النصوص موضع الشبهة:
1. قوله تعالي (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)
2. قوله تعالي (أولم يري الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما, وجعلنا من الماء كل شيء حي)
3. قوله تعالي (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي إلي السماء فسواهن سبع سموات)
4. قوله تعالي (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ......................................ثم استوي إلى السماء فقضاهن سبع سموات في يومين)
5. قوله تعالي (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا, رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا, وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا, وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا, أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا, وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا, مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)
6. حديث (كان الله ولم يكن شيئ قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيئ، ثم خلق السموات والأرض).
7. جديث (قدر الله تعالى مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)
8. حديث (خلق الله التربة يوم السبت..........................الحديث)
نص الشبهة:
كيف يمكن القول بأن الماء قد خلق تحت العرش قبل خلق السموات والأرض, وكيف يمكن القول بخلق الأرض اصلا قبل السماء أو حتي مع السماء, مع أن عناصر الماء (هيدروجين و أكسجين), اضافة الي عناصر الأرض المعلومة في الجدول الدوري لم تخلق الا بعد حدوث الانفجار الكبير من حوالي 13.7 مليار سنة, و تكون الجسيمات دون الذرية ثم نشأت ذرات الهيدروجين البسيطة والتي بدورها كونت النجوم البدائية التي عملت بدورها كأفران اندماج نووي ساعدت علي تشكيل العناصر الأثقل من الهيدروجين كالكربون و الأكسجين, ثم انفجرت هذه النجوم و أخرجت ذراتها الي الفضاء الكوني مكونة نجوم أعظم في دورات متتالية علي مدار مليارات السنين حتي تشكل السديم الشمسي من حوالي 4.5 مليار سنة, و الذي منه نشأت الشمس و الكواكب المحيطة بها بما فيها الأرض, و بالتالي فهذا السيناريو العلمي مخالف لما قال به الاسلام من جعل خلق الماء قبل السموات و الأرض و جعل خلق الأرض مع أو قبل السماء.
ثم زعموا أن القرآن حدث به تناقض ليس فقط مع العلم الحديث بل أيضا تناقضت آياته مع بعضها البعض حين جعل خلق السماوات قبل الأرض في سورة فصلت (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين..........فقضاهن سبع سموات في يومين), وجعل خلق السماء قبل الأرض في سورة النازعات (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها............والأرض بعد ذلك دحاها)
من هم أصحاب الشبهة:
1. نصاري: مثل الرابط الآتي تحت عنوان (خطأ في أولوية خلق السماء والأرض)
http://entaha.com/%D8%A7%D9%84%D9%81...B1%D8%A2%D9%86
2. ملحدين: وكمثال لقولهم أكتفي بموضوع (النجوم والماء والعرش) علي الرابط الآتي
http://basees.blogspot.com/2013/01/blog-post_30.html
3. للأسف بعض المسلمين حديثا خُدعوا بعلوم الغرب, و ظنوها يقين لا شك فيه فلجأوا الي افتراض وجود تعارض ظاهري في القرآن و السنة لابد من ايجاد حل له, فشحذوا أسلحتهم علي ظاهر القرآن و السنة ظنا منهم أنهم بذلك سيُخرجوا القرآن و السنة من مُشكل عويص قد يتسبب في هدم الدين و ضياع الاسلام بين غير متبعيه و كفر اتباعه به, وكأن الله الذي علم آدم اللغة قد عجز في قرآنه أن يأتي بما هو أحكم لكي لا نظن به التعارض الظاهري, وكأن رسول الاسلام الذي أوتي جوامع الكلم عجز عن بيان الحق بكلمات واضحات تمنع حدوث هذا التعارض, وكأن نصوص القرىن و السنة قد مرت علي سلف الأمة كلهم ففهموها خطأ و بنوا عقيدتهم في ترتيب خلق السماوات و الأرض علي فهم خطأ, فكأنهم جعلوا نصوص القرآن و السنة خادعة للمسلمين في ظاهرها, و أنهم وحدهم من استطاع بعد تطور العلم الحديث فهم ما بطن من النصوص لا خراج الأمة الاسلامية من ضلالة الأخذ بظاهر القرآن عن ترتيب خلق السماوات والأرض.
وقد تناول طرح هذه الشبهة و الرد عليها فيما أعلم من المسلمين بحثين أحدهما قديم و الآخر حديث:
قديما: مصطفي عصفور و منصور عباس في موضوع بعنوان (تأملات في خلق السماوات واﻷرض )
http://marsad.almashhad.org/doc/Sky&Earth_Creation3.pdf
مع العلم بان د. مصطفى عصفور- دكتور في علوم اﻷرض والفضاء
حديثا: عز الدين كزابر في طيات موضوع كتبه بعنوان (الفصل (أ20) – محمد الصادق عرجون - كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه)
http://kazaaber.blogspot.com/2014/01/20.html
ولا أعلم لماذا لم يذكر أستاذ عزالدين كزابر في موضوعه أن هناك من سبقوه الي هذا الأمر فأتت مقولته شبيهة بقول من سبقوه, و هذا خطأ في منهجية البحث العلمي الا أن يكون توارد أفكار ليس الا, و العلم عند الله.
وحاصل ردود البحثين السابقين علي شبهة التعارض بين الاسلام و العلم في باب ترتيب خلق السموات و الأرض أنهم جعلوا ماء العرش ليس هو الماء المعلوم لدينا علي الأرض و لابد أنه اشارة الي سائل (مائع) ليس من جنس ماء الأرض المتكون من الهيدروجين و الأكسجين, ثم جعلوا خلق الأرض بعد خلق السماء كما قال العلم واستندوا في ذلك لآية سورة النازعات التي صرحت بخلق السماء قبل دحو الأرض واخراج ماءها ومرعاها, ثم لجأوا لتأويل حرف العطف ثم في الآيات التي ناقضت آية النازعات كما في سورة فصلت, و سورة البقرة والتي ذكرت الأرض ثم الاستواء الي السماء, فجعلوا ثم للتتابع الخبري (أي ثم قل يا محمد أن الله استوي للسماء) و ليس لترتيب الأحداث, و ذلك حتي يوافق الاسلام قول علوم البشر القائلة بأن ذرات الأرض خلقت بواسطة اجرام السماء, وأن خلق السماء وقع قبل خلق الأرض, ثم تكونت الأرض في رحم السماء.
منهجي في الرد علي هذه الشبهات:
1. بيان وجود الشبهة في كتب التفسير قديما وكيف تم الرد عليها
2. بيان هل الشبهة تستند الي علم يقيني لا يمكن زعزعته في المستقبل أم لا, وكيف أن المكتشفات الحديثة تهدم نظرية الانفجار الكبير حيث تدل هذه المكتشفات الحديثة علي انتشار الماء و العناصر بوفرة في كافة ارجاء الكون بل و قريبا جدا من مركز الانفجار الكبير, بما يجعل البحث عن بديل قوي لنظرية الانفجار الكبير امر حتمي, و لن يكون هناك بديل باذن الله تعالي من دون نصوص القرآن و السنة و التي يظهر فيها فتق السماء عن الأرض منذ اللحظة الأولي, فتكون هناك سماء وأرض منذ اللحظة الأولي لفتق الرتق.
3. بيان أن النصوص الاسلامية لن تستقيم لمن أراد تأويل ماء العرش وصرفه عن ظاهر اللفظ, وجعل خلق الأرض بعد خلق السماء (تفنيد أقوالهم)
4. كيف نفهم مصطلح السماوات في القرآن قبل الكلام عن ترتيب خلق السماوات والأرض (متي نفهم مصطلح سماء علي أنه جو الأرض ومتي نفهمه علي أنه سماء الكون)
ويتضمن هذا المبحث شرح عبارة المفسرين كل سماء قبل الأرض فهي سماء الكون و كل سماء بعد الأرض فهي جو الأرض (الغلاف الجوي بمصطلح العلم الحديث)
5. بيان أن بداية رد الشبهة يبدأ من فهم الرتق و الفتق, لبيان أن مجموع مكونات السماوات و الأرض كان في كتلة الرتق, وأن الفتق أوجد بالتالي كلا من السماوات و الأرض, و ليس السماء فقط
6. فهم اسم الله فاطر وما هو فطر السماوات والأرض للرد علي من جعل خلق ذرات الكون بعد الانفجار الكبير, و هل الفطر تم قبل الرتق أم بعده
وهذا المبحث جديد علي العلوم الشرعية, اذا لم يسبق لأحد فيما أعلم أن تكلم في علاقة الفطر ببيان تركيب الرتق و من أين جاءولا يمكن فهم فطر السماء والأرض قبل فهم كيف فطر الله الانسان (فطرني - فطركم) من تراب الأرض, ثم نقيس مفهوم فطر السماوات و الأرض علي مفهوم فطر الانسان, و لماذا جاء فطر الانسان في القرآن علي الفعل الماضي (فطرني - فطركم), و جاء فطر السماوات و الأرض باسم الفاعل (فاطر السموات والأرض) الا في قوله تعالي (الذي فطرهن) فهو علي الماضي, فهل لاسم الفاعل أثر علي فهم ايجاد السماوات و الأرض
7. شرح حديث (كل شيء خلق من ماء) وأثره في فهم عملية فطر السماوات والأرض, واثباته لوجود الماء والذرات قبل الرتق وفي الرتق
8. بيان ترتيب أحداث خلق السماوات و الأرض من لحظة الفطر و حتي الاستواء علي العرش, و كيف تداخل خلق السماوات مع خلق الأرض في ذات الستة ايام, الا في موضعين اثنين من القرآن جاء اتمام شكل الأرض (الدحو - الطحو) بعد خلق السماء
الموضع الأول
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)"(النازعات)
الموضع الثاني
و الشمس وضحاها والقمر اذا تلاها و النهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء و ما بناها والأرض و ما طحاها
حيث أبين في هذا المبحث أن الدحو و الطحو ليسا من خلق الأرض, بل هو اتمام لشكل الأرض بعد فترة كبيرة من خلقها بوذلك بتأثير دوران الأرض و حركتها, و أثر هذا الشكل علي اتمام الغلاف الجوي للأرض و تعاقب الليل و النهار واخراج الماء والمرعي وبدء الحياة علي الأرض
والرابط الآتي يبين شيئا يسيرا مما أشرت اليه, لحين اتمام الموضوع http://en.wikipedia.org/wiki/Earth
9. بيان وقوع التضارب الشديد بين حديث خلق التربة يوم السبت و بين صريح القرآن و أنه لا يمكن الجمع بينه و بين القرآن, بما يجعل الحديث ضعيف المتن بالاضافة الي ضعف السند عند من ضعفوا سند الحديث
برجاء عدم كتابة أي تعليقات حتي أعلن انتهائي من كتابة كامل الموضوع, و جزاكم الله خيرا
ومن أراد مساعدتي في أي واحدة من النقاط السابقة أو نقدي فأرجو ألا يتأخر عن مراسلتي علي الخاص, أو ينتظر حتي أتم الموضوع ثم يكتب ما شاء من التعليقات, أو يمكنه فتح موضوع جديد للتساؤلات
مع العلم أن الموضوع قد يأخذ وقت طويل لصعوبته الشديدة, فلا تنسوني من صالح دعواتكم بالتوفيق.
يتبع
Bookmarks