لو فرضنا جدلا صحة التطور بالإنتخاب الطبيعي و الطفرات !
لنسلم جدلا بأن الحياة التي انبثقت بمعجزة فيزيائية لا مُنشئ لها و لا مَنشأ سوى الحظ عن طريق ملايين المصادفات.
و لنسلم جدلا بوجود خلية أولية تطورت من بدائية النواة إلى حقيقية النواة لا إراديا و لا قدريا و من غير توجيه ذاتي أو خارجي .. و أن هذه الخلية حقيقية النواة مهما كانت معقدة التركيب و الوظائف فهي بسيطة بالنسبة لآليات التطور الدقيقة و البطيئة !
و لندع الخوض في تفاصيل أشكال الحياة و الأحياء التي انبثقت (لا إراديا و لا قدريا و بغير توجيه) عن هذه الخلية في مجتمعها الخلوي. من حيث انقسامها جينيا إلى مجتمعات متباينة الأشكال و الأعضاء الحيوية و السلوكيات : نباتات .. كائنات بحرية ذوات زعانف .. زواحف .. حشرات .. حيوانات ذوات أرجل و أخرى ذوات أجنحة .. مع الإقرار بأن ما تمتلكه هذه الكائنات الحية من مكتسبات لعملها ليس عبثيا أو غير لائق و لكنه ذو خصوصية معتبرة من أجل البقاء و التكاثر.
الآن، تقول لنا نظرية التطور في القرن الحادي و العشرين بعد ملايين السنين من بدء قصة الحياة، أنها اكتشفت سر هذا التحول العظيم الذي يضاهي الإنفجار الكوني العظيم بل يفوقه تعقيدا من حيث دقة الإبداع و كثافته و تنوعه, و تمثل هذا السر في آليتين : الإنتخاب الطبيعي و الطفرات.
السؤال : بما أن التحول عن طريق الإنتخاب الطبيعي و الطفرات يقف في الوسط بين عقيدة الخلق الحكيم و نظرية العشوائية.
و بما أن حدوث هاتين الآليتين استدعى بأن يكون التطور دقيقا جدا و بعيد المدى جدا، فهذا يعني أن الكائنات الحية التي ظهرت على الأرض لم تظهر فجأة مكتملة التركيب و الأعضاء فالكائنات التي اكتسبت الأعضاء الداخلية و الأرجل أو الأجنحة أو الأعين أو وسائل للتكاثر لم تكتسب ذلك فجأة بل عن طريق الإنتخاب الطبيعي و الطفرات.
النتيجة : أنها كانت في فترات متباعدة و متعاقبة من الزمن بأنصاف أعضاء داخلية و أنصاف أجنحة و نصف أرجل و نصف أعين أو بأجزاء و براعم من هذه الأعضاء الحيوية الخارجية و حتى الداخلية الضرورية لبقائها و حياتها ؟
السؤال : كيف يقوم الإنتخاب الطبيعي بهذا العمل المشكل و الغريب بل شبه المستحيل ؟ لماذا ينشأ عضو لا فائدة منه و يبقى مع تطور الكائن لملايين السنين مع أنه غير مُفيد و عبء على الكائن و سيُزال في كل الأحوال حسب مفهوم الإنتخاب.
بالاضافة إلى ذلك، فإن معظم هذه الأعضاء الدقيقة تعتمد بشكل متداخل على صفات أخرى بالغة التعقيد أيضا، بشكل يتوقف عليه صلاحيتها للعمل.
أليس في ذلك دلالة قاطعة على أن الترابط بين الأعضاء الحيوية المعقدة لابد و أن يكون ظهر فجأة و دفعة واحدة ؟؟
السؤال للعقول المفكرة !
Bookmarks