النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: المؤمن الحقيقي .

  1. Post المؤمن الحقيقي .

    المؤمن الحقيقي لا يعبد الله طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار، بل لأن الله هو الله الخالق والبادع والعظيم، ومن قبيل شكر صاحب الفضل والأنعام، ومن باب الأختيار وأختياري أنا دون باقي الموجودات لشرف الإنسانية .
    أما مسألة الجنة والنار فهما تعبير مجازي للترغيب والترهيب، لأن الطبيعة الإنسانية تميل لهذه الوسائل، فهما تحصيل حاصل لعالم المعنى، أما عالم الوقوع فهو ممتنع اليقين، لعدم حصوله ليس إلا .

  2. افتراضي

    لمؤمن الحقيقي لا يعبد الله طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار
    ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾
    لماذا ؟ , جوابًا : مسارعتهم في الخيرات [رغبًا] و [رهبًا] , طيب لو لم يسارعوا في الخيرات أو سارعوا ولكن دون الرغب والهرب , اكان يستجيب الله ؟
    من يبحث عن إلهه خارج ذهنه , لا يجده .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المؤمن الحقيقي لا يعبد الله طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار، بل لأن الله هو الله الخالق والبادع والعظيم، ومن قبيل شكر صاحب الفضل والأنعام
    خطأ.

    فالله وصف العبادة بأنها مزيج من الحب و الخوف و الرجاء.

    و لو تخيّلنا العبادة على أنها طائر فستكون المحبة بمثابة الرأس و الخوف و الرجاء بمثابة الجناحين. فالطائر برأس و دون جناح أو جناحين قد يعيش لكنه لن يطير، أما الطائر المقطوع الرأس فهو ميت بداهةً (مما يؤكد على أن الحب هو أساس العبادة، لكنه ليس السبب الوحيد و الكافي لها).

    فنحن نخاف الله لأننا نعظّمه و نعلم أننا سنظل مقصرّين و لن نعبده أبداً حق عبادته (لهذا لن يدخل أحد الجنة بأعماله وحدها من دون رحمة الله، فحتى عبادة الأنبياء ليست وحدها ثمناً كافياً يعادل الخلود في جنة النعيم)، و في نفس الوقت نرجو رحمته لأنها سبقت غضبه و وسعت كل شيء (فيدخل الله المؤمنين الجنة بفضله و برحمته يتقبّل منهم عبادتهم).
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  4. #4

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إخوتي وأخواتي

    إن الله تعالى قد بشرنا بالجنة كمكافأة على صالح الأعمال ورغبنا فيها وشوقنا إليها - قال سبحانه وتعالى:"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"

    فأرى أنه ليس من الصواب أن يدعي الإنسان أنه لا يشتاق إلى نعيمها وفضل الله فيها وأنه يزهد في ذلك في مقابل رؤية الله تعالى ورضوانه - وأرى أنني إن فعلت ذلك سيكون تكلفاً وفضولاً مني في غير موضعه

    حتى أن رسول الله وهو خير البشر صلى الله عليه وسلم قد سأل الله الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية من الجنة وعلمنا أن نسأل الله أن يعطيه إياهما في دعاء ما بعد الأذان والإقامة وهما أعلى مراتب الجنة - ولم يرد عنه في أي مناسبة زهده فيما عند الله من خير مادي ونعيم ملموس

    قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قبل أن يستشهد في معركة مؤتة: يا حبذا الجنة واقترابها - طيبة وبارداً شرابها - وقال لنفسه وقد ترددت في القتال: مالي أراك تكرهين الجنة؟

    ومن يزهدون في نعيم الجنة وحورها وطعامها وشرابها (ضيافة الله لأهلها) يشابهون في ذلك ما ابتدعه النصارى الضالون الذين يظنون أن الجنة هي السماء فقط وليس فيها من نعيم كما يقول المسلمون - بل إنهم يسخرون من المسلمين عندما يذكرون صفة الجنة ونعيمها كما ذكرها الله ورسوله في القرآن

    ومقولة القائلين: أنهم ما عبدوا الله طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره بل لأنه إله يستحق أن يعبد -
    واقتصارهم على ادعاء إرادة رؤيته ومحبته وإرفاق ذلك مع الزهد فيما عنده من خير الدنيا والآخرة -
    أراها من الفضول المذموم الذي يجرد الإنسان من طبيعته في حب الخير "وإنه لحب الخير لشديد" -
    وأراها ادعاء يخالف الطبيعة البشرية العاقلة الواقعية ورفع المدعي لنفسه إلى درجة ملائكية متفلسفة لم يفطرنا الله عليها -
    بل إن الله تعالى قد مدح عباده الصالحين بعكس ذلك:
    "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"
    "أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ "
    "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "

    وأما رؤية الله تعالى فهي إكرام لا يمكن لنا تصوره ولا يمكن أن تكون ثواباُ على عمل نعمله بل هي محض فضل ومنحة من الله الكريم -
    فنحن في هذه الدنيا غير مجهزين بمعدات في أجسامنا وأرواحنا وعقولنا تمكننا من رؤية الله تعالى أو إدراكه -
    فعيوننا البشرية ترى ضمن نطاق محدود من أمواج الضوء والمسافة -
    كما أن عقولنا تدرك ضمن مجال محدود من الرياضيات والعلم -
    ومن ينعم الله عليه برؤيته في الجنة يمنحه من الحواس ما يمكنه من ذلك
    بل إن الله تعالى هو الذي يدرك بصر هذا العبد المكرم "لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
    الموضوع الأصلي:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?8817
    60863#post60863
    ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوىً متبع وإعجاب المرء بنفسه

  5. #5

    افتراضي

    المؤمن الحقيقي لا يعبد الله طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار
    كلام ينافى أصل الشرع و يخالف صريح القرآن ,,,, فقد أخبر عز وجل أنه يرغب فى جنانه و يخوف من نيرانه

    وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ - آل عمران

    و هنا ترغيب صريح فى الجنان لأن النفس البشرية إنما تطمع فى رغد العيش بعد الإبتعاد عنه فى الدنيا و الخالق هو العليم بمن خلق

    ذَلِكَ يُخَوِّف اللَّه بِهِ عِبَاده يَا عِبَاد فَاتَّقُونِ - الزمر

    و فيه ترهيب و تخويف للنفوس من بطش بارئها إن خالفت ..

    و إنك ربما تقصد أن هناك بعض من الناس من ينظر للقضية الإيمانية أنها محبة لله فى قلوب أصحابها تفوق طمعهم فى الجنان أو خوفهم من العذاب و إنما من رقة قلوبهم و إحسانهم فكأنهم يرون الله أمام ناظريهم فى كل حين و هؤلاء إنما هم قليلون جدا أما الكثير من المؤمنون فهم ما أخبرت عنهم أولا ...
    { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } - يونس 35

  6. Post

    السلام عليكم :
    قال علي ( ع) : إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك .
    أي إن الإنسان العارف حقيقتاً بكنه الله وغاية خلقه للإنسان كاملاً لا يعبده طمعاً، وإن كان ذلك العالم الثاني المتمثل بالجنة هو تحصيل حاصل للمؤمن ونتيجة العمل الصالع وفعل الخير والبر والاحسان، ولكن ليست هذه الغاية بحد ذاته، بل غاية العبادة لله هي معرفته (( فأول الدين معرفة الله )) وليس معرفة جنته وناره، والخوف أو الطمع بهما، فهذا فرق كبير .
    فأنت تريد أن تعبد الله لأجل الجنة فقط ونعيمها ذلك جيد وأمرٌ حسنٌ لذاته، ولكن وفي نفس الوقت لا يجوز لك أن تنكر من يوجد هو أفضل منك بالعبادة وبالمعرفة الإلهية وغاية الوجود الإنساني، لأن هناك من عبد الله لأنه أهلاً للعبادة حقاً، وليس لأنه أعد لي جنة إذا عبدته، أو نار إذا عصيته، فهذه عبادة بسيطة وللبسطاء، وليس للعرفاء، وهيهات أن تكون عبادة العرفاء من الأنبياء والأولياء والمؤمنين كعبادة البسطاء، وإنما مراتب الجنة ناتجة من ذلك التفضيل والمراتبة، وليس من الوعد الإلهي وقبوله فقط .

    (( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم )) الروم22
    فهذه الآية تحث على عبادة شريفة وهي أعلى مراتب العبادة وهي التفكر بخلق الله وأختلاف أجناس البشرية ولغاتها والوانها ونطقها، وهذه كلها مراتب تعبدية لا تجعل المؤمن الحقيقي هو وليد إندفاع عبادة لله من أجل غرض واحد وهو الجنة والفوز بها، ورغم إن الله قد ذكر الجنان كثيراً في كتابه الكريم، ولكن غاية الذكر ليس بالضرورة أن تكون هي غاية الله المطلقة والمعدة للإنسان وكونها هذه غاية العبادة، نعم ذلك مما ترغب به النفس الإنسانية وتميل إليه ميلاً عظيما، ولكن لا تعتبره هو الغاية المطلقة، وهذا من أعظم الأخطاء التي جعلت الكثير من المسلمين أن تكون عبادته وإيمانه بالله بل ومعرفته بالله معرفة وعبادة واهية وبسيطة ولا تخلوا من كونها عبادة مرتبطة بقول القرآن { قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} و{ أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون}، فهذه العبادة البسيطة في مقابل الهجمات الفكرية ضد الفكر الإسلامي لا تصمد كثيراً، بل وستنهدم سريعاً وبلا تكلف، لأنها معرفة مرتبطة بغرض واحد وهو الترغيب بالجنة، أو الترهيب بالنار، وهذا غير صحيح لأنها معرفة دينية وإسلامية من جهة واحدة وبمتعلق واحد، والدلائل إلى الله بعدد أنفاس الخلائق .

    وذكر الجنة والنار، لا يشير للمؤمن بل يشير إليه من باب التذكرة فقط (كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر/ 54-56).
    فعبادة العارفين تكون محط اهتمام هذه الآيات (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (النحل/ 11-17).
    وليس التفكير بالجنة فقط وسبل الوصول إليها، فالتفكير بها والخوف من النار هي مراحل ابتدائية للعبادة لا تصفو مع الرحمة الالهية المطلقة .

    ولكن أنظر إلى هذه الآيات وبتفكر :
    (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام/ 40).
    (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (الأنعام/ 46).
    (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام/ 47).
    (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) (يونس/ 50).
    هل تراه تشير إلى المؤمنين، كلا أبداً بل هي تشير إلى قوم ظالمين ومنتحلين للصدق وهم أكذب الكاذبي وغير ذلك .

    والمؤمن هكذا يطمئن للموت ورغم خوفه منه أكثر من أي إنسان آخر، ولكنه ينظر إليه بنظرة انتظار وقبول لذا الرسول الذي يقبض الأرواح، وهو على يقين بأنه سيدخل الجنة .
    (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر/ 42).

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    إقرأ هذا للمحاور الجليل حسام الدين حامد :

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%D1%DF-quot-!!


    و قبل ذلك إقرأ قول الله تعالى : {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57

    و قوله جل و علا : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا [الأنبياء:90]

    وقال في وصف عباده المتقين الذين هم على أعلى درجات العبودية : تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦ - السجدة ﴾

    و منه قول الله جلَّ جلاله : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَابِ} [الزمر: 9]

    ثم إن هذا أمر الله تعالى لعباده المؤمنين : وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين. (56 - الأعراف)

    و اعلم أن الله تعالى لا يُعبد بالحب وحده و لا يصل عنده العبد لأعلى الدرجات إلا بخشيته حق الخشية، ليس على سبيل الخوف المرضي أو الطبعي، و لكن لأنه أحق أن يُخشى كما تخشاه الملائكة المقربون، فهذا جبريل عليه السلام لا يجاوز مقامه لئلا يحترق من جلال الله و خوفا من عظم مقامه سبحانه، فعلى العبد أن يخشى ربه و يتقيه لكمال عدله و إحاطة نعمته به و عدم قدرته على الشكر لأدناها، و لأن المحب حق المحب من يخشى القلى من محبوبه طرفة عين، و يستعظم عنده أقل السقطات مخافة أن يسقط من عينه فكيف بجبار السموات و الأرض،

    و أما الجنة فهي مكان القرب من الله و مجتمع أوليائه الطيبين الطاهرين، فمن لا يرجو ذاك المقام إلا مخذول أو مغتر أو ملبس عليه ؟

    خشية الله حق الخشية و رجاء رحمته حق الرجاء ذلك مقتضى محبته و محبة رسوله و مقتضى معرفة العبد بحقارة نفسه و عدم استحقاقه إلى جانب ما عند الله من العدل و الفضل، و يجتمع ذلك في كلمة واحدة هي التقوى .. هذا سبيل الأنبياء و أتباعهم فمن رغب عنه فليس منهم.


  8. #8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجاد الوزان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم :
    قال علي ( ع) : إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك .
    أي إن الإنسان العارف حقيقتاً بكنه الله وغاية خلقه للإنسان كاملاً لا يعبده طمعاً، وإن كان ذلك العالم الثاني المتمثل بالجنة هو تحصيل حاصل للمؤمن ونتيجة العمل الصالع وفعل الخير والبر والاحسان، ولكن ليست هذه الغاية بحد ذاته، بل غاية العبادة لله هي معرفته (( فأول الدين معرفة الله )) وليس معرفة جنته وناره، والخوف أو الطمع بهما، فهذا فرق كبير .
    فأنت تريد أن تعبد الله لأجل الجنة فقط ونعيمها ذلك جيد وأمرٌ حسنٌ لذاته، ولكن وفي نفس الوقت لا يجوز لك أن تنكر من يوجد من هو أفضل منك بالعبادة وبالمعرفة الإلهية وغاية الوجود الإنساني، لأن هناك من عبد الله لأنه أهلاً للعبادة حقاً، وليس لأنه أعد لي جنة إذا عبدته، أو نار إذا عصيته، فهذه عبادة بسيطة وللبسطاء، وليس للعرفاء، وهيهات أن تكون عبادة العرفاء من الأنبياء والأولياء والمؤمنين كعبادة البسطاء، وإنما مراتب الجنة ناتجة من ذلك التفضيل والمراتبة، وليس من الوعد الإلهي وقبوله فقط .
    .
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
    انت لاتتحدث عن نفسك انت مسؤلا عن نفسك لست مسؤلا عن غيرك
    لقد كان على ابن ابى طالب رضى الله عنه احد العشرة المبشرين بالجنة
    فهل بشرت او هل بشرنا نحن بالجنة ؟؟
    تعلم هذا
    عن أنس رضي الله عنه -عند الإمام أحمد والحاكم، وصححه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من سأل الله الجنة ثلاثا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن تعوَّذ بالله من النار ثلاثا قالت النار: اللهم أعذه من النار. والله أعلم.
    وفى حديث آخر تقول النار اللهم اجره منى

  9. افتراضي

    السلام عليكم :
    أخ memainzin
    ما أنصفتني والله، ولا أنصفت نفسك .
    أما كوني مسئول عن نفسي فهذا صحيح، ولكن كون المسئولية مناطة بالقدوة الصالحة من أمثال الأنبياء والأولياء والصالحين، وعندما يكون مفهوم العبادة عند علي (ع) بهذا المعنى فهو وبلا تفكر نفسه عند الرسول وبزيادة الفضل من حيث كونه نبي ورسول، وبالضرورة تكون هذه العبادة هي افضل العباداة ... وأنا من واجبي أنا أختار أفضلها واحسنها، فكيف بي وانا أختار عبادة العرفاء عسى أن ابلغ ولو القليل مما يريده الله من قصدية الخليقة وغرضيته في خلق العالم والإنسان .
    فأنتبه لما تقول أخي وفقك الله وأرشد فكرك .

  10. #10

    افتراضي

    من القواعد المعروفة في المناظرة قول المخالف لمن يناقشه: "ثبّت العرشَ ثم انقُش"
    فعليك أن تثبت أولاً صحة الأثر الذي ذكرته عن علي رضي الله عنه: " إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك" ثم تبني عليه فكرتك. والأثر المذكور تورده الشيعة الإمامية في مراجعها لكن بلا إسناد متصل إلى علي رضي الله عنه.
    وقريب منه الأثر المنسوب إلى زين العابدين رحمه الله تعالى: " إني أكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلاّ ثوابه ، فأكون كالعبد الطمع المطمع : إن طمع عمل ، وإلاّ لم يعمل ، وأكره أن لا أعبده إلاّ لخوف عقابه ، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل ، قيل : فلِمَ تعبده؟.. قال : لما هو أهله بأياديه عليّ وإنعامه.
    وقريب منه أيضًا الدعاء الطويل المشهور لدى الشيعة المسمى بدعاء كُميل، والذي تزعم الشيعة أن عليًا رضي الله علّمه كميل بن زياد النخعي. ففيه من المخالفات الشرعية ما يعلمها كل ذي لب.
    ومما يُروى و شُهر عن علي رضي الله عنه أنه قال في التقوى إنها "الخوف من الجليل إلخ،" فكيف يقال إن خوف العقاب ليس مقصودًا لذلته؟ بل يجب عبادة الله بالأمور الثلاثة التي بينها الإخوة جزاهم الله خيرًا.

  11. #11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجاد الوزان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم :
    أخ memainzin
    ما أنصفتني والله، ولا أنصفت نفسك .
    أما كوني مسئول عن نفسي فهذا صحيح، ولكن كون المسئولية مناطة بالقدوة الصالحة من أمثال الأنبياء والأولياء والصالحين، وعندما يكون مفهوم العبادة عند علي (ع) بهذا المعنى فهو وبلا تفكر نفسه عند الرسول وبزيادة الفضل من حيث كونه نبي ورسول، وبالضرورة تكون هذه العبادة هي افضل العباداة ... وأنا من واجبي أنا أختار أفضلها واحسنها، فكيف بي وانا أختار عبادة العرفاء عسى أن ابلغ ولو القليل مما يريده الله من قصدية الخليقة وغرضيته في خلق العالم والإنسان .
    فأنتبه لما تقول أخي وفقك الله وأرشد فكرك .
    وعليكم السلام اخ سجاد الوزان
    هناك الالاف من الاولياء وملايين من الصالحين فبمن نقتدى ياهذا اليس الاولى ان نقتدى بمن اقتدوا وقدوتهم وقدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام النبى الخاتم اللذى ارسله الله رحمة للعالمين
    ثم انك حقا لم تنصف عليا رضي الله عنه وقد قلت ماقلت وفى ذهنك مفاهيم مختلقه ومصطنعه
    ولو نظرت الى اللذين يعبدون الاصنام والتماثيل لوجدت انهم يعبدونها لان لاجنة لها ولانار ولاضرر ولانفع منها
    انظر حتى الملائكة
    يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50).
    انظرما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة".
    ------
    انظر ماذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس. صححه الألباني.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سهيل مشاهدة المشاركة
    .
    ومما يُروى و شُهر عن علي رضي الله عنه أنه قال في التقوى إنها "الخوف من الجليل إلخ،" فكيف يقال إن خوف العقاب ليس مقصودًا لذاته؟ بل يجب عبادة الله بالأمور الثلاثة التي بينها الإخوة جزاهم الله خيرًا.
    جزاك الله خيرا استاذنا الكريم
    لنذكر ذلك الاثر لعلى رضى الله عنه
    في تعريف التقوى بأنها: "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"
    فكيف يستقيم ذلك الاثر
    مع هذا الاثر
    قال علي ( ع) : إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك .
    -----------
    إذا بناءً على عنوان موضوعك وبناءً على فكرته
    تقول
    المؤمن الحقيقى اللذى يعبد الله لاخوفا من ناره ولاطمعا فى جنته
    وعكسه المؤمن المزيف اللذى يعبد الله خوفا من ناره وطمعا فى جنته
    كم نحن بحاجة فى زماننا هذا التى تكثر فيه الفتن والمحن الى ناس يخافون الله ويخافون عقابه وعذابه
    ولو وجدوا مخافة الله فى انفسهم لكفوا عنا اذيتهم فى ديننا ودنيانا
    هم يريدون عبادة مجردة من الخوف والخشية
    وحين يسهو او يغفل هذا العابد يفعل مايفعل وليس فى بالله عقاب الله السريع وعذاب الله الشديد
    هداك الله ياسجاد وجعل اسوتك واسوتنا وقدوتك وقدوتنا محمد رسول الله
    لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العابد الحقيقي !
    بواسطة انصر النبى محمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2014, 10:22 AM
  2. سؤال: يوم عاشوراء الحقيقي ؟؟
    بواسطة محــــــمد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-19-2010, 08:10 AM
  3. مناظرة: المفهوم الحقيقي للعبادة
    بواسطة عيد الخطيب في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-25-2009, 11:32 PM
  4. ما هو الوجه الحقيقي لهتلر ؟
    بواسطة للسلام الأحد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-15-2008, 07:33 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء