بإسم الله الرحمان الرحيم و جنبنا أن نشرك به و نتبع من دونه أولياء يسعدني أن أن أكتب أول موضع لي في هذا المنتدى و أساهم به إنشاء الله في فتح عيون المسلمين الحريصين منهم على الحقيقية و فضح أكاذيب و تلفيق أهل البدعة و الضلالة التي قيدوا بها الأمة و أتلفوا الدين ولفقوا للرسولنا الحبيب الكريم أفضع الصفات
موضوعنا يتحدث عن كذبة الأحاديث ووجود وحي ثاني و مصدر تشريع غير القران كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا زورا كأن رب الرحمة والأكوان جعل خاتمة رسلالته ناقصة و تركها للعباد ليعبثوا بها و يصححوا و يضعفوا على هواهم .
أول معضلة تواجه هؤلاء هي إنعدام الدلائل من القران على وجود ما يسمونه بالأحاديث فقاموا بلي عنق الأيات و تفسيرها على مزاجهم و تبقى عبارتهم الشهيرة هي أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و التي حسب زعمهم تلزم إتباع ما يسمونه بالسنة هناك إحتمالان لا ثالت لهما
الأول أن المقصود بأطيعوا الله القران و أطيعوا الرسول السنة من أقواله و أفعاله خارج الوحي اللإلهي و هنا سنجدهم يصطدمون بمشكلة أكبر فالرسول لا ينطق عن الهوى و لن يسمح لنفسه بتشريع أشياء للمسلمين لم تصدر من رب العالمين
- وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
- وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ .
الأحتمال الثاني أن ما يسمونه بالسنة وحي إلاهي ثاني مثله مثل القران و بالتالي تسقط حجتهم فتصبح أطيعوا الله تشمل القران و الأحاديث معا و كذلك اطيعوا الرسول تشملهما معا و بالتالي لم تعد هناك حجية للاحاديث في هذه العبارة فأطيعوا الله و اطيعوا الرسول قد تعني القران فقط و لو دققنا في بعض الأيات التي تتضمن هذه العبارة سيتضح الأمر أكثر
- وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . هنا طاعة الرسول تتمثل في الصلاة و الزكاة و الأمر بهما موجود في القران فطاعة الرسول هي تطبيق ما جاء في القران من أوامر
منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا .وَ يَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا . المثير للإهتمام في هذه الأيات هو ربط تدبر القران بمخالفة البعض لأوامر الرسول أي انهم خالفوا ما ذكر في القران و أمرهم الرسول بتطبيقه .
كما تلاحظون طاعة الرسول تكون لما جاء في القران و هذا الأخير يطالب بطاعة الرسول أي حامل الرسال و ليس النبي او محمد الشخص . و لنوضح أكثر سقطة هذا التفسير فعبارة أطيعوا لا تخص الأقوام التي لم تعاين الرسول و لن تجد أية واحدة في القران تدعوا لطاعة رسول أو شخص توفي فالطاعة تكون للرسل في عصرهم من أقوامهم و بعد وفاتهم تكون الطاعة لخلفائهم فإذا إختلف في شيء يتم الرجوع كتاب الله و هذا واضح في الأية يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ . طبعا ذكر الرسول هنا لأن الأية تتحدث عن الأولياء في عصره على قرى أخرى و لكن بعد وفاته يتم اللجوء للقران كما طالب الله تعالى من اليهود في عهد الرسول بالإحتكام للثورات قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
و المعضلة الكبرى أنه حسب القران لا توجد سنة للرسول فالسنة لله تعالى وحده
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً
سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً
و من التفسيرات التي يستعلمونها أيضا في تضليلهم
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً . محاولة منهم إيهام الناس أن الأسوة هنا هي ما جاء في أحاديثهم كقتل الوزغ و لكن في الحقيقة أن الاسواة هي ما جاء من سيرته و أفعاله من القران مثله مثل إبراهيم قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ . و هنا نطالبهم بكتب سيرة لإبراهيم و لوط و الصالحين الذين كانوا معهما لنقتدي بهم أيضا .
و من التفسيرات الملفقة أيضا وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ . فهنا يزعمون أن المقصود بتبيان القران للناس هو تفسيره و شرحه و أن القران يحتاج للرسول ليشرحه لناس و هو ما يخالف الأيات
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
فكيف يكون هذا الكتاب مفصل و ميسر و في نفس الوقت يحتاج لتفسير
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا .فالتبيان هو إظهار الشيء و عدم إخفائه كما فعل أهل الكتاب فالله تعالى يطلب من رسوله الكريم أن يظهر الكتاب للناس و لا يخفي منه شيئا إبتغاء مصلحة دنياوية أو لإرضاء قوم ما كما فعل السابقون .
أريتم لا وجود لأي دليل قراني الرسول ينقل فقط ما أوحي إليه من القران و قد عجزوا عن تحريف القران فإخترعوا إلاه بشري من دون الله له سنته الخاصة يشرع خارج القران و يخرج من يشاء من النار بإختصار إلاه أهوائهم و ليلبسوا على الناس كذبتهم جعلوه معصوم لا يخطأ و خير البشرية بل خير الخلق جميعا بعد الله الإختلاف الوحيد عن يسوع المسيحية أنهم لم يعلنوا ألوهيته صراحة و قد كانت محاولاتهم لتحريف الدين و القران في حياة الرسول نفسها وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا . فتصورا معي ماذا فعل هؤلاء بعد وفاته .
الأن بعدما بينا بطلان كل الأدلة الوهمية لحجية الأحاديث سنسرد عليهم الحجة و الدليل من كتاب رب العالمين على بطلان و النهي عن ما يسمونه أحاديث
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ . لا تعليق الأية تتحدث عن نفسها
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ . القران هو أحسن الحديث لا يوجد حديث احسن منه فكيف يدعون أن هناك حديث يشرحه و ينسخه و يشرع من دونه فلا حول و لا قوة إلا بالله
و نسأل الهداية لجميع المسلمين
Bookmarks