خان الأمس وخان اليوم!!
تحذير!: ما بين قوسين من كلامي، والتعليقات الهامشية المرقّمة أيضاً، والنقاط (.......) إشارة إلى الاختصار
قال الإمام ابن كثير-رحمه الله-:
( جنكيزخــان السلطان الأعظم عند التتار..... وهو الذي وضع لهم "الياساق"(1) (الدستور!) التي يتحاكمون إليها، ويحكمون بها، وأكثرها مخالف لشرائع الله تعالى وكتبه، وهو شئ اقترحه من عند نفسه(كالمأمورة لجنة الخمسين!)، وتبعوه في ذلك، وكانت تزعم أمه أنها حملته من شعاع الشمس، فلهذا لا يعرف له أب، والظاهر أنه مجهول النسب(!!)......
كان في ابتداء أمره خصيصا(وزيراً للدفاع) عند الملك أزبك (و) خان(الرئيس المنتخب والقائد العام)، وكان إذ ذاك شابا حسنا(چـازب للسِّتَّات!!!!) وكان اسمه أولا تمرجي، ثم لما عظّم سمى نفسه جنكيزخان(بعد أن خان!!)، وكان هذا الملك قد قربه وأدناه (وجعله ذراعه الأيمن ووزيرا للدفاع)(2).......
فهو في ذلك إذ تغضب الملك على مملوكين صغيرين فهربا منه ولجآ إلى جنكيزخان فأكرمهما وأحسن إليهما(حال كل من استقال من لجنة أو استشارة وذهب إلى جبهة الإغراق!..) .......
(و) تحيَّـزَ بدولة(العسكر) واتبعه طوائف من التتار وصار كثير من أصحاب أزبك خان ينفرون إليه ويفدون عليه فيكرمهم ويعطيهم(الآمانيَّ!) حتى قويت شوكته وكثرت جنوده، ثم حارب بعد ذلك أزبك خان فظفر به(اعتقله واختطفه) وقتله(نسأل الله ألا يمكنه منه) واستحوذ على مملكته وملكه......
(إليك) نُتَفًا من الياسا (دستور الـ...خان)، من ذلك: أنه من زنا قُتل، محصنا كان أو غير محصن، وكذلك من لاط قتل، ومن تعمد الكذب قتل(3)، ومن سحر قتل، ومن تجسس قتل(4)، ومن دخل بين اثنين يختصمان فأعان أحدهما قتل(5)، ومن بال في الماء الواقف قتل، ومن انغمس فيه قتل، ومن أطعم أسيرا أو سقاه أو كساه بغير إذن أهله قتل، ومن وجد هاربا ولم يرده قتل(6)، ومن أطعم أسيرًا أو رمى إلى أحد شيئا من المأكول قتل، بل يناوله من يده إلى يده، ومن أطعم أحدا شيئا فليأكل منه أولا ولو كان المطعوم أميرا لا أسيرا(7)، ومن أكل ولم يطعم من عنده قتل، ومن ذبح حيوانا ذبح مثله بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده يستخرجه من جوفه أولا(8).
وفي ذلك كله مخالفة لشرائع الله المنزلة على عباده الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.(9)
قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [ المائدة: 50 ] وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم [ النساء: 65 ].
انتهى من كلام ابن كثير، البداية والنهاية،، طبعة دار هجر، ط الأولى (1417هـ، 1997م)، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، 21 جلدا بالفهارس، 17/ 159-163.
-------- على هامش النقل----
(1)- قال صاحب التاج: ( ي س ق ): يساق كسحاب، وربما قيل: يسق بحذف الألف، والأصل فيه يساغ بالغين المعجمة، وربما خفف فحذف، وربما قُلب قافا، وهي كلمة تركية يعبر بها عن وضع قانون المعاملة..
قلتُ: يسق وفسق ، يساغ ويوسوَّغ ويصاغ.. ويضعون به قانونا فاسقا عن دين الله خارجا عنه، يحكمونه في عباد الله-سبحانه-.. بل دينا يُعبِّدون خلق الله لغير الله، ويُفَسِّقونهم به عن عبادة الله وأمره.
(2): وكان ملكُنا المنتخب قد قربه، بل أعطاه السلطان، بينما التزم ملكُنا جانب القرآن.. ويبدو أن أثر"إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" تحقق هذه المرة، ولكن على يد صاحب السلطان وعلى رأس صاحب القرآن.
(3)- (فأول مَن يُقتل بِياسقِهِ الـ...خان؛ لأنه سَخَّر ترسانة إعلام تكذب له).
(4)- (فأول مَن يُقتل بِياسقِهِ الـ...خان؛ لأنه سَخَّر ترسانة مخابرات تتجسس له، حتى على من قُطعت أصبعه في حادث وبقيت أربعة أصابع).
(5)- (فأول مَن يُقتل بِياسقِهِ الـ...خان؛ لأنه لأنه أقلية الشعب المبطلة على أكثريته المُحقة)
(6)- لأنه يكون من الإخوان!! أو متسترا عنهم!!!
(7)-لأن الـ...خان المستبد يخاف على نفسه ولا يثق بأحد، غشية أن يُغتال!! ولو عدل لأمِن ولنام في ميدان التحرير ولم يقربه أحد.
(8)- أما من قتل ألاف المسلمين والمواطنين الأبرياء، فليس عليه شيء.. لأن الحيوانات ترعى حقوق بعضها البعض، ولو كان خـــانُنَا أخانا لوجدنا من يرعى حقوقنا ودمائنا.. ألسنا في الغابة؟!! فكل بشر فيها-إذاً- تبقر بطنه وحوشها لتستخرج منه: نعم للدستور! ولآلهةٍ شتّى وأرباب متفرقين!
(9)- إذًا، "من فعل ذلك فقد كفر بإجماع المسلمين"، مجرد فعل، وليس اعتقد أو استحل أو جحد كما يفتري المفترون، والدين هم عن الظَّلمةِ يخاصمون ويجادلون في الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة؟!!!
فمن شارك في فعل هذا الدستور وهذا الصنم وبنائه بلبنات موادّه الطاغوتية فقد شمله الحكم نفسه، لا بالقياس والتعميم، ولكن بنصه، لأنه فعل! حيث إنّ" من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين."
ومن رضي به ودعا الناس إلى إقراره وإمراره والتصويت عليه فقد شمله الحكم نفسه، وخاصة إذا كان من أدعياء العلم، لأنه أبعد الناس من أن يكون معذورا بجهل!!!!! ولأنه" من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين."
ومن صوَّت عليه بنعم، لم يخطئه الحكم، إلا أن يكون مكرها إكراه ملجئاً أو معذورا بجهل، لأنه" من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين."
(( وطبعاً نحن هنا بصدد بيان الحقيقة التي لا مرية فيها، وليس بالضرورة إسقاط الكفر على معيَّنٍ بشخصه، فإن تكفير الفعل لا يلزم منه تكفير عين الفاعل لأمور معروفة.. كما أنه لا يعني أننا لا نُكَفِّر معيَّنا أنه ليس كافرا، فالفاعل كافر، لكن تعيينه بالتكفير ليس إلينا، ولم نرمِ إليه..))
ومن سكت ممن يقال عنهم علماء ومشايخ عن بيان الحقيقة وعن تنفير الناس من التصويت ونهيهم عن هذه العبادة الكفرية فقد كتم العلم وخان الأمانة وأضاعها- وليس خـان العلم بأكرم مِن خـان الحكم-، ولا أقل من أنْ يقال : أن هدهد سيدنا سليمان أفضل منه وأغير منه على توحيد الله تعالى..." وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)"[النمل].
ولذلك جعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حرمة للهدهد، وأكرمه بالنهي عن قتله، فعن ابن عباس وأبي هريرة-رضي الله عنهم- قالا:نهى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن قتل أربعٍ من الدّوابِّ: النملة والنحلة والهُـدْهُـد والصُّـرَد"[صحيح: الألباني، صحيح التغريب والترهيب، 3/85، رقم: 2990]. قال ابن كثير في التفسير:"ولمّا كان الهدهدُ داعياً إلى الخير، وعبادة الله وحده والسجود له، نهي عن قتله"[6/188].
وتفقدنا طيورنا، فما وجدنا لهم أثرا، ولا سمعنا لهم ولا عنهم خبراً.-إلا من رحم الله وقليل ما هم-، و في الليلة الظلماء يُفتقد البدر(أو المتبدِّر)، وقد أخذ الله عليهم من الميثاق ما لم يأخذ على الهدهد، وحمَّلهم بما لم يحمل به الهدهد، وجمَّلهم بما لم يجمل به الهدهد، وأكرمهم بما لم يكرم به الهدهد.. ولكنهم لم يفعلوا ما فعل الهدهد، ولم يغيروا غيرته على التوحيد.. فهل يصح أن يقال: لم يُحِّدوا توحيده، ولم يُسبِّحوا تسبيحه؟
طنطن بعضهم بصوت عالٍ حول دستور(2012)، وأخرجوا منه الزلات والضلالات، وحرموا على الناس أن يصوتوا عليه، وتوعدوهم بأنهم "سيذكرون ما يقولون لهم" وسلقوا المسلمين والإخوان بألسنة حداد، لما ذهب خوف السلطان الغاشم الآثم... فلما جاء الخوف من جديد وعاد بالنار والحديد فإذا هم أشحة على الخير والتنظير... ينظرون تدور أعنيهم كالذي يغشى عليه من الموت...
قال تعالى:" قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)"[الأحزاب].
اللهم عذر وبراءة..
كان أبو بكر –رضي الله عنه- يقول: " يا ليتني كنت شجرة تقطع ثم تؤكل ".
عمر– رضي الله عنه- قال:" ليتني كنت كبش أهلي يسمنوني" .
ومرةً: "أخذ تبنة من الأرض فقال: ليتني كنت هذه التبنة"
وأبو ذرٍّ–رضي الله عنه- يقول:" ليتني كنت شجرة تعضد".
وابن مسعود رضي اللّه عنه يقول: ليتني أني أكون رماداً، وفي رواية عنه: ليتني كنت بعرة
وإنـي أقــول: ليتني كنتُ هُدهدًا.
أراد بعضهم أن أسمِّيها: التعليقات الحِسان على شريعة الـ...خان!