صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 21

الموضوع: حوار ثنائي مع كومنيست حول الشيوعية بين الماضي والمستقبل ..بين النظرية والتطبيق !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Arrow حوار ثنائي مع كومنيست حول الشيوعية بين الماضي والمستقبل ..بين النظرية والتطبيق !!!

    الشيوعية بين الماضي والمستقبل ... بين النظرية والتطبيق
    هذا هو عنوان الحوار الذي سيجري بمشيئة الله تعالى بيني وبين الزميل كومينيست في هذا الشريط
    سأقوم أنا أولا بتقديم أول مداخلة يعقبها الرد من الزميل ثم التعقيب وهكذا إلى أن يُحسم الحوار ويعرض كل منَّا حُجته ...!!
    وسأضع مداخلتي الأولى الليلة بإذن الله تعالى
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    -1-

    لست بصدد سرد تعريفات أو بسط مصطلحات للشيوعية في هذه المُداخلة الإفتتاحية فأنا فقط سأُركز هنا على نقاط الحـوار لكن مَن يُريد أن يعرف مُقدمة سريعة عن الشيوعية فيمكنه مراجعة شريط حقائق الشيوعية وعقائدها الباليـة أو شريط الشيوعية الماركسية وأهم رموزها .....!!!!!



    نظرة عــــــامة ....

    (( إن الصراع شرط لكل حركة تقدمية ويجب أ لا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها ، فلكي لا تُخطيء في السياسة يجب أن تكون ثائرا لا مُصلحا.))* هذه الفقرة من كلام لينين هي مُلخص الشيوعية بكل أبعادها .. فالشيوعية قامت على الماديـة الجدلية وعلى الصراع فالأفكار تتطور على مبدأ الصراع وكذلك الكائنات الحية تتطور على مبدأ الصراع ولذلك ارتبطت الداروينية بالشيوعية وترعرعا سويا فالداروينية تنظر للكائنات الحية على أساس أنها تتطور على مبدأ الصراع والشيوعية تنظر للأفكار على أنها تتظور على مبدأ الصراع ولذلك يقول كليكانوف أن الماركسية هي تطبيق للداروينية على العلوم الإجتماعية ** ... وعندما قرأ كارل ماركس كتاب أصل الأنواع لتشارلز دارون أرسل لصديقه أنجلز يقول :-(( أنا أقرأ كتاب دارون هذا هو الكتاب الذي يحتوي على رأينا في أصل الطبيعة وتاريخها )) ..

    هذه النظرة الساذجة السطحية كانت بداية التأسيس للإلحـاد الشيوعي ..
    كان دارون في القرن الماضي ينظر إلى الخلية تحت الميكروسكوب على أنها لطخة من البروتوبلازم .. وبنفس السطحية والسذاجة كان ينظر كارل ماركس لتطور الأفكار .. اعتقد الأول أن الكائنات تتطور على مبدأ الصراع مع أنه مازالت الكائنات الضعيفة تحيـا جنبا إلى جنب مع الكائنات القوية بل ولا تستغني إحداهما عن الأُخرى واعتقد الثاني أن الأفكار تتطور على مبدأ الصراع والثورية وهكذا ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة ففي قرن واحد من الزمان يهلك بسبب هذه الفلسفة 250 مليون نسمة في أكثر القرون دموية في تاريخ البشرية ..!!

    ____________________
    * الدولة والنُظم السياسية أنور الخطيب وزير 2/387
    **darwinian evolution 1980



    صورة مِن التطبيق العملي للفلسفة المـادية الهمجية أقصد الجدليـة
    ((تطور النوع البشري مرهون بشدة الصراع بين الطبقات )) ...(( يجب أ لا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها )).. هكذا كانت تصدُر العبارات من أكبر المُنَّظرين للفكر الشيوعي في العالـم أمثال ماركس ولينين وتروتسكي ... في 12 مارس 1922 بينما كانت المجاعة تعصر روسيا عصرا كَتَب لينين رسالة إلى أعضاء المكتب السياسي يقول فيها :- (( إن الموقف لصالحنا ففي حال وجود مئات الجُثث على الطرقات سيمكننا الإستيلاء على مُمتلكات الكنيسة وأموال رجال الدين بقوة دون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغي ان نضع أيدينا على أملاكها وإن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذي سيجعل المُجتمع يقابلنا بابتهاج )) * ..فقد قصد لينين عمدا إنهـاء حياة خمسة مليون نسمة بالجوع وهذا ما ذكره richard pipes في كتابه the unknown lenin يقول :- (( لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد )) ** ..
    يقول :- (( لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد )) ** ..
    فلم يكن لينين يتورع عن ذِكر الجانب الإيجابي للجوع قائلا :- (( إن الجوع سيقربنا إلى أهدافنا ويوصلنا إلى الإشتراكية التي هي عهد ما بعد الرأسمالية فالجوع لا يُنهي اعتقاد الناس في القيصر فحسب بل سيُنهي الإعتقاد بالله أيضا )) *** ... وهكذا كان التطبيق العملي للمادية الهمجية ( الجدلية ) وهكذا يتم استثمار المجاعة لصالح تلك الفلسفة المُخيفة ..!!
    صورة مِن صور المجاعة التي سببها لينين وأحسن استثمارها

    هذه صورة لمزراعين وصل بهم الجوع إلى حد خطف الأطفال وسلقهم ثُم أكلهم وفي الصورة المزارعين وأمامهم الأطفال


    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- ما هو اللغز الخفي وراء ارتبـاط الشيوعية دائما بأبشع المجاعات في التاريخ البشري ؟؟ كمجاعة لينين والمجاعة التي أعقبت الثورة الكبرى لمـاو ..[/grade]
    __________________
    * black book of communism p.167
    ** richard pipes the unknown lenin p.10
    ***black book of communism p.165



    هل فعلا أفلتوا مِن قيود الكنيسة ؟؟

    يقول عالم الفلك (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution p.130 :-(( في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية ‍‍‍…لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية .)) .. والشاهد مِن الفقرة السابقة هو قوله أن أسباب الإلحـاد نفسية أكثر مِنها علمية .. وعندما ننظر إلى البلاد التي تم تطبيق الشيوعية فيها نجدها هي نفسها البلاد التي لم تستطع أن تتحرر من الكنيسة الكاثوليكية ولم تستطع أن تتمرد عليها بإسم البروتستانتية فتمردت عليها بإسم الشيوعية ولكن المُحزن أن الشيوعية صارت أيديولوجية أشد فتكاً وتعصبا بل لقد جمعت الدعاية الماركسية تعاليم ماركس وأنجلز وأضفت عليهما ما يُضفيه رجال الدين على الأديـان ، جتى ليقول أحد المُفكرين :- (( لعل ماركس أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال التوراة الجديدة .))* .. وإذا كانت الكنيسة قد قتلت جاليليو فإن الشيوعية الإلحادية قد قتلت بافلوف ** بل وقد أجبر ستالين كل رجال العلم في الدولة على قسَم اتبـاع الديالكتيكية المادية وبذلك حُرِّفت كل البُحوث العلمية الجـارية على حسب النظرية المـادية وإذا كانت الكنيسة قد قتلت الآلاف في محاكم التفتيش المرعبة فقد قتلت الشيوعية الملايين في معسكرات العمل الستالينينة وكانت عبارة عن معامل موت لكُل مَن يُبدي هرطقة أقصد معارضة للنظام ففي عام 1937 وحده تم إعدام حوالي مليون شخص من المعارضين للنظام وإذا كان ماركس بمنتهى الخجل والحيـاء يقول في نهاية كتابه رأس المال :- (( وإذا أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما جاء في رأس المال فمزقوا رأس المال فإنه سيُصبح صالحـا للمتاحف فقط )) فإن أتباعه اعتبروا أن منهجه هو الخاتم مع أنه أخبرهم بمنتهى الحيـاء أن ينتظروا المُعَّزي لكن أصروا على اعتبـار أن الشوعية هي المرحلة الأخيرة في تاريخ الحيـاة الإجتماعية للبشرية ... وهكذا أفلت هؤلاء مِن قيود الكنيسة الكاثوليكية ليقعوا في أُبرشية الشيوعية

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- لو أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما في رأس المـال هل ستُمزقون رأس المال أم فعلا كما قال أحد أكبر المُنظرين الشيوعيين المعاصرين أن الشيوعيين تحولوا إلى كائنات جيولوجية مُتحجرة يدافعون عن الباطل أكثر من دفـاع الباطل عن نفسه ؟؟ وكيف أصلا تكون الشيوعية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الفكر البشري مع أن أصل الصراع عندكم هو الإستمرارية وليس الثبات ؟؟[/grade]
    _________________
    * الدولة والنظم السياسية أنور الخطيب 2/385
    ** أنكر بافلوف نظرية داروين فتم إراساله مع علماء الوراثة الآخرين إلى معكسرات العمل الستالينية المرعبة حيث مات هناك .



    إزالة الفوارق بين الطبقات لوضع متاريس وحواجز
    الصراع بين البرجوازية ( أصحاب رؤوس المـال ) والبروليتاريـا ( العُمَّـال ) سيعقبه سيطرة البروليتاريا ...
    وستزول الفروق بين الطبقات لكن عند التطبيق سنجد أن سيطرة الحزب الإشتراكي تنتهي بالتحكم في رقاب الناس وتقسمهم إلى طبقات بحسب ولائهم وانتمائهم وتعلقهم بالحزب ، فأفراد الحزب وأعضاؤه البارزن لهم أوضاعهم المميزة ، والمُتهمون بمعاداة الحزب مضطهدون يُعتبرون أهداف يجب قتلها وبين الفريقين عامـة الشعب يتفاوتون في القدرة على العمل وبالتالي سينشأ أرستقراطيين وفقراء وهكذا زالت الفوارق الطبيعية التي لا تكاد تُدرك لتأتي فوارق حـادة تقسم المجتمع تقسيما بلا هوادة ...

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- أيهما أكثر برجوازية هل طبقية رأس المال أم طبقية الشيوعية ؟؟[/grade]




    سرقة (إلغـاء) الملكية الخــاصة

    لو سألنا أي شيوعي ما هو مصير بيل جيتس في الدولة الشيوعية ... فيقول فورا يجب أن ننزع كل وسائل الإنتاج التي يملكها بالقوة لأنه في الدولة الشيوعية يجب أن تُنزع جميع وسائل الإنتاج من مُلاكها فإذا قلنا إذن أين يذهب بيل جيتس سيأتي الرد سريعا عليه أن يعمل كأي عامل مِن العُمال في المصنع .. تصوروا بيل جيتس يقود أكبر مؤسسة تُجارية في العالم يتحول في الدولة الشيوعية إلى ماسح أحذية في الشركة التي بناها بمجهوده وعرقه هكذا تحت مُسمى إلغاء الملكية الخاصة تُسرق أملاك أُناس قضوا أعمارهم في جمعها ....

    تعتمد الشيوعية في أهم بنودها على إلغاء الملكية الخاصة للأفراد وجعل كل وسائل الإنتاج بيد الدولة وبعدها يتم إعطاء البشر حاجياتهم مِن مأكل وملبس ومشرب بالتساوي هذا عين ما تقوم عليه الشيوعية وهذا يُمكنني أن أُسميه نظام الحرامية والنصابين فأن تأخذ مِن المتمير لتُعطي الفاشل .. أن تأخذ من المُجتهد والمكافح لتُعطي الكسول فهذا هو عين المُخالفة للبداهة وعين المُخالفة لطبائع الأشياء ولذلك يُمكنني أن أقول أن الملكية الخاصة هي مُكافأة المكافحين والأكثر موهبة والإشتراكية هي مُكافأة الكسالى والأكثر اتكالية فإلغاء الملكية الخاصة نظام لا يقبله العقلاء .
    فصاحب رأس المال هو مالكه لأنه من عرق جبيه وعرق جبين أبيه وليس ذنبه ان هناك مَن يمتلك أقل منه ، ليس ذنبه حتى يقع فريسة حسد وحقد هؤلاء الذين لا يملكون ما يملكه وعندما يستغل وسائل الإنتاج التي يملكها فإنه يستفيد مِن العامل والعامل يستفيد منه أيضا ومن حق العامل عليه أن يأمن له أجر يكفيه مقابل مجهوده لكن عندما يصدر قانون يُجبر صاحب المال أن يتنازل عن وسائل الإنتاج لهذا العامل فهذا عين البلاهة وحماقة التصرف بأي حق تُنتزع ملكية هذا الرجل هل لأنه ظلم العامل ولم يُعطه حقه كاملا ؟؟ إذن هل المُتوقع مِن القانون أن يُؤمن العُمـال ويعطيهم حقوقهم أم يتجاوز كل هذا ويسلب فجأة كل وسائل الإنتاج من يد صاحب الراس المال ليعطيها للعمال ؟؟ إنها همجية جاهلية ... إنها عين الجاهلية المُعاصرة
    لقد علمتنا الحيـاة أن القوانين تُوضع لكي تنظم غرائز البشر وتتوافق معها لا لكي تحرقها أو تُضاعفها .. وبالتالي فوضع قوانين تُغير طبائع البشر وتعلمهم ما يجب أن تكون عليه غرائزهم هذا نوع من السخافة العقلية واستهلاك الحياة فيما لا يُفيد ....

    هل رأيتم يا سـادة إلى أي حد تقتل القوانين الوضعية غرائز البشر .. هل رأيتم انتكاسا في السلوك أخزى من ذلك ..!!!
    لكن المثير للدهشة في الدولة الشيوعية أن الدولة الشيوعية لا تسرق وسائل الإنتاج من صاحب رأس المال لتعطيها للعمال بل تتسلط الدولة وتُسيطر سيطرة كاملة على وسائل الإنتاج وتصير الصورة النهائية أن الدولة تطرد الرأسمالي لتلعب هي دوره بأبشع ما تتهمه به ..!!!

    فأين تلك الحُرية التي وعدت بها الشيوعية في حين يُسلب الإنسان حُريته وتصبح الثروة والسُلطة بيد الدولة ويصبح المواطن أجيرا لديها بشكل أو بآخر

    السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟[/grade]




    التأميم

    تأميم وسائل الإنتاج وانتزاع ها من يد خمسة أو ستة رأسماليين مُستغلين ليتسلمها مائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية ينهبونها هو الواقع المُشاهَد .. فالمُنتِج الرأسمالي كان على الأقل أُستاذا في مهنته وكان بدافع مصلحته يتفنن ويبتكر ويُبدع ويُعطي المستهلك أقصى إجادة ليحصُل على أقصى ربح ..أما المائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية فلا علم لهم بالحرفة ولا هم يبتكرون ولا يبدعون فهذا النظام الإقتصادي يقتل الإبداع ويروج للتكاسل ويكون أكبر هَم هؤلاء العُمـال هو التسابق على النهب والسلب .

    ونظام التأميم يسد كل أبواب الرزق هذا لو طبقنا التأميم الكامل الذي تعرفه الشيوعية ولا يبقى للناس إلا باب الوظيفة في الحكومة ، وبهذا لا تعود هناك وسيلة لضمان اللقمة إلا النفاق للحاكم والتملق للرؤساء والإنتهازية والشللية والتبليغ والتخابر والتجسس والعِمـالة بصورة مُضخمة مريعة وبذلك يتحول المُجتمع إلى غـابة من الناس يأكل بعضهم بعضا ..
    ويقول خرتشوف كلمته الشهيرة :- (( إن البقرة التي يملكها صاحبها تُدر مِن اللبن أكثر مِن البقرة التي تملكها الدولة .)) ورأينـا روسيا التي تمتلك أكبر حقول القمح في أوكرانيـا تطلب القمح مِن أمريكـا وتفتح بلادها للمصانع الأمريكية .
    وهكذا بطء العمل وقلة الإنتاج ونقص الجودة والتضخم واللامبالاة والإتكالية كلها صفات لصيقة بالشيوعية أينما حلت وحيثما ارتحلت ..!!

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- هل التأميم قتل روح الإبداع في الصناعة كما يقول المُنظرين الإقتصاديين ؟؟[/grade]




    ذاتية الهدم في المذهب الشيوعي

    هذه النقطة التي سأطرحها هنا من أهم النقاط تقريبا فهي لا تُسقط الشيوعية فحسب بس تُسقط الإلحـاد والمادية أيضا ... تؤمن الشيوعية بالمادية الصرفة بلا هوادة ولا ترضى بغير ذلك بديلا لكن عندما ننظر إلى الأصل الذي تأسست عليه الشيوعية فإن هذا الأصل غير مادي بالمرة فقد قامت الشيوعية على مُصطلح الإستغلال مقصورا على معناه الأخلاقي والإنساني ومُصطلح الإستغلال وأن أصحاب وسائل الإنتاج يستغلون العمـال هذا المُصطلح يدور في إطار فكرة الخير والشر . وأصبح المستغِل شرا مُشخصا والضحية المستغَلة خيرا مُشخصا فأن تدين الأعمـال الشريرة معناه أنك تعترف بأنها نتيجة الإختيــار الحُر للإنسـان ، وإلا فإن إدانة الشر تكون بلا معنى فإدانة الإستغلال وأن الشر يمكن إزالته والإختيـار الحُر كلها مفاهيم تؤكد أن مُجرد اختزال الحياة والعلاقات بين البشر في مصطلحات مادية مستحيل إطلاقا ... لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي خاصة عند مَن يُنادون بنسبية الأخلاق مِن الملاحدة النصابين
    وهكذا لايمكن أن يصير الإنسان ملحدا أو ماديا خالصـا حتى ولو أراد ذلك مِن كل قلبه **..

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- هل فعلا كُل ما صحَّ من الماركسية فهو ليس بماركسي ؟؟ [/grade]
    _________________
    * ولا ننسى اتحاد الصالحين الذي سبق اتحاد الشيوعيين عند ماركس وهو اثر بقي في كتابات ماركس حتى بالإسم ...
    ** استخدم كانط المفهوم الأخلاقي والإختيـار الحُر كدليل راقي على عدم عبثية الحيـاة وأننا في هذه الحيـاة لقيمة راقية ولسنا هنا بصدد التفصيل في هذا الأمر .




    برجوازية الزوج

    أحد صور الخيال العلمي هي اعتبار أن السُلطة الزوجية هي إحدى صور البرجوازية أو التحكم التي ينبغي إلغاؤها في الدولة الشيوعية ولذلك يقول فردريك أنجلز في مباديء الشيوعية principles of communism السؤال 21 يقول :- (( سيتمكن المُجتمع الشيوعي من التخلص من النظام الأُسري القائم )) فهو أحد صور البرجوازية فإلغاء العائلة .. إلغاء سُلطة الزوج على زوجته .. إلغـاء سُلطة الأب على أبناؤه .. القضـاء على أكثر العلاقات حميمية في تاريخ الفكر البشري بدعاوى تافهه يجعلنا أمام أساطير وأفلام خيال علمي .. إن محاولة تبديل الجينات البشرية والإنتقاص من قيمة الأُمومة والأُبوة والحُضن الأُسري بدعاوى تافهة فمصير هذه المُحـاولة إلى الجحيم لا مُحـالة ...

    بل وقد أرسل أنجلز خطابا إلى كونراد سميت conrad smith في 8 مايو 1890 يقول له :- (( إذا طُبقت الماركسية تطبيقا حرفيـا فإن هُــراء لا يُصدق سينتج عنها .)) فمن الذين يوافق على تطبيق هذه الآراء المخبولة إلا مُنتكس أو مخبول مثلها ..!!

    فمصادمة البديهيات البشرية هو الإفراز العقلي للمادية والإلحـاد ولا ننتظرمِن الأفكار الأرضية السافلة أكثر من ذلك ..
    ولا عـزاء للعُقلاء ..

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- لماذا إلغـاء العائلة يهمكم كثيرا ؟؟ لماذا تُكررون هذا على أسماعنا كثيرا ؟؟ ما الغرض المستتر من ذلك ؟؟ ما الهدف الراقي العائد عليكم من التفسخ الأُسري ؟؟[/grade]




    ماركسيات بالآلاف

    كما كُل المناهج الوضعية الأرضية فالماركسية ليست اتجاه واحد او منهج واحد بل تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال :- (( الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .))
    فأي ماركسية تلك التي يُطالبون بتطبيقها ؟؟ بل وكما يقول الأستاذ ثاوني:- (( إن الاشتراكية، كغيرها من التعبيرات المختلفة للقوى السياسية المركبة، كلمة لا تختلف في مدلولها من جيل إلى جيل فحسب، بل من حقبة إلى حقبة.))
    وييقول مكسيم لوروا في كتابه "رادة الاشتراكية الفرنسية" يقول:-(( لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة.))
    وهكذا كُل مذهب شيوعي عبارة عن كنيسة مُستقلة
    فقد انتهت الإشتراكية إلى مُجرد كلمة مُفرغة من المحتوى يستعملها جميع الفُرقاء لجميع المعاني المُتناقضة واصبحت تدل على الشيء كما تدل على نقيضه وأينما دخلت في أي بلد دخل وراءها الدم والرصاص ..
    إنها جاهلية وقَبلية مادية مُعاصرة ذات أنيـاب ذَرية ومخالب إلكترونية ..

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- هل في الإشتراكية قسم يمثل الثبات والخلود وقسم يمثل المرونة والتطور ، أم فعلا كما قال مكسيم رودسون أن الشيطان يستطيع أن يجد في الماركسية نصوصا تؤيد ضلالته ؟؟[/grade]




    الإرهـاب الشيوعي

    كُل مَن لا يؤمن بالشيوعية فهو هدف يجب قتله وتصفيته جسديا ... ويقول لينين بالحرف :- (( إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً )) .. ويقول مكسيم جوركي Maxim Gorky المؤرخ الروسي الشهير orlando figes :-
    (( أنه في أثنـاء فترة حكم لينين كانوا يقومون بسلخ جلود كل من يُبدي مُعارضة للشيوعية ويقومون ببقر البطون وتفكيك الأمعـاء .))*
    وهكذا يتردى الإنسان ويُعـامَل كالدواب وفي تشرين الأول 1919 قابل لينين إيفان بافلوف وأُعجب بنظريته في الفعل اللاإرادي الشرطي لدى الحيوان reflexes وأراد منه أن يُطبقها على الإنسان يقول بافلوف :- (( قال لي لينين أُريد أن أجعل المُجتمعات الرُوسية تُفكر كليـا بالنظام الشيوعي وأن تتحرك به لقد اندهشت . لقد أراد مني أن أفعل بالإنسان ما فعلته بالكلاب قال ينبغي أن يتحرك الناس كما نُريد .)) **

    - وهل ننسي الثورة البلشفية وليون تروتسكي ثاني أقوى شخصية في تاريخ الشيوعية بعد لينين الذي أدخل روسيا بأفكاره في حرب دموية راح ضحيتها آلاف الأبرياء ..
    ليون تروتسكي وضحايـاه

    -وحسب تقرير KGB الذي أُعد سنة 1991 فإن 42 مليون إنسان قد قُتلوا في أثنـاء حُكم ستالين ..‍‍ وفي ليلة واحدة في 18 آيار 1944 أصدر ستالين قرار بطرد 400 ألف مسلم من بلادهم إلى مجاهل سيبريا تمت تصفية نصفهم جسديا في الطريق ..
    ستالين أكبر مجرم في التاريخ الحديث


    -وما بين عامي 1949- 1975 تم قتل 26 مليون مسلم صيني ( الأتراك الأيغور ) في ظل حكومة ماو تسي تونغ الشيوعية .. وفي عام 1964 نشر ماو تهديداته قائلا :- (( جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم وبهذا كان يُخرج معارضيه مِن الإنسانية وكان يعتبر كُل من وقف ضد الثورة خطأ تطوري .))*** ولذلك يقول james revee rusey :- (( بالنسبة لمـاو فإن أعداء الشعب ليسوا بشرا وليس لهم أدنى حق بالمعاملة الإنسانية .)) **** وقد مات ماو سنة 1976 بعد أن قُتل 50 مليون صيني بإسم الشيوعية والمـادية الجدلية ( الهمجية ) الإلحـادية .



    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- أنا أُريد كسب المال بالطُرق الشريفة وأُريد القيـام بمشروع استثماري صغير فهل بهذا أكون هدف يجب تصفيته جسديا في المجتمع الشيوعي ؟؟[/grade]
    _______________________
    * orlando figes peoples tragedy 1997 p.775
    ** نفس المصدر السابق
    *** china and charles darwin james revee rusey p.456
    **** نفس المصدر السابق




    وهكذا تبقى الشيوعية خُرافة ولن تصل لأبعد من هذا لأنه في تطبيقها فساد المُجتمع وانهياره ...!!!

    تحياتي للجميع
    التعديل الأخير تم 06-12-2006 الساعة 11:00 AM السبب: بناء على طلب صاحب المقالة .
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  3. افتراضي ما الاعتراض على الأذان في مالطة؟

    في مداخلة حوار علمي ثنائي بمنتدى إسلامي، يدعو للتمسك بمكارم الأخلاق، كنا نتوقع توفر النزاهة العلمية على اعتبار أن الحوار علمي. يهاجم الزميل السرداب الماركسية بمداخلة عنوانها (الشيوعية بين الماضي و المستقبل بين النظرية و التطبيق) و لكننا إن كنا نفتقد شيئاً في هذه المداخلة، فهو مكرمة الأخلاق الأولى : الصدق. كيف؟
    المسألة الأولى: إن الزميل السرداب في غالبية الآراء التي يهاجم بها الماركسية، يسطو على آراء ماركسية، ينسبها لنفسه، ثم يهاجم بها الماركسية، ناسباً لها آراء و اقتباسات من محض خياله. من هذه الاقتباسات المختلقة : (كُل مَن لا يؤمن بالشيوعية فهو هدف يجب قتله وتصفيته جسديا ... ويقول لينين بالحرف :- (( إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً ))) و أنا هنا أتحدّى السرداب أن يأتيني بمصدر هذه العبارة، و أنتظر منه كتاب أو مقال من أعمال لينين نفسه.و أتحدّاه أن يثبت أن صور الضحايا التي وضعها في مداخلته هم ضحايا لينين و تروتسكي. هل أصبحت أساليب الاستعمار الأمريكي الذي يصور مشاهد القتل و يلصقها بالمقاومة العراقية تروق لك يا زميل؟
    المسألة الثانية: اعتماده مقياس مزدوج للحقيقة، يمدح الشيء إذا توافق مع مزاجه، و يذم الشيء ذاته حين لا يتفق. فهو يستميت، كأي إسلامي بطبيعة الحال، دفاعاً عن ملكية وسائل الإنتاج، و يعتبرها الخير المطلق، و ثم يحدثنا عن شر ملكية الدولة لهذه الوسائل و يعتبرها استغلالاً. لا بل لا يتردد بأن يقول (لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي).
    يفاجئنا الزميل السرداب منذ بداية مداخلته بعبارة مريبة و غريبة جداً، فهو يقول : " لست بصدد سرد تعريفات أو بسط مصطلحات للشيوعية في هذه المُداخلة الإفتتاحية فأنا فقط سأُركز هنا على نقاط الحـوار لكن مَن يُريد أن يعرف مُقدمة سريعة عن الشيوعية فيمكنه مراجعة شريط حقائق الشيوعية وعقائدها الباليـة أو شريط الشيوعية الماركسية وأهم رموزها". فهو يعلن و من دون تواضع، و الحق يقال، عن تلخيصه للفكر الماركسي بمداخلتين، بمنتدى إسلامي، و هو بهذا يعطي الحق للادينيين في منتدياتهم بتلخيص الإسلام بمداخلتين عن هذا الدين بمنتدى ملاحدة. لكن النيّات الطيبة التي عودنا عليها زملاءنا الإسلاميين، لا تقود دائماً إلى جنة الفلسفة. لقد تعثر طموح السرداب، و جاء فشله من حيث لا نتوقع، إنه لا يعرف ما هي الماركسية. لذلك أدعو من يريد أن يعرف شيئاً عن الشيوعية أن يقرأ كتاب كارل ماركس و فريديريك أنجلز ( البيان الشيوعي)، كبداية، و هو كتاب سهل متوفر بكل اللغات تقريباً.

    يقيم السرداب علاقة بين الداروينية و الماركسية، و هو كونه إسلامي و لا أقول مؤمن بدين الإسلام (فليس كل مؤمن بدين الإسلام إسلامي)، يعادي النظريتين.
    لماذا يعادي الإسلاميون الداروينية و الماركسية؟
    حسب الأصولية الإسلامية فإن الليبيرالية و الماركسية هما الشر المطلق، لماذا لأن الأولى إيديولوجية الدفاع عن الشخصية الفردية للإنسان، و الثانية عن الطبقة العاملة.،فالإسلامي على العكس يطالب بملكيته، و الحماية ضد العامل. يكره الإسلامي كل شكل من أشكال المساواة، مساواة المرأة بالرجل، التي يسميها السرداب، لسبب أجهله، تفكك أسري، العلمانية لأنه تلغي تفرقة المسلم مع باقي الأقليات الدينية، و طبعاً و الأهم المساواة الحقيقة، إلغاء الطبقات في المجتمع، و هذا ما يكرهه الإسلامي. فهو يقول (.. تصوروا بيل جيتس يقود أكبر مؤسسة تُجارية في العالم يتحول في الدولة الشيوعية إلى ماسح أحذية في الشركة التي بناها بمجهوده وعرقه هكذا تحت مُسمى إلغاء الملكية الخاصة تُسرق أملاك أُناس قضوا أعمارهم في جمعها ) أنظروا كيف يحتقر الإسلامي العامل، و الطبقة العاملة.
    هم يكرهوا كل تطور، فيكيلون كل حقدهم على الداروينية. يستعينون بأعقد وسائل الاتصال (الساتلايت الرقمي، الانترنت) ليحدثونا عن أسد نطق الشهادتين، و ساحرة طارت بالهواء عارية، و عفاريت تحيط بنا. هذه الأفكار الآتية من العصور الوسطى نجدها الآن في القرن الواحد و العشرون، ليس في بيت فلاح جاهل بسيط، بل في ناطحات السحاب بدبي و أبوظبي.
    سأبدأ مداخلتي هذه بشرح مبسط لبعض المفاهيم عن الماركسية. و لذلك سأبدأ بالمادية، و طبعاً مداخلتي هذه لا يمكن لها أبداً اختزال الفكر الماركسي.
    تسمى الماركسية، المادية التاريخية، لكن ماذا نعني عندما نقول فيورباخ فيلسوف مادي؟ هل هذا يعني أنه يحب المال؟ طبعاً لا.
    ما هي إذاً الفلسفة المادية؟
    الفلسفة المادية هي تلك التي تجيب على سؤال نظرية المعرفة. إنه الجدل القديم جداً بين الماديين، والمثاليين . إن نظرية المعرفة هي المسألة الأساسية بالفلسفة، و موضوعها هو البحث بين التفكير و الوجود. أي أنها تجيب على أسئلة من النمط التالي : هل بإمكان الإنسان أن يعرف العالم؟ و كيف يتم ذلك؟ كيف نعرف الحقيقة؟ هل تكفي الحواس لمعرفة العالم أم لا؟ و هل للعالم وجود خارجنا؟ كيف تجيب المادية الجدلية ( الماركسية) على هذه الأسئلة؟ لو أننا حاولنا أن نلقن طفلاً ضرورة أن يغسل يديه قبل تناول الطعام فإننا نقول له ذلك، و قد نشير إلى طفل مريض، و نقول له : " أنظر إنه مريض لأنه لم يغسل يديه قبل الطعام". هنا نرى أن التلقين قد تم عبر حاستين، هما حاستي السمع، و حاسة البصر. و هكذا كل تلقين أو معرفة يجب أن يمر عبر حواس. و هذا ما تقوله المادية الجدلية بالضبط: معرفة العالم الخارجي تتم من خلال الحواس. فمثلاً كان يرى الفيلسوف كانت أن المعرفة المتحصلة من خلال الحواس هي معرفة خاطئة و مضللة. أما المعرفة الحقيقية فبرأيه، هي المعرفة القبلية لا نحصل عليها بواسطة التجربة بل من الله الذي منحنا إياها قبل التجربة و الممارسة. هذا النوع من المعرفة السابقة على التجربة ينفيه ماركس.
    هل تعتقد بالمادية التلقائية؟ تلك المادية التي يجب أن نعتنقها جميعاً، مؤمنين و ملحدين. تلك المادية التي لا يمكن إنكارها، لوضوحها، وحضورها في حياتنا اليومية. عما أتحدّث؟ تلك المادية التي تدعو إلى الثقة بحواسنا التي تقول لنا بوجود العالم المحسوس، المادي الخارج عن ذاتنا.
    أنا أعتقد( ولا أقول أنني مؤمن) بأن ذاتي غير منفصلة عن جسدي، أزول بزوال جسدي، بدأت بجسدي، وما كنت قبله، سأنتهي بموتي، ولن أكون بعده.
    هذه النقطة مرفوض دينياً، كل الديانات ترفضها. هناك وجود غير مادي منفصل عن الجسد المادي، لا بل يسبقه، فيقول كن فيكن. فكانت المادة من هذه الكينونة الغير مادية المنفصلة عن المادة.

    هناك نقطتين جوهريتين في الطرح المادي لا يمكننا فصلهما:
    1. التأكيد على أن العالم المادي موجود مستقل عن ذاتي و عن الفكر الذي تحمله ذاتي. أي الموضوعية الذاتية ، التي تعرّف الذات كمادة.
    2.التأكيد على أن ذاتي ، بكينونتي و أفكاري تعتمد على هذا العالم المادي الموجود و ذاتي و أفكاري ليست إلا شكل من أشكال هذا العالم المادي، فهي إن كانت من الذات فذاتي مادية كما قلت في نقطتي الأولى. لا يمكن لأفكاري إذاً أن تسبق ذاتي.
    يقول ماركس أن الإنسان كائن طبيعي (من الطبيعة)، فهو من طبيعة مادية في تغيير مستمر. الإنسان غير مستقل عن الطبيعة، حيث أنه بيولوجياً يتطور باحتكاكه معها، و كذلك فهو يعتمد على الطبيعة لبقائه. و من هنا كانت الداروينية و الماركسية مرتبطتان، فكلتا النظريتين ماديتين. و على هذا الأساس تفسر الماركسية التاريخ.
    فالصراع حسب الماركسية، صراع طبقي مادي. و هو مايرفضه كل من بوش و الإسلاميين. فكلاهما يعتبران أن الصراع صراع حضارات، لماذا؟
    لا يريد بوش أن يعترف أمام شعبه أنه احتل العراق لنهب خيراته، بل لمحاربة المسلمين الإرهابيين الأشرار، فكان هو كذلك يرفض الداروينية، مثله مثل الإسلاميين. لكن مهلاً ما شأن الزميل السرداب ببوش؟ يستعين الزميل السرداب بمراجع أمريكية صرفة للهجوم على الماركسية، و كذلك بمراجع للداعية هارون يحي وهو تركي الأصل، له 150 كتاب (على فكرة الرجل من مواليد 1956) كلها موجهة ضد الداروينية، والمادية)، بين يدي كتاب له، عنوانه ( كذب نظرية التطور،الانهيار العلمي للداروينية وخلفيته الأيديولوجية). كتاب مجلّد تجليد فاخر، بورق غالي الثمن، لكن المحتوى أسوء من سيء. المراجع التي يعتمد عليها عددها حوالي 220 مرجع، جميعها بلا استثناء أمريكية، واضح جداً أن المؤلف لم يجد مصادر أخرى إلا لدى أصحاب التيار المحافظ الأمريكي من دعاة نظرية التصميم الذكي، نجد كتب مثل (Darwin's black box) وكذلك (Why much of what we teach about evolution is wrong)، يتحدّث المؤلف عن الخلفيات الأيديولوجية للداروينية، فنراه تارة يربطها بالفاشية، وتارة بالرأسمالية، والشيوعية، وينسى أن من يعتمد هو عليهم في هجومه على الإلحاد والداروينية هم التيار الأمريكي المحافظ، أكبر المدافعين عن حق إسرائيل في الوجود، وأصحاب نظرية صراع الحضارات. فإن لم يكن الصراع الطبقي (أي المادية التاريخية) هو الصراع الحقيقي في العالم و المجتمع، إذاً فالصراع حضاري، و هو خطاب يلائم كل من الإسلاميين و تيار بوش اليميني. و حيث أنهم يدعون أن الداروينية باطلة ذلك لأن التصميمي الذكي صحيح، معنى هذا أن المناداة بحقوق المرأة و المناداة بمساواتها مع الرجل هو ضد ما صممه الله.
    و لهذا فعندما يقول السرداب : " ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة"
    فعندما تكون مصادر فكرك و فكر هارون يحي مصادر امبريالية أمريكية دنيئة، أي ثمار من هجومك على الماركسية نتوقع؟ أترك الإجابة للقارئ.
    علم الأخلاق الماركسي:
    يقول السرداب:
    (قامت الشيوعية على مُصطلح الإستغلال مقصورا على معناه الأخلاقي والإنساني ومُصطلح الإستغلال وأن أصحاب وسائل الإنتاج يستغلون العمـال هذا المُصطلح يدور في إطار فكرة الخير والشر . وأصبح المستغِل شرا مُشخصا والضحية المستغَلة خيرا مُشخصا فأن تدين الأعمـال الشريرة معناه أنك تعترف بأنها نتيجة الإختيــار الحُر للإنسـان ، وإلا فإن إدانة الشر تكون بلا معنى فإدانة الإستغلال وأن الشر يمكن إزالته والإختيـار الحُر كلها مفاهيم تؤكد أن مُجرد اختزال الحياة والعلاقات بين البشر في مصطلحات مادية مستحيل إطلاقا ... لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي خاصة عند مَن يُنادون بنسبية الأخلاق مِن الملاحدة النصابين)
    هنا يبدو السرداب في أسوء حالاته، فهو لا يعرف عما يتحدث. يقول السرداب أن إدانة الاستغلال هي تدور في إطار الخير و الشر، و أن هذا الشر يمكن إزالته نتيجة الاختيار الحر للإنسان. و يقفز مباشرة إلى نتيجة مفادها الماركسية قائمة على مفاهيم مثالية!!!
    هل حرية الاختيار نابعة من فكر مثالي؟ على العكس.
    في القرآن نجد آيات تؤكد أن الإنسان مسير و غير مخير مثلاً:
    (يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء)
    (قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضرراً)
    إن معنى هذه الآيات أن هنالك قدراً مسبقاً يلاحق الإنسان، ليس له فيه خيار، و أن هذا القدر يأخذ صورة القرار النهائي، فهو (مكتوب)، الذي يحدد الأفعال و نتائجها، و العواقب المترتبة عليها.
    لكن ما الذي يحدد خيار أي إنسان منا؟ إنها أفكارنا و انفعالاتنا و تجاربنا، و هذا يعني أن هذه الأفكار كانت قبلي أنا، لأنها (مكتوبة) سلفاً، و لكنني شرحت في بداية مداخلتي ماهية الفلسفة المادية، و القائلة بأسبقية المادة على الفكرة.
    هل لفكرة ما أن توجد خارج المادة (دماغي) لتسبقني؟ إن كان الجواب نعم فمن أين أتت؟
    الله؟ و لماذا أعاقب أنا على أفكاره؟
    لا منطق في الطرح المثالي ، اللامادي القائل بأسبقية الفكرة على المادة (في البدء كان الكلمة، و الكلمة صار جسداً).
    و الآن يا سرداب، ألا تعتقد أن هنالك حدوداً تتوقف عندها؟ ألا يصح أن تتحدث عما تعرف، و لو مرة واحدة؟ أما الحديث عما تجهل فهو يسيء لك من جانبين:
    الأول أن تظهر بمظهر مدعي المعرفة، و تقول ما لا تعرف.
    الثاني: الاستخفاف الذي تعامل به القراء، فتلقي إليهم بمعلومات خاطئة، و أنت متأكد أنهم لن يكتشفوا حقيقة الأمر. المسألة تحتاج إلى ضمير علمي.
    لكننا لم ننتهي من مسألة علم الأخلاق الماركسي. إن الفكر الماركسي هو أعمق و أكثف من ناقش مسألة الاغتراب (Alienation) و حدد قيام المجتمع الشيوعي بكونه هو الوسيلة الوحيدة الممكنة لتجاوز هذا الاغتراب، لكن السرداب يوجه هذا السلاح بالذات ضد الماركسية، كيف؟ من خلال اعتبار الفكر الماركسي يرى في الإنسان وسيلة لغاية معادية للإنسان. فهو يقول: (فأين تلك الحُرية التي وعدت بها الشيوعية في حين يُسلب الإنسان حُريته وتصبح الثروة والسُلطة بيد الدولة ويصبح المواطن أجيرا لديها بشكل أو بآخر) ثم يضيف: (لكن المثير للدهشة في الدولة الشيوعية أن الدولة الشيوعية لا تسرق وسائل الإنتاج من صاحب رأس المال لتعطيها للعمال بل تتسلط الدولة وتُسيطر سيطرة كاملة على وسائل الإنتاج وتصير الصورة النهائية أن الدولة تطرد الرأسمالي لتلعب هي دوره بأبشع ما تتهمه به ..!!! )
    لن أناقش في مقارنة السرداب المريبة بين النظام الرأسمالي ( الذي يسعى إليه كل إسلامي) و الاشتراكية. فلا صلة لهذه المسألة بعلم الأخلاق، لكن سوف أناقش مسألة تسلط الدولة الشيوعية على الفرد.
    طبعاً مهما يكون زميلنا جاهل بالماركسية، فلا أعتقد أنه نسي طروحات ماركس الشهيرة عن موت الدولة، و موت الحزب في المجتمع الشيوعي. فما دام ماركس يعلن موتهما، فأين هو تسلط الدولة الذي يكون ضحيته الإنسان؟
    الأغلب أن السرداب يتحدث عن مرحلة سابقة حيث يكون الإنسان جزءاً من الحزب الذي يناضل من أجل استلام البروليتاريا (الطبقة العاملة) للسلطة. و إن حزباً كهذا لم ينجح ماركس في بناءه، بل إن لينين هو الذي بناه. و هو قد حدد الحزب في كتابه (ما العمل) قيادة التغيير لصالح الطبقة العاملة، من خلال الوعي. و الوعي هنا يعني الوعي بالضرورة الاجتماعية و السيطرة عليها. إن المفارقة الغريبة أن السرداب نسي أنه يتحدث باسم العقيدة الإسلامية، و المسلم هو من سلم أمره لله، و لن يصيبه إلا ما كتب الله له، فهل هذا الفكر الإسلامي يصلح منطلق لليبيرالية تدعو إلى إنسان لذاته و من أجل مصالحه الخاصة، لا من أجل الآخرين؟
    إن علم الأخلاق يعالج علاقة الإنسان بالمجتمع، فلنر كيف يحدد ماركس علاقة الإنسان بالمجتمع الشيوعي، حيث يرى ماركس أن تقسيم العمل في المجتمعات الطبقية، (يعني الرأسمالية كذلك) يجعل للإنسان عمل واحد: ( فهو صياد أو سماك أو راع أو ناقد، و عليه أن يبقى هكذا، إذا أراد أن لا يفقد وسائل العيش. في حين أنه في المجتمع الشيوعي،، حيث لا يكون لكل إنسان مجال خاص من النشاط، بل يمكن لأي كان أن يتقن التخصص الذي يرغب فيه، فيتولى المجتمع تنظيم الانتاج العام، و هكذا يصبح من الممكن لي أن أفعل شيئاً هذا اليوم، و أن أفعل شيئاً في اليوم التالي، فقد أصطاد في الصباح، و أصيد السمك بعد الظهر، و أربي الماشية في المساء، و أمارس النقد بعد العشاء كما يحلو لي، من غير أن أكون صياد أو راعي أو ناقد).
    لا شك أن القارئ كان يتوقع حواراً بين مفهومين لعلم الأخلاق، و تحديد مسائل مثل الاغتراب، العلاقة بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة، الغاية و الوسيلة، إلخ... لكن كيف يكون باستطاعتنا أن نفعل هذا مع رجل، لا يعرف أي شيء عن هذه المفاهيم، وظيفته الشتم لا العلم، و الاختلاق، و ليس الدقة العلمية؟؟


    الماركسية و اليهودية:
    يقول السرداب: ( بل لقد جمعت الدعاية الماركسية تعاليم ماركس وأنجلز وأضفت عليهما ما يُضفيه رجال الدين على الأديـان ، جتى ليقول أحد المُفكرين :- (( لعل ماركس أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال التوراة الجديدة .))* .. )
    لنقرأ ماذا يقول ماركس عن اليهودية، في كتاب ماركس الشهير (طبعاً الذي لم يسمع عنه السرداب) المسألة اليهودية:
    (و لأن الجوهر الحقيقي لليهودي قد تحقق بشكل عام في المجتمع البورجوازي، و أصبح دنيويا، لم يستطع المجتمع البورجوازي إقناع اليهودي بوهمية جوهره الديني الذي هو ليس سوى المفهوم المثالي للحاجة العملية. و هكذا فإِننا لا نعثر على جوهر يهودي اليوم في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم وفي التلمود وحسب، وإنما نجده في المجتمع الراهن، ليس كتجريد وإنما ككائن على أعلى درجة من العملية، ليس فقط كضيق أفق يهودي وإنما كيهودية مجتمع ضيق الأفق.
    حالما ينجح المجتمع في التغلب على الجوهر العملي لليهودي، أي على السمسار، يصبح وجود اليهودي مستحيلا، لأن وعيه لا يعود يملك موضوعا، و لأن القاعدة الذاتية لليهودية، وهي الحاجة العملية قد اتخذت طابعا إنسانيا، لأن النزاع بين الوجود الفردي المحسوس وبين وجود النوع البشري قد ألغي. إن التحرر الاجتماعي لليهودي هو تحرر المجتمع من اليهودية)
    ماذا عن الماركسية و الصهيونية:
    تمثل الأيديولوجية الصهيونية، البرجوازية اليهودية و ممارساتها السياسية. أما ظهورها على المسرح التاريخي يتطابق من حيث الزمن مع تحول رأسمالية المزاحمة الحرة إلى إمبريالية ( راجع كتاب لينين "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية"). أي أن الصهيونية، تلك الظاهرة التي ولدتها الإمبريالية قد كانت عدواً من أشد أعداء الماركسية، حيث كتب ونستون تشرشل سنة 1920 معرباً عن رأي الأوساط الحاكمة الانجليزية، أنه يعتبر الصهيونية " رداً على الشيوعية العالمية" و لهذا السبب ينبغي أن تظفر الصهيونية بروح الشعب اليهودي". في المقابل نتذكر شيخ الأزهر السابق، عبد الحليم محمود، قبل أن يستقبل رئيس دولة العدو الصهيوني، بيغين، و في مقابلة مع إحدى المجلات المصرية و هو يبتسم : " همي الآن هو محاربة الشيوعية و اعتبر هذا تخصصي".
    هل رأيتم كيف أن كتاب رأس المال هو التوراة الجديدة؟

    عن (سرقة (إلغـاء) الملكية الخــاصة ) :
    كما قلت في بداية مداخلتي فإن الإسلاميين يستميتون دفاعاً عن الاستغلال، و أقصد به ملكية وسائل الإنتاج. و كحال كل المدافعين عن الاستغلال، تجدهم يكيلون الشتائم على الفقراء و الكادحين، و ما أن يطالبوا بحقهم بالمساواة حتى تسمع الشتائم و الصفات. لقد أطلق السادات على من ثاروا عليه في انتفاضة يناير عام 1977 صفة (حرامية). تذكرت هذه الحادثة لأن السرداب لم يتردد أكثر من مرة باستعماله ذات الوصف فهو يقول بالحرف: (.أما المائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية).
    نجد ذات الشيء بالتاريخ الإسلامي. فالثورات العامة في بغداد لها تاريخان: واحد كتبه الكتاب الرسميون، فأطلقوا الصفات التالية على من قاموا بهذه الثورات (اللصوص و الشطار و العيارون و الفتيان و الزعار و العياق و الحرافيش و الفساق). أما التراث الشعبي فقد جعل منهم أبطالاً يجترحون الأفعال الخارقة دفاعاً عن الحق و الخير كما في حكايات علي الزيبق و الشاطر حسن. (راجع كتاب محمد رجب النجار " حكايات الشطار و العيارين").
    لكن يا كميونيست، الزميل السرداب يقول، هو و باقي الرأسماليين بأن (الملكية الخاصة هي مُكافأة المكافحين والأكثر موهبة والإشتراكية هي مُكافأة الكسالى والأكثر اتكالية فإلغاء الملكية الخاصة نظام لا يقبله العقلاء .
    فصاحب رأس المال هو مالكه لأنه من عرق جبيه وعرق جبين أبيه وليس ذنبه ان هناك مَن يمتلك أقل منه ، ليس ذنبه حتى يقع فريسة حسد وحقد هؤلاء الذين لا يملكون ما يملكه وعندما يستغل وسائل الإنتاج التي يملكها فإنه يستفيد مِن العامل والعامل يستفيد منه أيضا ومن حق العامل عليه أن يأمن له أجر يكفيه مقابل مجهوده لكن عندما يصدر قانون يُجبر صاحب المال أن يتنازل عن وسائل الإنتاج لهذا العامل فهذا عين البلاهة وحماقة التصرف بأي حق تُنتزع ملكية هذا الرجل هل لأنه ظلم العامل ولم يُعطه حقه كاملا ؟؟ إذن هل المُتوقع مِن القانون أن يُؤمن العُمـال ويعطيهم حقوقهم أم يتجاوز كل هذا ويسلب فجأة كل وسائل الإنتاج من يد صاحب الراس المال ليعطيها للعمال ؟؟ إنها همجية جاهلية ... إنها عين الجاهلية المُعاصرة )
    إذاً لماذا يا كميونيست تكره الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج؟
    هناك نظرية بالماركسية تفسر لنا سبب الصراع بين العمال و أصحاب رأس المال، طبعاً السرداب لم يحاول حتى أن يفندها، و كيف له و هو أصلاً لا يعرفها؟
    لنفترض أن عاملاً يعمل لدى خراط مفاتيح، لنفترض أن العامل إنما يترتب عليه أن يصنع مفتاح واحد وينتهي منه في يوم واحد. ولنفترض أن المادة الأولية – الحديد والنحاس بشكلهما الضروري المحضر سلف – تكلف 20 قرش؛ وأن استهلاك الكهرباء في الآلة واستهلاك هذه الآلة نفسه، والمخرطة وسائر الأدوات التي يشتغل بها العامل، يبلغ، في يوم واحد، وبالنسبة لما يصرفه العامل، ما قيمته قرش واحد. و إذا افترضنا أن أجرة العامل 3 قروش في اليوم. وهكذا تبلغ تكاليف قطعة الآلة 24 ماركا بالإجمال. ولكن الرأسمالي (صاحب المخرطة) يحسب أن يحصل من زبائنه على ثمن وسطي قدره 27 ماركا أي بزيادة 3 ماركات عن النفقات التي قدمها.
    فما هي قيمة عمل هذا العامل؟ في مثالنا هذا هي 27 قرش – 21 قرش (تكلفة المواد الأولية) فتكون قيمة العمل 6 قروش.
    قف!– يصيح بنا العامل – "6 قروش؟" ولكني لم أقبض إلا 3 قروش! إن الرأسمالي يحلف الأيمان المغلَّظة أن قيمة عملي مدة 12 ساعة لا تساوي إلا 3 ماركات وإذا طالبته بـ6، فإنه سوف يسخر مني. فما معنى هذا؟" لقد بحثنا عن قيمة العمل ووجدنا أنها أكثر مما كان ينبغي أن تكون. فإن قيمة 12 ساعة عمل هي 3 قروش بالنسبة للعامل، و6 قروش بالنسبة للرأسمالي الذي يدفع منها للعامل أجرة 3 قروش ويضع في جيبه القروش الثلاث الباقية. وهكذا يكون للعمل بالتالي لا قيمة واحدة، بل قيمتان اثنان ومتباينتان كل التباين أيضا! هناك قيمتان، القيمة الأولى هي قيمة (قوة العمل) التي يؤجرها العامل للرأسمالي، و قيمة أخرى هي (قيمة العمل) و هي قيمة لا تنتج إلا بتدخل العامل في عملية الإنتاج، أي أن قيمة العمل مصدرها من قوة عمل العامل، و الفرق بين القيمتين هو ربح الرأسمالي، و هو فائض القيمة.
    معنى هذا أن رأس المال يفترض وجود عمل مأجور، و العمل المأجور كذلك يفترض وجود رأس المال. كلا المفهومين هما شرط للآخر.
    لكن هل عاملنا في مثالنا هذا ينتج فقط مفاتيح؟ لا، بل ينتج رأس المال المتكدس في جيب الرأسمالي. فحتى يكدس الرأسمالي أموالاً إضافية عليه أن يخفض من أجور عماله، يربح الرأسمالي عندما ينخفض الأجر. العلاقة عكسية. هذا يعني أن العلاقة الثنائية بين العامل و الرأسمالية علاقة أضداد، مصالح كل منهما تعارض مصالح الآخر.
    وهكذا فإن ربح الرأسمالي لا يكون إلا من عرق العمال، ففي مثالنا السابق، افترضنا أن أجر العامل 3قروش، و أن عمله قد خلق ما قيمته 6 قروش، فإذا كانت مدة العمل باليوم 12 ساعة، فإن قيمة 6 ساعات عمل هي 3 قروش. وإذا الرأسمالي يصرخ الآن: "رويدك! لقد استأجرت العامل ليوم كامل، لـ 12 ساعة. و6 ساعات ليست سوى نصف يوم. إذن، فعليك يا عامل أن تعمل و تكدح حتى تنتهي أيضا الساعات الست الباقية – وحينذاك فقط، يبرئ كل منّا ذمته تجاه الآخر!". وجب على العامل إذاً أن يخضع بالفعل للعقد الذي قبِل به "بملء إرادته"، ليعمل (بالمجان) باقي مدة الست ساعات، و هو ما يربحه الرأسمالي. لهذا فملكية وسائل الانتاج هي السرقة. (راجع كتاب العمل المأجور ورأس المال، لكارل ماركس و مقدمته بقلم فريديرك أنجلز).
    لا يسعى الفكر الماركسي إلى إلغاء الملكية، عامة، بل الملكية البرجوازية، أي ملكية وسائل النتاج. فكما ألغت الثورة البرجوازية بفرنسا ملكية الاقطاع لتحل محلها الملكية البرجوازية، هذه الملكية القائمة على استغلال الطبقة العاملة. لهذا يريد الشيوعيون إلغاء هذه الملكية.
    يسأل السرداب في هذا الخصوص: (السؤال :- أنا أُريد كسب المال بالطُرق الشريفة وأُريد القيـام بمشروع استثماري صغير فهل بهذا أكون هدف يجب تصفيته جسديا في المجتمع الشيوعي ؟؟)
    (يجيب كارل ماركس و فريديريك أنجلز بالبيان الشيوعي: (وإنّ ما يميّز الشيوعية، ليس القضاء على الملكية بشكل عام، بل إلغاء الملكية البرجوازية. غير أن الملكية الخاصة للبرجوازية االعصرية هي آخر تعبير وأكمله عن الإنتاج وتملّك المنتجات القائم على التناحرات الطبقية، وعلى استغلال البعض للبعض الآخر.
    وهكذا يستطيع الشيوعيون أن يلخّصوا نظريتهم بعبارة وحيدة: إلغاء الملكية الخاصة. لوسائل الإنتاج. ونحن الشيوعيون، يؤخذ علينا أنّنا نريد إلغاء الملكية المكتسبة شخصيا بجهد فردي، هذه الملكية التي تشكّـل، كما يُزعم، أساس كل حرية شخصية وكل فعالية وكل استقلال فردي. ملكية مكتسبة بالجهد والإستحقاق الشخصيين! فهل تتحدثون عن الملكية البرجوازية الصغيرة، والفلاحية الصغيرة، التي سبقت الملكية البرجوازية؟ لا تخشوا على هذه الملكية منا فليس نحن من سيلغيها، و لسنا بحجة لأن نلغيها. فإنّ تطور المجتمع الرأسمالي قضى ويقضي عليها يوميا.
    أم أنّكم تتحدثون عن الملكية الخاصة للبرجوازية الحديثة؟ ولكن، هل يخلق العمل المأجور، أيْ عمل البروليتاري، ملكية له؟ قطعا لا. إنه يخلق رأس المال أي الملكية التي تَستَغل العمل المأجور، والتي لا يسعها أن تنمو إلاّ شرط أن تنتج عملا مأجورا جديدا، لتستغلّه مرة ثانية.
    فالملكية، في شكلها الحاليّ، تتحرك في التناقض بين رأس المال والعمل المأجور. فلنمعن النظر في طرفي هذا التناقض. إنّ كون المرء رأسماليا لا يعني أنه يشغل مركزا شخصيا فحسب. بل يشغل أيضا مركزا اجتماعياً في الإنتاج. فرأس المال هو إنتاج جماعي، لا يمكن تحريكه إلا بنشاط مشترك لأعضاء كثيرين، بل إنه، في التحليل الأخير، لا يحرَّك إلاّ بالنشاط المشترك لجميع أعضاء المجتمع. فرأس المال إذن ليس فاعليّة شخصية، بل فاعليّة اجتماعية.. و من ثم، إذا تحوّل رأس المال إلى ملكية مشتركة تخص جميع أعضاء المجتمع، فهذا يعني أنّ الملكية تفقد طابعها الطبقي.
    ولننتقل إلى العمل المأجور: فإن الثمن الوسط للعمل المأجور هو الحدّ الأدنى لأجر العمل، أي جملة وسائل العيش الضرورية لبقاء العامل كعامل على قيد الحياة. ومن ثم، فإنّ ما يتملّكه العامل المأجور بجهده يكفي فقط لإعادة إنتاج حياته.
    ونحن لا نريد، على الإطلاق، إلغاء هذا التملك الشخصي لمنتجات العمل من أجل إعادة إنتاج الحياة الشخصية، فهذا التملّك لا يترك (ربحا) صافيا سببه و نتيجته السيطرة على عمل الغير. نحن نريد فقط إلغاء الطابع المقيت لهذا التملك، الذي لا يحيا فيه العامل إلاّ لتنمية رأس المال، ولا يحيا إلاّ بالقدر الذي تتطلبه مصلحة الطبقة السائدة.
    فالعمل الحرّ، في المجتمع البرجوازي، ليس سوى وسيلة لزيادة العمل المتراكم، والعمل المتراكم، في المجتمع الشيوعي، ليس سوى وسيلة لتوسيع السيرورة الحياتية للعمال، ولإغنائها وترقيتها. ففي المجتمع البرجوازي إذن يتسلط الماضي على الحاضر، وفي المجتمع الشيوعي يتسلط الحاضر على الماضي. وفي المجتمع البرجوازي رأس المال مستـقـل وله ذاتية مميزة، في حين أن الفرد الفاعل لا استـقلال له، ولا ذاتيتة متميزة. وإلغاء هذا الوضع تسمّيه البرجوازية إلغاء الشخصية الفردية والحرية! وهي على حق. فإنّ الأمر يتعلق فعلا بإلغاء فردية البرجوازي واستقلاله وحريته.)
    أما عن التأميم يا عزيزي، فلست وحدك من يكرهه أنت و المستعمر الأمريكي و الانجليزي و الفرنسي، و اليوم يقف مع هؤلاء الإسلامي. أذكر الجميع عندما صوت الإخوان المسلمون في مصر تلك الحركة البرجوازية المتعفنة لصالح القانون الذي يسرق من الفلاحين المساكين أراضيهم لصالح الإقطاعيين. تلك الأراضي التي أعطاها لهم عبد الناصر، بعد أن سرق لمصر قناة السويس من الاستعمار. من هم اللصوص يا سرداب؟
    و من سبعين مليون إنسان في مصر كم منهم يملك يا سرداب؟ هل رأى القارئ معي كيف يدافع الإسلاميون عن مصالح الأثرياء؟
    يسأل السرداب السؤال التالي:
    "السؤال :- ما هو اللغز الخفي وراء ارتبـاط الشيوعية دائما بأبشع المجاعات في التاريخ البشري ؟؟ كمجاعة لينين والمجاعة التي أعقبت الثورة الكبرى لمـاو .."
    إن الثورة العمالية الوحيدة في القرن العشرين هي الثورة البولشوفية، في روسيا. أما الثورة الصينية فقد قادتها البرجوازية الصينية الوطنية لتتخلص من أغلال الاستعمار و الإمبريالية و الأفيون. لذلك لن أدافع عن هذه الثورة، و إن كانت لها إنجازات لا يمكن إنكارها. أما عن الثورة البولشوفي في الاتحاد السوفيتي، و التي كانت عام 1917 بعد حرب عالمية ضروس بدأت عام 1914، جرجرت أوروبا في ويلات و مجاعات كانت روسيا تعاني منها قبل الثورة. طبعاً استمرّ هذا البلد الكبير في حالة حرب حتى عام 1926، فبعد الحرب العالمية، دخلت الجيوش الأوروبية، و عددها 17 عشر جيشاً تريد قهر الدولة العمالية و تجويع شعبها، فكيف يكون البولشوفيون هم السبب بالمجاعة يا سرداب؟ طبعاً التنمية الحقيقية بدأت بالاتحاد السوفيتي عام 1930 حين كان دخل الاتحاد السوفيتي في المرتبة 26 عالمياً و جيشه أضعف جيش بالعالم. كل هذا و على الرغم من جدة التجربة و الأخطاء العديدة التي ارتكبها الطاغية ستالين، استطاع الاتحاد السوفيتي أن يبني جيش من أقوى جيوش العالم، و أن يصل الفضاء. ماذا عن الدول الإسلامية البترولية؟ مازالت دول متخلفة تقيم الشريعة الإسلامية، و ملياراتها في بنوك الصهاينة و الأمريكان.

    حقوق المرأة:
    يتهم السرداب الماركسية بأنها تريد التخلص من العائلة. فهو يقول (القضـاء على أكثر العلاقات حميمية في تاريخ الفكر البشري بدعاوى تافهه يجعلنا أمام أساطير وأفلام خيال علمي .. إن محاولة تبديل الجينات البشرية والإنتقاص من قيمة الأُمومة والأُبوة والحُضن الأُسري بدعاوى تافهة فمصير هذه المُحـاولة إلى الجحيم لا مُحـالة ...) .
    فهل فعلاً أن الماركسية تريد القضاء على هذه العلاقات الحميمة؟
    من الأدبيات الماركسية الهامة جداً التي عالجت هذه المسألة هو كتاب أنجلز (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة). قلت في بداية مداخلتي أن الإنسان كائن طبيعي، أي من الطبيعة، و لكنه أيضاً كائن اجتماعي. فلذلك ترى الماركسية أن المجتمعات الإنسانية مكونة من أفراد و علاقات بين هؤلاء الأفراد. فليس للأفراد أن ينفصلوا عن الطبيعة، أو باقي أفراد المجتمع. يبدأ الإنسان باطبيعة، فيتنزع منها وقود عيشه، و ذلك بالعمل، فيتطور بهذا العمل، و بعد ذلك يأتي التعاون مع باقي أفراد المجتمع، فتكون هناك علاقات الانتاج و تقسيم العمل. و يبيّن لنا أنجلز كيف تطورت العلاقات بين الرجل و المرأة، و الأبناء. و كيف كانت المجتمعات البدائية مجتمعات أمومية، المرأة فيها كائن مقدس، حيث كانت الآلهة مؤنثة (عشتار و أفروديت،...) سبب ذلك يعود أن المجتمعات الإنسانية البدائية كان الزواج فيها جماعي، فكان ينسب الأبناء للنساء و ليس للرجال، لاستحالة النسب للرجل (الزوج الجماعي). فالانتقال من مجتمع الشيوعية البدائية إلى مجتمع ملكية وسائل الانتاج يصاحبه تحولات رهيبة، فعشتار تحولت إلى بعل (الدين يتغير) و في البنية الاجتماعية للإنسان (العائلة، و العلاقات بين الرجل و المرأة). و كيف يفسر السرداب أن ملك اليمين كان مقبول اجتماعياً و إسلامياً، و اليوم هو مرفوض كلياً؟
    يتتبع أنجلز تطور العائلة و ظهور و تطور أشكال الملكية، و كيف أن الحرية الجنسية للمرأة كانت تتقلص لصالح الرجل، فمن تعدد الأزواج للمرأة (الزوج الجماعي)، إلى تعدد زوجات الرجل، حيث ليس للمرأة إلا رجل واحد. إن ظهور هذا النوع من العائلات، حيث للمرأة رجل واحد، و للرجل التعدد، عندما بدأ الثراء يتجمع بيد رجل واحد، و رغبة هذا الرجل بتوريث ملكه لأبناء يكون متأكد من نسبهم، فكان من الضروري أن يكون للمرأة رجل واحد ليضمن هذا الرجل نسبه، و لا مانع من تعدد زوجات الرجل. فعندما سمح القانون الروماني للرجل بملك اليمين، أعطاه الحق بنفس الوقت بقتل زوجته، أو ابنته، إذا ضبط إحداهن مع رجل و قتلهما. و هو ذات القانون الذي ورثه التشريع النابليوني، و تشريعاتنا العربية من بعده. فكلمة Family المشتقة من الأصل اللاتيني Famulus لا تعني المعنى المتعارف عليه من قبل العوام (رجل و امرأة و مجموعة أولاد) بل Famulus تعني العبد المنزلي و كلمة Famillia مجموع العبيد التابعين لرجل واحد. طبعاً هذا التعدد الزوجي لم يختفي بالمجتمعات البرجوازية.
    فنجد مثلاً في المجتمعات الرأسمالية، الغربية، و إن حرمت شكلاً تعدد الزوجات، تجد بجانب هذا النظام، الخيانات الزوجية، و الدعارة. لهذا فإن أول صراع طبقي ظهر كان بين الرجل و المرأة، و أوّل قهر ظهر كان قهر الرجل للمرأة. المرأة بالمجتمع البرجوازية (الزوجة أو الابنة) تعد جزء من ملك الرجل، حيث (يبيع) الرجل الابنة عند قدوم العريس مقابل مهر يدفع للأب. و حيث أن الثورة الاجتماعية الآتية، لا محالة، و التي يساندها الشيوعيون تريد إلغاء ملكية وسائل الانتاج و إقامة المجتمع الشيوعي، فهل هذا يعني العودة إلى النظام البدائي حيث كان الزواج جماعي؟ يجيب أنجلز بالنفي حيث يقول ستغيير وضع الرجل في المجتمع الشيوعي تغيير جذري، و كذلك وضع المرأة. ستكون وسائل الانتاج شائعة. سيصبح تعليم الأطفال و تربيتهم مسألة يتكفل بها المجتمع، و سيأخذ المجتمع على عاتقه جميع هؤلاء الأطفال لقطاء و شرعيين. و سيصبح بمقدور الفتاة أن تعطي حبها من دون عائق و إدانة، للرجل الذي تحب. لقد رأينا كيف أنه في الوقت الحالي تتعايش الدعارة و نظام تحريم تعدد الأزواج، و إن كانا ضدّين، فهما متلازمين. ستختفي الدعارة التي هي شكل من أشكال خضوع المرأة للرجل، و تعدد الزوجات، لأن المجتمع سيلغي كل أنواع الاستغلال بين البشر، و سيكرّس المجتمع الشيوعي أحادية الزواج بين الجل و المرأة، حيث كل منهما يملك الآخر، و ليس لأحد أن يقيد زواجهما، أو انفصالهما، اللذان سيتحولان لمسائل شخصية بحتة). و هذا رد كارل ماركس و فريدريك أنجلز على هذه التهم في البيان الشيوعي: (إلغاء العائلة! حتى أكثر الراديكاليين تطرفا تثور ثائرتهم على هذا القصد الدنيء للشيوعيين.
    فَعلامَ ترتكز العائلة الراهنة، العائلة البرجوازية؟ على رأس المال والتملك الخاص. وهي لا توجد بتمام تطورها إلاّ بالنسبة إلى البرجوازية، لكنّها تَجد تكملتها في الحرمان القسري من العائلة، بالنسبة إلى البروليتاري، وفي البغاء العلني. والعائلة البرجوازية تضمحلّ طبعا باضمِحلال تكملتها، فكلتاهما تزولان بزوال رأس المال.

    أتأخذون علينا أنّنا نريد إلغاء استغلال الآباء لأبنائهم؟ هذه الجريمة نعترف بها، لكن تقولون إننا، بإحلال االتعليم الاجتماعي محلّ التعليم البيتي، نقضي على أكثر العلاقات حميمية. أليس المجتمع هو الذي يحدد تربيتكم أنتم، أيضا؟ ألا تحددها العلاقات المجتمعية التي تربون في إطارها؟ ألا يحددها تدخل المجتمع المباشر وغير المباشر بواسطة المدرسة، إلخ..؟ فالشيوعيون لا يبتدعون فعل المجتمع في التربية. إنهم فقط يغيّرون خاصيّـته وينتزعون التعليم من تأثير الطبقة السائدة.
    فكلما تمزقت، نتيجة للصناعة الكبيرة، كلّ روابط البروليتاري العائلية، وتحوّل الأولاد إلى مجرّد سلع تجارية ومجرّد أدوات عمل، تصبح التشدقات البرجوازية بالعائلة والتربية وبعلاقات الألفة بين الآباء والأبناء، أكثر إثارة للتـقـزز.
    و"لكنكم، أيها الشيوعيون، تريدون إدخال إشاعة النساء". كذا تزعق بنا بصوت واحد البرجوازية كلها.
    فالبرجوازي يرى في امرأته مجرَّد أداة إنتاج. وهو يسمع أن أدوات الإنتاج يجب أن تكون جماعية. وطبعا، لا يسعه إلاّ أن يعتقد بأنّ قدَر الإشتراكية سيصيب النساء أيضا. ولا يدور في خلده أنّ الأمر يتعلق، حقيقةً، بإلغاء وضع النساء كمجرّد أدوات إنتاج. وللمناسبة، لا شيء أكثر إثارة للسخرية من ذعر برجوازيتنا الأخلاقي
    المسرف في أخلاقيته، من إشاعة النساء الرسمية، المدَّعَى بها على الشيوعيين. فالشيوعيون ليسوا بحاجة إلى إدخال إشاعة النساء، فقد وُجدت على الدوام تقريبا.
    فبرجوازيّونا، غير القنوعين بأن تكون تحت تصرّفهم، نساء بروليتاريتهم وبناتهم، ناهيك عن البغاء الرسمي، يجدون متعة خاصة في أن يتبادلوا الزوجات. وللمناسبة، من البديهي أنه بإلغاء علاقات الإنتاج الراهنة تزول أيضا إشاعة النساء الناجمة عنها، أي (يزول) البغاء الرسمي وغير الرسمي.).
    و هكذا نرى كيف أن الاتهام البرجوازي لا يتغيير مع الزمن، قبل 150 سنة كان البرجوازيون الألمان و الفرنسيون يكيلون ذات الاتهامات و الأكاذيب التي يكيلها لنا البرجوازيون اليوم، و على رأسهم في عالمنا العربي القوى الإسلامية، و التي هي ليست سوى قوى برجوازية رجعية، متخفية وراء قناع الإسلام.

    واضح جداً أن السرداب الجاهل كثيراً بالماركسية و تاريخ الثورة البولشوفية، يفترض أن قارئه جاهل مثله. و أنا أتفق معه في هذا، أي معلومات عن الماركسية تتوقعها في منتدى إسلامي سلفي؟ ربما علي أن أدعو الناس إلى تصفح منتديات اللادينيين ليتعرفوا على الإسلام. طبعاً لعل السبب الذي جعل السرداب يكتب دون حس أو رقابة ذاتية على ما يكتب، أو بالنزاهة و الضمير العلميين، لأنه يعلم أنه في الشبكة العنكبوتية العالمية، المكتظة حتى الاختناق بالنتديات التكفيرية و السلفية و الشيعية الطائفية، لا أحد يقرأ لأحد، و لا أحد يستمع لأحد، أو على الأصح حيث تتجمع حلقات صغيرة منعزلة تقرأ لبعضها البعض و تتبادل الإعجاب و الجهل، و العداء لكل الحلقات. أعتقد أن هذا هو السبب الذي جعل تمرير هذا المزيج من الجهل و سوء النية، و افتقاد النزاهة و الضمير العلميين، ممكناً بكل هذه الخفة. ما الاعتراض على الأذان في مالطة؟
    تحياتي الحمراء

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    -2-

    إن البَون بعيد بين شطحات الخيال وبين الحق الثابت المُستقر .. بين ردود هشة لا تقوى على مُواجهة الحق بل ولا حتى على الإدبار إلا لحقها وحطمها وبين حق طاهر بسيط يرقى له الخسيس ويفخر به المُحترم ..!!



    وبضدهـا تتبين الأشيـاء ..!!
    يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :- (( والرجل الذي يدخل ميدان البحث الحُر ثم يخرج منه وهو يرى أن النصرانية أو اليهودية دين وأن الإسلام تلفيق هو أكذب خلق الله فيما يدعيه مِن حُرية عقلية وحيـاد فكري . )) ولو كان لي حق الإضافة لقلت :-(( والرجل الذي يدخل ميدان البحث الحُر ثم يخرج منه وهو يرى أن الإلحـاد أو الشيوعية اللتان سهر على تأصليهما والتنظير لهما مئات الآلاف مِن المُفكرين والباحثين والناقدين أن تطبيقهما عمليـا أفضل من تطبيق الإسلام الذي قام بالتأصيل له شخص واحد فقط منذ قرون عديدة فهذا من الخيانة العلمية والخبل الفكري والحيدة عن الإنصاف . ))
    فإن النقد والبحث العلمي المُنصف يُظهر لمن له أدنى بصيرة مَن الذي معه النور ..

    وفي مداخلة واحدة للزميل كومينيست يرميني بما يزيد على أربعين فقرة من التهجم والشتم والإتهام بالجهل والسذاجة وكما يقولون فإن الإنسان إذا كانت حجته غير كافية في الرد فإنه يكمل النقص والقصور باستخدام هذه الأساليب ..
    فالشتم والتهجم أساليب اعتدنا عليها ولا أدري كيف يجهل هؤلاء أن الشتم والتهجم خندق ضيق جدا لا يدخله إلا المفاليس مكتوب على مدخل هذا الخندق هنـا يرقد مَن لا حُجة لهم .. فارقد بسلام يا عزيزي
    وهكذا يتضح أن الباطل لا يرفع به صاحبه رأسا وتتأبى عليه كُل الطرق وتتأبى عليه كُل الحُجج فيركب طريق الشتم والتهجم ويكفينا أن هذا الطريق يزيد الحق وضوحا ويزيد الباطل سخافة وازدراءا فلا عدمناكم رُكابا لهذا الطريق لا تشدون الرِحال إلا عليه

    [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]السؤال :- هل تستقيم لأصحاب الأفكار الباطلة حُجة على المسلم دون أن يلجئوا للشتم ..؟؟[/grade]



    مصادري ..!!
    انتاب الزميل نوع من الفزع عندما وجد أنه ما من فقرة إلا وذكرت مصدرها بالجزء والصفحة وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يُشعر القاريء بالملل إلا أنني أصررت عليه حتى يلتزم الزميل بالرد على كل فقرة لكن كانت المفاجأة فالزميل يتجاهل القضية بالكلية ويتجاهل كل أسئلتي والنقاط الحساسة جدا التي قمت بطرحها .. وتكون كل مُشكلته أن احد الفقرات لم أذكر مصدرها

    وعلى العموم فأنا اعتمدت في هذا الحـوار على كُتب ومراجع المُنظرين الشيوعيين أنفسهم مثل كتاب مباديء الشيوعية والبيان الشيوعي الذي طالبني الزميل بقرائته مع انه من ضمن مصادري

    أيضا اعتمدت في التأصيل الإقتصادي والسياسي على المجموعة الدستورية والتي قدَّم لها فخامة الاستاذ شارل حلو رئيس جمهورية لبنان وخاصة القسم الأول من المجموعة (( الدولة والنُظم السياسية )) للأستاذ أنور الخطيب وزير الموارد المائية والكهربائية والمحاضر بكلية الحقوق ببيروت الطبعة الأولى - كانون أول بيروت 1971

    أيضا اعتمدت في الناحية التاريخية على اعترافات الK G B والبوليس السري وأقوال العلماء الذين أُجبروا على الإعتراف بالداروينية في زمن لينين وستالين ‍‍‍‍‍‍

    هذا من ناحية التأصيل والإقتباسات أما مِن ناحية النقد العقلي فللإنسان أن ينتقد كما يحلو له أما أن تضعنا في صف الرأسماليين لأننا نشترك معهم في نقدكم فعليك أن تعتبر أن الملاحدة مسلمين عندما ينتقدون المسيحية ... أرجو أن تكون منصفا ولو في نقطة واحدة ولا تردد كلام الشيوعيين إلا بعد أن تمرره على عقلك


    وعندما سألتني في الخاص عن مصدر كلمة لينين قلت لك أن مصدري المجموعة الدستورية وبحث موسوعة الفرق والمذاهب أما عندما تُلزمني وبالبنط العريض أن أذكر لك من كلام لينين نفسه جرائمه وأقواله فهذا لا يُعقل فاللص لا يكتب في مذكراته أنه لص أو أنه سفاح لكن تجد في مصلحة السجون ملفه كاملا .!!


    اعتماده مقياس مزدوج للحقيقة، يمدح الشيء إذا توافق مع مزاجه، و يذم الشيء ذاته حين لا يتفق. فهو يستميت، كأي إسلامي بطبيعة الحال، دفاعاً عن ملكية وسائل الإنتاج، و يعتبرها الخير المطلق، و ثم يحدثنا عن شر ملكية الدولة لهذه الوسائل و يعتبرها استغلالاً. لا بل لا يتردد بأن يقول (لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي).
    هذه ازدواجية في الفهم لا ازدواجية في الطرح .. فمَن مِنا لا يدين الإستغلال .. إنما الذي نَدينه هو شطحه الشديد الذي أدى به إلى إدانة حتى الملكية الخـاصة كالذي يدين الربا فيصل به الحال إلى إدانة البيع .. أيضا ندين البديل الذي قدمه ماركس فعندما رأى مجموعة مِن مُلاك رأس المال تستغل الُعمال فألغى الملكية جُملة وتفصيلا كالذي وجد طائفة مِن الناس تكذب فحكم على المجتمع كله بقطع الألسنه وإذا كانت إدانة الكذب هي عين العدل والتعقل فإن معالجة ذلك بقطع ألسنة البشر جميعا فهو عين الخبل والجنون ..!!
    فنحن منصفون يا عزيزي نقرأ التاريخ كما هو ..
    هل علمت الآن أن المُشكلة هي ازدواجية في الفهم لا في عرض الحقائق ؟؟


    طبعاً و الأهم المساواة الحقيقة، إلغاء الطبقات في المجتمع
    إلغاء الطبقات هو ببساطة مساواة المكافح والمجتهد بالكسول والغير منضبط .. عندما تُعطي الجميع نفس القيمة الإنتاجية ونفس المُعطيات فهذا نوع من العبط .. الإنسان العاقل يقول أن كل إنسان يُعطى حسب إنتاجه أما أن تُسلب أموال المُجتمع بإسم الشيوعية ثم يتساوى المجتهد والمكافح والمُفكر بالكسول والتافه فهذا عبط رسمي تقوده مؤسسة كاملة وكما يقول الحُكماء :- (( فإن الجنون نادر على مستوى الأفراد لكنه القاعدة في الدول والعهود والمواثيق . )) وربما كان هذا الحكيم يتكلم عن العهود والمواثيق الشيوعية التي تظلم بمنتهى العبط ..!!


    هم يكرهوا كل تطور، فيكيلون كل حقدهم على الداروينية.يستعينون بأعقد وسائل الاتصال (الساتلايت الرقمي، الانترنت) ليحدثونا عن أسد نطق الشهادتين، و ساحرة طارت بالهواء عارية.
    لا أدري ما علاقة هذا بموضوع الحوار أصلا
    لكن ما بالك بمن يستخدم أعقد وسائل العلم ليُحدثنا أن الدُب تطور إلى حوت وأن الطيور تطورت إلى زواحف ( تصور يمامة جميلة وضعت بيضة وتنتظر صغيرها الجميل وتنكسر البيضة ليخرج ثعبان ) وأن العَرَق تطور إلى لبن ( يعععع ) وأن الدب حين نزل إلى الماء التصقت أرجله الخلفية وتكون منها ذيل الحوت وصعدت أنفه لأعلى الرأس وتحور فروه إلى دهن وجلد ( ههههههههههههههه ) هؤلاء مخابيل أم شواذ ؟؟ على العموم لو أردت الإستزادة فاطلع على هذا المقال لتعرف الشعوذة والسِحر بإسم الإلحـاد


    يفاجئنا الزميل السرداب منذ بداية مداخلته بعبارة مريبة و غريبة جداً، فهو يقول : " لست بصدد سرد تعريفات أو بسط مصطلحات للشيوعية في هذه المُداخلة الإفتتاحية فأنا فقط سأُركز هنا على نقاط الحـوار لكن مَن يُريد أن يعرف مُقدمة سريعة عن الشيوعية فيمكنه مراجعة شريط حقائق الشيوعية وعقائدها الباليـة أو شريط الشيوعية الماركسية وأهم رموزها".
    ما المريب هنا
    ماذا يحدث يا كومينيست ؟؟
    ما بال تعليقاتك تملأها الدهشة ؟؟ هل صُدمت من هذا البحث الذي يفضح اللشيوعية ويلزمك بالكفر بها ؟؟


    هل تعتقد بالمادية التلقائية؟ تلك المادية التي يجب أن نعتنقها جميعاً، مؤمنين و ملحدين. تلك المادية التي لا يمكن إنكارها، لوضوحها، وحضورها في حياتنا اليومية. عما أتحدّث؟ تلك المادية التي تدعو إلى الثقة بحواسنا التي تقول لنا بوجود العالم المحسوس، المادي الخارج عن ذاتنا.
    هل يُنكر عاقل على وجه الأرض قيمة الحواس؟؟
    هل يُنكر عاقل على وجه الأرض القوانين البسيطة ؟؟
    لكن هل معنى أن الحواس هي مصدر المعلومات فيكون معنى ذلك أن الإنسان حواس فقط .. مادة فقط ؟؟
    هل إقراري بوجود المادة يجعلني انكر ما عداها ؟؟؟
    هل هذا استنتاج العقلاء أم استنتاج المخابيل ؟؟؟؟
    هل الإنسان هو مُجرد الصورة التي تراها لنفسك حينما تنظر في المرآة
    هل الإنسان هو مجموع ما فيك من شحم ولحم وعظم وأحشاء ومجموع ما تتألف منه من عناصر ومركبات وما ينظوي فيك من غرائز ورغبات وما يعشش في عقلك من هواجس وخيالات ؟؟
    هل هو مجموع المنظور والمحسوس والملموس فيك ؟؟
    لا أظنك تتصور أن هذا هو أنت ..
    هذا هو مجرد الجانب الشهودي منك
    أما حقيقتك فهي في العمق .. في الجانب الذي يخفى عنا وعنك وعن جميع أجهزة الاستشعار هو في الجانب الغيبي فيك .. يا عزيزي يقول هيوم إن العقل قد بولغ جدا في تقديره .. يقول باسكال إن للقلب حججه التي لا يعرفها العقل
    إن نظريتك المادية وفلسفتك الهمجية التي سجلتها في مداخلتك السابقة سببها هو تصورك أن الإنسان مادة فحسب وطبعا النتيجة هي كلامك هذا الذي جعلنا نشفق على العالم من أمثالكم !!


    في القرآن نجد آيات تؤكد أن الإنسان مسير و غير مخير
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان
    {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (10) سورة البلد
    خلفيتك المسيحية تجعلك تنظر للإسلام بمنظور ساذج للغاية ... فعندنا في الإسلام الله يعلم الغيب هل تعلم ذلك ؟؟ إذن ليس معنى أن الله يعلم الغيب ويعلم ما سنفعل ليس معناه أننا مسيرون .. هذا التصور لا يوجد إلا في ذهنك أنت


    الأغلب أن السرداب يتحدث عن مرحلة سابقة حيث يكون الإنسان جزءاً من الحزب الذي يناضل من أجل استلام البروليتاريا (الطبقة العاملة) للسلطة.
    طبعا الزميل هنا يحاول التبرير للسفاحين الشيوعيين على اعتبار أن هذه مرحلة مؤقتة أما المرحلة الراقية للشيوعية فنحن لم نصل إليها بعد أو كما قال زميل آخر أن الشيوعية أكبر من الوعي الإنساني وبما أن الشيوعية هكذا عزيزي فهي غير قابلة للتطبيق بشكل أو بآخر فهي لم تصلح للتطبيق في الماضي أو الحاضر فمن أين لك أن تتيقن أنها صالحة للتطبيق في المستقبل هل نحن نحتاج لنظريات أكبر من وعينا وإداركنا .. ثم إن من خصائص الفكر الراقي أنه فكر للجميع يرتقي بالجميع .. ثم إن الفكرة تظل لها قيمة المُطلق ورونقه حتى يتم تطبيقها فإذا ما طُبقت ظهرت على حقيقتها بإيجابياتها وسلبياتها .. فهل جنينا من تطبيق الشيوعية الإلحـادية إلا الدمار والخراب والمجاعات و 250 مليون قتيل ضريبة تطبيق هذه النظرية المادية الحقيرة في قرن واحد فقط من الزمان .. يا عزيزي إن الدفاع المستميت عن نظريات بليدة هو نوع من البلادة والبرود والتحجر الفكري لقد صدق من اعتبركم كائنات جيولوجية متحجرة


    يقول السرداب: ( بل لقد جمعت الدعاية الماركسية تعاليم ماركس وأنجلز وأضفت عليهما ما يُضفيه رجال الدين على الأديـان ، جتى ليقول أحد المُفكرين :- (( لعل ماركس أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال التوراة الجديدة .))* .. )
    لنقرأ ماذا يقول ماركس عن اليهودية، في كتاب ماركس الشهير
    هل فهمت ماذا أقول أنا ؟؟
    هل أنا قلت أنكم عُملاء للصهوينية ؟؟ أم قمت أنكم تضفون على الماركسية ما يضفيه رجال الدين على أديانهم؟؟
    يبدو أن عِندك عقدة مِن الإتهام المُتكرر لكم بانكم عُملاء لليهود وخونة

    لكن أنا الآن أُريدك أن تُزيل هذا اللبس وأدعوك أن تجيب عن هذا السؤال ...
    هل أنت تعتبر الإسرائيلي الشيوعي رفيق لك في الكفاح ؟؟
    أم تقول كما يقول كل المُنصفون أن كل يهودي مستوطن شيوعيا كان أو ليبراليا فهو جندي نظامي وهدف مشروع للمقاومة ... أرجو أن تكون إجابة بلا تقية ..!!


    فبعد الحرب العالمية، دخلت الجيوش الأوروبية، و عددها 17 عشر جيشاً تريد قهر الدولة العمالية و تجويع شعبها،
    يا حرام

    فكيف يكون البولشوفيون هم السبب بالمجاعة يا سرداب؟
    أقول لك أنا كيف ....
    هل تنكر أن لينين في 12 مارس 1922 بينما كانت المجاعة تعصر روسيا عصرا كَتَب رسالة إلى أعضاء المكتب السياسي يقول فيها :- (( إن الموقف لصالحنا ففي حال وجود مئات الجُثث على الطرقات سيمكننا الإستيلاء على مُمتلكات الكنيسة وأموال رجال الدين بقوة دون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغي ان نضع أيدينا على أملاكها وإن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذي سيجعل المُجتمع يقابلنا بابتهاج )) * ..
    هل تنكر أن لينين قصد عمدا إنهـاء حياة خمسة مليون نسمة بالجوع وهذا ما ذكره richard pipes في كتابه the unknown lenin يقول :- (( لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد )) ** ..
    هل تنكر أن لينين لم يكن يتورع عن ذِكر الجانب الإيجابي للجوع قائلا :- (( إن الجوع سيقربنا إلى أهدافنا ويوصلنا إلى الإشتراكية التي هي عهد ما بعد الرأسمالية فالجوع لا يُنهي اعتقاد الناس في القيصر فحسب بل سيُنهي الإعتقاد بالله أيضا )) ***
    هل تنكر أن ستالين تطبيقا للنظرية الداروينية الهبلة ألقى آلاف الأطنان من البذور في جليد سيبيريا ظنا منه أن البذور ستتكيف وتحتمل البرد ؟؟
    هل علمت الآن أن المجاعة كانت عن قصد ؟؟
    __________________
    * black book of communism p.167
    ** richard pipes the unknown lenin p.10
    ***black book of communism p.165


    و كيف كانت المجتمعات البدائية مجتمعات أمومية، المرأة فيها كائن مقدس
    هذا الكلام بنفس هذه الصياغة قرأته لأحد الملاحدة المخابيل ذات مرة وكم أضحكني هذا الأسلوب العبيط في الضحك على الشباب ... فمَن هذا الجاهل الذي يقول أن المجتمعات قديما كانت مجتمعات أمومية وأنا أدعوك أن تذهب لهم وتتحداهم أن ياتوك بمصدر واحد لذلك الكلام ولو حتى من بردية تالفة أو تشريع قديم ....
    هل يُعقل أن ينطلي عليك هذا الكلام بهذه السذاجة ؟؟؟
    هل لم تسمع في حياتك أنه في المجتمعات البدائية في الهند كانت المرأة إذا مات زوجها فإنها تقتل نفسها ولا حق لها في الحياة بعده ... وفي التوراة الرجل يسود على المرأة بل ولم يكن يحق للمُطلقة أن تعود لزجها الأول إذا تزوجت لأنها فعلت الرجس في عيني الرب ولهذا يقرر ريفيو أحد أساتذة اللوفر مدى احتقار المرأة في المجتمعات القديمة ( والأمر فيه تفصيل واسع جدا لا مجال لبسطه هنا ) ... هل علمت الآن أن المجتمعات الأمومية القديمة خرافة هبلة من ملحد أهبل !!


    و كيف كانت المجتمعات البدائية مجتمعات أمومية، المرأة فيها كائن مقدس، حيث كانت الآلهة مؤنثة (عشتار و أفروديت،...)
    بما أنه توجد آلهة مؤنثة إذن كانت المجتمعات أمومية ...!!!
    استنتاج عسل
    هل تعلم أن بلالاما كان قبل عشتار ؟؟
    إذن كانت المجتمعات ذكورية ثم أمومية ثم عادت ذكورية ..!!
    أظن استنتاج أحلى
    هل تعلم أن الهنود الآن يعبدون طنط البقرة ؟؟
    إذن مِن مجتمعات ذكورية إلى مجتمعات بقرية
    استنتاج أحلى وأحلى
    يا عزيزي لا فرق بين عشتار وبلالاما ويسوع الناصري ومثرا .. كلها آلهة بشرية عُبدت من دون الله العظيم وكما يقول ول ديورانت صاحب قصة الحضارة يقول :- (( لقد قتلت البشرية ستة عشر إلها تكفيرا عن خطاياها أولهم كرشنا وآخرهم يسوع الناصري . )) كل هذا من باب تحريفات السحرة والكهان على الدين الحق دين الأنبياء دين التوحيد الطاهر .. ما علاقة هذا بالأمومة والذكورية والأبوية ؟؟
    عشتار ويسوع وبوذا وملكي صادق منهم عباد لله صالحين ومنهم مَن لا نعرفهم ... لا تُحاول أن تُحتمل التاريخ ما لا يحتمل .. حاول أن تقرأ التاريخ كما هو .. أما أفتراضاتك المُضحكة وتحوير التاريخ فهو مِن لعب الشيطان برأسك وأنت نائم ..!!


    الحرية الجنسية للمرأة كانت تتقلص لصالح الرجل
    مرة أُخرى تُصدق كلام الملاحدة المخابيل ؟؟
    هل هؤلاء الحمقى نُصدق كلامهم بلا مراجعة ؟؟
    يا عزيزي نصيحة في أذنك .... هؤلاء المخابيل الأصل فيهم الكذب .. فلا تُصدق لهم قولا إلا بدليل ؟؟
    ففي تشريع حمورابي إذا زنت المرأة وطبقا للمادة 129 فإنه يتم إغراقها في النهر وفي التوراة منذ ستة آلاف سنة إذا زنت المرأة تُرجم فمن أين لك أن المرأة كان لها حرية جنسية في الزمن القديمة تحاولون بمنتهى البلاهة أن تردونا إليها .. إن هذه الحرية لا توجد إلا في أذهان هؤلاء المخابيل الذين يحاولون بأي طريقة أن يمسخوا التاريخ ويُطبقوا أُمنياتهم المريضة على الماضي والمستقبل ...!!!
    يا عزيزي المراة هي المرأة من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور .. لو امتد أجل الحياة لن تتغير طبيعتها ولن يتبدل جوهرها .. إلى رجلها يكون اشتياقها تحتقر نفسها كلما زاد عدد الرجال الداخلين عليها .. ولو كان عندها من وسائل الحياة ما يحميها ويدفع جوعها لما تزوجت بعد موت زوجها ... ولم تُعدد الأزواج قديما إلا بسبب نفس الدوافع التي تُعدد بها الأزواج الآن .. أما أن تعتبر أن تركيبة المرأة تغيرت أو ما إلى ذلك فهذا كلام بلا دليل أشبه ما يكون بكلام المُشعوذ الكبير دارون ..!!


    فكلمة Family المشتقة من الأصل اللاتيني Famulus لا تعني المعنى المتعارف عليه من قبل العوام (رجل و امرأة و مجموعة أولاد) بل Famulus تعني العبد المنزلي
    ربما تقصد الأسرة البطريكية حاول أن تحدد ولا تخون الترجمه
    ثم هل معنى أن الجبر قديما كان مخالف في تفريعاته وقوانينه الجبر المُتعارف عليه الآن فهل معنى ذلك أن الجبر الذي ندرسه في مدارسنا ليس جبرا ؟؟؟
    ما هذا التلفيق والمكر ...!!
    هل هذه الأساليب الساذجة التي تبررون بها مصائبكم لها قيمة عند التمحيص والنقد المتأني ؟؟


    فنجد مثلاً في المجتمعات الرأسمالية، الغربية، و إن حرمت شكلاً تعدد الزوجات، تجد بجانب هذا النظام، الخيانات الزوجية، و الدعارة.
    وطبعا البديل ليس إعادة تعدد الزوجـات وحفظ البيوت من التفكك ( فهناك ثلاثة بدائل لا رابع لهما إما السماح بتعدد الزوجات أو إلاكتفاء بزوجة واحدة وتعديد العشيقات أو الإفتراض الثالث وهي المصيبة التي اختارها الزميل ألا وهي إلغاء الزواج بالكلية وإقرار الدعارة مكان الزواج ) هذا ما سيقرره الزميل الآن لكن ستكون دعارة بإسم جديد انظروا هذه المصيبة التي سيقررها الزميل الآن ....


    ستختفي الدعارة التي هي شكل من أشكال خضوع المرأة للرجل،
    انظروا لهذا المسخ العجيب في الطبيعة الإنسانية ..
    هل الدعارة تُسمى دعارة لأن المرأة تخضع للرجل ؟؟ أم لطبيعة العلاقة الشاذة نفسها ؟؟
    هل نحن نحتقر الدعارة لأن المرأة تخضع فيها للرجل ؟؟ أم لأنها علاقة دنيئة وخسيسة تخون فيها المرأة نفسها وتحتقر أنوثتها وتنبتذل جسدها ؟؟
    ما هذا التلاعب بالألفاظ الذي يستخدمه هؤلاء الملاحدة ؟؟
    هل الدعارة تُسمى دعارة لأن المرأة فيها خاضعة للرجل ؟؟؟
    وبالتالي طبعا إذا كان الأمر برضا المرأة فلن تكون دعارة ....
    وهذا فعلا ما يقرره الزميل بلا أدنى حياء أو احترام قائلا


    لأن المجتمع سيلغي كل أنواع الاستغلال بين البشر
    هكذا تتحول الدعارة إلى علاقة شريفة عفيفة طاهرة فالمرأة هنا تبيع جسدها في الأسواق لكن برضاها .... ما هذه البدائل الحقيرة التي يُقدمها هؤلاء ... ما الذي جرى في الدنيـا .. أقسم بالله إن انتكاس فطرة هؤلاء ستقود إلى أسوأ من هذه المصائب التي يكتبها هذا الرجل ... أقسم بالله لو حكم هؤلاء فعلى الدنيـا السلام ... {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف ..... لم أجد تعبيرا أدق ولا أحكم من هذا التعبير القرآني الذي يكشف خبايا النفس الإنسانية ويظهرها أمام الجميع وصدق الله العظيم


    فَعلامَ ترتكز العائلة الراهنة، العائلة البرجوازية؟ على رأس المال والتملك الخاص.
    وعلى حب الإستقرار وعلى البحث عن الراحة النفسية والوجدانية وعلى إشباع عاطفة الأمومة وعلى الدفء الأُسري وقبل هذا وذاك ترتكز العائلة على الروابط الإجتماعية التي تُشعر الإنسان أن هُناك من يحبه ويسأل عنه أعرف أن هذه القِيم الراقية لم تسمعوا عنها مِن قبل .....

    المفاجأة :- ألا ترون هذا الشيوعي يحتقر البرجوازية ( أصحاب رأس المال ) لأنهم ينظرون للإنسان كآلة تعمل يستغلونها أسوأ استغلال وبينما نحن نتوقع منه أن يُقدم بديلا راقيا يرقى بالإنسان ويحترم وجدانياته إذا به يُقدم بديلا أشد حقارة فبينما البرجوازي يتعامل مع الإنسان كآلة في المصنع نجد هذا الشيوعي يتعامل مع الإنسان كآلة في المصنع وفي المنزل فبينما تعامل البرجوازي مع العامل على أنه مجموعة من التروس في مصنعه يديرها كيفما أحب اعتبر الشيوعي هذا العامل مجموعة من التروس أيضا في بيته فعائلة العامل تعتمد فقط على رأس المال والتملك الخاص إذن نلغي العائلة وتكون العلاقات الجنسية كأنها تأدية مهمة تنتهي بعد دقائق قليلة كأي مرحلة من مراحل التصنيع .. فإذا كان البرجوازي يحتقر الإنسان ساعات قليلة من اليوم فإن هذا الشيوعي يحتقر الإنسان اليوم كله وبمعنى أدق العمر كله ويموت الإنسان كموت أي ترس في المصنع وتنتهى الحياة البهيمية بلا قيمة ولا معنى عبث في عبث .. ولا عـزاء للبهائم


    أليس المجتمع هو الذي يحدد تربيتكم أنتم، أيضا؟ ألا تحددها العلاقات المجتمعية التي تربون في إطارها؟ ألا يحددها تدخل المجتمع المباشر وغير المباشر بواسطة المدرسة، إلخ..؟
    إن الإنسان هو الإنسان من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور .. لو امتد أجل الحياة لن تتغير طبيعته ولن يتبدل جوهره ... كُل مَن يقترب من علاقاته الحميمية والأُسرية بنظريات عرجـاء فهو ونظرياته إلى الجحيم .. بالله عليكم هل استشعر أحد الأبنـاء أنه مُستغل من آبائه ؟؟ إنها تصورات مريضة في عقول مريضة تؤدي إلى إفرازات مقززه فاذهبوا بإفرازاتكم الشيوعية بعيدا عن بلادنا
    إن محاولاتكم في تغيير الجينات البشرية وتحويرها لتتوافق مع أهوائكم المريضة هو نوع من استهلاك الوقت وحرق الأعصاب ونسف الدفاتر والأوراق في كتابة هذا الكلام العبيط


    فالشيوعيون لا يبتدعون فعل المجتمع في التربية. إنهم فقط يغيّرون خاصيّـته
    تقصد يؤدون إلى انتكاس الطبيعة البشرية


    فكلما تمزقت، نتيجة للصناعة الكبيرة، كلّ روابط البروليتاري العائلية، وتحوّل الأولاد إلى مجرّد سلع تجارية ومجرّد أدوات عمل، تصبح التشدقات البرجوازية بالعائلة والتربية وبعلاقات الألفة بين الآباء والأبناء، أكثر إثارة للتـقـزز.
    بما أن روح الألفة والعلاقات الحميمية في الأسرة قد افتقدناها في المجتمع الصناعي إذن علينا أن نلغي الأسرة ما هذه الحلـول الحمقاء .. بالله عليكم احترموا عقولنا قليلا ..


    من البديهي أنه بإلغاء علاقات الإنتاج الراهنة تزول أيضا إشاعة النساء الناجمة عنها، أي (يزول) البغاء الرسمي وغير الرسمي.).
    هذا طبيعي لأن البغاء سيكون في المجتمع الشيوعي كله رسميا ... ولا عـزاء للثكالى




    نقد الرأسمالية الليبرالية

    إن علاج مُشكلة الفقر كان هو الدافع الأكبر لوضع كل النظريات الإقتصادية التي عرفتها البشرية ... وإذا كانت الشيوعية تُقدم علاجا مخبولا لهذه المُشكلة فعندما يكون البديل لإستغلال أصحاب رأس المال للعمال هو أن نلغي امتلاك رأس المال بالكُلية ونقتل كل رأسمالي فهذا هو عين الخبل والجنون كالذي يحاول أن يعالج مُشكلة الشهوانية الزائدة لمجموعة من الرجال بقطع الأعضاء التناسلية للرجال جميعا ..
    ولكننا في المقابل لا نُعفي الرأسمالية الغربية الليبرالية في البديل الذي قامت بتقديمه على أثر عُقم الدولة الشيوعية وزوالها فالرأسمالية الغربية تعتمد على اقتصاديات السوق ووقوع رؤوس الأموال في أيدي قليلة مما ينجم عنه تحريك دفة سياسة البلد وكل توجهاتها على حسب رغبة هذه الفئة القليلة ممن يملكون رأس المال فنجد مثلا الولايات المُتحدة تضرب باتفاقيات التجارة العالمية عرض الحائط لصالح شركات تصنيع الصلب والفولاذ بل وترفض توقيع معاهدة حظر صناعة الألغام المضادة للأفراد .. ولا مانع من القاء آلاف الأطنان من القمح في المحيط حتى لا تنخفض أسعار القمح العالمية بينما الملايين من البشر يموتون جوعا كل عام ..ولذلك دائما ما نجد أن الديموقراطية التي تُقدمها تلك الدول هي ديموقراطية نسبية فعندما تتعارض تلك الديموقراطية مع مصلحة حركة رأس المال فمصير تلك الديموقراطية إلى الجحيم .. فعندما تقوم شركة فورد مثلا بتمويل انقلاب شيلي علي سلفادور الليندي رئيسها المنتخب فقط لمصلحة مجموعة قليلة من أصحاب رأس المال .. ومؤسسة جورج سورس تقيم الانقلابات في جورجيا وأوكرانيا .. وهل نتجاهل ما يتم الآن على الساحة الإعلامية من ترويج لأفكار ومسخ لأخلاق وتخريب لذمم البشر إن هذا التمويل الذي يتم على مرأى ومسمع من الجميع من شركات معينة لأغراض معينة ينسف النوايا الحسنة التي تنادي بها هذه الدول التى تطبق الرأسمالية الغربية .. هل ننسى قبائل الهوتو الذين كانت تمولهم شركة بترول أمريكية وقبائل التوتسي الذين كانت تمولهم شركة بترول هولندية من أجل المنافسة على حقول البترول في رواندا وما يجري الآن في دارفور الغنية باليورانيوم الذي يسيل له لعاب الغرب خير دليل على حقارة وخسة الرأسمالية الغربية
    وهكذا نرى كيف تتحكم الشركات العملاقة في سير العمليات الإنتخابية وفي تسيير المظاهرات المؤيدة للحروب وفي غسل أدمغة البشر بالأفكار المنحرفة والأخلاق الخسيسة ويصير الإنسان عبدا للرأسمالية الغربية كما كان منذ سنوات عبدا للشيوعية




    البديل الإسلامي
    الدولة الإسلامية دولة لها مباديء وقوانين وتشريع ثابت راقٍ لا مجال فيها لهذه الصورة الماكرة من الخيانة الغربية بإسم الديموقراطية وكما رأينا كيف سببت الرأسمالية الغربية الموت البطيء بينما سببت الإشتراكية الموت السريع وكما ماتت الإشتراكية فإن الرأسمالية الغربية الآن في مرحلة الشيخوخة وكما يرى المُنظرون الإقتصاديون فإن الرأسمالية الغربية لم تعد تستطيع تكملة المسرحية فقد انكشفت كل أوراق اللعبة ..!!
    إن الإمتلاك حق للإنسان لا يستطيع أحد أن ينزعه منه .. إن تكوين أسرة وإشباع عاطفة الأمومة غرائز أساسية لا مجال للاستعباط ومحاولة إتلافها ..
    يبقى أن نقوم بضبط أي شطط أو شذوذ يحدث على مستوى هذه الغرائز فإن القوانين والتشريعات هدفها تهذيب الغرائز لا نسفها
    ونظرة سريعة للعلاج الإسلامي لمشكلة الفقر ومشكلة استغلال صاحب رأس المال للعمال نجد تشريعا راقيـا ومنهاجا سديدا هدفه التقويم لا النسف الرقي بالإنسان واحترام غرائزه لا حرقه وحرقها ..!!
    وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " إِخوانكم خَوَلُكم, جعلهم الله قنيةً تحت أيديكم, فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه, وليلبسه من لباسه, ولا يكلفه ما يغلبه, فإن كلّفه ما يغلبه فليعنه" رواه البخاري
    وفي الحديث الحسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنهة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " رواه ابن ماجة
    وفي صحيح الجامع الصغير من حديث المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " من كان لنا عاملاً فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة, فإن لم يكن خادم فليكتسب خادماً, فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكناً, من اتخذ غير ذلك فهو غالٌ أو سارق " رواه أبو داود
    بل لقد توعّد الله تعالى في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه توعّد ذلك الذي يبخس العمال أو الأجير حقه, فقال :-" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته .. ورجل استأجر أجيراً فاستوفي منه ولم يعطه أجره " رواه البخاري
    وقد أشار أبو يوسف - رحمه الله - إلى جواز إقراض المحتاج من بيت المال:- "يدفع للعاجز - أي العاجز عن زراعة أرضه الخراجيه لفقره - كفايته من بيت المال قرضاً ليعمل ويستغل أرضه " .
    وبينما يؤخذ من صاحب رأس المال زكاة وصدقات وكفارات وفي حالة عدم تحقيق الكفاية من الموارد السابقة الذكر فيؤخذ من ماله حتى يشبع الفقير وقد ورد في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي :- " إن في المال حقاً سوى الزكاة " وهو ما يدل على إعطاء صلاحيات واسعة في جباية الأموال اللازمة من الموسرين في الحدود اللازمة للإصلاح ولتحقيق الكفاف لأصحاب الحاجات أو لمتطلبات البلاد الضرورية مثل الدفاع عن أهلها وردّ العدوان وفداء الأسرى وغيرها. وقد نقل الدكتور عبد الكريم زيدان عن (المحلّى) ما قاله الفقهية المعروف ابن حزم :- " وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويجبرهم السلطان على ذلك إن لم تقم الزكاة بهم, فيقام لهم مما يأكلون من القوت الذي لابد منه ، ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك وبمسكن يكنهم من المطر والصيف والشمس وعيون المارة "
    وكما قال القرطبي في تفسيره : " واتفق العلماء على أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صرف المال إليها
    وحينما تم تطبيق ذلك سَعِد الناس وأمِنوا وهنأوا حتى قالوا :- " كان منادي عمر ينادي كل يوم : أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتى أغنى كلاً من هؤلاء" .
    وفي تاريخ الخلفاء يذكر السيوطي : " قال عمر بن أسيد : والله ما مات عمر حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون, فما يبرح حتى يرجع بماله كله, وقد أغنى عمر الناس".
    وفي الختام أرجو أن تخبرنا هل سمعت نظاما في الأولين والآخرين أولى بالناس جميعا غنيهم وفقيرهم هذا القدر من العناية وضبط المعايير وإعطـاء كل ذي حق حقه ....؟؟؟
    {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام




    بالمناسبة :- كنت قد نويت تأجيل التعرض للرأسمالية الغربية للمداخلة القادمة لكن وجدت الزميل يتهمنا بها مرارا وتكرارا فقلت لا مانع من غربلة الرأسمالية الغربية وتوضيح موقفنا منها خاصة بعد أن تمت غربلة الشيوعية وكشف سوءاتها وفضائحها الرهيبة أمام الجميع

    وهكذا فإن البدائل الحيوانية المسعورة التي تتبناها العقول الإلحادية من ليبرالية وشيوعية لا مكان لها بين الأيدي المتوضئة والأنفس الطاهرة
    تحياتي للجميع
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  5. افتراضي

    الشيوعية، الإسلام، الصهيونية و الإمبريالية
    :


    يسألني السرداب متحدياً:
    (هل أنت تعتبر الإسرائيلي الشيوعي رفيق لك في الكفاح ؟؟
    أم تقول كما يقول كل المُنصفون أن كل يهودي مستوطن شيوعيا كان أو ليبراليا فهو جندي نظامي وهدف مشروع للمقاومة ... أرجو أن تكون إجابة بلا تقية ..!!)
    عزمي بشارة، توفيق زيّاد، محمود درويش، سميح القاسم، إميل حبيبي، :هؤلاء يا عزيزي شيوعيون يحملون الجنسية الإسرائيلية... و أعتز أنهم رفاقي.
    ما رأيك؟
    أم لعلك تقصد الشيوعي اليهودي؟
    إليك ترجمة رسالة عامل يهودي، رفض الهجرة لفلسطين، إلى السيد نورداو، في كانون أول (ديسمبر) 1901 جاء فيها: ( إن مصيبتنا هي نتيجة فقرنا و نحن فقراء لأنهم يستثمروننا، و سوف يستثمروننا ما دام النظام الرأسمالي قائم، ليس بلد بعينه يتسبب بمصيبتنا بل الرأسمالية، اليهودية منها و المسيحية. نحن بروليتاريون في روسيا و سنكون بروليتاريون في فلسطين، فلماذا الذهاب إلى فلسطين إذا لم يتغيير النظام الاقتصادي الذي هو سبب مصائبنا الوحيد؟.لماذا نقسم قوانا؟ سنعمل مع الآخرين من أجل انعتاق جميع البروليتاريين بصرف النظر عن العرق بصرف النظر عن البلد، عدونا المشترك الرأسمالية، و خلاصنا في التضامن فقط).
    أم لعلك تستفهم عن موقف الثورة البولشوفية من المسألة اليهودية:
    من 20 إلى 27 تشرين الأول (أكتوبر) 1918 انعقد في موسكو الكونفرنس الأول للأقسام الشيوعية اليهودية. و قد أكد أن المهمة المباشرة التي تواجه البروليتاريا اليهودية ( هي توطيد حكومة العمال و الفلاحين و تعزيز دكتاتورية الطبقة العاملة) و شجب الكونفرنس قطعاً القومية اليهودية بجميع أنواعها، و أعرب عن معارضته للثقافة اليهودية البرجوازية و الدينية، و دعى إلى ( اتخاذ التدابير الضرورية لأجل تصفية المؤسسات البرجوازية بصورة منهجية) و بناء عليه، أغلق في حزيران (يونيو) 1919 في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، المكتب المركزي للطوائف اليهودية و حلت جميع الطوائف اليهودية، التي وحدت حولها أعداء الطبقة العاملة اليهودية و مكاسب ثورة أكتوبر و انتهجت سياسة ضارة تطمس و تسمم وعي الشغيلة الذاتي الطبقي. و بعد إقامة السلطة السوفيتية في أوكرانيا و بيلوروسيا منعت الطوائف اليهودية في هاتين الجمهوريتين بوصفها حصن الصهيونية و الإكليركية اليهودية.راجع كتاب (دادياني، الصهيونية على حقيقتها).
    أما إذا كان سؤالك ما موقفكم يا ماركسيين من اليسار الإسرائيلي، فذلك موضوع آخر...
    بالنسبة للحزب الشيوعي الإسرائيلي (حداش) ، فقد نظّم في عمّان الأردن في 13 آذار من العام الماضي، مؤتمر ضم الأحزاب التالية: الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي الفلسطيني، و الحزب الشيوعي الإسرائيلي. كان هدف المؤتمر تنسيق أطر التعاون بين الأحزاب الثلاثة للنضال ضد المشروع الإمبريالي الأمريكي في المنطقة (مشروع الشرق الأوسط الجديد) . أضف إلى نضال الحزب الشيوعي الإسرائيلي ضد جدار الفصل العنصري.

    بالنهاية موقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي هو ضد سياسة شارون، يناضل لعلمنة دولة إسرائيل مع تيارات وحركات أخرى (و هي نفس العلمانية التي يعاديها الإسلاميون و دولة الكيان الصهيوني)، وكذلك يدعو لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 بجانب دولة إسرائيل العلمانية. يضم الحزب الكثير من المثقفين الفلسطينيين على سبيل المثال لا الحصر (توفيق زيّاد، سميح القاسم). نهاية أقول أن النقد الذي أوجهه لهذا الحزب هو أنه كالكثير من الأحزاب الشيوعية، كان خاضع لأوامر موسكو أكثر من تحركه لمصالح العمال، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، (شأنه شأن باقي الأحزاب الشيوعية في المنطقة) لم يتخلّص من التقليد و النهج الستاليني ( وذلك أيضاً موضوع آخر)
    الحرب لم و لن تكون دينية مع دولة الإجرام الصهيوني، هي حرب الفقير مع الغني، و الحركة الصهيونية هي حركة تمثل البرجوازية اليهودية، تعادي الفكر الشيوعي و العلمانية، تماماً مثلك.
    ماذا عن موقف الشيخ الجليل هارون يحي من المسألة اليهودية؟
    في موقعه الرسمي يقول (علينا نحن المؤمنين يهود و مسيحيين و مسلمين، أن نتضامن معاً على السلام و المحبة و الإخاء) المصدر. (http://www.harunyahya.com/new_releas...s/dialogue.php ).
    و في موقع آخر يدعو إلى التحالف مع الحركة اليهودية و المسيحية (http://www.hopeways.org/e_index.htm?page=e_haru07)
    هذا النوع من التحالف في وقت يعاني فيه شعبنا أبشع أنواع الاستغلال الإمبريالي الصهيوني. ناهيك عن تعاونه المشبوه مع جمعية صهيونية أمريكية، من أكبر المؤسسات الداعمة للإرهابي بوش و زباينته، و المؤيدة للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.
    ماذا لو نفتح يا سرداب صفحات قديمة مثل مساعدة الإمبريالية الأمريكية لحركة الطالبان في أفغانستان أمام الغزو السوفيتي، و ما تبعها من مساعدات، و المباركة الأمريكية للحركة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. أو تحب أن نتحدث عن النظرة الإيجابية للمخابرات الأمريكية في أربعينيات القرن الماضي لهذه الحركات الإسلامية كحركة الإخوان المسلمين. أستطيع أن أوثق كلامي هذا بالتقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية عن الوضع في مصر المؤرخ ب 18 كانون أول 1947 حيث ورد بهذا التقرير: ( يجب تعزيز تنامي التيار الإسلامي المتصاعد، على اعتباره عنصر هام جديد على الساحة السياسية في مواجهة الشيوعيين). فإن كان الصراع صراع حضارات كيف نفسر تعاونهم؟ طبعاً لابد من ربط هذا التقرير بصدور منشور عام عنوانه (من هنا نعلم) 1948 لأحد منظري الجماعة بمصر و يدعى محمد الغزالي، يحاجج فيه أن مصر و بقية العالم الإسلامي في القرن العشرين، أصبحوا تحت تهديدي الأفكار الشيوعية و القومية، التي تنكر ضرورة الشريعة الإسلامية في المجتمع.
    و مؤخراً تصريح لصدر الدين البيانوني، المراقب العام المنفي لجماعة الاخوان المسلمين في سورية، مؤخراً أعرب عن استعداد الجماعة للتفاوض مع العدو الصهيوني الغاشم، إذا استلموا الحكم في سوريا. و لا ننسى المشاركة المشرفة للإخوان المسلمين في مجلس حكم العميل لسلطة الإمبريالي بريمر في العراق.
    و أخيراً و ليس آخراً، فإن طارق رمضان، حفيد مؤسس الحركة حسن البنا، يعل الآن لدى الإرهابي بلير كمستشار.

    الفكر السلفي و التطور
    :

    يمثل المسلمون في العالم عدد كبير جداً من السكان، 1/4 من أعضاء الأمم المتحدة دول إسلامية،على الرّغم من هذا الكم الهائل من البشر، فإن مساهمتهم العلمية في العالم تكاد تكون شبه معدومة، إن التقرير السنوي لمرصد العلوم و التكنولوجيا (observatoire des sciences et des techniques) لعام 2004 (عنوان الموقع www.obs-ost.fr) يبين غياب العالم الإسلامي عن التطوّر العلمي، وذلك على جميع الصعد، ضعف الميزانية العلمية التي تخصصها الدول الإسلامية للعلوم ، قلة، لا بل ندرة براءات الاختراع في العالم الإسلامي، ندرة الباحثين ، إلخ... و في هذه الأجواء تكثر المنتديات السلفية، تنشر الجهل و التخلف و الفكر الطائفي، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه للعلم و وحدة كادحينا بمواجهة الإمبريالية الصهيو أمريكية، و على رأسهم هارون يحي و موقعه.

    هارون يحي هو الاسم المستعار للتركي عدنان أوكتار خريج احدى جامعات التركيه في الفنون الجميله (في سيرته العبقرية 150 كتاب، على الرجل صغير بالسن نسبيا مواليد 1956). هارون يحي يستخدم أفخر انواع الورق وأرقى انواع الطباعه في مطبوعاته، بمحتوى أبعد ما يكون عن العلم، نجد ان الكثير من المواد التي تنشر في مواقع يحي وحتى في كتبه كانت تقتبس ولاتزال بتحويرات بسيطه من موقع امريكي (http://www.icr.org) عائد الى مجموعه من المسيحين الاصوليين الصهاينة، المؤيدين للحرب على العراق، و المدافعين عن حق إسرائيل بالوجود، والمدعو - معهد دراسات الخلق، كل السخافات التوراتية التي تجدها في الموقع الامريكي تراها موجوده في مقالات هارون وكتبه مقرونا بآيات قرانيه ومحورا ليلائم عقليه المسلم .
    أحد العلماء المسلمين، واسمه عبدوس سلام، عالم فيزياء باكستاني حاصل على جائزة نوبل في عام 1979 في الفيزياء ، واجه تيار الإعجاز العلمي للقرآن المتنامي في العالم الإسلامي ، في كتابه (الإسلام والعلم :التطرّف الديني ومعركة العقلانية) islam and science: religious ) orthodox and the battle of rationality )،حيث ينكر العالم عبدوس في كتابه هذا مسألة الإعجاز العلمي في القرآن ويقول أنه على الرّغم من هذا فهو إنسان مسلم مؤمن بدينه، ، وأن القرآن ليس به حقائق علمية ، ولا يجوز البحث عن هذه الحقائق العلمية في القرآن، الذي وأن صحة أي حقيقة علمية لا يجوز أن يكون مصدرها الدين، ولكنه يضيف أن الإسلام يحث على البحث عن العلم، والذي يعتبره واجب ديني. ولأجل هذا اعتبر سلام كافراً مرتداً واضطر إلى ترك بلاده، والموت في الغربة. مصير كل من يجرئ على الكلام ضد الفكر الإسلامي المتزمّت في عصر التخلّف.
    تخيلوا، عالم فيزياء حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء، ما قيمته أمام شيوخ الدين، أصحاب اللحى المليئة بالقمل! لا شيء ، لا يساوي شيء أمام هؤلاء الطغاة. ألم أقل أنهم يكرهون التطور.

    عندما طالبت الشيوعية بأن يتولى المجتمع التعليم، و مساواة المرأة بالرجل و إلغاء الدعارة الرسمية (تعدد الزوجات و الأزواج، بيع المرأة مقابل مهر) اتهمنا السرداب بأننا نريد القضاء على العلاقات الحميمية!!! أي حقد تكنه على العلم و التطور يا سرداب. أنا أعلم أن العرب يسمون الأعمى بصيراً، و يقولون أن المجنون مصاب بلطف، أو أن عقله سكّرة، و يطلقون على الملدوغ صفة السليم، و قد يحتالون على الوقائع فيسمون الهزيمة نكسة، و الاحتلال الأمريكي ديمقراطية، و لكن أن نسمي العلم الذي يدرّس بأرقى الجامعات العالمية (هبل و خبل) فهذا ما لم أسمع به في حياتي!!
    إن تطور الحيتان من اليابسة للماء الذي احتاج ملايين السنين يا شيخ سرداب، فهو يدرس بأرقى جامعات العالم، لكي تأتي تنعته أنت و شيوخ الظلام، بأقبح الألفاظ.
    هل يهاجم الإسلاميون الداروينية حباً بالله و رسوله، في مواجهة الإلحاد؟
    لا، الداروينية لا تعني الإلحاد و إن كانت تعني العلم و التطور.
    الدليل داروين نفسه لم يلحد إلا آخر حياته. أي كان مؤمناً عند توصله لنظريته الشهيرة. هل تعلم أنه يقول (الإله القادر عل ترك كل الكائنات تنتج وتتفاعل من تلقاء نفسها، هو إله أكثر إبداع من الذي يخلق الكائنات كما هي، بدون أن تتطور.)، لقد ألحد داروين في آخر حياته بعد و فاة حفيدته و لا دخل لنظرية التطور الداروينية من قريب أو من بعيد بالإلحاد.
    ما رأيك أن نعود إلا العصر الإسلامي الذهبي، و نحاول أن نرى كيف أن أمة إسلامية كانت الأكثر تطوراً على وجه الأرض صاحبة إنجازات جبارة للبشرية، لا يمكن إلا لجاهل إنكارها، أصبحت اليوم غارقة في غياهب الجهل؟
    بالنسبة لي ليس الدين هو سبب رفع حضارة أمة أو هبوطها، السبب هو أي علاقة بين الدين والعلم، أي علاقة بين الدين والعقل، أي استقلالية يملكها العقل بمواجهة الدين. في نهاية العصر الأموي ظهرت في العلم الإسلامي حركة دينية سياسية جبارة، هي المعتزلة يعطون للعقل الغلبة أمام النصوص الدينية (النقل)، العقل يغلب النقل، القرآن والحديث. هذه الحركة واكبت الازدهار العلمي والحضاري في العالم الإسلامي.
    قرب هذه الحركة من السلطة السياسية في ذلك الوقت أعطى هذا الزخم الحضاري للأمة الإسلامية، وجب التذكير بأن المعتزلة هم مسلمون و إن كفروا من قبل السلفيين. ما أن جاء الإمام الغزالي محرماً تعاليمهم ، لا للعقل نعم للنقل مؤكداً أن علم الرياضيات والفلسفة، و الكيمياء هي سم لعقول المسلمين. الغزالي مات في القرن الثاني عشر، تعاليمه كانت بداية النهاية للحضارة الإسلامية، و بداية ظهور الفكر التكفيري المتخلف. المشكلة ليست بالإيمان والإلحاد، المشكلة بسلطة العقل أمام الدين. الكثير من كبار العقول البشرية مؤمنة، مسيحية مسلمة يهودية.


    المصادر السردابية
    :


    يقول الزميل السرداب:
    وعندما سألتني في الخاص عن مصدر كلمة لينين قلت لك أن مصدري المجموعة الدستورية وبحث موسوعة الفرق والمذاهب أما عندما تُلزمني وبالبنط العريض أن أذكر لك من كلام لينين نفسه جرائمه وأقواله فهذا لا يُعقل فاللص لا يكتب في مذكراته أنه لص أو أنه سفاح لكن تجد في مصلحة السجون ملفه كاملا .!!
    الله أكبر يا شيخ. تقر بأن لينين لم يقلها و تنسب له كلاماً و جدته في كتاب لرئيس كتائبي عميل للإمبريالية؟ ماذا تتوقع من فخامة رئيس كهذا؟
    عندما أقول أنا الكافر أن الرسول محمد كان يرتكب الكبائر مثلاً، وجب علي أن أذكر مصادري موثقة من أصحاب الشأن، فلا آتيك بكتب المستشرقين الحاقدين، كما تفعل أن بمصادرك الحاقدة على الماركسية.
    نعم إن الكثير من أعمال النبي خالفت تعاليم القرآن ففي شرحه لحديث البخاري يذكر الكرماني مسألتين: الأولى تتعلق بما روي عن عائشة: (كان النبي يدور على نساءه جميعاً في الليلة الواحدة و يصبح محرماً ما يفوح العطر منه، و كان يأمر الحائض أن تأتزر و يباشرها من خلف آزار) و روى البخاري عن عائشة، في إسناد صحيح، أن النبي كان يواقع نساءه جميعاً (قيل جمع بين تسعة و قيل أحدى عشرة) على غسل واحد. و روى ذلك عن ميمونة و عن ابن اختها. و يعلق الكرماني على كون ذلك مخالفاً لما جاء بالقرآن و أن مباشرة الحائض تعتبر من الكبائر. ( و يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن).
    كما ذكرت عائشة أن النبي كان ينتبذ كما جاء بالبخاري. و كذلك كان تعليق الكرماني على قتل من سرقوا ابل الصدقة، إذ أمر النبي أن تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و أن تسمل عيونهم و تقطع ألسنتهم، و تم إلقاءهم في أرض حرة، خارج المدينة، و ظلوا ثلاثة أيام يستسقون (يطلبون الماء) فلا يسقون. و قال الكرماني أن الإسلام يمنع التمثيل بالجسد الإنساني (راجع سورة المائدة آية 32 . إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
    المرجع (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري" لشمس الدين الكرماني")


    الإسلام في مواجهة الماركسية
    :


    حين يتخذ الإنسان موضوعاً ما كوسيلة لتحقيق هدف، فإن الهدف يحتل المرتبة الأولى من اهتماماته. و هدف السرداب هو الهجوم على الشيوعية، أما الإسلام فمجرد وسيلة. لهذا السبب لم ينصرف السرداب إلى معرفة الإسلام، بل اكتفى بابتكار إسلام خاص به، و جهل بالتاريخ الإسلامي، يكفيان فقط لمحاربة الشيوعية.
    يقول السرداب:
    كما يطرح السرداب تصوراً عن الوحدة العضوية للإسلام لا أساس لها إلا في خياله الذي يبني الأديان و العلم حسب هواه إذ يسألني:
    (وفي الختام أرجو أن تخبرنا هل سمعت نظاما في الأولين والآخرين أولى بالناس جميعا غنيهم وفقيرهم هذا القدر من العناية وضبط المعايير وإعطـاء كل ذي حق حقه ....؟؟؟)
    فهو يعتقد أن الإسلام ككل مضبوط المعايير لا تناقض فيه، و أن الوحي هبط بتناسق و خلق نظرية اجتماعية متكاملة في مواجهة الماركسية.
    السؤال الأول إذا كان هذا صحيحاً فما معنى هذه الآية القرآنية ( ما ننسخ من آية أو نفسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) إن إلغاء آية من القرآن و إبدالها بأخرى يطرح علينا السؤال التالي : من الذي يحاول أن ينسجم مع الآخر : الواقع أم القرآن؟ فما دام القرآن هو العنصر المتغيير فهو الذي يحاول أن ينسجم مع متغييرات الواقع، فعن أي معايير مضبوطة تحدثنا عنها؟ و عندما تغييرت معطيات الواقع الاجتماعي برز واضحاً أن الوحدة العضوية للفكر القرآني تحتاج لكي تثبت إلى التأويل و الاجتهاد. و لنأخذ مثالاً فقهي تجرأ السرداب و أفتى به إذ يقول:
    ( خلفيتك المسيحية تجعلك تنظر للإسلام بمنظور ساذج للغاية ... فعندنا في الإسلام الله يعلم الغيب هل تعلم ذلك ؟؟ إذن ليس معنى أن الله يعلم الغيب ويعلم ما سنفعل ليس معناه أننا مسيرون .. هذا التصور لا يوجد إلا في ذهنك أنت )
    مسألة كون الإنسان مخيّر أم مسيّر غير محسومة إسلامياً، حسمها السرداب بفقرة سردابية مضحكة.
    لقد قال البعض أن الإنسان مسيّر لا مخير، لا يملك حرية اختياره، و عادوا للقرآن و اكتشفوا نصوصاً تؤيد دعواهم:
    (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ( كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء) ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) (يؤتي الحكمة من يشاء) ( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة و لهم عذاب عظيم) ( قل لا أملك لنفي نفعاً و لا ضرا إلا ما شاء الله) كما أن المسلم هو من سلم أمره لله و لن يصيبه إلا ما كتب الله له، و الجهاد في سبيل الله، أي الذوبان في مقولة الرب و الدين و الدولة، هو واجب كل مسلم، فهل يصلح هذا الفكر الإسلامي منطلقاً لليبرالية عدمية تدعو الإنسان لذاته؟ حتى يأتيني السرداب بهذه الفقرة:
    (المفاجأة :- ألا ترون هذا الشيوعي يحتقر البرجوازية ( أصحاب رأس المال ) لأنهم ينظرون للإنسان كآلة تعمل يستغلونها أسوأ استغلال وبينما نحن نتوقع منه أن يُقدم بديلا راقيا يرقى بالإنسان ويحترم وجدانياته إذا به يُقدم بديلا أشد حقارة فبينما البرجوازي يتعامل مع الإنسان كآلة في المصنع نجد هذا الشيوعي يتعامل مع الإنسان كآلة في المصنع وفي المنزل فبينما تعامل البرجوازي مع العامل على أنه مجموعة من التروس في مصنعه يديرها كيفما أحب اعتبر الشيوعي هذا العامل مجموعة من التروس أيضا في بيته فعائلة العامل تعتمد فقط على رأس المال والتملك الخاص إذن نلغي العائلة وتكون العلاقات الجنسية كأنها تأدية مهمة تنتهي بعد دقائق قليلة كأي مرحلة من مراحل التصنيع .. فإذا كان البرجوازي يحتقر الإنسان ساعات قليلة من اليوم فإن هذا الشيوعي يحتقر الإنسان اليوم كله وبمعنى أدق العمر كله ويموت الإنسان كموت أي ترس في المصنع وتنتهى الحياة البهيمية بلا قيمة ولا معنى عبث في عبث .. ولا عـزاء للبهائم )

    و هنا أحيل القارئ لما كتبته في ردي الأول تحت عنوان علم الأخلاق الماركسي، و لا حاجة للتكرار.


    الإسلام والمرأة
    :

    (يا عزيزي المراة هي المرأة من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور .. لو امتد أجل الحياة لن تتغير طبيعتها ولن يتبدل جوهرها .. إلى رجلها يكون اشتياقها تحتقر نفسها كلما زاد عدد الرجال الداخلين عليها .. ولو كان عندها من وسائل الحياة ما يحميها ويدفع جوعها لما تزوجت بعد موت زوجها ... ولم تُعدد الأزواج قديما إلا بسبب نفس الدوافع التي تُعدد بها الأزواج الآن .. أما أن تعتبر أن تركيبة المرأة تغيرت أو ما إلى ذلك فهذا كلام بلا دليل أشبه ما يكون بكلام المُشعوذ الكبير دارون ..!!
    (...)
    عندما يقول (يا عزيزي المراة هي المرأة من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور ..) و (إن الإنسان هو الإنسان من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور)

    طبعاً ما أعترض عليه هنا ليس ذلك الفهم البليد الخاطئ الذي يستطيع أي مبتدئ في علم النفس و الأعصاب أن ينفيه، بل المضمون الأخلاقي الذي يحتويه أيضاً عندما يقول
    إنه يحكم على الإنسان بأن تكوين منته و لن يفعل شيئاً سوى أن يكرر نفسه. و الاحتقار الإسلامي للمرأة، فهناك الإنسان (الذكر) و الكائن المرأة الذي ينفي عنه السرداب صفة الإنسانية، و طبعاً فهو يريدها سلعة ثمنها مهر، و أداة لذة للرجل و ليس أي رجل الرجل الغني طبعاً ليعدد زيجاته.
    يقول السرداب:
    (وطبعا البديل ليس إعادة تعدد الزوجـات وحفظ البيوت من التفكك ( فهناك ثلاثة بدائل لا رابع لهما إما السماح بتعدد الزوجات أو إلاكتفاء بزوجة واحدة وتعديد العشيقات أو الإفتراض الثالث وهي المصيبة التي اختارها الزميل ألا وهي إلغاء الزواج بالكلية وإقرار الدعارة مكان الزواج ))
    هذا الطرح السردابي منقوض من ناحيتين:
    الناحية الأولى: يقول السرداب أن تعدد الزوجات يساهم في حل مشاكل اجتماعية مثل الدعارة و التفكك الأسري. لكن ما جاء في القرآن هو (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع....أو ما ملكت أيمانكم...) فهل تطيب المرأة للرجل فقط لحفظ البيوت من التفكك؟ دعونا نتوقف أمام مثال من القرآن و هو سورة التحريم. جاء في تفسير الجلالين أن الرسول دخل حجرة حفصة، و كانت غائبة. فواقع جاريتها، و عندما جاءت (شق عليها كون ذلك في بيتها و على فراشها) فماذا حدث؟ غضبت حفصة و تضامنت معها أزواج الرسول الأخريات، فنزلت سورة التحريم تدافع عن النبي( يا أيها النبي لم تحرم على نفسك ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك و الله غفور رحيم). إن الدفاع عن هذا الموقف يستحيل من السياق الاجتماعي المعاصر، بل من الواقع القرآني : ( قد فرض الله لكم تحلية أيمانكم و الله مولاكم و هو العليم الحكيم) و هذا يضع أطروحة السرداب في الإحالة إلى النظام الاجتماعي خارج الموضوع. فالرسول لم يواقع الجارية حتى لا تتفكك أسرته. إن مشكلة السرداب هو أن يجعل من الإسلام حلاً لمشكلات أوروبية و عالمية صالحة لكل زمان و مكان إذ يناقش تعدد الزوجات في إطار السكر و المخدرات و الدعارة و حرية المرأة.

    الناحية الثانية: أن القادر على تعديد زوجاته هو الغني بواقع الحال، و بهذا يريد السرداب إعطاء تشييع نساء المجتمع لأجل الأغنياء، فيأتي الغني المسلم الورع، و يتزوج الفقيرة بمهر و يدفع ثمنها لوليها، و يعدد زوجاته و يستر على الفقيرة، و يحمي أسرته من التفكك. و هكذا دعارة مقننة، يستفيد منها الأغنياء بغطاء شرعي، موفر من القوى الإسلامية، أوليس هذا تشييعاً للمرأة؟
    يقول كاوتسكي في كتاب البرنامج الاشتراكي :
    ( يعيبون علينا بأننا نريد إلغاء الأسرة، و يدعون أننا ندعو لتشييع المرأة. و هو كذب محض. ما نؤكده نحن، هو العكس بالضبط، نحن ضد تشييع المرأة، ضد كل إكراه جنسي، ضد كل بغاء، نريد الحب المثالي، الذي ستكون في المجتمع الإشتراكي، الحب الذي هو أساس كل اتحاد رجل و امرأة، و هذا الحب ليس له أن يزدهر إلا في المجتمع الاشتراكي. ما الذي نراه اليوم؟ العكس تماماً. المرأة منزوعة الحقوق، مازالت منغلقة بأعمالها المنزلية، ليس لها إلا أفكار مشوشة عن الحياة العامة، غائبة عن التنظيم الحزبي و النقابي، أدى بالرأسمالي رب عملها أن يدفع لها أجر منخفض، دافعاً بها إلى الدعارة، لتأكل قوت يومها.

    في الدول التي تسود فيها "الأخلاق الحميدة، و مخافة الله"، حيث الصناعة فيها مزدهرة، و العاملات برواتب زهيدة، لدرجة أنهن سيمتن من الجوع إن لم يبعن أجسادهن. لكن أرباب العمل يجيبونك بأن هذه الأجور الزهيدة هي التي تسمح ببقاء صناعتهم في إطار المنافسة، و ازدهار صناعتهم، و أن الرواتب المرتفعة ستهدم صناعتهم. إن الدعارة قديمة قدم الصراع بين الغني و الفقير والآن هي جزء من المجتمع البرجوازي. و المدافعون عن هذا المجتمع ( و في حالتنا هذه القوى الإسلامية)، يعارضون أن تكون المرأة شائعة، و هم أنفسهم من يقومون بذلك.(وذلك عن طريق تعدد الزوجات)
    ...
    إن شيوع النساء كما هو الحال الآن، هي من ابتكار الطبقات العليا في المجتمع، و ليس من ابتكار الطبقة العاملة. إن شيوع النساء هو من أشكال استغلال الطبقة العاملة، و لا تنتمي إلى الاشتراكية، لا بل إن شيوع النساء لهو مضادة للاشتراكية.)

    يقول السرداب:
    (بما أنه توجد آلهة مؤنثة إذن كانت المجتمعات أمومية ...!!!
    استنتاج عسل
    هل تعلم أن بلالاما كان قبل عشتار ؟؟
    إذن كانت المجتمعات ذكورية ثم أمومية ثم عادت ذكورية ..!!
    أظن استنتاج أحلى
    هل تعلم أن الهنود الآن يعبدون طنط البقرة ؟؟
    إذن مِن مجتمعات ذكورية إلى مجتمعات بقرية
    استنتاج أحلى وأحلى )
    معلومات السرداب أسوء من سيئة، أولاً: بالنسبة لعشتار، فهي أول آلهة عبدت في الرافدين و كان اسمها السومري إنّانا (Nin-anna)، هذا لتصحيح معلوماتك التاريخية. (سأقبل منك أي مصدر يعطيني عكس هذه المعلومة، أو يثبت أن أول إله عبد كان ذكر، لكن ريح نفسك لن تجد).
    ثانياً: الهندوس لا يعبدون البقرة، هم يقدسوها على اعتبار أنها هدية من الآلهة للبشر.

    ما اعترض عليه السرداب هي الدراسة التي قام بها أنجلز و التي تكرس مفهوم التطور الاجتماعي، فالمجتمعات، تتطور بحسب تطور وسائل الانتاج و ملكيتها. حيث يرى أنجلز أن السيطرة الذكورية و الخضوع التدريجي للمرأة له طابع تاريخي. و قد ظهر بأوقات محددة في تاريخ المجتمعات الإنسانية. هذه (الهزيمة التاريخية للمرأة) حسب تعبير أنجلز الشهير، بدأ عندما أصبح النسب من أمومي (نسبة الأولاد لأمهاتهم) إلى النسب الأبوي (نسبة الأولاد للأب)، و كان هذا التغيير متزامناً مع تطور الملكية الخاصة. ففي العائلة الأبوية ( أو كما يقول السرداب البطريركية، و هذا يعني أن العائلات في العالم العربي هي بطريركية) حيث السلطة في البيت للرجل، و للمرأة وضع مماثل لوضع العبد المنزلي. لنأخذ مثال أنجلز لتوضيح المسألة أكثر، و خصوصاً أن السرداب يقول:
    (هذا الكلام بنفس هذه الصياغة قرأته لأحد الملاحدة المخابيل ذات مرة وكم أضحكني هذا الأسلوب العبيط في الضحك على الشباب ... فمَن هذا الجاهل الذي يقول أن المجتمعات قديما كانت مجتمعات أمومية وأنا أدعوك أن تذهب لهم وتتحداهم أن ياتوك بمصدر واحد لذلك الكلام ولو حتى من بردية تالفة أو تشريع قديم ....
    هل يُعقل أن ينطلي عليك هذا الكلام بهذه السذاجة ؟؟؟ )
    من عيوني أحلى مصدر، الإلياذة لهومر،ما رأيك؟ التي يستشهد بها أنجلز حيث يقول في كتابه أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة:
    ( الشكل الجديد للعائلة يظهر لنا متجلياً عند اليونان. كما بيّن ماركس، فإن دور الآلهة المؤنثة ظهر في حقبة أقدم، حيث كانت المرأة أكثر حرية، و كذلك أكثر تقديراً، لكن في الحقبة البطولية، نجد فيه المرأة (أو الزوجة) في عزلة و شبه أسيرة، لضمان الأبوة الحقيقية للأولاد، حيث كن خادمات في المنزل يترأسن الخادمات و الجواري، و منعن من الخروج من المنزل إلا برفقة عبد مخصي. أما الرجل، فعلى العكس، يأخذ له الجواري اللاتي استولي عليهن كسبايا حرب، يضاجعهن في خيمته أثناء الغزو. نقرأ مثلاً في الإلياذة أن أحد أبطالها (ثراسميديس) Θρασυμήδης يأمر أمه أن تسكت. و في الإلياذة حيث تسلم السبايا للرغبات الجنسية للمنتصرين، لكلٍ دوره، بالترتيب، حيث يختار القادة السبايا الأجمل، و نعلم أن الإلياذة Ἰλιάς هي صراع بين (أرخيل) Ἀχιλλεύς و (أغاممنون) Ἀγαμέμνων على إحدى الجواري. و لكل بطل في الإلياذة هناك إحدى السبايا يشاركها البطل خيمته و سريره. المنتصر يصطحب السبايا لبلده و لبيته الزوجي. و هكذا اصطحب (أغاممنون) معه (كساندرا) Κασσάνδρα. الأبناء المولودون من هؤلاء السبايا ينسبون للأب. و هنا فإن الزوجة الشرعية ملزمة بتقبل هذا الوضع، و عليها كذلك الالتزام بالعفاف و الوفاء للزوج. وإن كانت منزلة المرأة في الحقبة البطولية أفضل منها في الحقبة التالية، لكنها للرجل ليست إلا أم أبناءه ، الحاكمة العليا على باقي الخدم في المنزل و مراقبة لباقي الجواري و التي لها إن شاءت أن تجعلهن خليلات لها. لذلك فإن العبودية تتواجد جنباً إلى جنب مع تعدد الزوجات، و وجود جواري يملكهن الرجل، وحده جسدا،ً و روحاً، و مازال هذا النوع من العائلات موجود إلى يومنا هذا.) (كتب أجلز كتابه هذا عام 1884 ).
    يتابع أنجلز:
    ( بالنسبة لليونانيين في حقبة سابقة على الحقبة البطولية(أي ما سبق شرحه أعلاه) يمكننا أن نمييز ما بين الدوريين، و الأيونيين. حيث كان الدوريون و مثالهم التقليدي هو إسبارطة حيث كانت مجتمعاتهم أمومية، و يصف هذه المجتمعات هومر بنفسه. حيث كان أكثر من أخ يتشاركون في زوجة واحدة، و كذلك يمكن لشخص أعجبته زوجة صديقه أكثر من زوجته أن يتبادلا، و الخيانات الزوجية مسموحة. هذا من ناحية من ناحية أخرى لم يوجد نظام العبودية المنزلية في إسبارطة. و هذا يعني أن نساء اسبارطة كان لهن منزلة أرفع بكثير من باقي نساء الإغريق، و هذا يفسر أن هومر كان يختار كلماته بعناية عندما يتكلم عنهن.
    لكن الوضع عند الأيونيين مختلف. فالفتيات كن يتعلمن فقط الغزل و التطريز و الخياطة، و ربما إن سنحت لهن الفرصة القراءة قليلاً. و هكذا كنّا حبيسات و لا يسمح لهن بالاختلاط إلا مع باقي النساء. لا بل كان هناك محرم للنساء، في مكان مخصص في المنزل في الطابق العلوي الوصول إليه صعب. و في حال دخول ضيف ذكر وجب على النسوة الانسحاب للمحرم.)
    لذلك فعندما يقول السرداب:
    (مرة أُخرى تُصدق كلام الملاحدة المخابيل ؟؟
    هل هؤلاء الحمقى نُصدق كلامهم بلا مراجعة ؟؟
    يا عزيزي نصيحة في أذنك .... هؤلاء المخابيل الأصل فيهم الكذب .. فلا تُصدق لهم قولا إلا بدليل ؟؟
    ففي تشريع حمورابي إذا زنت المرأة وطبقا للمادة 129 فإنه يتم إغراقها في النهر وفي التوراة منذ ستة آلاف سنة إذا زنت المرأة تُرجم فمن أين لك أن المرأة كان لها حرية جنسية في الزمن القديمة تحاولون بمنتهى البلاهة أن تردونا إليها .. إن هذه الحرية لا توجد إلا في أذهان هؤلاء المخابيل الذين يحاولون بأي طريقة أن يمسخوا التاريخ ويُطبقوا أُمنياتهم المريضة على الماضي والمستقبل ...!!!
    يا عزيزي المراة هي المرأة من مائة قرن خلت إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور .. لو امتد أجل الحياة لن تتغير طبيعتها ولن يتبدل جوهرها .. إلى رجلها يكون اشتياقها تحتقر نفسها كلما زاد عدد الرجال الداخلين عليها .. ولو كان عندها من وسائل الحياة ما يحميها ويدفع جوعها لما تزوجت بعد موت زوجها ... ولم تُعدد الأزواج قديما إلا بسبب نفس الدوافع التي تُعدد بها الأزواج الآن .. أما أن تعتبر أن تركيبة المرأة تغيرت أو ما إلى ذلك فهذا كلام بلا دليل أشبه ما يكون بكلام المُشعوذ الكبير دارون ..!!)
    و قبل حمورابي يا سرداب؟ كيف كان المجتمع هناك؟
    هل مؤلف الإلياذة هومر أحمق كذلك؟ ماذا عن المنحوتات و الرسومات الماجنة التي كانت تعكس حياة اليونان القدماء؟
    هل العالم مفصل على مزاجك؟
    ماذا تقول لو قلت لك أن اليوم في التبت (Thibet) ، توجد بعض المجتمعات التي يسمح للمرأة فيها بتعدد الإزواج (في العادة يكونوا أخوة)، و ذلك لندرة الأراضي الصالحة للزراعة بالنسبة لعدد السكان يكون هناك أكثر من زوج لامرأة واحدة، كنوع من أنواع تحديد النسل. و تعدد الأزواج (Polyandry) ما زال مستمراً كذلك في جزر الأليوتيان(Aleutian Islands) بين قبائل الهوتينتو(Hottentots).
    ليست تركيبة الإنسان التي تتغير، إنما واقعه الاجتماعي، فتركيبة العائلة بالقرية مختلفة عن تلك بالمدينة، الإنسان الريفي مختلف عن الإنسان المقيم في المدينة، لماذا؟ كيف تفسر أن المجتمع اليوناني القديم و كما ذكر هومر في إلياذته كان يمارس الزوج الجماعي، ثم تحولت العائلة إلى عائلة أحادية الزوج، ثم إلى أحادية الرجل و المرأة، بجانب الدعارة و الخيانات الزوجية اليوم؟ لماذا كان مفهوم ملك اليمين في العصر الإسلامي مقبول اجتماعياً لا بل يشجع عليه الإسلام (يا أيها النبي أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن و ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك) و قد تمتع النبي بالسبايا كغيره من المسلمين، مثال ذلك صفية و جورية، و مثل هذا اليوم مرفوض كلياً؟ ألم تتطور المجتمعات و نظرتها للمرأة؟


    الإسلام دين الفقراء؟


    يعطينا السرداب ما يتصوره أن الحل الإسلامي (للفقر)، إذ يقول
    (وبينما يؤخذ من صاحب رأس المال زكاة وصدقات وكفارات وفي حالة عدم تحقيق الكفاية من الموارد السابقة الذكر فيؤخذ من ماله حتى يشبع الفقير وقد ورد في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي :- " إن في المال حقاً سوى الزكاة " وهو ما يدل على إعطاء صلاحيات واسعة في جباية الأموال اللازمة من الموسرين في الحدود اللازمة للإصلاح ولتحقيق الكفاف لأصحاب الحاجات أو لمتطلبات البلاد الضرورية مثل الدفاع عن أهلها وردّ العدوان وفداء الأسرى وغيرها)
    أي جهل بالتاريخ و الفقه الإسلامي يا سرداب تعاني منه؟
    إن أكبر صراع حدث بالتاريخ الإسلامي هو صراع الإمام علي مع بني أمية. ومن الأشكال التي اتخذها هذا الصراع المال. و كان السؤال : هل ميزانية الدولة ملك للسلطة الحاكمة تفعل بها ما تشاء؟
    يجيب أبو ذر الفقاري على هذا السؤال بقوله: المال مال المسلمين، و كان يقول (لا ينبغي لمن أدى الزكاة أن يقنع، حتى يطعم الجائع، و يطعم السائل و يبر الجيران). لا بل كان يذهب إلى أبعد من ذلك مما يمكن اعتباره نزعاً شاملاً للملكية الخاصة، فيرى أن تقتصر ملكية المسلم على حاجته فقط، و قد حددها بقوت يومه، و حلة الصيف و حلة للشتاء، و كان يقول و يل للأغنياء من الفقراء، أي كما تقول الماركسية كل حسب حاجته. فمن أين أتيت يا سرداب برأيك الفقهي الألمعي هذا؟
    كيف كانت تطبق الزكاة بالعصر الإسلامي، عصر الخليفة الراشدي عثمان بن عفان؟ للتذكير فقط:
    لقد حدثت مواجهات عنيفة بين جماعة الإمام علي و خصومه على مسألة الزكاة، إذ كان عبد الله بن مسعود خازن بيت المال في الكوفة. و طالب أحد الأمويين برد مال اقترضه من بيت المال، فأرسل له عثمان بن عفان: أنت لست إلا خازن لنا. فرد عبد الله أنه خازن بيت المسلمين، لا الأمويين، فاستقدمه عثمان، و لا نعلم بأي صورة أرسله أمير الكوفة، و لكنه ما أن وصل حتى سبه عثمان سباً موجعاً دفع عائشة أن تقول: أي عثمان، أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ و احتج الإمام علي على عثمان. لكن عثمان أمر بإخراج بن مسعود و ضرب ضرباً مبرحاً حتى كسرت له ضلع، فمنع عطاءه و ظل كذلك إلى أن حضرته الوفاة. و عثمان كان يقول إن عمر كان يمنع أهله و قرابته ابتغاء وجه اللهو أنا أعطي أهلي و أقربائي ابتغاء وجه الله. و وسيلته إلى ابتغاء وجه الله أن يمنح الزبير بن العوام ستمائة ألف درهم، من أموال الصدقات المخصصة لأموال المسلمين. و كان الزبير الذي حاربه الإمام علي يملك من العقار ما قيمته ثلاثون مليون درهم و ثروة نقدية قدرت بمائة كيس كل كيس يحوي ثلاثة قناطير ذهب. و كان معاوية يقول الأرض لله و أنا خليفة الله، فما أخذت فلي و ما تركته للناس فبالفضل مني.
    و لقد تطور الخلاف بين هذين الفريقين حتى أصبح الخليفة و قبيلته يملكون كل ما في المجتمع من ثروات.
    و كان سعيد بن العاص الأموي والي عثمان على الكوفة قد أباح لوجوه القوم و العلماء أن يزوروه و يسامروه فقال لهم مرة (السواد بستان قريش) فاستفزت هذه العبارة الحاضرين فردوا على سعيد رداً عنيفاً قائلين ( إنما السواد فيء أفاءه الله علينا، و ما نصيب قريش منه إلا كنصيب غيرها من المسلمين) و كان مدير الشرطة حاضراً فغضب وغلظ القول لهم، فضربوه حتى أغمي عليه. و سيقوا إلى معاوية في الشام، و حال أن يقنعهم بقول سعيد، فلم يقتنعوا، فسيّرهم إلى الجزيرة فاستقبلهم واليها و قال لهم: (يا آلة الشيطان لا مرحباً بكم و لا أهلاً. و عاملهم بقسوة ممارساً عليهم كل أنواع الإذلال و المهانة، حتى سئم القوم الإذلال و النفي و في النهاية تقبلوا رأي الدولة الرسمي ليعودوا لأهلهم.
    (المراجع أحمد عباس صلاح اليمين و اليسار في الإسلام، و كتاب بندلي الجوزي من تاريخ الحركات الفكرية بالإسلام، و كتاب غالب هلسا العالم مادة و حركة.)
    هكذا طبقت الزكاة في العصر الإسلامي.
    فعندما يسألني السرداب: (وفي الختام أرجو أن تخبرنا هل سمعت نظاما في الأولين والآخرين أولى بالناس جميعا غنيهم وفقيرهم هذا القدر من العناية وضبط المعايير وإعطـاء كل ذي حق حقه ....؟؟؟)
    لو أنني لم أقرأ مداخلة السرداب في منتدى إسلامي، و لم أتأكد من تواضع علمه و معلوماته لقت أن هذه العبارة التي اقتبستها منه هي أشد أنواع الهجوم المبطن على الإسلام. و إلا فما معنى تفسير الإسلام بأسلوب يجعل أي تلميذ مدرسة ابتدئي قادر على طعنه؟ يكفي أن تكيل المديح لممدوح بما ليس فيه حتى يتحول المديح لهجاء ساخر. هذا ما فعله المتنبي حين مدح كافور. لقد سبق و تحدثت عن الإقطاعات التي منحها عثمان لأقرباءه، و الأموال العامة التي منحها لأصدقاءه، فمن أين جاءت هذه الأمول؟
    في بدايات الفتح الإسلامي جعل عمر بن الخطاب الفيء الناتج عن الفتح للدولة، أما الضرائب فقد أبقاها على حالها أيام الأكاسرة و القياصرة، كما يقول بندلي الجوزي نقلاً عن الماوردي في (الأحكام السلطانية) الذي قال: ( إن عمر حين وضع الخراج على سواد العراق ضرب بعض نواحيه على كل جربيب قفيزاً و درهماً، و جرى في ذلك على ما استوفى من رأي كسرى بن قباذ.) أما الجزية فقد كانت كما يذكر أبو يوسف، كما يقول الجوزي: فقد أجمع أصحاب التاريخ و كتب الخراج، أو كادوا يجمعون، أن جزية مصر كانت في خلافة عمر دينارين على الحالم(...) و كانت جزية أهل السواد درهماً على رأس الموسر، و أربعة و عشرين على الوسط، و اثني عشر على الفقير و العامل بيده و الصانع)
    و يضيف الجوزي أن الضرائب كانت كحالها في أيام الأكاسرة و الرومان و البيزنطيين. و يقول الجوزي نقلاً عن أبي يوسف، الذي كان معاصراً لهارون الرشيد: ( حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب مر بطريق الشام و هو راجع من مسيرة من الشام، على قوم، قد أقيموا في الشمس، يصب على رؤوسهم الزيت، فقال: ما بال هؤلاء؟ فقيل : عليهم الجزية، لم يؤدوها، فهم يعذبون حتى يؤدوها.)
    و يذكر الجوزي أيضاً أن الفلاح أخذ يشكو من ثقل الضرائب و طرق جبايتها بعد الفتح، أي في أيام عمر بن الخطاب.
    و يضيف الجوزي الوضع نقلاً عن البلاذري : (... الدولة العربية لم تساو بين رعاياها في تأدية الضرائب، و طرق تأديتها، فهي إذن لم تساو بينهم في الواجبات و لحقوق، بل جعلت منهم طبقتين أو فئتين: فئة ممتازة، تتمتع بالسلطة و سائر الحقوق، و تعيش على حساب غيرها، و فئة تؤدي الجزية و هي صاغرة، و الخراج عن أراضيها، و هو ضعف العشر الذي تؤديه الفئة الصغرى الممتازة. و ليس لها مبدأياً حقوق، و لا تأثير على مجرى الأمور بالدولة. كأنها غريبة عنها، كما كانت غريبة في عهد البيزنطيين و الرومان. و لما كانت هذه الفئة أكثر عدداً و أرقى حضارة من الفئة الغالبة، فإنها كانت و لا ريب تتألم من رؤية الظالم و معاملة الدولة لها...و كان يزيد من شدة سخطها أنها لم تكن تتوقع من الأمة الفاتحة مثل هذه المعاملة، ل؟أنها كانت خير عون لها على فتح البلاد.) و الحديث يطول

    . يكفي أن نذكر أن الخراج و الجزية في مصر بلغا أيام عمرو بن العاص مليوني دينار، و خلال العشر سنسن التي حكم فيها عبد الله بن سعدية بن أبي سرج، بعد عمرو، بلغ الخراج و الجزية أربعة ملايين دينار رغم أن أقساماً كبيرة من السكان دخلت الإسلام. فقال عثمان بن عفان لعمرو: إن اللقاح بمصر بعدك قد درت ألبانها.
    فقال عمرو:
    ذاك أنكم أعجفتم أولادها.)
    (المرجع: بندلي الجوزي دراسات في اللغة و التاريخ الاقتصادي و الاجتماعي عند العرب).
    طبعاً لا ننسى أن العبيد الذين أسلموا قد ظلوا عبيداً، فأي عدل بنظام يقبل العبودية؟
    طبعاً لإنعاش معلومات السرداب، أنه و منذ عهد عثمان و الذمي الذي يسلم تفرض عليه الجزية و الخراج. و قد ذكر أبو يوسف عن الخليفة المهدي أنه (تشدد في استخراج الخراج و زاد على كل فدان ضعف ما تقبل به) و كذلك وسائل التعذيب الرهيبة في استخراج الضرائب. ففي كتاب الأموال لابن سلام (157 – 224 هجري) يقول أن أرض الذمي فيء للمسلمين حتى و إن أسلم. عن الحجاج عن أبي ذئب عن الزهري، قال ابن سلام عن مجوس البحرين : (فمن أسلم قبل إسلامه إلا الأرض فهي فيء للمسلمين)
    أما عن تحصيل الجزية، فيحكي ابن سلام عن عمرو بن الخطاب أرسل حذيفة بن اليمان و سهيل بن حنيف ففلجا ( أي قسما) الجزية على أهل السواد و قالا : ( من يأتينا فنختم في رقبته فقد برئت ذمته ) و كانةوا يحلقون رؤوس أهل الذمة ( و كان الحلق عندهم عظيماً أو مقلة) و قام حذيفة بعرض إيمائي يشرح به لأهل السواد، فقام بحلق رأسه و أخذ يقول للناس إنما أحلق رأسي لأني لم أؤد الجزية. و أمر عمر أن تجز نواحي أهل الذمة و أن يفرض ركوب الحمير بالعرض، و أن يضعوا في و سطهم خيطاً غليظاً. ليعرف زيهم من زي أهل الإسلام) و عن ابن المسيب أنه كان يستحب أن يتعب الإنباط في الجزية إذا أخذت منهم) و ما زالت اللهجة المصرية الدارجة تختزن هذه الذكريات، فإن أكبر إهانة يتم توجيهها لإنسان أن يقال له (مختوم على قفاه) .


    الانطباع الذي نخرج به بعد أن رد السرداب على مداخلتي الأولى هو أنه قرأ عن الماركسية من كتب صهيونية، و لم يسعى لقراءات جادة، أو على الأقل قراءات جادة في الموضوعين اللذين يعالجهما في مداخلته، أي الإسلام و الماركسية. طبعاً الفخفخة الإنشائية المضحكة مثل (وهكذا فإن البدائل الحيوانية المسعورة التي تتبناها العقول الإلحادية من ليبرالية وشيوعية لا مكان لها بين الأيدي المتوضئة والأنفس الطاهرة) و الألفاظ النابية و السوقية التي لا يوفرها السرداب في الرد علي تجعل قراءة مداخلته معاناة حقيقية. طبعاً حشده للعديد من الآراء و المعلومات الألمعية في كل فقرة، من دون أن يسندها إلى مراجع حقيقية، هذا أولاً، و الأمر الثاني أن الرد على السرداب يستلزم تعليمه كل شيء، و شرح كل شيء، فهو لا يكاد يعرف شيء عما يكتب. الثالث، السرداب يستعمل الإسلام وسيلة لمحاربة الماركسية، و هذا يعني أنه لا يأخذ الإسلام و لا التراث العربي بجدية. يا سرداب إن محاربة الماركسية بالدين يحتاج لمعرفة بالإثنين، و يتم التشويه بعد المعرفة، لا قبلها. و لكن الجهل الرهيب بانتحالك طروحات ماركسية لم تفهمها و أخرى من خيالك، و حديثك عن دين إسلامي من خلقك الخاص، كانت نتيجته الإساءة للإسلام و أهله.


    نقض الفكر الماركسي


    كيف يمكنك نقض الفكر الماركسي؟

    بثلاث نقاط، مجتمعة، أو كل على فراد:

    1. بطلان المادية الجدلية، و ذلك بإثبات أسبقية الفكرة على المادة، أو أن إثبات أن هناك معرفة تتحصل من غير حواس.
    2. بطلان نظرية فائض القيمة، و هي لب الفكر الماركسي. ( و هي نظرية تتكرر بأغلبية المراجع الماركسية التي يدعي السرداب قراءتها، حبذا لو يبين لنا كيف ما نظرية فائض القيمة و كيف هي باطلة)
    3. انعدام الصراع الطبقي.

    و يتم كل هذا بمناقشة نصوص ماركسية توثقها بمصدرها.

    ماذا تسمي الحاقد النصراني على الإسلام الذي يأتيك بمراجع مستشرقين حاقدين على الثقافة العربية و الإسلامية، خالية من أي معلومة صحيحة؟ هناك مرجع يهاجم الإسلام لأن الإسلام يأمر بختان الإناث ما رأيك؟ مرجع سخيف من كاتب أسخف.
    لذلك فعندما تقول بأن (هل أنا قلت أنكم عُملاء للصهوينية ؟؟ أم قمت أنكم تضفون على الماركسية ما يضفيه رجال الدين على أديانهم؟؟) حبذا لو تبيين لي كيف حتى أستطيع أن أرد عليك، فسر لي كيف؟ أنا فعلاً لم أفهمك.
    طبعاً سأرد على عبارة هي الوحيدة الصحيحة من ادعاءاتك على الماركسية : ( هل تنكر أن لينين في 12 مارس 1922 بينما كانت المجاعة تعصر روسيا عصرا كَتَب رسالة إلى أعضاء المكتب السياسي يقول فيها :- (( إن الموقف لصالحنا ففي حال وجود مئات الجُثث على الطرقات سيمكننا الإستيلاء على مُمتلكات الكنيسة وأموال رجال الدين بقوة دون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغي ان نضع أيدينا على أملاكها وإن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذي سيجعل المُجتمع يقابلنا بابتهاج )) * ..)
    نعم قالها، أما أنا فسأقول علينا أن نستغل تلك الهجمة الإمبريالية الصهيونية على شعبنا بالعراق و فلسطين للثورة على الاحتلال الإمبريالي الغاشم في الوطن العراقي و الوطن الفلسطيني، ثورة مقدسة يكون فيها الشيعي و السني و المسلم و المسيحي و كل الكادحين نكسر دباباتهم و نذبح عسكرهم و نستولي على سلاحهم بلا رحمة. هل هذا يجعل مني مسؤولاً عن مذابح غزة؟
    الخلاصة أنهم، أي القوى الإسلامية، يريدون المرأة ذليلة خاضعة لسلطان الرجل، أي مطالبة بحقوقها تعني التفكك الأسري و انهيار المجتمع و الانحلال الخلقي. أي مطالبة بالعلم و التقدم تعني الكفر و الإلحاد، و كل هذا الإصرار الشديد على الطائفية و تقديسها، التفريق بين كادحين العراق (سني شيعي) و مصر (مسلم و قبطي) و فلسطين (مسيحي و مسلم) تجعلني أتسائل سؤال مشروع، هل أنتم حركات عميلة خادمة للقوى الإمبريالية عن قصد؟
    سيأتي يوم و ينفك القيد، و تنكسر كل الإمبريالية الرأسمالية و كل القوى العميلة لها عن قصد أو عن جهل.
    تحياتي الحمراء الثورية.

  6. افتراضي

    ملاحظة أخيرة سأضطر للسفر في شهر آب، و سأعود في شهر أيلول.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حوار قيم اخر يرفع من تحت الانقاض .... كم نتمنى عودة الاخ السرداب بمواضيعه القوية وايضا لكى يكمل رده على هذا الحوار

  8. افتراضي

    حوار شيق و رائع

    أتمنى من النجم الأحمر أن يقرأه بعين البصيرة

    الموضوع يتحدث عن الشيوعية

    و عندي بعض الملاحظات التي تبين ضعف حجة العضو الشيوعي

    كما قال سرداب في أول رد للعضو الشيوعي استعمل أسلوب الإستهزاء و التحقير و أحيانا السب لأن مع ضعف حجته و قوة حجة الحبيب سرداب ضروري أن يلجأ للسب كي يغطي نقصه
    وفي المداخلة الثانية للعضو الشيوعي إنتقل حواره بشكل غريب جد للهجوم على الإسلام رغم أن الموضوع يتكلم جول الشيوعية و هذا دليل آخر على ضعف حجته فلا يستطيع مواجهة سرداب فيما وجهه له فيلجأ لفتح جبهات جديدة و تشتيت الحوار و صرف الضغط من عليه

    هداكم الله يا شيوعيين و يا ملحدين

  9. افتراضي

    شيوعية يتحدث عنها الموضوع
    لم ارى اي نقد للمادية الجدلية مثلا او الاشتراكية العلمية
    كل ما في الموضوع بعض الاكاذيب التاريخية حول التطبيق ربما اتيتم بها من المواقع الامريكية التي تتحدث عن ستالين
    هل لديكم نقدا للشيوعية ولاقسامها الثلاث المادية الجدلية زالاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية
    نقدا علميا مبني على دراسة للماركسية من مصادرها وليس من ما تخيلتموه عنها
    الى ذلك الحين
    اترككم مع اغنية تصبحون على نقد
    للشيوعية طرق طويل ...وكلنا يقرب الطريق لكلنا

    [url=http://www.m5zn.com][/url

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوميونيست مشاهدة المشاركة
    ملاحظة أخيرة سأضطر للسفر في شهر آب، و سأعود في شهر أيلول.
    انقضى ايلول ... ولم يعد ..
    ربما قصده ايلول عام 2009
    يا لجبنكم وما اسرعكم الى الهروب
    تعال .. اقعد .. اسمع .. افهم ... اطلب معرفة الحق والحقيقة
    لا اعرف لماذا لا يريد الشيوعيون معرفة الحق والحقيقة .. بل ويتهربون من ذلك !!!
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شوف لك هذا التعبان .. يقول :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد الاحمر مشاهدة المشاركة

    لم ارى اي نقد للمادية الجدلية مثلا او الاشتراكية العلمية
    هل لديكم نقدا للشيوعية ولاقسامها الثلاث المادية الجدلية الاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية
    نقدا علميا مبني على دراسة للماركسية من مصادرها
    اعمى او تتعامى
    خذ بعضها

    نقض الاشتراكية الماركسية :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2921
    نقد وبيان لكل جوانبها .. ومنها نقد المادية الديالكتيكية، والمادية التاريخية .. ونقد الفكر الماركسي.. بداية بتعريفه ونهاية ببيان اغلاطه الفكرية ..ونقد فكره المجتمعي
    وفيه اثبات وجود الله

    نقض اسس الماركسية
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=103
    نقد وبيان لكل من المادية الجدلية والمادية التاريخية وفائض القيمة
    وفيه اثبات وجود الله

    "الدين أفيون الشعوب"..النواقض العشر
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4403
    الشيوعية أفيون والشيوعيون مخدرون


    إضحك مع هذا الشيوعي : أراد أن يسخر منا فجعل من نفسه أضحوكة
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10514
    عن غبائهم وسفسطتهم ، وجهلهم بصفة عامة ، و الجهل بفلسفتهم بصفة خاصة



    اتباع الشيوعية يسيرون خلف سراب
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  12. افتراضي

    حوار تعب فيه أعضاؤه بحق وبذلوا فيه جهوداً ...
    وفقك الله أخي السرداب وأيدك ...
    أرجوك رجاءً حاراً أن تقرأ كتاب : نقض أوهام المادية الجدلية للدكتور البوطي ففيه ما يشفي الغليل طبع دار الفكر دمشق - بيروت
    "" قُلْ يَاعِباديَ الذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ""
    أكاديمية الدعوة والبحث العلمي :
    http://acscia.totalh.com/vb/
    دعوة للمشاركة والتفاعل .

  13. افتراضي

    يا ناصر التوحيد عندما تتعلم اداب الحوار ممكن ان نحاورك انت ومن معك هنا في منتدى (ترحمو على العقل )
    تستمرون في تراهاتكم وتخيلاتكم ونقدكم لما تتخيلون
    اي طفل يقرا ما تنتقدونه يعلم انه ليس له علاقة بالفكر الماركسي كما ورد من مصادره


    اعلم اني ساوقف وساتعرض للشتائم

    فهذا ما اتوقعه منكم

    اسف لاني دخلت الى هنا
    تصبحون على عقل واخلاق واحترام
    للشيوعية طرق طويل ...وكلنا يقرب الطريق لكلنا

    [url=http://www.m5zn.com][/url

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ايها الرضيع الاحمر لو كان بكم طاقة لحوار لحاورتم منذ زمن طويل ولكنكم كما هو واضح للعيان عاجزون.... ابحث لك عن طينة تلعب فيها افضل من حوارات المنتديات فذلك امر يخص الكبار فقط

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد الاحمر مشاهدة المشاركة
    تستمرون في تراهاتكم وتخيلاتكم ونقدكم لما تتخيلون
    اي طفل يقرا ما تنتقدونه يعلم انه ليس له علاقة بالفكر الماركسي كما ورد من مصادره
    اعلم اني ساوقف وساتعرض للشتائم
    فهذا ما اتوقعه منكم
    اسف لاني دخلت الى هنا
    انت اصلا لا تعرف حتى ان تهرف .. خوفا من ان ينكشف عوارك وعدم فهمك ولا لما انت عليه ولا لما غيرك عليه ..
    وهذا الكلام البالوني منك يؤكد حقيقة خلو باعكم .. كلكم تكررون هذا الكلام الاسقاطي على حسب المثل : رمتني بدائها وانسلت ..
    لا مصادره ولا كهوفه ولا اوكاره .. اذا كبارك يضحكون عليك ويعطونكم كلاما انشائيا هبائيا .. مزوقا للماركسية .. فهذا لانهم انذال ومتسلقون .. وهذا لانكم غير ناضجين ولا واعين بل واكثركم لم يبلغ سن الرشد .. ولا عندكم ولو قدر بسيط من العلم او المعلومات ..
    ويضحكون عليكم ويستغلون جهلكم وقلة اطلاعكم ويقولون لكم ... ليس له علاقة بالفكر الماركسي كما ورد من مصادره

    فلا تخدع نفسك ولا تسمح لنفسك ان تخدعك ..وحاول ان لا يخدعك كبيركم الاستغلالي هذا
    قل له اعطيني الكتاب الاصلي ولا تكتفي بالنشرة التزويقية والتضليلية التي يوزعونها عليكم

    هل انت اسف لانك لا تريد ان تتعلم !!!
    لتظل منبهرا ومنضبعا باسوا واكذب واتفه واسفه مذهب فكري قاله من يدعي انه بشر وله عقل !!
    وكما جئت بنفسك خرجت بنفسك ..
    جئت ملوثا فكريا . فاردنا ازالة او حتى تخفيف لوثتكم وتلوثكم العقلي .. وابيتم الا الخرافات والتخريفات والتخاريف واتباعها ..
    انت حر .. يا عاشق الاوهام
    ولكن " كل نفس بما كسبت رهينة " .. " وما ربك بظلام للعبيد "
    التعديل الأخير تم 10-23-2007 الساعة 06:00 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حوار عام مع أسلاك الشيوعية
    بواسطة أسلاك شائكة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 02-27-2013, 11:42 PM
  2. الشيوعية بين النظرية والتطبيق
    بواسطة البليغ في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-05-2006, 07:28 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء