* الإيمان بالرسل

كان الناس على الهُدى فاختلفوا فأرسل الله رسله؛ ليعلموا الناس وينذرونهم، ولكن الناس انقسموا تجاه دعوة الرسل إلى فريقين؛ فريق صدَّق الرسل وآمن بهم، وفريق كذَّب الرسل وكفر بهم وبما أُرسِلوا به، فكذبوهم بغيًا، وكذبوا كبرًا واتباعًا لأهوائهم، وقد أمرنا الله تعالى بالإيمان بالرسل كلهم.
ووعد من آمن بالرسل بالسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وتوعَّد من كفر وأعرض بالخسران والشقاء في الدنيا قبل الآخرة.

* أعداء الرسل

لقد كان لكل نبي أعداء من الجن والإنس، ثم إن المكذبين استطالوا على أنبيائهم، وتَعدوا عليهم، واستهزؤوا بهم، وسخروا منهم، وهددوهم كذلك بالطرد من البلاد، أو العودة عن دينهم، حتى وصل التهديد إلى محاولة القتل؛ فمنهم من قتل الأنبياء، فأهلك الله المكذبين بعد ذلك، وأظهر دين الرسل، ونجَّا الله رُسله وأنبياءه صلوات الله وسلامه عليهم، وكل نبي جاء لقومه وزمنه بما يناسبهم ويُصلح معاشهم ويزكيهم؛ فمن كذَّب برسول كمن كذب بكل الرسل، فمن لم يؤمن بعيسى عليه السلام فهو لم يؤمن حقيقةً بموسى عليه السلام، ونسخ محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عيسى عليه السلام.

فمن لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يؤمن حقيقةً بعيسى عليه السلام.
وكان لزامًا أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين لكل الأقوام والأزمان وليس لزمن خاص أو لقوم بعينهم، وإلا لضاعت البشرية بلا مدد من الوحي ومن خالق الأرض والسماء، فكان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.

* تاريخ الرسل هو تاريخ للبشرية

فتاريخ الأنبياء والرسل يبدأ منذ أراد الله أن يخلق البشر حتى إخراج آدم من الجنة ونزوله إلى الأرض، ثم لما اختلف الناس وحادوا عن الهدى والحق، أرسل رُسله، فتتابع الرسل بشرائعهم، فتتابع أنبياء الله ورُسله من إدريس إلى نوح إلى إبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا.
ولقد ذكر الله لنا قصصهم ونبَّأنا مِن أخبارهم في القرآن الكريم.