إن من أهم مقومات الايجابية هو ذلك الجو الإيماني والقيمي الذي يغمر الأسرة
ويؤثر بدوره على سلوك وشخصية كل فرد عاش ونشأ في هذا الجو ،


وهذا الأمر ليس غريب بل يقبله العقل والمنطق وهذا ما نجده ونلحظه من حولنا في الأسر المؤمنة التي يفوح منها رائحة الإيمان
وينبعث منها عبير القيم والمبادئ الإسلامية إلى كل من يراقبها ويلاحظها ويقترب منها ،


فمثل هذه الأسر لابد أن تخرج نماذج رائعة يضرب بها المثل في كل المجالات .

والأمثلة كثيرة ومتعددة

واذكر منها على سبيل المثال ذلك الاختيار الرائع الذي
اختاره عاصم بن عمر بن الخطاب بعد أن رشح له والده فتاة طيبة


طاهرة زاهدة عابدة هي صاحبة القصة الشهيرة
(بنت بائعة اللبن ) صاحبة الضمير الحي والقيم الراقية ،


المراقبة لسلوكها

ولعملها
والتي علمت أن الله يراها ومطلع عليها فعملت بما علمت
فامتنعت عن كسب الحرام بالغش أو الخداع .

فتزوجها عاصم وكان بيتهم يتسم بالزهد والتقى والعفاف والإيمان
فرزقهم الله بفتاة تسمى ليلى ولم تكن هذه الفتاة مختلفة كثيراً عن أمها بل كانت
مثلها فتزوجها عبد العزيز بن مروان فأنجبت منه خامس الخلفاء الراشدين

عمر بن عبد العزيز بن مروان ذلك العلم العابد الزاهد الإمام الهمام
صاحب المآثر والمناقب التي لا يجهلها مؤمن .


أرأيتم أخواتي كيف بدأ الأمر ببيت طاهر مؤمن بني على القيم والأخلاق
ومراقبة الله ،بيت عمر بن الخطاب وانتهى بخامس الخلفاء الراشدين


عمر بن عبد العزيز، إذ قال الله تعالى :
"{ذرية بعضها من بعض}...!!،


هذا هو دور الأسرة وهذا هو تأثير الجو الإيماني والقيمي الذي نتحدث عنه والأمثلة كثيرة وكثيرة.

والخلاصة من هذه القصة وما أريد أن أصل إليه هو أن الأبناء كقطعة القطن أينما
وضعت امتصت مما وضعت فيه ،فإن وضعت في طيب امتصت طيباً
وإن وضعت في خبيث امتصت منه .
فعليكم اخوتي الكرام توفير الجو الملائم لاخراج أبناء وجيل من الصالحين الايجابيين الذين
يكونون لكم في الدنيا عوناً وفي الآخرة فخراً ونجاة من النار



وتذكروا احبتي
دائماً أن حامل القرآن يكسى أبواه حلتين من الجنة ويقال لهما هذا لما علمتماه القرآن .
فأنظروا
كيف أن الخير في الدنيا والآخرة على حد السواء .....