صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 27

الموضوع: عرض ومناقشة دليل الحدوث

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي عرض ومناقشة دليل الحدوث

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كثر الكلام على دليل الحدوث، فكل يعرضه بطريقته الخاصة، ولا يلتفت الى كلام الائمة الذي اجادوا في تبسطيه للعامة والخاصة، وهنا انقل تقرير الامام الغزالي لهذا الدليل البسيط جدا والذي به يستدل على وجود الخالق، فهو من اقوى الادلة للاسباب عدة :

    - اعتماده على مقدمات قليلة وبسيطة ويقينية لا يختلف عليها اثنان الا المجادلون بالباطل.
    - ان الدليل لا يستدل على وجود الله فقط بل على صفاته العلية التي وصف بها نفسه في الكتاب العزيز.
    - ان هذا الدليل لا يزعم ان الايمان بالله بديهية، بل يجب الاستدلال عليه، كما هو معلوم عند العقلاء، فان اقررنا ان هناك فطرة توجب على الناس الايمان، فهناك على الاقل من فسدت فطرتهم وارتابوا في وجود ربهم كما قال الشيخ احمد ابن تيمية، فكان لزاما ان تصاغ الادلة التي بها نستدل على الباري عز وجل من اجل اسكات افهواه الملاحدة الذين تطاولوا على الذات العلية بشبههم المتهافتة.
    - ان الدليل وهذه هي قوته صالح لكل زمان و مكان، وهذه خاصية الدليل العقلي، والدليل الذي لا يتوفر فيه هذا الشرط، فهو ليس بدليل عقلي، ولن تجد هذا الاضطراد الا في الادلة الكلامية، اما اغلب الادلة التي نستعملها اليوم، فانما عرفنا بتطور العلوم التجريبية، مع العلم ان الاستدلال على وجود الله لا يصح ان يكون رهينا بتطور علم ما، فيكون الله بذلك ظالما للناس وللعالمين.

    و بهذا نكون قد بينا اهمية هذا الدليل، وادعوكم هنا ان ترجعوا معي 10 قرون الى الوراء، وتخيلوا نفسكم جالسين في منازلكم، ثم طرق بابكم ملحد، فقال لك : انا لا اؤمن بالله فما دليلك على وجوده ؟ فكيف ستجيبه : هل ستقول له ان العلم اثبت ان التطور مستحيل ؟ هل ستقول له بالضبط الدقيق للكون ؟ هل ستقول اتبع فطرتك ؟ هل ستقول له ان البروتينات لا تنشأ بالصدفة ؟ لن تجد الا الادلة الكلامية التي تمكنك من الزام الخصم، فهي لم تنتشر في هذه العصور لان الناس كانت مجنونة، بل لم يكن هناك وجود لغيرها، والمتكلمون عموما كان علماء بالطبيعيات وبكافة العلوم المتوفرة ومع ذلك اختاروا طريق الكلام والسؤال لماذا ؟ الجواب ببساطة الطابع الالزامي فالدليل الكلامي هو الدليل العقلي الوحيد على وجود الله، اما الادلة التجريبية التي تحصلنا عليها مع الوقت فهي ليست كذلك، ويجب اسنادها واضافتها الى الادلة العقلية المضطردة في الزمان والمكان، وهذا عين ما حدث، فقد استدلينا على حدوث العالم بالعقل منذ قرون مضت وها هي العلوم التجريبية بادلتها تؤكد ما صح اثباته بالعقل، وهذا فيه اشارة على تناسق المعتقدات، ودليل اضافي على صحة المعارف التي توصلنا اليها، فان فرض الخلاف بين الدليل العقلي والتجريبي وهذا الذي لا يحدث الا ناذرا لاسباب معينة، قدمنا الاول ليقينيته، وابطلنا الثاني لظنيته، فالمعارف التجريبية وان كانت مفيدة في حياتنا الا انها لا تفيد اليقين كما هو الحال مع المعارف العقلية، وتقبل منا هذا الفرق الدقيق.

    طبعا سيقول قائل لكن علم الكلام لا يورث راحة القلب، فيكون الجواب لهذا السائل : يجب عدم التعميم، فهناك من لم يرتح لهذه الادلة -ليس لفسادها كما سنوضح- وهناك اناس ارتاحوا لها كل الارتياح، وفتنوا بها واعتزوا بها وحمدوا الله الذي عرفهم اياها. فنحن امام هذا المعطى نقول ان علم الكلام دواء، فالدواء قد لا يكون مناسبا للكل، لان هناك من الادوية التي قد تشفي فلانا، وتمرض فلانا اخر، ومع ذلك فهو يبقى دواء.

    اما مشكلة الادلة الكلامية فهي تكمن في طابعها الالزامي، بحيث تفرض عليك فرضا فلا تترك لك مجالا للاختيار، فهي تخاطب عقلك ولا تخاطب قلبك، وهذا طبيعي فلا سبيل للحصول على راحة القلب ما دمت لم تشفي غليل العقل، فالاستدلال العقلي هو مرحلة اولى لا مناص منها من اجل التحصيل على راحلة القلب، وعندها تتأمل زيادة في هذا الكون تحس ان الايمان يتمكن من قلبك بهدوء، فلكل دليل مقامه وليس الدليل الذي يخاطب العقل كالدليل الذي يخاطب القلب، فلا يمكنك ان تعيش باحدهما دون الاخر، هذه خلاصة الكلام في هذه المسألة. وسأقدم ان شاء الله في هذا الموضوع ان لم تكن هناك تعليقات للاخوة على عرض دليل الحدوث كما قدمه امامنا حجة الاسلام، نفعنا الله به،والله يوفقنا لما يحب ويرضى....

    ملاحظة : لست الزم الكل بتقبل ارائي، فانما نحن هنا دعاة الى الله تعالى، نعرض الادلة ثم نترك السائل يختار ما يشاء منها والباب مفتوح لملاحظاتكم والتي استطيع مناقشتها معكم قبل البدء في عرض الدليل. والله الموفق.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...

    ما دخلت في هذا الشريط إلا لدعوتك في ابداء الاراء...
    فوجدت موضوعا للاخ ابن سلامة أصغر عمرا من موضوعك...
    ما ادري كتبه حفظه الله ردا على هذا الشريط أو دون ان يتنبه...
    اقول وبالله التوفيق وعليه التكلان
    أحجم عن ابداء رأيي لقلة إلمامي بقضايا الاشعرية...
    غير اني اطرح كلام ائمة الأشاعرة لا ركضا وراء حوار ولكن طمعا في معرفة سبب الغلو- ان اصبت التعبير- في الرفع من شأن علم الكلام...
    واعلم ان اعتمد النقل من مواضيع الاخوة في المنتدى... فأنا أرحب في الطعن فيه ما دمت ترى انه مجتزء من السياق على وضوحه النسبي...

    صرح الأشعري في ''مقالات الإسلاميين'' بعدما تراجع عن آرائه أن أهل الحديث هم أهل الحق فقال : "الحقُ والصواب ما عليه أهل الحديث الذين يثبتون آيات وأحاديث الصفات،القائلين بأن لله يدين ووجهاً وعينين وسمعاً وبصراً وأنهُ ينزل إلى السماء الدنيا وأنهُ يجيْ يوم القيامة كما أخبر،وأنهُ يقرب من خلقهِ كيف يشاء لا يتأولونها".
    ازيد
    نقد الإمام ابن حجر صاحب ''فتح الباري شرح صحيح البخاري'' نقد علم الكلام نقداً شديداً, ودعا إلى تركه، ومعلوم أن المذهب الأشعري قد شيدت أركانه على علم الكلام. قال ابن حجر : "ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين: ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبدالعزيز, ومالك, والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة ماتوا ولم يعرفوا الجوهر ولا العرض.. وقد أفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد". "وصح عن السلف أنهم نهوا عن علم الكلام وعدوه ذريعة للشك والارتياب.
    ونعجب معا لهذا:
    وقد نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه : " يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به " .
    وقال عنه الحافظ ابن دحية الكلبى الظاهرى :" ..، و لذلك فر الإمام أبو المعالي في تواليفه في آخر عمره إلى السمعي ، و هو الحق الذي يلجأ إليه كل عالم ألمعي.. " .
    توفي الجوينى رحمه الله بنيسابور عام 478 هـ وكان تلامذته يومئذ أربعمائة .
    واسمح لي- واعلم أنك لا تمانع - ان استبق ردك كما اتوقعه...فقد تقول ان الأئمة أعلاه ما دعوا إلا للتفويض... بغض النظر عن فعلهم لذلك من عدمه... لكن اقل ما يمكن استنباطه ههنا من قولهم انهم قالوا ان علم الكلام ليس أعلى الكلام حجة وان العصور جمعاء لم تقم عليه كما يؤكد الأشاعرة تفويض السلف وعدم خوضهم فيه... فالزمك بقولك الذي حرصت فيه على تنزيه الله جل اسمه عن الظلم
    مع العلم ان الاستدلال على وجود الله لا يصح ان يكون رهينا بتطور علم ما، فيكون الله بذلك ظالما للناس وللعالمين.
    اذ انى لعلم الكلام ان يخص أقواما دون آخرين... وعصورا دون أخرى... ناهيك عن التشويش على العوام... مع ان ديننا قد يسره الله لكافة الناس كحال الفطرة...
    كما لا يخفى عليك ان الحاد الأمس ليس كالحاد اليوم...
    ولا يستلزم وجود دليل واحد لكافة الامم - بغض النظر عن وجوده من عدمه- حتى تقام الحجة عليهم... فقد يكون لكل أمة دليل... كأن تحج النصارى بكتابهم... واليهود.... وملاحدة الأمس بعلم كلام مثلا... واليوم بالعلوم التجريبية... وعرب البعثة باللغة... وغير ذلك الكثير... ديننا يسع كل هولاء... وكذا الفطرة والله اعلم في تفاصيلها متى تفسد ومتى...
    والله اعلم
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  3. #3

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا أخي حمزة على فتح هذا الموضوع ، وأرجو ألا يكون دفاعك عن دليل الحدوث لأجل تحيزك للأشاعرة

    أنا شخصيًا أرى أنه يقع في مقدمة الأدلة على وجود الله بمختلف صياغاته (حدوث الجواهر - حدوث الأعراض - دليل الإمكان الذي صاغه ابن سينا .. إلخ)

    أما الاهتمام بالأدلة التي تحوي مقدمات من العلم التجريبي ، فيرجع بصورة أساسية لكون الخصم قد قام بتطوير وتحديث أطروحاته وجدلياته تبعًا لهذه العلوم ، وبالتالي ينبغي على المحاور المسلم أن يطوّر أدواته المعرفية والعلمية والجدلية ليكون قادرًا على مواجهة هذه الاطروحات الإلحادية ..
    بل إن دليل الحدوث نفسه ليس استثناءً من هذا التطوير حيث أنه يحوي في بعض صياغاته الحديثة الاستدلال بالبيج بانج ، وهو من مكتشفات أو منتجات العلوم التجريبية الحديثة ..

    والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    للتوضيح... قصدت علم الكلام بشكل عام لا دليل الحدوث بشكل خاص...
    ولمعة ذكية للدكتور هشام

    بل إن دليل الحدوث نفسه ليس استثناءً من هذا التطوير حيث أنه يحوي في بعض صياغاته الحديثة الاستدلال بالبيج بانج ، وهو من مكتشفات أو منتجات العلوم التجريبية الحديثة ..
    لذلك... ومن هذا المنطلق... وعلى صعيد شخصي... لا ادري أصبت فيه ام لا... أحجم قليلا عن تقديمه للملاحدة... بسبب نظريات متهافتة جديدة كتعدد الأكوان أو ما شاكل... وإنما اجعله عمدة في أمرين:
    1- تمسك بعض الملاحدة الجهل المفتونين بالعلم بالبيغ بانغ على انه لا وجود لله... هؤلاء على ركاكة حجتهم القصوى قد تصادفهم كثيرا لدى عوام الملاحدة...
    2- إذا حاول القول ان الغيبيات ليست علما لأنها غير قابلة للتجريب... الزمناه بنظرياته الجديدة التي لا تقوم إلا على الظن بعيدة كل البعد عن التجريب... فالزمه هنا لا بدليل الحدوث بل بأنه يستند إلى حجة يرفضها لنا... والله اعلم

    وغير ذلك فاني متابع ان شاء الله لتتمة موضوعك...
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  5. افتراضي

    الخلل المنهجي في دليل الحدوث عند المتكلمين ، أعده أ. سلطان العميري
    http://taseel.com/pdf/Project/View.aspx?id=137
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...BF%BD%EF%BF%BD
    للإشتراك المجاني في رسائل ( جوال ناصح لمواجهة التغريب ) أرسل كلمة مشترك للرقم ( 0551915972 ) في الواتس آب لكل شرائح الجوال.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حامل المسك مشاهدة المشاركة
    الخلل المنهجي في دليل الحدوث عند المتكلمين ، أعده أ. سلطان العميري
    http://taseel.com/pdf/Project/View.aspx?id=137
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...BF%BD%EF%BF%BD
    هذا الموضوع لا يناقش الخطأ المنهجي لدليل الحدوث، بل المنهجية التي يعتمدها المتكلمون ككل، فلذلك موضوع هذا المقال هو نقد لنظرية المعرفة عند المتكليمن و كاتب هذا المقال هو من اهل الحديث المعظمين للنصوص، وعند هذا المستوى يكون حوارا اخر يتجاوز هذا الدليل، نتطرق فيه لوسائل المعرفة المستعملة وحجيتها، وكيفية استعمالها من اجل تحصيل المعارف، ارجو الانتباه على هذه النقطة.

    أخي احمد ارجو ان تفرق بين بعض الامور :
    - هناك فرق بين ان تعتقد بمنهج المتكلمين وبادلتهم كما هو الحال مع امام كالبيهقي مثلا رحمه الله، وبين ان تفني حياتك كلها في علم الكلام، كما هو الحال مع امام الائمة الجويني رحمه الله، فانا اريد منك ومن عامة المسلمين ان تكون كالاول، اما الثاني فلا، لان علم الكلام وايضا علم اصول الفقه علوم جدلية، لا تقربك اصلا من الله عز وجل ان لم تكن خالصة لوجهه الكريم، فهي علوم اصبحت في اغلب اهتماماتها الرد على فلان وعلان، فهي ان اشتغلت بها بالليل والنهار قد تفسد قلبك ان لم تكن على درجة عالية من التقى والخشية من الله عز وجل، فيجب شكر هؤلاء الائمة رحمهم الله الذين خاضوا في هذه اللجج العميقة جدا، يجب ان تعرف ان لا أحد يحب ان يعيش متحيرا، لكن هذا ما دعت اليه الضرورة، وقد حسم الامام الغزالي مسألة علم الكلام في كتابه الماتع : الجام العوام عن علم الكلام، واعلم ان الكثير من الاخبار حول حال المتكلمين اخر حياتهم قد تؤول بشكل خاطئ، او قد تكون مكذوبة عليهم في بعض الاحيان.

    جزاك الله خيرًا أخي حمزة على فتح هذا الموضوع ، وأرجو ألا يكون دفاعك عن دليل الحدوث لأجل تحيزك للأشاعرة

    أنا شخصيًا أرى أنه يقع في مقدمة الأدلة على وجود الله بمختلف صياغاته (حدوث الجواهر - حدوث الأعراض - دليل الإمكان الذي صاغه ابن سينا .. إلخ)

    أما الاهتمام بالأدلة التي تحوي مقدمات من العلم التجريبي ، فيرجع بصورة أساسية لكون الخصم قد قام بتطوير وتحديث أطروحاته وجدلياته تبعًا لهذه العلوم ، وبالتالي ينبغي على المحاور المسلم أن يطوّر أدواته المعرفية والعلمية والجدلية ليكون قادرًا على مواجهة هذه الاطروحات الإلحادية ..
    بل إن دليل الحدوث نفسه ليس استثناءً من هذا التطوير حيث أنه يحوي في بعض صياغاته الحديثة الاستدلال بالبيج بانج ، وهو من مكتشفات أو منتجات العلوم التجريبية الحديثة ..

    والله أعلم .
    بارك الله فيك دكتور هشام والله انت مثال يحتدى به، وما نهدف هنا الا لتتبع خطى شخص مثلك في الدفاع عن دين الاسلام.
    واقول : ان المشكلة في دليل الحدوث بين اهل السنة، هو الاصل المعروف الذي يخص قيام الحوادث، كان بودي ان لا اذكره اصلا لكن ما العمل، فهذا الاصل لا يمكن الاستغناء عنه لاسف حتى في في دليل الامكان، وسأكتفي بتقرير الامام الغزالي على الاصل محل النزاع دون الخوض فيه، واترك الحكم للقارئ الكريم.

    النقطة الثانية الذي اود الاشارة اليها دكتورنا الفاضل، ان هناك فرقا بين الادلة التي بها نلزم الملاحدة، وبين الادلة التي بها يتحقق يقيننا العقلي، فاضرب مثالا بقضية البيغ بانغ، فنحن نقيم به الحجة على الملاحدة الذين يقدسون التجربة كمصدر رئيس للمعرفة عندهم، لكن البيغ بانغ لا يمكن ان يفيدني انا كمسلم يطمح للحصول على اليقين العقلي، فنموذج البيغ بانغ رغم انه نموذج جميل يتماشى مع مقررات الاسلام الا انه عرف بالتجربة فقط، ويمكن ان يتلاشى في اي لحظة، والتجربة تعطينا معرفة ظنية فقط لا يمكن الوثوق بها فضلا عن ان تعطينا اصولا ينبني عليها توحيدنا. فكانط الوضعي يقر ان التجربة لا تفيد الا الظن، اما المعارف العقلية والتي من بينها دليل الحدوث فهي يقينية بيقينية المقدمات التي بنيت عليها. ومع ذلك فنجد شيخ الاسلام مصطفى صبري يقول بصراحة انه يجب العمل بمعطيات التجربة، رغم انها لا تفيد علما في باب العقائد، وهذه حكمة بليغة من هذا الامام رحمه الله، الذي يرفض ان يسمى المكتسابات التجريبية بالعلم، لان العلم هو الذي يفيد اليقين في ذاته، والتجربة كما مر معنا لا تفيد ذلك، فيعطي رحمه الله للمعارف العقلية فقط مسمى "العلم"، وهذا مما لا يلتفت له الكثيرون في عصرنا، وهي نقطة مهمة من شأنها ان تشكل ثورة في الحوارات مع الملاحدة.

    بالمناسبة يمكن ان افتح موضوعا اخر نناقش فيه وسائل المعرفة، حجيتها ومراتبها في ميزان الاستدلال وهي : الفطرة-العقل- الحس-التجربة-الكشف- الالهام-الحدس-القران الكريم والاحاديث المتواثرة- خبر الاحاد- المصادر المعرفية في المدارس الغربية المعاصرة.

  7. افتراضي

    لم تصل بعد صدقا والله ....
    عندما يأتيك النضوج الكامل عندما يتقدم بك العمر ستعرف القصور ومكامن الخلل ....
    والسلام عليكم ورحمة الله
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب أهل الحديث مشاهدة المشاركة
    لم تصل بعد صدقا والله ....
    عندما يأتيك النضوج الكامل عندما يتقدم بك العمر ستعرف القصور ومكامن الخلل ....
    والسلام عليكم ورحمة الله
    أخي هذا ليس تعليقا يمكنني ان اتفاعل به معك، او يمكن ان يطور موضوع النقاش، ان كانت لك ملاحظات اخي، فسأكون اسعد الناس ان تفضلت بها، وسأناقشها معك بطريقة تتحصل بها الفائدة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    330
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أرجو ان يحتفظ الاخوة الكرام بتعليقاتهم الان الى حين فراغي من نقل كلام الامام وشرحه...

    تعريف بالامام الغزالي :
    هو: حجة الإسلام وزين الدين ومجدد القرن الخامس الهجري
    كنيته: أبو حامد
    اسمه: محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي
    اسم العائلة: الغزالي وقيل الغزّالي بتشديد الزاي نسبة لعمل أبيه غزالاً للصوف على طريقة أهل بلده.
    مشهورٌ بـ: الغزالي
    مولده: بالطابران من قرى طوس بإقليم خراسان عام 450 للهجرة الموافق لـ 1048م.
    وفاته: أيضاً بالطابران: طوس بالقرب من مدينة مشهد في شمال شرق جمهورية إيران الإسلامية عام 505 للهجرة الموافق لـ 1111م .

    الامام علم مشهور، ولا حاجة لنا هنا الى تعريفه، فشهرته تسبقه، وكل فرقة تفتخر بان تنسب اليها هذا الامام، فقالت الفلاسفة : هو متفلسف، واحتجوا بكتابيه : "مقاصد الفلاسفة"،و"تهافت الفلاسفة"، وقالت المتصوفة هو صوفي خالص، واحتجوا بكتابه " احياء علوم الدين" وقال المتكلمون انه متكلم، محتجين بكتابه الرائع والجميل :الاقتصاد في الاعتقاد، الذي شرح فيه عقيدته وبسطها للناس، وقد كتبه رحمه الله في مراحل متقدمة من عمره، و الذي منه سأنقل تقرير الدليل، ولعل اهم شيء اعجبني في تقريره هو بساطته، ورده على الشبهات التي قد يثيرها اصحاب هذا العصر، وكأنه استسبقها رحمه الله تعالى.

    لذلك سأورد كلام الامام في شكل اقتباسات، وسأتعرض لشرح النقاط المهمة وغير واضحة :

    يقول رحمه الله بعد ان عرض منهجيته الدقيقة جدا التي اختارها لكتابه :

    الدعوى الأولى: وجوده تعالى وتقدس، برهانه أنا نقول كل حادث فلحدوثه سبب، والعالم حادث فيلزم منه إن له سبباً، ونعني بالعالم كل موجود سوى الله تعالى. ونعني بكل موجود سوى الله تعالى الأجسام كلها وأعراضها، وشرح ذلك بالتفصيل أنا لا نشك في أصل الوجود،ثم نعلم أن كل موجود اما متحيزاً أو غير متحيز1، وأن كل متحيز إن لم يكن فيه ائتلاف فنسميه جوهراً فرداً2، وإن ائتلف إلى غيره سميناه جسماً3، وإن غير المتحيز أما أن يستدعي وجوده جسماً يقوم به ونسميه الأعراض ، أو لا يستدعيه وهو الله سبحانه وتعالى4.
    1 : وجب شرح لفظ الحيز هنا، فنقول ان الحيز هو الفراغ الموهوم في الذهن الذي نتصوره اذا تصورنا انعدام جسم ما، كالفراغ الذي نتوهمه ان تخيلنا انعدام كأس ما، فالحيز ليس شيئا موجودا، بل هو امر اعتباري نستخلصه من مشاهدة الاجسام من حولنا، وهذا ما تقوله الفزياء الحديثة، اذ تنفي هذه الاخيرة وجود فراغ تام خال من اي شكل من اشكال الطاقة والمادة، فمتى انعدمت المادة والطاقة، انعدم الحيز. فان علمنا ما هو معنى الحيز، علمنا ان القسمة العقلية تفترض ان الموجودات اما متحيزة او غير متحيزة كما قال الامام، ولا تنحصر فقط في المتحيزات كما قالت الكرامية.
    2 : الجوهر الفرد هو المتحيز الذي لا يتجزأ، وهو مصطلح مشهور عند المتكلمين، فاغلبهم يثبتون وجوده، والعلم الحديث يؤكد ذلك، فتجد دائما المادة في شكل دقيقات صغيرة كالالكترونات والكواركات وغيرها من اللبنات الاساسية للمادة، والمهم في الامر كله ان الدليل الذي نعرضه الان لا يستند على وجود الجوهر الفرد او انعدامه، تفاديا لتشغيبات المشاغبين.
    3 : الجسم هو الشيء المتحيز المؤلف والمتركب من الجواهر الفردة التي سبق تعريفها، واختصارا الجسم هو المتحيز المؤلف والمركب، والعرض هو ما يقوم بالجسم، وهي عموما اي شيء زائد على اثبات الجسم، فنقول ان هذا الجسم متحرك، فتكون الحركة عرضا او هذا الجسم ساكن، فيكون السكون عرضا او قولنا هذا الجسم له طول كذا، فيكون الطول عرضا، وغير ذلك و بهذا نكون عرفنا المصطلحات الاربعة، وسنأتي على شرح هذه الامور بالتفصيل.
    4 : اهمل الامام الغزالي قسما اخر هنا، لانه هناك بعض الموجودات غير متحيزة والتي لا تقوم بجسم وليست هي الله تعالى، كالروح مثلا، مع الاشارة ان حقيقة الروح مخالفة تماما لحقيقة الله تعالى.


    فأما ثبوت الأجسام وأعراضها، فمعلوم بالمشاهدة5، ولا يلتفت إلى من ينازع في الأعراض وإن طال فيها صياحه وأخذ يلتمس منك دليلاً عليه، فإن شغبه ونزاعه والتماسه وصياحه، وإن لم يكن موجوداً فكيف نشتغل بالجواب عنه والإصغاء إليه6، وإن كان موجوداً فهو لا محالة غير جسم المنازع إذ كان جسماً موجوداً من قبل7، ولم يكن التنازع موجوداً فقد عرفت أن الجسم والعرض مدركان بالمشاهدة. فإما موجود ليس بجسم ولا جوهر متحيز ولا عرض فيه فلا يدرك بالحس ونحن ندعي وجوده وندعي أن العالم موجود به، وبقدرته، وهذا يدرك بالدليل لا بالحس8.
    5 : يستخدم هنا الامام الاداة الاولى من ادوات المعرفة في الاسلام التي هي الحس
    6 : يقول الامام انه ان كان السائل يشك في وجود الاجسام والاعراض، فكيف نجيب عن سؤاله وهو نفسه غير موجود ؟
    7 : بمعنى ان جسم هذا السائل قد تغير من حال الى حال، وهذا الذي نريد قوله بحدوث الاعراض، اي في حدوث التغيرات في اجسام العالم من حولنا،
    8 : يقر الامام ان معرفة الله تعالى ليست معرفة بدهية، وانه يجب الاستدلال عليها، فان جاز ان يكون وجود الله بالنسبة لبعض الناس بدهي، فهو ليس كذلك بالنسبة للاخرين، هذا ما يدفعنا لصياغة هذه الادلة.

    يكمل الامام فيقول :

    والدليل ما ذكرناه، فلنرجع إلى تحقيقه. فقد جمعنا فيه أصلين فلعل الخصم ينكرهما9، فنقول له: في أي الأصلين تنازع ؟ فإن قال إنما أنازع في قولك إن كل حادث فله سبب فمن أين عرفت هذا، فنقول: إن هذا الأصل يجب الاقرار به، فإنه أولي ضروري في العقل10، ومن يتوقف فيه فإنما يتوقف لأنه ربما لا ينكشف له ما نريده بلفظ الحادث، ولفظ السبب، وإذا فهمهما صدق عقله بالضرورة بأن لكل حادث سبباً، فانا نعني بالحادث ما كان معدوماً ثم صار موجوداً فنقول وجوده قبل أن وجد كان محالاً أو ممكناً، وباطل أن يكون محالاً لأن المحال لا يوجد قط، وإن كان ممكناً فلسنا نعني بالممكن إلا ما يجوز أن يوجد ويجوز أن لا يوجد ولكن لم يكن موجوداً لأنه ليس يجب وجوده لذاته إذ لو وجد وجوده لذاته لكان واجباً لا ممكناً، بل قد افتقر وجوده إلى مرجح لوجوده على العدم حتى يتبدل العدم بالوجود. فإذا كان استمرار عدمه من حيث أنه لا مرجح للوجود على العدم، فمن لم يوجد المرجح لا يوجد الوجود، ونحن لا نريد بالسبب إلا المرجح11: والحاصل أن المعدوم المستمر العدم لا يتبدل عدمه بالوجود ما لم يتحقق أمر من الأمور يرجح جانب الوجود على استمرار العدم، وهذا إذا حصل في الذهن معنى لفظه كان العقل مضطراً إلى التصديق به. فهذا بيان اثبات هذا الأصل وهو على التحقيق شرح للفظ الحادث والسبب لاقامة دليل عليه.
    9 : الاصلين هما : لكل حادث محدث...والثاني الكون حادث، الاول ضروري في العقل، والثاني يستدل عليه.
    10 : ان جاز الاستدلال على كل معرفة، فسوف يتسلسل بنا الامر الى مالانهاية، فنخرج عندها بدون اي معرفة، وهذا من مذاهب الالحاد الابيستيملوجي، لكن الحق اننا نملك معرفة، وهذا كاف من اجل اثبات وجوب معارف اولية في العقل.
    11 : هذه من ابداعات الامام رحمه الله

    يتبع ان شاء الله من اجل عرض وشرح الاصل الثاني...

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يكمل الامام رحمه الله في الاستدلال على الاصل الثاني وهو قولنا ان العالم حادث :

    فإن قيل لم تنكرون على من ينازع في الأصل الثاني، وهو قولكم أن العالم حادث، فنقول: إن هذا الأصل ليس بأولي في العقل، بل نثبته ببرهان منظوم من أصلين آخرين هو أنا نقول إذ قلنا أن العالم حادث أردنا بالعالم الآن، الأجسام والجواهر فقط12، فنقول كل جسم فلا يخلو عن الحوادث13 وكل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث14، فيلزم منه أن كل جسم فهو حادث ففي أي الأصلين النزاع ؟
    12 : دليل الحدوث ينطلق فقط من الاستدلال على حدوث هذا العالم الذي نشاهده بابصارنا، وهي اجسام الارض ومجوعتنا الشمسية، وهذا يكفي من اجل اقامة الدليل كما سيتبين، لاننا نحن كمسلمين نؤمن بوجود اكوان اخرى غير هذا العالم كالسماوات السبع والكرسي والعرش وغير ذلك، وقد اشرنا ان الدليل لا يعنى بهذه الموجودات، وفي هذا الكلام جواب على شبهة الاستقراء الذي يثيرها بعض الناس الذين يقولون ان هذا الدليل مبني على استقراء ناقص.
    13 : الاصل الاول من المقدمة الثانية للدليل وهو : كل جسم لا يخلو عن الحوادث
    14 : الاصل الثاني من المقدمة الثانية للدليل وهو : كل ما لايخلو عن الحوادث فهو حادث

    فإن قيل لم قيل أن كل جسم أو متحيز فلا يخلو عن الحوادث ؟ قلنا: لأنه لا يخلو عن الحركة والسكون وهما حادثان، فإن قيل: ادعيتم وجودهما ثم حدوثهما، فلا نسلم الوجود ولا الحدوث، قلنا هذا سؤال قد طال الجواب عنه في تصانيف الكلام، وليس يستحق هذا التطويل فإنه لا يصدر قط من مسترشد إذ لا يستريب عاقل قط في ثبوت الأعراض في ذاته من الآلام والأسقام والجوع والعطش وسائر الأحوال، ولا في حدوثها. وكذلك إذا نظرنا إلى أجسام العالم لم نسترب في تبدل الأحوال عليها، وإن تلك التبديلات حادثة، وإن صدر من خصم معاند فلا معنى للاشتغال به، وإن فرض فيه خصم معتقد لما نقوله فهو فرض محال إن كان الخصم عاقلاً، بل الخصم في حدوث العالم الفلاسفة وهم مصرحون بأن أجسام العالم تنقسم إلى السموات، وهي متحركة على الدوام، وآحاد حركاتها حادثة ولكنها دائمة متلاحقة على الاتصال أزلاً وأبداً وإلى العناصر الأربعة التي يحويها مقعر فلك القمر، وهي مشتركة في مادة حاملة لصورها وأعراضها وتلك المادة قديمة والصور والأعراض حادثة متعاقبة عليها أزلاً وأبداً وإن الماء ينقلب بالحرارة هواء، والهواء يستحيل بالحرارة ناراً، وهكذا بقية العناصر، وإنها تمتزج امتزاجات حادثة فتتكون منهما المعادن والنبات والحيوان، فلا تنفك العناصر عن هذه الصور الحادثة ولا تنفك السموات عن الحركات الحادثة أبداً وإنما ينازعون في قولنا أن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فلا معنى للإطناب في هذا الأصل15،
    15 : لقد شرح الامام مقصودنا من ان الكون لا يخلو من الحوادث، ولاشك ان كل من قرأ كلامه سيجد نفسه مضطرا للتسليم به، فمن منا لا يرى تغير الاحوال في ذاته وفي الموجودات من حوله ؟ لذلك وجب التنبيه ان ما تقدم هو الاصل الاصيل في اثباتنا ان العالم الذي نشاهده لا يخلو من الحوادث، وما سيعقبه من حديث عن الاعراض ما هو الا رسم الدليل.

    ثم يستمر الامام فيعرض رسم الدليل فيقول :

    ولكنا لإقامة الرسم نقول: الجوهر بالضرورة لا يخلو عن الحركة والسكون، وهما حادثان. أما الحركة فحدوثها محسوس وإن فرض جوهر ساكن كالأرض، ففرض حركته ليس بمحال بل نعلم جوازه بالضرورة، وإذا وقع ذلك الجائز كان حادثاً وكان معدماً للسكون، فيكون السكون أيضاً قبله حادثاً لأن القديم لا ينعدم كما سنذكره في إقامة الدليل على بقاء الله تعالى، وإن أردنا سياق دليل على وجود الحركة زائدة على الجسم، قلنا: إنا إذا قلنا هذا الجوهر متحرك أثبتنا شيئاً سوى الجوهر متحرك أثبتنا شيئاً سوى الجوهر بدليل أنا إذا قلنا هذا الجوهر ليس بمتحرك، صدق قولنا وإن كان الجوهر باقياً ساكناً، فلو كان المفهوم من الحركة عين الجوهر لكان نفيها نفي عين الجوهر. وهكذا يطرد الدليل في إثبات السكون ونفيه، وعلى الجملة. فتكلف الدليل على الواضحات يزيدها غموضاً ولا يفيدها وضوحاً12.
    16 : أما السكون فقد بين الامام كيف انه حادث، اذ لو كان قديما، لما تبدل بالحركة كما سنوضح، فالقديم لا يزول ابدا، واعلم ايها القارئ انا لانعتبر الحركة والاجسام اشياء وجودية هنا، بل فقط احوالا للاجسام، فان فرضنا زمنين او كونين بقي فيهما الجسم في نقطة معينة، حكمنا عليه انه ساكن، اما ان تغير مكانه وسط هذين الكونين استنتجنا انه تحرك. وهذا ما نقصده بحدوث الحركة، اي بتغير مكان الجسم من زمن لاخر، وعليه اثبتنا ان هذا العالم لا يخلو من الحوادث، فننتقل الى الاصل الاخر.

    فقد بقي الأصل الثاني وهو قولكم إن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث فما الدليل عليه ؟ قلنا: لأن العالم لو كان قديماً مع أنه لا يخلو عن الحوادث، لثبتت حوادث لا أول لها وللزم أن تكون دورات الفلك غير متناهية الاعداد، وذلك محال لأن كل ما يفضي إلى المحال فهو محال، ونحن نبين أنه يلزم عيه ثلاثة محالات: الأول- أن ذلك لو ثبت لكان قد انقضى ما لا نهاية له، ووقع الفراغ منه وانتهى، ولا فرق بين قولنا انقضى ولا بين قولنا انتهى ولا بين قولنا تناهى، فيلزم أن يقال قد تناهى ما لا يتناهى، ومن المحال البين أن يتناهى ما لا يتناهى وأن ينتهي وينقضي ما لا يتناهى17.
    17 : الدليل الذي عرضه الامام مبني على فرض عدم تحقق اللانهائية، وقد يصاغ الدليل بطريقة اخرى، فنقول ان الحوادث التي مضت ان كانت لانهائية، لما جاز لنا ان نضيف عليها حادثا اخر، لكننا نعلم بالضرورة امكانية حدوث حادث اخر، كطلوع الشمس يوم غد، فان انضاف الى السلسلة الماضية حادث اخر، علمنا بالضرورة ايضا ان السلسلة التي افترضنا انها لانهائية، هي في حقيقة الامر محدودة، والا لما جاز ان ينضاف اليها حدث اخر، وقد صاغ المتكلمون ادلة عدة على بطلان التسلسل لا نطيل النفس في عرضها. واعلم ان العلم الحديث يتقفى خطى هذا الدليل، فاثبت ان لهذه التغيرات بداية في الزمن، تعود لمليارات السنين، في انفجار محتمل. وهذا دليل على قوة الدليل وتناسقه مع معطيات العلم التجريبي، وكيف لا وكل مقدمة منه لا يتسرب اليها الشك.

    ثم يجيب الامام على شبهة قد يأتي بها المفتونون باللانهائية :
    فإن قيل: مقدورات الباري تعالى عندكم لا نهاية لها وكذا معلوماته، والمعلومات أكثر من المقدورات إذ ذات القديم تعالى وصفاته معلومة له وكذا الموجود المستمر الوجود، وليس شيء من ذلك مقدوراً. قلنا نحن: إذا قلنا لا نهاية لمقدوراته، لم نرد به ما نريد بقولنا لا نهاية لمعلوماته بل نريد به أن لله تعالى صفة يعبر عنها بالقدرة، يتأتى بها الايجاد، وهذا الثاني لا ينعدم قط. وليس تحت قولنا- هذا الثأني لا ينعدم- إثبات أشياء فضلاً من أن توصف بأنها متناهية أو غير متناهية18، وإنما يقع هذا الغلط لمن ينظر في المعاني من الألفاظ فيرى توازن لفظ المعلومات والمقدورات من حيث التصريف في اللغة، فيظن أن المراد بهما واحد. هيهات لا مناسبة بينهما البتة. ثم تحت قولنا المعلومات لا نهاية لها أيضاً سر يخالف السابق منه إلى الفهم، إذ السابق منه إلى الفهم إثبات أشياء تسمى معلومات لا نهاية لها، وهو محال، بل الأشياء هي الموجودات، وهي متناهية، ولكن بيان ذلك يستدعي تطويلا. وقد اندفع الإشكال بالكشف عن معنى نفي النهاية عن المقدورات، فالنظر في الطرف الثاني وهو المعلومات مستغنى عنه في دفع الالزام، فقد بانت صحة هذا الأصل بالمنهج الثالث من مناهج الأدلة المذكورة في التمهيد الرابع من الكتاب وعند هذا يعلم وجود الصانع إذ بان القياس الذي ذكرناه، وهو قولنا أن العالم حادث وكل حادث فله سبب فالعالم له سبب. فقد ثبتت هذه الدعوى بهذا المنهج، ولكن بعد لم يظهر لنا إلا موجود السبب، فأما كونه حادثاً أو قديماً وصفاً له فلم يظهر بعد فلنشتغل به.
    18 : رحم الله الامام فقد اجاد في الجواب عن الشبهة، فمقدورات الله المستقبلية ليس اشياء وجودية حتى توصف بانها لانهائية بل نقول فقط ان لله صفة قدرة يتأتى بها ايجاد الممكنات التي تعلقت بها ارادته ثم نتوقف، فلا احد ينكر أنه تعالى يمكنه ان يخلق الى مالانهاية، فهو تعالى يمكن ان يضيف نعيم اهل الجنة الى غير نهاية، لكن متى اطلعت على مقدروات الله في زمن من الازمان لوجدتها محدودة، وكذلك معلومات الله عز وجل، فبعضها متحقق فعليا في الوجود، اما الذي لم يتحقق فهو ليس موجودا اصلا حتى يوصف بانه لانهائي،لذلك وجب عليك ايها القارئ ان تفرق بين تحقق اللانهائية، وبين امكانية الاضافة الى مالانهاية، فالاول محال والثاني ممكن، ونفس الشيء نعيده بالنسبة لمن يقول ان الاعداد لانهائية، بأنه يتكلم عن مفاهيم ذهنية فقط لا تحقق لها في الواقع، فخد من الامام هذا المعنى الذي وفقه الله له.

    النتيجة : بهذا نكون قد اثبتنا ان اجسام العالم لا تخلو من الحوادث، وايضا ان ما لا يخلو من الحوادث فانه حادث، وعليه فاجسام العالم كلها حادثة لا بد لها من محدث، بقي الكلام فقط في اثبات : 1) ان محدث هذا العالم قديم.....2) ان محدث هذه الاجسام كلها واحد 3) ان محدث هذا العالم متصف بالارادة..

    ومن الله التوفيق...

  12. #12

    افتراضي

    8: يقر الامام ان معرفة الله تعالى ليست معرفة بدهية، وانه يجب الاستدلال عليها، فان جاز ان يكون وجود الله بالنسبة لبعض الناس بدهي، فهو ليس كذلك بالنسبة للاخرين، هذا ما يدفعنا لصياغة هذه الادلة.
    في الحقيقة لا يمكن أن نحكم على شيء أنه بديهة لبعض الناس وليس ببديهة للبعض الآخر..هذا مخالف لتعريف البديهيات..
    فالبديهيات يُستدل بها ولا يُستدل عليها كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (( كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ ))
    وكما يقال: وليس يصح في الأذهان شيء..إذا احتاج النهار إلى دليل..
    ووجود الله بديهة فطرية وعقلية أظهر من وجود النهار ومن لم يجد ذلك في فطرته وعقله فليتهمهما لا أن يُشكك في البديهيات..ولذلك لم تكن من الأهداف القرآنية إثبات وجود الله من حيث هو موجود ولا كان هدفا من أهداف الأنبياء جميعا حيث قالوا عليهم الصلاة والسلام (( أَفِي اللّهِ شَكٌّ ؟ ))..
    بل إن جميع حواراتنا مع الملاحدة هي حوارات في البديهيات بالأساس وليست بالحوارات العقلية كما هو الحال مع النصرانية والوثنية..وصياغتنا للأدلة على وجود الله ليس من باب أنها ليست بالبديهة بالنسبة لهؤلاء كما جاء في الإقتباس..بل هي بديهة ولا شك..فحالنا كحال من اتاه شخص منتكس الفطرة ليس بالأعمى لينكر وجود الشمس أو يشكك..فتنزل معه في الحديث ليثبت له فساد فطرته ويبين له أن الشمس بالفعل موجودة..!..
    ومن باب الإنصاف للإمام الغزالي رحمه الله ورغم سلوكه ذاك المسلك إلا أنه تنبه من أنه ليس من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم..ولا صحابته رضوان الله عليهم وقال في كتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: (( فليت شعري متى نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة رضي الله عنهم إحضار أعرابي أسلم، وقوله له: الدليل على أن العالم حادث: أنه لا يخلو عن الأعراض، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث ))
    التعديل الأخير تم 01-13-2014 الساعة 02:30 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي مستفيد على ردك الذي اثريت به الشريط، وربما أجيب عنه بالتفصيل عند فراغي من النقل.

    لكني مع ذلك ادعوك ان تعيد النظر في هذا الكلام الذي في نظري لن يفيد القضية الايمانية وايضا لن يتقبله الباحثون عن الحقيقة، ببساطة لانك تتحدث عن غيب الغيوب سبحانه، فانت تتهم الجهاز العقلي لكل من شك في وجوده سبحانه، بل تصفه بعدم الكفاءة كالمجنون، اذ هو حسب وجهة نظرك منكر لشيء لا يمكن اصلا ان يشك به.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد مشاهدة المشاركة
    ووجود الله بديهة فطرية وعقلية أظهر من وجود النهار ومن لم يجد ذلك في فطرته وعقله فليتهمهما لا أن يُشكك في البديهيات..
    اما هذه الحالة التي تنتابك وهي قولك " اظهر من وجود النهار" وقول الرسل " أفي الله شك " فهي حالة تأتي لكل شخص بعد نظر وتمعن في هذا العالم، ففرق بارك الله فيك بين هذا، وبين ان تولد ومعلومة وجود الله مغروسة في فطرتك، وربنا هو القائل : "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا"، وهو الذي يطلب منا في الكثير من الايات ان نؤمن به، ونصدق بوجوده، فاعد النظر بارك الله فيك، رغم ان هذا الكلام هو تعليق هامشي فقط، لا يتعلق بالدليل ولا بمقدماته.

  14. #14

    افتراضي

    مرحبا أخي حمزة وشكرا على التفاعل..
    في نظري لن يفيد القضية الايمانية وايضا لن يتقبله الباحثون عن الحقيقة
    أخالفك وجهة النظر..وويخالفك فيه الباحثون:
    الاســـم:	teleg.jpg
المشاهدات: 1492
الحجـــم:	27.6 كيلوبايت
    يقول هذا الباحث بأن الأطفال الصغار لديهم إيمان حتى اذا لم يتم تلقينهم ذلك عبر المدرسة او الأهل, و يضيف بأنه حتى اذا نشأو بمفردهم على جزيرة صحراوية فسيتوصلون للايمان بالله
    http://www.telegraph.co.uk/news/reli...ic-claims.html
    اذ هو حسب وجهة نظرك منكر لشيء لا يمكن اصلا ان يشك به.
    شاك لانتكاس فطرته بمؤثرات خارجية..لا لحاجته إلى دليلِِ عقلي عن وجود الله..
    اما هذه الحالة التي تنتابك وهي قولك " اظهر من وجود النهار" وقول الرسل " أفي الله شك " فهي حالة تأتي لكل شخص بعد نظر وتمعن في هذا العالم، ففرق بارك الله فيك بين هذا، وبين ان تولد ومعلومة وجود الله مغروسة في فطرتك، وربنا هو القائل : "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا"، وهو الذي يطلب منا في الكثير من الايات ان نؤمن به
    عندما تحدث جلبة مثلا بجوار طفل في أشهره الأولى تجده يلتفت بحثا عن مصدر الجلبة..من علّمه..كيف اكتسب هذا العلم ؟..أو كأن يلتقم ثدي أمه..فمن علمه ومتى ؟..
    إذن الفطرة أو البديهة باختصار لا تحتاج لمعلم..وهذا الطفل لم يُشَغِّل عقله لِيَعلَم ما عَلِمَه بل ربما ليس في وعيه أصلا..في حين النظريات وتسمى أيضا بالكسبيات لا تأتي إلا بعد حركة العقل في الجمع بين الأدلة أو التفريق..والإنتقال من المقدمة الأولى إلى الثانية لنستنتج في النهاية النتيجة..وهذا الــ process لم يمر به الطفل في ما ذكرناه من أمثلة..فهو لم يستعمل غير الحواس والغريزة وهذا لا يتعارض مع قول الله (أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) وإنما يؤيده فالله تعالى يحدثنا عن تلك النعمة..بل على العكس ما تقوله هو ما يتعارض مع قول الله (( فطرة الله التي فطر الناس عليها ))..وقول النبي (( كل مولود يولد على الفطرة ))..وإن كان المولود مجبول على ما ذكرناه وإحساسه بأمه وغيره.. فإحساسه بوجود خالقه يكون أولى ولا شك..وهذا يتوافق تماما مع البحث المذكور أول الرد..
    التعديل الأخير تم 01-13-2014 الساعة 06:32 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ان شاء الله أخي نتحدث عن مبحث الفطرة في موضوع منفصل، او في اخر هذا الشريط. فقد ظهرت الحاجة الى اعادة النظر في الادلة المقدمة في هذا المنتدى الكريم للزملاء الملاحدة، ولعل الافادة الكبيرة من هذا الشريط هي القاعدة المنهجية في التفريق بين ما يجب تقديمه للملاحدة وبين ما يجب ان ينبني عليه توحيدنا بالله، فكون فكرة الله مغروسة في قلوبنا منذ ولادتنا لا يستدل عليها بابحاث تجريبية ظنية كما قلت في اول الشريط، و بما ان العقل والحس المشاهد لا يفيدان اي شيء في هذا المبحث، فيجب الاستدلال على هذا المعتقد بالنصوص الشرعية ومحاولة فهمها الفهم الصحيح، وهل دلالتها قطعية ام لا ؟ وغير ذلك من امثال هذه الاسئلة. وسنتعرض لهذا الموضوع بالتفصيل فنأتي بالنصوص من القران والسنة وننظر اينا اصاب في المسألة، وان كنت اظن اننا على رأي واحد، وان اختلافنا في هذه النقطة هو بسبب بعض القشور التي تغطي هذه الموضوع والتي ان ازلناها وصلنا الى اللب وحصل الاتفاق ان شاء الله، ولا تخف، فلست اقول هذا من اجل مقابلة الشيخ تقي الدين ابن تيمية، بل الكثير من العلماء من اهل مذهبي يقولون بما تقول به، ويجعلون الفطرة مرادفة للاسلام او للتوحيد بمعنى اصح. فليس القضية تعصبا لمذهب معين بل بحثا عن الحقيقة.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دليل الحدوث
    بواسطة مش عارف اسمي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 04:50 PM
  2. الشيخ أحمد الريسوني : حجج الانقلابيين تحليل ومناقشة - ومقالات أخرى -
    بواسطة ابن عبد البر الصغير في المنتدى أحوال المسلمين بالعالم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-30-2013, 01:41 AM
  3. الخطأ المنهجي في دليل الحدوث
    بواسطة محب أهل الحديث في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 03-11-2013, 04:30 AM
  4. أدلة وجود الله عزوجل - دليل الحدوث - (1/4)
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 08-29-2010, 06:23 AM
  5. نغير فاعلية الله كالزام لرد دليل الحدوث
    بواسطة 123456789 في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-03-2006, 07:35 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء