النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: مشكلة النار ( جهنم )

  1. #1

    افتراضي مشكلة النار ( جهنم )

    اهلا بالزملاء الافاضل
    سؤالي اليوم هو عن النار ( جهنم في الاسلام ) و في الحقيقة كنت قد قرأت عدة ردود حول السؤال ولكن لم يقنعني اي منها فوجدت الامثل ان ارى ردكم انتم على هذه المسالة لاني بصدق اعتقد انكم الافضل في الاجابة على الشبهات و الشكوك
    يمكن تلخيص المشكلة في نظري كما يلي : عذاب النار كما يصفه القران و الاحاديث مهول و مخيف و فظيع و مؤلم بشكل يفوق الوصف و هو عذاب لا نهائي فما هي الجريمة التي ممكن ان يرتكبها الانسان في خلال 70 او 80 او حتى 150 عاما ممكن ان يعيشها و من العدل ان يعاقب عليها هذا العذاب الذي لا مثيل له ليس لالف عام ولا لمليون ولا مليار و لا مليارات بل مليارات و مليارات و مليارات ومليارات السنين بلا نهاية فهل هذا عدل ؟! و هل هذه رحمة ؟! و ما الفائدة او الحكمة في تعذيب الناس الى الابد
    ارجو من الزملاء الافاضل اجوبة شافية كافية لا تدع في نفسي اي مجال لاي شك
    وشكرا جزيلا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    1,200
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وهل العدل الكفر بالخالق ؟؟؟

  3. #3

    افتراضي

    وجوه الرد باختصار (منقول):

    1- علاقة العقاب بالعمل ليست علاقة تساوي زمني بالضرورة, بل هي علاقة سبب بالنتيجة. مثلا في الدنيا رجل يدخن فتتلف رئته باقي عمره...هل نقول دخن خمس سنوات اذا تتلف رئته خمسة سنوات من باب العدل؟ لاحظ بأننا لا نرى هذه الاعتراضات في حياتنا. مثال آخر: رجل سرق خلال ساعتين: هل ترانا نقول يسجن لمدة ساعتين عقابا؟ لا لأن العلاقة ليست زمنية بين الخطأ والنتيجة المترتبة وانما هي علاقة سبب بنتيجة. مثال ثالث: رجل شرب سما فمات...لا نقول هو شرب السم في مدة 10 ثواني...لماذا ذهب ولم يعد ابدا! جاء في تفسير ابن كثير في قوله: "ليبلوكم ايكم احسن عملا" : وقوله : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي : خير عملا كما قال محمد بن عجلان : ولم يقل أكثر عملا . يعني حتى على مستوى الحسنات والسيئات ليست العبرة مقتصرة على الكثرة...والقلة. وتعرف احاديث من يدخل الجنة في كلب وتدخل النار في هرة. والله يقول: "فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون" مع الاخذ بعين الاعتبار بأن هذه تشبيهات مع الفارق...لان عقاب الاخرة ليس كعقاب الدنيا...ولكنها للتقريب فقط. وكما يقال: لا تنظر الى صغر المعصية...ولكن انظر الى عظم من عصيت!

    2- الانسان الكافر يكفر بأزلي أبدي أنعم عليه نعما لا تعد ولا تحصى. فكيف يقابل من انكر وجحد بالأزلي الأبدي صاحب النعم اللامحدودة بعقاب محدود من باب العدل...الا ان يرحمه الله؟

    3- عند الحديث عن الزمن والخلود في الآخرة...ما هو تعريف الزمن في ذلك الوقت؟ يعني اذا كنت تعرف ان لحظة واحدة جزء من الثانية في جهنم تنسي افضل اهل الدنيا النعيم كله. هل هذا وذالك متناسب زمنيا؟ كذلك لحظة واحدة في الجنة تنسي اشقى اهل الارض كل شقاوة وجدها؟ هل هذه وتلك متناسبة في الزمن؟ اذا كنت لا تدرك معنى الزمن اصلا في الآخرة (فضلا عن الفهم المحدود لمعناه في الدنيا) فكيف تستدل به على ما تدعي؟ ذكر الامام مسلم في صحيحه: حدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط

    4- ولو ردوا لعادو: جريمة الكفر بالله ليست بالهينة...وقد ذكرنا بأن لا ننظر في صغر المعصية بل في عظم من عصينا...فما بالك بالكفر بالله...فهو لعمري اكبر المعاصي والجرائم...وان هان في نظر البعض. رغم ذلك قد يقال لكنها لا تستحق العقاب الأبدي: الجواب بل تستحقه لأن ملازمتهم للكفر ليست محدودا في الدنيا كما قد يظن. يقول الله: وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ يعترض البعض على هذا الرد بأن يقولوا: يستحيل لمن رأى العذاب ثم رجع ان يرجع الى المعصية...فقد أيقن بوجود العذاب اذ عاينه. والرد على هذا أقول: بل معظم الناس اذا اتعظ بالموت وزار المقابر وايقن الموت علم أنه يجب ان يجهز لما بعده ويقلع عن الذنوب, لكنه سرعان ما ينسى ويعود! ذكر صاحب تفسير المنار (الشيخ محمد رشيد رضا) قصة واعرف انها تحصل مع الكثير وخلاصتها: أن رجل اصيب بنوبة قلبية بسبب التدخين فأيقن الموت...ثم اسعف وعزم عزما اكيدا انه لن يعود ابدا الى التدخين...ثم بعد فترة تراه يرجه اليه (اقول وهذا حصل مع خالي تماما وهو ما زال حي يرزق نسأل الله ان ان يعافيه وجميع المسلمين). ونحن نرى هذا في حياتنا فكم من خطأ وقعنا فيه وعزمنا ان لا نرجع فعدنا. والخلاصة في هذه النقطة وهي متعلقة اعمال القلب: ان الكافر لا يعاقب فقط على الخطأ. وانما على العزم والاصرار عليه. والقلب قد يصر على معصية حتى لو عمر صاحبها ملايين السنة للزمها ولم يغيرها..والله اعلم بذلك. والله سبحانه يقول: قل كل يعمل على شاكلته...جاء في التفاسير ان معنى شاكلته: نيته. وتأمل في النيات كيف يترتب عليها الثواب والعقاب حتى من غير العمل! اذا المسألة اكبر من ان نحكم نحن في الظواهر!!

    5- هذا رد للملحد لا صاحب الشبهة: ما هو التعريف التي يستند عليه الملحد للعدل اصلا؟ فوضع مجموعة ذرات في نار هي المكان المناسب لها! ولا يوجد تعريف مطلق للعدل والظلم في عالم مادي بحت...وقطع السكين لرأس المقتول هو من العدل المتوافق مع جميع قواعد الفيزياء. فهلا وضع الملحد المادي تعريفا للعدل قبل الاعتراض؟!

    6- يقال للملحد كذلك: لماذا يزعجك الأمر...حياتك محدودة فاستمتع بها اذا كنت تؤمن بأن الموت هو النهاية...وان كان لديك شك في ايمانك, فالأولى الانضمام الى ركب الناجين بدل التأسف على الهالكين! وحياتك ووقتك اهم بكثير من ان تضيعه في "كشف الحقيقة" للمؤمنين.

    7- نحن نعلم الظواهر من الناس...ولا يعلم البواطن الا الله. فلا حجة فيمن يسأل: رجل على خير وتقى ودين وفي آخر لحظة يكفر (فما ادراك انه على خير وتقى ودين؟) لا ندري. والعكس بالعكس. نحن صحيح نحكم بالظاهر ونتعامل معه لأنه لا خيرا آخر لدينا. يعني لو انت تتعامل ظاهرا كانسان صادق وجيد...سوف اتعامل معك. ولو عرفت بين الناس بالكذب...لن اتعامل معك...هذا على مستوى الدنيا...اتعامل معك بحسب ما يظهر لي. لكن اذا عجزنا عن معرفة الباطن...فلا مجال عقلا للسؤال عن العدل فنحن اقل علما من ان نحكم بالظلم او العدل على أحد. مثال توضيحي: منافق اخفى نفاقه كل حياته وفي سكرات الموت مع الألم اعلن كفره. هل نقول: لماذا يدخل النار وهذا ليس بعدل؟ الجواب: بالطبع لا لأن علمنا اقتصر على الظاهر...والله يعلم سريرته. اذا لا وجه للعاقل على ان يعترض اذا عرف جهله! اما المتكبر فهو يعترض على كل شيء على اية حال..والله يعلم سريرته فيعاقبه على تكبره...ولا يظلم ربك احدا. مثال آخر: مؤمن اخفى ايمانه خوفا (النجاشي مثلا). هل اذا مات قلنا ذهب النار. لعلنا نقول ذلك حسب حكم الظاهر..ولكن هل نقول: ليس من العدل ان يكون في الجنة اذا وجدناه هناك؟ لا لاننا لم نعرف باطنه!

    8- آثرت ان اجعل هذا الرد الاخير لانه خلاصة تأصيلية لا لقلة أهميته: على سبيل الاجمال, فان الرد على جل هذه الشبه المتعلقة بالعدل يكون بمعرفة أن من لا يملك العلم المطلق والحكمة المطلقة, لا يمكنه ان يحدد معايير العدل بصحة مطلقة. وهذه حقيقة نعرفها حتى في حياتنا...فوخز ابرة اللقاح في نظر الطفل الجاهل "ظلم" له, وهي قمة الرحمة من قبل الوالدين الذين طلبوها من الطبيب...وتأديب الأب الحازم لابنه (الذي هو ظلم في كثير من الاحيان في نظر الابن) انما فيه مصلحته وهكذا. هذا الفارق في العلم والحكمة غير في معيار العدل عند البشر...فما بالك بخالق البشر صاحب العلم المطلق والحكمة المطلقة. اذا كل من يطعن في عدل أي مسألة متعلقة بالله وشرائعه يرد عليه بهذه النقطة. وسأنقل كلام الاخ ابو الفداء بطوله لفائدته ولتعلقه بهذا الموضوع :
    وهل من أحد أعلم بموضع الشيء من خالق الشيء؟؟؟ إلى كل قارئ عاقل يعي ما يقرأ: إعلم أنك يقينا لا تملك معيارا - بوصفك من بني البشر - صحيحا سالما من النقص والجهل، لتشرع به العقوبة الدقيقة التي تناسب كل جريمة مناسبة تامة بلا زيادة ولا نقص.. فأقل مقدار من الزيادة أو النقص في تحديد العقوبة مؤداه وقوع الظلم!! لهذا لا يفتأ الناس يشبهون العدالة بالميزان، والله في القرءان يسميه بالقسطاس والميزان والقسط، فهو والله كالميزان الحساس تماما! لو لم تكن العقوبة على قدر الجريمة، لم يكن عدلا إنزال تلك العقوبة ولم يقم به الميزان!! فبأي معيار يمكن للانسان (مثلا) أن يقرر أن عقوبة جريمة الزنا ينبغي أن تكون أكثر أو أقل من عقوبة جريمة القتل، وما معيار ذلك عنده، وكيف يعلم أن هذه العقوبة التي وضعها من رأسه هي العدل التام وهي أزجر وأشد ردعا من غيرها، دونما غلو ولا إفراط في ذلك؟؟ ألا ترى البشر لا يزالون يتخبطون أشد التخبط في وضع قوانين العقوبات من رؤوسهم وعقولهم دونما معيار صحيح يثق الإنسان في أن العدل والميزان يقوم به، فتراهم في عصر من الأعصار يبالغون أشد المبالغة في عقوبة جرائم قد تكون صغيرة، وفي عصر آخر يتساهلون تساهلا واضحا حتى أن الذي يقتل نفسا بغير حق، لا يستحق عندهم أن يُقتل جزاءا وفاقا ؟؟؟ لا يزالون يغيرون قوانينهم كل يوم كما يغير المرء رداءه!! وما المقياس؟ يكتشفون بعد عقود من تطبيق قانون من القوانين أنه كان مجحفا لأنه أتى بفساد على المجتمع لم يكونوا يتوقعونه!! فما بال كل هؤلاء "ألضحايأ" الذين ظلمهم هؤلاء بتطبيق ذلك الظلم والجور عليهم؟؟؟ هل هؤلاء "فئران تجارب" تجرب فيهم القوانين والشرائع الوضعية ليرى المشرع البشري هل كانت من العدل أم لم تكن؟؟؟؟ ومتى يعرف أنها هي العدل وما المعيار وما الضابط؟؟ إن قلت لي الضابط استقراء أثر الجريمة على المجتمع وتقييم الجرائم تقييما مقارنا بالنسبة إلى بعضها البعض، للوصول إلى قدر العقوبة الصحيح، قلنا لك الاستقراء عند البشر عمل ناقص مهما كمل، والواقع يشهد على ذلك خير شهادة.. فما ذنب الذين تطبق عليهم قوانين ظالمة جائرة يعلم واضعوها أنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة حتى يتبين ما إذا كانت هي العدل أم لا؟؟ وإن قيل هناك عامل آخر يؤثر في تقرير العقوبات وهو أثر العقوبة نفسها على المجتمع، بالنسبة إلى طبيعة الجريمة، قبنل لك فهذا باب أوسع لا قبل لابن آدم به، ولو أنه رصد بعض الأثر الظاهر فما يدريه بالأثر النفسي الباطن في عموم المتعرضين لتلك العقوبات والمقربين منهم وما إلى ذلك؟؟ تأمل أيها القارئ العاقل في كل قانون يتم تعديله ... نقول إن كان القانون القديم هو العدل المحكم، والجديد أبعد عن ذلك الميزان الدقيق، فقد ظلم كل من حكم عليهم بذلك القانون الجديد، أو العكس، فلا ينفك عن مظلمة كبرى بحال من الأحوال، وهو لا يدري! فلا سبيل للإنسان إلى السلامة من ذلك إلا أن يأتي بتلك الشرائع منصوصا عليها من العليم الخبير سبحانه وتعالى لا من غيره .. فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء وهو العليم الخبير.. وإن كانوا يعلمون أن ما تضعه عقول البشر في محل تشريع العقوبة للناس لا يخلو أبدا من نقص وعوج، فلماذا إذا يحذرون من إنتاج دواء في الأسواق ليتداوى به الناس حتى يستكمل الباحثون البحث فيه ويصلوا إلى قدر من اليقين في أن مصالحه أغلب وأرجح بكثير من آثاره الجانبية، بينما في عبثهم ولعبهم في ميزان العدالة لا يمتنعون عن تطبيق القوانين التي بين أيديهم وهم يعلمون أنها لا تزال محل بحث ودراسة ناقصة عندهم لم تكتمل ولا يتصور لها أن تكتمل؟؟ أليس من الأوجب أن يمتنعوا عن تطبيق أي قانون حتى يتبين لهم أنه العدل التام لا غيره؟؟ بلى! فلم لا يفعلون ذلك؟؟ السبب بكل بساطة أنهم لن يصلوا أبدا إلى معرفة العدل التام المطلق من ذوات نفوسهم وعقولهم مهما بحثوا! ثم إنهم لا يسعهم الامتناع عن تطبيق العقوبات وتعطيل القضاء في مظالم الناس، لأن مطلب إقامة العقوبات في الأرض مطلب فطري لا غنى عنه لابن آدم بحال من الأحوال! فلما كان الحال كذلك، وعلم أن الإنسان لا يمكنه الوصول إلى العدل المحكم التام ولا يمكنه الجزم أبدا بأن ما يتصوره في شأنه هو الحق وهو الميزان الحساس الذي لا ينخرم، وجب عقلا ألا يتلقى البشر ذلك الميزان إلا من الخالق الحكيم جل وعلا.. ولهذا نقول بأن الذي يدعي أن شريعة من شرائع الإسلام فيها ظلم أو إجحاف أو كذا، هذا جاهل جهلا مركبا، يعميه الكبر الأجوف! لأنه بكل وضوح لا يستند في حكمه على تلك الشرائع إلا إلى الهوى والظن الذي لا يعلم إلى إثباته سبيلا!! لا يستند في ذلك إلا إلى آخر ما انتهت إليه عقول البشر المتهافتة في جعله هو العدل، بلا معيار ثابت للموازنة أو التقييم أصلا!!! ولهذا رتب المولى جل وعلا قبول تلك الشرائع والتسليم بصحتها على اليقين في أن الله هو الخالق الحق، العليم الخبير الحكيم .. فقال تعالى: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [المائدة : 50] فوصف كل حكم بخلاف حكمه جل وعلا بأنه حكم جاهلية، وهو كذلك ولا شك .. ولكن تأمل كيف أنه قال ((لقوم يوقنون)) بمعنى أنه من كان على يقين من أن الله هو الخالق الحق الحكم العدل تبارك وتعالى، فإنه لن يرى في الأرض حكما أحسن من حكمه جل وعلا، حتى وإن كان في بعض ما شرع وحكم به الرب ما لا يسعه بعقله القاصر أن يسبر أغواره أو أن يخرج بالحكمة من كونه على هذا النحو بالذات لا على غيره! فيكون النظر الصحيح في هذه المسألة أن يقال لأصحاب الشبهات المثارة حول تشريعات الإسلام أن أقصروا وأغلقوا الباب أمام هذه الأوهام والظنون المتهافتة عندكم، وانظروا أولا في أدلة صحة نسبة هذا الدين إلى رب العالمين.. فإن تبين لكم أنه الحق، وقد علمتم أن عقولكم لا يستقيم فيها معيار يقيني أيدا لتقدير أي الجرائم أشد فسادا وأشد استحقاقا لتغليظ العقوبة عليها من غيرها، سلمتم بأنه لا عدل ولا ميزان إلا ما جاء به الرحمن فيما شرع للعباد.. وكان في تسليمكم لشرائع رب العالمين وخضوعكم لها الخير كل الخير والرحمة كل الرحمة، لأن رقابكم حينئذ ستعلمون أنها قد تحررت من يد رجل أعمى يضع الشرائع بعقله بلا هداية ولا بصيرة، فهو يظلم مهما قصد إلى العدل، لتكون في يد الخالق الحكيم الذي عنده منتهى العلم كله، فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)). ذلك أنه لا يمكنكم إن كنتم صادقين في إرادة الوصول إلى الحق، أن تبدأوا للبحث في صحة دين الإسلام، بوضع شرائعه في ميزان أنتم من صنعه، كما صنع غيركم غيره، ولا تتفقون على شيء منه أصلا، فهو لا يقوم عندكم وعند غيركم إلا على ظنون بشرية قاصرة مهما كملت! فلا تكون البداءة لمن أراد الحق حقا بالنظر في تلك الشرائع والأحكام، وإنما بالنظر في أدلة صدق الإسلام وصحة نسبته إلى الملك العلام، فلإن تبين ذلك لكم، سلمتم وقبلتم تلك الشرائع وفهمتم الحكمة من كل منها فهما صحيحا بإذن الله ولا إشكال، لأنكم حينئذ تتحررون من مرجعيتكم الفاسدة ويثبت لكم بطلانها، فيزول أصل ومنبع ذلك الصنف من الشبهات من أصوله وجذوره بحول الله وفضله. واستدراكا نقول أن علمنا وتسليمنا ويقيننا في هذا المعنى، لا يعني أننا لا يمكننا إبطال دعاوى كل خراص أفاك يزعم أنه قد رأى بعقله المسكين نقيصة في شريعة من شرائع الإسلام تحملها من صفة العدل المطلق إلى ما دون ذلك! بل ننقضه وننسفه نسفا بكل سهولة ولله الحمد.. وما خرج أي منهم بكذبة في هذا الشأن إلا ووجد من يهدمها له بأقل قدر من العقل وبصيرة العلم .. فاعتراضاتهم كلها تهافت وتضارب ومبناها جهل بين، لا يستند إلا إلى أوهامهم التي جعلوها لأنفسهم ضابطا للأخلاق والعلاقات فيما بينهم ولإقامة العدل في الأرض.. فمهما كان كلامهم فلا يصعب على العقلاء إبطاله، وإقامة الحجة عليهم بما يعانون منه في بلادهم من جراء رمي شرائع السماء وراء ظهورهم، والأمر أظهر من أن يستدل له على أي حال.. ولكن القصد من هذه المشاركة أن نبين للناس أنهم في الحقيقة أجهل وأعجز بكثير من أن يكون لهم أي مستند من عقل أو حجة أو دليل، ليعترضوا على شرائع رب العالمين، وأنهم لو تبين لهم بالدليل الواضح أن هذا الدين لا يمكن إلا أن يكون من عنده سبحانه، فسيكفيهم الله شر تلك الأمراض والأوبئة التي جعلوا منها حكما على الحق وعلى شرعة السماء المحكمة.. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة.
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  4. #4

    افتراضي

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%E4%C7%D1

    و هل هناك اي علاقة بين مدة الجريمة و مدة العذاب !!؟
    القاتل يقتل خلال لحظة واحدة خمسين شخصا , فهل نسجنه لحظة واحدة !؟
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  5. #5

    افتراضي

    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  6. #6

    افتراضي

    6- يقال للملحد كذلك: لماذا يزعجك الأمر...حياتك محدودة فاستمتع بها اذا كنت تؤمن بأن الموت هو النهاية...وان كان لديك شك في ايمانك, فالأولى الانضمام الى ركب الناجين بدل التأسف على الهالكين! وحياتك ووقتك اهم بكثير من ان تضيعه في "كشف الحقيقة" للمؤمنين
    هذه جميلة
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بكل بساطة ان اردت ان تطعن في العقاب الابدي ففي الحياة الدنيا هناك السجن المؤبد و لا نجد ملحدا واحدا يطعن فيه و لكن فقط كره لكل ماهو اسلامي و البحث عن عيوب حتى و لو زورا و بهتانا
    الامر الثاني ان الله اخبرنا بالجزاء لكل من كفر و بالتالي فمن كفر فلا يلومن الا نفسه
    ثالثا الله عليم و يعلم ما في النفوس و كل نفس فيها ذرة من خير فستدخل الجنة بفضل الله و رحمته طال الزمن او قصر و لن يبقى في جهنم الا الكفار ممن لا خير فيهم و اظن قد تحدثنا في موضوع سابق عن القدر و علم الله و حرية الارادة و قلنا ان الله يعلم من سيدخل الجنة و من سيدخل النار لعلمه ما في النفوس و الكفار حتى لو عادوا الى الدنيا فسيعودون للكفر لان نفوسهم معدومة الخير و هذا بنص القران
    رابعا لا تنظر الى المعصية بل انظر الى عظم من عصيت

  8. #8

    افتراضي

    إلى / الباحث98
    أرجوا ان تتدبر ما كتبه الاخوة الافاضل واٌذكرك بالتالى:
    الحديث الاول:
    عن أنس بن مالك , قال صلى الله عليه وسلم:
    "يقولُ اللهُ تعالَى لأهونِ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ : لو أنَّ لك ما في الأرضِ من شيءٍ أكنتَ تفتدي به ؟ فيقولُ : نعم ، فيقولُ : أردتُ منك أهونَ من هذا ، وأنت في صلبِ آدمَ : ألَّا تُشرِكَ بي شيئًا ، فأبيتُ إلَّا أن تُشرِكَ بي."
    الحديث الثانى:
    عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : « كان رجل نصراني أسلم ، فقرأ البقرة ، وآل عمران ، وكان يكتب الوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- فعاد نصرانيا ، فكان يقول : ما يدري محمد إِلا بما كتبت له ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : اللهم اجعله آية. فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح ، وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه ، لما هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا، فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبحوا ، وقد لفظته الأرض. فقالوا مثل الأول. فحفروا له وأعمقوا فلفظته الثالثة فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه بين حجرين ، ورضموا عليه الحجارة".
    يا أيها الباحث : المشرك بالله هو الذى يخلد فى النار
    فهل تظن ان المشرك ممكن يدخل الجنة مثل المؤمن؟؟
    1- الله الحق جعل بعد البعث جنة لمن اطاعه ونارلمن عصاه.

    2- الجنة تلفظ المشرك منها.

    3- المشرك الجدع يدعوا الهه او هواه الذى كان يعبده فى الدنيا ليخرجه من النار.

    4- النار التى وصفتها انت ليست غبية مثل الفرن العالى الذى يصهر الحديد, بل مخلوقة مثلى ومثلك تماما وتشعر بمن فيها وتطلع على الافئدة والقلوب .. وفيها كلام وصياح وتلاوم ...وفيها اكل وشرب وحياة حقيرة تليق بأهلها.

    5- يا من لا تدرى انتبه اذا دخل اهل الجنة الجنة ودخل اهل النار النار,, وتجلى الملك للخلائق
    فرأه اهل الجنة نسوا ما هم فيه من نعيم,,
    واراد اهل النار ان يروا ربهم فحُجبوا عن رؤيته فازدادوا غما الى غمهم , يتمنوا أن يروه وهم فى العذاب المقيم.

    6- يا باحث اذا كنت لا تدرى فإبحث عن ما يدريك عن أهم ِشيء.!!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بإختصار شديد كما قال د. أبو مريم:

    إنهم استحقوا العقاب الأبدى ليس لفعلهم المتناهى بل لما استقر فى قلوبهم وتمحض فيها من الكفر والعناد مما تجلى وظهر فى هذا الفعل، وبحيث لو استمروا إلى ما لا نهاية فى هذه الحياة لما فعلوا غير أفعال الكفر والعصيان ، يعنى هم لا يعذبون على الفعل فقط بل على الكفر المستقر فى القلب والذى هو دائم ولا يزول، أما الفعل فهو مجرد دليل واستلزام لهذا الكفر الدئم المستقر وليس هو كل ما يعذبون عليه .
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  10. #10

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يخص العضو السائل
    1 لسنا كمسلمين مؤهلين ولا ملزمين أن نناقش حكم الله عز وجل ....فبدل أن تسأل لماذا فان الأهم أن تعرف هل هو حق أم لا.
    فان كان حق من عند الله فماذا ستنفعك هاته الفلسفة
    أحسن جواب في القرآن
    قوله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ، هذه الآية الكريمة تدل على أن الله - جل وعلا - الذي أحاط علمه بكل موجود ومعدوم ، يعلم المعدوم الذي سبق في الأزل أنه لا يكون لو وجد كيف يكون ; لأنه يعلم أن رد الكفار يوم القيامة إلى الدنيا مرة أخرى سيرجعون يستهزؤون بآياته مرة اخرى ويعودوا كافرين.

    الجواب الفلسفي
    لا يحق لنا أن نتفلسف في حكم الله عز وجل ولكن أنبيك أن الايمان والكفر أمران مستقلان عن الزمكان.
    يعني أنت ترى ان الكافر أذنب ذنبا مدته سبعون سنة ..هذا خطأ علمي
    لو مدى الله في عمره سبعون مليون سنة لبقي كافرا.....
    لان الله لا يتوفى نفسا حتى ينتهي كتابها الذي لن تحول عنه.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    هل لك أيها الإنسان شيء من نفسك لتحاسب الله عليه ؟

    كن على يقين أن الذي يخلد الناس في النار هو تكبرهم على الله تعالى و آياته بعد إمهاله لهم كفاية. حتى إنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر حتى يتطهر منها إما في الدنيا أو في قبره أو في جهنم. فإذا تطهر لا سبيل للنار عليه، بل إنه لا يبقى في النار من قال يوما لا إله إلا الله و هذا مقتضى عدل الله تعالى.
    قال سبحانه :
    ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ (37) ﴾ ( سورة فاطر)


    أيضا زميلي الباحث أود أن تقرأ حديث الشفاعة :

    روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونني فأقول أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال: هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال: هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به، وقال: ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله.


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. النار..جهنم..الخلود
    بواسطة متبع محمد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-07-2012, 01:37 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء