صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19

الموضوع: السقوط المدوي: ثلاثة أرقام تنسف فكرة الصدفة في الخلق

  1. #16

    افتراضي

    خاتمة

    هل البرهان الإحصائي مهم في الاستدلال علي ظهور الكون ، والحياة صدفتاً ؟
    الإجابة، نعم وبكل تأكيد،
    لماذا ؟

    لان الادعاء بأن أي تصميم يمكن أن ينشأ عن عوامل عشوائية بالمصادفة هو ادعاء يقدمه دعاة الصدفة ، ولهذا فأن تفنيد هذا الادعاء وحدة لا يتم البرهنة علية إلا من جنسه ، بمعني قياس إمكانية حدوث أمر بصورة عفوية من عدمها،

    والبرهان الرياضي الإحصائي لا يحتمل إلا علي أمرين : ممكن الحصول ، مستحيل الحصول ، وعلية فأن من يَدعي بالصدفة لوقوع أحداث معينة ، يقابل بالاستحالة من قبل نفس الدليل الإحصائي والذي يٌحاول تقديمه في هذا الصدد، وقد اشتغل كثر من مُتبني الإلحاد علي هذا الدليل لإثبات دعواهم بالصدفة كفرنسيس كريك في كتابة أصل الحياة والذي نبذ فكرة العشوائية لما تبين له رياضياً وإحصائياً استحالة وقوعها.

    قد يقال إن الاحتمال الرياضي في الأساس لا يمكن تطبيقه علي الأنظمة المصممة والسبب أنها في الأساس تقوم علي شروط السبب والنتيجة وبمعني لا يمكن البحث في إمكانية ظهور مذياع من خلال رمي دوراته الكهربائية في الهواء فأن المنطق يقضي بعدم صحة هذا المنهج فالمذياع يحتاج لكيان عاقل ليقوم بترتيب داوره بصورة تنسجم مع الغاية المنوطه منها، ولهذا ومع غياب الغاية الفاعلة فأن رمي أجزاء المذياع مدي الدهر لن يقود إلي ظهور المذياع، وعليه فليس هناك من حاجة في الأساس للاستدلال بالدليل الرياضي الإحصائي ، ونحن نتفق مع هذا القول لولا،

    أن الدليل الإحصائي المذكور هنا، لا يقوم علي العله الفاعلة نفسها بقدر ما يقول علي الشروط والتي يمكن أن تؤدي إلي إمكانية أو انعدام الحصول الصدفوي لظهور حدث ما ، ولو عدنا هنا للاستشهاد بظهور المذياع صدفة فأن الدليل الإحصائي يمكن أن يثبت إمكانية الظهور الصدفوي أو انعدام هذه الإمكانية فقط مع تخطي العلة الفاعلة لكونه لا يبحث فيها بالأساس.


    لماذا تم اختيار هذه الأرقام الثلاثة بالذات ، وما الغاية منها ؟
    هذه الأرقام الثلاثة المذكورة سالفا وهي: احتمال ظهور الكون صدفة 1 من 10 أسس 10 أسس 123 ، احتمال ظهور الوحدات الأساسية المكونة للكيانات الحية البروتينات 1 من 10 أسس 164 ، واحتمال ظهور خلية بكتيرية بسيطة1 من 10 أسس 40000، تقوم علي تسلسل وقوع ثلاثة أحداث كبري ومهمة في موضوع الخلق وقد تم اعتبارها ثلاثة محطات رئيسية تبدأ من ظهور الكون تليها خطورة ظهور البروتينات الوحدة الأساسية للخلية ، تليها خطوة ترتيب هذه البروتينات حتى يتسنى ظهور خلية حية، وهكذا فأن مسلسل ظهور الحياة تم اختزاله في ثلاثة احتمالات بمعني ثلاثة أرقام فقط ، وبكل تأكيد يوجد عدد اكبر بكثير من هذه الثلاثة وما لا يعلمه إلا الله ولكن كان الاستشهاد بهذه الأرقام علي سبيل المثال لا الحصر،



    ما هي العلاقة بين هذه الأرقام وما مدي أهميتها في موضوع الخلق بالصدفة ؟
    الإجابة تحتم علينا أن نتطرق إلي ثلاثة محاور بالتتابع


    أولا: استحالة إحصائية بأرقام فلكية
    للوهلة الأولي فأن أي من الأرقام السالفة كفيل وحدة بهدم فكرة الصدفة في خلق الكون أو البروتين أو الخلية فقد برهنت وعلي الرغم من أنها تغض الطرف عن العلة الفاعلة لأي تصميم بان نشوء الكون علي ما هو علية أو نشوء الوحدات الأساسية لظهور الحياة وهي البروتينات أو تراتب هذه البروتينات لظهور خلية وحيدة بدائية، بأن هذه الإمكانية هي مستحيلة وقد كان الحديث هنا عن إمكانية الحصول الصدفوي لكل حدث من الثلاثة علي حدي.

    قد يقال بأن هذه الأرقام وعلي الرغم من كبرها وانتفاء دور الصدفة فيها إلا أن دور الصدفة لا زال قائما فيها ؟
    هذا كلام غير صحيح واستخفاف بالعقول وجهل بصلب القضية، لان الاحتمال الرياضي نفسه وكما أسلفنا يقوم علي أمرين هما ممكن وغير ممكن وقد ثبت عدم إمكانية الصدفة في نشوء الكون وكذلك في تشكيل البروتين وأيضا في خلية بدائية ، فمن أين ظهرة إمكانية وجود إمكانية الصدفة لمن يستشهد بها في خلق الكون أو نشوء الحياة طالما بأن أي من الأرقام قد أوضح انتفائها.


    ثانيا علاقة اعتماد وتتابع
    علاوة عن إثبات عجز الصدفة في أي من الأحداث الثلاثة السالفة من خلق للكون أو للبروتين أو للخلية إلا أن العلاقة بين هذه الإحداث الثلاثة هي علاقة شرطية في الأساس بمعني لا يمكن أن نذهب إلي حساب ظهور البروتين دون أن نأخذ في الاعتبار حساب ظهور الكون بالشروط التي تسمح بظهور البروتين وكذلك لا يمكن حساب فعليا احتمال ظهور خلية بسيطة دون الأخذ في الاعتبار لحساب ظهور الكون والبروتين علي التتابع، وبمعني فان الأرقام الثلاثة ترتبط معا شرطياً ،

    من هنا وبنفس لغة الأرقام يمكن أن يبرز لنا وببساطة رقم فلكي جديد في حساب ظهور الخلية وبسبب أن ظهورها يعتمد علي ظهور الكون ثم ظهور البروتينات اللازمة لعملية بنائها صدفة ، ثم تراتب هذه البروتينات في حمضها النووي وعلية فأن احتمال ظهور الخلية سيصبح :

    احتمال ظهور الكون + احتمال ظهور البروتين + احتمال تراتب هذه البروتينات
    1 من 10 أسس 10 أسس 123 + 1 من 10 أسس 164 + 1 من 10 أسس 40000
    ونحن هنا كذلك لا نعول علي هذا الرقم الجديد والذي يفوق الثلاثة الأرقام مجتمعة والذي ينفي دور الصدفة في خلق الخلية.



    ثالثا علاقة تخطيط وتدبير
    الأرقام الثلاثة الواردة في احتمال ظهور الكون صدفة وكذلك نشوء البروتين ثم الخلية تربط بينها علاقة تخطيط وتصميم واضحة إذ أنة وفي كل مرة لتظهر الخلية يتوجب أن يٌسلك الاحتمال السليم من عدد احتمالات تٌثبت وفي كل مرة بأنها تحقق الاستحالة الإحصائية،

    الاســـم:	المسار السليم.jpg
المشاهدات: 534
الحجـــم:	19.4 كيلوبايت

    لتقريب ذلك الأمر لنفترض بان هناك لاعب يقوم بعملية سحب ثلاث كرات سوداء من أصل مليون كرة كلها حمراء باستثناء ثلاثة سوداء مكتوب عليها رقم 1 و2 و3 ، فان احتمال سحب الكرة السوداء المكتوب عليها رقم 1 من أول مرة عبر المليون كرة هو واحد إلي مليون ، ولكن ماذا لو قام اللاعب بسحب الثلاثة كور علي التوالي وفي كل مرة من عملية السحب تظهر له الكرة السوداء رقم 1 ثم رقم 2 ثم رقم 3 بالتتابع من أصل المليون كرة الحمراء ، طبعا هذا الكلام ليس للصدفة دور فية وهنا يظهر بأن هناك من قام عمدا بجعل عملية السحب علي هذا النحو من دون صدفة، إذ يستحيل علي الرغم من ضعف إمكانية سحب الكرة من أول مرة أن تستمر عملية السحب بان تظهر في كل مرة من الثلاث مرات نفس الكرة السوداء وبنفس التسلسل المطلوب 1 و2 و3 وعلية فأن العملية برمتها موجهه ومخططه بصور تجعل الخيار السليم يظهر في كل مرة.

    فماذا سيكون الأمر مع تتابع احتمالات بأرقام فلكية تفوق المليون كاحتمال نشوء الكون 1 من 10 أسس 10 أسس 123 والذي لا يوجد له مكافئ من ذرات الكون المنظور أو كاحتمال ظهور البروتين 1 من 10 أسس 164 أو احتمال ظهور الخلية 1 من 10 أسس 40000 ، فهي كلها تثبت التوجيه والتخطيط والإرادة والحكمة وليست الصدفة والعبث والعشواء.


    تحياتي
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* آل عمران: 190
    نحو الأيمان تأملآت في كتاب الله في الكون وفي النفس

  2. افتراضي

    بارك الله فيك

  3. افتراضي

    يرفع
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  4. افتراضي

    سبحان الله العظيم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى

    بارك الله في صاحب الموضوع ثم في من رفعه

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قصيدة المنفرجة لابن النحوي
    بواسطة فخر الدين المناظر في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-09-2013, 02:23 AM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-28-2012, 12:44 AM
  3. فكرة الخلق
    بواسطة ssaammeerr في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 10-24-2009, 09:21 PM
  4. الصدفة, الخلق, أزلية المادة و التطور
    بواسطة يحيى في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-15-2007, 01:12 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء