النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: محاولة التشكيك في برهان السببّية - العلّية- عند الملحد هو إعلان حرب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي محاولة التشكيك في برهان السببّية - العلّية- عند الملحد هو إعلان حرب

    محاولة التشكيك في برهان السببّية - العلّية- عند الملحد هو بمثابة إعلان حرب


    قال الله تعالى { أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ﴿٣٥﴾ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ﴿٣٦﴾ } (سورة الطور )
    يُقرِّر القرآن الكريم أن العدم null لا يصنع شيئاً {أم خُلقوا من غير شيء}، و هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان.
    إن برهان السببية في هذا الإطار أعلى من القانون، بل وعليه تقوم جميع علوم الدنيا ومقاصد الغايات .. ولولا هذا البرهان القبلي – أي الذي يسبق أي تجربة- لما سلَّمنا بصحة تجربة ولا قضية ولا مُبرهنة ولا فكرة، ولصارت جميع علوم الدنيا لغوٌ فارغ، ولصار مهرجي السيرك أكثر مصداقية من العالِم والفلكي والفيزيائي والمُفكر، فلولا اليقين العلمي من نتائج التجربة - ونتائج التجربة هي أحد مسلمات السببية ونتائجها والدليل على صحتها - ما قام علم ولا استقرت فكرة ولا استوعبنا قضية في الدنيا، وبما أنه يوجد عِلم وبما أنه توجد حقائق علمية وأٌسس نظرية يستقر عليها الإنسان ثم ينتقل منها إلى غيرها، إذن يبقى برهان السببية دليل جوهري وأصيل على إثبات الموجِد والخالق، وعلى صحة القضية التي نحن بصددها.

    ولم يَكفُر بمبدأ السببية إلا الملحد وعليه قبل أن يَكفر بالسببية أن يَكفر اضطراراً بكل علوم الدنيا، وببديهيات عقله حتى يتسنى له أن يحيا في اتساق مع إلحاده.

    فلا يوجد شيء يسير في هذا الكون بلا قانون، فالكل مُسخَّر تماماً، بمنتهى السببية من المِجرة إلى ما دون الذرَّة، وحتى التذبذب الكمومي يخضع لقانون وإطار كلاسيكي صارم، ولا يستطيع أن يتمرد على أُسس الميثودولوجيا السببية .
    ولذا عندما حاوَل بشر ما بعد الأنبياء في أزمنة الفترات أن يتمردوا على التوحيد النقي، وأن يُسقِطوا تجسدات الإله في الشمس أو في الكواكب أو في تصاريف الطبيعة، كان الرد القرآني مستهجناً، وموضحاً تخريف هؤلاء بأن كل ما حولك في الطبيعة مُسخَّر ومُسير في قوانين صارمة، فكيف تعبده { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} ﴿٥٤﴾ سورة الأعراف
    فلا يستحق العبادة إلا الخالق، ولا يستحق أن يكون له الخلق والأمر إلا الله، فتبارك الله رب العالمين، فالله هو المُسيِّر لتلك الأجرام بالسببية، ومحاولة التشكيك في برهان السببية هي محاولة للقضاء على إمكانية قيام علم طبيعي ذي قوانين ثابتة وكلية وضرورية.
    إذن نقد السببية هو نقد لكل علوم الدنيا وأصول القواعد وكليات البديهيات!
    ولا أدري كيف لمُلحد أن يُعمِل السببية في معمله ويُسِّلم بوجودها ويُسلِّم بيقينية مُعطياتها، ويُسلم بنتائج تجاربه، ويُعمل السببية في كل كبيرة وصغيرة في حياته الشخصية وفي بحثه وحاله ومآله، ثم يوقف السببية في أصل كل هذه الأمور، ويفترض العدم مصدراً وحيداً للوجود ويُصِر على ذلك !!

    النقد :
    1- يرى ديفيد هيوم أن السببية هي اطراد تكراري غير مُلزِم لا أكثر.
    2- الغزالي حُجة الإسلام يُنكر السببية .
    3- الخوارق تأتي في أصلها ضد السببية .
    4- التذبذب الكمومي Quantum Vacuum Fluctuationsما علاقته أصلاً بالسببية ؟

    الرد على النقد :
    أُسطورة ان السببية هي اطراد تكراري غير مُلزِم لا أكثر.
    إذا أضفنا حامض مع قاعدي فإن النتيجة الحتمية هي ملح وماء ولو أعدنا التجربة مليار مرة، ولولا هذا التلازم ما قام علم ولا تأسست حياة، ولا استقر للناس معاش، والذي يدعي أن السببية هي إطراد تكراري غير مُلزم فإن كلامه أيضاً هو مجرد اطراد تكراري غير مُلزم، ولو كان لكلامه حقيقة فهو كلام خاطيء ولا يفيد معنى تلازمي وإنما مجرد اطرادي تكراري، إذن أي فكرة تحارب السببية هي فكرة ذاتية الهدم، تهدم نفسها بنفسها، إذن نقد السببية هو نقد بلا قيمة، نقد فلسفي لا أكثر، لأنه لو كان صحيحاً فهو الآخر كلام مُطرِّد وليس إلا فكرة ذهنية.
    الخلاصة : الذي يحارب السببية هو يحارب بديهيات العلوم والفكر والقواعد والقوانين والمباديء والأصول بلا قاعدة ولا قانون ولا مبدأ ولا أصل !! فكل العلوم والقواعد والأصول تؤكد صحة السببية، وليس ثمة استثناء، إذن نقد السببية هو نقد للعلوم والقواعد والقوانين والأصول..!!
    إن إنكار السببية يؤدي إلى الشكية المطلقة وإبطال العلوم والدراسات بحجة أن كل شيء ممكن، ولو كان هذا الإنكار صحيحاً لما حدث تقدم في حياة البشر، وبما أنه يوجد تقدم في حياة البشر إذن ثمة قواعد نصل إليها ونستقر عليها ثم ننتقل منها إلى غيرها، إذن برهان السببية هو مُسلمة الوجود البشري بإطلاق !
    والذي يريد أن ينتقد لمجرد النقد فعليه أن يأتي بدليل فلسفي أو تجريبي أو عقلي أو تجريدي أو نقلي يدعم موقفه وإلا فليصمت للأبد، فكما يقول الأصوليون إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعياً فالدليل .

    والذي يحاول أن ينتقد برهان السببية الذي استقرت عليه العقول وكان أعلى البديهيات على الإطلاق، هو نقد فلسفي في أصله، ولذا كان العلم الحديث يحمل أشد الحقد على الفلسفة بسبب هذا الإطار السخيف .
    يقول ستيفن هاوكنج مستهزئاً بالفلسفة التي تدور في هذا الإطار في كتابه الأخير التصميم العظيم ص41 " في عام 1277 قام أسقف باريس بوضع منشور من 219 هرطقة تجب إدانتها في أنحاء البلاد، وأحد هذه الهرطقات هي الإيمان بالسببية ، وبتلازم قوانين الطبيعة ، ولم تمض شهور حتى مات الأسقف بسبب تلازم أحد قوانين الطبيعة حين سقط عليه سقف الكاتدرائية بفعل قانون الجاذبية وبفعل السببية التلازمية! "
    إن الذي يحارب البديهيات هو مسفسط حتى الثمالة، ولا يفعل ذلك إلا في إطار السفسطة العقلية وفي قاعات الدرس بينما هو في واقع حاله يمارس الإيمان بالسببية في كل لحظة بلا تردد !

    أُسطورة أن الإمام الغزالي رحمه الله حُجة الإسلام يُنكر السببية .
    أما بخصوص الإمام الغزالي رحمه الله فهو ينكر السببية التي تجعل الجوهر في المادة وفي السبب والمُسبِب، رداً منه على الماديين والدهرية، إذن إنكار السببية في هذا الإطار هو لإثبات تدَّخل أعلى، أي سببية لكن على مستوى كُلي وهو الله عز وجل وهذا يتضح من كلام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله حين قال " إن الله يأتي بالأشياء بالأسباب وبدون أسباب وبضد الأسباب" فهذا ليس نقداً للسببية بل هو توكيد للسببية لكن على إطار أعظم وأن قيود الطبيعة ليست شرطية .!
    وهل يوجد عاقل لا يستطيع الجمع بين إيماننا بالسببية كبديهة عقلية وبين كلام الغزالي رحمه الله ؟
    بل هل ثمة إنسان على ظهر البسيطة يؤمن بالله ويؤمن بالسببية كبرهان عقلي جوهري ثم يستهجن شيء من كلام الغزالي رحمه الله !!؟

    إن نقد الإمام الغزالي ليس للسببية كبرهان عقلي وبديهة عقلية، وإنما نقد السببية كشيء جوهري في ذات الأشياء وهذا مما لا خلاف عليه !

    فالإمام الغزالي ينفي ضرورة التلازم بين الظاهرة وأسبابها، ويُسند الأمر إلى تقدير الله إن شاء وقعت الظاهرة وإن شاء لم تقع.!

    أما عن الخوارق

    فالخوارق هي توكيد للسببية، لأنها جائت بتدخل إلهي في إطار نظام مؤسسي، والإستثناء المُقيَّد يؤكد القاعدة كما هو مُقرر عند الأصوليين، إذن الخارق يؤكد وجود مُسبِّب وهو الله، فلولا المُسبِّب ما وقع الخارق، وبالتالي فالخارق هو توكيد إضافي على صحة برهان السببية.!

    حُجة التذبذب الكمومي Quantum Vacuum Fluctuations العرجاء التي صارت أصل الإلحاد، وملاذه الأخير !
    بخصوص مبدأ عدم اليقين عند هايزنبرج، فخلاصة الرد ننقلها بتصرف من كتاب التصميم العظيم لستيفن هاوكنج ص 169- 171 حين قال " في حال مبدأ عدم اليقين لهايزنبرج يجب أن نعلم أنه يستحيل أن يوجد مكان يخلو من الطاقة ونقل الطاقة، ولابد أن يحتوي على أقل قدر من الطاقة في هذا الفراغ، ويحدث أن تظهر وتختفي لحظياً جسيمات، لكن هذا الظهور والإختفاء محكوم بعالم الكوانتم المادي – له قوانين وأُسس وأُطر ضابطه - أي أننا لسنا في العدم بل في عالم مادي .. ولو صح أن هذه الجسيمات تحتوي على طاقة لانهائية لكان المفترض بمجرد ظهور الكون وظهور هذه الجسيمات لانهائية العدد والطاقة فإنها تؤدي إلى انكماش الكون على نفسه فورا وانتهائه وهذا بداهة ما لم يحدث ."

    الخلاصة أن ظهور هذه الجسيمات لا يخالف قانون حفظ الطاقة، إذن يخضع لبرهان السببية في جميع تجلياته، لكنه لا يخضع للإطار الزمني، وهذا أول الإشكال وآخره، فالجسيمات يمكن أن تقترض طاقة من المستقبل فتظهر ثم تتلاشى دافعةً القيمة التي قامت باقتراضها بالضبط لحظة التلاشي، لكن هذه المساومة واقتراض طاقة من المستقبل تحدث في الإطار المادي داخل حدود الزمان والمكان، فلولا الزمان المخلوق والموجود لما كان لهذا الإقتراض وجود ولا معنى ! ولا جدال بين الفيزيائيين على أن العدم الكوانتي هو عدم موجود داخل حدود الزمان والمكان، والكون جاء من اللازمان واللامكان !
    ولا جدال أن التذبذب الكمومي في جميع صوره يخضع لقانون وإطار كلاسيكي صارم، ولا يستطيع أن يتمرد على قوانين المادة ولا يستطيع كسر قانون حفظ الطاقة.
    وبالتالي برهان السببية برهان جوهري لم يتم كسره.
    ولا يكفر ببرهان السببية إلا الملحد ! و لذا فهو في حرب شعواء أمام العلم والعقل والبرهان الحتمي العليّ السببي، ومن أجل ذلك أنا أقول دائماً أن الملحد يستحق الخلود في النار بسبب غبائه، قبل كفره وإلحاده لإنكاره أعظم البديهيات تُراً - برهان السببية-، حيث أنه يفترض السببية كقانون في كل شيء ثم ينزعها بعد ذلك من أصل كل شيء، فهو يؤمن أن السببية أقوى وأعظم قانون في الوجود، ثم ينزعها من أصل كل الوجود ومن أصل كل موجود، فصار أُضحوكة كل مرصود { أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ﴿٣٥﴾ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ﴿٣٦﴾ } (سورة الطور ) !
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  2. #2

    افتراضي

    مقال جميل أخي بارك الله فيك ، فالذي يشكك في السببية سيعطي وسيبحت عن أسبابا وبراهين منطقية ليتبت صحة إستدلاله

    وبالتالي سيقع في تناقض ! لأنه يعتمد على السببية لنفي السببية..
    {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
    وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
    وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فالذي يشكك في السببية سيعطي وسيبحت عن أسبابا وبراهين منطقية ليتبت صحة إستدلاله

    وبالتالي سيقع في تناقض! لأنه يعتمد على السببية لنفي السببية..
    الملحد كائن متناقض بطبيعته.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elserdap مشاهدة المشاركة
    [CENTER][SIZE=6]
    أُسطورة ان السببية هي اطراد تكراري غير مُلزِم لا أكثر.
    إذا أضفنا حامض مع قاعدي فإن النتيجة الحتمية هي ملح وماء ولو أعدنا التجربة مليار مرة، ولولا هذا التلازم ما قام علم ولا تأسست حياة، ولا استقر للناس معاش، والذي يدعي أن السببية هي إطراد تكراري غير مُلزم فإن كلامه أيضاً هو مجرد اطراد تكراري غير مُلزم، ولو كان لكلامه حقيقة فهو كلام خاطيء ولا يفيد معنى تلازمي وإنما مجرد اطرادي تكراري، إذن أي فكرة تحارب السببية هي فكرة ذاتية الهدم، تهدم نفسها بنفسها، إذن نقد السببية هو نقد بلا قيمة، نقد فلسفي لا أكثر، لأنه لو كان صحيحاً فهو الآخر كلام مُطرِّد وليس إلا فكرة ذهنية.
    الخلاصة : الذي يحارب السببية هو يحارب بديهيات العلوم والفكر والقواعد والقوانين والمباديء والأصول بلا قاعدة ولا قانون ولا مبدأ ولا أصل !! فكل العلوم والقواعد والأصول تؤكد صحة السببية، وليس ثمة استثناء، إذن نقد السببية هو نقد للعلوم والقواعد والقوانين والأصول..!!
    إن إنكار السببية يؤدي إلى الشكية المطلقة وإبطال العلوم والدراسات بحجة أن كل شيء ممكن، ولو كان هذا الإنكار صحيحاً لما حدث تقدم في حياة البشر، وبما أنه يوجد تقدم في حياة البشر إذن ثمة قواعد نصل إليها ونستقر عليها ثم ننتقل منها إلى غيرها، إذن برهان السببية هو مُسلمة الوجود البشري بإطلاق !
    والذي يريد أن ينتقد لمجرد النقد فعليه أن يأتي بدليل فلسفي أو تجريبي أو عقلي أو تجريدي أو نقلي يدعم موقفه وإلا فليصمت للأبد، فكما يقول الأصوليون إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعياً فالدليل .

    والذي يحاول أن ينتقد برهان السببية الذي استقرت عليه العقول وكان أعلى البديهيات على الإطلاق، هو نقد فلسفي في أصله، ولذا كان العلم الحديث يحمل أشد الحقد على الفلسفة بسبب هذا الإطار السخيف .
    يقول ستيفن هاوكنج مستهزئاً بالفلسفة التي تدور في هذا الإطار في كتابه الأخير التصميم العظيم ص41 " في عام 1277 قام أسقف باريس بوضع منشور من 219 هرطقة تجب إدانتها في أنحاء البلاد، وأحد هذه الهرطقات هي الإيمان بالسببية ، وبتلازم قوانين الطبيعة ، ولم تمض شهور حتى مات الأسقف بسبب تلازم أحد قوانين الطبيعة حين سقط عليه سقف الكاتدرائية بفعل قانون الجاذبية وبفعل السببية التلازمية! "
    إن الذي يحارب البديهيات هو مسفسط حتى الثمالة، ولا يفعل ذلك إلا في إطار السفسطة العقلية وفي قاعات الدرس بينما هو في واقع حاله يمارس الإيمان بالسببية في كل لحظة بلا تردد !
    !
    لم يقل بهذا الا ديفيد هيوم عن طريق مثال عن كرات البليارد التي تتضارب كلها من دون معنى ومن دون هدف ولا سبب ولكن للأسف النظام الهيومي لايتوجد في كوننا الا في النظام المعروف في الذي طرحته انت
    بخصوص مبدأ عدم اليقين عند هايزنبرج، فخلاصة الرد ننقلها بتصرف من كتاب التصميم العظيم لستيفن هاوكنج ص 169- 171 حين قال " في حال مبدأ عدم اليقين لهايزنبرج يجب أن نعلم أنه يستحيل أن يوجد مكان يخلو من الطاقة ونقل الطاقة، ولابد أن يحتوي على أقل قدر من الطاقة في هذا الفراغ، ويحدث أن تظهر وتختفي لحظياً جسيمات، لكن هذا الظهور والإختفاء محكوم بعالم الكوانتم المادي – له قوانين وأُسس وأُطر ضابطه - أي أننا لسنا في العدم بل في عالم مادي .. ولو صح أن هذه الجسيمات تحتوي على طاقة لانهائية لكان المفترض بمجرد ظهور الكون وظهور هذه الجسيمات لانهائية العدد والطاقة فإنها تؤدي إلى انكماش الكون على نفسه فورا وانتهائه وهذا بداهة ما لم يحدث ."

    الخلاصة أن ظهور هذه الجسيمات لا يخالف قانون حفظ الطاقة، إذن يخضع لبرهان السببية في جميع تجلياته، لكنه لا يخضع للإطار الزمني، وهذا أول الإشكال وآخره، فالجسيمات يمكن أن تقترض طاقة من المستقبل فتظهر ثم تتلاشى دافعةً القيمة التي قامت باقتراضها بالضبط لحظة التلاشي، لكن هذه المساومة واقتراض طاقة من المستقبل تحدث في الإطار المادي داخل حدود الزمان والمكان، فلولا الزمان المخلوق والموجود لما كان لهذا الإقتراض وجود ولا معنى ! ولا جدال بين الفيزيائيين على أن العدم الكوانتي هو عدم موجود داخل حدود الزمان والمكان، والكون جاء من اللازمان واللامكان !
    ولا جدال أن التذبذب الكمومي في جميع صوره يخضع لقانون وإطار كلاسيكي صارم، ولا يستطيع أن يتمرد على قوانين المادة ولا يستطيع كسر قانون حفظ الطاقة.
    وبالتالي برهان السببية برهان جوهري لم يتم كسره.
    ولا يكفر ببرهان السببية إلا الملحد ! و لذا فهو في
    وهذا هو التصور الهيومي لذلك النظام الذي تنتهي فيه فلسفة السببيه
    وعلى كل فان الذبذبات الكميه ترجعنا الى نظام اخر من أنظمة السببيه متقدم الا وهو نظام المستقبل أي ان السبب يقع بعد الحدث ذلك لااعتماد تلك الذبذبات على التاشيونات واما انتاج الطاقه والجسيمات من مثل هذا النظام فهو يقوم ضمن مبادئ حفظ الطاقه التي لايمكن انتهاكها ابدا واطلاقا ولكن ما انتهك لدينا هو تسلسلية المبداء السببي فقط وهذا لعمري هو ما يحاول الملحد ايهام نفسه به بانه انتهاك للسببيه
    تحياتي لك ودمت بخير

    عندما تقوم بحذف المستحيل ,فان المتبقي مهما كان غير ملائم وبعيد الاحتمال ,هو الحقيقة
    السيد ارثر كونان دويل

  5. #5

    افتراضي

    بارك الله فيك يا دكتورنا الغالي ...

    نقطة مهمة اظيفها لموضوعك القيم مولانا :
    اعتراض الملاحدة على البديهيات و المسلمات و التشكيك بها هو أمر صحي و بديهي بحد ذاته ! فلا بد للملاحدة أن يجيبوا عن كل ما يطرحه المؤمنون بغض النظر عن جودة الاجابة او صحتها اصلا ، أي أمر يرجح كفة الخلق و الخالق لا بد من تشويهيه و التشكيك به و إنكاره إن لزم الامر ، الالحاد في عصرنا اصبح ايديولوجيا ضيقة و صارمة جدا ، و سنرى الطعن بجميع البديهيات في المستقبل ( و إن كان الطعن بالسببية هي أم الفضائح 😊 ) لكن لا تستغرب ابدا ابدا حين يأتيك تلحود صغير لم ينبت له شارب بعد يأتي ليناقشك حول هل فعلا مجموع زوايا المثلث هو 180° ! ، فاليتفلسف بما شاء و إلى ما شاء فستبقى الحقيقة ثابتة و القوانين قاهرة و لن يصدق اولئك إلا من هم على آثارهم .

    من أصدق ما رأيت بعيني بالتجربة العملية و الواقعية هو القول بأن( الإلحاد ايديولوجيا) ، كم تلحودا وقحا قابلت و هو لا يعلم شيئا في اي علم من العلوم سوى حفظه لبعض اسماء الغربيين او مجرد سماعه بأسماء النظريات العلمية و التي آمن بها على عمى فقط ﻷنها جائت من الذين نزلوا على القمر .

    بمناسبة الادلجة الالحادية : هناك كتاب قيم ظهر مؤخرا بأسم : التطور ، نظرية علمية ام ايديولوجيا ؟
    للكاتب التركي : يلماز عرفان

    و لو حصل احد على نسخة منه فلا يبخل علينا.

  6. افتراضي

    بارك الله فيك يا دكتورنا الغالي .

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يحيى الموحد مشاهدة المشاركة
    من أصدق ما رأيت بعيني بالتجربة العملية و الواقعية هو القول بأن( الإلحاد ايديولوجيا) ، كم تلحودا وقحا قابلت و هو لا يعلم شيئا في اي علم من العلوم سوى حفظه لبعض اسماء الغربيين او مجرد سماعه بأسماء النظريات العلمية و التي آمن بها على عمى فقط ﻷنها جائت من الذين نزلوا على القمر .
    اوقح شخص قابلته كان حكيم جورج وهو ليس ملحدا بل نصراني حاقد ويقوم بدعم الملاحده تحديته مره في البايلوجيا فرد علي بوضع رابط لفلم تعليمي طوله ساعه ونصف عن احد نظريات الحاسوب وتحديته ان يلخص نتائج الفلم بنقاط فولى هاربا
    والثاني يدعي انه بروفيسور في الكم وخصوصا qft وهو غير قادر على حل ابسط المعادلات فيها او على الأقل التكهن بمعنى معادلاتها
    مرضى بكل ماتعنيه الكمله من معنى ومعوقين بالفعل يظن انه بوجود العم كوكل اصبح فيلسوف زمانه وكلا الاثنين على فكره لم يتجرائا على مواجهتي اطلاقا بحق ستصاب بصدمة نفسيه لو استمريت معهم اخ احمد دنا هربت بعقلي منهم قبل ماتجنن

    عندما تقوم بحذف المستحيل ,فان المتبقي مهما كان غير ملائم وبعيد الاحتمال ,هو الحقيقة
    السيد ارثر كونان دويل

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نعم يا أخي كميل فالحقد على الإسلام ينتج العجائب و الغرائب . و من يحاول الجدال مع أمثال هؤلاء فإنه ما يلبث أن يخرج سريعاً حفاظاً على سلامة عقله .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة YaCiine مشاهدة المشاركة
    مقال جميل أخي بارك الله فيك ، فالذي يشكك في السببية سيعطي وسيبحت عن أسبابا وبراهين منطقية ليتبت صحة إستدلاله

    وبالتالي سيقع في تناقض ! لأنه يعتمد على السببية لنفي السببية..
    وفيكم بارك الله أخي الحبيب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمَة الرحمن مشاهدة المشاركة
    الملحد كائن متناقض بطبيعته.
    وإلا ما ألحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كميل مشاهدة المشاركة
    لم يقل بهذا الا ديفيد هيوم عن طريق مثال عن كرات البليارد التي تتضارب كلها من دون معنى ومن دون هدف ولا سبب ولكن للأسف النظام الهيومي لايتوجد في كوننا الا في النظام المعروف في الذي طرحته انت

    وهذا هو التصور الهيومي لذلك النظام الذي تنتهي فيه فلسفة السببيه
    وعلى كل فان الذبذبات الكميه ترجعنا الى نظام اخر من أنظمة السببيه متقدم الا وهو نظام المستقبل أي ان السبب يقع بعد الحدث ذلك لااعتماد تلك الذبذبات على التاشيونات واما انتاج الطاقه والجسيمات من مثل هذا النظام فهو يقوم ضمن مبادئ حفظ الطاقه التي لايمكن انتهاكها ابدا واطلاقا ولكن ما انتهك لدينا هو تسلسلية المبداء السببي فقط وهذا لعمري هو ما يحاول الملحد ايهام نفسه به بانه انتهاك للسببيه
    تحياتي لك ودمت بخير
    جزاكم الله خيراً أُستاذنا الحبيب والفاضل كميل، ونفعنا الله بعلمكم
    التذبذب الكمومي خاضع لقوانين متصل الزمكان space time continuum، فالزمان ليس بُعد منفصل عن المكان بل هو أحد الأبعاد الأربعة" طول، عرض، ارتفاع، زمن " ويدخل مع المكان في نسيج متصل لا يمكن تجزئته أو تمزيقه، ولذا فالتذبذب الكمومي يحدث داخل هذا النسيج بقواعد النسيج وعندما يستلف طاقة من المُستقبل، ففي هذه الحالة هذا مستقبل بالنسبة للراصد، لكنه جزء لا يتجزأ من النسيج الكوني وبالتالي استلاف طاقة لا يُحدِث خرق في قانون حفظ الطاقة، لأن النسيج الزمكاني في لحظة حصوله على تلك الطاقة التي قام بإقراضها لحظة تلاشي الجسيمات لم يتغير شيء فيه، ولم يختل قانون حفظ الطاقة، ولم ينفصل الزمن عن الأبعاد المكانية الثلاثة.
    ولا أجد حُجة لألاعيب الإلحاد المعاصر في الكفر بالصانع إلا من قبيل قوله تعالى {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا} ﴿٥٦﴾ سورة الكهف
    والله ما أرى لكم حُجة ولا شُبهة ولا وِجهة، أصلحكم الله وهداكم!


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يحيى الموحد مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك يا دكتورنا الغالي ...

    نقطة مهمة اظيفها لموضوعك القيم مولانا :
    اعتراض الملاحدة على البديهيات و المسلمات و التشكيك بها هو أمر صحي و بديهي بحد ذاته ! فلا بد للملاحدة أن يجيبوا عن كل ما يطرحه المؤمنون بغض النظر عن جودة الاجابة او صحتها اصلا ، أي أمر يرجح كفة الخلق و الخالق لا بد من تشويهيه و التشكيك به و إنكاره إن لزم الامر ، الالحاد في عصرنا اصبح ايديولوجيا ضيقة و صارمة جدا ، و سنرى الطعن بجميع البديهيات في المستقبل ( و إن كان الطعن بالسببية هي أم الفضائح  ) لكن لا تستغرب ابدا ابدا حين يأتيك تلحود صغير لم ينبت له شارب بعد يأتي ليناقشك حول هل فعلا مجموع زوايا المثلث هو 180° ! ، فاليتفلسف بما شاء و إلى ما شاء فستبقى الحقيقة ثابتة و القوانين قاهرة و لن يصدق اولئك إلا من هم على آثارهم .

    من أصدق ما رأيت بعيني بالتجربة العملية و الواقعية هو القول بأن( الإلحاد ايديولوجيا) ، كم تلحودا وقحا قابلت و هو لا يعلم شيئا في اي علم من العلوم سوى حفظه لبعض اسماء الغربيين او مجرد سماعه بأسماء النظريات العلمية و التي آمن بها على عمى فقط ﻷنها جائت من الذين نزلوا على القمر .

    بمناسبة الادلجة الالحادية : هناك كتاب قيم ظهر مؤخرا بأسم : التطور ، نظرية علمية ام ايديولوجيا ؟
    للكاتب التركي : يلماز عرفان

    و لو حصل احد على نسخة منه فلا يبخل علينا.
    جزاكم الله خيراً أخي الحبيب أبو يحيى، وفعلاً " الالحاد في عصرنا اصبح ايديولوجيا ضيقة و صارمة جدا ، و سنرى الطعن بجميع البديهيات في المستقبل " لكن إن شاء الله يجدون من يُغربل أساطيرهم، وبخصوص كتابك فأنا إن شاء الله سأذهب لمعرض الكتاب يوم الخميس ولو وجدته سأخبرك!


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdullah khalaf مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك يا دكتورنا الغالي .
    وفيكم بارك الله أخي الحبيب عبد الله خلف
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2014, 02:44 AM
  2. التشكيك في «الرويبضة»!
    بواسطة رند الجهني في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-19-2013, 08:28 PM
  3. برهان أن الملحد لابد أن يكون غبيا حتما
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-20-2012, 12:58 PM
  4. برهان أن الملحد لا بد أن يكون غبيا حتما
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى أبو القاسم المقدسي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-17-2012, 08:17 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء