المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن الزبير
الإنسان إما أن يكون مخلوقا مكرما له اختيار حر مستقل, فهو إذن يملك الاختيار.
وإما أن يكون مجرد آلة بيولوجية, مجبرا على الخضوع للقوانين المادية العمياء, مجردا عن الاختيار.
القوانين المادية لا تستأذن ذرات العالم المادي لتعمل فيها عملها, وذرات العالم المادي لا تملك الاختيار أصلا.
إنها إذن جبرية مادية قاهرة, وسنن ثابتة غير متغيرة, فإذا نظرنا إلى الإنسان في سلوكه وحركته عبر التاريخ, فهل نرى كينونة مادية تنفعل للقوانين المادية, وترضخ لها, وترضى بها, بدون اعتراض ولا ترجيح ولا اختيار؟
أم أننا نرى كيانا إنسانيا متمردا على الطبيعة, يمرض, فيجزع, ويصاب فيحزن, ويشعر بألم الفقد, وبفرحة والوجدان, ويتقلب بين الخوف والرجاء, والشوق إلى عالم ليس فيه شقاء, ولا ضنك ولا ضيق؟
لماذا لا يكون الإنسان مثلا مثل ذرات الماء, تتجمد بفعل البرودة, وتغلي وتتبخر بفعل الحرارة, وهي مستسلمة راضخة عارية عن ثوب الاختيار الذي يكدر حياة الإنسان.
الاختيار خاصية من خصائص الروح, وليست من خصائص هذا الكيان الجسماني المادي. ولو كان للجسم اختيار لما قبل منا أحد أن يدفن تحت التراب, ونحن قيد حياتنا ننفض التراب عن أحذيتنا.
الإلحاد لوثة لا تصيب إلا الصم البكم العمي الذين لا يعقلون.
Bookmarks