1) الظُّهور
- ظهرت في أُوروبّا نتيجة لتحريف النّصرانيّة ، و طُغيان رِجال الكنيسة ، و الاِحتكاك بالعالم الإسلامي.
- كان الدّين الذي تخلّصت منه أُوروبّا يهمل الحياة الدُّنيا ، و يُحقِّر الإنسان بدعوى تمجيد الرّب ، و يُحقِّر الجسد بدعوى تخليص الرّوح ، و يُحارب العلم ، و يحجُر على العقل أن يُفكِّر ، إلى جانب طُغيان رِجال الدّين.

2) الاِنتشار
- اِنتشرت عن طريق ترويج اِفتراءات ضد الدّين و الأخلاق ، و خِداع الجماهير بشعارات برّاقة قد تكون صحيحة في ذاتها و لكنها تُضخَّم ليختلط بها الحق و الباطل ، و نشر الأفكار الهدّامة كما لو كانت تستند إلى حقائق العلم ، إلى جانب المُلابسات التّاريخيّة.

3) الاِنتقال
- اِنتقلت إلى العالم الإسلامي عن طريق الاِستعمار ، و الاِستشراق ، و الاِستتباع.
- لم يحدُث التّشريع بغير ما أنزل الله في التّاريخ الإسلامي سوى مرّة واحدة ؛ حين حَكَم التّتار.

4) من يُشرِّع بغير ما أنزل الله يكون خارِجاً من الملّة بإجماع.
- قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. ( النِّساء ، 60 )
- قال تعالى : فَلَا وَ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. ( النِّساء ، 65 )
- قال تعالى : وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ. ( المائدة ، 44 )
- قال تعالى : وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. ( المائدة ، 45 )
- قال تعالى : وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. ( المائدة ، 47 )
- قال تعالى : وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَ مَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ وَ إِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. ( النُّور ، 47 : 51 )

5) ليس الاِستبداد السّياسي في التّاريخ الإسلامي كالاِستبداد السّياسي في أُوروبّا في العُصُور الوُسْطى.
- لا يوجد في الإسلام حُكُومَة ثيوقراطيّة.
- لم تحكُم الحُكُومَة الثّيوقراطيّة في أُوروبّا بالدّين و لكن باِسم الدّين.
- الشّريعة التي كانت تحكُم في أُوروبّا في ظل الحُكُومَة الثّيوقراطيّة هي القانون الرّوماني ؛ بمعنى أن التّشريع كان علماني !
- الاِستبداد قد يكون بالدّين أو بدونه.

6) الأسباب التي أدّت إلى الاِستبداد السّياسي في التّاريخ الإسلامي لم يكن مصدرها الدّين ، و لكن الاِنحراف عنه.
- ساند " عُلَمَاء السُّلْطة " الاِستبداد السّياسي.
قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. ( البقرة ، 174 )
- اِنغمست الأُمّة في المعاصي و اِستكانت للاِستبداد السّياسي.

7) تُثار شُبهة أن تحكيم الشّريعة ضد المَدَنيَّة.
- ترتبط المَدَنيَّة بتقدُّم المعارف الإنسانيّة ، و معلوم أن الإسلام لا يقف أمام العلوم و المعارف التي من شأنها تحقيق التّقدُّم ، بل على العكس فهو يُبيِّن أن الإنسان مُسْتخْلَف في الأرض.
- مفهوم " المدنيّة " مُرتبِط في أذهان العلمانيين بفصل الدّين عن الدّولة ، و هذا ما لا يقبل به الإسلام.

8) تُثار شُبهة أن الذي يُطبَّق ليس هو الشّريعة ، إنّما فهم البشر للشريعة ، فهو إذاً تشريع بشري ، و لكن له قَدَاسة تمنع مُعارضته.
- كثير من النُّصُوص الشّرعيّة قَطْعي الدّلالة ، كتحريم الزِّنا و الرِّبا و الخَمْر.
- هُناك فرق بين الاِجتهاد المُنضبِط بالضّوابط الشّرعيّة ، و الاِجتهاد المُنفلِت من كُل ضابط.
- كيف كانت تُطبَّق الشّريعة مع اِختلاف المذاهب و الاِجتهادات ؟ و كيف تُطبّق القوانين الوضعيّة مع اِختلاف الآراء ؟

9) تُثار شُبهة عدم وُجود بَرْنامَج مُحدد قابل للتنفيذ و قادر على حل المُشكلات.
- إن تحكيم الشّريعة أمر لا يخُص فرداً مُعيّناً أو جماعة مُعيّنة حتى تُطالَب بوضع بَرْنامَج مُحدد من أجل الحُكم عليه. إنّه أمر مُلزِم لكُل مُسلِم يشهد أنّه لا إله إلّا الله و أن مُحمّداً رسول الله.

10) تُثار شُبهة أن الإسلام لا يقبل إلّا بوجهة نظر واحدة ، و لا يسمح بقيام الأحزاب ، و لا بتداوُل السُّلطة.
- تعدُّد المذاهب الفقهيّة يُبرهن على أن الإسلام يقبل بتعدُّد الآراء ، و لكن ما يقصُده العلمانيّون بالتّعدُّد هو أن يكون الإسلام رأي في مُقابل آراء أُخرى مُخالِفة للإسلام.
- حين يكون الأمر بين كلام الله و كلام البشر ، فمن ذا الذي يدّعي أنّه أعلم من الله ، و أن كلام الله لا يلزمه لأنّه مُجرّد وجهة نظر !
- الإسلام يرفُض الدّيمُقراطيّة الحزبيّة التي تجعل الحزب الحاكم و المُعارَضة في صِراع مُستمر.
- تتناقض المواقف بتغيُّر الأوضاع. مثال ذلك أن حزب العُمّال البريطاني يُطالِب - طالما كان في المُعارضة - برفع أُجور العُمّال و تخفيض ساعات العمل ، فإذا جاء إلى الحُكم رفض ذلك أو عجز عن التّنفيذ.