وغيرها من المعاني . القران كلام عربي ; وعندما تذكر فيه كلمة اليد فليس بالضرورة انها تحمل معنى واحدا محددا والذي نفهمه غالبا بالعضو او الالة او الاداة . عندما يقول سبحانه وتعالى : واذكر عبدنا داوود ذا الايد . فهل معنى هذا ان سيدنا داوود كان له اكثر من يدين ? لا بالطبع ; فالمقصود بالايد هي العطايا و الصدقات .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    ''
    وهذا الثناء يتضمن إثبات صفة اليد لله سبحانه ، وهي صفة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ، ومن ذلك : قوله تعالى : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) ص/75 ، وقوله : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) المائدة/ 64 .
    ومن السنة : قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) رواه مسلم (2759 ) .
    وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : ( ... فيأتونه فيقولون : يا آدم! أنت أبو البشر ؛ خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ) رواه : البخاري (3340) ، ومسلم (194) .
    إلى غير ذلك من الأدلة المستفيضة .
    قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله في "رسالته إلى أهل الثغر" ص (225): " وأجمعوا على أنه عَزَّ وجَلَّ يسمع ويرى ، وأنَّ له تعالى يدين مبسوطتين " انتهى .

    فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه أهل العلم كيف يكون في قلبك حرج منه ؟!
    والواجب على العبد أن يذعن للنصوص ، ويسلّم لها ، ويعتقد أنها الحق ، ولا يعارضها بقياس أو معقول .
    ''

    http://islamqa.info/ar/172588

  7. #7

    افتراضي

    المراد من قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) : لما خلقت بقدرتي او بقوتي ; وذلك لان القدرة والقوة داخلتان في معنى اليد في اللغة . وقد يقول قائل ان كان هذا هو المقصود فلماذا ثنى الله كلمة اليد بدلا من ورودها مفردة ? فجواب ذلك هو ان العرب في بعض كلامها تثني اليد وتريد بها معنى اخر غير معنى عضو اليد كقول الشخص : لا يد له في هذا الامر ولا يدان ; اي لا دخل له في هذا الامر . وفي كتاب الله جاء في وصف القران قوله تعالى : ( لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) فهل معنى هذا ان القران له صفة اليدين او يتوفر على يدين ? . اما قوله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) فالمراد من ( يداه مبسوطتان ) : عطاياه ونعمه و ارزاقه والذي يؤكد هذا المعنى قوله ( ينفق كيف يشاء ) . اما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) فان اريد باليد هنا عضو يتوفر عليه الله فلا ادري ما علاقة توبة العبد ببسطه سبحانه ذلك العضو . فواضح اذن من الحديث ان المراد باليد غير ذلك وقد يكون المراد بها الرحمة او المغفرة . اما قولك اخي الكريم :فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه أهل العلم كيف يكون في قلبك حرج منه ؟! فالحرج ليس مما ورد في النقل الصحيح بل في تحميل النص ما لا يحتمله وتفسيره بمعزل عن خصائص اللغة العربية التي نزل بها . اما اهل العلم فلم يجمعوا على شيء حول هذا الموضوع ; فالكثير منهم فسر اليد بالقدرة او الارادة او القوة الى غير ذلك والوجه بالنفس او الذات .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما يحدد المعنى هو السياق نفسه، فما قولك يا أخي زينون في هذا الحديث : قال رسول الله " إن المقسطين ، عند الله ، على منابر من نور . عن يمين الرحمن عز وجل . وكلتا يديه يمين " والحديث فى مسلم

    لا تقل لي إن الرسول عليه السلام هنا لا يتكلم عن ذات الله ليسعك تأويل اليدين بالقدرة أو ما شابه.
    ثم إنه كان يكفيك الآية و الحديث عن خلق الله تعالى آدم بيديه لأنهما في غاية الصراحة اللفظية، و لو شاء الله تعالى لقال لما خلقت بقدرتي .. و كذا لم يكن التأكيد على هذا المعنى على سبيل الثناء على آدم عليه السلام في مخاطبة الناس له يوم الحشر بقولهم : خلقك الله بيده، فما لزوم هذه الإضافة إذن ؟ ما خصوصيتها ز أنت تعلم سياق قولهم و أنه على سبيل الثناء و تعلم أنه لا خصوصية في معنى القدرة إذ أن كل شيء خلقه الله بقدرته و يمكن لمح هذا المعنى أيضا - معنى الاختصاص و التفضيل - في سياق الآية.
    أضف إلى ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : يَا آدَمُ ! أَنْتَ أَبُونَا ، خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ .
    فَقَالَ لَهُ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى ، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً .
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .
    وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا : خَطَّ ، وقَالَ الْآخَرُ : كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ )
    رواه مسلم برقم (2652) .
    و أضف هذا الأثر الصحيح :
    دليله أثر مروي عن ابن عمر رضي الله عنهما من قوله موقوفا عليه – وهو الأثر الوارد في السؤال - قال : ( خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش ، والقلم ، وآدم ، وجنة عدن ، ثم قال لسائر الخلق : كن فكان ) رواه الطبري في "جامع البيان" (20/145) ، والدارمي في "نقضه على المريسي" (ص/261) ، وأبو الشيخ الأصفهاني في "العظمة" (2/579) ، والآجري في "الشريعة" (رقم/750) ، والحاكم في "المستدرك" (2/349) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/126) .
    جميعهم من طرق عن عُبيد المُكْتِب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما به .
    وهذا إسناد صحيح ، عبيد هو ابن مهران المكتب الكوفي وثقه النسائي وابن معين ، انظر "تهذيب التهذيب" (7/68) .
    لذلك قال الحاكم بعد إخراجه للأثر : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " انتهى . ووافقه الذهبي .
    وجاء نحوه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وعن ميسرة ووردان بن خالد وغيرهم من التابعين .
    انظر "الدر المنثور" للسيوطي (3/549) (7/207) ، فقد جمع كثيراً من هذه الآثار المتعلقة بالموضوع نفسه .

    وقد تلقى أهل السنة هذا الأثر بالقبول وأوردوه في مصنفاتهم ، وردوا به على الجهمية في إنكارهم صفة اليد لله سبحانه .

    قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله ، بعد روايته للأثر : " أفلا ترى أيها المريسي كيف ميز ابن عمر وفرق بين آدم وسائر الخلق في خلقه اليد أفأنت أعلم من ابن عمر بتأويل القرآن وقد شهد التنزيل وعاين التأويل وكان بلغات العرب غير جهول " .
    "نقض الدارمي على بشر المريسي" (35) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ثبوت ما أثبته الدليل من هذه الصفات لم يوجب حاجة الرب إليها ، فإن الله سبحانه قادر أن يخلق ما يخلقه بيديه وقادر أن يخلق ما يخلقه بغير يديه وقد وردت الأثارة من العلم بأنه خلق بعض الأشياء بيديه وخلق بعض الأشياء بغير يديه .... ، ثم نقل رحمه الله – أي : شيخ الإسلام - أثر الدارمي " انتهى .
    "بيان تلبيس الجهمية" (1/513) .

    و في تفسير آية خلق آدم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " فقوله : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) : لا يجوز أن يراد به القدرة ؛ لان القدرة صفة واحدة ، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد ، ولا يجوز أن يراد به النعمة ؛ لأن نعم الله لا تحصى ، فلا يجوز أن يعبر عن النعم التي لا تحصى بصيغة التثنية ، ولا يجوز أن يكون : " لما خلقت أنا " ؛ لأنهم إذا أرادوا ذلك أضافوا الفعل إلى اليد ؛ فتكون إضافته إلى اليد : إضافة له إلى الفاعل ؛ كقوله : ( بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ) ، و ( قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ) ، ومنه قوله : ( مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاما) .
    أما إذا أضاف الفعل إلى الفاعل ، وعدي الفعل إلى اليد بحرف الباء كقوله: ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) ، فإنه نص في أنه فعل الفعل بيديه .
    ولهذا لا يجوز لمن تكلم أو مشى : أن يقال : " فعلتَ هذا بيديك " ويقال : " هذا فَعَلَته يداك "؛ لأن مجرد قوله : " فعلت " كاف في الإضافة إلى الفاعل ، فلو لم يرد أنه فعله باليد حقيقة كان ذلك زيادة محضة من غير فائدة " انتهى.
    "مجموع الفتاوى" (6/366)

    أما عن الإجماع فنعني به إجماع أهل السنة لا من شذ عنهم قولا و منهجا من الطوائف ، خذ لك مثال عن أحد أئمة السلف و هو الترمذي من أقرب الناس عهدا بالصحابة و التابعين، يقول هذا الإمام رحمه الله :

    حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عباد بن منصور حدثنا القاسم بن محمد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات و يمحق الله الربا ويربي الصدقات

    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . انتهى كلام الإمام الترمذي رحمه الله.

    و إقرأ هذا المقال :

    إثبات صفات الله على الحقيقة ، لا على المجاز

    و اقرأ هذا رجاء - خاصة التعليقات - :

    اخطاء لم ينتبه لها الاشاعره: وهي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    شواهد نصية أخرى من القرآن و السنة في إثبات صفة اليدين حقيقة إلى الله تعالى :

    قَالَ تَعَالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].

    وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَقْبِضُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ ".

    وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْبِضُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ "

    وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَطْوِي اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرْضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ، أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ".

    وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مقسم: أَنَّهُ نَظَرَ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كَيْفَ يَحْكِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْخُذُ اللَّهُ سَمَوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا: أَنَا الْمَلِكُ "، حَتَّى نَظَرْت إلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّك مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إنِّي أَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!.

    وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إصْبَعٍ، وَالْأَرْضِينَ عَلَى إصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إصْبَعٍ، فَيَهُزُّهُنَّ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: " {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} " الآية [الزمر: 67].
    فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ وَالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُفَسِّرَةِ لَهَا الْمُسْتَفِيضَةِ الَّتِي اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهَا وَتَلَقِّيهَا بِالْقَبُولِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بِالنِّسْبَةِ إلَى عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، أَصْغَرُ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَعَ قَبْضِهِ لَهَا إلَّا كَالشَّيْءِ الصَّغِيرِ فِي يَدِ أَحَدِنَا، حَتَّى يَدْحُوَهَا كَمَا تُدْحَى الْكُرَةُ.


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. التنبيه على خطأ شائع
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-11-2011, 02:03 PM
  2. أعينوني اعانكم الله
    بواسطة سينا في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-17-2005, 03:01 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء